الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014

دورة أفلام أمير كوستاريكا في سينماتيك الجزائر

تمثل سينما المخرج أمير كوستاريكا تجربة متفردة في السينما الأوروبية بشكل خاص والسينما العالمية بشكل عام، كما أن أفلامه تمثل قصائد إنسانية مشغولة بفهم كبير للواقع في إطار من الفنتازيا الراقية والكوميدية السوداء. وفي عالم أمير كوستوريكا السينمائي، الأعاجيب هي المناخ السائد والفعل الأكثر سوريالية وواقعية في آن.
في أعماله السينمائية جهد كوستاريكا في تشييد عالم سينمائي، يتجاور فيه الواقع والخيال أو بالأحرى يتمازجان. شخصياته واقعية جداً برغم حديّتها وتطرفها ومبالغاتها. إنها في نهاية المطاف تشبه آخرين حولنا وتشبهنا. كذلك هو محيطها وحياتها اليومية. سوريالي في الظاهر، كثير الحيل والمبالغات، مفرط إلى حد التخمة. ولكن كأنما بيد سحرية، يتحول في جوهره عالمًا مألوفًا. هل هي ألفة عالم سينمائي بات مفضوح الرموز والشيفرات؟ كلا. إنه أبعد من ذلك. عالم إنساني، شعري، موسيقي إنما مكثف ومتطرف. في كل ذلك، ينجذب كوستوريكا دومًا إلى الإنسان أو إلى أعجوبة الحياة، الحياة الممكنة في كنف تضافر الظروف غير المؤاتية. في هذه القدرة، سواء أقدرة الإنسان على اجتراح معجزة الحياة أو قدرة الحياة على تلوين نفسها وتجديدها لتبقى ممكنة، تكمن الأعجوبة التي يجلها كوستوريكا ويتغنى بها والتي تمنح أفلامه، في ما هي مفارقة غريبة، جرعة تفاؤل.
ويأتي تنظيم وزارة الثقافة دورة أفلام أمير كوستوريكا في سينماتيك الجزائر من 1 إلى 30 جوان فرصة مهمة للمشاهد الجزائري لمتابعة أعمال هذا المبدع الكبير..
ينتمي كوستاريكا وهو من مواليد سراييفو(1945)، إلى دائرة ضيقة من المخرجين الذين فازوا بجائزة السعفة الذهبية، وهي أكبر جوائز المهرجان، عن أفضل فيلم مرتين، عن “حينما ذهب والدي للعمل” عام 1985 و«تحت الأرض” عام 1995، وكان قد سبق له عام 1981، أن مر بالبندقية مرورا عابرا لاستلام الأسد الذهبي عن فيلمه “هل تذكر دوللي بيل؟” وفي عام 1988 حصل على جائزة أفضل إخراج من مهرجان “كان” عن فيلمه (زمن الغجر)، وقد رشح الفيلم أيضًا لجائزة السيزار الفرنسية. يذكر أن المخرج أمير كوستاريكا درس السينما في أكاديمية السينما في براغ وعمل في التلفزيون اليوغسلافي ثم عمل فترة من الزمن مدرسًا في معهد الفنون المسرحية في “سيرجيفو” وكون فرقة موسيقية وشارك فيها بالعزف كلاعب غيتار وذهب مع الفرقة في جولة طويلة. ويقول كوستاريكا عن جولته تلك: “لم أكن أرغب إلا في شيء واحد: أن يطويني النسيان”. وعندما ظهر من جديد، اهتم بعدة مشاريع حركت في داخله “الحافز العميق والمتين” الذي يحتاجه لصنع فيلم جديد، وبتشجيع من “ميلوش فورمان”، استقر اختياره على “زمن الغجر” وكان الحظ حليفه إذ حصل على المال اللازم لتنفيذ هذا لفيلم “أشعر أنني ملزم بفيلم يعالج موضوعا يهزني من الأعماق، يجعلني أثور وينتزع مني الضحك والدموع في آن واحد”. فيلم “زمن الغجر” يتناول حياة الغجر في يوغسلافيا من خلال موضوع خاص هو بيع الأطفال للإيطاليين والأوروبيين الآخرين الذين يبحثون عن طفل يتبنونه.
وفي عام 1993 حصل على جائزة الدب الفضي من مهرجان برلين السينمائي عن فيلمه (حلم أريزونا) Arizona Dreams، وفي عام 1995 حصل على السعفة الذهبية في مهرجان “كان” السينمائي عن فيلمه (تحت الأرض) Underground، وفي عام 1998 حصل على الأسد الفضي كأفضل مخرج من مهرجان فينيسيا السينمائي عن فيلم (قط أسود قط أبيض)، ورشح فيلمه (الحياة معجزة) للحصول على جائزة السعفة الذهبية من مهرجان “كان”. وآخر أفلامه كان مارادونا 2008. وبرنامج العروض هو كالتالي:
1 و 2 و 12 و 14 و 24 و 25 (Papa est en voyage d’affaires) (حينما ذهب والدي في رحلة عمل) يوغسلافيا، 1985 نال السعفة الذهبية لمهرجان (كان) السينمائي، وطرح عبره قضايا ومواضيع وقصصا تحاكي واقع شرائح إنسانية في مكونات النسيج الاجتماعي اليوغسلافي قبل أن يتفتت ويطرح من خلاله ألوانا من آمالهم وآلامهم وصنوف معاناتهم في رؤية سينمائية حول حراك المجتمع الغجري.
1 و 2 و 12 و 14 و 24 و 25 (Le Temps des Gitans) (زمن الغجر) يوغسلافيا، 1988 يتناول حياة الغجر في يوغسلافيا من خلال موضوع خاص هو بيع الأطفال للإيطاليين والأوربيين الآخرين الذين يبحثون عن طفل يتبنونه. يبدأ الفيلم بــ: الغجري البائس، السكير، المتشرد، بكامل مواصفاته المبعثرة في عقلية العالم المتمدن، وبآلياته الحركية الكاريكاتورية؛ متخبطا، ثملا، متبوعا بعيون كاميرا خاملة في واحدة من ساحات الغجر اليوغسلاف، حيث يخترق آخرين في طريقه المتعرجة من نقطة إلى أخرى... حتى ليبدو بأنه ليس إلا دليلا (حاذق) يقود متلصصا يقضا (هو المشاهد) إلى أعماق خصوصيات نوعه البشري القابع في قاع العالم.. الفيلم - يفتح سجلا مكثفا لحياة الغجري النفسية، حيث نجد الشعر يسير جنبا إلى جنب مع الخسة والدناءة والخيانات الرخيصة، كما أن البؤس يتوازى مع هرمية مافيا الروح والجسد والأخلاق.. وفي مناطق أخرى منه تتجلى عبقرية (كوستوريكا) بإيصال رسالة مضمونها: أن كل شي يتساوى لدى الغجري في الفعل الحياتي، والسيرورة الدنيوية: الإنسان، الحيوان، الجماد وكل شيء، الفيام يسهل سرده. ذلك أن القصة التي يرويها تقليدية، لكن ما يصعب سرده هو طريقته في صنع فيلمه: محاولته الدائبة وهو يصور حياة الغجر وأفراحهم وأتراحهم وهو يمزج الصور: الصور الواقعية الناطقة بالصور المتخيلة الحالمة. فهو حين يصور عيد القديس جورجيوس تشتعل النيران في النهر فلا يدري المشاهد ما إذا كان أمام احتفال عيني أم أمام حلم جماعي. والواقع أن حياة الغجر ربما كانت مزيجا من هذا كله. فهناك البؤس المزري الذي يفضي إلى بيع الأطفال. والحياة الحالكة التي يعيشها الأطفال الموزعون بين التسول والنشل والدعارة، وهناك الخيال الخصب الذي يظهر في السحر والموسيقى، لكن الحياة - حياة الغجر- ستستمر مليئة بالعنف والقهر.
3 و 4 و 11 و 15 و 16 و 23 و 26 و 28 (Arizona Dream) الولايات المتحدة الأمريكية -فرنسا، 1993 ينتقل فيه كوستاريكا بسوريالية سينمائية من الحلم الأمريكي، إلى قصة حب، إلى يأس من الحياة وانتحار، إلى حياة من ماضي الإسكيمو.
3 و 4 و 10 و 15 و 16 و 26 و 28 (Underground) ألمانيا-صربيا، 1995 في فيلمه (تحت الأرض) وعبر ساعتين و74 دقيقة، يقدم كوستاريكا مرثية لبلدة من يوغوسلافيا قبل أن تتمزق، مفتتحا الفيلم بعنوان جانبي تهكمي لكن يتسم بالحنين: (ذات مرة كانت هناك بلاد، وعاصمتها بلغراد). إنه عن تاريخ بلاد كفت عن الوجود أو انشطرت إلى أجزاء، ممتدا - الفيلم - عبر فترة زمنية تستغرق خمسين عاما من الغزو النازي لبلغراد أثناء الحرب العالمية الثانية وحتى الحرب الأهلية الدامية مرورا بحكم الرئيس تيتو.
5 و 7 و 17 و 18 و 29 و 30 (Chat noir, chat blanc) يوغسلافيا، 1998 فيلم “قط أبيض قط أسود” مصنوع من حكايات عديدة، مشاهد من الحياة اليومية، فيه نرى الغجري مانكو الذي يتميز بكونه مكافحاً ومثابراً وجاداً في عمله ويعيش على ضفاف نهر الدانوب مع ابنه الكبير زير ذي السبعة عشر عاماً. بعد خسارته في صفقة تجارية يصبح مديوناً بمبلغ مالي لرجل العصابات الناجح داوان الذي لديه أخت تدعى افروديتا ويريد أخوها بأي ثمن رؤيتها متزوجة من زير لكن كلاهما زير وافروديتا غير مكترثين بترتيبات الزواج حيث أن زير واقع في حب آيدا بينما افروديتا بانتظار فتى أحلامها.
(Super 8 stories) ألمانيا-إيطاليا، 2001 فيلم “سوبر 8 قصص” وثائقي عن فرقته “أوركسترا نوسموكنغ”
8 و 9 و 19 و21 (La vie est un miracle) صربيا، 2004 فيلم (الحياة معجزة) دراما شكسبيرية تتشابه وتتداخل مع روميو وجولييت والملك لير تدور أحداثه في البلقان، بـ (واقعية سحرية) ومزيج من الفنتازيا والشاعرية والكوميديا السوداء. “الحياة معجزة” يتناول قصة حب غير اعتيادية ومؤثرة على خلفية حرب في البلقان. كوستوريكا الذي ألف أيضاً موسيقى الشريط يترك كالعادة أبواب مخيلته مفتوحة على أفق واسعة.
وفيلم (Promets-moi) صربيا، 2007: يعطي حفيد جده نذرا أن يذهب إلى المدينة لبيع بقرة ويعود مع زوجة. يظهر كوستاريكا في سخريته المعهودة طوال الفيلم، تمثيل مجازي للغاية عن فترة معينة من الزمن في صربيا الانتقالية. في رحلته الصبي يقع في متاعب مختلفة، ويتمكن من تحقيق الوعد.
10 و 11 و 22 و 23 (Maradona) فرنسا-اسبانيا، 2008 وهو فيلم وثائقي عن أسطورة لاعب كرة القدم المعروف مارادونا، حيث يلتقي جنون السينمائي بجنون الأيقونة الرياضية.
محمد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق