لم يكن فيلم "توصيلة جميلة" Driving Madeleine قد لفت انتباه كثيرٍ من النقّاد عند خروجه إلى الصالات الفرنسية عام 2022. إذ وُصِف، في أحسن الأحوال، بالعمل "اللطيف"، الذي يجمع بين "ثنائيّ مؤثّر" تمثيلياً، في حين شخّصَ أغلب مَن تناولوه في الصحافة سهولة حكايته وهشاشته تقنياً.
لكنّ الفيلم الذي أخرجه كريستيان كاريون، وأدّى بطولته كلٌّ من داني بون ولين رُنو، سيعرف مصيراً مختلفاً خارج فرنسا، هو الذي يبدو موجَّهاً إلى المُشاهِد الأجنبي قبل غيره، حيث جمع أكثر من 700 ألف مُشاهِد وطُرحت فكرة "نسخه" في بلدان أخرى، بحسب صحيفة لا فوا دو نور (صوت الشمال) الفرنسية.
ومن أحدث نجاحات الفيلم في الخارج ترشيحه، قبل أيّام، ضمن فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية في "جوائز الأكاديمية اليابانية للسينما"، التي تُعرَف بأنها المقابل الياباني للأوسكار. مع العِلم أن "توصيلة جميلة" كان قد شارك العام الماضي في "مهرجان بكين الدولي للسينما"، حيث حازت بطلته، لين رُنو (مواليد 1928)، على جائزة أفضل ممثّلة.
ويكمن سبب نجاح الفيلم في أكثر من بلد آسيوي بقصّته، التي تمثّل مدينة باريس ثالثَ أبطالها. حيث يحكي لقاء شارل، وهو سائق تاكسي بسيط الحال (داني بون)، بمادلين (رُنو)، التي تجاوزت التسعين من العُمر، والتي تسأله إيصالها إلى مكان سكنها الجديد: بيت المسنّين. وخلال هذه التوصيلة، تروي مادلين حكايتها للسائق، والعنف الزوجي الذي عانت منه لسنوات، في حين يحاول شارل التخفيف من حزنها عبر التنقّل بها بين معالم باريس التي أحبّت.
الفيلم، الذي شاهده في فرنسا نحو 500 ألف شخص، ينافس على الجائزة اليابانية (يُعلَن عن هوية الفائزين في 8 مارس المقبل) عدداً من أبرز أو أضخم إنتاجات العام المنقضي، مثل "قَتَلة زهرة القمر" Killers of the Flower Moon لمارتن سكورسيزي، و"تار" Tár لتود فيلد، و"باربي" Barbie لغريتا غيرويغ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق