" السقوط " لأوليفر هيرشبيغل تجرأ على تناول الجانب الانساني من حياة هتلر من خلال تسليط الضوء على الايام العشرة الأخيرة في حياة أدولف هتلر بعد ان كان يعتبر التطرق الى تاريخ اشهر دكتاتور في التاريخ من الامور المحرمة في المانيا. ولا تعود أهمية فيلم "السقوط" إلى روعة الإخراج والتمثيل والتكلفة المالية العالية، بقدر ما تعود إلى أهمية القصة الدقيقة والحقيقية التي تروى لأول مرة لتكشف حقيقة ما جرى في الساعات الأخيرة للعاصمة الألمانية وللجسم القيادي الحاكم. ونهاية الزعيم وحكمه النازي ..وتعتمد وجهتي نظر غير نازيتين تماماً لنقل وقائع الايام الأخيرة. الاولى هي سكرتيرته "ترودل" هذه المرأة الشابة، الموثوقة والمخلصة جدا للزعيم، رافقته في ساعاته الأخيرة كما رافقت وزير الدعاية النازية جوزف غوبلز وعائلته، فسجّلت بصدق وإخلاص للتاريخ، كامل التفاصيل في لحظات الضعف والقوة قبل السقوط والانهيار والتي تعترف في المشهد الاول انها لم تكن "مولعة بالنازية" ولكن الحشرية قادتها الى العمل مع ذلك الرجل. والثاني هو طبيب متمرن. تنقل الاولى أحداث الملجأ بينما ينقل الثاني الاحداث فوق على وجه الأرض. بين هذين العالمين، تتشكل صورة عالم آيل للسقوط باستثناء ايمان افراده بتأثير هتلر
ليس عبثاً اختيار المخرج افتتاح فيلمه بذلك المشهد الذي تدور أحداثه في منتصف ليل من العام 1942. إذ من خلاله يؤكد انطلاقه من القيمة الانسانية لبناء صورة لهتلر أشد وقعاً وتأثيراً من اي كاريكاتور متطرف. فعندما يستقبل مجموعة من الفتيات تمهيداً لاختيار إحداهن لوظيفة سكرتيرة خاصة، يُظهر ملامح ابوية صادقة وتسامحاً ليس من شيمه. في المشهد عينه، يلاعب كلبته برقة تبعث على التساؤل الاول حول التناقضات التي يتشكل منها ذلك الرجل. يقوم ذلك المشهد بوظيفة اساسية أخرى هي تقديم "ترودل يونغ" ابنة الثانية والعشرين التي ستصبح سكرتيرته الخاصة وستلازمه حتى يوم انتحاره في الثلاثين من نيسان 1945
أياً يكن، فإن "السقوط" أسقط جدار الخوف من المقاربة المختلفة والمعاينة السوية والموضوعية لهتلر ولنظامه النازي، حين قدّم أدولف هتلر (الممثل السويسري برونو غانز) إنساناً له حسناته والسيئات: يغضب بعنف، ويؤنّب جنرالاته، ويشتم شعبه، ويحقد على "الخونة"، وهم كثر بالنسبة إليه، لأن كل من يخالف تعليماته يُصبح خائناً يتوجّب إعدامه. وفي المقابل، يُظهر شيئاً من العطف والإنسانية في علاقاته ببعض المقرّبين منه: سكرتيرات، حرّاس، أولاد غوبلز، إيفا براون. هذه الصورة وحدها كفيلة بالتعاطي الهادئ والمقنع والمنطقي مع هذه الشخصية بحدّ ذاتها: لم يسع الفيلم إلى شتم لاذع، ولم يرغب في تقديس واه. ، وحافظ على حقائق تاريخية عدّة، وجعل من أدولف هتلر إنساناً له مشاعر وانفعالات وهواجس وأحلام وأوهام، وقائداً عسكرياً يواجه موته بعنف وحدّة، وزعيماً تاريخياً كتب فصلاً من التاريخ الدموي الحديث للبشرية.
هيرشبيغل يبني أكثر من ثلثي فيلمه حول أحداث واقعية، خالية من الاكتشافات. كل ما في الأمر انه يبني الايام العشرة الأخيرة كما لو كانت فترة حكم هتلر بكاملها، مقتنصاً اللحظات الأخيرة التي لا تتكرر، مقارباً بذلك لعبة المسرح ليس بأسلوبه وانما بمضمون عمله. الشخصيات لاعبون للمرة الأخيرة على مسرحهم. لذلك يقول أحد قادة هتلر له "يجب ان تكون على المسرح عندما يُسدَل الستار" في اشارة الى ضرورة بقائه في برلين. هكذا يحيي المخرج لحظات النهاية لتعكس مرحلة كاملة او الأحرى لتكثف الأسئلة حولها.
ليس عبثاً اختيار المخرج افتتاح فيلمه بذلك المشهد الذي تدور أحداثه في منتصف ليل من العام 1942. إذ من خلاله يؤكد انطلاقه من القيمة الانسانية لبناء صورة لهتلر أشد وقعاً وتأثيراً من اي كاريكاتور متطرف. فعندما يستقبل مجموعة من الفتيات تمهيداً لاختيار إحداهن لوظيفة سكرتيرة خاصة، يُظهر ملامح ابوية صادقة وتسامحاً ليس من شيمه. في المشهد عينه، يلاعب كلبته برقة تبعث على التساؤل الاول حول التناقضات التي يتشكل منها ذلك الرجل. يقوم ذلك المشهد بوظيفة اساسية أخرى هي تقديم "ترودل يونغ" ابنة الثانية والعشرين التي ستصبح سكرتيرته الخاصة وستلازمه حتى يوم انتحاره في الثلاثين من نيسان 1945
أياً يكن، فإن "السقوط" أسقط جدار الخوف من المقاربة المختلفة والمعاينة السوية والموضوعية لهتلر ولنظامه النازي، حين قدّم أدولف هتلر (الممثل السويسري برونو غانز) إنساناً له حسناته والسيئات: يغضب بعنف، ويؤنّب جنرالاته، ويشتم شعبه، ويحقد على "الخونة"، وهم كثر بالنسبة إليه، لأن كل من يخالف تعليماته يُصبح خائناً يتوجّب إعدامه. وفي المقابل، يُظهر شيئاً من العطف والإنسانية في علاقاته ببعض المقرّبين منه: سكرتيرات، حرّاس، أولاد غوبلز، إيفا براون. هذه الصورة وحدها كفيلة بالتعاطي الهادئ والمقنع والمنطقي مع هذه الشخصية بحدّ ذاتها: لم يسع الفيلم إلى شتم لاذع، ولم يرغب في تقديس واه. ، وحافظ على حقائق تاريخية عدّة، وجعل من أدولف هتلر إنساناً له مشاعر وانفعالات وهواجس وأحلام وأوهام، وقائداً عسكرياً يواجه موته بعنف وحدّة، وزعيماً تاريخياً كتب فصلاً من التاريخ الدموي الحديث للبشرية.
هيرشبيغل يبني أكثر من ثلثي فيلمه حول أحداث واقعية، خالية من الاكتشافات. كل ما في الأمر انه يبني الايام العشرة الأخيرة كما لو كانت فترة حكم هتلر بكاملها، مقتنصاً اللحظات الأخيرة التي لا تتكرر، مقارباً بذلك لعبة المسرح ليس بأسلوبه وانما بمضمون عمله. الشخصيات لاعبون للمرة الأخيرة على مسرحهم. لذلك يقول أحد قادة هتلر له "يجب ان تكون على المسرح عندما يُسدَل الستار" في اشارة الى ضرورة بقائه في برلين. هكذا يحيي المخرج لحظات النهاية لتعكس مرحلة كاملة او الأحرى لتكثف الأسئلة حولها.
محمد عبيدو
طاقم التمثيل
- برونو غانز في دور أدولف هتلر.
- ألكسندرا ماريا لارا في دور ترودل يونغ.
- كورينا حرفوش في دور ماغدا جوبلز.
- أولريش ماتيس في دور جوزيف غوبلز.
- جوليان كوهلر في دور إيفا براون.
- هينو فيرش في دور ألبرت شبير.
- كريستيان بركل في دور البروفيسور ايرنست غونتر شينك.
- مثايوس هابك في دور البروفيسور فيرنر هاس.
- توماس كريتشمان في دور هيرمان فيجيلين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق