لم يتوقّف الفنان العراقي فاضل خليل (1946 – 2017) الذي رحل أمس الأحد فيبغداد، عن عمله في المسرح والسينما والتأليف طوال نصف قرن،
وولد فاضل خليل في مدينة العمارة محلة "السرية" 1946، لأب كان يمتهن الحلاقة وكان يعتبر من مثقفي المدينة آنذاك، وهناك فك خليل خطوط الأبجدية لينطلق بعدها في مشوار الحياة والفن، حيث تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة من جامعة بغداد في اختصاص الفنون المسرحية عام 1970، لذلك عُين مُعيدا للفنون عام 1971.وحصل خليل على الدبلوم العالي في الإخراج المسرحي من كلية الفنون الجميلة من جامعة بغداد عام 1979
حاز على شهادة الدكتوراه من "المعهد العالي للفنون المسرحية" في بلغاريا عام 1985، عن أطروحة بعنوان "المشاكل المعاصرة في الإخراج المسرحي"، وهو الذي صعد على الخشبة ممثلاً في ستينيات القرن الماضي، قبل أن يدرّس في "جامعة بغداد" وينطلق بعدها إلى تأسيس أقسام مسرح في عدد من الجامعات العربية.
تنوّعت تجربة خليل الذي لعب بطولة أكثر من 40 عملاً مسرحياً وأخرج قرابة 20 أخرى، عبر توظيفه الموروث الشعبي المحلي والأسطوري كما في مسرحيات "الباب القديم"، و"الشريعة"، و"خيط البريسم"، و"مواويل باب الأغا"، و"سيدرا" و"حلاق بغداد" و"مئة عام من المحبة"، وتقديمه أبرز المسرحيات العالمية مثل "عطيل"، و"أوديب"، و"في انتظار غودو".
ساهم صاحب "المخرج في المسرح العربي المعاصر" في إنشاء عدد من الفرق العراقية، وكذلك في إعداد المؤتمر التأسيسي لـ"اتحاد المسرحيين العرب" عام 1976، وعمِل رئيساً لقسم الدراما في "إذاعة بغداد"، وتأسيس ورئاسة عدد من الملاحق الثقافية في الصحف البغدادية.
بموازاة ذلك، شارك خليل في السينما العراقية منذ بداياتها الحقيقية في الستينيات، حيث مثّل أدواراً رئيسية في "الحارس" (1967) لـ خليل شوقي، و"الرأس" (1976) لـ فيصل الياسري، و"الأسوار" (1979) لـ محمد شكري جميل، و"البيت" (1988) لـ عبد الهادي الراوي، و"سر القوارير" (2015) لـ علي حنون، إضافة إلى مشاركته في أفلام مثل "تحت سماء واحدة" و"سحابة صيف" و"زمن الحب" و"الملك غازي"، و"التجربة" (1977) للمخرج المصري فؤاد التهامي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق