محمد عبيدو:
ترافقت بدايات السينما مع أحداث حروب هائلة كانت وما زالت مصدر الهام غني و كبير للسينما و تغذيها بمواضيع متنوعة وشيقة. فهي توفر مساحة زمنية مميزة و مليئة بالدراما و الأحداث, قصص بالمئات, و بطولات و تضحيات, وقد تكون قصص هذه الافلام مستندة الى : رواية ، قصة تاريخية حقيقية ، سيرة احد الشخصيات العسكرية ، او قد يكون الفلم عبارة عن فلم وثائقي حربي ، ومعظم هذه الأفلام يتم تضمينها قصة درامية علي هامش نزاع عسكري معين وتتضمن حالات رومانسية أو كوميديا أو إثارة لإضفاء بعض الاجواء الحيوية إليها.
يزيد الاهتمام بالإصدارات السينمائية الخاصة بالحرب العالمية الأولى رغم مرور اكثر من مائة عام عليها.وهي التي أدى التنافس الإمبريالي بين الدول الاستعمارية إلى اندلاعها سنة 1914 وقد أخذت في البداية صبغة أوربية لتتحول إلى حرب عالمية. كان فيها لأول مرة استعمال الأسلحة الكيميائية. تم قصف المدنيين من السماء لأول مرّة في التاريخ. شهدت البشرية ضحايا لم تشهدها من قبل . سقطت السلالات الحاكمة والمهيمنة على أوروبا وتم تغيير الخارطة السياسية لتلك القارة . وترافق التعبير عن هذه الحرب مع السينما الناشئة والصامتة بذاك الوقت ، و كان الجانب الحربي البارز في تلك الافلام هو غرق البارجة لوزيتانيا في العام 1915 بواسطة الغواصة الالمانية الشهيرة U-boat وأدت الى مشاركة الولايات المتحدة في الحرب ، ومن أوائل هذه الافلام فلم " هناك " عام 1917 من اخراج جورج كوهان , و فلم فيتا غراف الشهير " فوق القمة " عام 1918 ، وفلم الانميشن القصير " غرق لوزيتانيا " عام 1918 من اخراج وينسور ماكاي .
وقد كان فلم المخرج دايفيد غريفيث " قلب العالم " عام 1918 ، المشجع والداعم الأكبر للولايات المتحدة في الصراع الأوروبي الذي خلق الحرب العالمية الأولى . وقد عرض الفلم تأثير الحرب على مجند عانى بشكل كبير من الوحشية الالمانية المتمثلة في شخصية ضابط عديم الرحمة . وفي العام 1918 ايضا ، قدمت شركة الإنتاج الشهيرة " وورنر برزرز " أول انتاجاتها الحربية ، والمتمثلة في فلم يعرض القصة الحقيقية للسفير الأمريكي في المانيا ، جيمس جيرارد ، خلال الفترة 1913 - 1917 ، وخلال ذلك يصور المخرج القساوة والوحشية والظلم الألماني الذي شهد عليه هذا السفير ، وسمي الفلم " سنواتي الاربع في المانيا " .
وفي ألمانيا اثناء الحرب العالمية الاولى استغل القيصر هذه الوسيلة مبكرا وأعطى أوامر بإخراج أفلام وثائقية تمجد تاريخه ، ومن هنا عبدت الطريق للاستعمال السياسي لهذا الفن وقد عرف هذا الاتجاه نموا متزايدا بنهاية الحرب العالمية الأولى فضلا عن وصول السلطة آنذاك إلى قناعة مفادها ان السينما تشكل الدعامة الأولى للدعاية السياسية، و اتحد أصحاب المصارف والصناعات الكيميائية والتسليح، لتأسيس شركة (يونيفرسوم فيلم) عام 1917، بصفة منتج مهيمن على الفلم الألماني،.حيث تم حظر أفلام الفرنسية والانكليزية والأميركية باعتبارهم أعداء لألمانيا أثناء الحرب , فاضطرت صناعة السينما الألمانية على زيادة الإنتاج , ووصل إلى 300 فيلم سنويا فازدهرت المعالجات الإخراجية، وتنوع الموضوعات الفلمية، وظهرت أفلام ممتازة ، ومخرجين أكفاء يقف على رأسهم (ارنست لوبتش)، اذا اخرج مجموعة من الأفلام منها (كارمن، الاميرة ذات المحار). وبرز ما أطلق عليه أفلام " سينما فيمار " التي اعتبرها العالم واحدة من أغنى وأكثر الفترات ابتكارا في تاريخ السينما .
بعد الحرب العالمية الأولى والمشاكل الاقتصادية التي كانت تتخبط فيها الصناعة الألمانية تخلصت الدولة من تسيير إستديوهات الإنتاج لفائدة أشخاص آخرين ومن هنا بدأنا نحس بتيار التغيير يهب على السينما الألمانية باتجاهها نحو تصوير الحالة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي كان يعيشها المواطن الألماني .
اما في فرنسا فتأزمت السينما خلال مرحلة الحرب العالمية الاولى وفقدت العديد من الاستوديوهات والمخرجين والممثلين لكنها رغم ذلك أنتجت أفلام تحكي معاناة تلك الحقبة كفيلم احذري أيتها الفرنسية و ابنة الألماني إضافة إلى الموت في ساحة المعركة مع بروز مخرجين اخرين كايبيل غانس و مارسيل ليبرييه
في ذلك الزمن، كانت السينما غير ناطقة بسبب عدم القدرة حينها على المزامنة بين الصور والصوت. وبالتالي فإن التسجيلات المصورة للمتحاربين على الجبهة كانت تفتقر إلى أحد الأبعاد الأساسية: الصوت. ولم تتم مقاربة الحقيقة الصوتية للمعارك سوى في مرحلة بعد الحرب، خصوصاً من خلال الوثائقي «فردان، نظرة إلى التاريخ» الذي صوره عام 1929 الفرنسي ليون بوارييه. ووصف هذا الوثائقي بأنه «عمل شديد الدقة لإعادة التركيب مع الصوت».
ومع ظهور عصر الأفلام الناطقة برزت مجموعة اكبر من الأفلام منها " كل شيء هادئ على الجبهة الغربية " عام 1930 ،للمخـــرج الأميركي لويس مايلستون مستوحى من رواية للكاتب ايريك ماريا ريمـــاركي. وأشرف على المضمون الــصوتي لهذا الـــفيلم جـــنود سابقون خاضــوا الحرب العالمية الأولى. و يعتبره بعض النقاد أفضل فيلم مناهض للحرب و يُظهر عبثيّة وبشاعة الجرائم التي تستوجبها الحروب , وفي عام 1979 أعاد ديلبروت ماين إخراجه في نسخة ملوّنة ..وأيضا تحدثت عن الحرب العالمية الأولى أفلام مثل : " الطريق الى النصر " عام 1936 و " الوهم الكبير " عام 1937 و "جاليبولي " و" الجندي يورك حصل علي سلاحه ", وصولا الى فيلم " لورانس العرب " إنتاج عام1962: وهو من أشهر الأفلام التي أنتجتها السينما الأمريكية في تاريخها عن زمن الحروب وتناولت تحديدا الحرب العالمية الأولى , وهو من بطولة بيتر أوتول الذي قام بدور لورانس, وأنتوني كوين في دور عودة, وشارك في البطولة عمر الشريف في دور الشريف علي, وجميل راتب في دور مجيد.والفيلم مأخوذ عن كتاب “أعمدة الحكم السبعة” للورانس نفسه والذي يتعرض فيه للثورة العربية الكبرى عن السلطة العثمانية بقيادة “الشريف حسين”، وأحداث الحرب العالمية الأولى، وقيام لورانس بدور كبير في ذلك الوقت مستغلا معرفته الواسعة بالعشائر والحكام وطبيعة المنطقة.
وقدم عام 2006 فيلم " Flyboys" اخراج توني بيل ويحكي قصة مغامرات سرب صغير لافاييت ، الشبان الأميركيين الذين تطوعوا للجيش الفرنسي قبل أن تدخل الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى ، وأصبحوا الطيارون المقاتلون الأوائل في البلاد.. ففي عام 1916، قرر مجموعة من الشباب الأمريكي التوجه لفرنسا للانضمام لصفوف المحاربين كطيارين. فالشاب بلاين راولينجز ترك العمل في مزرعة عائلته، بينما يريد ويليام جينسن أن يجعل عائلته فخورة به، أما المدلل بريجز لاورى والملاكم الأسود يوجين سكينر، فذهبا إلى فرنسا متشوقين لتعلم الطيران. وعلى رغم اختلاف دافع كل من هؤلاء الشباب في البداية ؛ إلا أنهم في النهاية أثبتوا أنهم أبطال، فقد خاطروا بحياتهم ليس فقط في المواجهات الجوية الشرسة مع الألمان، وإنما أيضا في قيادة الطائرات التي كانت غير متقنة الصنع وقتها، وتستخدم في الحرب لأول مرة.
يزيد الاهتمام بالإصدارات السينمائية الخاصة بالحرب العالمية الأولى رغم مرور اكثر من مائة عام عليها.وهي التي أدى التنافس الإمبريالي بين الدول الاستعمارية إلى اندلاعها سنة 1914 وقد أخذت في البداية صبغة أوربية لتتحول إلى حرب عالمية. كان فيها لأول مرة استعمال الأسلحة الكيميائية. تم قصف المدنيين من السماء لأول مرّة في التاريخ. شهدت البشرية ضحايا لم تشهدها من قبل . سقطت السلالات الحاكمة والمهيمنة على أوروبا وتم تغيير الخارطة السياسية لتلك القارة . وترافق التعبير عن هذه الحرب مع السينما الناشئة والصامتة بذاك الوقت ، و كان الجانب الحربي البارز في تلك الافلام هو غرق البارجة لوزيتانيا في العام 1915 بواسطة الغواصة الالمانية الشهيرة U-boat وأدت الى مشاركة الولايات المتحدة في الحرب ، ومن أوائل هذه الافلام فلم " هناك " عام 1917 من اخراج جورج كوهان , و فلم فيتا غراف الشهير " فوق القمة " عام 1918 ، وفلم الانميشن القصير " غرق لوزيتانيا " عام 1918 من اخراج وينسور ماكاي .
وقد كان فلم المخرج دايفيد غريفيث " قلب العالم " عام 1918 ، المشجع والداعم الأكبر للولايات المتحدة في الصراع الأوروبي الذي خلق الحرب العالمية الأولى . وقد عرض الفلم تأثير الحرب على مجند عانى بشكل كبير من الوحشية الالمانية المتمثلة في شخصية ضابط عديم الرحمة . وفي العام 1918 ايضا ، قدمت شركة الإنتاج الشهيرة " وورنر برزرز " أول انتاجاتها الحربية ، والمتمثلة في فلم يعرض القصة الحقيقية للسفير الأمريكي في المانيا ، جيمس جيرارد ، خلال الفترة 1913 - 1917 ، وخلال ذلك يصور المخرج القساوة والوحشية والظلم الألماني الذي شهد عليه هذا السفير ، وسمي الفلم " سنواتي الاربع في المانيا " .
وفي ألمانيا اثناء الحرب العالمية الاولى استغل القيصر هذه الوسيلة مبكرا وأعطى أوامر بإخراج أفلام وثائقية تمجد تاريخه ، ومن هنا عبدت الطريق للاستعمال السياسي لهذا الفن وقد عرف هذا الاتجاه نموا متزايدا بنهاية الحرب العالمية الأولى فضلا عن وصول السلطة آنذاك إلى قناعة مفادها ان السينما تشكل الدعامة الأولى للدعاية السياسية، و اتحد أصحاب المصارف والصناعات الكيميائية والتسليح، لتأسيس شركة (يونيفرسوم فيلم) عام 1917، بصفة منتج مهيمن على الفلم الألماني،.حيث تم حظر أفلام الفرنسية والانكليزية والأميركية باعتبارهم أعداء لألمانيا أثناء الحرب , فاضطرت صناعة السينما الألمانية على زيادة الإنتاج , ووصل إلى 300 فيلم سنويا فازدهرت المعالجات الإخراجية، وتنوع الموضوعات الفلمية، وظهرت أفلام ممتازة ، ومخرجين أكفاء يقف على رأسهم (ارنست لوبتش)، اذا اخرج مجموعة من الأفلام منها (كارمن، الاميرة ذات المحار). وبرز ما أطلق عليه أفلام " سينما فيمار " التي اعتبرها العالم واحدة من أغنى وأكثر الفترات ابتكارا في تاريخ السينما .
بعد الحرب العالمية الأولى والمشاكل الاقتصادية التي كانت تتخبط فيها الصناعة الألمانية تخلصت الدولة من تسيير إستديوهات الإنتاج لفائدة أشخاص آخرين ومن هنا بدأنا نحس بتيار التغيير يهب على السينما الألمانية باتجاهها نحو تصوير الحالة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي كان يعيشها المواطن الألماني .
اما في فرنسا فتأزمت السينما خلال مرحلة الحرب العالمية الاولى وفقدت العديد من الاستوديوهات والمخرجين والممثلين لكنها رغم ذلك أنتجت أفلام تحكي معاناة تلك الحقبة كفيلم احذري أيتها الفرنسية و ابنة الألماني إضافة إلى الموت في ساحة المعركة مع بروز مخرجين اخرين كايبيل غانس و مارسيل ليبرييه
في ذلك الزمن، كانت السينما غير ناطقة بسبب عدم القدرة حينها على المزامنة بين الصور والصوت. وبالتالي فإن التسجيلات المصورة للمتحاربين على الجبهة كانت تفتقر إلى أحد الأبعاد الأساسية: الصوت. ولم تتم مقاربة الحقيقة الصوتية للمعارك سوى في مرحلة بعد الحرب، خصوصاً من خلال الوثائقي «فردان، نظرة إلى التاريخ» الذي صوره عام 1929 الفرنسي ليون بوارييه. ووصف هذا الوثائقي بأنه «عمل شديد الدقة لإعادة التركيب مع الصوت».
ومع ظهور عصر الأفلام الناطقة برزت مجموعة اكبر من الأفلام منها " كل شيء هادئ على الجبهة الغربية " عام 1930 ،للمخـــرج الأميركي لويس مايلستون مستوحى من رواية للكاتب ايريك ماريا ريمـــاركي. وأشرف على المضمون الــصوتي لهذا الـــفيلم جـــنود سابقون خاضــوا الحرب العالمية الأولى. و يعتبره بعض النقاد أفضل فيلم مناهض للحرب و يُظهر عبثيّة وبشاعة الجرائم التي تستوجبها الحروب , وفي عام 1979 أعاد ديلبروت ماين إخراجه في نسخة ملوّنة ..وأيضا تحدثت عن الحرب العالمية الأولى أفلام مثل : " الطريق الى النصر " عام 1936 و " الوهم الكبير " عام 1937 و "جاليبولي " و" الجندي يورك حصل علي سلاحه ", وصولا الى فيلم " لورانس العرب " إنتاج عام1962: وهو من أشهر الأفلام التي أنتجتها السينما الأمريكية في تاريخها عن زمن الحروب وتناولت تحديدا الحرب العالمية الأولى , وهو من بطولة بيتر أوتول الذي قام بدور لورانس, وأنتوني كوين في دور عودة, وشارك في البطولة عمر الشريف في دور الشريف علي, وجميل راتب في دور مجيد.والفيلم مأخوذ عن كتاب “أعمدة الحكم السبعة” للورانس نفسه والذي يتعرض فيه للثورة العربية الكبرى عن السلطة العثمانية بقيادة “الشريف حسين”، وأحداث الحرب العالمية الأولى، وقيام لورانس بدور كبير في ذلك الوقت مستغلا معرفته الواسعة بالعشائر والحكام وطبيعة المنطقة.
وقدم عام 2006 فيلم " Flyboys" اخراج توني بيل ويحكي قصة مغامرات سرب صغير لافاييت ، الشبان الأميركيين الذين تطوعوا للجيش الفرنسي قبل أن تدخل الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى ، وأصبحوا الطيارون المقاتلون الأوائل في البلاد.. ففي عام 1916، قرر مجموعة من الشباب الأمريكي التوجه لفرنسا للانضمام لصفوف المحاربين كطيارين. فالشاب بلاين راولينجز ترك العمل في مزرعة عائلته، بينما يريد ويليام جينسن أن يجعل عائلته فخورة به، أما المدلل بريجز لاورى والملاكم الأسود يوجين سكينر، فذهبا إلى فرنسا متشوقين لتعلم الطيران. وعلى رغم اختلاف دافع كل من هؤلاء الشباب في البداية ؛ إلا أنهم في النهاية أثبتوا أنهم أبطال، فقد خاطروا بحياتهم ليس فقط في المواجهات الجوية الشرسة مع الألمان، وإنما أيضا في قيادة الطائرات التي كانت غير متقنة الصنع وقتها، وتستخدم في الحرب لأول مرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق