حوار : محمد عبيدو :المخرج السينمائي الهندي " غوفيند نيهالاتي " من المخرجين السينمائيين المتميزين بالسينما الهندية و قدم قدم مجموعة من الافلام المتميزة والمختلفة عن السينما الهندية التقليدية التجارية , من بينها ببداية الثمانينات فيلم " صرخة الجريح " وهو عبارة عن اتهام خامد في البدء , متفجر بالنهاية , لبنية حاكمة كانت قد قمعت كل ما هو خاص بالقبائل . كما شاهدنا له بدمشق فيلم " زمن الخيانة " من بطولة " ميتافاسيتا " ويتحدث عن الارهاب في الهند والفيلم يختلف عن الافلام التي تعتمد الميلودراما ويتخللها الرقص والغناء .. كما يختلف عن الافلام التي تمثل الواقعية الجديدة في الهند .. ورائدها " ساتياجيت راي " و " ميرنال سين " .. انه فيلم هوليودي في اسلوبه الذي يعتمد على " الاكشن " والتوتر والاثارة . والفيلم يتناول بشكل جريء موضوع الارهاب في الهند .. وذلك في خطين متوازيين وهو الارهاب بين الحكومة وجهات لها صلة بالارهاب ومابين الارهابيين والناس .. والصراع في الفيلم يدور بين الشرطة وبين التنظيم الارهابي الذي يحاول ان يمسك بزمام الحكم .. الفيلم مهم وشجاع وجريء بتناوله لهذا الموضوع الحساس ..حول هموم السينما الهندية أجرينا هذا الحوار مع المخرج " غوفيند نيهالاتي "
# لدى مشاهدتي لفيلمك " زمن الخيانة " وجدت انك تقدم موضوعا هاما ولكنك تعالج الموضوع بنفس أسلوب السينما السائدة في الهند ؟
= لا أوافقك .. الذي يحدث ان في الافلام السائدة – التجارية كل الاشياء بتبسيط شديد , حيث بطل الفيلم خارق القوة " سوبرمان " في افلامي انا لايوجد سوبرمانية , ساقبل بشيء واحد هو انني استعمل الشكل " الصيغة " مع حبكة قوية جدا , كتلك التي تستعمل ايضا في السينما التجارية و انهم يستخدمون حبكات جيدة دائما ولا اعتبر هذا شكلا من أشكال التشبيه لان ما اقوله ليس بسيطا ..
# المخرج الهندي ضمن قوانين السوق هناك , كيف يقدم رؤية بديلة ؟ وماهي الصعوبات التي يوجهها وهو يقدم نوعا اخر من السينما ؟
= هذا النوع من السينما , البدء بصناعتها لابد له من اموال كافية , لان هذا النوع من الافلام لم يصمم بالضرورة من اجل التسلية المشاهد , لانه مصمم ليقدم للمشاهد شيئا فكريا ايضا .. وبالتالي عندما نقدم قضية " مثل الارهاب في حالة فيلمي " المنتج لن يضع أموالا من اجله .. لذلك علينا ايجاد مصدر يمول هذا الفيلم ومن مصلحته انتاج انتاج كل الافلام التحررية جدا .. بطبيعتها بعض هذه الافلام كانت تجارب على شكل فيلم سينمائي , بعضها و بعضها تم تمويله من قبل المؤسسة الحكومية نفسها . هذا الفيلم الذي شاهدتموه في دمشق كنت انا منتجه , وانا صانع النص , وانا المخرج , لذا صنعت هذا الفيلم , دون دعم من الحكومة ومن المؤسسات الوطنية للافلام السينمائية , وانا وضعت مالا من عندي مع بعض المساعدات من الأصدقاء حتى استطعت إنتاج هذا النوع من الافلام , أهم شيء هو ايجاد المال لأجل فيلم من هذا النوع.
# هل تعتبر ان في الامر تضحية ؟
= لا .. انها نوع من العاطفة.. اذا لم اصنع فيلما كهذا اشعر بعدم ارتياح , اشعر بالقهر .. أي انها قضية شخصية , او انانية .
# ماذا عن السينما الجديدة في الهند ؟
= الجهد الأعظم الذي بذل في المرة الاولى لصناعة نوع مختلف من الافلام كان في الهند بعد الاستقلال في عام 1955 عندما صنع " ساتياجيت راي " اول فيلم له عن البنغال " ساتياجيت راي هو اعظم صانع للافلام وفقدناه عندما مات . هو صنع اول فيلم ثم جاء بعده عدة مخرجين مثل : مرينال سين وسعيد ميرزا , ثم صار هناك طلب للحكومة .. بان عليها ان تساعد في تمويل هذا النوع من الافلام وكان ذلك في اواخر الستينيات واوائل السبعينيات عندما تأسست مؤسسة سميت " شركة تمويل الافلام " لمساعدة صناعة السينما الجيدة , السينما المختلفة , بتقديم الاموال ..
هذا في جانب , وبعد هذا , مجموعة من صانعي الافلام الشبان ارادوا انجاز أفلام من هذا النوع , وتم تأسيس مؤسسة كبيرة جدا للانتاج السينمائي , لذا كل الشبان الذين يريدون صناعة افلام كان يتم تمويلهم من السينما التجارية ممثلة بالمؤسسة .. لذلك كانوا غاضبين جدا لان لديهم الكثير يريدون قوله , وقد كان معظمهم ماركسيين " بالمفهوم المعروف لهذه الكلمة " لذا أرادوا صناعة افلام تعرض قضايا اجتماعية . افلاما متميزة , ومعظمهم صنع افلامه بمساعدة هذه المؤسسة , وكانت تلك حركة هامة جدا في اوائل السبعينيات عندما صنعت فيلمي الاول , وكثيرون صنعوا افلامهم بتمويل من هذه المؤسسة ولكن هناك مخرجين اخرين لايعتمدون على هذا المصدر وانما يستطيعون تامين منتجين اخرين , حركة كبيرة جدا في السبعينيات وحتى منتصف الثمانينات حتى عام 1985 عندما تمت ولادة وانبعاث سينما جديدة .
وكان ان جاء انتشار التلفزيون ثم الفيديو المنزلي والكاميرا الرقمية والانترنيت وهذا كان له الاثر الكبير على السينما الجديدة لان الناس لن يخرجوا من منازلهم لمشاهدة افلام سينمائية لقد اكتشفوا هذه التكنولوجيا الحديثة وإمكانية مشاهدة الفيلم في البيت .
# هذا الاثر كان على السينما بشكل عام ؟
= نعم بشكل عام . لكن لدينا فترة من 1985 الى 1992 حيث انهار هذا النوع من السينما – السينما الموازية - كما نسميها " السينما المقابلة او الند " تم انهيارها تماما ولكن الان لدينا إعادة انبعاث لان الناس سئمت من التلفزيون ورجعوا لحضور السينما , ولكن الشيء الهام هو انه – من اجل السينما بشكل عام , وللسينما الند بشكل خاص – كل المخرجين وصانعي الافلام صاروا يدركون انه اذا اردت ان يكون لك اثر فعال وقوي , اذا اردت ان تصنع شيئا قويا , عليك ان تصل الى الجمهور . واليوم حتى اذا اردت ان تصنع نوعا اخر من الافلام من اجل المهرجانات ولعرض الفيلم في صالات السينما , عليك ان تذهب الى نفس الموزع الذي يوزع الافلام التجارية , وبذلك انت لا تلجا الى المستغلين والراسماليين بل تحاول ان توجد استراتيجية جديدة وهي استعمال نفس النجوم والموسيقا والشكل , أي عليك تغيير سياستك وعنئذ تصنع نوعا جديدا من الافلام لتصل الى الجمهور .
ولهذه الاسباب يفكر بعض المخرجين الان بان عليهم ان يمسكوا بالقصة بإحكام وبكل تعقيداتها الدرامية ويستعملون الشكل الاكثر شعبية وهو الحبكة الجيدة , والممثلون النجوم , لان النجوم وحدهم أمر كاف احيانا , والذي يحدث الان في الهند هو أن الكثير من النجوم يريدون نوعا آخر من السينما - عن الحوار المتمدن
# لدى مشاهدتي لفيلمك " زمن الخيانة " وجدت انك تقدم موضوعا هاما ولكنك تعالج الموضوع بنفس أسلوب السينما السائدة في الهند ؟
= لا أوافقك .. الذي يحدث ان في الافلام السائدة – التجارية كل الاشياء بتبسيط شديد , حيث بطل الفيلم خارق القوة " سوبرمان " في افلامي انا لايوجد سوبرمانية , ساقبل بشيء واحد هو انني استعمل الشكل " الصيغة " مع حبكة قوية جدا , كتلك التي تستعمل ايضا في السينما التجارية و انهم يستخدمون حبكات جيدة دائما ولا اعتبر هذا شكلا من أشكال التشبيه لان ما اقوله ليس بسيطا ..
# المخرج الهندي ضمن قوانين السوق هناك , كيف يقدم رؤية بديلة ؟ وماهي الصعوبات التي يوجهها وهو يقدم نوعا اخر من السينما ؟
= هذا النوع من السينما , البدء بصناعتها لابد له من اموال كافية , لان هذا النوع من الافلام لم يصمم بالضرورة من اجل التسلية المشاهد , لانه مصمم ليقدم للمشاهد شيئا فكريا ايضا .. وبالتالي عندما نقدم قضية " مثل الارهاب في حالة فيلمي " المنتج لن يضع أموالا من اجله .. لذلك علينا ايجاد مصدر يمول هذا الفيلم ومن مصلحته انتاج انتاج كل الافلام التحررية جدا .. بطبيعتها بعض هذه الافلام كانت تجارب على شكل فيلم سينمائي , بعضها و بعضها تم تمويله من قبل المؤسسة الحكومية نفسها . هذا الفيلم الذي شاهدتموه في دمشق كنت انا منتجه , وانا صانع النص , وانا المخرج , لذا صنعت هذا الفيلم , دون دعم من الحكومة ومن المؤسسات الوطنية للافلام السينمائية , وانا وضعت مالا من عندي مع بعض المساعدات من الأصدقاء حتى استطعت إنتاج هذا النوع من الافلام , أهم شيء هو ايجاد المال لأجل فيلم من هذا النوع.
# هل تعتبر ان في الامر تضحية ؟
= لا .. انها نوع من العاطفة.. اذا لم اصنع فيلما كهذا اشعر بعدم ارتياح , اشعر بالقهر .. أي انها قضية شخصية , او انانية .
# ماذا عن السينما الجديدة في الهند ؟
= الجهد الأعظم الذي بذل في المرة الاولى لصناعة نوع مختلف من الافلام كان في الهند بعد الاستقلال في عام 1955 عندما صنع " ساتياجيت راي " اول فيلم له عن البنغال " ساتياجيت راي هو اعظم صانع للافلام وفقدناه عندما مات . هو صنع اول فيلم ثم جاء بعده عدة مخرجين مثل : مرينال سين وسعيد ميرزا , ثم صار هناك طلب للحكومة .. بان عليها ان تساعد في تمويل هذا النوع من الافلام وكان ذلك في اواخر الستينيات واوائل السبعينيات عندما تأسست مؤسسة سميت " شركة تمويل الافلام " لمساعدة صناعة السينما الجيدة , السينما المختلفة , بتقديم الاموال ..
هذا في جانب , وبعد هذا , مجموعة من صانعي الافلام الشبان ارادوا انجاز أفلام من هذا النوع , وتم تأسيس مؤسسة كبيرة جدا للانتاج السينمائي , لذا كل الشبان الذين يريدون صناعة افلام كان يتم تمويلهم من السينما التجارية ممثلة بالمؤسسة .. لذلك كانوا غاضبين جدا لان لديهم الكثير يريدون قوله , وقد كان معظمهم ماركسيين " بالمفهوم المعروف لهذه الكلمة " لذا أرادوا صناعة افلام تعرض قضايا اجتماعية . افلاما متميزة , ومعظمهم صنع افلامه بمساعدة هذه المؤسسة , وكانت تلك حركة هامة جدا في اوائل السبعينيات عندما صنعت فيلمي الاول , وكثيرون صنعوا افلامهم بتمويل من هذه المؤسسة ولكن هناك مخرجين اخرين لايعتمدون على هذا المصدر وانما يستطيعون تامين منتجين اخرين , حركة كبيرة جدا في السبعينيات وحتى منتصف الثمانينات حتى عام 1985 عندما تمت ولادة وانبعاث سينما جديدة .
وكان ان جاء انتشار التلفزيون ثم الفيديو المنزلي والكاميرا الرقمية والانترنيت وهذا كان له الاثر الكبير على السينما الجديدة لان الناس لن يخرجوا من منازلهم لمشاهدة افلام سينمائية لقد اكتشفوا هذه التكنولوجيا الحديثة وإمكانية مشاهدة الفيلم في البيت .
# هذا الاثر كان على السينما بشكل عام ؟
= نعم بشكل عام . لكن لدينا فترة من 1985 الى 1992 حيث انهار هذا النوع من السينما – السينما الموازية - كما نسميها " السينما المقابلة او الند " تم انهيارها تماما ولكن الان لدينا إعادة انبعاث لان الناس سئمت من التلفزيون ورجعوا لحضور السينما , ولكن الشيء الهام هو انه – من اجل السينما بشكل عام , وللسينما الند بشكل خاص – كل المخرجين وصانعي الافلام صاروا يدركون انه اذا اردت ان يكون لك اثر فعال وقوي , اذا اردت ان تصنع شيئا قويا , عليك ان تصل الى الجمهور . واليوم حتى اذا اردت ان تصنع نوعا اخر من الافلام من اجل المهرجانات ولعرض الفيلم في صالات السينما , عليك ان تذهب الى نفس الموزع الذي يوزع الافلام التجارية , وبذلك انت لا تلجا الى المستغلين والراسماليين بل تحاول ان توجد استراتيجية جديدة وهي استعمال نفس النجوم والموسيقا والشكل , أي عليك تغيير سياستك وعنئذ تصنع نوعا جديدا من الافلام لتصل الى الجمهور .
ولهذه الاسباب يفكر بعض المخرجين الان بان عليهم ان يمسكوا بالقصة بإحكام وبكل تعقيداتها الدرامية ويستعملون الشكل الاكثر شعبية وهو الحبكة الجيدة , والممثلون النجوم , لان النجوم وحدهم أمر كاف احيانا , والذي يحدث الان في الهند هو أن الكثير من النجوم يريدون نوعا آخر من السينما - عن الحوار المتمدن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق