الاثنين، 10 مارس 2014

مهرجانات 2 : حضـــــور ســــوري مميــــز في دورة مهرجان وهران السينمائي الثانية






وهران : محمد عبيدو

حصل الفيلم السوري "خارج التغطية" للمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد على الجائزة الذهبية في الدورة الثانية لمهرجان وهران السينمائي للأفلام العربية، الذي يرعاه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة والتي أختتمت في الثالث من شهر " تموز " الجاري
وتعتبر الجائزة الذهبية أرفع جوائز المهرجان وتصل جائزتها المالية المرفقة إلى 50 ألف دولار، وترأس لجنة التحكيم الفنان دريد لحام وشارك في عضويتها كل من الفنانة المصرية إلهام شاهين واللبنانية كلوديا مارشاليان والجزائرية بهية راشدي والفنان المغربي محمد مفتاح والناقد العراقي عرفان رشيد والمخرج ومدير مهرجان دبي السينمائي مسعود امر الله علي. وحصلت السينما المغربية في المهرجان على جائزة الإخراج التي منحت لأحمد المعنوني عن فيلمه القلوب المحترقة، وسبق لهذا الفيلم الذي يعتبر الأكثر فنية في المهرجان أن نال جائزة المهرجان الوطني للفيلم المغربي عام 2007. فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة الى فيلم " في انتظار بازوليني " للمخرج المغربي داوود أولاد السيد. أما جائزة أحسن تصوير فكانت من نصيب الفيلم الجزائري " إيروان " للمخرج إبراهيم تساكي. فيما فاز الفيلم المصري " جنينة الأسماك " للمخرج يسري نصر الله بجائزة أحسن سيناريو. كما منحت لجنة التحكيم جائزة أحسن ممثلة للفنانة ندى أبو فرحات عن دورها في فيلم " تحت القصف " للمخرج اللبناني فيليب عرقتنجي. أما جائزة أحسن ممثل فقد حاز عليها الفنان المصري أحمد السقا عن دوره في فيلم " الجزيرة " للمخرج شريف عرفة.

وفيما يتعلق بمسابقة الأفلام القصيرة فقد حصل فيلم " إيدين نظيفة " للمخرج المصري كريم فانوس على جائزة أحسن فيلم قصير. وتنويه للفيلم " يموت الحوت " للمخرج التونسي مليك عمارة. وفيلم " لحن جنائزي" للمخرج المغربي محمد مفتكر. أما جائزة " القلم الذهبي " التي كانت ستُسند لأفضل مقال نقدي سينمائي فقد حُجبت لهذا العام فقط على أن تمنح في السنة القادمة وفق الشروط التي تقررها لجنة التحكيم في العام القادم. والجدير بالذكر أن جوائز الأهقار للمهرجان الدولي للفيلم العربي قد وزعت على مسرح الهواء الطلق في وهران، كما تم تكريم كل من النجم المصري محمود ياسين، والفنان الجزائري المعروف سيد علي كويرات. وسبق لإدارة المهرجان أن كرمت قبيل الافتتاح كل من الفنانة السورية منى واصف والفنان المصري محمود عبد العزيز، والمخرج الجزائري أحمد راشدي، والمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد تضمن حفل الاختتام فعاليات أخرى حيث أحيا الفنان الشاب خالد حفلاً فنياً ساهراً على خشبة مسرح الهواء الطلق " حسني شقرون".
عبر المشاركون من النجوم عن سعادتهم بالحضور أو التكريم فقالت الفنانة منى واصف‏:‏ إنه شرف كبير أن أكرم من هذا البلد الذي تعلمنا منه حب الوطن والبطولة‏.‏ أما الفنان خالد زكي قال‏:‏ سعيد بوجودي لأول مرة في المهرجان، وأتمنى في السنوات المقبلة المشاركة في المسابقة لأنني وجدت هنا كل الاحتفاء والتقدير من شعب الجزائر‏.‏
وقال الفنان دريد لحام‏:‏ إنني سعيد بوجود مثل هذا المهرجان الذي يهتم بالأفلام العربية فقط، وهذا شيء ايجابي ويجب دعم المهرجان من أجل استمراره، واعتقد أنه في السنوات المقبلة سيكون أكثر عمقاً وأكثر فائدة في التقاء الفنانين العرب والجزائريين ليكتشفوا تجارب البعض ويتعلموا منها‏، وأضاف‏:‏ المهرجان الدولي للفيلم العربي بدأ شاباً وسيكون له كل المستقبل‏.‏
وقال المخرج الجزائري أحمد الراشدي‏:‏ إن التكريم يجلب السعادة للفنان، ولكن أرى أن التكريم الحقيقي هو أن تتاح للفنان أو المخرج فرصة أن يعمل حتى يعبر بلغة السينما عن واقع شعب ما أو تاريخ ما أوبلد ما‏.‏
وقال النجم محمود عبدالعزيز: أنا سعيد بوجودي في الجزائر التي تمنيت زيارتها وفرحتي كبيرة بمقابلة شعب الجزائر رمز الجهاد والنضال وقد شعرت أثناء وجودي في وهران كأني في الاسكندرية التي نشأت فيها وأنا اليوم وبعد الاستقبال الكبير تأكدت من المكانة التي احتلها في قلوب الناس،‏ واعتبر أن إقامة هذا المهرجان هو نجاح للجزائر والسينما العربية‏.‏
وقد وفرت ادارة المهرجان برئاسة الوزير السابق ورئيس التلفزيون الجزائري حمراوي حبيب شوقي كل الامكانات من اجل انجاح المهرجان ليصبح في دورته الثانية من اهم المهرجانات العربية ‏.‏
وكانت لفتة مميزة من رئيس المهرجان قيامه بادراج المخرج الكبير يوسف شاهين على اجندة المهرجان وتقديم التحية له وعرض لقطات من افلامه ومقطع عن علاقته بالجزائر تحت عنوان شاهين كلنا نحبك‏.‏
عرض في حفل الافتتاح فيلم تسجيلي أو لوحات من الذاكرة السينمائية الجزائرية اخرجها سليم عقار وتشمل لقطات الاعمال السينمائية والتتويجات العالمية فتطرق المخرج الى مختلف المحطات التي شهدتها السينما الجزائرية من اعمال لها صلة بالكفاح المسلح مروراً بأفلام الكوميديا وسينما مرزاق علوش والأفلام التاريخية واعمال احمد الراشدي والاخضر حامينه وغيرهم من الأسماء اللامعة‏.‏
تنافس على جوائز مسابقة الافلام الطويلة‏12‏ فيلماً من‏7‏ دول عربية هي الجزيرة للمخرج شريف عرفة وجنينة الاسماك للمخرج يسري نصر الله والهوية للمخرج غسان شميط وخارج التغطية للمخرج عبداللطيف عبدالحميد من سورية.
وخلص للمخرج برهان علوية وتحت القصف للمخرج فيليب عرقتجني من لبنان، وفي انتظار بازوليني للمخرج داوود أولاد السيد والقلوب المحترقة للمخرج أحمد المعنوني من المغرب‏، وأربع بنات للمخرج حسين عباس من البحرين، والحادثة للمخرج فريد فريشيوا من تونس، والكندي للمخرج عامر بهلول، وريروان للمخرج إبراهيم تساكي من الجزائر‏.‏
خارج التغطية للمخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد، تمثيل: فايز قزق، صبا مبارك، فدوى سليمان، محمد قنوع، هيروكي أوكازاكي، موفق أحمد يحكي قصة عامر وزهير وهما صديقان، يغيب زهير قسراً وظلماً عشر سنوات يمضيها في السجن، يهبُ خلالها عامر نفسه ووقته وقوته وحياته لزوجة صديقه المتروكة وابنتها ، ويبدع في تحقيق رغباتهما بمنتهى الحنان والرجولة والمسؤولية.‏
زهير الغائب سيخرج إلى الحياة، وعامر لم يكن يتخيل مثل هذه المواجهة الوحشية بين الخير والشر.. مبارزة كلاسيكية قاتلة بينه وبين شيطانه.. من منهما يقود الآخر؟ هل يأتي زهير فيعود عامر إلى زنزانته الزوجية الميتة.. أم يوصد بكل ما أوتي من شر الباب عليه من حيث هو، كما هو منذ عشرة أعوام؟ ليكتشف في النهاية أن الأحداث سارت وبقي هو خارج التغطية، يتميز الفيلم بجرأة الموضوع المباشر في طرحه السياسي والإنساني.‏
(الهوية ) للمخرج السوري غسان شميط يحكي عن قصة حب بين شاب وفتاة في الجولان المحتل وسط حضور طاغ لهيمنة المكان والزمان على حالة الحب هذه، والتي انتهت بشكل مأساوي بانتحار العاشق وعزلة الحبيبة، وتنتقل روح البطل "فواز" إلى جسد شخص آخر، يظل يعاني من قلق كبير يتطلب منه أن يغادر إلى حيث يجب أن تكون الروح .
تبدأ الحكاية من اكتشاف حقيقة الروح التي تتقمصه من خلال نعي وفاة لشيخ جليل في احدى القرى من الجولان السوري المحتل عبر مكبر صوت يدعو لتشييعه في اليوم التالي، وسرعان ما يدرك الشاب بأن الشيخ المتوفى كان والده، ولكن في جيل سابق، فيقرر التسلل مع الوفد الديني الذي ينتقل من فلسطين إلى الجولان المحتل للتشييع، لتبدأ المحطة الأولى من استعادة الذكريات الماضية التي انتهت انتحاراً برصاصة أطلقها من بندقية صيد احتجاجاً على تزويج حبيبته من ابن عمها.
وفي القرية التي يصلها الوفد الفلسطيني معزيا يبدأ (عهد) بتذكر كل الأماكن التي عاشت فيها الروح السابقة، وفي التشييع الذي يترافق مع انتفاضة الهوية في الجولان المحتل ضد الاحتلال الصهيوني والهوية الإسرائيلية، سيلملم (عهد) تفاصيل أخرى من حياته إذ يجد نفسه وجهاً لوجه امام قبر فواز.. قبره، حيث سيدفن الشيخ الأب إلى جواره، وبعد إجراءات التعزية يقرر عهد تعزية أمه (السابقة) حيث سيكون في بيتها على موعد اخر من الذكريات والتفاصيل، التي تحفظها الأمكنة المتروكة كما عهدها منذ سنين، وترويها الام التي عرفته من علامة اسفل ذقنه (اثار الرصاصة التي قتلته منذ عشرين عاماً )، ومعها سيستعيد أحداث عشرين عاماً، يقدم عبرها المخرج رؤيته لاحتلال الجولان وكيف دخلتها الآلة العسكرية الإسرائيلية بكل قوتها وبطشها، كما نوه إلى حرب المياه، بتأكيده على أن الإسرائيليين لم يكتفوا باحتلال الأرض بل عمدوا إلى سرقة المياه وإفساد الحياة، عن طريق اقتلاع شجر الزيتون وإطلاق الرصاص عليها، وبالطبع قدم تحية إلى عمليات المقاومة التي قادها شباب الجولان، وحين يسأل (عهد) عن حبيبته (حياة) التي قضى من اجلها منتحرا ستخبره الام انها تعيش الان وحيدة في منزلها القديم بعد ان تركت تواجه مصيرها إثر فشل زواجها بسبب انتحار فواز.
يقرر عهد زيارة حياة، ليتفاجأ بالمأساة التي استهلكت سنوات عمرها وتركتها في حالة موت مؤجل، يؤلمه حالها فيغادرها حزيناً دون ان يخبرها من هو، وفي طريق عودته بعد ان اكتملت الحكاية في ذاكرته، يجد (عهد) نفسه في مواجهة بنادق الاحتلال ومدرعاتهم ليسأله الضابط الإسرائيلي: ماذا كنت تفعل في رحلتك، فقال له كنت أبحث عن هويتي.. ويحاول الهرب من الاعتقال على الحاجز الاسرائيلي باتجاه الجولان ليطلق عليه الجنود الصهاينة النار من الخلف وتتوقف الصورة لينتهي الفيلم،
فيلم تحت القصف للمخرج اللبناني فيليب عرقتنجي حاول مخرجه الابتعاد قدر الامكان عن السياسة ليكشف الوجه الحقيقي المؤلم للحرب، فيقدم ملحمة انسانية تحكي المأساة بكل جوانبها وأوجاعها، وذلك في إطار سينمائي جديد تم تصويره على أرض الواقع خلال حرب تموز الأخيرة القصة عن امرأة تعود من الخارج إلى جنوب لبنان للبحث عن طفلها الذي تركته برعاية أختها الصغيرة، فتتفق مع سائق سيارة أجرة على إيصالها إلى الجنوب المدمر، حيث يبحث الاثنان معاً عن الأخت والابن الطفل طوال أحداث الفيلم على مدى ثلاثة أيام، حيث يبدأ الفيلم من اليوم الأول الذي تلا انسحاب القوات الإسرائيلية الغازية من جنوب لبنان. وبالطبع تحصل أحداث مؤثرة عاطفياً ووتتبدل وتتطور علاقات إنسانية بين بطلي الفيلم ونتعرف إلى أجواء الجنوب ومعاناة سكان الجنوب، وثمة إضافة إلى ذلك ما يمكن اعتباره وجهات نظر في قضايا وطنية. يقرب فيليب فيلمه الروائي من الفيلم التسجيلي، بل يصنع من الرواية وثيقة ويحوّل الحكاية المتخيلة إلى تأريخ سينمائي لواقع معاش.
ايروان للمخرج الجزائري ابراهيم التساكي يروي قصة الشاب الترقي امياس الذي يقع في حب " كلود الفتاة الفرنسية التي يرافقها إلى أوروبا بعد أن يئس من حب مينة الترقية لان زواجه منها مستحيلٌ بحكم كونه أخاً لها في الرضاعة و بين قصة الحب هذه تناول قصة التاريخ و الإنسان الترقي الذي يكافح من اجل البقاء عبر الأزمنة من خلال " ايروان" يؤكد إبراهيم التساكي" أسلوبه السينمائي الذي عود عليه الجمهور عبر " أطفال الريح "و "قصة لقاء " التي كرسته كاسم له حضوره المتميز في الساحة السينمائية . ففي الفيلم الجديد و عبر 80 دقيقة تقودنا كاميرا إبراهيم التساكي في شاسعة الصحراء حيث جمال الطبيعة و صبر الرجال الزرق و في هذا الفضاء الممتد تروي الصورة بكل حرية الكثير من التفاصيل التي قد لا يقولها الكلام الكثير لحظات الصمت التي تخللت المشاهد و الموسيقى التي أبدع فيها صافي بو تلة كانت طريقة و أسلوباً اعتمده المخرج ليجعل الصحراء تقول كلمتها . ايروان " هو فيلم جزائري أيضا يحمل نظرة متوازنة لأشياء و يدين بطريقة غير مباشرة استغلال الشمال و الجنوب و يشد المشاهد طيلة 80 دقيقة الى لحظات من الجمال و المتعة و الحميمية مع الصورة .
الحادثة لرشيد فرشيو يدور حول سائق تكسي يلتقي بسيدة جميلة ويصطحبها إلى منزله، لكنه يضطر لتركها لبعض الوقت لايصال بعض الاغراض لزوجته التي وضعت طفلهما في المستشفى لكنه في الطريق يرتكب حادثاً يقوده إلى مخفر الشرطة حيث يمارس عليه رجل الأمن صنوفاً من التسلط والاعتداء على حقوقه وتقاضي الرشوة لينتهي الأمر بمفتاح شقته لكي يستمتع رجل الأمن بجسد المرأة التي تنتظره والتي يصعق رجل الأمن حين يكتشف انها ليست سوى زوجته التي هربت من تسلطه لاحضان أول رجل تلتقي به.. بعد عديد التوسلات، يقبل مفتش الشرطة، ان يتوجه الى منزل فارس، ليطلع على حقيقة القصة، فيكتشف حقيقة مغايرة، لكنها صادمة، و هي ان المرأة النائمة، في منزل فارس، و الذي نعتها المفتش بأشنع النعوت، ليست الا زوجته. و ينتهي الفيلم بمشهد يجمع فارس و المفتش و "زكية"، في غرفة في حين يشهر المفتش المسدس في وجه فارس، و يطالبه بالصمت. تتراجع الكاميرا شيئا فشيئا، و تخرج من نافذة ذات ستار حديدي، لتنطلق نحو الفضاء الفسيح… وتبقى النهاية الصادمة والمفتوحة من أجمل تقطيعات الحكاية.
ويعتبر فيلم "القلوب المحترقة" للمخرج المغربي احمد المعنوني احد الافلام المشاركة الاكثر خصوصية وتمكنا من لغة سينمائية شخصية متفردة. وتشكل مساحة الطفولة التي هي منبع الذكريات وفضاؤها الغزير القسم الاكبر من زمن "القلوب المحترقة" المرتكز فى اجزاء كثيرة منه على عناصر سيرة ذاتية خلال طفولة المخرج فى الدار البيضاء. في فيلمه لا ينكر المعنوني اشتغاله على سينما الذات. حتى أنه يفتتح شريطه السينمائي هذا، بإهداء الى والدته التي لم يرها يوماً، تماماً كحال بطل فيلمه أمين الذي نراه يبحث عن والدته طوال الشريط… وعندما لا يجد إليها سبيلاً يلجأ الى عالم الأموات، فنجده بين القبور حيث يعتقد أنه أقرب إليها هناك.
فيلم جنينة الاسماك للمخرج المصري يسري نصرالله : تدور احداثه حول يوسف طبيب التخدير الذي يعيش حياة غير عادية ينام في سيارته ويضع بها ملابسه.. ومغرم بالاستماع لحكايات المرضى وهم مخدرون اثناء العمليات الجراحية، وهي شخصية حائرة بين والده المريض (جميل راتب)، استاذ القانون، وما بين الاستماع لبرنامج اذاعي ليلي عن اسرار الليل وهو مخصص للحكي في الحب والفشل والعلاقات الزوجية وتقدمه ليلى (هند صبري)، وهي الاخرى شخصية اكثر من حائرة وهو يقضي ثلاثة اشهر حائرا يدور حول جنينة الاسماك بلا مبرر حتى يدخلها، وما الى ذلك.. ويبدأ الفيلم وينتهي بمشهد للطيور المذعورة المصابة بانفلونزا الطيور.. وتظهر حركة كافية بالفيلم تحت احد ملاهي القاهرة، اعضاؤها جالسون ويعلوهم الخجل – بالنهاية هو فيلم حاول تشريح مصر.. وسط حالة الوحدة تلك، يبدو طبيعياً أن تنضب الذاكرة. «السمك ما عندوش ذاكرة»، يصرخ يوسف في وجه حارس جنينة الأسماك، حين يحاول إقناعه بأنّ السمك يحفظ شكل الشخص الذي يقدّم إليه الطعام ورائحته. صورة ليلية فاتنة بعدسات فنان التصوير السينمائي سمير بهزان تدخلنا إلى عالم أغلبه ليلي حيث يفضل بطلا الفيلم الحياة في نوع من المزاج النفسي يغلف حركتهما.. ويبقي السمك وحده دون حراك.. مثله مثل الدجاجات التي تجمعت وحدها بالآلاف في انتظار الموت في العراء في مقاربة مع مشاهد عديدة لبشر في الوضع نفسه يعيشون الخوف، ويحتمي من يقدر منهم بما يقدر عليه. أو ينضم إلى غيره رافضاً الخوف كما يقدم الفيلم في النهاية حين يواجه الأمن مظاهرة لم تخرج بعد من وراء أسوار ويغلق عليها الطريق..

تكريم« مصطفى العقاد» في مهرجـــــــان وهــــــران

ابدى المشاركون في الندوة التكريمية التي احيت ذكرى المخرج السوري الراحل مصطفى العقاد اسفهم لكون فيلم "الرسالة" لا يزال ممنوعاً من العرض في الصالات.
وركز المشاركون في الندوة التي عقدت الاحد في وهران ضمن فعاليات الدورة الثانية من مهرجان الفيلم العربي على اهمية ومكانة هذا المخرج الانسان اولاً والسينمائي ثانياً الذي حمل طوال مسيرته رسالة اراد ان يسمعها للشرق والغرب.
وأدار كاتب السيناريو والناقد رفيق الصبان الندوة التي ضمت عدداً من الفنانين المكرمين في وهران ورئيس لجنة التحكيم لهذا العام الفنان السوري دريد لحام.
وتناولت الندوة جوانب من حياة هذا الفنان الانسان كما تناولت ابداعاته وذلك من خلال فنانين عايشوه الى جانب نقاد من الجزائر.
واعتبر رفيق الصبان في تقديمه للندوة ان العقاد "رجل وقف وحده وترك للسينما ذكرى لا تنسى واستطاع بايمانه وقوة عزيمته ان ينتج فناً عربياً في الولايات المتحدة ذلك البلد الواسع ويصرخ صرخته العربية ويقدم فيلمين علامتين".
وجاءت شهادة الاعلامية ليلى العقاد اخت الراحل صاحب فيلمي "الرسالة" و"عمر المختار" صادقة بسيطة سلطت الضوء على حياة العقاد الانسان فتكلمت عن آماله واحلامه وعلاقاته باصدقائه ووطنه وعن طفولته في حلب.
وقالت ليلى العقاد ان شقيقها "كان يتميز بكونه حلبياً تماماً داخل المنزل يسمع صباح فخري ويحب الضيوف والمرح والنكات وحضور الحفلات والاعراس".
من ناحيته تكلم الفنان السوري دريد لحام الذي كان صديقاً مقرباً من العقاد عن الفرح وقيمته عند الراحل الذي كان يقول دائما ان لحظة الفرح التي نعيشها تجعلنا نتحمل اللحظات القاسية كما كان يعتبر ان لحظة الفرح هي لحظة الامل.
واشار الى انه كان يعشق باحات الفنادق وانه كان يملك بيتاً في دمشق مع ذلك فهو كان ينزل في الفندق لانه يريد ويحب رؤية الناس ولقبناه مختار الفنانين في لوس انجليس حيث لم يمر فنان عربي في حياته على هذه المدينة الا وحل ضيفاً على العقاد في بيته.
اما الفنانة منى واصف التي كان العقاد اول من اطلقها في السينما وهي في الثانية والثلاثين من العمر فقالت في شهادة مؤثرة "منذ ان استشهد العقاد وانا ارثيه وازغرد له كشهيد وكنت اعد لتكريمه للمرة الاولى في سورية في مهرجان دمشق السينمائي حين بلغني خبر مصرعه ففوجئت باستشهاده وفوجئت حين طلبوا مني ان ارثيه".
واضافت واصف: "العقاد بالنسبة لي ليس مخرجاً فقط انه رجل الاحلام الكبيرة كنت معه في المغرب حين اوقف التصوير بأوامر عليا، فأصبت بانهيار الا انه واساني لافتاً الى انه يعمل على الفيلم منذ سبع سنوات وان التصوير سيستأنف.
وروت واصف كيف تم نقل كل معدات وديكورات التصوير الى ليبيا حيث استكمل التصوير هناك.
وختمت واصف التي كرمها مهرجان وهران بالقول: إن العقاد كان صاحب مشروع كبير اختار الرسالة واختار الثورة في عمر المختار وقد رثيته في المغرب وفي دبي وفي دمشق، لكنه تجاوز الموت ودخل التاريخ بفيلميه الاثنين.
من جهته اشار الفنان المصري محمود ياسين المكرم ايضا في مهرجان وهران الى علاقته البسيطة بالمخرج من خلال عمل صوتي اداه في فيلم "الرسالة" حيث ادى بعض الآيات القرآنية والاحاديث.
واوضح ياسين انه كان في تلك الفترة يصور فيلم "العذاب امرأة" الذي انتجه رياض العقاد فطلب منه مصطفى العقاد موافاته الى لندن لتسجيل الصوت ففعل وليكتشف العقاد الانسان وصاحب "الواقعية الابداعية" وفق ما قال.
وتكلم في الختام كل من الناقدين الجزائريين محمد بن صالح وجمال الدين حازورلي عن قيمة الراحل في مسيرته الفنية والابداعية ومن خلال عمليه السينمائيين.
واعتبره حازورلي "مخرجاً سياسياً بالدرجة الاولى" اتى بهوليوود الى البلدان العربية بينما اعتبر بن صالح ان العقاد كان "مجاهد الكاميرا" ودعا الى ضرورة نسخ افلامه وتوزيعها في العالم العربي، كما استغرب عدم وجود دراسة تتناول تأثير فيلم "الرسالة" حين خروجه على المجتمعات العربية. وقال "امي ذهبت الى السينما في وهران لاول مرة في حياتها لمشاهدة هذا الفيلم".

قائمة الأفلام القصيرة

مرايا الصمت الإمارات العربية المتحدة
انا جاهز الأردن
ايدين نظيفة مصر
عشاء البحرين
اقامة يلانغ يلانغ جزر القمر
مونولوج سورية
عرفات وانا فلسطين
ذاكرة لا تفضى سلطنة عمان
لحن جنائزي المغرب
سوس ونقطة لبنان
شمعة لمقهى الشهبندر العراق
اختي الجزائر
الحوت يموت تونس
مهملات الكويت


قائمة الأفلام خارج المنافسة

الأجنحة المتكسرة – الجزائر
طباخ الريس – مصر
الكيت كات – مصر
جنون – تونس
التلفزة جاية – تونس

الجزائر محمد عبيدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق