بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2025

الحياة السورية في سينما التسعينيات / استعادات

 


 محمد عبيدو

جريدة السفير  | التاريخ: 1998-08-08 | رقم العدد:8066

لا شك ان السينمائيين السوريين المسكونين بالهم الوطني والهاجس الابداعي التجديدي هم من القلة العربية التي استطاعت ان تجد لها مكانا جيدا في المخيلة السينمائية العالمية في السنوات، سواء بالجوائز التي حصلت في المهرجانات السينمائية العالمية او بدرجة الاهتمام والاحتفاء النقدي والجماهيري الذي حظيت به.. وان كانت فترة السبعينيات قد قدمت لنا أفلاما لمخرجين معروفين مثل نبيل المالح ومروان حداد ومحمد شاهين. وفترة الثمانينيات قدمت محمد ملص وسمير ذكرى وأسامة محمد وعبد اللطيف عبد الحميد. ها هي فترة التسعينيات تقدم مجموعة من المخرجين الشبان بإضافات سينمائية لافتة. فقدم ريمون بطرس (الطحالب 1991) و(الترحال 1997)، وماهر كدو (صهيل الجهات 1993) وغسان شميط (شيء ما يحترق 1993) ورياض شيا (اللجاة 1995). إذن فان فترة التسعينيات قدمت لنا أربعة من المخرجين الجدد مع أفلامهم الأولى.. والفيلم الأول في حياة أي مخرج سينمائي هو الرئة التي يتنفس من خلالها إبداعه وأفكاره ورؤيته. وهو اللقاء الأول بينه وبين الجمهور، وهو التعبير الخاص والرؤية الإبداعية الشخصية المتميزة للمخرج.. ومن هنا أهمية قراءة هذه الأفلام. »الطحالب« فيلم »الطحالب« للمخرج ريمون بطرس يتمتع بقوة شاعرية وشجاعة في طرح موضوعات الساعة في إطار متحرر من قواعد السينما التجارية.. في حماه مسقط رأس المخرج وعلى ضفاف نهر العاصي وأنين النواعير حاول ريمون بطرس اعادة تفاصيل خاصة من ذاكرة المكان والبيئة، حيث المدينة مكسورة الأحلام والنهر الشاهد الدائم على الأحداث والنواعير التي تحول صوتها الى نغمة موسيقية تصب في الاجواء النفسية للشخصيات وتشكل معها موسيقى للروح البشرية المتألمة.. احداث الفيلم تسير عبر خط رئيسي يوحد مجموعة احداث تقدم بانوراما لحياة ومجتمع مدينة حماه.. يتمثل هذا الخط بسيرة (أبو أسعد) أيمن زيدان، الكاتب في محكمة الجنايات الذي يكون شاهدا على انكسار الاحلام وقسوة الواقع الذي يعيشه.. وشاهدا على احداث المحكمة، وشاهدا على تفكك الأسرة وهيمنة الجشع والاستهلاك والذي يتبدى في صراع إخوته حول قطعة الأرض التي ورثوها عن أبيهم. والجشع وخراب النفس البشرية الذي سيطر عليهم والذي أدى الى تطور الصراع بينهم لدرجة قتلهم لبعضهم. وأبو أسعد يعيش قصة حب مستحيل مع (عزيزة) كارمن لبس، التي زُوجت دون إرادتها لشخص لا تحبه وهرب ملاحَقا من الشرطة لجرائم ارتكبها.. أبو أسعد ككل الطيبين في هذا الزمن الطحلبي إنسان منكسر مسحوق بداخله.. يموت بأسى ولوعة، ولكننا نسمع في لحظات الفيلم الاخيرة دقات قلبه نابضة تسير مع مجرى النهر وتمتزج مع أنين النواعير مؤلفة سمفونية للقهر والعذاب ومشكلة الصوت الأخير للفيلم. »الترحال« ها هو العاصي الشاهد الأساسي مرة اخرى في فيلم ريمون بطرس الثاني (الترحال) الذي يعالج قصة (أبي فهد) الذي سافر من بلدته حماه الى صفد بقصد العمل الا انه انضم الى المجاهدين إبان احداث عام 1948، ليعود ويتفاجأ بأن شقيق زوجته قد زوج ابنته غصبا عنها، ويصطدم مع السلطة ومن ثم يتوارى عن الأنظار ويهرب الى لبنان، وتتصاعد أحداث العمل على خلفية الاحداث السياسية التي كانت تعصف بالمنطقة في تلك المرحلة. »صهيل الجهات« منذ اللقطة الاولى لفيلم (صهيل الجهات) نلاحظ عناية المخرج ماهر كدو ومدير تصويره جورج لطفي الخوري بالصورة السينمائية وبالكادر وزاوية التصوير والكاميرا التي تتحرك ببراعة.. واحتفاله الخاص بالمكان وشخوصه عبر لوحة فسيفسائية رسمت ملامح للطبيعة والبشر بأماكن عديدة من أقصى الشمال السوري الى أقصى غربه عبر حركة فتاة تبحث عن لصوص قتلوا والديها وسرقوا جيادهم واغتصبوها.. وتتعرض لمكابدات قاسية في رحلة طويلة تتعرف خلالها على شاب وتنشأ بينهما قصة حب ويرتبط مصيرهما معا في البحث عن حياة اكثر طمأنينة. وفي حركتها المحمومة بحثا عن اللصوص الذين يفقدون ملامحهم الخاصة ليرتفعوا الى التعميم الرمزي فيتماهوا مع من سرق الوطن والحلم تلتقي ببيئات مختلفة وبأناس عديدين.. تمر بمقبرة كبيرة حجمها باتساع المدينة احتاجت الكاميرا لدقائق عدة كي تلم بمساحاتها الشاسعة ثم تلتقي العشيرة البدوية وطقوسها، وشيخها الذي يبسط عليها حمايته ويتعامل معها بكل مشاعر الأبوة، لكنها تهرب من السكينة وقلبها يئن بصرخة الثأر، وكلما مرت بمكان ترى ان اللصوص قد رحلوا تاركين أثرا لهم.. حتى تصل الساحل حيث البحر الذي يبتلع كل شيء بين أمواجه وتبقى على أسئلتها عن اللصوص القتلة الذين غابوا مع الغبار.. وقبل ان ينتهي الفيلم تطل الفتاة المجروحة الباحثة عن ثأرها من فوق الجبل على العاصمة الكبيرة لتضيع صرخاتها مع صمت حجارتها الصماء.. »شيء ما يحترق« يأخذ فيلم »شيء ما يحترق) للمخرج غسان شميط شريحة اجتماعية خاصة جدا، لها تناقضاتها ومشاكلها، وهم نازحون تركوا ديارهم وأحلامهم هناك خلف الشريط حيث تقبع ذكرياتهم التي يتمسكون بها ويحنون إليها كل يوم، فالجولان هو صلب العمل. يأخذ الفيلم شريحة او مجموعة من أهل الجولان الذين شردوا عن ديارهم عام 1967 في ظروف قاسية واستقروا في مناطق ريف دمشق ثم يعود اليهم بعد 20 سنة. عندما شب طفلهم وأصبح الجولان صورة تعلق على الحائط، يعود إليهم ليرصد حياتهم من خلال الأمس لا متطلع الى المستقبل ماذا يجد.. لقد دب الشيب في الرؤوس ومضى العمر الى غير رجعة، وشب الطفل وانحرف عن الطريق.. وقسم كبير منهم يعيش واقعين: واقع الحياة اليومية التي يجب ان تعاش شئنا أم أبينا والواقع الذي يحلم بالعودة.. انه يتأمل بلدته التي تبعد عنه مسافة مئات الأمتار ولا يستطيع الوصول الى بيته الماثل أمام عينيه سوى بلحظات الحلم والتأمل.. فيقرر بناء بيت الحلم الذي يقع ثانية في مكان غير مناسب، ليضيع مرة ثانية الحلم الذي بني في غير وقته، وبمكان غير مناسب.. فيبقى هذا البطل يعيش على أمل يعتقد انه سيتحقق يوما ما. »اللجاة« تدور أحداث فيلم (اللجاة) للمخرج رياض شيا في مكان قاس موحش، وتبدو القسوة ليس فقط في الطبيعة، ولكن في تلك التقاليد والعادات والهواجس والتمائم والأدعية الغامضة التي تحاول فتاة في هذه القرية المنعزلة ان تحطمها فتجد نفسها وقد أصبحت ضحية لها.. اللجاة.. الأرض البازلتية القاحلة.. مكان تراجيدي ينطق برغبات وأشواق حيث الصراع القاسي الذي يصل ذروته بين ما تراكم عبر السنين من أنماط حياة وتشكيلة قيم ومشاعر مكرسة، وبين إرهاصات الجديد الاكثر توقا للانعتاق والذي شكل حالات تناقض وتناغم في آن معا مع ما روكم عبر السنين ويتمظهر هذا الصراع في شخصيتين رئيسيتين من شخصيات الفيلم، صياح الذيب وابنة أخيه المتوفى سلمى حيث تنمو علاقتهما ببعضهما وبالمحيط البشري والمكاني وتأخذ منحى تراجيديا متأتيا من حتمية تغلب التناقض في قيمهما وشخصيتهما على صلة القربى، بل والتعاطف الخفي أحيانا بينهما، هذا التناقض يؤدي حتما الى محاولة نفي الآخر.. ولكن النفي الذي يقوم به صياح لا يقود في النتيجة الى تكريس استمرارية الصراع الذي يأخذ طابعا سرمديا فالمحاولة التي تقوم بها سلمى بمساعدة حبيبها عبد الكريم للتخلص من سلطة الأب/ الرجل تكتسب أهميتها عبر تجسدها في مشاعر وأحاسيس شديدة البساطة والبداهة (الحرية الحب التوق الى حياة اكثر انسانية.. الخ).. وينطلق الخبر المفجع ليمزق صباح القرية ويكسر رتابة النفوس والأبواب التي تفتح وتغلق على الصمت، فيما سلمى تنطلق مع حلمها في كسر جدران الزمن نحو الدنيا الواسعة متجاهلة وقع الفضيحة التي يثيرها حب محرم وخوف المعلم العاشق الذي يطمئنه (حليم) الهارب والمتوحد كذئب في البراري بأمان مفقود لدى الشيخ (أبو نايف). وينتقل العاشقان، لكن تبقى ملاحقة لهم تلك الوحشة والعزلة والقهر، حيث الشرطة ويجرونها من بيت الشيخ أبو نايف متجاهلين كرامته وأعرافا قديمة للمجتمع بحماية الضيف.. لتنتهي الى مصيرها.. وينهي المخرج فيلمه كما بدأه بمأتم وجنازة.. محمد عبيدو (دمشق)



الاثنين، 29 سبتمبر 2025

عرض عالمي أول للفيلم الفلسطيني «نهاية» في مهرجان وارسو السينمائي

 


 في عرضه العالمي الأول ينافس الفيلم الفلسطيني القصير «نهاية» للمخرج ورد كيّال في مسابقة الأفلام القصيرة الدولية في مهرجان وارسو السينمائي.

وتمتد هذه الدورة من 10 إلى 19 الشهر المقبل.

تدور أحداث الفيلم في ليلة عاصفة، حيث يمشي رجل في شوارع حيفا الخالية، محاولًا إشعال سيجارته دون جدوى. يفشل مرارًا بسبب الرياح والمطر. بعد عدة محاولات، يقترب منه شخص غريب ويعرض عليه المساعدة. يطرح الفيلم النقد والمراجعة للناس خارج غزة عن العجز والتقصير بحق أهل غزة. وقد تم تصوير الفيلم بلقطة واحدة متواصلة، مما يمثل تحديًا تقنيًا وإبداعيًا كبيرًا.

في حديثه عن الفيلم قال كيّال: «بينما تستمر الإبادة الجماعية في غزة، يواصل فلسطينيو 48 حياتهم اليومية كالمعتاد. نمضي يومنا في العمل، مع الأصدقاء والعائلة، وفي العطلات. تسيطر السياسة الاستعمارية على عقولنا، وتخدرنا بالخضوع. هكذا يعمل الاستعمار: يفصلنا عن بعضنا البعض ويمحو شعورنا بالانتماء. يسيطر على عقولنا، ويفكك علاقتنا ببيئتنا، ويجعلنا جزءً من نظام الاحتلال دون أن ندري. كفلسطيني، أعتقد أن من مسؤوليتي انتقادنا كشعب على كيفية تعاملنا مع هذا الوضع، ولكن مع إدراك كامل أن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق الاحتلال».

الفيلم من تأليف وإخراج ورد كيّال، وبطولة الممثل الفلسطيني زياد بكري. وإنتاج دونا حوّا، وتصوير أشرف دواني، ومونتاج نور أبو كمال، وهندسة الصوت إلياس عبد المالك.

ورد كيّال مخرج سينمائي فلسطيني، عُرض فيلمه القصير الأول «حمزة: أطارد شبحًا يطاردني» لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ثم خاض جولة سينمائية في مختلفة المهرجانات العالمية. يكتب كيال حاليًا فيلمه الروائي الطويل الأول، ويعمل على فيلمه القصير الثالث.

السبت، 27 سبتمبر 2025

من عروض ايام بجاية السينمائية.. "بين أو بين"... حين يلتقي الخيال بالواقع على الحدود الجزائرية

 


محمد عبيدو

 

شهدت فعاليات مهرجان بجاية للسينما عرض فيلم "بين أو بين" للمخرج الجزائري محمد لخضر تاتي، وهو عمل درامي جريء يطرح معضلة بطله "سعد"، الممزق بين حبٍّ ضائع، والتزام سياسي، والبقاء في عالمٍ قاسٍ من الاتجار غير المشروع على الحدود الجزائرية التونسية.

ينسج الفيلم حبكته حول شخصية سعد زنير، الحالم بإخراج فيلم، لكنه يجد نفسه عالقًا في شبكة معقّدة من التهريب والبارونات الذين يتحكمون في مصائر الناس. تاتي ينجح في تصوير هذا العالم السفلي دون مبالغة أو تجميل، مبرزًا هشاشة الأبطال وحياتهم على حافة الخطر. وعلى الرغم من تصوير العمل في منطقة الأوراس بين باتنة وبسكرة، فإن هوية المكان تكاد تضيع لولا الموسيقى المحلية التي تعيد المشاهد إلى الجزائر.

عنوان الفيلم مستوحى من أغنية للمغني الشعبي عمر الزاهي، في إشارة رمزية إلى حالة التردد والانقسام التي يعيشها البطل. أما المخرج، فاستلهم القصة من احتكاكه المباشر بعالم المهربين، ليحوّل ما رآه إلى مادة فنية تتأرجح بين السرد الاجتماعي والأسطورة الرمزية.

من الناحية التمثيلية، يشكّل أداء سليم كشيوش في دور سعد نقطة قوة أساسية للفيلم، إذ يضفي على الشخصية كثافة مأساوية تجنّب العمل السقوط في الميلودراما. سليمان دازي يقدّم نقيضًا قويًا لشخصية سعد، بينما تضفي هناء منصور رصانة لافتة على حضورها. حتى الأدوار الثانوية التي أداها إيدير بن عيبوش –الحائز على جائزة سبتيموس لأفضل ممثل أفريقي لعام 2025– وعلى جبارة ومبروك فروجي، منحت الفيلم لمسات إنسانية عميقة.

النهاية المأساوية للعمل، حيث يجرّ سوء حظ البطل الخراب على أصدقائه بعد تورطه في تجارة الأسلحة، تؤكد انحياز المخرج إلى الواقعية القاسية. في النقاش الذي أعقب العرض، أوضح محمد لخضر تاتي أن اختياره للخيال الروائي جاء بعد تردّد بين الوثائقي والروائي، ليقول: "أردتُ أن أُظهر ليس فقط واقعهم، بل أيضًا الخيال الجماعي الذي يحيط بهم."

بهذه الرؤية، يرسّخ تاتي موقعه كصوت سينمائي جزائري يحاول استكشاف الهوامش الاجتماعية والسياسية، وإعطائها بعدًا شعريًا وإنسانيًا، جامعًا بين صرامة الوثائقي وحرية الخيال السينمائي.





جينيفر لورنس: ما يحصل في غزة إبادة جماعية


 

ندّدت الممثّلة الأميركية جينيفر لورنس (1990)، اليوم الجمعة، بـ"الإبادة الجماعية... غير المقبولة" التي ترتكب في غزة، منتقدةً السياسة الأميركية على افتقارها إلى "الاستقامة"، خلال مهرجان الفيلم الدولي في سان سيباستيان في إسبانيا. وردّاً على سؤال حول الوضع في قطاع غزة خلال مؤتمر صحافي، قالت الممثّلة والمنتجة التي كرّمها المهرجان بالجائزة الفخرية الكبرى: "ما يحصل هو بكلّ بساطة إبادة جماعية، وهذا غير مقبول". تابعت: "أنا قلقة كثيراً على أولادي، على أولادنا جميعاً".

صرّحت الممثلة الأميركية: "ما يحزنني بشدّة هو أن قلّة الاحترام والخطاب الحالي في السياسة الأميركية سيصبحان من الأنماط السائدة بالنسبة إليهم، وأنا أعني الشباب الذين يصوّتون اليوم في الثامنة عشرة من عمرهم". أضافت من دون ذكر أسماء: "سيصبح من العادي بالنسبة إليهم أن تفتقر السياسة إلى أبسط مقوّمات الاستقامة. فالسياسيون يكذبون، وما من تعاطف، ولا بدّ من التذكّر أنه عندما تتجاهلون ما يحصل في أحد أصقاع العالم، لن يستغرق الأمر وقتاً طويلاً قبل أن يحصل ذلك عندكم".

وأسفت لورنس، الحائزة أوسكار أفضل ممثّلة عام 2013 عن دورها في فيلم "سيلفر لاينينغز بلايبوك" (Silver Linings Playbook)، لأن تصريحاتها أو تلك الصادرة عن زملائها بشأن المستجدّات لا تساهم سوى في "تأجيج الوضع"، في حين ينبغي أن ينكبّ "المسؤولون المنتخبون" على حلّ المسائل المطروحة.

واختارت إدارة الدورة الثالثة والسبعين من مهرجان سان سيباستيان تكريم جينيفر لورنس بجائزة دونوستيا وعرض الفيلم الذي أنتجته بالتعاون مع مارتين سكورسيزي "داي، ماي لاف" (Die, My Love) حول الأمومة.


الجمعة، 26 سبتمبر 2025

شراكة سينمائية بين مهرجان القاهرة والاتحاد الأوروبي

 


وقع الفنان المصري حسين فهمي - رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والدكتور ماورينزيو جويرا - رئيس المركز الثقافي الإيطالي في القاهرة، بصفته منسق البرنامج البرنامج الأوروبي المصري لشؤون الثقافة اتفاقية شراكة رفيعة المستوى، مع اتحاد المعاهد الثقافية الوطنية الأوروبية.

الإتفاقية تقضي بتنظيم ورشة مكثفة مدتها 5 أيام ضمن نشاط "أيام القاهرة للصناعة"، بإشراف خبراء أوروبيين ومشاركة عشرة من صُناع الأفلام من الشباب المصري وفدوا من المحافظات المهمّشة بغية تطوير مهاراتهم وصقل قدراتهم الإبداعية.

وفي هذه المناسبة قال الفنان فهمي: "يسعدنا أن نواصل مسيرتنا في دعم صنّاع السينما الشباب وتعزيز انخراطهم مع خبرات دولية وتجارب متنوعة عبر التعاون مع الإتحاد الأوروبي وشركائنا من المؤسسات الثقافية الأوروبية، ونحن نؤمن بأنّ تنمية المواهب وبناء جسور التواصل المعرفي والفني أساسيان لتطوير صناعة السينما المصرية وترسيخ حضورها على الساحة العالمية".

فيلم لمؤسسات إعلامية كبرى يطالب بدخول الصحافيين إلى غزة




أطلقت هيئة البث البريطانية "بي بي سي" وثلاث وكالات أنباء دولية فيلماً قصيراً يدعو إسرائيل إلى عدم منع الصحافيين الأجانب من دخول غزة. الفيلم أطلقته "بي بي سي" و"فرانس برس" و"أسوشييتد برس" و"رويترز"، وهو بصوت الصحافي المخضرم في الهيئة البريطانية، ديفيد ديمبلبي، الذي يقول: "يجب الآن السماح للصحافيين الدوليين بدخول غزة لتقاسم العبء مع الصحافيين الفلسطينيين هناك، حتى نتمكن جميعاً من نقل الحقائق للعالم".

وعُرض الفيلم لأول مرة في نيويورك، مساء أمس الأربعاء، ضمن فعالية تستضيفها لجنة حماية الصحافيين، بالتزامن مع الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويعرض الفيلم لقطات لأحداث تاريخية وفظائع التقطها الصحافيون. وتشمل هذه اللقطات مشاهد من إنزال نورماندي خلال الحرب العالمية الثانية، وحرب فيتنام، ومجاعة إثيوبيا عام 1984، واحتجاجات ميدان تيانانمن في الصين، والإبادة الجماعية في رواندا، وأزمة اللاجئين السوريين، والحرب في أوكرانيا.

ويعلّق ديمبلبي في الفيلم: "في أوكرانيا، يخاطر الصحافيون من جميع أنحاء العالم بحياتهم يومياً لتغطية معاناة الناس، لكن عندما يتعلق الأمر بغزة، تقع مهمة التغطية الإعلامية على عاتق الصحافيين الفلسطينيين وحدهم، الذين يدفعون ثمناً باهظاً، مما يترك شهوداً أقل". ونقلت "بي بي سي" عن الرئيسة التنفيذية لـ"بي بي سي نيوز"، ديبورا تورنيس، أن "حرباً تدور في غزة، لكن الصحافيين الدوليين ممنوعون من الدخول. يجب أن يُسمَح لنا الآن بدخول غزة. للعمل جنباً إلى جنب مع الصحافيين المحليين، لنتمكن جميعاً من نقل الحقائق للعالم".

مُنع الصحافيون الأجانب من دخول غزة منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة عام 2023، التي خلّفت حتى اليوم الخميس 65 ألفاً و502 شهيد، و167 ألفاً و376 مصاباً، و251 شهيداً صحافياً. هذا بينما يطارد الاحتلال المزيد من صحافيي غزة بالقتل، فيما يعانون ما يعانيه أهاليهم من التجويع والتهجير وقطع الإنترنت والاتصالات.

38 سنة بعد رحيله, الممثل حسن الحسني لا يزال مصدر إلهام للمواهب الشابة

 


لا يزال الفنان الكوميدي حسن الحسني (25 سبتمبر 1987) حتى بعد مرور 38 سنة من رحيله, يلهم المواهب الشابة, ويظل طيفه حاضرا على الساحة المسرحية الجزائرية من خلال المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي المنظم سنويا تكريما لمسيرته الفنية المتألقة.

وقال محافظ المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي, سعيد بن زرقة, عشية ذكرى رحيل حسن الحسني, واسمه الحقيقي حسن بن الشيخ , المعروف باسم "بوبقرة", أن هذا الفنان قد أضحك أجيالا كاملة من معجبيه, ولا يزال يلهم الجيل الجديد من الممثلين الذين يسعون من اجل حمل المشعل و تتبع خطواته.

وأضاف أن "طيف بوبقرة لا يزال حاضرا, و يشكل أسلوبه ورصيده الفني مصدر إلهام للمسرحيين الذين اختاروا المسرح الفكاهي الذي برع فيه الراحل حسن الحسني".

كما لا يزال عشاق الفن الرابع والمولعون بالمسرح الفكاهي يحتفظون في ذاكرتهم بصورة هذا الممثل المتميز, عبر تجسيده شخصية الفلاح الساذج الذي تبناه الوسط الفني بتفوق, ثم الجمهور الواسع, ما منحه "شعبية لم يحظ بها معاصروه", كما أضاف المحافظ.

من جهته, أكد الكاتب المسرحي والممثل حميد بركات أن اسم حسن الحسني "خالد في ذاكرة الجزائريين ويمثل أحد أعمدة الفن الرابع", مذكرا بأن "بوبقرة كان مناضلا من أجل القضية الوطنية قبل أن يكون فنانا".

وقال حميد بركات أن "الإدارة الاستعمارية حاولت إسكات صوت هذا الفنان بإدخاله السجن, غير أن وجوده في الزنزانة ساهم في صقل شخصيته ودفعه إلى استعمال الفن في النضال ضد الاحتلال", لافتا إلى أن "بوبقرة كان موهوبا ومبدعا في تقمص الشخصيات وله بصمته الخاصة به" ولذلك فهو "مصدر إلهام لا ينضب للممثلين الشباب".

ولد حسن الحسني في 21 أبريل 1916 ببوغار, جنوب شرق المدية, وتابع دراسته بمسقط رأسه أين تحصل على شهادة التعليم الابتدائي.

وقبل إلتحاقه بعالم الفن, امتهن الحلاقة بقصر البوخاري ثم بالبرواقية , قبل أن توكل له مهمة تسيير قاعة السينما "ريكس" بمدينة البرواقية.

في سنة 1940, قرر عميد المسرح الجزائري محي الدين بشطارزي, أثناء جولة لفرقته المسرحية بالمنطقة, أن يضم حسن الحسني إلى فرقته. وكانت أولى مسرحياته "أحلام حسن" في سنة 1945, و هي عرض هزلي اجتماعي يندد بالاستعمار, ما أدى إلى دخوله إلى السجن لعدة أشهر استغلها في إعداد عروض هزلية (سكاتشات) كان يقدمها داخل السجن.

وبعد خروجه من السجن, استقر حسن الحسني بالقصبة بالجزائر العاصمة, أين اشتغل مجددا كحلاق, دون التخلي عن شغفه الأول: المسرح.

وقد اخترع بحسن الحسني شخصية "نعينع" في مسرحية الحرية, التي أعيد عرضها عام 1950 تحت عنوان "المؤامرة", قبل أن ينتج أحد أشهر عروضه "تي قول أو تي قول با" (تقول أو لا تقول), ليلتحق بالتلفزيون سنة 1953, حيث شارك تحت إشراف مصطفى بديع في عرض "المتابعة", كما إلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني لدى اندلاع حرب التحرير الوطنية.

وبعد الاستقلال, انضم الفنان الى فرقة المسرح الوطني الجزائري, وتخلى عن شخصية "نعينع" ليعتمد اسمه الفني الجديد "بوبقرة", الذي ساهم كثيرا في شهرته.

كما أسس لاحقا فرقة "الفصول الأربعة" التي جابت مختلف مناطق الوطن على مدار عقد من الزمن, قبل أن يتم حلها بعد انتخابه نائبا بالمجلس الشعبي الوطني سنة 1976.

وعقب هذه النجاحات المسرحية, خاض حسن الحسني تجربة السينما بتقمص عدة أدوار بارزة وصل بفضلها إلى قمة سلم المجد, من بينها "ريح الأوراس" (1966) و "حسن طيرو" (1968) لمحمد لخضر حمينة 1969 و"زاد" لكوستا غافراس و "الاعترافات الحلوة" (1971) لإدوارد مولينارو و"سنعود" (1972) لمحمد سليم رياض و"عطلة المفتش الطاهر" (1973) لموسى حداد.

كما شارك أيضا في أفلام "وقائع سنوات الجمر" (1975) لمحمد لخضر حمينة و "المقتلعين" (1976) للامين مرباح و "امرأة لابني" (1982) لعلي غانم و "سنوات التويست المجنونة" (1983) لمحمود زموري و"أبواب الصمت" (1987) لعمار العسكري.

وبعد مرضه, ابتعد حسن الحسني عن استيديوهات السينما نهائيا, و وافته المنية يوم الجمعة 25 سبتمبر 1987 عن عمر ناهز 74 عاما.

و تكريما لمسيرته الفنية الطويلة واللامعة, ينظم سنويا المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي بولاية المدية الذي يستقطب في كل طبعة أسماء مسرحية مرموقة, كما يجذب العديد من الممثلين الشباب الطموحين.

ويعتبر السيد سعيد بن زرقة, أن تنظيم هذا المهرجان "دليل على الاحترام الكبير الذي لازال يحظى به هذا الفنان الذي كرس أكثر من 40 سنة من حياته للمسرح والسينما, وهو بمثابة تحية لصديق أهالي الأرياف الوفي".

الأربعاء، 24 سبتمبر 2025

7 أفلام وثائقية من غزة في الدورة الثامنة لـ «الجونة السينمائي»



 أعلن مهرجان الجونة السينمائى عن عودة برنامج "نافذة على فلسطين" للعام الثالث على التوالى، ضمن فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان، التي ستقام فى الفترة من 16 إلى 24 أكتوبرالمقبل 2025، حيث تتضمن اختيارات هذا العام عرضاً خاصاً لسبعة أفلام وثائقية قصيرة من مبادرة "من المسافة صفر وأقرب"، عن حياة الناس فى غزة، فى ظل ما يتعرضون له من انتهاكات مستمرة.

 برنامج "نافذة على فلسطين" تم اطلاقه لأول مرة عام 2023، وأصبح منذ ذلك الحين ركيزة أساسية فى مهرجان الجونة السينمائى إذ يوفر منصة لإبراز الأصوات الفلسطينية، ويؤكد استمرار البرنامج للعام الثالث على التوالى التزام مهرجان الجونة بدعم السينما الفلسطينية وضمان وصول هذه القصص إلى جمهور عالمى.

 أُنتجت الأفلام السبعة المقرر عرضها فى الدورة الثامنة، من خلال "صندوق مشهراوى للأفلام وصناع السينما فى غزة" بالتعاون مع شركة "كورجين برودكشن" (فرنسا)، وتقرر عرض هذه الأفلام باللغة العربية مع ترجمة إلى الإنجليزية.

 مبادرة أفلام "من المسافة صفر" أُطلقت بهدف تمكين صُنّاع السينما في غزة من مشاركة رواياتهم من خلال الفن. وتركز المبادرة على تفاصيل الحياة اليومية لسكان قطاع غزة، وقد طافت المجموعة الأولى من الأفلام عددًا كبيرًا من المهرجانات الدولية، ونسعد في مهرجان الجونة بعرض المجموعة الثانية تحت مسمى "من المسافة صفر وأقرب".

 الأفلام السبعة المقرر عرضها ضمن البرنامج هى: 

1 ـ ألوان تحت السماء (ريما محمود)

فنانة شابة نزحت بسبب الحرب، تواجه تحديًا هائلًا في تأليف وغناء وتسجيل أغنيتها الجديدة وسط الدمار.

2 ـ أحلام فرح وزهرة (مصطفى النبيه)

في غزة المحاصرة، تتمسك فتاتان صغيرتان بأحلامهما—إحداهما بالألوان والأخرى بصوتها—كفعل مقاومة صغيرة أمام حرب تسلب الأرواح والآمال.

3 ـ غزة إلى الأوسكار (علاء دمو)

يخاطر صناع السينما في غزة بحياتهم للحفاظ على قصص شعبهم، محولين الواقع القاسي إلى سينما قادرة على بلوغ الأوسكار.

4 ـ حسن (محمد الشريف)

في مواجهة الجوع، يحاول مراهق فلسطيني الحصول على كيس دقيق، ليجد نفسه معتقلًا ويخوض رحلة قاسية استمرت 15 شهرًا من شمال غزة إلى جنوبها.

5 ـ حكايات غير مكتملة (نضال دمو)

مخرج يتنقل بين قصص غير مكتملة، حتى تقطع الحرب رحلته وتحوّل حياته الشخصية إلى الحكاية الأخيرة.

6 ـ أحلام صغيرة جدا (اعتماد وشاح)

نساء في مخيمات اللاجئين في غزة يكافحن للحفاظ على كرامتهن وصحتهن وسط ظروف غير إنسانية، حيث يصبح أبسط احتياج معركة يومية من أجل البقاء.

7 ـ الأمنية (أوس البنا)

يستخدم مخرج مسرحى الفن لمساعدة الآخرين، محولاً جراحهم إلى عرض مسرحي من أجل الشفاء والتمكين بعد أن فقد كل شيء خلال الحرب.

 عن أهمية "نافذة على فلسطين" قالت ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان: "التزامنا ببرنامج 'نافذة على فلسطين' ليس مجرد خيار برامجى، بل هو جزء أساسي من رسالتنا كمهرجان في المنطقة، للسينما قوة عميقة في التوثيق والشفاء، ومن واجبنا أن نوفر مساحة للعالم كي يشهد على الصمود والإبداع الاستثنائي للشعب الفلسطينى، هذا البرنامج يثبت أن الفن والقصص الإنسانية قادران على الاستمرار حتى في أحلك اللحظات".

 وعلق المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوي، صاحب فكرة المبادرة ومنتج الأفلام المختارة: "حينما خذلنا العالم، كانت السينما هي منقذنا الوحيد"، وأضاف "تمكن هؤلاء المخرجون الشباب، رغم ظروف غير محتملة، من التقاط جوهر إنسانيتهم، وأحلامهم، وآلامهم، وصمودهم... إنه لشرف أن تحظى هذه الأفلام بعرضها العالمي الأول في مهرجان الجونة السينمائي، وهو منصة تدرك قوة السينما في الربط والإلهام والتأثير. نحن لا نعرض أفلامًا فقط؛ نحن نثبت أنه لا يمكن لأحد احتلال السينما".


الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025

وفاة ايقونة السينما كلوديا كاردينالي

 


غيّب الموت الثلاثاء عملاقة سينما ستينيات القرن الـ20 الممثلة الفرنسية الإيطالية كلوديا كاردينالي التي رحلت "عن 87 عاما محاطةً بأبنائها" في مقر إقامتها في نيمور بضواحي باريس، على ما أفاد مدير أعمالها وكالة "فرانس برس".

وأدّت كاردينالي المولودة في تونس أدوارا في أفلام لعدد من أبرز المخرجين مثل لوكينو فيسكونتي وفيديريكو فيليني وريتشارد بروكس وهنري فيرنوي وسيرجيو ليوني.

وكلوديا هي ممثلة سينمائية تونسية المنشأ إيطالية الأصل، ظهرت في معظم الأفلام الأوروبية التي لاقت حماسًا شديدًا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، خصوصا الإيطالية والفرنسية، كما أنها ظهرت أيضًا في العديد من الأفلام الإنجليزية.

ولدت كلوديا كاردينالي في 15 أبريل 1938.

ترعرعت في مدينة حلق الوادي في الضاحية الشمالية لتونس العاصمة، وفازت في مسابقة "أجمل فتاة إيطالية في تونس" عام 1957. وكانت الجائزة رحلة إلى إيطاليا سرعان ما قادت إلى عقود أفلام، وذلك بفضل تدخل فرانكو كريستالدي الذي كان بمثابة مستشارها الناصح لسنوات ثم تزوجها فيما بعد.

وبعد الظهور الأول لكردينالي في دور ثانوي مع عمر الشريف في فيلم جحا (سنة 1963) أصبحت واحدة من أشهر الممثلات في إيطاليا.



 بالإضافة إلى أدوارها في أفلام مثل فيلم روكو وإخوته سنة1960، وفيلم الفتاة ذات الحقيبة سنة 1961، وفيلم الفهد عام 1963، وفيلم الخرطوشة سنة وفيلم ثمانية ونصف لفيديريكو فليني (سنة 1963).



  ومنذ عام 1963، أصبحت كلاوديا أشهر الممثلات في الولايات المتحدة وبريطانيا عقب دورها في فيلم النمر الوردي أمام ديفيد نيفن. ولعدة سنوات ظهرت في أفلام هوليوود مثل فيلم معصوب العينين (عام 1965) أمام روك هودسون، وفيلم مأمورية مفقودة (عام 1966)، وفيلم المحترفون (عام 1966) وفيلم الجحيم مع الأبطال (عام 1966، وفيلم الملحمة الغربية لسيرجيو ليوني حدث ذات مرة في الغرب (عام 1968)، وهو إنتاج أمريكي إيطالي مشترك. وقد أثنى الكثيرون على دور البغية السابقة الذي قدمته أمام جيسون روباردس وتشارلز برونسون وهنري فوندا. عادت كلاوديا إلى السينما الإيطالية والفرنسية، لشعورها بالملل من صناعة السينما بهوليوود ولعدم رغبتها في أن تصبح «كليشيه»، وحازت جائزة ديفيد دي دانتيلو لأفضل ممثلة عن أدوارها في فيلم يوم البومة (عام 1968) وكبغية مع ألبرتو سوردي في فيلم فتاة في أستراليا (1971). وفي عام 1974، إلتقت كلاوديا المخرج باسكال سكويتيري (، الذي أصبح زوجها فيما بعد، وكثيرًا ما ظهرت في أفلامه بما في ذلك فيلم (I guappi) (عام 1974)، وفيلم كورليوني (1978) وفيلم كلاريتا (1984)، وقد حازت عن الفيلم الأخير جائزة ناسترو دي أرجينتو لأفضل ممثلة. وفي عام 1982، لعبت دور عشيقة كلايوس كينسكي في فيلم (Fitzcarraldo) لفرنر هرتزوغ التي جمعت الأموال لشراء سفينة في أمريكا الجنوبية. وفي عام 2010، نالت كلاوديا جائزة أفضل ممثلة في مهرجان البرتقالة الذهبية للأفلام العالمية في أنطاليا في دورته ال 47 عن دور مُسِنة إيطالية تستضيف طالب تركي شاب جاء إلى إيطاليا ضمن برنامج التبادل الطلابي في فيلم سينيورا انريكا.



بدأت كاردينالي مسيرتها في تونس، وانتهت هناك كذلك عندما مثّلت أحد الأدوار الرئيسية في فيلم «جزيرة الغفران» (2022) للمخرج رضا الباهي.

حضرت مهرجان السينما الدولي للفيلم العربي في وهران بالجزائر عام 2015، معبرة عن سعادتها بزيارة المدينة واعتبرتها اكتشافاً جديداً في مسيرتها المتوسطية، حيث استقبلت ترحيباً كبيراً.








قدّمت نحو 108 أفلام، وحقّقت نحو 20 ظهوراً تلفزيونيأً، ونالت عدداً بارزاً من الجوائز... على سبيل المثال، حظيت بجائزة «غولدن غلوبز» لـ«أفضل ممثلة» عن دورها في فيلم «كلاريتا» (1984)، وعنه أيضاً نالت جائزة خاصة من «مهرجان ڤينيسيا». كما نالت جائزة «ديڤيد دي دوناتيللو» الإيطالية السنوية 4 مرّات بين 1972 و1997.

واحتُفي بها في دورة عام 2011 من «مهرجان لوكارنو» السويسري، وقبل ذلك نالت جائزة «مهرجان مونتريال» الخاصّة عن مجمل أعمالها عام 1992، وبعدها بعام احتفى بها «مهرجان ڤينيسيا» ومنحها جائزة تقدير عن مجمل أعمالها، وهي التي سبق أن نالت في المهرجان نفسه جائزة «أفضل ممثلة» عن دورها في «كلاريتا» (1984).

لم تكتف كلوديا كاردينالي بلقب "النجمة"، بل حملت قضايا إنسانية على عاتقها. عملت سفيرة للنوايا الحسنة لدى اليونسكو، ودعمت قضايا محاربة الإيدز والاعتداءات على النساء وحماية البيئة. كما أسست عام 2023 مؤسسة تحمل اسمها لدعم المواهب الفنية الشابة.



الأحد، 21 سبتمبر 2025

مهرجان سان سباستيان السينمائي ينطلق باحتجاجات مناهضة لإسرائيل

 


انطلق مهرجان سان سباستيان السينمائي الدولي، أبرز حدث سينمائي في إسبانيا، باحتجاجات ضد إسرائيل بسبب ارتكابها إبادة جماعية في غزة.

ففي افتتاح الدورة الـ73 للمهرجان، الجمعة، خرج مئات الأشخاص حاملين الأعلام الفلسطينية للتنديد بإسرائيل.

كما صعد الممثل الإسباني إدوارد فرنانديز، الحاصل على "جائزة السينما الوطنية"، إلى خشبة المسرح مرتديا الكوفية الفلسطينية.

وخلال كلمته، وجّه فرنانديز، انتقاداً شديداً لإسرائيل قائلاً: "رغم صعوبة التعبير بالكلمات، إلا أن ما يحدث في غزة هو وحشية كاملة. أي إنسان لا يُصدم من الإبادة في غزة يعاني مشكلة في إنسانيته. إنها جريمة، كارثة عصرنا، ولا نستطيع إلا أن نقول ذلك حفاظاً على كرامتنا الإنسانية".

وأضاف: لا أحد يعرف إلى أي مدى ستطول "قائمة الأطفال الذين قُتلوا على يد إسرائيل".

وأكد الممثل الإسباني على أنه لا توجد كلمات تكفي لوصف المأساة في غزة.

وأردف: "السماح للأطفال بالموت جوعاً جريمة، سواء أطلقتم عليها اسم إبادة جماعية أم لا. إنهم يريدون قتل الجميع بأبشع الطرق وأكثرها وحشية".

وبعد تقديم لجنة تحكيم الدورة وفيلم الافتتاح «27 ليلة» للمخرج الأوروغوياني دانييل إيندلر، تم تخصيص فقرتين أساسيتين لتكريم مسارين سينمائيين إسبانيين قدما الكثير للمشهد الفني.



ضمن فقرة «بريميو دونوستيا»، تم تتويج المنتجة إيستير غارثيا بالجائزة تكريمًا لمسارها السينمائي الممتد لأزيد من أربعين سنة، ولما أسدته من خدمات في قطاع الإنتاج السينمائي الإسباني، والذي ابتدأ بشكل احترافي بعد انضمامها سنة 1986 لشركة الإنتاج «إلديسييو» التي أنشأها الأخوان ألمودوفار. واختار المهرجان أن يكرم الممثلة الإسبانية والرئيسة السابقة لأكاديمية الفنون والعلوم السينمائية، ماريا باريديس، بأن تتصدر صورتها الملصق الرسمي للدورة، ثم تخصيص فقرة خاصة لها أثناء حفل الافتتاح.

تستضيف الدورة الثالثة والسبعون من المهرجان الذي يستمر حتى 27 سبتمبر/أيلول المقبل، مجموعة من النجوم العالميين، في مقدّمتهم أنجلينا جولي وجنيفر لورنس وكولين فاريل ولوي غاريل، وتحظى الأفلام الأرجنتينية والإسبانية بحضور وازن في هذه النسخة.

وأعلن المنظمون الخميس أن أنجلينا جولي “ستحضر مهرجان سان سيباستيان للمرة الأولى، برفقة الممثل الفرنسي لوي غاريل ومواطنته غارانس ماريلييه” لمواكبة عرض فيلم “كوتور” للمخرجة الفرنسية أليس وينوكور، الساعي إلى الفوز بجائزة كونتشا دي أورو، أرفع المكافآت في سان سيباستيان.

وتدور أحداث “كوتور” خلال أسبوع الموضة في باريس، ويجمع أربع نساء يعشن تحولا في حياتهن، من بينهن ماكسين التي تُجسّدها أنجلينا جولي.

وماكسين مخرجة أميركية في طور الطلاق، تكتشف أنها مريضة وتبدأ علاقة غرامية مع رجل يتعاون معها مهنيا، يؤدي دوره الممثل الفرنسي لوي غاريل.

وسبق لأنجلينا جولي البالغة 50 عاما، والحائزة جائزة أوسكار عام 1999 لأفضل ممثلة مساندة عن دورها في فيلم “غيرل، إنتيرابتد”، أن عاشت تجربة قريبة من تلك التي تمر بها شخصيتها في “كوتور”. ففي عام 2013 خضعت لعملية استئصال الثديين، تلتها بعد عامين عملية جراحية لإزالة المبيضين وقناتي فالوب للحد من الخطر المرتفع لأسباب وراثية لإصابتها بالسرطان الذي أودى بحياة والدتها وأفراد آخرين من عائلتها.



كذلك يحضر المهرجان كولين فاريل وجولييت بينوش التي يُعرَض من خارج المسابقة أول فيلم من إخراجها بعنوان “إن – آي إن موشن”، وهو شريط وثائقي عن جولة مسرحية لها عام 2007 . ولم يفت جولييت بينوش أن تندد بالمجازر التي تتعرض لها غزة، قائلة: «أود أن أعرب عن دعمي لمن يحلمون بإنهاء المجازر في فلسطين والألم والقسوة»..



وستُمنح إحدى جوائز دونوستيا الفخرية للممثلة الأميركية جنيفر لورنس الحائزة جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم “هابينس ثيرابي”، وستكون النجمة موجودة في المدينة الباسكية في 26 سبتمبر.

واستُحدِثَت جائزة دونوستيا عام 1986، وسبق أن نالها على سبيل المثال لا الحصر كلّ من غريغوري بيك ولورين باكال وبيتي ديفيس وآل باتشينو وكيت بلانشيت وبينوش نفسها.

وأُدرِج 17 فيلما في المسابقة الرسمية، على أن تتولى إعلان الفائزين السبت 27 سبتمبر الجاري لجنة التحكيم برئاسة المخرج الإسباني ج. أ. بايونا.


السبت، 20 سبتمبر 2025

وثائقي للمخرجة اللبنانية جود شهاب “قاف”.. قصص ثلاثة أجيال في جماعة دينية

 


محمد عبيدو

قصص مختلفة لثلاثة أجيال داخل جماعة “القبيسيات”، وهي طائفة دينية محصورة على النساء، تشكلت في سوريا وانتقلت إلى دول عربة أخرى منها لبنان، رصدتها المخرجة اللبنانية “جود شهاب” في فيلمها الوثائقي الجديد “ق” الذي عُرض ضمن فعاليات مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بمهرجان وهران، وركز على حياة الجدة والابنة والحفيدة التي انخرطت في الجماعة لسنوات قبل أن تلفظ منها. وقد استمر تصوير الفيلم 5 سنوات .

عبر رصد يحمل طابعا ذاتيا وبحث عن أجوبة تقلقها تحقق جود شهاب في انضمام ثلاثة أجيال من سيدات عائلة شهاب الأم هبة والجدة والابنة جود إلى هذه الطائفة دينية المحصورة على النساء، من دون التطرق إليهم بشكل مباشر، فقط بوضع الحرف الأول من اسمهم بالعنوان، مما أثر على العائلة تأثيراً كبيراً لسنوات طويلة..

جود كانت حاضرة في أحداث الفيلم محاورة لوالدتها وجدتها ولوالدها الذي ارتبط بوالدتها قبل أكثر من ثلاثة عقود عادوا من الولايات المتحدة إلى لبنان، تحاول فك ألغاز عائلتها، فتواجهها ببعض الحقائق.

تمضي الأحداث، عبر 93 دقيقة، مع قصص مروية، وفلاش باك مصور للأم، وهي تؤدي دورا في مسرحية بأمريكا، قبل تعلقها بـ “الانسة” المسيطرة على جماعة القبيسيات، وتحجبها وانضمامها إلى عملهم الدعوي.


تبدأ هبة والدة المخرجة كلامها بغصة بسبب إقصائها وإبعادها عن الجماعة، بعد أن أمضت عمرها معهم. ومع مشاركة الأسرار بشكل أوسع تصبح الأم والجدة مرتاحتين أمام الكاميرا، فتسردان تفاصيل أكثر بوحا. كما تظهر أحاديث بين الأم والأب أفكارهما الحقيقية حول ماضي هبة مع المجموعة. وتعود المخرجة إلى صور فيديوقديمة تظهر والدتها هبة على المسرح.


يصور الفيلم التأثير الديني الغامض على عائلة جود شهاب، والعلاقات والعواقب الخفية للولاء. بين الحب المعاناة والتفاني الذي يسلب المرء عمره وإرادته، تكون هبة صادقة في حبها للجماعة، رغم تأثير هذا الحب على حياتها اليومية. ومع عودتها لأوراق تحمل تفاصيل يومياتها والتوجيهات التي تملى عليهم أثناء لقاءات الجماعة التي كانت تستمر ساعات يوميا .

كاميرا المخرجة جريئة، واضحة، وشفافة، وهي تشكل فلمها بين الحوارات الحميمية والمواد المصوّرة في مختلف المناسبات العائلية، لتخلق مع المونتاج السلس سردية قوية، متمكنة من لغتها السينمائية، فتكشف عن القوى الشعورية الخفية التي جمعت قلوب تلك النسوة على عشق متيْم لجماعة دينية، بما يحمله هذا العشق على حياتهن من سلبيات وأيجابيات.

جود شهاب مخرجة أفلام تقيم بين نيويورك وبيروت. جذبتها اهتماماتها السينمائية إلى استكشاف المعالم الباطنية والروحانية، طورت أسلوبها التصويري الشخصي تحت إشراف المجموعة الطلابية التي تخرجت من معهد عباس كياروستامي، عملت مديرة تصوير دولية في أفلام في كل من الصومال والسودان وباكستان، وكانت مسؤولة عن برنامج أهلاً سمسم على قناة شارع سمسم للاجئين السوريين…

نقلا عن " سينمانا " مجلة مهرجان وهران

الخميس، 18 سبتمبر 2025

إسرائيل توقف تمويل جوائز "أوفير" بعد تتويج فيلم "مؤيد للفلسطينيين"

 



أعلن وزير الثقافة في دولة الاحتلال الإسرائيلي ميكي زوهار، الأربعاء، تجميد تمويل حفل توزيع جوائز أوفير (Ophir Awards)، الملقّبة بـ"الأوسكار الإسرائيلية"، وذلك عقب فوز فيلم "هايام" (البحر) بجائزة أفضل فيلم روائي، واصفاً إياه بأنه "مؤيد للفلسطينيين". وبهذا الفوز، يُصبح الفيلم الذي أخرجه شاي كارميلي بولاك، وهو مخرج وثائقي يخوض تجربته الأولى في الأفلام الروائية الطويلة، مُرشحاً إسرائيلياً لجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية لعام 2026.

وجاء في بيان زوهار: "بعد فوز فيلم هايام (البحر) المؤيد للفلسطينيين، والذي يُشوّه صورة جنودنا الأبطال وهم يقاتلون لحمايتنا، بجائزة أفضل فيلم في حفل توزيع جوائز أوفير المشين لعام 2025، قررتُ وقف تمويل الحفل بأموال المواطنين الإسرائيليين". وأضاف: "اعتباراً من ميزانية 2026، لن يُموَّل هذا الحفل البائس من أموال دافعي الضرائب". ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان زوهار يمتلك السلطة القانونية لحرمان الجوائز التمويل، بحسب وسائل إعلام محلية.

كذلك فاز نجوم فيلم "البحر" بجوائز رئيسية أخرى، من بينها جائزة أفضل ممثل التي ذهبت إلى الطفل محمد غزاوي، البالغ من العمر 13 عاماً، ليصبح أصغر فائز على الإطلاق. ويؤدي غزاوي في الفيلم دور "خالد" البالغ 12 عاماً، والذي يمنعه جيش الاحتلال الإسرائيلي (IDF) خلال رحلة مدرسية للبحر من الدخول إلى تل أبيب لكونه فلسطينياً. فيتسلل الطفل لاحقاً في محاولة منه للوصول إلى البحر لمشاهدته للمرة الأولى في حياته، بينما يبحث عنه والده العامل غير الموثّق داخل إسرائيل.

وخلال حفل الجوائز، قال منتج الفيلم باهر قبّاريّة إن الفيلم يتناول "حق كل طفل في العيش بسلام، وهو حق أساسي لن نتخلى عنه". وشهد الحفل حضور عدد من صنّاع الأفلام بملابس سوداء، في خطوة رمزية لدعوة إلى إنهاء الحرب في غزة.

وكان زوهار، العضو في حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد تعرّض في السنوات الأخيرة لانتقادات واسعة من خبراء السينما الإسرائيليين، بسبب سلسلة إجراءات اعتبروها محاولة حكومية لإسكات الأصوات المعارضة وتقييد حرية التعبير.

وردّاً على تصريحات زوهار، قال آصاف أمير، رئيس الأكاديمية الإسرائيلية للسينما والتلفزيون: "بينما تحصد الحرب المستمرة في غزة المزيد من الأرواح والدمار، فإن القدرة على رؤية ’الآخر‘ تمنح بصيص أمل".  وأضاف أمير: "في مواجهة هجمات الحكومة الإسرائيلية على السينما والثقافة في إسرائيل، ومع دعوات من بعض أوساط المجتمع السينمائي الدولي لمقاطعتنا، فإن اختيار فيلم ’البحر‘ يُشكّل استجابة قوية ومدوية".

وفي مارس/آذار الماضي، وصف الوزير فوز الفيلم الوثائقي الإسرائيلي الفلسطيني "نو آذر لاند" (No Other Land) – "لا أرض أخرى" – بجائزة الأوسكار، بأنه "لحظة حزينة لعالم السينما". ويستعرض الفيلم، الذي شارك في إخراجه الفلسطيني باسل عدرا والإسرائيلي يوفال أبراهام، واقع الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية كما يعيشه سكان إحدى القرى الفلسطينية.

في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنّت إسرائيل حربها على قطاع غزة . ومنذ ذلك الحين، استشهد ما لا يقل عن 65 ألف شخص في العدوان الإسرائيلي، ما يقارب نصفهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في غزة. ويوم الثلاثاء، أعلنت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إن إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، فيما رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير واعتبرته "مشوّهاً وكاذباً".

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2025

رحل الممثل والمخرج روبرت ردفورد



 رحل الممثل والمخرج الاميركي الكبير روبرت ردفورد  عن عمر ناهز التاسعة والثمانين، لتطوى بذلك صفحة بارزة في تاريخ السينما الاميركية والعالمية. لم يكن ردفورد مجرد نجم سينمائي على الشاشة، فقد طغت في السنين الاخيرة شخصيته المؤثرة ليس فقط على الثقافة الاميركية، بل والعالمية. حيث صنع مؤسسات ومشاريع اثرت في اجيال من صناع الافلام ومشاهديها، وجعلت من الفن وسيلة للتغيير الثقافي والاجتماعي.


ولد ردفورد عام 1936، وبدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي، لم تتاخر مسيرته الفنية عن الصعود بسرعة الى مصاف النجوم العالميين عبر ادوار ستبقى خالدة في الذاكرة: “بوتش كاسيدي وطفل صندانس” (1969)، “اللدغة” (1973)، “كل رجال الرئيس” (1976)، و“خارج افريقيا” (1985). امتلك قدرة فريدة على الجمع بين الكاريزما، والعمق الدرامي، والنزعة السياسية والاجتماعية، ما جعله مختلفا عن كثير من نجوم جيله. ومع دخوله عالم الاخراج، اثبت جدارته منذ فيلمه الاول “اناس عاديون” (1980) الذي نال عنه جائزة الاوسكار، ثم تتابعت اعماله المؤثرة مثل “نهر يجري عبره” و“مسابقة (كويز شو)”. وعلى مدى العقود، حصد ردفورد اوسكار شرفي، وجائزة نقابة الممثلين عن مجمل العمل، اضافة الى ميدالية الحرية الرئاسية.

الا ان الارث الاعمق لردفورد كما اسلفنا، يتجلى في الدور الثقافي الذي لعبه عبر المؤسسات التي اسسها. ففي عام 1981 انشا “معهد صندانس”، الذي تحول الى بيئة حاضنة للسينما المستقلة. المعهد صاغ فلسفة تقوم على دعم المواهب الشابة واعطائها فرصا لتطوير افكارها واعمالها من خلال مختبرات متخصصة في السيناريو والاخراج والوثائقي والمسرح والموسيقى. هذه المبادرة كانت بمثابة ثورة في مشهد السينما الاميركية، لانها وفرت شبكة مستدامة من الدعم والارشاد، بعيدا عن حسابات هوليوود التجارية.

من المعهد انبثق “مهرجان صندانس السينمائي”، الذي غدا اكبر منصة للسينما المستقلة في الولايات المتحدة، ومختبرا لاكتشاف المواهب الجديدة. عبره، شق مخرجون عالميون طريقهم.

ومع رحيله، يُجمع كثيرون على أنه جسّد أكثر من مجرد نجم هوليوودي وسيم؛ كان فناناً حمل هواجس جيله، وناشطاً بيئياً مخلصاً، ورائداً للسينما المستقلة التي غيّرت وجه الصناعة. ترك بصمته في الأفلام التي أحبها الجمهور، وفي المهرجانات التي دعمت المبدعين الشباب، وفي المعارك البيئية التي خاضها بإصرار.



الأحد، 14 سبتمبر 2025

مونيكا ماورير رئيساً شرفياُ للدورة الأولى لمهرجان غزة الدولي لسينما المرأة



     قررت إدارة مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة ممثلة بمؤسس ورئيس المهرجان الدكتور عزالدين شلح أن تمنح المخرجة الألمانية مونيكا ماورير الرئاسة الشرفية للدورة الأولى للمهرجان، وذلك لتاريخها النضالي في دعم القضية الفلسطينية سينمائيا على مدتر تاريخها السينمائي.

     وذكر شلح أن المخرجة مونيكا ماورير كرست جهودها السينمائية في اخراج أفلام عن القضية الفلسطينية وإبراز الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، حيث أخرجت أكثر من عشرة أفلام وثائقية، بالإضافة إلى دفاعها المتواصل على المستوى الدولي عن القضية الفلسطينية.


 وُلدت مونيكا في ميونيخ. بعد أن أنهت دراستها في كلية علوم الاتصال بجامعتي ميونيخ وبرلين، عملت صحفية في عدة صحف يومية، وكذلك في المجلة الأسبوعية الأمريكية RAMPARTS التي كانت تهتم بشكل رئيسي بحركات الحقوق المدنية.


     في عام 1967 بدأت العمل في التلفزيون ككاتبة ومخرجة، وأحيانًا كمنتجة. ومن أبرز أعمالها في تلك الفترة (1967 – 1972):

 • NEW YORK – Urbs Ultima

 • 10-100-1000 Cinegiornali Liberi عن تشيزاري زافاتيني

 • بورتريهات عن برناردو بيرتولوتشي، وإخوة تافياني، وكارميلو بيني (الذي عملت معه كمساعدة مخرج في فيلمه Salomè).

    منذ عام 1972 أصبحت مخرجة وثائقية مستقلة. ومن أبرز أفلامها الوثائقية:

 • Chile ’72 عن حكومة الوحدة الشعبية

 • LIP – La fabbrica e dove sono gli operai عن احتلال وإدارة العمال الذاتية لمصنع الساعات LIP في مدينة بيزانسون (فرنسا).

إلى جانب الإخراج تولّت أيضًا التصوير والمونتاج (1973/1974).

    وقد أنجزت في تلك المرحلة أفلامًا وثائقية أخرى ذات طابع نضالي عن نضالات العمال، خاصة المهاجرين، وعن أسباب الهجرة (منها فيلم في كردستان – تركيا).

   منذ عام 1977 بدأت تعاونها كمخرجة وكاتبة مع المؤسسة الفلسطينية للسينما (منظمة التحرير الفلسطينية – دائرة الإعلام الموحد) ومع دائرة الإعلام في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيروت.

ومن أبرز أعمالها الوثائقية في الفترة بين 1978 و1988:

 • Palestine Red Crescent (1978) – عن البنية الاجتماعية والإنسانية لمنظمة التحرير الفلسطينية

 • Children of Palestine (1979) – عن حقوق الطفولة الفلسطينية المنتهكة

 • The Fifth War (1980) مع فانيسا ريدغريف وبالاشتراك في الإخراج مع سمير نمر

 • Born out of Death (1981) – عن قصف بيروت

 • Why? (1982) – عن حصار بيروت والغزو الإسرائيلي للبنان

 • War Lab (Laboratorio di Guerra) (1984) – عن الحروب الإقليمية كمختبر لصناعة السلاح

 • Listen! (1985) – عن الحياة اليومية للفلسطينيين تحت الاحتلال

 • Palestine in Flames (1988/1989) – عن الخلفيات التاريخية والسياسية التي أدت إلى اندلاع الانتفاضة الأولى

شاركت هذه الأفلام في العديد من المهرجانات الدولية منها: بيلباو، القاهرة، قرطاج، كان (FIFA)، كراكوف، كارلوفي فاري، لايبزيغ، ليل، موسكو، أوبرهاوزن، سان فرانسيسكو، تامبيري، طشقند، وتورونتو. وقد حصل معظمها على جوائز وتكريمات، ووزعت في عدة دول.

بين عامي 1994 و1996 قامت بعمل تعليمي في مدرسة السينما والتلفزيون لبلدان العالم الثالث (EICTV) في سان أنطونيو دي لوس باños (كوبا)، التي أسسها في عام 1986 كل من فرناندو بيري وغابرييل غارسيا ماركيز.

تعيش في روما، حيث تواصل نشاطها كمستشارة وخبيرة في السينما العربية (وخاصة الفلسطينية). وتعاون في هذا المجال مع:

 • جمعية Linea di Pace (بيسكارا/تيرامو)

 • Lo Sguardo di Handala (روما)

 • مهرجان Al Ard للسينما الفلسطينية (كالياري) الذي وصل اليوم إلى دورته الحادية و العشرين .


الأربعاء، 10 سبتمبر 2025

من عروض ايام بجاية السينمائية... "سودان ياغالي" ابداع الشباب يواصل الثورة

 


محمد عبيدو

"سودان ياغالي" من العروض الجميلة والمهمة ضمن ايام بجاية السينمائية أخرجته التونسية هند المدب عام (2024)

خلال الفترة المضطربة التي سبقت الانقلاب العسكري في السودان سنة 2019، اندلع صراع على السلطة بين الجيش والمجموعة شبه العسكرية “قوات الدعم السريع”، التي أحكمت قبضتها على ثروات البلاد، وقتلت اكثر من ٢٠ الف شخص، وأجبرت الملايين على مغادرتها بسلوك طريق المنفى. في هذا السياق، خاض مجموعة من الشباب الذين يحلمون بسودان ديمقراطي جديد المخاطر لبدء بانتفاضة حماسية ضد السلطة والمليشيات.. انتفاضة تعيد الروح للشعب الذي سرقت ثورته واغتيل شبابه المناضل . شجن سليمان، مها الفقي، أحمد مزمل، خطاب أحمد، مثل عدد آخر من الناشطين الشباب، يناضلون متمردين على الواقع المفروض باسم السلطة والدين مقاربين الواقع الحقيقي للأحداث التي مر بها السودان بكلماتهم وأشعارهم وأغانيهم ولوحاتهم من أجل الحرية عاكسين عبرها حقيقة ما يعيشه الناس في السوداني في سياقات اجتماعية وسياسية معقدة. بمتابعتها ورصدها خمس سنوات تلت الثورة التي اطاحت بالديكتاتورية ، قدمت المخرجة مع شخصيات العمل لحظات نابضة بالحياة والامل والشجن والروح المتمردة الشجاعة التي يتمتعون بها رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها، وجمال وطيبة الشعب السوداني الذي اخفته وموهته تقارير الاخبار التلفزية واختصرت حياتهم برصاص السلطة والجنجويد.

المخرجة التونسية هند المدب استطاعت بفضل تنقلها بين الثقافات واللغات أن تطور نظرة خاصة عن العالم. أخرجت بين سنتي 2013 و2015، خلال فترة الربيع العربي،"إلكترو – شعبي" و" كلاش تونسي" ، وهما فيلمان وثائقيان تلفزيونيان عن الإبداع الموسيقي كعمل ثوري، ثم أخرجت بعد ذلك فيلم "باريس ستالينجراد" عن رحلة اللاجئين في باريس، الذين تعرضوا لمضايقات من طرف الشرطة وأجبروا على العيش في مخيمات مؤقتة بالقرب من محطة مترو ستالينجراد.. "سودان يا غالي" هو فيلمها الوثائقي السينمائي الطويل الثاني.


من عروض ايام بجاية السينمائية..فيلم العواصف استعادة لجنون عشرية سوداء

 


  محمد عبيدو 

 فيلم "العواصف" الروائي الطويل الأول لدانيا ريموند  الذي عرض ضمن ايام بجاية السينمائية . يُجسّد، على مدار 84 دقيقة، صراعًا بين طموح خارق للطبيعة وواقع العشرية المظلمة في الجزائر. عواصف غبارية صفراء غريبة تجتاح المدينة..  أشباح بشر وغبار ولأعاصير تُخفي دراما الحياة اليومية .

ناصر، الصحفي، يغطي الظاهرة لصالح جريدة وطنية. ومع تزايد الأحداث الغامضة غير المبررة، تظهر زوجته فجر من جديد. أما ياسين، ابن أخيه الطبيب، فيبدأ في مقابلة الموتى. في مواجهة رياح متزايدة التهديد وبينما تبدو المدينة وكأنها تغرق في الجنون، تنتقل الأحداث الزمنية للفيلم بين الماضي والحاضر في فلاش باك متناوب ، وبينما تبدو المدينة وكأنها تغرق في الجنون، يجب على ناصر كشف ماضٍ مُؤرق يطارده من سنوات مظلمة أراد الجميع نسيانها .

رغم انه لم يُذكر اسم "الجزائر" قط، ولا حتى اسم مدينة يمكن ربطها بها،  ورغم التمثيل الجيد للمشاركين بالعمل الا ان المخرجة كانت مرتبكة و اضاعت تعبيرها من الرمزية التي يمكن ان يحملها العنوان حول بقايا تفاصيل العشرية السوداء المؤلمة في النفوس والارواح الى المباشرة العادية مع تعبيرات الذاكرة و اطالة  غير مبررة لزمن العواصف الرملية  

شارك بتمثيل الفيلم خالد بن عيسى، كاميليا جوردانا، شيرين بوتلة، مهدي رمضاني.

يذكر أن  المخرجة الجزائرية الفرنسية دانيا ريموند ولدت عام ١٩٨٢ في الجزائر العاصمة، حيث نشأت، وهي خريجة معهد الفنون الجميلة في مرسيليا وليون، ومعهد فريسنوي الوطني للفنون المعاصرة. تتراوح أفلامها بين المقالات والروايات.

في عام ٢٠١٢، أخرجت فيلم "جان"، وهو فيلم تخرجها في مدرسة لو فريسنوا،  وحصلت على جائزة "ستوديو كوليكتور" . وفي عام ٢٠١٤، حاز عملها على جائزة "جامع الأعمال الفنية" في معرض "جون كرياشن". وفي عام ٢٠١٦، أخرجت فيلم "حديقة التجارب" الذي فاز بجائزة لجنة تحكيم الشباب في مهرجان بريف للأفلام متوسطة الطول. وقد اختيرت أفلامها في مهرجانات مثل مهرجان الأفلام الوثائقية في مرسيليا، ومهرجان كوتيه كورت في بانتان، ومهرجان "نيوز ديكتورز نيوز فيلمز"، بالإضافة إلى عروض في أماكن مخصصة للفن المعاصر. وفي عام ٢٠١٥، أُدرجت أعمالها ضمن مجموعة CNAP.في عام ٢٠١٩، أخرجت فيلم "كوكبة الروغيير"، الذي اختير في مهرجان كليرمون فيران، ودخل قائمة الترشيحات الرسمية لجائزة سيزار لأفضل فيلم وثائقي قصير. في عام ٢٠٢٤، أنجزت فيلم "العواصف"، وهو أول فيلم روائي طويل لها.