آني لينوكس خلال مسيرة مناهضة للعدوان على غزة في لندن، 10 يناير 2009
تمكنت مبادرة "سينما من أجل غزة" Cinema for Gaza التي دشنتها مجموعة من السينمائيات والناقدات من جمع أكثر من 315 ألف دولار لدعم القطاع الطبي في غزة، حيث تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة على الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. جمعت المبادرة هذا المبلغ عبر إطلاق مزاد دعمه مشاهير، بينهم الممثلة تيلدا سوينتون والمغنية والناشطة آني لينوكس والممثل واكين فينيكس والمخرج سبايك لي وزميله غييرمو دِل تورو. وستوجه التبرعات إلى جمعية العون الطبي الفلسطيني البريطانية.
تبرع المشاهير بمقتنيات شخصية لصالح المزاد، شملت ملصقات الأفلام الموقعة ومحادثات شخصية عبر تطبيق وكلمات أغنيات مكتوبة بخط اليد، كما في حالة آني لينوكس.
ولصالح المزاد، تبرع المخرج جوناثان غليزر، الفائز بجائزة أوسكار خلال دورة هذا العام عن "ذا زون أوف إنترست"، بسبعة ملصقات من الفيلم وقع عليها هو ومؤلفة موسيقى الفيلم ميكا ليفي ومنتجه جيمس ويلسون، كذلك تبرع بعدد من ملصقات فيلمه الروائي الطويل "آندر ذا سكِن" (2014). وجمعت تبرعاته 13 ألفاً و702 دولار أميركي. أثار غليزر، وهو يهودي، ضجة لم تهدأ بعد في هوليوود، بعدما هاجم الاحتلال الإسرائيلي في خطاب تسلمه جائزة أوسكار، في 11 مارس/آذار الماضي، حين قال:"اتُخذت جميع خياراتنا لتعكس صورتنا وتوجهنا في الحاضر. لا أريد القول: انظروا ماذا فعلوا آنذاك، بل أقول: انظروا إلى ما نفعله الآن. فيلمنا يبين أسوأ ما قد ينتج عن التجريد من الإنسانية... نحن نقف الآن كأشخاص ينكرون يهوديتهم والمحرقة التي سلبها منهم احتلال، ما أدى إلى صراع طاول الكثير من الأبرياء". وأضاف: "سواء كان حديثنا عن ضحايا السابع من أكتوبر في إسرائيل، أو ضحايا العدوان المتواصل في غزة، فكيف نقاوم؟". وقد هاجمه مئات من مناصري الاحتلال العاملين في هوليوود، عبر رسالة مفتوحة قالوا فيها، ضمن ما قالوه، إن خطاب غليزر "أضفى مصداقية على هجوم الدم الحديث الذي يغذي الكراهية المتزايدة ضد اليهود في أنحاء العالم كافة، وفي الولايات المتحدة، وفي هوليوود". في المقابل، دعمه كثيرون؛ وقّع أكثر من 150 من محترفي هوليوود اليهود، بينهم واكين فينيكس وجويل كوين وإيلانا غليزر، رسالة مفتوحة هذا الشهر، شددوا فيها على أن التهجم على غليزر "ليس إلا تشتيتاً خطيراً عن الحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة التي أدت إلى مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني في غزة ودفعت مئات الآلاف إلى حافة المجاعة"، وأكدوا رفضهم "الاختيار المضلل بين سلامة اليهود وحرية الفلسطينيين".
بدأ المزاد عبر الإنترنت في 2 إبريل/نيسان الحالي، وأغلق قبل منتصف الليل بتوقيت المملكة المتحدة في 12 إبريل. وقالت الصحافية والناقدة السينمائية المقيمة في لندن هانّا فلينت، التي أسست "سينما من أجل غزة" مع صديقاتها في الوسط السينمائي هانّا فار وجوليا جاكمان وليلى لطيف وصوفي مونكس كوفمان: "نحن مجموعة شديدة التنوع من النساء، بيننا سوداوات ويهوديات ومسلمات ومسيحيات وملحدات. اجتمعنا معاً بسبب شعورنا بالحاجة إلى القيام بشيء ملموس يظهر دعمنا ونضالنا في مواجهة الأزمة الإنسانية في غزة. نحن مؤمنات بأن السينما يمكن أن تكون أداة قوية، وأداة سياسية للتحدث عن العالم، والتفكير في ما يجري والتفاعل معه...".
وهذه المبادرة التي كانت بريطانية الطابع في بدايتها، إذ إن أوائل المتبرعين المشاهير كانوا جميعهم بريطانيين (كِن لوتش، ومايك لي، وآصف كاباديا، وجوانا هوغ وبريان كوكس وهاريس ديكنسون وأليسون أوليفر) سرعان ما توسعت. الممثل الأميركي من أصل مصري رامي يوسف تبرع بتذاكر لحضور عرضه. واكين فينيكس، الفائز بجائزة أوسكار، تبرع بملصق موقع لفيلم "جوكر". غييرمو دِل تورو قدم ستة كتب موقعة. سبايك لي تبرع بملصق محفوظ في إطار لفيلم "مالكولم إكس".
وعلقت هانّا فار: "تنوع المتبرعين أذهلني... في بعض اللحظات لم أكن أصدق أن هذا يحدث فعلاً، كما عندما راسلتني سوزان ساراندون"، والأخيرة تبرعت بقميص موقع ارتدته في فيلمها "ذا روكي هورور بكتشر شو" (1975).
من جهة ثانية، قالت مديرة الفعاليات في جمعية العون الطبي الفلسطيني، التي نسقت المزاد مع مبادرة "سينما من أجل غزة"، زهرة ياسين: "لم أتوقع مشاركة مشاهير من هذا المستوى... كان من دواعي سرورنا أن نشهد على عدد الأشخاص الذين لا يكتفون بالاهتمام فحسب، بل يريدون أيضاً المشاركة والمساعدة"، وفقاً لما نقله أمس الجمعة موقع ذا هوليوود ريبورتر. وأفادت ياسين بأن كل الأموال التي جمعت ستوجه مباشرة إلى جهود الاستجابة الطارئة التي تقوم بها جمعية العون الطبي الفلسطيني في غزة، وهي المنظمة غير الحكومية الوحيدة التي تعمل حالياً في شمال غزة.
ووفقاً لـ"ذا هوليوود ريبورتر"، فإن مبادرة "سينما من أجل غزة" ستواصل جمع التبرعات عبر بيع قمصان صممها هنري جيمس غاريت، وستجري سحباً على مقتنيات تبرع بها مشاهير ولم تعرض في المزاد الأصلي.
يذكر أن وزارة الصحة في غزة أعلنت، الجمعة، ارتفاع الحصيلة إلى 33 ألفاً و634 شهيداً منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر الماضي. وأفاد بيان للوزارة بأنه خلال 24 ساعة، حتى صباح الجمعة، سُجّل استشهاد 89 شخصاً، مشيراً إلى أن عدد المصابين الإجمالي ارتفع إلى 76 ألفاً و214 جريحاً جراء الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق