الجمعة، 6 مارس 2015

شعـــراء على حافة الهاوية

 قصص شعراء حكمت الجرأة مسارهم وحياتهم وإبداعهم وقضوا شهداء مواقفهم من السلطات الجائرة..
عندما كان تيمورلينك في عز انتصاراته، وقد وصل بجحافل جيوشه للشام، وقف مزهوا وبجانبه الشاعر كرماني، سأل تيمورلينك الشاعر: بكم تشتريني يا كرماني، ليرد عليه: بألف دينار. استغرب تيمورلينك وقال له: ولكن حزامي وحده يسوى هذا المبلغ. رد عليه الشاعر: وأنا أشتري حزامك فقط أما أنت فلا تسوى شيئا، ودقت عنق الشاعر.
وفي تشيلي، غداة انقلاب بونشيت الفاشي على حكومة الوحدة الوطنية التي كان يرأسها الليندي، تم اعتقال الشاعر والمغني فيكتور جارا مع آلاف من المعارضين اليساريين وتم جمعهم في ملعب سانتياغو الرياضي، لتنهال البلطات الفاشية الهمجية وتقطع يدي فيكتور جارا، ويقول له الضابط: فيكتور جارا غن الآن غن غن للجنرال. وتصدح حنجرة المغني والشاعر بنشيد الثورة الأممي ويردده معه آلاف المعتقلين معه في الملعب بصوت وحنجرة واحدة.
ولم يكن يخفي الشاعر الروسي بوشكين ميوله الداعمة لحركة الديسمبريين الناهضة في الأدب والثقافة والفكر والسياسة والمعارضة للقيصر فما كان من هذا الأخير إلا أن دبر له مبارزة أوقعته قتيلا.
الشاعر متمرد نيابة عن الجميع، وفي الشعر مساحات لكل الهواجس والأحلام والحرية. الأمثلة عديدة، وشعراء متمردون كثر وقفت حياتهم على حافة الهاوية من باتريس لومومبا، الذي اغتيل، إلى شهدي عطية المذوب في سجنه بالأسيد، إلى غارسيا لوركا الذي اغتالته كتاب السلطات الفاشية التي أتت إلى الحكم بعد انقلاب على حكومة الجمهوريين اليسارية، وحتى بنيامين مونوليزي الذي أعدمته سلطات التمييز العنصري في جنوب إفريقيا.
إن الصراخ المحطم قطبان الزيت والتناغم من أجل الخبز اليومي والزهرة والحنان، من أجل أن تكتمل مشيئة الأرض المانحة ثمارها للجميع ويسبغ على الشعر الصافي قيمة سياسية ونضالية عظيمة تضع في الخندق الواحد جميع من استشهدوا في مواجهة الطغيان الفاشي والتسلط بكافة. إن المصير الذي انتظره الشاعر دائما، وهو الذي سيعلن عاليا في يوم ليس بعيدا جدا “سيصبح الناس أحرارا”.
محمد عبيدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق