الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

ياسمين رئيس تبحث عن أم كلثوم في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي

تسافر النجمة ياسمين رئيس إلى إيطاليا لحضور العرض الأول لفيلمها البحث عن أم كلثوم للمخرجة شيرين نيشات من خلال الدورة الـ74 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي (من 30 أغسطس - آب إلى 8 سبتمبر - أيلول)، حيث ينافس الفيلم في أيام فينسيا ويعرض ثلاث مرات على مدار أيام المهرجان.
وتتركز أحداث الفيلم حول شخصية كوكب الشرق أم كلثوم، كامرأة تمكنت من تحطيم واختراق كل الحواجز والتوقعات الاجتماعية، الدينية، السياسية والوطنية في مجتمعها الشرقي. وقد تم تصوير الفيلم في المغرب والنمسا، وهو إنتاج مشترك من شركات ومؤسسات من ألمانيا، النمسا، إيطاليا والمغرب.
دور ياسمين رئيس بالفيلم يعيدها من جديد لدائرة أضواء المهرجانات الكبرى بعد أن نالت سابقاً 6 جوائز عن دورها بفيلم فتاة المصنع للمخرج الكبير الراحل محمد خان، وهي: جائزة أفضل ممثلة من مهرجان دبي السينمائي الدولي، جائزة أفضل ممثلة في مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، جائزة التمثيل نساء من المهرجان القومي الثامن عشر للسينما المصرية، جائزة ممثلة الدور الأول في الدورة الـ41 من مهرجان جمعية الفيلم للسينما المصرية، جائزة أفضل ممثلة في  مهرجان طريق الحرير السينمائي في دبلن بأيرلندا، وتنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة الشرائط الطويلة بـالمهرجان الدولي للفيلم الشرقي في جنيف.
عن ياسمين رئيس :
 تؤمن ياسمين رئيس بأن كل إنسان عليه أن يمر بمنعطفات درامية تغير حياته بشكل مفاجئ، وكان التحول الأبرز في حياتها هو قرارها باحتراف التمثيل، ثم جاء تحول آخر في مسيرتها المهنية عندما اختارها فيه المخرج الكبير محمد خان لبطولة فيلم فتاة المصنع، ووعدها بكل ثقة بأنها ستحصل على جائزة عن هذا الدور الذي قدمت فيه شخصية فتاة عاملة تنجذب لمغامرة حب عابر للطبقات، لتقف وحدها في مواجهة المجتمع بتقاليده القاسية وخوفه من الحب.
 لم يكن خان مصيباً بشأن الجائزة؛ فقد حصلت ياسمين على 6 جوائز وتكريمات عن هذا الدور حتى الآن: جائزة أفضل ممثلة من مهرجان دبي السينمائي الدولي 2013، وجائزة أفضل ممثلة في مهرجان مالمو للسلينما العربية في السويد، ثم جائزة التمثيل نساء من المهرجان القومي الثامن عشر للسينما المصرية، جائزة ممثلة الدور الأول في الدورة الـ41 من مهرجان جمعية الفيلم للسينما المصرية، جائزة أفضل ممثلة في مهرجان طريق الحرير السينمائي في دبلن بأيرلندا، وأخيراً حصلت ياسمين على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة الشرائط الطويلة بـالمهرجان الدولي للفيلم الشرقي في جنيف.
 قرار دخول عالم التمثيل اتخذته ياسمين منذ أن كان عمرها 14 سنة، ثم افتتحت مسيرتها الفنية بالمشاركة في مسلسل عرض خاص في 2010 مع المخرج هادي الباجوري، حيث قدمت واحدة من 5 شخصيات رئيسية به، وأدى ذلك إلى مشاركتها في العديد من الأفلام والمسلسلات مثل دورها في فيلم إكس لارج أمام النجم أحمد حلمي، وفيلمي واحد صحيح والمصلحة، بالإضافة إلى مسلسل طرف ثالث الذي أسهم في اختيارها لدور البطولة في فيلم فتاة المصنع، وهو بمثابة انطلاقة ياسمين في عالم السينما، لتتعاون مع حلمي مرة أخرى في بطولة فيلم صنع في مصر للمخرج عمرو سلامة، ثم تتعاقد على بطولة أفلام أخرى بعد ذلك، منها فيلم من ضهر راجل أمام النجم آسر ياسين، وفيلم بلاش تبوسني للمخرج والمؤلف أحمد عامر.
 تنتمي ياسمين رئيس لأب فلسطيني وأم مصرية، وهي متزوجة حالياً من المخرج هادي الباجوري الذي تعاونت معه في مسلسل عرض خاص وفيلم واحد صحيح.


الاثنين، 28 أغسطس 2017

سلمى حايك تتّهم دونالد ترامب باغتصاب قاصر

اتّهمت النّجمة الأمريكية اللّبنانية المكسيكية سلمى حايك، خلال حوار لها مع مجلة “نوميرو”، الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب باغتصاب قاصر سنة 1994 لم يكن عمرها حينها يتجاوز 13 عاما.
و أكّدت الممثّلة و المخرجة أنّه تمّ التّكتم على هذه القضية و إخفاؤها تماما، بعدما أصبح ترامب رئيسا للولايات المتّحدة، و دعت الصّحفيين إلى التقصي حول الموضوع.
و سبق أن خرجت هذه القضيّة من الظّل لأول مرة سنة 2013، عندما أكّدت سيدة لم تفصح عن إسمها الحقيقي أنّها تعرضت للاغتصاب من طرف دونالد ترامب، و تمّ تحديد ندوة صحفية للتّصريح باتهاماتها و الكشف عن هويتها الحقيقية بتاريخ 2 سبتمبر من نفس السّنة، لكن الضّحية تراجعت عن قرارها، بعدما أكّدت أنّها تعرضت لتهديدات بالقتل، حسب تصريحات سلمى حايك.
و سبق للنّجمة أن أثارت الموضوع في أواخر 2016، لكنّها لم تجد أذنا صاغية، لذا تعود إليه حاليا، في محاولة لاستغلال موجة الغضب المتصاعدة من تصرفات الرّئيس الأمريكي و قراراته الخطيرة.

الأحد، 27 أغسطس 2017

المشاعر والصراعات والسحر السينمائي في الفيلم الفنلندى” أمٌ لى ”

محمد عبيدو: جاء عمل المخرج الفنلنديّ كلاوس هاروKlaus Härö   أم لي" Mother of Mine  "  ليعيد صياغة واحدة من تيم الفراق واللجوء خلال الحرب العالمية الثانية. مع تيترات الشاشة الاولى نقرأ : أثناء الحرب العالمية الثانية، ثمانون ألف طفلاً أُرْسِلُوا إلى العائلات السّويديّة الّتي وافقت على حمايتهم حتّى نهاية الحرب مؤقّتًا بينما بقي آباؤهم الحقيقيّون في فنلندا للاستمرار في الحرب
أمّ لي، الحائز على جوائز سينمائية مهمة في كل المهرجانات التي شارك بها , يخبر قصة إنسانية حقيقية مؤثرة لطفل يتعرض لتجربة لجوء انساني فى فترة الحرب ، إيرو ( ماجانيمي )، ولد بالغ من العمر 9 سنوات يُشْحَن إلى السّويد من قبل أمّه البيولوجيّة ( مارجانا ميجالا ) بعد موت أبيه في الحرب . مضطرب من هذا التّخلي المفاجئ من قبل أمّه، لكنّ غير واثق من هذا العالم الجديد الّذي يجد نفسه فيه. ينمو حزن إيرو و حيرته وتدور أحداث الفيلم على مستويين، أولهما في الحاضر حيث أصبح هذا الطفل رجلاً يعانى من ذكريات طفولته التي قضاها لاجئاً فى السويد، والمستوى الثاني في الماضي – عن طريق الفلاش باك - حيث نذهب مع هذا الرجل فى رحلة الى ماضيه بينما كان طفلاً يعانى من مشاعر الهجر والغربة. الجيد والجديد فى الفيلم هو استخدام المخرج للأبيض والأسود لتصوير أحداث الحاضر، بينما قام بالتعبير عن أحداث الماضي بمشاهد ملونة، وهو اختيار مدهش حيث دأبت العادة على تصوير الماضي بالأبيض والأسود والحاضر بالألوان. ويكشف هذا الاختيار المتميز عن حساسية المخرج وتلمسه الإبداعي الخاص لموضوع فيلمه، حيث تتحكم أحداث الماضي في الحاضر وتخلق الصراعات النفسية فيه وتلقى بظلالها عليه. والفيلم مليء بالصراعات النفسية لأبطاله الذين يناضلون للوصول الى الحب أو ليمنحوه للآخرين.
يبدأ الفيلم مع إيرو عندما يعود رجلا عجوزا ( إسكو سالمينين ) إلى بيته الفنلنديّ من السّويد، بعد ان حضر جنازة ساين ( مارية لندكفيست )، المرأة السّويديّة الّتي كانت أمّه البديلة . يعود لبيته بمثل اضطرابه عندما كان طفلاً صغيرًا، طّلب التّحدث مع أمّه التي اصبحت هرمة الآن ( ينو-ميجا تيكانين ) ليخبرها الاحداث التي مضت مع الزمن القديم .
برقّة وبدقة ، يوجّه هارو الفيلم في الإرجاع بين الماضي و الحاضر . نبدأ رحلتنا مع إيرو في اللّيل قبل أن يمضي أبوه ( كاري-بيكا تويفونين ) إلى الحرب، يؤكّد لابنه أنه سيعود و سيكون كلّ شيء جميل . عندما يكون الكلّ ليس جميلاً و الأب يقُتِلَ، الأمّ الحزينة تتّفق، مع المقاومة الكبيرة، إلى برنامج فنلنديّ / سويديّ لتوفير الملاذ الآمن للأطفال . الا ان تأقلم الصبي أيرو لم يكن سهلاً، إذ عليه تعلم اللغة كي يتواصل مع محيطه الجديد، وعليه أيضاً قبول قواعد العائلة الصارمة التي تبنته
يهبط إيرو في مزرعة ساين و هجالمار ( مايكل نيكفيست )،. يتآلف إيرو و الزوج هجالمار بسرعة، لكنّ الزوجة تقابله ببرود لأنها عانت خسارة ابنتها الوحيدة التي غرقت بالبحر مؤخرا. جروح ساين عميقة و استياءها أعمق بسبب شعورها بالذنب لموت طفلتها نتيجة إهمالها … تمرّد إيرو ورفض الام الجديدة يؤدّي إلى مشاهد مؤلمة وقاسية، و مأساويّة . لكنّ ببطء تبدأ الام الجديدة بقبول ايرو ، الذي يشعر انه محبوب و محاط بالاهتمام و يعيش سعادة جديدة.
مع مرور الوقت، هذه العائلة البديلة تلتئم و تلتصق مع بعضها البعض …ثمّ تنتهي الحرب . وترسل أمّ إيرو خطابا تصرّح فيه أنها قدمت تعرفت الى ألمانيًّا و تريد الهروب معه . وترجو عائلته الجديدة الإبقاء عليه في السويد. رغم صغر سنه، اعتبر أيرو تلك الرسالة بمثابة تخل وخيانة لعاطفة الأم الحقيقية، فيقرر التطبيع مع والدته المتبناة. هل تعتبر هذه الرسالة إبقاء لإيرو عند هجالمار و ساين للأبد ؟
للأسف، لم يكن هذا ليتحقق . يشعر المشاهد بالكون ممزّقا عند تأمل الألم الذي شعرت به ساين عندما أدركت أنه لا شيئ هناك في العالم يمكن ان تعمله لإبقاء إيرو .
كان جميلاً رؤية تطوير الرّابطة بين ساين و إيرو، و جعل النّتيجة صعبة جدًّا للتّحمّل . وصار سهلاً أن نفهم كيف تُرِكَتْ جروحا عميقة في أرواح الأطفال الفنلنديّين الّذين أُرْسِلُوا إلى الأمان في السّويد أثناء الحرب العالميّة الثّانية .
"أمّ لي فيلم " محزن مأساويّ، ماجانيمي الصّغير يقدم اداء مذهلا ممتلئًا بالشّجاعة و القوّة و الهشاشة . المحاولة اليائسة لقيادة قارب صغير للعودة إلى البيت تشعرنا كم هو مدمّرا ممزقا من الحيرة و الحزن. أداء ماجانيمي هو أحد أجود رأينا حتى الان من ممثّل طفل .
نيكفيست، ممثّل دراميّ مخضرم في مثل هذه الأفلام ، رائع هنا، أيضًا . هو أب عطوف، زوج حنون، رجل قويّ .. لكنّ أقوى أداء يأتي من مارية لندكفيست في دور ساين . وهي معروفة أصلاً كممثّلة كوميديا تلفزيونية، لندكفيست تقدم  هنا اجود اداء درامي على الشاشة .  تعطينا دور امرأة تحزن بشدّة لموت ابنتها المأساويّ أنّ كلّ مظاهر الجمال قد أُضْعِفَت من حياتها . بعدها، حتّى في وسط هذا القبح الّذي تحسبه، لندكفيست تعطي ساين لحظات ألفة قليلة و رّحمة و حنانا مما يجعلك تتألم لخسارتها أكثر . عبر أداء  رائع، ذكيّ و جذّاب .
السّيناريو، من قبل جيمي كارلسون و كيرسي فيكمان أسّس على كتاب من تأليف هيكي هيتاميس، مصاغ بدقة وحب للشخصيات . الحوار بسيط و قليل، يسمح بروعة للّصورة البصريّة باللّمعان من جانب لآخر
أمّ لي فاز بجوائز عدة منها اوسكار فنلندا الرّسميّ. وجائزة الهرم الذهبي وافضل ممثلة بمهرجان القاهرة ورشح لاوسكار افضل فيلم اجنبي .

السبت، 26 أغسطس 2017

" السقوط " لأوليفر هيرشبيغل ..الايام العشرة الأخيرة في حياة أدولف هتلر


" السقوط " لأوليفر هيرشبيغل  تجرأ على تناول الجانب الانساني من حياة هتلر من خلال تسليط الضوء على الايام العشرة الأخيرة في حياة أدولف هتلر بعد ان كان يعتبر التطرق الى تاريخ اشهر دكتاتور في التاريخ من الامور المحرمة في المانيا. ولا تعود أهمية فيلم "السقوط" إلى روعة الإخراج والتمثيل والتكلفة المالية العالية، بقدر ما تعود إلى أهمية القصة الدقيقة والحقيقية التي تروى لأول مرة لتكشف حقيقة ما جرى في الساعات الأخيرة للعاصمة الألمانية وللجسم القيادي الحاكم. ونهاية الزعيم وحكمه النازي ..وتعتمد وجهتي نظر غير نازيتين تماماً لنقل وقائع الايام الأخيرة. الاولى هي سكرتيرته "ترودل" هذه المرأة الشابة، الموثوقة والمخلصة جدا للزعيم، رافقته في ساعاته الأخيرة كما رافقت وزير الدعاية النازية جوزف غوبلز وعائلته، فسجّلت بصدق وإخلاص للتاريخ، كامل التفاصيل في لحظات الضعف والقوة قبل السقوط والانهيار والتي تعترف في المشهد الاول انها لم تكن "مولعة بالنازية" ولكن الحشرية قادتها الى العمل مع ذلك الرجل. والثاني هو طبيب متمرن. تنقل الاولى أحداث الملجأ بينما ينقل الثاني الاحداث فوق على وجه الأرض. بين هذين العالمين، تتشكل صورة عالم آيل للسقوط باستثناء ايمان افراده بتأثير هتلر
ليس عبثاً اختيار المخرج افتتاح فيلمه بذلك المشهد الذي تدور أحداثه في منتصف ليل من العام 1942. إذ من خلاله يؤكد انطلاقه من القيمة الانسانية لبناء صورة لهتلر أشد وقعاً وتأثيراً من اي كاريكاتور متطرف. فعندما يستقبل مجموعة من الفتيات تمهيداً لاختيار إحداهن لوظيفة سكرتيرة خاصة، يُظهر ملامح ابوية صادقة وتسامحاً ليس من شيمه. في المشهد عينه، يلاعب كلبته برقة تبعث على التساؤل الاول حول التناقضات التي يتشكل منها ذلك الرجل. يقوم ذلك المشهد بوظيفة اساسية أخرى هي تقديم "ترودل يونغ" ابنة الثانية والعشرين التي ستصبح سكرتيرته الخاصة وستلازمه حتى يوم انتحاره في الثلاثين من نيسان 1945
أياً يكن، فإن "السقوط" أسقط جدار الخوف من المقاربة المختلفة والمعاينة السوية والموضوعية لهتلر ولنظامه النازي، حين قدّم أدولف هتلر (الممثل السويسري برونو غانز) إنساناً له حسناته والسيئات: يغضب بعنف، ويؤنّب جنرالاته، ويشتم شعبه، ويحقد على "الخونة"، وهم كثر بالنسبة إليه، لأن كل من يخالف تعليماته يُصبح خائناً يتوجّب إعدامه. وفي المقابل، يُظهر شيئاً من العطف والإنسانية في علاقاته ببعض المقرّبين منه: سكرتيرات، حرّاس، أولاد غوبلز، إيفا براون. هذه الصورة وحدها كفيلة بالتعاطي الهادئ والمقنع والمنطقي مع هذه الشخصية بحدّ ذاتها: لم يسع الفيلم إلى شتم لاذع، ولم يرغب في تقديس واه. ، وحافظ على حقائق تاريخية عدّة، وجعل من أدولف هتلر إنساناً له مشاعر وانفعالات وهواجس وأحلام وأوهام، وقائداً عسكرياً يواجه موته بعنف وحدّة، وزعيماً تاريخياً كتب فصلاً من التاريخ الدموي الحديث للبشرية. 
هيرشبيغل يبني أكثر من ثلثي فيلمه حول أحداث واقعية، خالية من الاكتشافات. كل ما في الأمر انه يبني الايام العشرة الأخيرة كما لو كانت فترة حكم هتلر بكاملها، مقتنصاً اللحظات الأخيرة التي لا تتكرر، مقارباً بذلك لعبة المسرح ليس بأسلوبه وانما بمضمون عمله. الشخصيات لاعبون للمرة الأخيرة على مسرحهم. لذلك يقول أحد قادة هتلر له "يجب ان تكون على المسرح عندما يُسدَل الستار" في اشارة الى ضرورة بقائه في برلين. هكذا يحيي المخرج لحظات النهاية لتعكس مرحلة كاملة او الأحرى لتكثف الأسئلة حولها. 
محمد عبيدو

طاقم التمثيل

  • برونو غانز في دور أدولف هتلر.
  • ألكسندرا ماريا لارا في دور ترودل يونغ.
  • كورينا حرفوش في دور ماغدا جوبلز.
  • أولريش ماتيس في دور جوزيف غوبلز.
  • جوليان كوهلر في دور إيفا براون.
  • هينو فيرش في دور ألبرت شبير.
  • كريستيان بركل في دور البروفيسور ايرنست غونتر شينك.
  • مثايوس هابك في دور البروفيسور فيرنر هاس.
  • توماس كريتشمان في دور هيرمان فيجيلين.

الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

كريم طرايدية وعمار بلقاسمي يمثلان الجزائر في «أفريكلاب»

يشارك كل من «يوميات قريتي» لكريم طرايدية «الموجة» لعمار بلقاسمي ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان السينماءات الإفريقية «افريكلاب» بتلولوز «فرنسا» المزمع تنظيمها من 30 أوت إلى غاية 3 سبتمبر المقبل.

  سيدخل فيلم «يوميات قريتي» لكريم طرايدية غمار المنافسة في مسابقة الفيلم الروائي الطويل إلى جانب عدة أعمال بينها «L’interprète» للإيفواري كادي توري و»المتمردة» للمغربي جواد غالب و»Le gang des Antillais» لجان كلود بارني من غوادلوب. في حين يدخل المنافسة فيلم  «الموجة» لعمار بلقاسمي و»حديقة التجارب» لدانيا ريموند في فئة الفيلم القصير مع العديد من الأعمال الأخرى بينها «علوش» للتونسي لطفي عاشور و»ديبي» للمالي مامادو سيسي. أما الأفلام الوثائقية ستعرف مشاركة سبعة إنتاجات تمثل ستة بلدان فيما سيكون المخرج الجزائري حميد بن عمرة ضمن أعضاء لجنة التحكيم. ويهدف مهرجان السينماءات الإفريقية «أفريكلاب» -الذي تنظمه منذ 2014 مؤسسة «أفريكلاب» إلى ترقية السينما الإفريقية التي تعاني من نقص التمويل وضعف التوزيع.

الفيلم الروسي "آنا كارينينا" يفتتح مهرجان مونتريال السينمائي

يفتتح فيلم "آنا كارينينا، قصة فرونسكي" للمخرج الروسي، كارين شاخنزاروف، مهرجان مونتريال السينمائي الدولي الذي يبدأ أعماله، في 24 أغسطس الجاري.

وجاء في بيان صدر عن اتحاد الفنانين السينمائيين الروس أن الفيلم المستوحى من رواية ليف تولستويالمشهورة، سيفتتح برنامج المهرجان.
وأضاف البيان أن الفيلم المذكور سيشارك في برنامج مسابقة المهرجان الذي أدرج على قائمة أهم المهرجانات السينمائية العالمية، والذي يضم نحو 400 فيلم سينمائي وقصير ووثائقي.
يعد فيلم "آنا كارينينا، قصة فرونسكي" نسخة سينمائية للمسلسل التلفزيوني الذي سبق أن عرض العام الجاري على قناة "روسيا" التلفزيونية الروسية.وفي الفيلم قصتان: إحداهما تروي سيرة حياة الأرستقراطية الروسية، آنا كارينينا، وتحكي الثانية قصة الضابط الروسي، أليكسي فرونسكي، الذي التقى ابن آنا كارينينا، سيرغي كارينين، بعد 30 عاما من انتحار والدته في أحد ميادين الحرب الروسية اليابانية (1904-1905) وحكى له مأساة حياته.
يذكر أن الفنانة الروسية المعروفة، إليزابيث بويارسكايا، لعبت دور آنا كارينينا. أما دور فرونسكي فقام بأدائه زوجها ماكسيم ماتفييف.
جدير بالذكر أن أعمال المهرجان ستستمر حتى 4 سبتمبر المقبل.

على كف عفريت يفتتح الدورة السابعة لمهرجان مالمو للسينما العربية بحضور طاقم الفيلم

يفتتح مهرجان مالمو للسينما العربية دورته السابعة، في 6 تشرين الأول/ أكتوبر2017، بالفيلم الروائي الطويل "على كف عفريت"، للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الذي كان قد أفتتح أول عروضه الدولية ضمن مسابقة "نظرة ما" لمهرجان كان السينمائي في دورته السبعين 2017، ليفتتح عروضه السويدية ضمن دورة المهرجان الحالية في مدينة مالمو السويدية، حيث سيعقب العرض لقاء مع مخرجة الفيلم والممثلة الرئيسية، التونسية مريم الفرجاني
قصة الفيلم المستوحاة من أحداث حقيقية، تسلط الضوء على مشاكل النساء في تونس، عبر تتبعه لقصة الطالبة التونسية الشابة مريم، التي تتعرض لتحرش جنسي من قبل ثلاثة رجال شرطة أثناء وجودها في نادي ليلي، وعلى الرغم من الصدمة والألم الذي تعانيه مريم إلا أنها تصرّ أن تلجأ للعدالة وتقديم شكوى بالحادثة
الفيلم الذي سينافس أيضاً في المسابقة الرسمية لمهرجان مالمو للسينما العربية عن فئة الأفلام الروائية الطويلة، تقول مخرجته كوثر بن هنية التي ستحضر العرض الافتتاحي مع فريق فيلمها: إنها ممتنة جداً للسوق السينمائي لمهرجان مالمو للسينما العربية، الذي بدأت فيه عملية الإنتاج لفيلم"على كف عفريت"، ومنحنا فرصة العمل مع منتج سويدي مشارك، وكذلك فرصة العمل مع الفنيين السويديين الرائعين والموهوبين. يشرفني حقاً أن أعود إلى هذا المهرجان المذهل لأشارك معه جمهور المهرجان النتيجة النهائية لمشروع الفيلم الذي بدأ هناك، والذي يعتبر أول إنتاج تونسي سويدي مشترك
وتضيف بن هنية: إنه لشرف كبير أن يتم اختيار فيلمي ليكون فيلم الافتتاح للمهرجان، وهذا يعني الكثير بالنسبة لي ولجميع المخرجين العرب الذين يرغبون بالتعاون بالإنتاج المشترك مع منتجين سويديينالفيلم من إنتاج مشترك بين سينيتيليفيلم (تونس)، تانيت فيلمز (فرنسا)، لايكا للإنتاج السينمائي والتلفزيوني، شركة شيمني، وأفلام من الغرب (السويد) وآخرون. وقد تلقى الفيلم دعماً مالياً في السويد من المعهد السويدي للأفلام، بعد أن حصل على جائزة دعم تطوير الأفلام عن فئة الأفلام الروائية الطويلة للسوق السينمائي لمهرجان مالمو للسينما العربية عام 2015
كاترينا ماثسون من شركة "فولكتس بيو" التي تتولى مسؤولية توزيع الفيلم في صالات السينما السويدية، تقول: "حظي الفيلم باستقبال رائع في مهرجان كان السينمائي، ونحن فخورون جداً بتولي مهمة توزيعه في صالات العرض السويدية." مضيفة: "يبدو أن مهرجان مالمو للسينما العربية هو المكان المثالي لعرض الفيلم الافتتاحي بالسويد، وفرصة فريدة للصحافة السويدية للقاء كل من المخرجة كوثر بن هنية والممثلة مريم الفرجاني وفريق العمل، الذين بذلوا جهداً رائعاً في هذا العمل
تنعقد الدورة السابعة لمهرجان مالمو للسينما العربية في مدينة مالمو السويدية ما بين 6 ألى 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2017. بحضور حشد كبير من نجوم وصناع السينما من العالم العربي وشمال أوروبا، فضلاً عن صناع السينما الذين سيتواجدون ويشاركون في الدورة الثانية لسوق مهرجان مالموالسينمائي التي تنطلق بالتزامن مع المهرجان



الاثنين، 21 أغسطس 2017

وفاة نجم الكوميديا الأمريكي جيري لويس عن 91 عاما

توفي نجم الكوميديا الأمريكي وأحد أنجح نجوم هوليوود، جيري لويس، عن عمر 91 عاما.
وقال بيان لعائلته إنه توفي لأسباب طبيعية، في منزله في لاس فيغاس صباح الأحد 20 أغسطس 2017.
وأسفرت شراكة لويس مع المغني والممثل الكوميدي، دين مارتن، طيلة عشر سنوات في الأربعينيات من القرن الماضي عن بطولتهما معا في 16 فيلما، وتحقيقهما لنجاحات كبيرة في شباك التذاكر.
وأصبح لويس أعلى الممثلين أجرا في هوليوود، وحقق نجاحا في أفلام مثل نادل فندق The Bellboy 1960، سندرفيلا، رجل ونساء  The Ladies’ Man 1961 ، وبروفيسور غريب الاطوار.
ومن أعماله الناجحة الأخرى فيلم ملك الكوميديا، من إخراج مارتن سكورسيزي عام 1983، والذي لعب فيه دور مقدم برنامج حواري يطارده روبرت دي نيرو، الذي لعب دور ممثل كوميدي طموح.
ولد جيري لويس باسم "جوزيف ليفتش" في نيوورك بولاية نيوجيرزي، لوالدين روسيين ، واللذين كانا يعملان في مجال الكوميديا. وبدأ في التمثيل على خشبة المسرح بجانب والديه، وهو في سن الخامسة.شكل لويس فريقا ثنائيا مع دين مارتن في الأربعينيات من القرن الماضي، حيث لعب دور المساعد الأحمق لـ مارتن، صاحب الشخصية الدمثة. وطيلة عشر سنوات ظهر الثنائي في ملاهي ليلية وأعمال تلفزيونية وأفلام، لكن شراكتهما انتهت بانقسام مرير.
الكوميدياً : حقلة الواسع والذي يتحرك به بكل سلاسة وحرية , الكوميديا تنشطر عند جيري لويس لقسمين : الوجة , واما الجسد فهو جسد مهرج يرجعك لذلك التاريخ العميق للمهرجين في العالم الغربي , ومهرجانات المهرجيين , الجسد هو الحاضر في كوميديا جيري لويس , حيث الجسد هو المسيطر على عدسة الكاميرا والخالق لعشرات من المواقف المضحكة والمعبرة في آن واحد , الكلام قليل جدا عند جيري لويس . كانه شخصاً قادم من عالم السينما الصامتة حيث كانت حركة الجسد والتعابير الوجه هي من لها السيادة في السينما الصامتة , الى ان حل سلطان الكلام بعد الثلاثنيات من القرن المنصرم , ظل جيري لويس وفياً للعصر الذهبي للسينما الصامتة .
كما قدم لويس حفلا خيريا طويلا، جمع فيه ملايين الدولارات من التبرعات لصالح مرضى ضمور العضلات. ودفع عمله الخيري إلى حصوله على جائزة الأوسكار الفخرية عام 2009. ووفقا لوسائل إعلام، فإنه قام بوضعها في منزله فوق التلفزيون بحيث تدور بضغطة زر، في حيلة جديدة لملك الكوميديا الساخرة.
وفي عام 1995، أصبح لويس الممثل الأعلى أجرا في تاريخ مسارح برودواي في نيويورك، حينما جسد شخصية السيد أبلغيت في المسرحية الغنائية لعنة يانكيز أو ، كما حاز الإعجاب أيضا ككاتب.
وفي مقابلة، قال لويس ذات مرة إن السبب الرئيسي لنجاحه هو تميزه بصفة خاصة تشبه الأطفال، لكنه أضاف: "لقد حققت نجاحا عظيما لأني أبله تماما".
وقال لوكالة رويترز عام 2002: "أنا أنظرللعالم بعيون طفل، لأني في التاسعة".وأضاف: "لقد بقيت بهذه الطريقة. لقد حققت نجاحي من ذلك. إنه مكان رائع لتبقى فيه".

وحقق لويس شعبية كبيرة في فرنسا أيضا، وأشيد به لدوره في فيلم "ملك الكوميديا"، وتقلد وسام جوقة الشرف، وهو أعلى وسام فرنسي، عام 1984.

السبت، 19 أغسطس 2017

ميرا نايير: سينما الهند في هوليود






محمد عبيدو 
ولدت الممثلة و المخرجة والمنتجة ميرا نايير Mira Nair في 15 أكتوبر 1957 في مدينة روركيلا الهند, تلقت تعليمها في جامعة دلهي وثم جامعة هارفارد . حازت عن فيلمها الروائي الطويل الأول «سلام بومباي» جائزة الكاميرا الذهبية بمهرجان كان عام 1988، و رشح الفيلم للأوسكار أحسن فيلم أجنبي. وهو فيلم اعتمدت فيه المخرجة على عدد كبير من الأطفال الذين ليست لهم أي علاقة بالتمثيل ، لذا ، جاءت التجربة مليئة بالصدق والحيوية ، كما جاء مختلفاً عن الأفلام الهندية التجارية التقليدية المليئة بالفواجع والتناقضات ، والمليودراما الفاقعة ، وكما كتب رؤوف توفيق أن المخرجة اعتمدت على شهادات وتجارب أطفال الشوارع المشردين في بومباي ، ثم نفذت الفيلم على الطبيعة وبدون اللجوء إلى الاستوديوهات ، أو إلى الممثلين المحترفين ، حملت الكاميرا ووقفت على الأرصفة وبين الخرابات ، وصناديق القمامة لتنقل الواقع الحي بكل مرارته وصدقه . وقد استفادت فيه من تجاربها السابقة في الفيلم التسجيلي أو (سينما الحقيقة) مثل «بعيدا جداً عن الوطن»، و«كباريه الهند»، حيث تناولت مشاكل الحياة اليومية ومعاناة أطفال الشوارع وتجار الدعارة في بومباي، واعتبر الفيلم مثالاً لسينما العالم الثالث.أما في فيلمها «ميسيبسي مسالا» 1991 بطولة دنزل اشنطن وروشان سيث ،الذي انجزته بعد استقرارها في الولايات المتحدة الأميركية فخصصته لمناقشة التفرقة العنصرية في جنوب الولايات المتحدة من خلال أسرة هندية هاجرت من أوغندا وما دار من صراعات الحب والكراهية في مجتمع مختلط هندي أميركي أفريقي ثم عادت لموضوع التناقض الاجتماعي بين الأجناس «ورهان» مع الكوبيين حول الهجرة إلى أميركا، في فيلم «أسرة بيرنر» الذي لم يحقق نجاح فيلمها الأول.

أما فيلمها الثالث «كاما سوترا» تعرض للمنع من قبل السلطات الهندية لفترة، لما احتواه من مشاهد جنسية وإن كانت تتعلق بأساطير وحكايات هندية تراثية مازالت متجسدة في محتويات بعض المعابد، ثم تحولت في فيلم «بلدي أنا» 1998 إلى جانب آخر هو مرضى الإيدز من خلال تجربة طبيب هندي في بلدة صغيرة في تنيسي، وتضطر إلى أن ترجئ مشروعها الطموح لإخراج فيلم عن حياة بوذا، حيث يستثيرها مشهد مسيرة «الفي» امرأة من مختلف الطبقات والديانات نحو الشاطئ يمارسن الضحك بصوت عال لمدة 40 دقيقة، كل صباح لاعتقادهن في القيمة العلاجية للضحك.
ثم يأتي فيلمها المهم الذي صورته بالديجيتال زفاف مونسون أو «زواج في موسم عاصف» إشارة إلى رياح المنسون العاصفة في الهند وقد حصل على الاسد الذهبي لمهرجان فينيسيا السينمائي و رُشِّحَ أيضًا لجائزة أفضل فيلم أجنبيّ في الكرات الذّهبيّة واختارته مجلة «تايم» كأحد أحسن خمسة أفلام عرضت عام 2002، الفيلم يقدم تغييرا في المنظور الثابت لبنية الفيلم الهندي السائد، ويمثّل استكشافاً سينمائياً لبيئة الطّبقة الوسطى في نيودلهي الّتي مخرجة الفيلم نفسها هي منها. والفيلم الفني بحبكته الدرامية وما يطرحه من قضايا، يحمل أكثر من قصة تتشابك أحداثها، دراما عائليّة مبتهجة قدمت ثقافة ميرا نايير البنجابية ، حيث يتّحد التّقليد القديم و عصريّة دوت-كوم في تناسق فريد و ممتاز كنزول أمطار الرّيح الموسميّة الرّومانسيّ،، ويدور في إطار مجتمع من الطبقة الوسطى حيث يدبر الأب الذي يؤدي دوره نصر الدين شاه لزفاف ابنته الوحيدة نجمة البوب، من مهندس هندي شاب قادم من أميركا و تجتمع عائلة فيرما الممتدّة من أقطاب الأرض لزواج مرتّب في آخر لحظة في نيودلهي وتتداخل مواقف كوميدية طريفة بقصص الحب المختلفة والمواقف المؤلمة والجارحة . هذا الفيلم ممتع جدًّا بسبب لون و حيويّة القصّة و شخصيّاتها، و نبراتها الثّقافيّة المميّزة .
تبرع نايير والكاتب، سبرينا دوان، في تقديم فيلم مشوق متنوع الشخصيات، متدفق الأحداث، يرسم صورة للمجتمع الهندي الحديث والمعاصر بشكل لم نعهده سابقا على الشاشة. يربط القديم و الحديث، الرومانسية و التحررالجنسيّ في دلهي اليوم المعولمة . الكاميرا اليدويّة الخاصّة تضع المشاهد في حياة الشّخصيّات و في الثّقافة البنجابية الخاصّة لناير - قويّة، مادّيةّ و ممتلئة بالحياة . الجمهور ينْدفع في الصّخب الماجن للكباب، الويسكي و موسيقى بوليوود.
منذ البداية تزجنا المخرجة مباشرة في قلب هذا العالم حيث الطبقة المتوسّطة الحديثة للهند، وحيث يختلط أسلوب الحياة الغربيّ و الاتّصالات السّلكيّة واللاسلكيّة بالتّقاليد القديمة، و كلّ الأقارب من كلتا العائلتين، البعض من الأماكن البعيدة مثل أستراليا، يقدمون إلى نيودلهي لحضور العرس . التّرتيبات لمدّة أربعة أيّام ..آمال العائلة، القلق و الأسرار المتحفّظة منذ فترة طويلة تظهر وسط ترتيبات العرس الهستيريّة، و يُقَابل ذلك تقاطعات مونتاجية على دلهي الواقعيّة . حرارة الصيف القاسية تعكس شدّة القلق الداخلي للشخصيات بينما تتوقّع المدينة سيل الأمطار الباردة وعندما يجيء المطر، السّيل المطهّر يجلب الرّومانسيّة، الاعتراف و التّحرير .
بشكل قاس ومؤلم أعمال عنف العائلة القديمة تعود للطّفو،أب العروسة لليت فيرما ( 50 ) و زوجته بيمي ( 45 )، قد تحمّلوا تقلّبات زواج تقليديّ نوعاً ما لسنوات ، بينما تعدّ ابنتهم للزّواج و الاستقلال عن البيت، يمدّون إلى بعضهم البعض مرّة أخرى، محاولة إيجاد الرّاحة العميقة في التّاريخ الّذي قد تقاسموه .
العروسة، أديتي ( فاسندارا داس ) في حالة إحباط من علاقة غراميّة مجهضة مع رئيسها السّابق المتزوج منتج التلفزيون، توافق على زواج هيمانت ( 32 )، المهندس المقيم في هيوستن بأمريكا، أديتي تعود لزيارة عشيقها قبل العرس بيوم واحد، وتلقي مستقبلها في الاضطراب فهي لا تعرف أن زيارتها في هذه السّاعة المتأخّرة - ستغيّر حياتها للأبد ..
الفيلم أيضاً يتضمّن عدّة حبكات فرعيّة وحكايات اخرى لشخصيات مشبعة بالقهر والاسى . نائب جمهوريّ عن ولاية أيوا ( شيفالي شيتي) ابنة عم العروسة، قد اعتدي عليها وهي صغيرة من قبل صديق عجوز للعائلة موثوق و تتدخّل لمنعه من الاعتداء على فتاة صغيرة أخرى في العائلة . مقاول العرس بي . كيه . دبي ( فيجاي راز ) يحبّ خادمة العائلة، اليس (تيلوتاما شوم ) أخت العروسة، عايشة، أصغر قريبة في سنّ الزّواج للعروسة، تغازل راهول القريب الّذي قد عاد توًّا من ملبورن .
و الاحتفالات ستتعرض للكثير من الأخطار لتصل إلى النهاية السّعيدة للعرس، كثير من الموسيقى و حتّى رومانسيّة جديدة لدبي متعهد تنظيم العرس مع اليس الخادمة .
يكمن نجاح هذا الفيلم في تكامل مفرداته السينمائية التي بدت مترابطة ، فهناك السيناريو المتقن حتى في ما يتعلق بالتفاصيل الصغيرة، ساهمت الكاميرا الساحرة كثيراً في الإفصاح عن أجوائه النفسية والحسية واللونية إلى حد كبير وبجمالية اقرب ما تكون إلى روح الغناء، وهناك المونتاج الدقيق والاداء الساحر للممثلين . زفاف مونسون فيلم ممتع ومشغول بحرفية بصرية لافتة بقوة تعبيرها وبجرأتها و يستحق التقدير الذي حظي به.
يأخذنا فيلم ” سوق الغرور ” المأخوذ عن رواية للكاتب البريطاني ويليام ناكراي إلى القرن التاسع عشر وفي لندن بالتحديد ليسلط الأضواء على بيكي شارب (ريس ويذرسبون) التي تتمنى أن تترك حياة الفقر والتشرد اللتان تعيشهما وتتسلق السلم الاجتماعي مهما كان الثمن, ولأجل تحقيق غايتها تصادق اميليا(رومولا غاري) ابنة التاجر الثري, وتحصل عن طريقها على عمل لدى اللورد(بوب هاسكينز) كمربية للأطفال حيث تلتقي هناك بألايس(جايمس بيورفوي) والذي يساعدها على تحقيق ما تتمناه.
وفي فيلم” تشابه أسماء ” عام 2006 تؤكد المخرجة ميرا ناير مرة أخرى أنها أفضل من يعالج مواضيع الهجرة والغربة بمنتهى التعمق والأحاسيس المرهفة.
فيلم "اميليا " قدمته ميرا ناير للسينما العالمية وهو بطولة هيلاري سوانك وريتشارد جير والنجم البريطاني ايون ماكجريجير.. يتناول حياة رائدة الطيران الأمريكية في العشرينات اميليا ايرهارت التي كانت حديث الصحف في تلك الفترة واعلن عن اختفائها في أثناء رحلتها بالطائرة حول العالم عام 1937 عندما فقد أثرها قبل نهاية الرحلة وأثناء طيرانها فوق المحيط الهادي. لقد كانت اميليا ايرهارت مثالا للتمرد علي النمط التقليدي للمرأة فقد كانت تمثل اختراقا لمجال احتكره الرجال في بدايته, هذا علي الجانب الاجتماعي أما علي الجانب الشخصي فملابسها وشكلها كانا مخالفين للشكل التقليدي للمرأة الأمريكية في تلك الفترة وربما لأنها عرفت للجمهور من خلال الصحافة بملابس الطيران الذكورية. و أكد الفيلم شخصيتها القوية وعقليتها المغامرة من خلال عدد من المشاهد .
في تعليق حول فيلمها "الأصولي المتردد"، أعلنت ميرا نايير أنّ: "والدي ولد ونشأ بمدينة لاهور قبل التقسيم ما بين الهند وباكستان. وقد راودتني فكرة صناعة فيلم معاصر عن باكستان، خاصة في هذا الوقت الذي يشهد شقاقاً يزداد يوماً بعد يوم ما بين الإسلاميين والغرب. بالنسبة لي كان من المهم جدا الحصول على شريك يشاطرني الأفكار ويؤمن بأهمية هذه القصة وقدرتها على إحداث التغيير. ولقد قدمت المؤسسة كل الدعم المطلوب منذ البداية وإنها لهبة حقيقية أن أحظى بالحرية الإبداعية للقيام بفيلم سياسي ذي أبعاد متعددة في مثل هذا الوقت". وفي اخر افلامها "ملكة كاتوي" تستلهم قصة بطلة الشطرنج الاوغندية فيونا موتسي

الأربعاء، 16 أغسطس 2017

حسان كشاش و ياسمين عماري نجما العدد 13 من مجلة " الحياة "

"الحياة" المجلة التي تهم كل أفراد الأسرة الجزائرية، حاليا في الأكشاك الجزائرية ، يتضمن العدد 13 مواضيع متميزة: "صحية، ثقافية، رياضية ، سينمائية، ميديا . موضة , تراث , طبخ.." بالإضافة إلى تحقيقات، ملفات، ربورتاجات، حوارات، شهرية ملونة في 220 صفحة . من عناوينه :
 على الغلاف حوار تناول تجربة الممثل الطبيب حسان كشاش : قصتي بدأت مع  أحمد راشدي . وحوار أخر مع المطربة والممثلة ياسمين عماري :  بكيت " صحّ " على عاشور  .. وعلى  أخي " الجنرال " . هذه هيّ أمنية  خالي عبد القادر علّولة .
 و ضمت في شق الصحة والتغذية تقارير واخبار وحوارات عن احدث الاكتشافات بعالم الطب منها :  د . ليلى نقاش: من الضروري زيارة طبيب الأسنان في سن مبكرة /  د .يحيى دلاوي : الختان صحيا / كيف نميز بين سرطان الجلد والشامات الحميدة؟ /   دوالي الساقين لم تعد أزمة كالسابق.. هذه أحدث طرق العلاج وأكثرها أماناً /   حلول طبيعية منزلية لعلاج الإسهال عند طفلك / بهذه التمارين ستحصلين على مفاتن رائعة!
و تزور مجلة " الحياة " كرواتيا مع نديز صنهاجي باحثة عن سر التشابه الكبير بين المجتمع الامازيغي والكرواتي ؟ .. و ضم ايضا تحقيق عن " بارون " اقدم فندق بمدينة حلب .
وكتب رئيس التحرير محمد عبيدو عن مهرجان وهران للفيلم العربي و الاحتفاء بالسينما العربية .  وبورتريه  لبلاوي الهواري :أيقونة الأغنية الوهرانية الذي رحل مؤخرا . فيما كتبت صارة بوعياد عن الدورة الخمسين لمهرجان مستغانم لمسرح الهواة .
واجرت سلمى ساسي تحقيقا عن "عقد السخاب " حلي و أناقة المرأة  البوسعادية. كما حفل العدد بتحقيقات ومواضيع ذات طابع اجتماعي وأخرى عن المرأة والموضة.وفيه بورتريهات ل : غابي أغيون : من الاسكندرية الى باريس مصممة غيرت وجه الموضة  ,  و نور الدين مليكشي .. عالم فيزياء جزائري سفير في المريخ . ومحمد عيسى مسعودي صوت الجزائر . كما تستذكر الحياة احمد وهبي عملاق الاغنية الجزائرية .

و استضاف العدد الثاني كالعادة عددا من نجوم الاعلام والتلفزيون والمسرح وكتاب الأعمدة أمثال هابت حناشي , نصيرة محمدي ، احميدة عياشي ، محمد بوعزارة ،عبد العزيز غرمول، نبيل عسلي ، جازية سليماني ، اسيا موساوي ، احمد ريح.. بالإضافة لمواد أخرى مهمة متنوعة في الطب الطبخ والثقافة والفن والتراث .

الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

كاحل توم كروز يؤجل المهمة المستحيلة

أصيب الممثل الأمريكي الشهير، توم كروز، بكسر في عظمتين بكاحله أثناء قيامه بإحدى الحركات الصعبة خلال تصوير أحد مشاهد الجزء السادس من فيلم الجاسوسية "مهمة مستحيلة".

ذكرت جريدة "صن" أن توم كروز أصيب إصابة شديدة، يوم الأحد 13 أغسطس، في لندن أثناء قيامه بقفزة في موقع التصوير تتطلب مهارة جسدية فائقة، ويشتهر كروز (55 عاما) بأدائه جميع الحيل بنفسه، دون الاستعانة بدوبلير (بديل). 
وقد نشر أحد المواقع تسجيلا لإصابته.عقب تلك الحادثة، نشرت الجريدة أن تصوير الفيلم سوف يتوقف لأربعة أشهر بسبب إصابة الممثل. ويقول المصدر المقرب من أسرة الفيلم للجريدة أن "الإصابة ليست بالبساطة التي تصورناها بداية، وسوف تحتاج إلى أشهر للعلاج. وبما أنه بطل الفيلم، وكل الأحداث تدور حوله، فسوف يكون من المستحيل استكمال التصوير بدونه". ومن المنتظر أن يعود كروز إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج.
خرج الجزء الأول من فيلم "مهمة مستحيلة" عام 1996. وكان من المتوقع الانتهاء من الجزء السادس، في يوليو 2018. ويذكر أن موضوع الفيلم يدور حول قصة العميل السري إيتان هانت، الذي يلعب دوره على مدار الأجزاء الستة الممثل، توم كروز، حيث حصل عن الأجزاء السابقة على أجر يفوق 70 مليون دولار.

ليوناردو يمثل دور ليوناردو

يعتزم النجم الأمريكي الشهير، ليوناردو دي كابريو، القيام بدور العالم والرسام الإيطالي الشهير، ليوناردو دافينشي (1452-1519).
وفقا لمصادر مجلة "فاريتي"، سيؤدي دي كابريو دور دافينشي في فيلم مقتبس عن كتاب السيرة الذاتية للرسام الإيطالي، للكاتب الأمريكي وولتر آيزيكسون، والذي يزمع نشره، في أكتوبر من العام الجاري. وقد بيعت حقوق استخدام هذا الكتاب في مزاد علني، فازت به شركة باراماونت للإنتاج السينمائي، حيث نافستها شركة يونيفيرسال، ولم تنشر المجلة أي معلومات عن المقابل الذي عرضته الشركتان، إلا أن الحديث يدور عن رقم من 7 خانات.
ولن يكتفي دي كابريو بتمثيل دور البطولة في الفيلم، ولكنه أيضا سوف ينتجه من خلال شركته التي تسمى "إيبيان ويي". ولم ترد أي معلومات عن اسم الفيلم، أو تاريخ بداية التصوير.
يذكر أن الكاتب آيزيكسون مشهور بكتابة السير الذاتية لكل من مؤسس شركة آبل، ستيف جوبز، ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، وعالم الفيزياء، ألبرت آينشتاين

.

الأحد، 13 أغسطس 2017

تدفق حزين



شعر : محمد عبيدو
محمد عبيدو
تعويذة 
أطلقتها في طفولتي
هي من أتت بك إلي ..

****
في صوتك 
تلتهب ، وتنطفئ 
عيوني الضائعة.

****
من كل لحظات لطفك
المرتعشة على وجهي
ابتكر كلماتي
المتنائرة في يد الريح
وجعُ غيابك 
يحمل قطعةً من الفراغ
****
هواء الصباح كان حزينا
ومر أمام نافذتك
بتدفق حزين
أنصتي للصوت فيه
هناك تنهيدة عبره
تعرفين من أرسلها..
*****
مع ابتسامة تداري الخوف 
خوف غيابك للأبد
خوف هزيمة باردة
يدي في الحلم
تمشط النحلَ

المتجمع في شَعرِك

فريدة بليزيد من رائدات السينما المغربية


محمد عبيدو : ياتي في صدارة السينما النسوية بالمغرب , كاتبة السيناريو المخرجة المغربية فريدة بليزيد التي تعتبر واحدة من رائدات السينما العربية الجديدة وساهمت بشكل ملموس في المشهد السينمائي بالمغرب من خلال الأفلام الروائية الطويلة التي قامت بإخراجها,و كذلك بالكثير من مساهماتها السينمائية الاخرى, ككاتبة سيناريو, ومخرجة لأفلام قصيرة, ومشاركة في السجالات الكثيرة التي تتمحور من حول قضايا السينما والمرأة في المغرب وفي الوطن العربي عموماً.
 من اللافت ان ردحاً طويلاً من الزمن يمر بين احد افلامها والآخر, وكان أولها الفيلم الطويل  "باب السما مفتوح" حقق في العام 1988, و اعتبر في حينه علامة في تاريخ السينما النسائية العربية... وظلت له مكانته التي طغت حتى على فيلمها الثاني "كيد النساء" (إنتاج عام 1999) الذي اتى اشبه بأمثولة تنتمي الى ألف ليلة وليلة, عابقة بالجمال الشكلي, مضمنة خلف ذلك الجمال دفاعاً حاراً وحاداً عن قضية المرأة... وهو ما يمكن تلمسه نفسه في خلفية "كازابلانكا... كازابلانكا"2002 المرسوم من حول حبكة بوليسية ، و فيلم "كيد النساء" يكتفي بأن يستعير من حكايات "ألف ليلة وليلة" حكاية واحدة عن أمير شاب مدلل ومتعجرف يقع في حب جارته الجميلة ابنة أحد التجار الأثرياء فيسعى لإغوائها ولكن دون أن يتنازل عن كبريائه. لكن الحسناء الجميلة تقرر بدورها أن تخدع الأمير فتلجأ إلى الحيلة من أجل التمتع بعشرته. هذه الحكاية البسيطة الساخرة يتم تقديمها في الفيلم من خلال تصوير أحداثها في البيوت المغربية ذات الطابع التراثي ومن خلال جعل أبطالها يرتدون الزي التراثي، بما يوحي شكلاً بأجواء الماضي المنسوب إلى زمن "ألف ليلة وليلة". ولكن على مستوى البناء فإن الاقتصار على حكاية واحدة يعني عدم الاستفادة بنائياً من طريقة السرد في "ألف ليلة وليلة" التي تعتمد على توليد عشرات الحكايات المتداخلة والمتتالية من أصل حكاية واحدة بطلتها شهرزاد. وهكذا نحصل في النهاية على فيلم طريف مسل يلجأ بشكل سطحي للتراث فلا يسبر غوره ولا يوفيه حقه ولا يستخدم التراث من أجل قراءة الحاضر، كما لا يوفي جوهر فن السينما المرتبط بالواقع وبالقدرة على الإيهام بالواقع حقه.
  فيلم فريدة بليزيد " خْوانيتا بنت طنجة" (101 دقيقة) ، وهو مأخوذ عن رواية "الحياة الكلبة لخوانيتا ناربوني" للكاتب أنخيل باسكيت، بطلته تدعى "خوانيتا" أبوها إنجليزي من جبل طارق وأمها أندلسية، تُحكى فيه بطريقة طريفة ساخرة عن أحزانها وأحلامها , وكل هذا في فضاءات مدينة طنجة الجميلة في فترات ماضية مختلفة أثناء الحرب الأهلية الإسبانية وأثناء الحرب العالمية الثانية. الفيلم نوستالجي بشكله، يعود بالمشاهد إلى أجواء مدينة طنجة الدولية التي كانت تتعايش فيها مختلف الثقافات والديانات والجنسيات. 
نشرت بمجلة " جهينة " 

السبت، 12 أغسطس 2017

جان شمعون مخرج السينما المناضلة

محمد عبيدو :




رحل رائد السينما الوثائقية النضالية المخرج جان شمعون عن عمر يناهز الرابعة والسبعين عاماً، وهو ينتمي إلى جيل مخرجي الحرب اللبنانية ، الذين بدؤوا عملهم السينمائي في خضم الحرب الاهلية اللبنانية، و التي صبغت بماساويتها، قسوتها ، رعبها ويـأسها أعمالهم السينمائية الأولى .
كون جان شمعون اللبناني و وزوجته مي المصري الفلسطينية .. ثنائيا سينمائيا ناجحا ومتميزا , عبر حوالي ربع قرن من العمل المشترك في ميدان السينما التسجيلية المقاومة و المناضلة ساهما خلاله في بلورة نمط سينمائي عربي متميز . كل فيلم من افلامهما , يتحول الى احتفال بصري جمالي , حين الكاميرا تخترق الذات والمجتمع , وتقرأ الزمان والمكان , وتحول الشخصيات الى مرايا تعكس الواقع والحلم .. وعلاقتهم التسجيلية بالواقع تعني استقراءا حقيقيا وفاعلا في مجمل مكونات هذا الواقع , وفهم تطوره والتعبير عن صيرورته في مختلف الاشكال السينمائية
ويأتي تميز جان شمعون من خلال منهجية دقيقة ورؤية واضحة , وايمانا بدور السينما كحافظة للذاكرة فقبل البدء بالتصوير يحرص على البحث عن الشخصيات ودراستها والتعايش معها , وفهم خصوصية المكان , والاجتهاد بأن تكون النماذج المختارة ممثلة عن شريحة واسعة من المجتمع والعمل على تكثيف الاحساس لدى الشخصيات حتى تقدمه بعفوية وبساطة وصدق وواقعية حتى لايكون الفيلم مجرد تسجيل لحظة زمنية محددة , وانما شحنها بدفق انساني يجعلها قادرة على حفظ تأثيرهاح المستقبلي .
جان شمعون المولود في سرعين ـ البقاع اللبناني سنة 1944 ، انتسب الى "معهد الفنون الجميلة" في الجامعة اللبنانية إثر افتتاحه سنة 1966، ليصبح من الجيل الأول الذي درس في المسرح في لبنان. حصل على إجازة السينما من جامعة باريس الثامنة - فانسان- ابتدأ عمله السينمائي مع فيلم "تل الزعتر" بالاشتراك مع مصطفى أبو علي عام 1976 ، ثم " أنشودة الأحرار" الوثائقي الذي كان تحية لحركات التحرر في القارات الثلاث .
عاش الحرب اللبنانية بجميع فصولها وسنواتها الطويلة،و سعى الى الانخراط في المقاومة على طريقته فكانت كاميراته خير معبّر عن حال أبناء الجنوب اللبناني الذي يصفه "برمز محاربة العدو الإسرائيلي"، ويعتبر شمعون أن المحور "يدور في هذه المنطقة الجغرافية التي تتجاور فيها مشكلتان: مشكلة الجنوبي الذي يهجّر من أرضه، ومشكلة الفلسطيني المهجّر أصلاً. والمشكلتان من فعل عدو واحد، هو إسرائيل".
وحكاية جان شمعون مع السينما النضالية الفلسطينية، حكاية عشق طويلة، لم تتجسد فقط في ارتباطه بالمخرجة الفلسطينية مي المصري، بل في نضالاته المتكررة عبر الكاميرا
بعد زواجه الحياتي والفني مع المخرجة مي المصري كان " تحت الانقاض" 1983 الثمرة الأولى، وهو مواكبة وقراءة في الاجتياح الإسرائيلي ومخلفاته بأسلوب يتجاوز الآنية نحو طريقة فنية راقية من التوثيق.
" زهرة القندول" 1986: يجسد تفاصيل هامة من حياة المرأة في الجنوب اللبناني ضمن خليط من الزوايا التراثية والثقافية المتجذرة في منطقة الجنوب، كما يتطرق الفيلم في خطابه الرئيسي لقضية مقاومة المرأة ودورها في الصراع مع العدو الإسرائيلي.
" بيروت جيل الحرب "1988 :
* قامت الحرب علشان الفقراء .. صارت ضد الفقراء 
* عملوا الحرب ليعطونا حقوقنا .. النتيجةاخدوا حقوقنا 
* الصدفة تركتنا عايشين .
* الحرب بين ظالم ومظلوم … هي نفسها سواء اكان مسيحيا او مسلما سنيا او مارونيا او شيعيا 
* نتيجة الحرب واضحة ..واحد بيعرج .. واحد مات .. واحد تشرد .
كلمات عفوية .. بسيطة .. صادقة .. مؤلمة .. جاءت على لسان اطفالهم الجيل الذي ولد وعاش في حرب لبنان الاهلية .. الجيل الذي ارتكبت بحقه جريمة لاتفتفر .
انهم جيل الحرب يقدمون شهادات حية وصادقة في الفيلم التسجيلي . جان ومي قدما خلال هذا الفيلم عرضا لتطورات الحرب التي مزقت لبنان على مدى ستة عشر عاما من خلال استعراض شخصيات تشكل نقاطا هامة من عمر الحرب.. جيل كبر وجيل ولد في ظل الحرب التي اثرت على الاغنياء والفقراء.. 
" أحلام معلقة " 1992: اخرج جان ومي الفيلم لحساب محطة( بي بي سي ) البريطانية وقد اتى في اطار تظاهرة موازية لقمة الارض اذ تم انتاج ستة افلام من دول عدة في العالم الثالث , تناقش التأثيرات المدمرة للبيئة. ولمعالجة هذا الموضوع من وجهة نظر لبنانية اختار المخرجان اربع شخصيات من ارض الحرب في لبنان وهي : المقاتلان نبيل ورامبو اللذان كانا يتبادلان اطلاق النار على جبهة الشياح عين الرمانة اصبحا صديقين , فيما نبيل يعمل على ترميم الشقق التي دمرتها الحرب ومنها شقة شقة وداد حلواني التي تتحدث عن زوجها عدنان سنة 1982 اثناء الاجتياح الاسرائيلي وبقاء مصيره مجهولا حتى الان , ومن القاء نظرة شاملة على قضية المخطوفين وعدم الاستقرار الاجتماعي والاعتداءات الاسرائيلية يقترب الممثل رفيق علي احمد من ان يكون لسان حال الفيلم الفكري اذا جاز التعبير, هو يعمل مسرحية حول الحرب والفيلم يحاوره حول اسباب الحرب . كيف نشأت ولماذا توقفت؟ .
رهينة الانتظار 1994: يتناول قصة طبيبة من جنوب لبنان , تعيش مع ابناء منطقتها اخطار الاتلال وهواجس المستقبل .
"طيف المدينة" 2000 : في أول فيلم روائي لجان شمعون تناول فيه مشهديات وخلفيات الحرب اللبنانية(1975 ـ 1990) نتعرف على الرؤية السينمائية التي قدمها جان شمعون وما ارتبط بها من قناعات من خلال طرحه لموضوع الحرب اللبنانية وهي المنطلق الذي يمكن ان يحسم فيه المخرج امره ويقول كلمته بينما تظل هناك اسئلة كثيرة حائرة بلا اجابات وليس بالضرورة ان يجيب الفيلم على كل الأسئلة اذ يكفيه تحمل اعباء طرحها ليترك مساحة للنقاش او يدعو اليه للوصول الى لغة ترفض الحرب او تمنع حدوثها، يقدم لنا درساً من بيروت: الحرب الأهلية بشعة ولا جميل فيها حتى النصر. فالحرب الأهلية أو الطائفية تدمر روح الإنسان، وتفقده إنسانيته. ففيها تضيع البوصلة، ويصبح كل إنسان قادر على القتل، وراغب في ممارسته من أجل أن يبقى حياً.
وللحرب الأهلية قوانينها القذرة التي يمارسها المتحاربون، فيصبح الواحد منهم صورة بشعة عن الآخر. وحتى من كانوا ثوار الأمس تدفعهم قساوة الحرب إلى ممارسة قوانين السوق، سوق الميليشيا، حيث الخطف والقتل والابتزاز وسرقة البشر وممتلكاتهم هو الشأن اليومي للمتحاربين. 
تتواصل الحرب الطائفية، وتدخل إسرائيل على الخط، فتشتعل المدينة، ويعم الدمار، ووتسع دائرة الخراب. يلاحق الموت الأبرياء في الشوارع والبيوت. أحياء بكاملها تهدم. ومقهي سلوى الذي كان قبل قليل ملتقى لخليط من مختلف الطوائف يستمعون فيه إلى أغاني الحياة المنبعثة من صوت وأوتار فنان محلي، يتحول إلى مركز لإحدى الميليشيات، فيما صاحبة المقهى تختار الرحيل عن بلد تأكل أبناءها.
وكعادتها دائماً، تتحول الحرب الأهلية إلى حالة من تجارة الدم، فيثرى قادة الميليشيا، ويصبحون أمراء حرب يحكمون وفق مصالحهم وأهوائهم. يضيق الوطن إلى اقصى حدود الميليشيا، ويتحول إلى جحيم يفقد فيه الإنسان الباحث عن الأمان أدنى حدود الأمان.
لكن بيروت، مدينة الحياة لا تترك ابناءها يقتلون بعضهم البعض حد الفناء. تسكت المدافع والرشاشات، حتى لكأن ما كان قبل قليل ليس سوى درس قاس تعلمه المدينة لأبنائها: الطائفية مرض خبيث يفتك بصاحبه. وأن لا رابح من حرب عابثة. درس بيروت في حربها أن الوطن هو العامل المشترك الأعظم لأبناء الوطن على إختلاف معتقداتهم. تعلم بيروت أبناءها أن التنوع هو هوية هذا الوطن الجميل الساكن حد البحر من الازل.
تعود بيروت لتنهض من جديد، وقودها في ذلك صحوة أهلها على حبهم للحياة. أهلها الذين حافظ كثير منهم على إنسانيته حتى في أشد ليال الحرب حلكة ،ومنهم النموذج، بطل الفيلم الذي يغامر بحياته من أجل انقاذ مخطوف من الطرف الآخر كانت المليشيا التي انضم إليها قد اصدرت عليه حكماً بالموت، شأنه في ذلك شأن المخطوفين لدى الجهة الأخرى الذين لاقوا ذات المصير.
فالحرب التي طحنت بيروت لم تتمكن من قتل قيم الحب والطهر في قلوب ابنائها، فهذا رامي يظل حب طفولته لياسمين مشتعلاً حتى لدى انتقالها للطرف الآخر من بيروت التي انقسمت زمن الحرب إلى شرقية وغربية.
يثير المخرج جان شمعون في هذا الفيلم أسئلة الحرب بكل مرارتها وقسوتها، ويثير أيضاً أسئلة ما بعد الحرب بكل خطورتها: فمن يريد أن يطوي صفحة المخطوفين الذين وصل عددهم 17 ألفاً لأجل طي صفحة الحرب قد يبقي النار متحفزة تحت الرماد، ومن يصالح قادة الميليشيا المتحاربة يفتح الطريق أمام مجرمي وتجار وسمسارة الحرب كي يحكمون من موقع آخر، موقع السياسة المال الذي جنوه من خراب الوطن ودماء أبنائه.
الفيلم وثيقة بالغة الدقة عن ما تعرضت له بيروت في زمن الحرب، ولعل أهميته لدى اللبنانين أكثر من غيرهم لأنه أفضل تصوير لبشاعة الطائفية والميليشيا ولغة السلاح في الحوار بين أطياف المجتمع. وأهميته أكبر لمن يبحث في ثنايا التاريخ عن دروس لتحصين نفسه ضد الإنقسام والتشرذم مهما كان اساسه، قبلياً أو طائفيا أو شعوبياً..
لكن بعد تكبد بيروت خسائر كبيرة سواء في الارواح أو البنى التحتية، يغرد صوت السلام وتسكت المدافع والرشاشات ليعلو صوت الوطن الواحد.
يوجه فيلم طيف المدينة رسالة شديدة الوضوح مفادها ان الحرب بين ابناء الشعب الواحد لا يمكن ان تؤدي الا الى ضياع الوطن وخرابه وقتل احلام وامال شعبه وتدمير معامله وايضا قيمه الانسانية والاخلاقية، خصوصا ان هناك عدوا اسرائيليا شرسا يتربص بنا جميعا عند حدود الوطن في انتظار ان تسنح له الفرصة لينقض على الوطن. تماما كما حدث في عام 1982 وكما يحدث الان.. فيلم جان شمعون صرخة وهزة ضمير واحياء لذاكرة جماعية عبر عمل هو اقرب للتوثيق 
" أرض النساء " 2004 : يحكي جان شمعون في الفيلم قصة جيلين من نساء فلسطين الرائدات من خلال التجربة القاسية لكفاح عفيفي الاسيرة السابقة داخل معتقل الخيام الذي شيده المحتل الإسرائيلي بجنوب لبنان. تروي كفاح مرحلة طفولتها خلال مجازر صبرا وشاتيلا وتجربتها مع التعذيب في المعتقل والصداقة المتينة التي نُسجت مع رفيقاتها خلف القضبان وتحكي أحلامها وطموحاتها بعد تحريرها وتواصلها مع أجيال فلسطينية سبقتها. نتعرف عبر حكايتها على الشاعرة فدوى طوقان وتجربتها في سجن أسرتها؛ و الرائدة ذات الشخصية المميزة سميحة الخليل التي قاومت طوال حياتها دفاعاً عن العدالة و السلام. ومن خلال هذه الرحلة مع النساء الثلاث، يركز الفيلم على تجربة المرأة التي نجحت في تحطيم الحواجز التي اقامها التاريخ الاجتماعي والسياسي امامها .
نقلا عن ملحق سينما / جريدة الحياة الجزائرية