المخرج السينمائي الغوتي بن ددوش من رواد السينما الجزائرية . ولد عام 1939 بتلمسان، كانت بداياته الفنية سنة 1949 إلى غاية 1954 كممثل بالإذاعة الجزائرية وهو في الثانوي، عام 1936 درس فن السينماتوغرافيا وتخرّج من المعهد العالي للفنون السينمائية في باريس، وبعد الاستقلال أعتبر من مؤسسي المركز الوطني للسينما الجزائرية، عمل كمساعد مخرج مع الراحل مصطفى بديع في فيلم “الحريق” وكان أول فيلم له عام 1965″الليل يخاف من الشمس”، في حين كانت سنة 1973 السنة الشاهدة على أعماله الوثائقية مع مؤسسة “أوانسيك” وكانت له عدة أفلام قصيرة على غرار “ألوان الجزائر”، “الجزائر”، “مناضل الأوراس”، و”أرض الشجاعة” إلى جانب الأفلام الروائية “البحر”، “جهنم في عشر سنوات”، ”العرق الأسود” 1970 و “الشبكة رايحة وين” عام 1976 بطولة حسن الحسني وسيد علي كويرات وفاطمة بلحاج وتدور احداثه حول شخص اسمه معمر وزوجته الشابة يعمل ضمن عشرات العمال من أهل القرية لدى رجل مستغل يملك أسطولًا للصيد ومصنعًا لحفظ الأسماك، ينقذ معمر فتاة من حادث تكاد أن تموت فيه، وتتولد بينهما علاقة، ويقارن بينهما وبين زوجته المتخلفة، يتعلق بها، ويهجر زوجته من أجل البحث عنها.
الغوتي بن ددوش مع يوسف شاهين ومحمد عبيدو
ثم فيلمه ”الحصاد المر” 1982 ، و” الهدية الأخيرة ” 1982. و فيلمه المميز ” حسان النية “. من بطولة رويشد و كلثوم وسيد علي كويرات و عبد القادر علولة و مصطفى كاتب و محمد فلاق ورشيد فارس و صيراط بومدين و مدير التصوير علال يحياوي والموسيقى التصويرية لأحمد مالك، وتم تصوير الفيلم عام 1989 في كل من الجزائر العاصمة وغليزان وتلمسان . وعام 2002 قدم فيلمه الروائي الكوميدي الطويل” الجارة ” من بطولة بيونة وبهية راشدي، وعن تجربة عمله في” الجارة ” يقول بن ددوش: لقد عايشت لأكثر من 65 عاماً كفاح ونهضة السينما الجزائرية، ولن أرضي بأن يموت هذا الكائن الذي غذيناه بأرواحنا -وأقصد هنا السينما- وأنا وزملائي لن نركع ولن نخضع للواقع القهري؛ بل سنستمر في مواصلة العطاء تحت كل الظروف ولقد تحديت بتجربة جديدة هذا الواقع المرير عبر إخراجي لفيلم (الجارة) الذي أخذ مني جهد ثلاث سنوات متواصلة، وفي هذا الفيلم الذي يواجه مشكلة التوزيع بعد أن ذاق مرارة ظروف الإنتاج الصعبة؛ أحاول مخاطبة الشعب الجزائري وإعادته لنفسه وأننا نعيش حياة واحدة وما يصيب أحدنا من سوء فإنه يصيب المجتمع كله، وعن قصة فيلمه يقول بن ددوش: إنها تعالج قصة شابة تنتقل للسكن مع والدتها في أحد الأحياء الشعبية، حيث تلفت الأنظار إليها في ذلك الحي وينبهر بجمالها الشباب ويحاولون التقرب منها، وفي بيت مجاور لبيت هذه الشابة تتفاعل قصة أخري لزوجة تحب زوجها إلى حد الجنون بينما تجذب الشابة الجارة انتباهه ويحاول أن يقيم معها علاقة عاطفية وتستمر الشابة في إبعاده عنها دون جدوي؛ فلقد وقع في حبها وأهمل زوجته المخلصة وهنا يخلق صراع اجتماعي وإنساني يولد فيما بعد فكرة لهذه الجارة لجمع الزوج بزوجته بدافع منها للحفاظ على رباطهما المقدس وعدم تدمير حياتهما الزوجية وأرادت من خلال فكرتها أن تعطي درساً لهذا الزوج في الوفاء ونبذ الخيانة، وكان لها ما أرادت حين هيأت لهذا الزوج موعداً عاطفياً كان من المفترض أن يجمعهما معاً؛ ويفاجأ الزوج بأن زوجته هي التي تكون في انتظاره بدل الجارة الشابة التي أنقذت الاثنين بذلك من الضياع، وأردت أن أقول للجميع من خلال الفيلم بإننا نفرح ونحب ونعشق رغم دوامة العنف التي لن تمنع الحياة مهما طالت؛ وإنه قد ظلَ لدي الشعب الجزائري قطعة من السماء الزرقاء وكمية من الأحلام و”أرخبيل الصحراء”، الذي عاد فيه السيناريو لمراد بريون الذي يروي صفحة من صفحات الاستعمار على مدى ساعة ونصف من الزمن وتحديدا بأولاد ناصر ببسكرة، يتناول قصة الرسّام الفرنسي جون بيرتيي الذي يفضّل الحياة المدنية على الأكاديمية العسكرية لسان سير، فبعد أن يملّ حياة حيث الفراغ الروحي وفقدانه لابنه الوحيد وهجر زوجته له يقرّر الهروب نحو الشرق، ولأنّ الشرق في نظره هو الجنوب الجزائري، يحطّ الرحال في بسكرة حاملا معه توصية من عمه السياسي الباريسي صاحب النفوذ.
وهو ينزل بأولاد ناصر عند تلاقي التل بالعرق الغربي الكبير، يتعرّض للسرقة ليلتقي في هذه الأحداث مع ”قاسم” -شيخ إحدى الطرق الصوفية- الذي أدى دوره الممثل الراحل حميد رماس، الذي ينقذ حياته، كما يلتقي الضابط الفرنسي العنيف والفاسد ”العقيد لاسال” الذي يشرف على واحة أولاد ناصر وهو ما جعله يرفض البقاء في الحامية ويتّجه إلى قرية الأهالي، وهناك يتعلّم تقاليد أهل الجنوب والقواعد الروحية للتصوّف.
محمد عبيدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق