الجمعة، 15 مارس 2024

"الناجون".. فيلم فرنسي عن الهجرة يشارك بمهرجان "فرانكوفيلم 2024"



 أقيم العرض الأول للفيلم الروائي الطويل "الناجون" (Les Survivants)، في مهرجان فرانكوفيلم 2024 في روما. ويعد الفيلم أول عمل للمخرج غليوم رينوسون (33 عاما)، الذي فاز بالدورة الـ21 لمهرجان ريف - روما للفيلم المستقل. ويحظى الفيلم برعاية منظمة العفو الدولية، بالشراكة مع منظمتي "إيمرجانسي" و"أوبن آرمز" غير الحكوميتين.

"لا تتخلى عن شخص ليس على ما يرام أو في خطر"


ويحكي الفيلم قصة اللقاء في جبال الألب بين صموئيل، الذي توفيت زوجته في حادث، وشهيره المعلمة التي هربت من أفغانستان بعد وصول حركة طالبان للحكم، وهي في طريقها إلى بريانسون، حيث تأمل أن تجتمع في هذه المدينة بزوجها علي، الذي انفصلت عنه منذ أن وصلا معاً إلى اليونان. وسيتم عرض الفيلم الفرنسي في دور السينما الإيطالية اعتبارا من 21 آذار/ مارس الحالي. 

"تيبو بروك"، المُلِمٌّ بشؤون الفن قال عن هذا الفيلم إنه "يمرر لمسات صغيرة ذكية، لتغذية رؤيته الإنسانية لوضع الهجرة المتوتر على الحدود الفرنسية الإيطالية، إنها مطاردة حيث صقيع الليالي الجليدية قاتل مثل الكراهية".

وقال المخرج غليوم رينوسون لوكالة الأنباء الإيطالية "أنسا"، إن "مدينة بريانسون تقع على الحدود بين فرنسا وإيطاليا، وكانت تستخدم كمأوى لجميع المهاجرين حتى انقطع التمويل، وتم إنشاء حركة تضامن شعبية هناك".


وأردف أنه "عندما أُسأل عن هؤلاء الناجين الذين يتحدث عنهم هذا الفيلم، أجيب بالقول إنه بالإضافة إلى الشخصيات الرئيسية، فإن التضامن أيضا هو البطل، والكثير من الناس على استعداد لتقديم يد المساعدة، حتى استضافة الأشخاص المحتاجين في منازلهم".

وأضاف أنه "بالنسبة للكثير من الأشخاص الذين يعيشون في الجبال، فإنه ينطبق عليهم نفس القواعد التي تطبق على البحار: لا تتخلى عن شخص ليس على ما يرام أو في خطر، ويجب إنقاذ الأشخاص".


"الهجرة تجربة تنطوي على الحداد والجسد"


وأخرج رينوسون أربعة أفلام قصيرة، وله تجربة مباشرة مع مسألة التضامن، وقال في هذا الشأن "لقد قمت برعاية عائلة من أنغولا لمدة عام، وأشرفت على الجوانب البيروقراطية والإدارية، وكذلك الدعم التعليمي للأطفال الذين فقدوا والدهم خلال رحلة الهجرة".

وتابع أنه "بعد سنوات، كانت التجربة الرئيسية الأخرى هي التعاون مع مؤسسة أخرى، حيث قدمت الدعم للاجئين لإنتاج سلسة من الأفلام القصيرة معهم تروي قصصهم".


ولقَّنت هذه التجارب الحياتية المخرج الشاب درسين مهمين، "أولهما، تجربة الهجرة وترك الوطن والمنزل والعمل والعلاقات والأسر بين ليلة وضحاها، وهي تشبه ما تمر به عند فقدان شخص ما وتجربة الحداد، وتكون الخطوات هي نفسها دائما، الغضب والإنكار ثم القبول".

أما عن ثاني هذه الدروس، فيقول المخرج، "من خلال القصص، تعلمت أن تجربة الهجرة هي أيضا تجربة جسدية، فهناك جهد جسدي عنوانه المشي، وعبور الحدود، والجري، والتوقف والتجريد من الملابس، والتوقيف، والإعادة أو المنع".

وأكد أن "فكرة الحداد والهجرة، بالإضافة إلى التجربة الجسدية، هي أساسية، ويتناول الفيلم قضايا التوقيف والمطاردة على وجه الخصوص، لتوصيل فكرة التنقل إلى الجمهور". وإلى جانب كونه المخرج، يعد رينوسون أيضا مؤلف مشارك للفيلم.


تصوير الفيلم تم بالقرب من مكان شهد أحداث دراما الهجرة


وقال رينوسون إنه "عندما بدأت في كتابته، كنا نعيش في راحة في منازلنا، والأمر يكون مختلف عندما تكون على ارتفاع 3000 متر في البرد القارس، حيث تصل الثلوج إلى ساقينا".

وتحدث مخرج الفيلم عن الصعوبات اللوجستية التي سببتها درجات الحرارة الباردة، والوعي بسرد قصة كانت تحدث على أرض الواقع على بعد 40 كيلومتراً فقط من مكان التصوير.

وقبل الفيلم، تحدث رينوسون أيضا مع شرطة الحدود، وأوضح "أخبرني أحدهم أنهم أزالوا نعل حذاء أحد المهاجرين لمنعه من مواصلة رحلته، لكن كان هناك موظف آخر قال إنه وجد مراهقين اثنين في غطاء محرك السيارة، ولأنه الوحيد الذي رآهما، قرر أن ينظر في الاتجاه الآخر، ويسمح لهما بالمرور وعبور الحدود".

وأردف، أن "هذه الأحاديث جعلتني أدرك أن الوضع أكثر تعقيدا وإنسانية، مقارنة بعالم الاستقطاب المليء بالتوترات الذي نعيشه الآن".

وأشار إلى أن هدفه هو "سرد ما يحدث للناس إذا شعروا أن السلطات تخلت عنهم، وقرروا أنه من حقهم طلب العدالة بمفردهم واللجوء إلى السلاح، وبما أننا جميعا مواطنون، فإنني مهتم بفهم حدود العنف، والنظر إلى النقطة التي نتوقف عندها عن استخدام الكلمات والحوار، ففي الفيلم تجد الشخصيات نفسها في مكان مجهول بأسلحتها: إلى أي مدى سيصلون، وماذا سيفعلون؟".

بينما قال أحد النقاد السينمائيين عن الفيلم إنه "الغرب الحديث في جبال الألب الإيطالية، حديث للغاية، حيث اللاجئون يواجهون المتطرفين الذين يطاردونهم".

وفي حديثه عن شخصية صموئيل، قال المخرج إنه حاول الابتعاد عن الكليشيهات، قبل أن يضيف "لو كان هو أستاذ تاريخ في المدرسة الثانوية، لوقعت أنا في فخ رجل مطلع يساري التوجه، يقرأ بعض الصحف ويساعد المهاجر، ومن ناحية أخرى، لو رسمت الشخصية على أنها رجل عنصري كاره للأجانب ومنغلق على عالمه الصغير، لكنت قد وقعت في كليشيهات اللقاء مع امرأة مهاجرة جميلة تخلصه".

واختتم رينوسون، بالقول إن هدفه هو تحقيق "هوية عالمية" في قصة الفيلم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق