غيّب
الموت الثلاثاء عملاقة سينما ستينيات القرن الـ20 الممثلة الفرنسية الإيطالية
كلوديا كاردينالي التي رحلت "عن 87 عاما محاطةً بأبنائها" في مقر
إقامتها في نيمور بضواحي باريس، على ما أفاد مدير أعمالها وكالة "فرانس برس".
وأدّت
كاردينالي المولودة في تونس أدوارا في أفلام لعدد من أبرز المخرجين مثل لوكينو
فيسكونتي وفيديريكو فيليني وريتشارد بروكس وهنري فيرنوي وسيرجيو ليوني.
وكلوديا
هي ممثلة سينمائية تونسية المنشأ إيطالية الأصل، ظهرت في معظم الأفلام الأوروبية
التي لاقت حماسًا شديدًا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، خصوصا الإيطالية
والفرنسية، كما أنها ظهرت أيضًا في العديد من الأفلام الإنجليزية.
ولدت
كلوديا كاردينالي في 15 أبريل 1938.
ترعرعت
في مدينة حلق الوادي في الضاحية الشمالية لتونس العاصمة، وفازت في مسابقة
"أجمل فتاة إيطالية في تونس" عام 1957. وكانت الجائزة رحلة إلى إيطاليا
سرعان ما قادت إلى عقود أفلام، وذلك بفضل تدخل فرانكو كريستالدي الذي كان بمثابة
مستشارها الناصح لسنوات ثم تزوجها فيما بعد.
وبعد الظهور الأول لكردينالي في دور ثانوي مع عمر الشريف في فيلم جحا (سنة 1963) أصبحت واحدة من أشهر الممثلات في إيطاليا.
بالإضافة إلى أدوارها في أفلام مثل فيلم روكو وإخوته سنة1960، وفيلم الفتاة ذات الحقيبة سنة 1961، وفيلم الفهد عام 1963، وفيلم الخرطوشة سنة وفيلم ثمانية ونصف لفيديريكو فليني (سنة 1963).
ومنذ عام 1963، أصبحت كلاوديا أشهر الممثلات في
الولايات المتحدة وبريطانيا عقب دورها في فيلم النمر الوردي أمام ديفيد نيفن.
ولعدة سنوات ظهرت في أفلام هوليوود مثل فيلم معصوب العينين (عام 1965) أمام روك
هودسون، وفيلم مأمورية مفقودة (عام 1966)، وفيلم المحترفون (عام 1966) وفيلم
الجحيم مع الأبطال (عام 1966، وفيلم الملحمة الغربية لسيرجيو ليوني حدث ذات مرة في
الغرب (عام 1968)، وهو إنتاج أمريكي إيطالي مشترك. وقد أثنى الكثيرون على دور
البغية السابقة الذي قدمته أمام جيسون روباردس وتشارلز برونسون وهنري فوندا. عادت
كلاوديا إلى السينما الإيطالية والفرنسية، لشعورها بالملل من صناعة السينما
بهوليوود ولعدم رغبتها في أن تصبح «كليشيه»، وحازت جائزة ديفيد دي دانتيلو لأفضل
ممثلة عن أدوارها في فيلم يوم البومة (عام 1968) وكبغية مع ألبرتو سوردي في فيلم
فتاة في أستراليا (1971). وفي عام 1974، إلتقت كلاوديا المخرج
باسكال سكويتيري (، الذي أصبح زوجها فيما بعد، وكثيرًا ما ظهرت في أفلامه بما في
ذلك فيلم (I guappi) (عام 1974)، وفيلم كورليوني (1978) وفيلم كلاريتا (1984)، وقد حازت عن الفيلم الأخير جائزة ناسترو دي
أرجينتو لأفضل ممثلة. وفي عام 1982، لعبت دور عشيقة كلايوس كينسكي في فيلم (Fitzcarraldo) لفرنر هرتزوغ التي جمعت الأموال لشراء سفينة في أمريكا الجنوبية. وفي
عام 2010، نالت كلاوديا جائزة أفضل ممثلة في مهرجان البرتقالة الذهبية للأفلام
العالمية في أنطاليا في دورته ال 47 عن دور مُسِنة إيطالية تستضيف طالب تركي شاب
جاء إلى إيطاليا ضمن برنامج التبادل الطلابي في فيلم سينيورا انريكا.
بدأت
كاردينالي مسيرتها في تونس، وانتهت هناك كذلك عندما مثّلت أحد الأدوار الرئيسية في
فيلم «جزيرة الغفران» (2022) للمخرج رضا الباهي.
حضرت
مهرجان السينما الدولي للفيلم العربي في وهران بالجزائر عام 2015، معبرة عن
سعادتها بزيارة المدينة واعتبرتها اكتشافاً جديداً في مسيرتها المتوسطية، حيث
استقبلت ترحيباً كبيراً.
قدّمت
نحو 108 أفلام، وحقّقت نحو 20 ظهوراً تلفزيونيأً، ونالت عدداً بارزاً من
الجوائز... على سبيل المثال، حظيت بجائزة «غولدن غلوبز» لـ«أفضل ممثلة» عن دورها
في فيلم «كلاريتا» (1984)، وعنه أيضاً نالت جائزة خاصة من «مهرجان ڤينيسيا». كما
نالت جائزة «ديڤيد دي دوناتيللو» الإيطالية السنوية 4 مرّات بين 1972 و1997.
واحتُفي
بها في دورة عام 2011 من «مهرجان لوكارنو» السويسري، وقبل ذلك نالت جائزة «مهرجان
مونتريال» الخاصّة عن مجمل أعمالها عام 1992، وبعدها بعام احتفى بها «مهرجان ڤينيسيا»
ومنحها جائزة تقدير عن مجمل أعمالها، وهي التي سبق أن نالت في المهرجان نفسه جائزة
«أفضل ممثلة» عن دورها في «كلاريتا» (1984).
لم
تكتف كلوديا كاردينالي بلقب "النجمة"، بل حملت قضايا إنسانية على
عاتقها. عملت سفيرة للنوايا الحسنة لدى اليونسكو، ودعمت قضايا محاربة الإيدز
والاعتداءات على النساء وحماية البيئة. كما أسست عام 2023 مؤسسة تحمل اسمها لدعم
المواهب الفنية الشابة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق