الاسكندرية : محمد عبيدو
عاشت الاسكندرية على مدى اسبوع كامل فعاليات «مهرجانها السينمائي الدولي »الـ19 في مشاركة 13 فيلماً في المسابقة الرسمية للمهرجان ، و51 فيلماً خارج المسابقة في اقسام المهرجان المختلفة .
وجرى حفل الختام يوم الثلاثاء 9 أيلول، حيث وزّعت جوائز المهرجان على الفائزين في المسابقة الرسمية، وفي مسابقة «ورشة السيناريو ».
حيث نال الفيلم الاسباني ( في عقل قاتل) على خمس جوائز : أحسن فيلم وأحسن اخراج لمخرجيه الثلاثة / أوجاستي فيلارونجا وليديا زيمرمان واسحق راسين / وأحسن سيناريو لمخرجيه الثلاثة ، نفسهم ،وجائزة الابداع الفني لمدير تصويره / جوليرموجرانيللو/ وأحسن ممثل / لدانيل جيمينل كاشو/ وشاركه مناصفةً جائزة التمثيل التركي/ فيرات تانيس / عن فيلم ( اولاد الشوارع) ، ونال الفيلم الجزائري (رشيدة ) جائزتين أحسن ممثلة لبطلته /ابتسام جوادي / وجائزة العمل الاول لمخرجته/يمينة بشير شويخ/.
وفاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة الفيلم المغربي ( ألف شهر ) للمخرج/ فوزي بن سعيدي/ .
وفي مسابقة ورشة السيناريو والتي تُقام لاول مرة بالمهرجان ، فازت بالجائزة الذهبية وقدرها 10 آلاف جنيه /زينب عزيز/ عن سيناريو فيلم ( الوان السما السبعة ) وفاز بالجائزة الفضية وقدرها 5ر7 اّلاف جنيه /أحمد رشوان/ عن فيلم (100%حي) وفاز بالجائزة البرونزية وقدرها 5ر2 ألف جنيه /محمود سليمان عن فيلم (سنة اولى سيما) ، وفاز بجائزة لجنة التحكيم وقدرها 5 آلاف جنيه المخرج السوري /محمد قارصلي/ عن سيناريو فيلم ( الربيع المتأخر ) وحصلت / نادين شمس / على شهادة تقدير ومبلغ 5ر2 ألف جنيه عن سيناريو فيلم ( احناتقابلنا قبل كدة؟) وتألفت لجنة تحكيم المسابقة الدولية للمهرجان من المخرج الروسي /جينادي بولوكا/ رئيساً ، وعضوية كل من الفنان السوري /بسام كوسا وكاتبة السيناريو التركية /امينة سيلان/ والمخرج الفرنسي /سيرج أفيديكيان/ والمخرج الالماني / رولاند ريبر / والمخرج المجري /كان توجاي / ، والمصور المصري /رمسيس مرزوق / والناقد المصري /رؤوف توفيق /.
ومسألة تقسيم فعاليات اعمال الدورة 19 لمهرجان الاسكندرية السينمائي، ليست امراً سهلاً ، وتختلط فيه اوراق كثيرة … فاذا كان رئيس المهرجان د./ محمد كامل القليوبي/ استطاع جذب اكبر عدد ممكن من الافلام المهمة المنتجة عامي 2002 و 2003 في دول حوض المتوسط ، ودعوة صنّاع هذه الافلام ، واقامة ندوات سينمائية هامة …فان هذه الدورة ظلت اسيرة ازمة غريبة وطريفة، هي «سوءة التنظيم » والتي بدأت مع استقبال الضيوف وتسكينهم ، والفعاليات المرتبكة لحفل الافتتاح ، فقد اعتمدت ادارة المهرجان على مخرج العرض /انتصار عبد الفتاح/ الذي لم يكن موفقاً ، ووقفت مذيعتا الحفل لاحول لهما ولا حضور وغضب النجم /محمود عبد العزيز/ الذي يُكرّمه المهرجان من طريقة تقديمه على المسرح، ومحاولة /ممدوح الليثي/ تغييب د. /محمد كامل القليوبي / ، محاولاً منعه من تقديم كلمة لولا انتباه وزير الثقافة المصري/ فاروق حسني /وتساؤله عن كلمة القليوبي ؟! ومشاكل عدة حصلت مع الضيوف …!.
وفي الافتتاح عرض الفيلم التركي « اوزاك» ( من بعيد ) للمخرج التركي /نوري بيلج سيلان/ هذا الفيلم هامشي تماماً وذاتي تماماً ، اي يسير عكس تيار ما اعتادت عليه السينما التركية ، حتى لو كان مخرجه ، بعد فوزه بجائزتي « لجنة التحكيم الكبرى » و( أفضل ممثل »مناصفةً لبطليه، اعلن ان الفيلم لايمثل سيرته الذاتية ، لا بد لنا من ان نلاحظ نقاط تشابه كثيرة بين المخرج وواحد من البطلين /محمود / الذي يعمل مصوراً لبلاط البورسلين ،ويحلم بأن يصبح سينمائياً ، وهو مثقف ومصور ، ينتمي بدوره الى جيل ثورات الشباب الثقافية ، كما ان الفيلم صوّر في شقة المخرج نفسه ،/ محمود / بطل الفيلم ، يعيش في اسطنبول ، وسط صقيعها وثلجها ، ومنظرها الرائع : حياة رتيبة أنسنة الى حدّ كبير جذوره ، وانسته ، حتى احلامه التي باتت مجرد لوحات فوتوغرافية معلقة على جدران شقة بسيطة ، ذات يوم يستقبل/ محمود/ على مضض، /يوسف/ ابن عمه الشاب الآتي من الريف، حيث البطالة والبؤس بحثاً عن عمل في المدينة ، محمود يضطر الى ايواء يوسف في شقته.. ريثما يعثر على عمل ، وبالتدريج يتصاعد التوتر بين الاثنين ، اذ تصبح حياة /يوسف/ خواءً وتنقلاً في اسطنبول بحثاً عن عمل او امرأة او عن اي شيء ، بينما يعيش محمود ازمة علاقاته العاطفية وفشله المهني وخواء ارتباطاته بالمدينة .
وهذا كله يصوّره لنا /نوري سيلان /، باسلوب هادىء وكاميرا تعرف كيف تلتقط جمال المدينة في الوقت الذي تلتقط ايضاً عجز الشخصيتين الرئيسيتين عن تلمس هذا الجمال حقاً وتحويله الى بُعد انساني حقيقي ، ذلك ان الظروف سلبت من هذين حتى الرغبة في البحث عن مصير الصمت، هو أداة التواصل بين /نوري سيلان/ وجمهوره انه يصمت طويلاً ليدعه يتأمل الطبيعة ، ويتأمل علاقة الانسان بالطبيعة ، وعلاقته بالآخر ، ويصمت طويلاً ليدعه يفكر ، ويستمتع بالصمت والتفكير ، وللوهلة الاولى يبدو لا شيء يحدث في فيلم سيلان ، بينما يحدث فيه كل شيء، لانه يصوّر الحياة بكل ما فيها من تقاطعات وتناقضات ، ويحول اليومي والعادي الى حدث مدهش وغير عادي .
/نوري سيلان/ قدّم شريطاً صامتاً عميقاً لامع الوصف للعزلة والحرمان ، مفعماً بالتفاصيل والانفعالات العميقة .
وفي ثاني ايام المهرجان تم عرض فيلم « اسامة » للمخرج الافغاني / صديق برمك/ الذي يستحضر حقبة( نظام طالبان )ويروي رحلة مذهلة لصبية تتنكر في زي فتى كي لاتعاني ما تعانيه من بنات جنسها ، يعرض الفيلم مئات النساء اشبه بظلال متماثلة في البرقع ..يتظاهرن في شوارع قرية افغانية مكسوة بالغبار وهن يرفعن لافتات كُتب عليها نريد عملاً ونحن ارامل ، وليس الامر سياسياً ، انها آخر انتفاضة نسائبة للمطالبة بحقوق المرأة ، وسرعان ما تستحقها حركة طالبان، وهي تسيطر منذ ثلاثة اشهر على المنطقة بخراطيم المياه ،. فقد احكم نظام الملاعمر هيمنته على البلاد فارضاً ضغوطه على شعبها ،ومحوّلاً الافغانيات الى مجرد اطياف هائمة ، وازاء استحالة الخروج من منزلها تقرر الفتاة بمساعدة والدتها التنكر في ثياب صبي في محاولة لايجاد عمل واعالة ذويها بعدما حصدت الحرب جميع رجال عائلتها ، فيقودنا المخرج عبر هذه الحبكة في رحلة الى فضاءات عالمين مغايرين عالم الرجال وعالم النساء في هذا البلد… تقصّ الفتاة شعرها وترتدي ملابس صبي وتتخذ لنفسها اسم اسامة ، لتعيش حياة ًمزدوجةً ، فهي خارج منزلها تشارك في الحياة اليومية للفتيان الذين يلتحقون بمدارس قرآنية ، لتعود وتشاطر نساء عائلتها حياتهن الاسيرة بين جدران المنزل ، قبل ان يكشف امرها، قال « صديق برمك» انه استوحى فيلمه من قصة حقيقية لفتاة افغانية انتحلت شخصية صبي لتتمكن من الذهاب الى المدرسة ، وصوّر فيلمه عام 2002 في كابول ، مفصلاً اختيار ممثلين غير محترفين لتجسيد شخصياته .
ومن الافلام التي اثارت الاعجاب الفيلم المغربي « الف شهر » للمخرج /فوزي بن سعيدي / الذي تدور احداثه في بداية الثمانينيات ، حيث تضطر ام شابة وابنها البالغ من العمرسبع سنوات لترك المدينة والالتجاء الى الجد بعد سجن الزوج نتيجةً لنشاطه السياسي ، موهمين الابن ان اباه سافر الى فرنسا للعمل .
من خلال قصة هذه العائلة الصغيرة ومن خلال القرية التي تلجأ اليها في جبال الاطلس يصور المخرج واقع المغرب وخاصة الريف المغربي في حقبة حاسمة من تاريخ المغرب الحديث .
وعبر الحياة اليومية ومجرياتها في ذلك الريف يفضح الفيلم ليس فقط الواقع السياسي المغربي ، وانما ايضاً وطأة الواقع الاقتصادي فيستعرض مشكلات البطالة والفقر المدقع والجفاف وكل ما يؤدي اليه ذلك من عنف ومعاناة على الصعيد الانساني .
اما الفيلم الذي امتلك اعجاب الجميع في مهرجان الاسكندرية فهو الاسباني « في عقل قاتل » للمخرجين / اوجاستي فيلارونجا وليديا زيمرمان واسحق راسين / يحاول الفيلم التنقيب عن الدوافع التي ادت بالمجري آروتولبوكين لاحراق حوالي ثلاثين شخصاً ،وهم احياء وكان معظمهم من السيدات الحوامل قبل ان تلقي الشرطة القبض عليه عام 1981 ويحكم عليه بالاعدام.
«في عقل قاتل » فيلم مذهل ومكتمل بأدواته الفنية وبمزاوجته الابداعية بين الشكل التسجيلي والشكل الروائي في القص ، بجرأته الواضحة في الطرح وتصوير جميل وتقطيعه الزمني الذي ساهم به مونتاج متمكن ، يُضاف الى ذلك اداء تمثيلي محبوك لجميع العاملين بالفيلم وفي مقدمتهم بطل العمل / داينيل جيمينيز ساكو/.
كما عرض الفيلم الجزائري «رشيدة» للمخرجة /يمينة بشير شويخ ، وفيه تقدم المخرجة شهادة ًمتميزةً على طريقتها الخاصة ، عن المأساة التي عرفتها الجزائر لاكثر من عشرية من الزمن .
يستمد الفيلم قوته من تناوله صراع ا لمرأة الجزائرية ومقاومتها للارهاب خلال العشرية السوداء ،التي شهدت انتشار العنف والعمليات الارهابية بشكل مخيف في الجزائر … يتطرق الفيلم الى ما يجري لمُدرسة شابة تدعى ( رشيدة) تمثيل /ابتسام الجوادي / ورفضها الرضوخ لمطالب جماعة ارهابية ، أرادتها مجندة في صفوفها بوضع قنبلة في مدرستها وهو ما كان يكلفها حياتها ، حيث نجت باعجوبة من محاولة اغتيال بشعة من الجماعة الارهابية ، وبعد نجاتها وخروجها من المشفى تقرر مغادرة الجزائر العاصمة للاستقرار بمدينة داخلية بعيدة ، وهناك تتسلل كاميرا المخرجة الى اعماق المجتمع الجزائري وظروف عيش السكان في تلك الفترة العصيبة … لتختتم الدراما بمجزرة هوية جديدة اخرى تحصد رجالاً واطفالاً ونساءً غداة عرس في تلك البلدة النائية ..
في الفيلم الايطالي « الضيف السري » للمخرج/باولو مودونجو/ يحاول الشاب الاسود ( هادي ) الهرب من قسوة ظروف الحياة داخل وطنه التابع لدول العالم الثالث ،فيناضل لجمع المال الوفير رغم ما يعانيه من ظلم وعنف.
وفي طريقه للهرب يضطر هادي للسباحة،متسللاً الى إحدى السفن ليخفيه الضابط البحري الشاب في أسطول احدى الدول الأوروبية،داخل كابينته مما يفرض مقارنة حتمية بين ثقافة وظروف كل منهما.
أما الفيلم البوسني«إعادة تصنيع» للمخرج(دينو موستافيك) فيحاول أن يقدم إجابة للسؤال المحير الذي تركته حرب البوسنة في أذهان الجميع:هل نستخدم لغة الانتقام أم لغة التسامح في استعادة كرامتنا؟ويقدم الفيلم هذه الاجابة من خلال قصة واقعية عن صداقة متينة صمدت أمام كل ظروف الحرب..
وتدور أحداث الفيلم الصربي«المتاهة» للمخرج ميروسلاف ليكيتش في قالب بوليسي في مدينة بلجراد القديمة وغابات كاليمجدان .أشباح الماضي تطارد المدينة التي تقع بين نهرين..الجماعة الدينية التي عاشت في المدينة لفترة لا تزال تحدد مصير سكانها على مدى الأجيال والقرون.
ويتناول الفيلم الفرنسي «غضب» للمخرج كريم دريدي قصة رومانسية مأساوية بين ملاكم سابق من أصل إسباني يعمل في جراج وفتاة صينية تعيش في باريس،تمت خطبتها لنجل أحد رجال الأعمال الصينيين الأثرياء..وتتصاعد الحالة مع رغبة الفتاة بالعيش مع الملاكم ورغبة خطيبها بالاستمرار معها مما يؤدي الى مواجهات عنيفة.
وفي الفيلم اللبناني«الأرض المجهولة» للمخرج غسان سلهب نرى بيروت اليوم،هذه المدينة التي دمرت سبع مرات،ورممت نفسها عدد المرات،المدينة التي تحولت الى موقع بناء،المدينة المتبدلة هي مثل ثريا(كارول عبود)الشخصية الرئيسية بالفيلم،ولكن هي أيضاً مثل ليلى وطارق ونديم وحيدر ومثل فترات الحياة التي تجد نفسها وكأنها معلقة وملتحمة بالحاضر،لا تجرؤ على النظر ملياً للخلف ولا حتى استشراف المستقبل.
وللمخرج اليوناني المقيم بباريس «روبرت مانتوليس» عرض فيلم «قصة ليلى».. هذا الفيلم مبني على وقائع حقيقية ،كما أنه يعتمد بشكل أساسي على فيلم لم يقدر له أن يرى النور،وهذا يعود الى بداية السبعينيات عندما راودت النجمة ميلينا ميركوري فكرة صنع فيلم بالمشاركة مع مانتوليس يتعرض لما كان يجري في اليونان أثناء الحكم الديكتاتوري العسكري. هذا الفيلم لم ير النور لكن فيلم (قصة ليلى) يتعرض للفترة التاريخية نفسها،السبعينيات والمنفيين اليونانيين الذين يعانون الاغتراب بعد تولي العسكرييين السلطة عام 1967،علاقات الحب المختلفة،مأساوية ومرح الحكايات التي عاشها المثقفون اليونانيون في الغربة.
ويتطرق الفيلم التركي(أولاد الشوارع)للمخرج أيدن سايمان الى الأحوال السيئة التي يعيشها آلاف الأطفال المشردين داخل استنبول من خلال (كميل)الذي يهرب الى اسطنبول من بطش زوج والدته وينضم الى مجموعة من الأطفال المشردين المتعاونين رغم قسوة الحياة في هذه المدينة الكبيرة.
وتدور أحداث الفيلم التونسي«الكتبية» للمخرج نوفل صاحب الطابع في مكتبة صغيرة..وكأنها من نسج الخيال،مكتبة محشورة بين زقاقين ناصعي البياض من أزقة العاصمة التونسية،تجري مآس بشرية فتتعاقب على وقعها الساعات في ذلك الزمن المغاربي البطيء..الفيلم أشبه بحلقة مغلقة بين شخصيات تتمتع بإنسانية عميقة تجعلها قريبة من المشاهد،تدور أحداثه بين عائشة الجليلة،أرملة الحاج،وهو شخصية محترمة في تونس،وابنها (طارق)العلامة ضعيف الشخصية الذي ورث المكتبة وزوجته (ليلى)المثيرة،والموظف(جميل) المفعم بالكآبة.
في هذه المساحة المأهولة بالكتب البديعة والتي نادراً ما يدخلها زبائن،يرتفع صوت ليلى الساحر منشداً أحلامها برحلات بعيدة في آفاق مجهولة.
«الكتبية» فيلم يحمل رسالة أمل وصبر وحبور وحكمة ،رسالة حب كطريقة عيش،انه رسالة عطاء الى كل الذين يمضون مسرعين في الحياة فيفوتهم جوهرها.
ومن ألبانيا عرض فيلم «أولكا» للمخرجة مايا سيمون وفيلم«كيكي وتايجر» للمخرج آلان جسبونر ومن ايران عرض فيلم «سفرة ايراني» للمخرج كيانوش أيارى..وفيلم«رحلة مريم» للمخرج سيبيدة فارسي..وفيه تذهب مريم (بطلة الفيلم) الى طهران التي لم تعرفها من قبل بحثاً عن والدها..يبدو طلبها مستحيلاً في البداية ولكنها تكون فكرة عن مكان تواجد والدها كلما قابلت شخصاً يخبرها بمعلومة عنه.ومع توالي احداث الفيلم تظهر صورة لمدينة طهران كلما اقتربت مريم من حل لغز والدها.
وفي الفيلم الايطالي«قصة راهبة» للمخرج روجر ديوتش قصة واقعية للراهبة لوك-جابرييل التي انضمت لأحد أديرة بلجيكا عام 1959،وهي تحمل عشقها للموسيقا بداخلها حتى انها اشترت جيتاراً وألفت أغاني داخل جدران الدير.
تركت الراهبة الدير عام 1966وانقطعت أخبارها عشرين عاماً قبل ان يتم العثور عليها منتحرة هي وصديقتها الراهبة السابقة أيضاً
ويتناول فىلم «الشرطية» للمخرج البرتغالي جواكيم سابينهو قصة أرملة شابة تعيش بإحدى القرى شمالي البرتغال مع ابنها الوحيد الذي لا يتوقف عن مصاحبة أصحاب السوء حتى يقع في (المشاكل) ويتقرر إيداعه الى أحد الاصلاحيات .تقرر تانيا الهرب بابنها من مصيره المحتوم وفي رحلتهما الطويلة الى لشبونة يكتشفان إمكانية اعادة السعادة لحياتهما مرة أخرى.
ويتحدث الفيلم البلغاري «رايسودى بيضاء» للمخرج تيدى موسكوف عن قصة امرأة لا تشعر انها مكتملة كأنثى لأنها تعمل ككوميديانة وهو عمل صعب بالنسبة للمرأة،وتحاول هذه المرأة طوال الوقت مواجهة الأنثى بداخلها ويحاول الفيلم معرفة كيف ومتى يتحد العنصران ويصبحان كياناً واحداً.
ومن تايلند عرض الفيلم«الرجل الفراشة» للمخرج كابريس كيا،وفي قصته يرتبط الرحالة الانكليزي الشاب آدم بعلاقة عاطفية مع الفتاة التايلاندية إم فوق إحدى جزر تايلند بعد انفصاله عن صديقته.ولكن تقوم إم بفسخ هذه العلاقة بعد أن كذب عليها آدم بشأن إحدى الفتيات وتتوالى الأحداث باكتشاف آدم لعملية جوازات سفر مزيفة لارسال الفتيات التايلانديات الى الغرب بطريقة غير مشروعة ويحاول تحذير إم وانقاذها
وفي الفيلم الصيني«ذهب أعز شخص إليّ في العالم» للمخرج مازيا وينج، قصة واقعية لكاتبة في الخمسينيات من عمرها ومدى قوة استحضارها لتجاربها العاطفية ومحاولاتها الدائمة لتذكر والدتها المتوفاة التي كانت تعشقها كثيراً.
وفي الفيلم اليوناني«قريب،قريب جداً» للمخرجة ستيلا تيودورا كيس علاقة حب عميقة غير متحققة وتنويعة مختلفة للثالوث الكلاسيكي فيلم تدور أحداثه في الزمن الحاضر في أثينا وعن طريق الانتقال من شخصية الى أخرى،يوضح لنا الفيلم وجهات النظر المختلفة لكل شخصية في طبيعة العلاقة،الشخصيات تتحول الى مراقبة للحدث من الخارج دون الانغماس فيه.وهم يحاولون ان يفهموا أو يتعلقوا تصرفاتهم الشخصية..ولكن في النهاية تظل العلاقات الانسانية بين البشر لغزاً يستعصى على الفهم.
وضمن تظاهرة أضواء على السينما الفرنسية المعاصرة عرض فيلم«الزمن المستعاد» للمخرج راؤول روزي وتبدأ أحداث الفيلم عام 1922 بمارسيل بروس الذي يوشك على الموت وعبثاً يحاول الانتهاء من كتابة الرواية التي تعرض سيرته الذاتية..وتعتمد باقي احداث الفيلم على فكرة (توارد الأفكار)حيث يتذكر بروست بعض أحداث حياته كذهابه الى بيت الدعارة ومقابلاته مع تشارلوز وأوديت وحضوره لبعض الحفلات والجنازات.
وفيلم«السنغال الصغيرة» للمخرج رشيد بوشارب الذي يتابع رحلة آليون العجوز من افريقيا الى ساحل السنغال بنيويورك في محاولة يائسة للعثور على بقايا نسل أجداده الذين أجبروا على ترك افريقيا منذ قرنين ليتم بيعهم كعبيد في المستعمرات الأمريكية يعثر آليون على آخر من تبقى من أقاربه وهي ايدا روبنسون وتنشأ بينهما علاقة عاطفية ولكنه يخشى من توتر العلاقات بين المهاجرين الأفارقة والزنوج الامريكيين داخل نيويورك وفيلم«الله وحده يراني» الساخر للمخرج برونو بود اليديه، فيبرز ملامح حياة مهندس صوتيات ساذج لا يمتلك القدرة على اتخاذ أبسط قرارات حياته.
ويتناول فيلم«غلطة فولتير» للمخرج عبد اللطيف كشيش حياة العرب بعد الهجرة الى فرنسا التي تكون مزيجاً من السعادة والشقاء من خلال شاب مغربي يصطدم بأحوال العمل والنزل المزدحم داخل باريس،ولكنه يلاحظ أيضاً قوة روح التضامن التي تربط ما بين المهاجرين والفرنسيين المنبوذين داخل بلادهم.
وفي فيلم«سامية» للمخرج فيليب فوكون قصة فتاة فرنسية مراهقة من أصول جزائرية وتعيش مع اخواتها في حالة من التمزق الدائم بين حبهم للحياة المفتوحة والفتيان وكل ما يتمناه أي مراهق فرنسي وبين سلطة الوالدين اللذين يريدان إحاطة حياة الأسرة بالاطار التقليدي والحفاظ على جذورهم الجزائرية والاسلامية.
وتم في المهرجان تكريم الفنان المصري محمود عبد العزيز وعرض أربعة من أفلامه «البحر بيضحك ليه» و«بيت القاصرات» و«الكيت كات» و«الساحر» وتكريم الفنان السوري بسام كوسا وعرض ثلاثة من أفلامه:«نسيم الروح» و«تراب الغرباء»و«الكومبارس».
أما فيلم الختام فكان رائعة مايكل مور السينمائية «بولينج من أجل كولمباين»وجرت في المهرجان ندوات مهمة من بينها:
«العولمة والهوية القومية لسينما المتوسط» تحدث فيها د.صلاح قنصوه ود.محمد كامل القليوبي من مصر،وأناتولي شاخوف من روسيا،ومصطفى المسناوي من المغرب،ود.محمد قارصلي ومحمد عبيدو من سورية .•
نشرت بجريدة " البعث " السورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق