محمد عبيدو
"سودان ياغالي" من العروض الجميلة والمهمة ضمن ايام بجاية السينمائية أخرجته التونسية هند المدب عام (2024)
خلال الفترة المضطربة التي سبقت الانقلاب العسكري في السودان سنة 2019، اندلع صراع على السلطة بين الجيش والمجموعة شبه العسكرية “قوات الدعم السريع”، التي أحكمت قبضتها على ثروات البلاد، وقتلت اكثر من ٢٠ الف شخص، وأجبرت الملايين على مغادرتها بسلوك طريق المنفى. في هذا السياق، خاض مجموعة من الشباب الذين يحلمون بسودان ديمقراطي جديد المخاطر لبدء بانتفاضة حماسية ضد السلطة والمليشيات.. انتفاضة تعيد الروح للشعب الذي سرقت ثورته واغتيل شبابه المناضل . شجن سليمان، مها الفقي، أحمد مزمل، خطاب أحمد، مثل عدد آخر من الناشطين الشباب، يناضلون متمردين على الواقع المفروض باسم السلطة والدين مقاربين الواقع الحقيقي للأحداث التي مر بها السودان بكلماتهم وأشعارهم وأغانيهم ولوحاتهم من أجل الحرية عاكسين عبرها حقيقة ما يعيشه الناس في السوداني في سياقات اجتماعية وسياسية معقدة. بمتابعتها ورصدها خمس سنوات تلت الثورة التي اطاحت بالديكتاتورية ، قدمت المخرجة مع شخصيات العمل لحظات نابضة بالحياة والامل والشجن والروح المتمردة الشجاعة التي يتمتعون بها رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها، وجمال وطيبة الشعب السوداني الذي اخفته وموهته تقارير الاخبار التلفزية واختصرت حياتهم برصاص السلطة والجنجويد.
المخرجة التونسية هند المدب استطاعت بفضل تنقلها بين الثقافات واللغات أن تطور نظرة خاصة عن العالم. أخرجت بين سنتي 2013 و2015، خلال فترة الربيع العربي،"إلكترو – شعبي" و" كلاش تونسي" ، وهما فيلمان وثائقيان تلفزيونيان عن الإبداع الموسيقي كعمل ثوري، ثم أخرجت بعد ذلك فيلم "باريس ستالينجراد" عن رحلة اللاجئين في باريس، الذين تعرضوا لمضايقات من طرف الشرطة وأجبروا على العيش في مخيمات مؤقتة بالقرب من محطة مترو ستالينجراد.. "سودان يا غالي" هو فيلمها الوثائقي السينمائي الطويل الثاني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق