أعلن وزير الثقافة في دولة الاحتلال الإسرائيلي ميكي زوهار، الأربعاء، تجميد تمويل حفل توزيع جوائز أوفير (Ophir Awards)، الملقّبة بـ"الأوسكار الإسرائيلية"، وذلك عقب فوز فيلم "هايام" (البحر) بجائزة أفضل فيلم روائي، واصفاً إياه بأنه "مؤيد للفلسطينيين". وبهذا الفوز، يُصبح الفيلم الذي أخرجه شاي كارميلي بولاك، وهو مخرج وثائقي يخوض تجربته الأولى في الأفلام الروائية الطويلة، مُرشحاً إسرائيلياً لجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية لعام 2026.
وجاء في بيان زوهار: "بعد فوز فيلم هايام (البحر) المؤيد للفلسطينيين، والذي يُشوّه صورة جنودنا الأبطال وهم يقاتلون لحمايتنا، بجائزة أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز أوفير المشين لعام 2025، قررتُ وقف تمويل الحفل بأموال المواطنين الإسرائيليين". وأضاف: "اعتباراً من ميزانية 2026، لن يُموَّل هذا الحفل البائس من أموال دافعي الضرائب". ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان زوهار يمتلك السلطة القانونية لحرمان الجوائز التمويل، بحسب وسائل إعلام محلية.
كذلك فاز نجوم فيلم "البحر" بجوائز رئيسية أخرى، من بينها جائزة أفضل ممثل التي ذهبت إلى الطفل محمد غزاوي، البالغ من العمر 13 عاماً، ليصبح أصغر فائز على الإطلاق. ويؤدي غزاوي في الفيلم دور "خالد" البالغ 12 عاماً، والذي يمنعه جيش الاحتلال الإسرائيلي (IDF) خلال رحلة مدرسية للبحر من الدخول إلى تل أبيب لكونه فلسطينياً. فيتسلل الطفل لاحقاً في محاولة منه للوصول إلى البحر لمشاهدته للمرة الأولى في حياته، بينما يبحث عنه والده العامل غير الموثّق داخل إسرائيل.
وخلال حفل الجوائز، قال منتج الفيلم باهر قبّاريّة إن الفيلم يتناول "حق كل طفل في العيش بسلام، وهو حق أساسي لن نتخلى عنه". وشهد الحفل حضور عدد من صنّاع الأفلام بملابس سوداء، في خطوة رمزية لدعوة إلى إنهاء الحرب في غزة.
وكان زوهار، العضو في حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد تعرّض في السنوات الأخيرة لانتقادات واسعة من خبراء السينما الإسرائيليين، بسبب سلسلة إجراءات اعتبروها محاولة حكومية لإسكات الأصوات المعارضة وتقييد حرية التعبير.
وردّاً على تصريحات زوهار، قال آصاف أمير، رئيس الأكاديمية الإسرائيلية للسينما والتلفزيون: "بينما تحصد الحرب المستمرة في غزة المزيد من الأرواح والدمار، فإن القدرة على رؤية ’الآخر‘ تمنح بصيص أمل". وأضاف أمير: "في مواجهة هجمات الحكومة الإسرائيلية على السينما والثقافة في إسرائيل، ومع دعوات من بعض أوساط المجتمع السينمائي الدولي لمقاطعتنا، فإن اختيار فيلم ’البحر‘ يُشكّل استجابة قوية ومدوية".
وفي مارس/آذار الماضي، وصف الوزير فوز الفيلم الوثائقي الإسرائيلي الفلسطيني "نو آذر لاند" (No Other Land) – "لا أرض أخرى" – بجائزة الأوسكار، بأنه "لحظة حزينة لعالم السينما". ويستعرض الفيلم، الذي شارك في إخراجه الفلسطيني باسل عدرا والإسرائيلي يوفال أبراهام، واقع الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية كما يعيشه سكان إحدى القرى الفلسطينية.
في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنّت إسرائيل حربها على قطاع غزة . ومنذ ذلك الحين، استشهد ما لا يقل عن 65 ألف شخص في العدوان الإسرائيلي، ما يقارب نصفهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة. ويوم الثلاثاء، أعلنت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إن إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، فيما رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير واعتبرته "مشوّهاً وكاذباً".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق