الجمعة، 3 فبراير 2017

رحيل المخرج والأكاديمي محمد كامل القليوبي

شيع  جثمان الأخير المخرج السينمائي المصري القدير محمد كامل القليوبي، إلى مثواه اثر رحيله عن عمر ناهز ( 73 عاما) ، بعد صراع  مع المرض ، عقب تراجع حالته الصحية بعد مضاعفات إجراء عملية جراحية في أحد مستشفيات المعادي، تاركا وراءه إثرا فنيا كبيرا .  وكان الدكتور محمد كامل القليوبي، يعمل أستاذاً للسيناريو بالمعهد العالي للسينما، وتخرج على يديه العديد من المخرجين وكتاب السيناريو الذين علمهم على مدى أكثر من خمسة وثلاثين عاما ، ابن منطقة شبرا ولد في مايو عام 1943، وحصل على البكالوريوس في الهندسة من جامعة عين شمس عام 1969، ولكنه انتقل إلى التخصص في الإخراج والسيناريو، حيث حصل على دبلوم الدراسات العليا في المعهد العالي للسينما في القاهرة في عام 1972.
وفي عام 1986 حصل على شهادة دكتوراه فلسفة في الفن من معهد السينما بموسكو وتزوج من ناقدة روسية تدعى أولجا نكلودفا التي أنجبت له ولده الوحيد رامي القليوبي الذي يعمل مراسلا لوكالة "نوفوستي" في القاهرة، ولدى عودته إلى الوطن ترأس قسم السيناريو في المعهد العالي للسينما في فترة 1987 – 2006، وتولى مناصب عديدة منها رئيس المركز القومي للسينما وترأس مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر الأبيض المتوسط في عام 2003، وله العديد من الأبحاث والمؤلفات في السينما، وقدم ما يقرب من 8 أعمال فنية، في السينما منها أفلام: «ثلاثة على الطريق»عام 1993 ، عن سائق شاحنة يقوم برحلة من الأقصر إلى طنطا على مدار يومان. وخلال رحلته على الطريق يركب معه الطفل خليل الذي هرب من قسوة زوجة أبيه لكي يتجه إلى أمه في طنطا، كما تركب معه أيضًا في الشاحنة تحية لكي يوصلها إلى صديقة لها. وخلال رحلة ثلاثتهم على الطريق، يواجهوا العديد من المشاكل التي تعرقل مسار رحلتهم، منها القبض عليهم بتهمة توزيع منشورات سياسية، وملاحقة عصابة مخدرات لهم لكي يستردوا شحنة مخدرات على متن الشاحنة. و«البحر بيضحك ليه» بطولة محمود عبد العزيز في عام 1995  ،وفيه قصة حسين الذي  يصاب بحالةٍ من الاكتئاب الشديد بسبب الروتين الممل للعمل وضغوط الحياة التي يواجهها كموظف وزوج وأخ، فيقرر أن يهرب من واقعه ومن عمله وأسرته، يخرج إلى الشارع بدون هدف يتعرف على سيد الذي يوفر له مكانًا للإقامة، وأثناء تجواله يتعرف على نعيمة التي تعمل حاوية في إحدى الفرق الجوالة بالشوارع ويقع في حبها. و«أحلام مسروقة» بطولة فاروق الفيشاوي في عام1999  ،و«اتفرج يا سلام» عام 2001، و«خريف آدم » بطولة هشام عبد الحميد عام 2002  تدور أحداثه في جنوب مصر على مدى عشرين عاما مابين عامي1948 و 1968 وهي ليست مجرد اعوام بحساب السنين ولكنها سنوات حافلة بالمتغيرات العنيفة والحروب والهزائم في مصر والعالم العربي ولكن الوضع الساكن في احدى قرى الصعيد لا يتغير ولا يهتز بل يثبت عند حالة من تصفية حسابات الماضي حيث ينتظر آدم اللحظة المناسبة للأخذ بالثأر لمصرع ابنه أثناء حفل زفافه ولا يحيا الا من أجل هذه الفكرة التي تسيطر عليه تماما وسط أحداث دامية لقرية تصدر الشهداء والقتلى وتنطوي على نفسها بمعزل عن العالم ، كما قدم للدراما التلفزيونية مسلسلات «الابن الضال»، و«طعم الحريق»، و«بعد الطوفان»، وله أكثر من عمل وثائقي منها: "محمد بيومي ووقائع الزمن الضائع" و"أسطورة روز اليوسف" و"تموت الظلال ويحيا الوهج" و"نجيب الريحاني في ستين ألف سلامة" و "أسمي مصطفي خميس".
ومن المسلسلات التي أخرجها القليوبي: "الابن الضال" عام 1999، و "بعد الطوفان" عام 2003، و"طعم الحريق" عام 2014.

ونال في 2011 جائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون، وكرمته العديد من المهرجانات المصرية والعربية. وأخر منصب تولاه كان رئيسا لمؤسسة نون للثقافة والفنون التى تنظم مهرجان شرم الشيخ السينمائي للسينما المصرية والأوربية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق