نجم السينما الأميركية تشارلتون هيستون، صاحب الأداء المميز، قام بأدوار بارزة مثل تجسيده شخصية الفنان الإيطالي مايكل أنجلو، خلف من ورائه تركة سينمائية تضعه في مصاف النجوم الكبار في تاريخ هوليوود، حيث شارك في أكثر من 70 فيلما، كما حصل على جائزة أوسكار أحسن ممثل عام 1960 عن دوره في فيلم "بين هور" لويليام وايلر.
ولد تشارلتون هيستون، واسمه الحقيقي جون تشارلز كارتر، في الرابع من (أكتوبر) 1923 في إيفانستون بولاية ايلينوي، وكان والده يعمل طحانا. وبعد بداية في الإذاعة والمسرح، تلقى دروسا في الفن المسرحي في جامعة نورث وسترن يونيفرسيتي، قبل أن يترك الدراسة عام 1944 لينضم لسلاح الجو الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية، حيث خدم ثلاث سنوات. الفنان ذو العينين الزرقاوين والجسد الرياضي بعد عودته للحياة المدنية واجه صعوبة ليشق طريقه في مجال الفن، فسعى إلى تجربة حظه في عالم المسرح، فتوجه برفقة زوجته ليديا كلارك إلى برودواي ليبدأ في عام 1947 مسرحية "أنطونيو وكليوباترا" قبل أن ينطلق في عمل مستوحى من "يوليوس قيصر" للتلفزيون (1948) مما لفت إليه أنظار هوليوود. وفي عام 1950 جاءته أول فرصة في السينما وعرض عليه الدور الرئيسي في فيلم (المدينة المظلمة) لسيسيل بي. دي ميل قبل أن يسند إليه بطولة فيلم (أكبر استعراض في العالم) الذي حصل على أوسكار أفضل فيلم 1951، لينطلق بعد ذلك نجم تشارلتون هيستون في عالم السينما. وهكذا من خلال خمسين عاما من العمل الفني، صنع هذا النجم لنفسه، صورة الممثل القادر على تجسيد الشخصيات التاريخية المهمة مع البقاء نجما مسرحيا.
ويقول عنه أنطوني مان الذي أخرج له "السيد" (1961) "إنه الممثل الأمثل للأدوار التاريخية.. فإضافة إلى صفاته الجسدية يستطيع تشارلتون هيستون التعامل مع الجواد والسيف والدبابة وكل شيء، لقد خلق لذلك بشكل لا يصدق". ومن أهم أدوار "شاك" كما يسميه المقربون منه أيضا "روبي جينتر" لكينغ فيدور (1952) و«السيد" لأنطوني مان (1961)، عن نصّ لكورني و«هاملت" (1996) لكينيث براناه عن نصّ لشكسبير.
وعندما بدأت حقبة الستينيات أعلنت نهاية فترة الأفلام الملحمية والأدوار التاريخية، وعلى إثر ذلك قرر تشارلتون هيستون التحول لتقديم العديد من أفلام الوسترن وأفلام الإثارة والخيال العلمي مثل "كوكب القرود" لفرنكلين شافينر (1968) و«سويلنت غرين" (شمس خضراء) لريتشارد فليتشر وهو صورة كئيبة للعقود القادمة يقوم فيها شارلتون هيستون بدور شرطي من المستقبل في عالم يعيش حالة انهيار. وشارك في أفلام رعاة البقر في الغرب الأميركي ك«مايجور داندي" (1965) لسام بكنباه و«ويلي بيني الوحيد" (1968) لتوم غريس، كما لعب أدوارا أخرى شهيرة مثل تجسيده لدور الرسام الإيطالي مايكل أنجلو في "العذاب واللذة"، والملك هنري الثامن عام 1978.
وهكذا من خلال خمسين عاما من العمل الفني صنع هذا النجم لنفسه صورة الممثل القادر على تجسيد الشخصيات التاريخية الهامة مع البقاء نجما مسرحيا. وفي أواخر السيتينيات عاد هيوستن مرة أخرى للاهتمام بالمسرح وكان يميل إلى كتابات الشاعر والكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، فكان يعتلي خشبة المسرح كلما سمح له وقته بذلك، وعمل أمام صوفيا لورين وآفا غاردنر. كما جرب هيستون أيضا حظه في الإخراج مع "أنطونيو وكليوباترا" عام 1971 و«حمى الذهب" عام 1982.
كما تولى رئاسة نقابة الممثلين ست مرات، قبل أن يرأس معهد "الفيلم الأميركي". وعانى هيستون في آخر سنوات حياته من مرض الزهايمر. وللممثل ابنان وكانت زوجته تقوم على رعايته إلى أن توفي، عن عمر يناهز الرابعة والثمانين، بعد حياة حافلة بالعطاء الفني وأيضا النشاط السياسي والاجتماعي.
محمد عبيدو
نشر بالجزائر نيوز
ولد تشارلتون هيستون، واسمه الحقيقي جون تشارلز كارتر، في الرابع من (أكتوبر) 1923 في إيفانستون بولاية ايلينوي، وكان والده يعمل طحانا. وبعد بداية في الإذاعة والمسرح، تلقى دروسا في الفن المسرحي في جامعة نورث وسترن يونيفرسيتي، قبل أن يترك الدراسة عام 1944 لينضم لسلاح الجو الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية، حيث خدم ثلاث سنوات. الفنان ذو العينين الزرقاوين والجسد الرياضي بعد عودته للحياة المدنية واجه صعوبة ليشق طريقه في مجال الفن، فسعى إلى تجربة حظه في عالم المسرح، فتوجه برفقة زوجته ليديا كلارك إلى برودواي ليبدأ في عام 1947 مسرحية "أنطونيو وكليوباترا" قبل أن ينطلق في عمل مستوحى من "يوليوس قيصر" للتلفزيون (1948) مما لفت إليه أنظار هوليوود. وفي عام 1950 جاءته أول فرصة في السينما وعرض عليه الدور الرئيسي في فيلم (المدينة المظلمة) لسيسيل بي. دي ميل قبل أن يسند إليه بطولة فيلم (أكبر استعراض في العالم) الذي حصل على أوسكار أفضل فيلم 1951، لينطلق بعد ذلك نجم تشارلتون هيستون في عالم السينما. وهكذا من خلال خمسين عاما من العمل الفني، صنع هذا النجم لنفسه، صورة الممثل القادر على تجسيد الشخصيات التاريخية المهمة مع البقاء نجما مسرحيا.
ويقول عنه أنطوني مان الذي أخرج له "السيد" (1961) "إنه الممثل الأمثل للأدوار التاريخية.. فإضافة إلى صفاته الجسدية يستطيع تشارلتون هيستون التعامل مع الجواد والسيف والدبابة وكل شيء، لقد خلق لذلك بشكل لا يصدق". ومن أهم أدوار "شاك" كما يسميه المقربون منه أيضا "روبي جينتر" لكينغ فيدور (1952) و«السيد" لأنطوني مان (1961)، عن نصّ لكورني و«هاملت" (1996) لكينيث براناه عن نصّ لشكسبير.
وعندما بدأت حقبة الستينيات أعلنت نهاية فترة الأفلام الملحمية والأدوار التاريخية، وعلى إثر ذلك قرر تشارلتون هيستون التحول لتقديم العديد من أفلام الوسترن وأفلام الإثارة والخيال العلمي مثل "كوكب القرود" لفرنكلين شافينر (1968) و«سويلنت غرين" (شمس خضراء) لريتشارد فليتشر وهو صورة كئيبة للعقود القادمة يقوم فيها شارلتون هيستون بدور شرطي من المستقبل في عالم يعيش حالة انهيار. وشارك في أفلام رعاة البقر في الغرب الأميركي ك«مايجور داندي" (1965) لسام بكنباه و«ويلي بيني الوحيد" (1968) لتوم غريس، كما لعب أدوارا أخرى شهيرة مثل تجسيده لدور الرسام الإيطالي مايكل أنجلو في "العذاب واللذة"، والملك هنري الثامن عام 1978.
وهكذا من خلال خمسين عاما من العمل الفني صنع هذا النجم لنفسه صورة الممثل القادر على تجسيد الشخصيات التاريخية الهامة مع البقاء نجما مسرحيا. وفي أواخر السيتينيات عاد هيوستن مرة أخرى للاهتمام بالمسرح وكان يميل إلى كتابات الشاعر والكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، فكان يعتلي خشبة المسرح كلما سمح له وقته بذلك، وعمل أمام صوفيا لورين وآفا غاردنر. كما جرب هيستون أيضا حظه في الإخراج مع "أنطونيو وكليوباترا" عام 1971 و«حمى الذهب" عام 1982.
كما تولى رئاسة نقابة الممثلين ست مرات، قبل أن يرأس معهد "الفيلم الأميركي". وعانى هيستون في آخر سنوات حياته من مرض الزهايمر. وللممثل ابنان وكانت زوجته تقوم على رعايته إلى أن توفي، عن عمر يناهز الرابعة والثمانين، بعد حياة حافلة بالعطاء الفني وأيضا النشاط السياسي والاجتماعي.
محمد عبيدو
نشر بالجزائر نيوز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق