الخميس، 25 أبريل 2024

من الارشيف:السينمائيون التونسيون روائيو تونس ومؤرخوها هشام رستم: انا من سينما ملص وابو زيد

 


حاوره محمد عبيدو 

جريدة السفير 

التاريخ: 1998-12-24

رقم العدد:8183

الممثل التونسي هشام رستم يعتبر أحد أهم الأسماء المشاركة بصياغة فضاءات الإبداع التونسي، سواء في المسرح عبر فرقته المسرحية التي قدمت اعمالا عديدة في باريس وتونس، او في السينما حيث كان القاسم المشترك، عبر عمله كممثل في غالبية أفلام الموجة الجديدة التونسية.. حول أعماله وقضايا السينما التونسية كان هذا الحوار مع الفنان »هشام رستم« الذي تحدث عن تجربته قائلا: أنا واحد من الممثلين التونسيين الذين عاشوا عدة مراحل: المرحلة الاولى هي في التأسيس مع المسرح المدرسي والمخرج المرحوم علي بن عياد. ومن ثم ذهبت الى مرحلة ثانية وهي 25 سنة هجرة. الى الشمال. وخلالها شاركت بأعمال وأدوار متعددة كمخرج وكمدير فرقة مسرحية بباريس. لكن هذه الهجرة لم تكن دائمة، بل كنت أعود لتونس وأقدم الاعمال التي أخرجتها وأنتجتها وقدمتها في أوروبا. الجمهور التونسي عرفني منذ الستينات ولكن بفضل انطلاقة السينما التونسية الجديدة في الثمانينات، والتي ابتدأت بفيلم »صفايح من ذهب« لنوري بوزيد، الذي قمت بدور البطولة فيه، ومنه انطلقت في مرحلة ثالثة وهي مشاركتي بأهم الأعمال السينمائية بتونس، وهي »صمت القصور« لمفيدة التلاتلي، و»مجنون ليلى« للطيب الوحيشي، و»خريف 86« لرشيد فرشيو، و»السنونو لا يموت في القدس« لرضا الباهي و»السيدة« لمحمد زرن، وهناك فيلم خرج من معامل التحميض واسمه »عرس القمر« للطيب الوحيشي. وسأشارك بفيلم »الناعورة« الذي يعمل لإنجازه عبد اللطيف بن عمار. ورغم مشاركاتي السينمائية، سواء بأدوار البطولة او المساهمة فان عملي يتركز كثيرا على المسرح كمخرج. وذلك لان لي نظرة خاصة وأحب ان أوصلها للجمهور. وأرى انه في تونس تتماثل السينما والمسرح بتقديم الفن الجيد، فالمسرح التونسي مشهور بنفس درجة السينما التونسية وابتدأت الفرق المسرحية التونسية تتحول في الوطن العربي، وخصوصا بيروت. لا سينما بل أفلام تونسية { كيف تقيم السينما التونسية الجديدة، وأنت المشارك في معظم أعمالها؟ في بعض الاحيان أرى صعوبة بالكلام على سينما تونسية، لانه لا توجد سينما تونسية بل توجد أفلام تونسية، لان السينما ترتكز على صناعة وتقاليد قديمة وتاريخ. السينما التونسية عمرها 30 سنة، والأب الروحي للسينما التونسية ما زال حيا وموجودا، وهو عمار خليفي الذي أنجز أول فيلم تونسي. ولكن هناك موجة جديدة في السينما التونسية وهي ليست موجة تونسية فقط، وانما موجة سينمائية عربية فيها نوري بوزيد وفيها محمد ملص وأسامة محمد ومحمد خان وبرهان علوية وغيرهم. يجب ان أتكلم على سينما عربية وأفلام تونسية وأفلام سورية وأفلام لبنانية.. السينما في بلداننا العربية ظاهرة حديثة، ومن ثم كادت السينما المصرية ان تكون المنبع والاساس، ولكن في تونس ومنذ الصورة الاولى على الشاشة تم الابتعاد عن تقليد السينما المصرية، والسينمائيون السوريون والتونسيون واللبنانيون والمصريون ضمن هذه الموجة الجديدة، ليسوا مرتبطين بالسينما العربية المصرية، بل بخلق سينما جديدة منذ البداية. وأنا أنتمي كممثل وكفنان وكمثقف الى سينما محمد ملص وسينما نوري بوزيد اكثر مما أنتمي الى سينمائيين تقليديين آخرين. ومشاركتي في الافلام التونسية هي في أغلب الاحيان مشاركة فكرية ونضالية اكثر من كونها مشاركة فنية. السينما لديها دور هام في التاريخ والمستقبل بالنسبة للاجيال القادمة. وأنا أرى كل هذه الافلام الجديدة هامة لأنها تكتب تاريخنا. ليس هناك من كتب تاريخنا، وما يفعله السينمائيون هو كتابة تاريخ بلادنا، ليس لدينا في تونس أدباء مثل نجيب محفوظ او طه حسين. السينمائيون التونسيون هم الذين يكتبون الرواية والتاريخ. { ضمن تنوع أدوارك السينمائية والمسرحية، كيف تتعامل مع الشخصية التي تقدمها؟ يوجد تنوع في الافلام، وتنوع في الأدوار، ولكني لا أفقد شخصيتي كممثل.. ان دوري في الأفلام هو تقمص شخصيات واقعية لأنني أظن ان كل الشخصيات في الافلام يكون منبعها هو المجتمع الذي نعيش فيه. فتكون في جسمك وروحك، وتكون هي لقطة من كل هذه الشخصيات.. وفي تفكيري وبدني وروحي جزء من يوسف سلطان ومن أمين.. وكل الأدوار التي أديتها ولكن المشكلة هي كيف تجد هذه اللقطات الصغيرة وتكبرها وتجعلها تأخذ شخصيتها. { إلى أي درجة تحد ظروف الواقع وبالأخص الرقابة من حرية المبدع السينمائي؟ تتخذ الرقابة في الوطن العربي اشكالا متنوعة ومختلفة قد تكون مباشرة وغير مباشرة، غير ان أخطر أشكالها برأيي هي الرقابة المباشرة التي تحد من حرية المبدع السينمائي في الاقتراب من النقد السياسي والاجتماعي وهي حاضرة دوما ليس فقط أثناء إنجاز الفيلم بل حاضرة انطلاقا من تصور الفيلم حتى صناعته وهي تتحول هنا لدى المبدع السينمائي الى رقابة ذاتية تنعكس في أغلب الاحيان سلبا على الإبداع السينمائي. حاوره: محمد عبيدو


 من الأرشيف الكامل جريدة "السفير"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق