ملتقى وهران الدّولي
للسينما والرّواية
دورة آسيا جبّار
حول موضوع
"التفاعل وإنتاج المعنى"
أيام 03 - 04 - 05 جوان 2015
ظلّت السينما عبر سيرورتها التاريخية وتحولاتها الجمالية الفنية تبحث عن سندات وآليات فلسفية وأدبية وفنية من أجل إعطاء ديناميكية أقوى لأبعادها التأثيرية، لتصنع لنفسها كيانا تفاعليا له القدرة على استيعاب جميع الخطابات من مختلف الحقول المعرفية.
وقد شهدت السينما في فترة ما قبل الحداثة أو في زمن الحداثة أو في مرحلة ما بعد الحداثة، ثم في ما يسمّى بالأدائية رغبة من هذا الفن في النهل من كنوز القص الروائي، وبذلك يصبح المنتوج السينمائي جسر عبور لاكتشاف المغمور من الإبداع والمسكوت عنه في الكتابة الروائية، عبر معالجة بصرية للسيناريو، حيث تذيب المحكي الروائي في المحكي الفيلمي وتستنطق جوهره ولبّه وخباياه.
الرواية والسينما عالمان يتواصلان ويتقاطعان، وقد يحدّ اللقاء بينهما من نرجسية المبدع الروائي أو قد يغذيها، وقد يفرز هذا التواطؤ الجميل بين المكتوب والصورة اللاممكن والمستحيل، وذلك عبر استغلال إمكانيات السرد الروائي والسرد السينمائي، إن هذا التحويل من وسيط إلى وسيط آخرلا يعنى النقل الحرفي للمدلول الجاهز من لغة إلى لغة أخرى، بقدر ما يعنى أن لتلك الخيارات المفتوحة في تنظيم الحذف والتقطيع وإعادة تشكيل المادة هي التي تمكننا من صياغة النص المقترح، إذ لكل مبدع رؤيته حول الذات والعالم والآخر.
إن تفاعل السيناريست مع الرواية يتم عبر التماهي والتكيف والتعايش، وقد تأخذ العلاقة منحى آخر من نفي وتحوير وتضحية بلبّ النص في أكثر الأحيان، لكن ما يشفع للسينما في هذا المقام أنها أوصلت الرواية إلى المتلقي، ومكنت المشاهد بكل مستوياته وقناعاته وانتماءاته من التفاعل مع الصورة، في الوقت الذي حصرت الرواية في أغلب حالاتها لدى النخبة المثقفة، كما للسينما الفضل في إخراج الرواية من غياهب المكتبات إلى دور العرض.
إن موضوع الأفلمة في حدّ ذاته يحمل تناقضات في فهم المصطلح، فالبعض يراه اقتباسا والبعض الآخر يراه تكييفا، وعليه تتجلى لنا مفارقات أو توافقات بين الترجمة والإعداد والنقل والتحويل في التعامل مع النص الروائي، ومن ثمّ ما الحدود الفاصلة ما بين تلك التجارب وخلفياتها الإبستيمولوجية ؟ ما حدود تلك التجارب التي نهلت من منبع الرواية الرافد والانتماء؟ وهل للإبداع حد يحتكم إليه في رسم طاقته الاحتوائية؟ إلى أي الصيغ يحتكم المقتبس وما المعايير التي تصنع أفلمة الرواية ؟لمَ الحاجة للرواية؟ هل لدى الرواية خزان درامي لإثارة حواس المشاهد وجذب انتباهه أم هناك شح في مخيلة مبدعي السيناريو تدفعهم للرواية كنص جاهز للتداول، أم أن تسويق الفيلم ونجاحه يعتمد على شهرة صاحب الرواية ونسبة قرائه؟ إلى أي حد نجحت السينما في تمثّل الثورة التحريرية الجزائرية ؟ كيف تشكّلت صورة مدينة وهران روائيا وسينمائيا؟ كلها أسئلة تنخرط في إشكالية عميقة تدور حول التقاطع والاختلاف بين الرواية والسينما في ظل هذه التحوّلات الجمالية الكبرى في ألفيتنا الثالثة.
للسينما والرّواية
دورة آسيا جبّار
حول موضوع
"التفاعل وإنتاج المعنى"
أيام 03 - 04 - 05 جوان 2015
ظلّت السينما عبر سيرورتها التاريخية وتحولاتها الجمالية الفنية تبحث عن سندات وآليات فلسفية وأدبية وفنية من أجل إعطاء ديناميكية أقوى لأبعادها التأثيرية، لتصنع لنفسها كيانا تفاعليا له القدرة على استيعاب جميع الخطابات من مختلف الحقول المعرفية.
وقد شهدت السينما في فترة ما قبل الحداثة أو في زمن الحداثة أو في مرحلة ما بعد الحداثة، ثم في ما يسمّى بالأدائية رغبة من هذا الفن في النهل من كنوز القص الروائي، وبذلك يصبح المنتوج السينمائي جسر عبور لاكتشاف المغمور من الإبداع والمسكوت عنه في الكتابة الروائية، عبر معالجة بصرية للسيناريو، حيث تذيب المحكي الروائي في المحكي الفيلمي وتستنطق جوهره ولبّه وخباياه.
الرواية والسينما عالمان يتواصلان ويتقاطعان، وقد يحدّ اللقاء بينهما من نرجسية المبدع الروائي أو قد يغذيها، وقد يفرز هذا التواطؤ الجميل بين المكتوب والصورة اللاممكن والمستحيل، وذلك عبر استغلال إمكانيات السرد الروائي والسرد السينمائي، إن هذا التحويل من وسيط إلى وسيط آخرلا يعنى النقل الحرفي للمدلول الجاهز من لغة إلى لغة أخرى، بقدر ما يعنى أن لتلك الخيارات المفتوحة في تنظيم الحذف والتقطيع وإعادة تشكيل المادة هي التي تمكننا من صياغة النص المقترح، إذ لكل مبدع رؤيته حول الذات والعالم والآخر.
إن تفاعل السيناريست مع الرواية يتم عبر التماهي والتكيف والتعايش، وقد تأخذ العلاقة منحى آخر من نفي وتحوير وتضحية بلبّ النص في أكثر الأحيان، لكن ما يشفع للسينما في هذا المقام أنها أوصلت الرواية إلى المتلقي، ومكنت المشاهد بكل مستوياته وقناعاته وانتماءاته من التفاعل مع الصورة، في الوقت الذي حصرت الرواية في أغلب حالاتها لدى النخبة المثقفة، كما للسينما الفضل في إخراج الرواية من غياهب المكتبات إلى دور العرض.
إن موضوع الأفلمة في حدّ ذاته يحمل تناقضات في فهم المصطلح، فالبعض يراه اقتباسا والبعض الآخر يراه تكييفا، وعليه تتجلى لنا مفارقات أو توافقات بين الترجمة والإعداد والنقل والتحويل في التعامل مع النص الروائي، ومن ثمّ ما الحدود الفاصلة ما بين تلك التجارب وخلفياتها الإبستيمولوجية ؟ ما حدود تلك التجارب التي نهلت من منبع الرواية الرافد والانتماء؟ وهل للإبداع حد يحتكم إليه في رسم طاقته الاحتوائية؟ إلى أي الصيغ يحتكم المقتبس وما المعايير التي تصنع أفلمة الرواية ؟لمَ الحاجة للرواية؟ هل لدى الرواية خزان درامي لإثارة حواس المشاهد وجذب انتباهه أم هناك شح في مخيلة مبدعي السيناريو تدفعهم للرواية كنص جاهز للتداول، أم أن تسويق الفيلم ونجاحه يعتمد على شهرة صاحب الرواية ونسبة قرائه؟ إلى أي حد نجحت السينما في تمثّل الثورة التحريرية الجزائرية ؟ كيف تشكّلت صورة مدينة وهران روائيا وسينمائيا؟ كلها أسئلة تنخرط في إشكالية عميقة تدور حول التقاطع والاختلاف بين الرواية والسينما في ظل هذه التحوّلات الجمالية الكبرى في ألفيتنا الثالثة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق