محمد عبيدو
تمر اليوم ذكرى وفاة الفنان الراحل أحمد زكي الـ12...
وكان أحمد زكي قد حسم صراعه مع مرض السرطان
والموت، مؤكدا البعد الابداعي في شخصيته كفنان وإنسان عندما قال مخففا أحاسيس الأسى
التي رآها في عيون عدد من زائريه بالمشفى : إذا لم تجدوني هنا، فستجدوني على الشاشة،
أنا سأبقى معكم دائما، حتى لو رحلت.. في ذكرى النجم المتألق أحمد زكي نتوقف أمام مسيرته
السينمائية المتميزة ، ونأسف أيضاً على ما آلت إليه السينما في وقتنا الحاضر وهو الذي
ظل متمسكاً بأصول العمل الفني حتى آخر عمل مازال يشتغل عليه «حليم»عن حياة العندليب
الاسمر عبد الحليم حافظ . حلم أحمد زكي هذا .. في تجسيد شخصية العندليب اثناء صراعه
المرير مع هذا المرض اللعين! .. لكن ولأن أحمد زكي فنان من طراز نادر فنان يعشق فنه
حتى الموت .. قاوم وقاتل مرضه .. ليقف أمام
كاميرا المخرج شريف عرفه ليجسد لنا أنشودة الألم والمرض والعذاب .. والكفاح.. والنجاح
.. أنشودة حليم.. انهى احمد زكي منه ما يقارب تسعين بالمئة من المشاهد التي يتضمنها
الفيلم.قبل ان يعود للمشفى مع تفاقم السرطان وانتشاره في جسمه حتى دخوله الغيبوبة والموت ليصبح النجم الأوحد على الساحة السينمائية الذي
يحافظ على صورته ناصعة ونظيفة لينال احترام الجميع، ونحن إذ نتفق على أن النجومية لا
تأتي اعتباطاً أو مع ضربة حظ فإن تاريخ أحمد زكي يصلح لأن يُدرّس في معاهد السينما
من الناحية الأخلاقية أولاً ومن ثم أسلوبه في الأداء وصبره واشتغاله على نفسه
أحمد زكي ، يستحق بجدارة لقب نجم الثمانينات ، بل ونجم السينما المصرية . فنحن
أمام فنان مجتهد جداً ، أتقن صنعته حدّ الإبهار، وجعل التمثيل أفق علاقة متينة بين
العلم والفن والموهبة. عالمه. مشحون بعصبية قوية، تحتّم عليه الانصراف كلّيا إلى الشخصية،
لا ليقدّمها على الشاشة، بل ليعيشها. وهو مصبوغ بلوثة الإبداع، كأنه لا يأبه بذاته
الإنسانية، حين يصبح الشخصية، أو كأنه يجعل من الشخصية إنسانا من لحم ودم. يهتم كثيراً
بالكيف على حساب الكم ، يلفت الأنظار مع كل دور جديد يقدمه ، وأعماله تشهد له بذلك
، منذ أول بطولة له في فيلم شفيقة ومتولي وحتى الآن ، مروراً بأفلام إسكندرية ليه ،
الباطنية ، طائر على الطريق ، العوامة 70 ، عيون لاتنام ، النمر الأسود ، موعد على
العشاء ، البريء ، زوجة رجل مهم ، والعديد من الأفلام التي حققت نجاحات كبيرة على مستوى
الجماهير والنقاد على السواء . طريق صعب ،
ومليء بالإحباطات والنجاحات ، هذا الذي قطعه أحمد زكي حتى يصل الى ما وصل إليه من شهرة
وإحترام جماهيري منقطع النظير ، جعله يتربع على قمة النجومية . حصد العديد من الجوائز
المحلية والدولية ، وإحتكر جوائز أفضل ممثل مصري لعدة أعوام متلاحقة . في أدائه جمالا
يصعب تحديده في إطار جامد. لعلّه الصدق، أو العفوية، أو البساطة. أو ربما هذه كلّها
معا، يُضاف إليها حرص على إبراز الأصل والجوهريّ في الشخصية، والتفاصيل الجانبية أيضا.
أصوله الريفية جعلته <<متطرّفا>> في صدقه. لديه حساسية فائقة في التزام
قضايا المجتمع والناس، تفرض عليه عدم تغييب لغة الفن، ومصداقية التمثيل. بساطته مبنية
على عفوية جميلة. توتره أفضى به إلى كسر الحاجز الوهمي بين السينما والحياة.. هذه عناوين
ساهمت في صنع حضور أقوى له في المشهد العربي ما كان لأحمد زكي ان يفعل ذلك لولا انه
ممثل استثنائي. ومن الصعب ان نجد ممثلا بهذه الطاقة في كل تاريخ السينما المصرية والعربية
عموما.
ولد أحمد زكي عام 1949 بالزقازيق (محافظة الشرقية)
،. مات والده وهو في عامه الأول ، وتزوجت والدته بعد رحيل الوالد مباشرة .. فتعلقت
بأهداله كلمة يتيم ، وتغلغلت في كل تفاصيل عينيه ، فعاش حتى الآن في سكون مستمر ، يتفرج
على ما يدور حوله دون أن يشارك فيه . ولهذا أصبح التأمل مغروساً في وجدانه بعمق ، حتى
أصبح خاصية تلازمه في كل أطوار حياته .
وعندما أراد أحمد زكي أن يهرب من وحدته بأية طريقة
، بل أراد أن يهرب من حزن عينيه حين كره كلمة يتيم ، كان يهرب الى بيوت الأصدقاء ليحاول
أن يضحك ، وكانت قدماه تتآكلان وهما تأكلان أرصفة الشوارع ، حتى ظن الطفل الطري العود
أنه كبر قبل الأوان . والذي ساهم في تكبير الطفل أكثر ، هذا الصدام المتواصل بينه وبين
العالم الخارجي صمت بما فيه الكفاية . وحين أراد أن يهرب الى الكلام ، وجد في المسرح
متنفسه ، فالتحق بعالمه يوم كان يكمل دراسته الثانوية ، ولحسن حظه بأن ناظر المدرسة
كان يهوى التمثيل . أما أحمد زكي فصار في فترة وجيزة هاوياً للتمثيل والإخراج المسرحي
على مستوى طلاب المدارس .
عن تلك الفترة يقول احمد زكي :" عندما كنت طالباً في مدرسة الزقازيق الثانوية
، كنت منطويا جداً لكن الأشياء تنطبع في ذهني بطريقة عجيبة : تصرفات الناس ، إبتساماتهم
، سكوتهم . من ركني المنزوي ، كنت أراقب العالم وتراكمت في داخلي الأحاسيس وشعرت بحاجة
لكي أصرخ ، لكي أخرج ما في داخلي . وكان التمثيل هو المنفذ ، ففي داخلي دوامات من القلق
لاتزال تلاحقني ، فأصبح المسرح بيتي . رأيت الناس تهتم بي وتحيطني بالحب ، فقررت أن
هذا هو مجالي الطبيعي "
أحمد زكي إكتشف الفن في أعماقه مبكراً ، فكان رئيس
فريق التمثيل في مدرسته الإبتدائية ، ومدرسته الإعدادية ، ثم مدرسة الزقازيق الثانوية
. وهكذا تحدد طريقه الى المعهد العالي للفنون المسرحية ، الذي تخرج منه عام 1973 من
قسم التمثيل بتقدير ممتاز ، وهو نفس التقدير الذي حصل عليه في كل سنوات الدراسة .
في بداية السبعينيات من القرن العشرين عندما كانت
فرقة الفنانين المتحدين تعرض مسرحية مدرسة المشاغبين والتي استمر عرضها على المسرح
خمس سنوات متواصلة كان بين المشاغبين شاب اسمر ضعيف البنية, يبدأ حياته الفنية بمساعدة
الفنان سعيد صالح الذي يعتبر مكتشفه الحقيقي مع زميله يونس شلبي, والشاب هو الفنان
العملاق احمد زكي, فقد شاهدهما سعيد صالح مع سمير خفاجي وهما يؤديان دورين صغيرين في
مسرحية (الغول) على مسرح الطليعة فاشار سعيد
عليهما حيث كانت المسرحية (مدرسة المشاغبين) تحتاج الى النمطين
وكأن مدرسة المشاغبين كانت فاتحة خير على ابطالها
دون استثناء, فقد حضر العرض الراحل صلاح ابوسيف والمعجب ايما اعجاب بأسلوب احمد زكي
في الاداء التمثيلي وحفاظه على ايقاع الدور بشكل مثير, وكانت المسرحية تعرض على مسرح
كوته بالاسكندرية في عامها الثاني..
ونقل صلاح ابوسيف اعجابه بالفنان احمد زكي ووعده
بان يطلبه في اي عمل سينمائي يقوم باخراجه لايمانه بموهبته..
إكان أحمد زكي ، لفت الأنظار إاليه بشدة عندما قام
بدور الطالب الفقير الجاد في مسرحية مدرسة المشاغبين الكوميدية الذي يتصدق عليه ناظر
المدرسة بملابسه القديمة .
وعرض عليه ممدوح الليثي بطولة فيلم من انتاجه أمام
النجمة اللامعة سعاد حسني، لأن مخرج الفيلم الشاب علي بدرخان رأى ضرورة اسناد البطولة
لوجه جديد، فقام كاتب المسرح لينين الرملي بترشيح أحمد بعد مشاهدته له في عرض «النار
والزيتون»، وعاد أحمد إلى مسكنه المتواضع وهو يرقص فرحا في الشوارع، وبدأ يستعد للدور
الذي سيضعه في صفوف النجوم، وعندما اقترب موعد التصوير، كانت الصدمة قاسية، لقد تم
إسناد بطولة فيلم الكرنك إلى النجم المعروف نور الشريف بناء على حسابات انتاجية وأمور
تتعلق بالتوزيع والايرادات، وزادت نقمة أحمد زكي على ظروفه وتخيل أن لونه وسماته الشكلية
هي التي حالت بينه
وبين هذه البطولة، لكنه مع الوقت استعاد اتزانه،
وبدا يعمل في مجموعة من الأدوار الصغيرة في السينما حيث شارك في أفلام مثل «بدور» و«أبناء
الصمت» ثم «العمر لحظة» و«وراء الشمس» و«شفيقة ومتولي» أمام سعاد حسني، وكانت هذه الأدوار
كفيلة بإظهار مدى الموهبة التي تسكن أعماق هذا الممثل المختلف الذي ما لبث أن لعبت
ملامحه لصالحه أخيرا بعد أن لعبت ضده كثيرا، فأحدث انقلاباً في مقاييس النجم بعد تألقه
في تجسيد شخصية عميد الأدب العربي طه حسين في المسلسل التليفزيوني الذي أخرجه الراحل
يحيى العلمي بعنوان «الأيام».
وقدم دورا ثانويا في فيلم الباطنية ، بين ممثلين
كبيرين هما فريد شوقي ومحمود ياسين ، و إنهالت الجوائز على أحمد زكي وحده ، وهي شهادة
من لجان محايدة على أنه ، ورغم وجود العملاقين ، قد ترك بصماته في نفوس أعضاء لجان
التحكيم .
بعدها جاء فيلم طائر على الطريق ، وجاءت معه الجائزة
الأولى .. وهكذا وجد أحمد زكي لنفسه مكاناً في الصف الأول ، أو بمعنى أصح حفر لنفسه
بأظافره طريقاً الى الصف الأول !! وقد كان عام 1982 ، هو الإنطلاقة الحقيقية لهذا الفنان
الأسمر . أما في عام 1983 ، وخلافاً لكل التوقعات ، فقد رأينا أحمد زكي منسحباً عن
الأضواء والسينما بنسبة ملحوظة ، ليعود في العام 1984 أكثر حيوية ونشاطاً . ومن العجيب
أن هذا الشاب الريفي ، البعيد الوسامة ، جاء الى عاصمة السينما العربية ، مفتوناً برشدي
أباظة ، المعروف بوسامته .
احمد زكي كما نعلم اسمر حادق ضارب للسواد، وعلى الرغم
من لطف هيئته الا انها مألوفة وعادية فليست له مهابة عماد حمدي ولا حلاوة شكري سرحان
ولا التأثير البالغ لوجه عمر الشريف. الغريب ان ابطالا لا يشكون من فرط الجمال مثل
محسن سرحان مثلا كانوا كذلك بما في وجوههم وقاماتهم من ترهل ذي سمة استقراطية. لذا
يعلّم وجه احمد زكي على مقلب آخر للسينما المصرية. لقد كان احمد زكي هو البطل الأنسب
لموجة الواقعية الجديدة في مصر، انه بطل محمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة بامتياز،
ولا يكفي هنا ان نتكلم عن شغف هؤلاء المخرجين بالحياة الشعبية فهي من <<تيمات>>
الفيلم المصري عموما، بيد ان التقديم الفولكلوري والالكتروني احيانا لهذه الحياة هو
الذي يختلف. الحياة الشعبية ليست من اكسسوارات الفيلم عند موجة الواقعية الجديدة، فهي
عادة متنه وأساسه ثم ان التقديم نفسه لا يبقى ميلودراميا فولكلوريا او طرائفيا، فهو
ديناميكي نقدي ولنقل انه طبيعي عادي مقابل الاكزوتيكي والطرائفي، إن جمهور السينما
الذي تفيرت نوعيته ، وأصبحت غالبيته من الكادحين ، يرون أنفسهم في أحمد زكي ، الفتى
الأسمر الذي لا يعتني بملبسه ولا يذهب الى الكوافير لفرد شعره الأشعث المجعد . ولكنه
نموذج عادي لأشخاص عاديين يقابلهم المرء ويتعامل معهم كل يوم في الطريق .. في المركبات
العامة ، وبقية الأماكن التي يتردد عليها الناس ... احمد زكي هو في أدواره الشعبية
البطل العادي الذي يعيد لهذه الحياة قدرتها على توليد الاشكاليات والخوض في صراعات
وطرح الخيارات والمصائر. لقد امتلك منذ البداية تلك القدرة على الانسلاخ عن النموذج
التمثيلي شبه الكوميدي والنمطي للأدوار الشعبية. اذا كنا لا نتخيل عماد حمدي في دور
فلاحي فاننا لا نتخيل عبدالله غيث الا في دور العمدة والمستبد الريفي الشرير ونور الشريف
في دور روبن هود مصري فلاحي. لكن احمد زكي وحده يمثل السائق والمتسكع والصعلوك بدون
ان يتخذ لها انماطا او يجد لها انماطا. انه يمثلها بدون ان يكون هذا ذا غرض ترفيهي
او يتجاوب مع نماذج قبلية. يمثلها بقدرة هائلة على اعادة خلقها وعلى ابتكارها وعلى
ابراز جدلها وتناقضاتها وحضورها الخاص. مع الواقعية الجديدة المصرية يمكن ان نتكلم
عن احمد زكي كممثل جديد او كمدرسة جديدة في التمثيل، بل يمكن الكلام عن احمد زكي بصدد
مفهوم جديد للممثل السينمائي الذي يتخلص كليا تقريبا من الارث المسرحي المصري او الارث
الملحمي. ما صنعه احمد زكي هو البطل <<العادي>> بدون شطح ميلودرامي او
ملحمي، وبالطبع بدون ترفيه فولكلوري، صنع البطل العادي الذي ليس نمطا والذي يبتكر نفسه
ويقف كل لحظة امام خياراته. يفسر أحمد زكي ذلك القول : تغيرت السينما كثيراً عما كانت
عليه وزادت الشخصيات تعقيداً . السينما الواقعية اليوم ليست تلك التي تنزل فيها الكاميرا
الى الشارع فقط ، بل أيضاً تلك التي تتحدث عن إنسان الحاضر بكل مشاكله وأفكاره ودواخله .
كما يرى أحمد زكي بأن التركيبة الشخصية إختلفت بإختلاف
الأدوار التي أداها : صحيح لعبت دور صعلوك أو هامشي في أفلام أحلام هند وكاميليا و
طائر على الطريق و كابوريا ، لكن كل دور ذا شخصية مختلفة . شخصيات اليوم غالباً رمادية
، ليست بيضاء وليست سوداء .. ليست خيرة تماماً وليست شريرة تماماً ، وما على الممثل
سوى ملاحظة الحياة التي من حوله حتى يفهم أن عليه أن يجهد ويجتهد كثيراً في سبيل فهم
هذه الحال .
والواقع أن أحمد زكي عرف كيف ينتقل من دور الى آخر
حتى لو لم تكن هناك قواسم أساسية مشتركة بينها . فهو الفلاح الساذج في فيلم البريء
، ومقتنص الفرص الهائم على وجهه في فيلم أحلام هند وكاميليا ، وإبن الحي الذي قد يهوى
إنما يحجم ويخجل في فيلم كابوريا ، كما هو ضابط الإستخبارات القاسي الذي يفهم حب الوطن
على طريقته فقط في فيلم زوجة رجل مهم . والثابت المؤكد هنا قدرة أحمد زكي على تقديم
أداء طوعي ومقنع في كل هذه الحالات المختلفة ، مقدرة يعتقد أنها ناتجة عن إهتمامه منذ
الصغر بالملاحظة وحب التعبير . حيث يقول : إختزنت الكثير من الأحاسيس والرغبات الكامنة
في التعبير عما أشعر به ، لذلك تراني حتى الآن لا أهتم بالمدة التي ستظهر فيها الشخصية
على الشاشة ، بل بالشخصية نفسها إذا إستطاعت إثارتي ووجدت فيها فرصة جديدة للتعبير
عما بداخلي .
يرفض أن يقوم عنه دوبلير أو البديل بالأدوار ذات
الطبيعة الخطرة ، ويقول أنه في فيلم عيون لا تنام حمل أنبوبة غاز مشتعلة ، وألقى بنفسه
من سيارة مسرعة في فيلم طائر على الطريق ، وأكل علقة ساخنة حقيقية في فيلم العوامة
70 . ويعتقد أحمد زكي بأن عدم إستخدام البديل يعطي الفنان قدرة وتدريباً أكثر ، وقد
حمله هذا الإعتقاد على أن ينام في ثلاجة الموتى بعد أن أسلم نفسه للماكيير الذي كسا
أو دهن وجهه بزرقة الموت والجروح الدامية كما إقتضى دوره في فيلم موعد على العشاء
. وقد بقى في الثلاجة الى أن دخلت عليه بطلة الفيلم سعاد حسني لتكشف عن وجهه وتتعرف
عليه بعد أن صدمه زوجها السابق بسيارته . وقد أعيد تصوير المشهد ، الذي إستلزم إقفال
الثلاجةعلى أحمد زكي ، عدة مرات حتى لا تأتي اللقطة التي لا تستغرق أكثر من بضع ثوان
من وقت الفيلم مقنعة للمتفرج . يقول عن تجربته داخل الثلاجة : أحسست بأن أعصابي كلها
تنسحب وكأنما توقفت دقات قلبي وأنا أحاول تمثيل لقطة الموت .. وقد ضغطت على قدمي بشدة
لأنبه أعصابي وأنذرها .
وفي فيلم طائر على الطريق أصر على تعلم السباحة ،
عندما طلب منه المخرج محمد خان أن يستعين بالبديل في مشهد السباحة ، بإعتباره لا يعرف
السباحة ، خصوصاً عندما علم منه بأن التصوير سيبدأ بعد شهر ونصف . فقد إختفى حوالي
أسبوعان ، وعندما عاد قال لمحمد خان مازحاً : تحب أعدي المانش !! فرد عليه : إزاي ؟
قال : أنا عازمك على الغداء بجوار حمام السباحة بالنادي الأهلي . وأثناء جلوسهما هناك
، ذهب أحمد زكي الى غرفة الملابس ، وإرتدى المايوه .. ثم حيا المخرج خان .. وقفز في
حمام السباحة وقام بعبوره عدة مرات بحركات فنية . وعندما خرج من الماء قال لمحمد خان
: لقد ظللت أتدرب هنا 15 يوماً على يد المدرب .
تزوج أحمد زكي مرة واحدة من الممثلة الراحلة هالة
فؤاد ابنة المخرج السينمائي أحمد فؤاد وأنجب منها ابنه الوحيد هيثم إلا أن الحياة الزوجية
بينهما لم تستمر وانتهت بالانفصال قبل أن يداهم مرض السرطان اللعين هالة فؤاد وترحل
عن الحياة تاركة لأحمد جرحاً غائراً في نفسه فلم يفكر في الارتباط بغيرها، ربما تحت
تأثير الإخلاص المثالي لقصة حب لم تنجح في الواقع فكان لابد أن تنجح في الخيال، وربما
خوفا على شعور ابنه الوحيد هيثم، حتى يجنبه ذلك الإحساس باليتم الذي عاشه أحمد في الصغر
بعد رحيل والده وزواج أمه .
عن جريدة الحياة الجزائرية
عن جريدة الحياة الجزائرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق