السبت، 31 أغسطس 2024

300 سينمائي يرفضون مشاركة الأفلام الإسرائيلية بمهرجان البندقية السينمائي



 في حفل الافتتاح الذي أقيم مساء 28 أغسطس/آب في مدينة فينيسيا الإيطالية، ظهر أحد الحضور من صناع السينما مرتديا قميصا يحمل عبارة "فلسطين حرة"، بينما حملت الممثلة الإيطالية علامة خشبية تحمل عبارة "أوقفوا الإبادة الجماعية في غزة".

كما شهدت بداية المهرجان توقيع 300 سينمائي على عريضة احتجاج ضد تجميل صورة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وعرض فيلمي "من الكلاب والرجال" (Of Dogs and Men) الذي تدور قصته على خلفية أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والفيلم من إخراج داني روزنبرغ الذي يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية ويلصق بالشعب الفلسطيني العمليات الإرهابية في المنطقة، والفيلم الثاني هو "لماذا الحرب؟" (?Why War)، الذي تم أنتجته شركات إنتاج إسرائيلية تدعم الفصل العنصري والإبادة الجماعية.


وجاء في نص الرسالة: "نحن، الفنانين وصناع الأفلام والعاملين الثقافيين الموقعين أدناه، نرفض التواطؤ مع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي ونعارض تجميل الفن لإبادة غزة ضد الفلسطينيين في مهرجان البندقية السينمائي الـ81، وعرض فيلمين من إنتاج شركات إسرائيلية متواطئة".


وعبر الموقعون في رسالتهم عن غضبهم بسبب صمت مهرجان البندقية السينمائي بشأن الفظائع التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.


وتابع الموقعون على العريضة: "وإننا كعاملين في مجال الفن والسينما في جميع أنحاء العالم، فإننا نطالب باتخاذ تدابير فعالة وأخلاقية لمحاسبة إسرائيل العنصرية على جرائمها ونظام القمع الاستعماري ضد الفلسطينيين، من غير المقبول عرض الأفلام التي تنتجها شركات إنتاج متواطئة في نظام متورط في فظائع مستمرة ضد الشعب الفلسطيني في البندقية. ولا ينبغي لمهرجان الفيلم أن يبرمج إنتاجات متواطئة في جرائم الفصل العنصري والتطهير العرقي والإبادة الجماعية، بغض النظر عن مرتكبيها، ويجب أن يمتنع عن القيام بذلك في المستقبل".

ووقع على العريضة عدد من صناع الأفلام والممثلين ومنهم المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، والفنان صالح بكري والفنانة الفلسطينية روزاليند النشاشيبي والمخرج الفلسطيني رائد أنضوني.


ومن بين الموقعين الممثل والموسيقي الأميركي شاول وليامز، والممثلة الإيطالية سيمونا كافالاري، وصانعة الأفلام الألمانية مونيكا مورير، والممثلة البرازيلية أليساندرا نيغريني.

الجمعة، 30 أغسطس 2024

مهرجان "سينمانا" في تونس: دورة رابعة



 تنطلق في 3 أيلول/سبتمبر المقبل، فعاليات الدورة الرابعة من "مهرجان الفيلم القصير"( سينمانا)، في مدينة العلوم بتونس العاصمة.

المهرجان الذي يستمر حتى 5 أيلول/سبتمبر، تنظمه "الجمعية التونسية الفرنسية للتبادل الثقافي" بتونس، ومخصص للمخرجين الشبان وهواة السينما ويضم في برنامجه مسابقة للأفلام وعروض ولقاءات وورشات تقنية.

وتضم المسابقات 5 أصناف من الجوائز هي الجائزة الكبرى لأحسن فيلم، وجائزة أحسن فيلم يطرح موضوع مرتبط بالبيئة وبأهداف التنمية المستدامة، وجائزة "الجمعية التونسية الفرنسية للتبادل الثقافي"، وجائزة أحسن فيلم وثائقي، وجائزة أفضل إخراج تقني.

كما سيتم في إطار المهرجان تنظيم 3 ورشات في الإخراج والتصوير الفوتوغرافي والمونتاج، إضافة إلى لقاءات حول مواضيع مرتبطة بالإنتاج السينمائي. وسيكون اللقاء الأول مع المختصة في الغرافيك ندى دڤدوڤ وموضوعه: مهن الرسم في تونس وكيفية اقتناص فرص البروز المحلي والعالمي.

في حين سيكون اللقاء الثاني مع المدير الفني لمهرجان "ڤابس سينما فن"، محمد العربي صوالحية، حول سينما الواقع الافتراضي Cinéma VR. أما اللقاء الأخير فسيخصص لكيفية توجيه المواهب الشابة، وتحديداً تجربة الإخراج مع ممثلين أطفال وسيدير هذا اللقاء المخرج أنيس الأسود.

وشملت قائمة الأفلام التي ستتنافس على جوائز المهرجان 18 فيلماً قصيراً هي: "جذور" لآدم بلحسن، و"صابر يحكي" لغازي العرفاوي، و"المقابلة السرية" لرحمة بن جمعة، و"أوفر شويس" لوسام الدلالي، و"في باكا" لمايا مخلوف، و"يوم متوسطي" لوجدي الجهيمي، و"هنا وهناك" ليوسف الڤرمازي، و"جحيمي" لنبيل الطرابلسي، و"مرآة" لبية الشيخي، و"ميما" لدرة صفر، و"كُنّ" لفاطمة برك الله، و"سأصنع لك فيلماً" لأماني جعفر، و"الفيصل" لأمل لنڤار، و"هذا هو" لمريم حمدة، و"من؟" لشادي خضار، و"الخميس الأسود" لعلي الزرلي، و"جوجمة" لآية الشارني، و"نحلم" لأنوار الجديدي.

الفيلم العراقي رجل الخشب يفتتح مهرجان مينا السينمائي الدولي في لاهاي



أعلنت إدارة مهرجان مينا السينمائي الدولي في لاهاي عرض فيلم “رجل الخشب” للمخرج العراقي البريطاني قتيبة الجنابي في حفل افتتاح النسخة السابعة من المهرجان والتي سوف تقام في الفترة من 27 إلى 29 سبتمبر المقبل في مدينة لاهاي بهولندا.


في إطار تشويقي خيالي، يتناول الفيلم قصة دمية خشبية بحجم الإنسان، تُجبر على ترك موطنها في الغابة، وتتقاطع أقدارها مع عدة شخصيات لترسم لنا خلال رحلتها صورة من عقل وقلب كل من تم إجبارهم على ترك أوطانهم.


ويهدف مهرجان مينا السينمائي الدولي في لاهاي إلى دعم صانعي الأفلام الشباب والسينما المستقلة في شمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط من خلال تقديم وجهات نظر بصرية معاصرة لهذه المناطق، وهي السينما التي لديها القدرة على خلق جمهور واسع من خلال التركيز على الأهداف الإنسانية، وتساعد في ترسيخ قيم السلام في العالم.

ثلاث قصائد للشاعر الأيرلنديّ: شيموس هيني (نوبل 1995)



ترجمة: محمد عيد إبراهيم 


حلم الغيرة


سائراً معكِ وامرأةٍ أخرى

بحديقةٍ مشجّرة، العشبُ هامس

يمشّط بأصابعه صمتَنا المكنونَ 

فتنفتحُ الأشجارُ على صفاءٍ خفيفٍ هناك 

حيث جلسنا تحت ظلٍّ. 

أظنهُ إخلاصُ النورِ أفزَعنا. 

تكلّمنا عن الرغبةِ وغَيرَتي، 

حوارنا ملبَسٌ واحدٌ محلولٌ

كمفرَشِ النُزهةِ الأبيضِ المطروحِ 

مثلَ كتابٍ عن حُسنِ السُلوكِ بالبريّةِ. 

"أريني" قلتُ لرفيقتي "أكثرُ ما أشتهيهِ، 

نَجمَي صدركِ البنفسجيَين".

فأذعنَت. آه، لا هذهِ الأبياتِ

أو حصافتي، بل الغرام يُشفي نظرتَكِ الجريحةَ.



مصباح الزعرور


يتوهّجُ الزعرورُ شتاءً بغيرِ أوانهِ،

سرطانُ شوكٍ، نورٌ قليلٌ لبشرٍ قليلين،

لا يودّ إلا أن يحفظوا 

ذُبالة احترامِ الذاتِ أن تنقرضَ،

فلا يُعميهم سناؤها.  

حين تتباهَى أنفاسُكم بالصقيعِ 

يأخذ شكلَ طوافِ ديوجينَ 

بمصباحهِ، باحثاً عن رجلٍ واحدٍ،

ينتهي بتفحّص ما وراء الزعرور

بتويجاتٍ معلّقةٍ في مستوى العينِ، أمام 

لُبّهِ الموصولِ والحجرِ، يرجُفُ 

ميسمهُ الدامي، لو اختبرتَه لرَقَّ بيدكَ 

ثَقبُه يانعاً يفحصكَ، ثم يسعى. 



فنيّة النهار


يوم مناولتهِ السُمَّ

قال سقراطُ لصحبهِ ما كتبَ: 

ضعوا خرافاتِ إيسوبَ شِعراً. 

وليس هذا من عشقِ سقراطٍ الحكمةَ 

ومناصرتهِ حياته المُمتَحنَة. 

بل لعلّة حلمٌ لديه. 

قيصرُ الآنَ، أو هرقلُ أو قسطنطين

أو أيّ آخرين من ملوكِ شكسبيرَ

ينفجرون في النهايةِ كالسدِّ 

حيث تنهمرُ خلفيّاتٌ مبتكَرَة 

لتنهضَ ثانيةً أمامَ مشاهدِ الموتِ ـ

فثِقْ بأحلامِها الوثيقةِ. 

كادَ يفعلُها سقراطُ. وقد حكا   

لصحبهِ الحلمَ الذي ظلّ يستعيدهُ

طيلةَ عمرهِ، كدرسٍ وحيد: 

"مارسوا الفن"، كانَ حتى اللحظة

يعني الفلسفةَ دائماً. 

أسعدتهُ هباتُ الطبيعةِ 

فتمرّسَ منذ بدايتهِ على الطريقِ القويمِ ـ 

الشعرُ، قالَ، أو الصيدُ، لياليه دونَ حلم،

خلفياتهُ المنهمرةُ تنهضُ من العمقِ فتمرّ

كنورِ النهارِ من عينِ صنّارةٍ أو ثَقبِ ريشةٍ.

الأحد، 25 أغسطس 2024

قصائد كتبها "كارل ماركس"



اشتركت عديد المؤسسات للطبع والنشر في كل من موسكو، لندن، نيويورك، على طبع الأعمال الكاملة لـ ماركس-انجلز، للمرة الأولى، باللغة الانكليزية.

يشتمل المجلد الأول على أعمال ماركس الأولى: قصائده، ورسائل والده، وصديقته جيني، وبعض الأوراق المدرسية التي كتبها أثناء فترة دراسته في الجامعة ما بين آب ( 1835)- آذار (1843).

بتضمن الجزء الأساسي من هذا المجلد الأعمال الأدبية لـ ماركس، وقد جمعها بنفسه لتكون «بمثابة جزء ضئيل من حب دائم، مهدى إلى والدي العزيز بمناسبة عيد ميلاده» حسب تعبير ماركس.

تحتوي الأعمال الأدبية هذه على: أغان، رومانسيات، سوناتات، قصائد إنسانية، ومشاهد من التراجيديا الشعرية  (Oulanem)  غير الكاملة، وملحق بهذا الكتاب الشعري عدة فصول من روايته "Scorpionandfelix". القصائد، خاصة، كتبت في الفترة التي سبقت نيسان 1837. وطبعت المجموعة كلها تحت اسم "أغانٍ وحشية" في مجلة "Athenaum" الألمانية الصادرة في عام 1841.

كان ماركس يجد في أعماله الأدبية، وخاصة قصائد شبابه، الحرارة والصدق في المشاعر. لكن القيمة الرئيسية لهذه الكتابات الشابة تكمن في أنها تعكس وجهة نظر ماركس الشاب في مجالات معينة من العالم، موقفه من الحياة اليومية الدائرة من حوله، وبعض الأسس التي تكون شخصيته. إنها تقدم لنا كشفاً مهماً لذهن ماركس الشاب.

قراءة جمالية مع الشاعر كارل ماركس :

ترجمة: صلاح فائق

الرجل المائي العجوز، القزم


-1-

تندفعُ المياهُ بصورة مخيفة،

تدورُ الأمواجُ وتدورُ حول المكان

تبدو كما لو أنها لا تشعرُ بأي ألمٍ على الإطلاق،

حين تسقطُ وتتكسر،

برودة القلب،

برودة الذهن،

تندفعُ، تندفعُ طوال الوقت.

-2-

لكن ثمة في الأعماق حيث تحتدمُ المياه

يجلسُ قزمٌ، اِبيضَّ بتأثير الزمن.

يرقصُ حول المكان حينَ يظهر القمر،

حينَ تلوحُ نجمةٌ صغيرة خلال غيمة صغيرة

قافزاً بشكل غريب وواثباً بمرح،، محاولاً

أن يشربَ ماء الجدول الصغير حتى يجفَّ.

 -3-

الأمواج هي قاتلتهُ، كل واحدة تنخرُ هيكلهُ القديم،

تمرُّ خلال نخاعهِ وأطرافه مثل الثلج

ولأنهُ يراها تثبُ بهذا الشكل

يصبح وجههُ تكشيرةَ حزنٍ وكآبة

حتى توقف أشعة الشمس رقصة القمر

ثم تندفعُ المياه بصوت مخيف

تدورُ الأمواج وتدور حول المكان

تبدو كما لو أنها لا تشعر بأي ألمٍ على الإطلاق

حينَ تسقطُ وتتكسر،

برودة القلب،

برودة الذهن،

تندفعُ، تندفع طوال الوقت.

***


نفسية طالب الطب


من يأكلُ عشاءً من الكآبة والمعكرونة،

سيعاني - كوابيس ليلية، بكميات كبيرة.

***


بصدد فارس - بطل معين


اسخرْ منهُ هنا، اسخرْ منهُ هناك، ودائماً

ستجد الفارس والبطل يندمجان معاً.

نعم إن كلامهُ أثناء الرقص حديثٌ جداً،

لكن قملات مكتهلة تأكلهُ في الليل

***


الاستيقاظ


-1-

حين تنفتحُ عيناك المشرقتان

مبتهجةً ومرتعشة،

مثل وترٍ موسيقي شارد

تلك الكآبة،

ذلك النوم الخفيف،

المربوطانِ بالقيثارة،

في الأعلى خلال حجاب الليل المقدس،

ثم من الومضة العليا

تدخلُ بحب

نجومٌ أبدية.

-2-

مرتعشاً تغرقُ

بصدرٍ لاهث،

ترى العوالم الأبدية

فوقك، تحتك،

لا يمكن الوصول إليها، بلا نهاية،

طافية في قطاراتٍ راقصة

من أبديةٍ قلقة

تسقطُ أنت مثل ذرةٍ

خلال الكون.

 -3-

يقظتكَ

هي نهوضٌ  بلا نهاية

نهوضكَ

هو سقوطٌ بلا نهاية.

-4-

حينَ تنطلقُ الشعلة المتموجة لروحك

في أعماقها،

من داخل صدرك

هناك تبرزُ

أنغامٌ سحرية

مرفوعة بواسطة أرواح.

محمولةً بغرورٍ جميل،

سر الروح

ينطلقُ من الأرواح

كشيطانٍ جهنمي.

-5-

هبوطك

هو ارتفاعٌ لانهائي

ارتفاعك اللا نهائي

هو بشفاه مرتجفة –

الاحمرار الأثيري

توهج،

أبديةُ

قبلة حبٍ لجبهة الإله.

***


موضة رومانسية


الطفلة التي كتبت، كما تعلمون، إلى "غوته" ذات مرة

راغبةً إِيهامهُ بأنه أحبَّها

ذهبت إلى المسرح في يومٍ جميل

اعترض طريقها زيٌ نظامي

وتقدم باتجاهها بابتسامةٍ صديقة.

«أيها السيد العطوف، ترغب "بتينا"، للحظة،

وهي المبتلاة برغبة حلوة، أن تُريح

رأسها ذا الشعر المجعد على صدرك».

حينئذ أجابها الزيُّ بطريقة جافة،

«"بتينا"، هذا أمرٌ يعود لك تماماً!»

«يا حبيبي» أجابت بلهفة،

«إنك متأكدٌ بالطبع أنه لا يوجد فيَّ أي قمل!».

***


تساؤلات لامبالية


«لا أعرفُ كيف يتشاجرون مع أنفسهم بالطريقة التي يفعلونها بها»

«زررْ معطفك فقط، أيها السيد الغريب، ولن يسرقوا منك شيئاً»

***


ثلاثة أضواء صغيرة


ثلاثة اضواء بعيدة تومضُ بسكون،

إنها حين تنظرُ تتألقُ مثل عيون نجمية.

قد تهذي العاطفة، قد تصرخ الريح،

لكن الأضواء الصغيرة لا تنطفئ.

أحد الأضواء يكافحُ بشكلٍ رائع ليصعدَ الى أعلى

متضرعاً للسماء أن يرتفعَ

إنهُ يطرفُ بعينيه بثقةٍ كبيرة،

كما لو أن باستطاعة الإله أن يراه. 

ينظرُ الآخر إلى الصالات الأرضية

ويصغي الصدى نداءات النصر،

مستديراً لإخوته في السماء

شاهقاً بنبوءةٍ صامتة.

يشتعلُ الأخير بنار ذهبية

الشُعلُ تدفعُ بلهيبها إلى أعلى،

إنها تخترقُ الكل،

تنغمرُ الأمواجُ في قلبها و- انظر! –

وتتحولُ إلى شجرةٍ مزهرة.

حينئذ ثلاثة أضواء صغيرة تومضُ بسكون

بدورها، تتألقُ حين تنظرُ مثل عيون نجمية.

فد تهذي العاصفة، قد تنفخ الريح،

روحين في روح واحدة

روحين سعيدتين الآن!

***


القيثارة السحرية

أغنية


لغنائها وقعٌ غريب في الأذن،

مثل قيثارة تهتزُ، مثل أوتار مرتجفة،

توقظ المغني النائم.

«لماذا يدقُ القلبُ بمثل هذا الخوف،

ما هذه الأصوات، الشبيهة بهارمونيا

نجومٍ وأرواحٍ تبكي؟»

ينهضُ، يقفزُ من فراشه،

يديرُ رأسهُ باتجاه الظلال

ويرى أوتار الذهب.

«تعال، أيها المغني، إنها ترفعك إلى الأعلى والأسفل،

عالياً في الهواء، عميقاً في الأرض،

هذه الأوتار التي لا يستطيع إمساكها».

إنه يراها وهي تنمو، تتفرع كثيراً،

روحهُ، في الداخل، قلقة بعمق.

يرتفعُ الصوتُ في الهواء.

إنهُ يتبعهُ، وهو يغويه

بسلالم لا مرئية في الأعلى والأسفل،

هنا، هناك، وفي كل مكان.

إنهُ يقفُ، ينفتحُ بابٌ ويهتزُ على مداه.

انفجارٌ موسيقي من الداخل

سيحملهُ يعيداً.

قيثارة ذات تألقٍ ذهبي رائع

تتصاعدُ الأصواتُ بأغنيةٍ طوال الليل والنهار،

لكن ليسَ ثمة من يعزف.

أنها تتشبثُ به مثل الرغبة، مثل الألم

يهتز صدرهُ، قلبهُ يدقُ بإيقاع أعلى من أن يسيطر عليه.

«تعزف القيثارة من قلبي،

إنها نفسي، وخزانتها - الفن

الذي يتدفقُ من روحي».

 بطريقةٍ جميلةٍ يصنع الأوتار،

يهتز الصوتُ عالياً مثل ينابيع جبل،

ينتفضُ بدويّ يشبهُ الجحيم

يتدفق دمهُ وحشياً، يعيداً تتحركُ أغنيتهُ،

لم يكن يتوق للألم بمثل هذه القوة،

إنه لم يعد يرى العالم.

***


رجلٌ وطبل


ليس الطبل رجلاً، وليس الرجل طبلاً،

الطبلُ ذكيٌ جداً، والرجل أصمُّ تماماً.

الطبلُ مربوطٌ بأشرطة، لكن الرجل مربوطٌ بما هو من صنعهِ،

ويبقى الطبلُ ثابتاً حين يسقطُ الرجل

يقرعهُ الرجلُ الغاضب، والطبل يستمرُ

نعم، الطبل السعيد يدوي، والرجلُ يصبحُ مكتئباً

ثم يسحبُ الرجلُ وجوههُ، ويضحكُ الطبل منه،

ويصرخُ الرجل في أرجاء البيت محدثاً ضجة بشعة.

«هي، أيها الطبل، هو، أيها الطبل، لماذا تضحكُ بخبث؟

إنك تجعلني أرتكبُ الحماقة ثم تخرجُ لسانك لي!

«اللعنة عليك، أيها الطبل، إنك تخجلني، إنك لتسخرُ

وتهزأ بي!

لماذا تدوي حين أقرعُ، لماذا أنت معلقٌ حيث رُبطتَ؟

«عليك أن ترقص حين أقرعُ، عليك أن تقرع حين أغني،

عليك أن تضحك حين أبكي، عليك أن تضحك حين أقفز»

«عبسَ الرجل للطبل بنوبة غضب مفاجئة،

إنه يضربهُ يضربهُ يضربهُ حتى ينبثق دمهُ».

هكذا لم يعد للطبلِ رجلٌ، والرجلُ لم يعد يملكُ طبلاً

بعدئذ يذهبُ الرجلُ ليُصبحَ كاهناً.

***


رؤى حلم


من أحلامي سأداعبُ

بنعومةٍ مشهداً نسيجياً

سأنسجُ حلقات جميلة

من خصلات شعري

إنجازُ ليلي، سأملأه بدم القلب

لأن من موجات الحلم، تنبثقُ

صورة النار، الخيال، المد والجزر

الجمال في الحب، وأنين الرياح

إنها ستسمو، كل التألق الذهبي،

وسيرتفعُ البيتُ الصغير عالياً

وستتجولُ خُصل شعري، مجعدة،

فتاة رائعة في ظلمةٍ ملتفة،

سيجري دمي إلى الأمام بأغان لؤلؤية،

تنحدرُ حول تألق الكتف الرخامي،

والمصباح يعكسُ الشموس،

سيغمرُ قلبي قبة السماء.

سيهزُ، في الأسفل، كل الغرف المحيطة

لكن بالنسبة لي، سأتحولُ إلى بطلٍ عملاق،

في تحديقه الرائع نار مهرجانٍ عالية،.

العالم العظيم سيكونُ قيثارة عاصفة،

سينبضُ قلبي بأغنية رعد

ستكون الشموسُ حبها وصخرة ألمها

بتواضع متكبر، سأغرقُ

بتواضعٍ جريء، أندفعُ حتى الصدر

***


مقطع من قصيدة (حكمة رياضية)


لو أن (أ) هو المحبوب و(ب) هو المحب،

سأراهنُ بقميصي عشر مرات لأؤكد

أن (أ) و(ب) حين يجمعان

فإنهما يكونان زوجاً واحداً من المحبين 

***


المجنونة

"أغنية"


هناك، تحت ضوء القمر، ترقص امرأة،

إنها تشعُ في الليل،

ثوبها يرفرفُ بشدة، عينان تتألقان بصفاء،

مثل لآلئ في وجهٍ صخري شفاف.

تعال إلى هنا، أيها البحر الأزرق،

سأقبلك بشوق.

اضفرْ لي تاجاً من الصفصاف،

حِكْ لي عباءةً خضراء مزرقة.

«أجلبُ ذهباً بديعاً وزمرداً أحمر

حيث يخفقُ هناك دم قلبي.

كانت على صدر دافئ لعاشق متعب،

غرق في المحيط.

«لك، سأغني أغنياتي،

يجب أن تنبثق تلك الريح والموجة

سأقفزُ عالياً في الرقصة

وعلى الريح والموجة أن تبكيا!»

أن تمسكُ صفصافاً بيدها

وتربطهُ بشريط أخضر

إنها تنظرُ إليه بطريقة غريبة

وتأمرهُ أن يتقدم بخفة.

«الآن أقرِضني أجنحتك

ليكون لصوتي صدى أسفل البحر:

أيتها الأم، ألم تعرفي

كيف طوقت بحبٍ ابنك؟»

كم هي مظلمةٌ الأماكن هنا وهناك حيث مضتْ

مكدسةً كل الصفصاف إلى جانب البحر

رقصت بفخرٍ هناك في الأعلى والأسفل

حتى يكتمل سحرها.

السبت، 24 أغسطس 2024

فلسطين تختار "من المسافة صفر" لتمثيلها في جوائز أوسكار



 أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية عن ترشيح "من المسافة صفر" لتمثيلها في جوائز أوسكار في فئة أفضل فيلم دولي، علماً أن شركة ميتافورا كانت من أولى الشركات التي بادرت إلى دعم إنتاج هذا المشروع، تحت إشراف المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي.


تجمع "من المسافة صفر" مجموعة من الأفلام القصيرة بين الروائي والوثائقي والتحريك، وتعرض 22 قصّة متنوعة لمخرجات ومخرجين من قطاع غزّة، صورت في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد تحت القصف وفي مخاطرة كبيرة على حياة صناعها. وتنقل هذه القصص تجارب المخرجين الخاصة أو تجارب غيرهم منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقصص فقدان منازلهم وعائلاتهم وتهجيرهم.


ومخرجو "من المسافة صفر" هم: ندى أبو حسنة، وكريم ستوم، وبشار البلبيسي، ومهدي كريرة، وأوس البنا، وهناء عليوة، ونضال دامو، واعتماد وشاح، وعلاء دامو، وريما محمود، ومحمد الشريف، وخميس مشهراوي، وإسلام الزريعي، وباسل المقوسي، ومصطفى النبيه، وأحمد الدنف، ووسام موسى، وآلاء إسلام أيوب، وتامر نجيم، ورباب خميس، ومصطفى كلاب، وأحمد حسونة.


وأوضحت وزارة الثقافة الفلسطينية، الخميس، أن اختيار "من المسافة صفر" جاء إثر جلسة التقييم والتداول التي نظمتها بناء على تنسيب لجنة مهنية مستقلة من العاملين في القطاع السينمائي الفلسطيني.


"من المسافة صفر" شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان عمّان السينمائي الدولي في دورته الخامسة خلال يوليو/تموز 2024، ولاحقاً بدأت جولة عروضه في أهم المهرجانات العربية والدولية، ومن المقرر عرضه في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي في دورته التاسعة والأربعين خلال سبتمبر/أيلول المقبل. كما بدأت عروضه المحلية في عشر مدن فلسطينية خلال الشهر الحالي.

مبادرة "من المسافة صفر" أطلقها المخرج والمنتج الفلسطيني ابن غزة رشيد مشهراوي إثر الحرب الشرسة والمستمرة على القطاع، وساهم في دعمها ورعايتها عدد من السينمائيين والأفراد والمؤسسات الإقليمية والدولية، وأنجز العمل خلال ثمانية أشهر ما بين تصوير ومونتاج.


وقال وزير الثقافة عماد حمدان إن هذا الترشيح "يؤكد أهمية ودور السينما الفلسطينية حتى في أشد الظروف ظلمة. إذ استطاع صناع هذا العمل رواية قصصهم وتوثيق تجاربهم الإنسانية في ظل أقسى الظروف اللاإنسانية ورغم جميع التحديات". وأضاف، في بيان، أن الوزارة تعمل على توفير الدعم الكامل للمبدعين الفلسطينيين لتعزيز حضورهم على الساحة الدولية، مؤكداً أهمية مشاركات مثل هذه في تسليط الضوء على الهوية والرواية الفلسطينية عبر العالم.


يذكر أن التصويت على الأفلام المرشحة لنيل جائزة أوسكار يجرى في الفترة من 8 إلى 12 يناير/كانون الثاني 2025، ثم يعلن عن الترشيحات الرسمية في 17 يناير 2025. ويجرى التصويت النهائي في الفترة من 11 إلى 18 فبراير/شباط 2025. وأخيراً، يبث حفل توزيع جوائز أوسكار السابع والتسعين الأحد في 2 مارس/آذار 2025 بالتوقيت المحلي لمدينة لوس أنجليس الأميركية.

الجمعة، 23 أغسطس 2024

الفيلم الفلسطيني القصير «ما بعد» لمها حاج يحصد جائزتين في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي



 فاز الفيلم الفلسطيني القصير ما بعد للمخرجة مها حاج بـ«جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير»، في عرضه العالمي الأول بالمسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي بسويسرا، كما فاز بـ«جائزة لجنة تحكيم الشباب المستقلة»، وتسلمت المخرجة الجائزتين في حفل الختام .


وفي حديثها عن الفيلم، تقول مها حاج «يقع فيلم (ما بعد) على خلفية الصراع الدائم في غزة، وهو رثاء وشهادة على قوة الروح الإنسانية التي لا تُقهر. في عالم تحدده المعاناة، تعد رحلة سليمان ولبنى بمثابة تذكير مؤثر بالقوة السحرية والقدرة غير المحدودة للخيال البشري»، وفقا لـ«بوابة الأهرام».


الحاج: لا توجد إجابات سهلة

وأضافت «من خلال قصة تدور أحداثها في المستقبل، يواجه هذا الفيلم الواقع الصارخ لأمة مزقتها عقود من الصراع. لا توجد إجابات سهلة، ولا حلول سياسية لتخفيف معاناة الآباء الذين فقدوا كل شيء. وهكذا، فإنه ينكشف في عالم غير مقيد بالزمان أو المكان - وهو انعكاس مؤثر للخسارة التي لا يمكن تعويضها والتي تتحدى الحدود الدنيوية».


تدور أحداث الفيلم حول سليمان ولبنى، زوجان منعزلان، يجرون مناقشات ساخنة ومستمرة حول خيارات حياة أطفالهما الخمسة. وفي أحد الأيام يصل شخص غريب منزلهما ليكشف حقيقة مروعة.


الفيلم من تأليف وإخراج مها حاج، وبطولة محمد بكري، الذي حصل على عديد الجوائز عن أعماله، منها جائزة الإنجاز الإبداعي في مهرجان الجونة السينمائي، ويشاركه البطولة عرين العمري، وعامر حليحل.


المخرجة مها الحاج

ولدت مها حاج في الناصرة العام 1970، وبدأت مسيرتها السينمائية بالعمل كمصممة فنية في فيلمي «الزمن الباقي» 2009 لإيليا سليمان، و«الهجوم» 2012 لزياد دويري. 


كتبت وأخرجت الفيلم القصير «برتقال» 2009، والفيلم الوثائقي «داخل هذه الجدران» 2010.


وفي العام 2016 أخرجت فيلم «شؤون شخصية» الذي عُرض لأول مرة وحظي بإشادة النقاد في قسم «نظرة ما» في مهرجان كان السينمائي. وفي العام 2022، فاز فيلمها «حمى البحر الأبيض المتوسط» بجائزة أفضل سيناريو في مسابقة نظرة ما.

من ديوان (سيرة التيه) – مخلص خليل



1

(انتحار)


اليوم انتحر رجل وحيد

لم أره إلا مرّة واحدة

لا يعرفه إلا القليل من عائلتنا المهاجرة

لم يجد الطريق إلى الشهرة

لم يقاسمه السكنَ أحد 

لم يُبح بسرّه أبداً

فجأة...ذات مساء

كتب ثلاث كلمات ودسّها في جيبه:

"أنا الذي اهتديت"

وركب الباص...

...

فجأة...

صعدَ سلالمَ عمارة لم يكتمل بناؤها

ومن الأعالي ألقى بنفسه

بالكلمات الثلاث

وبحجرته الرطبة

ولقمته الموجزة

إلى ذلك الشارع الثرثار

الذي في قلب المدينة

- كما يقال-

والذي يسمّونه: "شارع الثورة"...!


10-12-1982 (سيرة التيه- ص29)


2

(ابتداء) 


ما زالت هناك قلعةٌ أسفلَ الوقت

وما زال هناك وشاح

وثماني طلقات.

ما زال الجواد الأسيرُ يتمتمُ بإسمِ جَدَّتِهْ.

ما زال أولئك الملثَّمون بأصدافهم

القريبون من القيدوم

والغاربون يوم الجائزة

ما زالت تلك الوهاد السليطة

التي لا مُهر لها ولا حافر. 

ما زال السورُ كما سيّجوه

والحجارة كما هبطت.

ما زال معي مبضع الصخر

عندما يهمسون – هنا- بإسم الجبل. 

بيروت 29-4- 1982 (سيرة التيه- ص7)


3

(فطام)


العام الثالث يبدأ...

وأنتِ تكتبينَ اليَّ كل أسبوع

العام الخامس يمضي

وأنتِ تصلّينَ بلا جدوى

العام الحادي عشر على فراري الأول

وأنتِ تنتظرين عودتي بتابوت

وها هي رسالتي الأخيرة:

صار طفلك كهلاً ...

ولم يركِ...

اكتبي لي...

لأن رسائلك السابقة لم تصل!

دمشق 31-3- 1983 (سيرة التيه- ص9)


4

(هجرة)


جاءوا بكِ من الطوراق

ذات ليلة ممطرة

وهم على صهواتهم يترنحون

جاءوا...

وأنتِ مرتبكة في الهودج

في السادسة عشرة

خفيضة الصوت 

وسليطة السمرة

جاءوا بك إلى بلادنا

لتتزوجي أبي...

فأنجبتِ عشر ضحايا

بعضهم فرَّ من ثدييكِ

وقُتل الباقون

في الحرب الأخيرة.


أيتها المسبية منذ أربعين عاماً

يا أمّ البنين

يا فاطمة الصغيرة

عودي إلى جزائركِ

فهناك- كما علمت- لم يقتلوا بعد 

بهذه الجرأة.

2-9- 1988 (سيرة التيه ص15-16)


5

(جنود)


فقد عينَهُ الأولى في الحرب

ولسوف يُعمى بعد غد

فقدَ نِصفه

وها هو يشتعل كلفافة ساحر.


إنه يؤبَّن الذين قُتلوا

ولم يغب معهم

والذين وقفوا

وظل مائلاً

والذين أسروا

وعادَ دونهم، كالعذراء، تندبُ أسبابها.

11-8-1988 (سيرة التيه – 21)


6

(محارب)


قالَ المحارب

وكان قد سمع عن أور لتوّه:

الوطن مبتدأ، وها هم يجرّونه...!

15-3- 1981 (سيرة التيه- ص25)


7

(شاهدة بحرية)


نعش آخر يؤوب إلى البحر

شاهدة أخرى، وكأنها تقول:

ما زلتَ صبياً أيها البحر

ما زلت قصيراً أيها المتوسط.

***

شاهدة بيضاء تغطسُ

لتحفرَ على أخاديد الموج

اسم أبي...

وقامة جندي في أوائل القرن

فرّ من الحرب

ثم اسم عشيقته في المؤخرة

واسم الزورق الذي تدرّب على الصيد لديه

بعد أن قال للقرى:

"إلى الجحيم... إلى الجحيم".

***

شاهدة أخرى تؤوب إلى المسفن

وكأن أبي يقول:

هو أول الرمّل،

أول السلّم

أول الأمراس

أول الشقاء.

***

شاهدة تتلاشى في ضباب الساحل

وكأنه يقول:

لا نخيل هناك ولا ماء

هذه هي الوطيئة فأجهشوا

وكأننا نأخذ حقائبنا ونتبدّد

لا دليل لنا، ولا نخلة.

***

شاهدة أخرى...

وأنا أندبُ أصدافكِ

أيتها الريحُ العائدة من الجنوب!

لم يعد لنا بحر هناك

يلقي برواسيه الكثّة على الشاطئ

ولا إله ذو شاربين

يزجر بهما الأمواج الخبلة والكواسج.

***

شاهدة أخرى...

وكأن أبي يقول:

لا نخيل هنا...

لا نخيل هنالك

ولا سماء. 

3-7-1984 (سيرة التيه- ص37-39)


*من ديوان (سيرة التيه) – مخلص خليل – الطبعة الأولى 1993 – صحارى للصحافة والنشر (هنغاريا) - الاشراف الفني: انتشال هادي- خطوط الغلاف: صادق الصائغ- التخطيط الداخلي: سلام الجابري.

الأحد، 18 أغسطس 2024

تكريم مهرجان القدس السينمائي الدولي في تونس

 


كرم المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية في دورته الستين ادارة مهرجان القدس السينمائي الدولي لإنجازها دورة استثنائية في ظل حرب الابادة على غزة والتي اقيمت فوق احد البيوت المدمرة وبين الخيام في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، حيث افتتحت الدورة 37 بمسرح الزين الصافي بقليبية.


وتحدث مدير المهرجان الدولي لفيلم الهواة الأستاذ عادل عبيد في كلمته الافتتاحية، فلسطين وضمن هذه المجهودات الرامية إلى مساندة القضية الفلسطينية، خصصت الومضة الرسمية لمهرجان قليبية للسينمائيين الهواة لتوثيق دعم المهرجان لفلسطين منذ تأسيسه الى اليوم من خلال مقولة كتبت في ختام الومضة وهي  " 60 سنة نحمل الكاميرا سلاحا وشاهدة على قضايانا ".

وينتظم المهرجان هذه السنة تحت شعار " أنقذوا غزة" وفي هذا السياق شاركت الاستاذة نرجس عياد في تظاهرة الافتتاح بصفتها المنسق العام لمهرجان القدس السينمائي الدولي الذي انعقد مؤخرا من 25 إلى 29 جويلية 2024 في دورة استثنائية تحت شعار " مبدعون رغم اللجوء" ، وقد تلت على مسامع الجمهور فحوى رسالة وجهها رئيس المهرجان د. عزالدين شلح الذي لم يتمكن من الحضور بسبب ظروف الحرب وقد حملت في مضمونها تحية للمهرجان وللقائمين عليه أملا أن تقام الدورة القادمة وفلسطين تنعم بالاستقلال.


ثم قدمت ملخص عن الصعوبات التي اعترضت تنظيم المهرجان من ذلك قصف القاعات المخصصة للعرض والمباني التي توجد فيها الأدوات التقنية لإحيائه ومع ذلك تم تنظيمه في مخيمات اللاجئين.


وتابع الحاضرون اثر ذلك عرض فيديو يوثق تجربة المهرجان في الخيام افتتحتها كلمة لرئيس مهرجان القدس أشار فيها إلى أن تمسك الفلسطينيين بالثقافة هو تعبير عن مواجهتهم للموت بالحياة.


وأثناء تقديمه لسهرة الافتتاح ثمن الصحفي وعضو الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة حبيب الطرابلسي مجهودات بنات وأبناء الجامعة ونوادي السينما التابعة لها الذين لولا وجودهم لما صمد المهرجان 60 سنة، مثنيا على جهود أعضاء نادي قليبية للسينما الذين رغم عدم امتلاكهم لمقر إلا أنهم حريصون ومساهمون بشكل فعال في تنظيم المهرجان.


وقد انطلقت فعاليات الافتتاح بتكريم لروح الفنان الراحل ياسر جرادي الذي كان من المبرمج أن يحيي هذه الأمسية، وقد تم تكريمه من خلال وضع قيثارته على المسرح أين عُرض خلفها فيديو قصير يوثق تجربته في التجول في كامل تراب الجمهورية على دراجته وقد أُرفق الفيديو بمجموعة من أغاني ياسر على غرار « ديما ديما « و « شبيكي نسيتيني » و « نسمع فيه يغني ». كما قدمت ابنة أخته كلمة بالمناسبة ذكرت فيها بأن هذا المهرجان كان نقطة انطلاق جرادي في عالم الفن.


وقد ختمت فعاليات الافتتاح بعرض الفيلم الوثائقي « رحلة إلى غزة » للمخرج الايطالي بيارو اوزبرتي الذي يوثق من خلاله تفاصيل زيارته لغزة.

دعوة لانتقاء فيلم روائي طويل لتمثيل الجزائر في الأوسكار


 أعلنت اللجنة الجزائرية لانتقاء الأفلام، بتكليف من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، عن دعوة لترشيح أعمال سينمائية من أجل انتقاء الفيلم الروائي الطويل الذي سيمثل الجزائر في الدورة الـ 97 لجوائز الأوسكار في فئة "أفضل فيلم روائي دولي"، حسب ما أفاد به، الثلاثاء الماضي، بيان للجنة.

وجاء في البيان أن عملية ترشيح الأفلام واختيار واحد منها لتمثيل الجزائر في جوائز الأوسكار المقبلة هي برعاية من وزارة الثقافة والفنون، وبالشراكة مع المركز الجزائري لتطوير السينما، حيث سيكون المخرج العالمي محمد لخضر حامينة رئيسًا شرفيًا لهذه اللجنة، والمخرج بلقاسم حجاج رئيسًا لها.

ولهذا الغرض "سيتم ابتداء من 13 آب/ أغسطس فتح منصة موجهة للمنتجين الراغبين في الترشح، حيث تتضمن هذه المنصة أعضاء اللجنة، بالإضافة إلى معلومات ولوائح ونموذج الترشيح القابلة للتحميل"، حسب البيان.

وتم تحديد الموعد النهائي لتقديم المنتجين للترشيحات يوم 1 أيلول/ سبتمبر المقبل، عبر رابط الصفحة algerian-sc.com.



السينما الفرنسية تفقد أحد عمالقتها آلان ديلون عن 88 عاما



توفي الممثل الفرنسي آلان ديلون عن عمر ناهز 88 عاما، حسبما أعلن أبناؤه الثلاثة صباح الأحد في بيان صحفي مشترك لوكالة الأنباء الفرنسية.

وجاء في البيان: "يشعر آلان فابيان وأنوشكا وأنتوني، وكذلك (كلبه) لوبو، بحزن شديد وهم يعلنون رحيل والدهم. لقد توفي بسلام في منزله في دوشي، محاطا بأطفاله الثلاثة وعائلته (...) التي تطلب منكم احترام خصوصيته، في لحظة الحداد المؤلمة هذه". وأوضحوا أن الممثل توفي "في الساعات الأولى من الليل".

وكان آخر ظهور علني له ، في صيف 2021، بجنازة رفيقه الممثل جان بول بلموندو.

مراهقة صعبة

عاش "أيقونة السينما الفرنسية" على حد وصف مجلة "فواسي" مراهقة صعبة إثر انفصال والديه عن بعضهما البعض بعد طفولة عادية بجانب أبيه مدير قاعة سينما وأمه مساعدة في صيدلية. لكن فراقهما أثر عليه كثيرا. كما أنه انقطع مبكرا عن الدراسة، واختار الانخراط في الجندية الفرنسية في سنوات الخمسينيات، حيث شارك إلى جانب قوات بلاده في حرب الصين والهند.

يتذكر هذه المرحلة بانتشاء لأنه يعتبر أنه تعلم الكثير من الجيش. "تعلمت الالتزام والاحترام... والعديد من الأشياء"، حسبما قال ديلون في إحدى تصريحاته، وهو انتشاء ممزوج بالحزن أيضا، لأنه فقد الكثير من أصدقائه في هذه الحرب.


اغنية لداليدا والان ديلون

ويعترف ديلون أنه أتى للسينما عن طريق الصدفة، إذ لم يدرس يوما في أي معهد من معاهد الفن. والنساء كن بالنسبة له المحفز الأساسي للنجاح في الأدوار السينمائية التي كان يؤديها. ويشير ديلون بهذا الشأن إلى أن "النساء هن من نادين علي للسينما، وكنت أريد أن أرى في عيونهن أنني الأكثر وسامة والأكبر قامة والأقوى سينمائيا".

التقى ديلون مع مكتشف المواهب الأميركي الشهير هنري ويلسون واجتاز معه اختبار التمثيل بنجاح لكنه لم يذهب إلى هوليوود، بل فضل البقاء في فرنسا التي حقق فيها نجاحاً واسعاً في فيلم "نون الأرجواني" في العام ذاته، إذ قدم فيه دوراً نفسياً مركباً.


مسيرة سينمائية حافلة

وبزغ نجم ديلون في فيلمين للمخرج الإيطالي لوكينو فيسكونتي، وهما فيلم (روكو أند هيز براذرز) "روكو وإخوته" إنتاج 1960 وفيلم (ذا ليبارد) "النمر" إنتاج 1963. ولعب دور البطولة إلى جانب الممثل الفرنسي المخضرم جان جابين في فيلم (ميلودي أون سو-سول) "أي رقم يمكنه الفوز" إنتاج 1963 ومن إخراج هنري فيرنوي.

وحقق نجاحا باهرا في فيلم (لو ساموراي) "الابن الروحي" إنتاج 1967 من إخراج جان بيير ميلفيل. ولم يتضمن دور القاتل المأجور الفيلسوف إلا النزر اليسير من الحوار وكثيرا من المشاهد الفردية التي أبدع فيها ديلون.


وأصبح ديلون نجما في فرنسا وحظي بالإعجاب الشديد من الرجال والنساء في اليابان، إلا أنه لم ينجح بالقدر نفسه في هوليوود على الرغم من تمثيله مع عمالقة السينما الأمريكية مثل بيرت لانكاستر.

عام 1969، أدى دور البطولة في واحد من أفضل أفلامه The Swimming Pool، مع الممثلة الألمانية رومي شنايدر، وقد صرّح مراراً أن شنايدر كانت "حب حياته".

كما حقق نجاحاً ساحقاً في فيلم "بورسالينو" عام 1970. كما نجح في أفلام المغامرات مثل فيلم "التوليب الأسود" 1964 وفيلم زورو 1975.

وفضلاً عن الانتشار الجماهيري الذي يعود أساساً إلى جاذبية ديلون والكاريزما القوية التي يتمتع بها، فإنه انتزع ترحيب النقاد خصوصاً إثر أدائه في فيلمي "السيد كلاين" 1976 و"سوان يحب" 1984.

وعلى الرغم من تصويره نحو مئة فيلم، إلا أن ديلون لم يحصد خلال مسيرته الفنية إلا جائزة سيزار واحدة فقط في عام 1985 عن فيلم "قصتنا" للمخرج برتران بلييه، كما حصل على السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان كان في عام 2019، وهو آخر ظهور علني للنجم الفرنسي.



اسم ديلون في ردهات المحاكم

تدهورت صحة ديلون منذ إصابته بسكتة دماغية في 2019، وكان نادرا ما يغادر منزله في منطقة فال دو لوار. وتصدر عناوين الأخبار في صيف 2023 عندما رفع أبناؤه الثلاثة دعوى ضد المعاونة المنزلية للنجم هيرومي رولان، التي يُقال أحيانا إنها شريكته، متهمين إياها بـ"استغلال ضعف" والدهم.


ثم اندلع نزاع عائلي بين أبناء ديلون وصل إلى أروقة القضاء وتناولته وسائل الإعلام، على خلفية الحالة الصحية للنجم الذي كان يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية.

وفي أيار/مايو 2019، عاد إلى السجادة الحمراء ضمن مهرجان كان السينمائي ليتسلم سعفة ذهبية فخرية. وقال حينها نجم "بيربل مون" (1960) الذي حقق بفضله نجومية عالمية و"روكو أند هيز براذرز" (1960) و"ذي ليبورد" (1963) و"ذي سويمينغ بول" (1969)، "إنه يشبه لتكريم بعد الوفاة، لكنه تم وأنا على قيد الحياة".

وأشاد العديد من النقاد السينمائيين ووسائل الإعلام بهذا التكريم، حيث اعتبروه مستحق بالنظر لما قدمه بطل فيلم "الشمس المتوهجة" للسينما الفرنسية والعالمية على السواء، لا سيما وأنه لم يسبق له أن توج بالسعفة الذهبية بهذا المهرجان ذات الصيت العالمي.

لكن هذا التكريم أثار جملة من الانتقادات من قبل الجمعيات الحقوقية، التي كانت تعتبره غير أهل لنيل هذه الجائزة، بسبب مجموعة من المواقف له عبر عنها علنيا عبر وسائل الإعلام سواء حول المرأة أو بخصوص المهاجرين، كما أنه أعلن دعمه في حملة انتخابية سابقة لحزب "التجمع الوطني" (الجبهة الوطنية سابقا)، المحسوب على اليمين المتطرف. وبعيدا عن هذه المواقف، يبقى ديلون أحد عمالقة السينما الفرنسية.

وكالات

السبت، 17 أغسطس 2024

"ماء العين" التونسي في "مهرجان نامور الـ39"



 أعلن "المهرجان الدولي للأفلام الفرنكوفونية في نامور" (بلجيكا) اختياره "ماء العين" (2024)، للتونسية مريم جعبر ("العربي الجديد"، 12 و14 أغسطس/آب 2024) لعرضه في دورته الـ39 (27 سبتمبر/أيلول ـ 4 أكتوبر/تشرين الأول 2024).

"ماء العين" معروض للمرة الأولى دولياً في مسابقة الدورة الـ74 (15 ـ 25 فبراير/شباط 2024) لـ"مهرجان برلين السينمائي (برليناله)"، قبل أشهر على مشاركته في "آفاق" الدورة الـ58 (28 يونيو/حزيران ـ 6 يوليو/تموز 2024) لـ"مهرجان كارلوفي فاري السينمائي". والفيلم ("العربي الجديد"، 26 فبراير/شباط 2024) منبثقٌ من آخر قصير للمخرجة نفسها، "إخوة" (2018)، أو بالأحرى قراءة سينمائية لحالةٍ بشرية، لكن من وجهة نظر المرأة/الأم (ماء العين)، والقراءة السابقة من وجهة نظر الرجل/الأب (إخوة).

عائشة، أمّ تونسية تتمتّع بأحلامٍ فانتازية. تعيش في مزرعة ريفية مع زوجها إبراهيم وثلاثة أبناء. تنقلب حياة الوالدين كلّياً بعد اختفاء الابنين الكبيرين، مهدي وأمين، ثم اكتشاف أنّهما ملتحقان بـ"داعش" والحرب في سورية. بعد عيشهما حياتيهما من أجل الأبناء فقط، تجد عائشة وإبراهيم نفسيهما بلا أساس، ويحاولان فهم واقع جديد مؤلم. بعد أشهر، يعود مهدي إلى المنزل مع زوجته الحامل، التي تدعى ريم. النقاب وصمت ريم يزعجان إبراهيم بشدّة. عائشة ترحّب بهما، وتُقسم على حمايتهما بأي ثمن. عودة مهدي تثير أحداثاً غريبة في القرية. عائشة مشغولة للغاية بحماية ابنها، إلى درجة أنّها بالكاد تلاحظ الخوف المتزايد في المجتمع. يجب عليها أنْ تواجه حدود حبّها الأمومي لوضع حدّ للظلام المتزايد.

في "ماء العين"، تركيزٌ على عذابات أهل، تورّط ابنان لهم في تلك الحرب. وعودة مهدي حاصلةٌ بعد تعذيبه أبرياء، وقطع رقابهم، مُصطحباً معه إحدى ضحاياه. تركّز جعبر على مشاعر الأم المفجوعة، وقدرتها على التعامل مع قسوة الزوج، وإعادة الجانب الإنساني المُخبّأ تحت ستار القسوة.

الجمعة، 16 أغسطس 2024

وفاة الممثلة الأميركية جينا رولاندز عن 94 عاماً

 


توفيت الممثلة الأميركية جينا رولاندز التي اشتهرت بتأدية أدوار البطولة في أفلام زوجها الأول المخرج جون كاسافيتس، الأربعاء، عن 94 عاماً، بحسب وسائل إعلام أميركية. وأفاد موقع تي إم زي الأميركي بأنّ رولاندز توفيت محاطة بعائلتها داخل منزلها في إنديان ويلز في ولاية كاليفورنيا. ولم يذكر الموقع سبب الوفاة، لكنّ نجلها نيك كاسافيتس كان قد أعلن في يونيو/ حزيران أنّ والدته تعاني من مرض ألزهايمر على مدى السنوات الخمس الفائتة، وفق صحيفة نيويورك تايمز.


وأدّت جينا رولاندز أدوار البطولة في عشرة أفلام للمخرج جون كاسافيتس الذي تزوجته لـ35 عاما حتى وفاته عام 1989، بما في ذلك الدراما النفسية "أوبننغ نايت" Opening Night (1977)، والملحمة الزوجية "فيسز" Faces (1968)، و"لاف ستريمز" Love Streams (1984) التي لعبت فيها دور أخته. وبفضل أدائها في فيلم "إيه وومن أندر ذا إنفلونس" (1974) A Woman Under the Influence الذي تولّت فيه دور ربة منزل تتدهور صحتها الذهنية، فازت بجائزة غولدن غلوب ورُشّحت لنيل أوسكار أفضل ممثلة. ورُشّحت مرة ثانية لنيل جائزة أوسكار عن دورها في فيلم "غلوريا" Gloria (1980).

وشاركت خلال مسيرتها الفنية بعروض مسرحية وأعمال تلفزيونية، ونالت أربع جوائز إيمي وجائزة غولدن غلوب أخرى. وكان لها حضور لافت في الفيلم الرومانسي "ذا نوت بوك" The Notebook (2004)، الذي تولّى ابنها نيك إخراجه. وللمفارقة فقد أدت جينا رولاندز في هذا الفيلم، الذي اكتسب شهرة واسعة جدا، دور النسخة الأكبر سنًا من شخصية الممثلة راشيل ماك آدامز (آلي هاميلتون) بطلة الفيلم، وقد أصيبت بمرض ألزهايمر. وصرح نيك، لمجلة إنترتينمنت ويكلي، بعد إعلانه عن إصابة والدته بالزهايمر: "إنها تعاني من الخرف الكامل. إنه أمر مجنون للغاية - لقد مثلته، والآن نحن نعيشه".


وتقاعدت جينا رولاندز من العمل في التمثيل عام 2015، السنة نفسها التي حصلت فيها على جائزة فخرية.

تكريم المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار في مهرجان سان سيباستيان

 


سيحصل المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار على جائزة دونوستيا الفخرية في الدورة 72 من مهرجان سان سيباستيان السينمائي التي تقام بين 20 و28 سبتمبر/ أيلول المقبل في المدينة الواقعة شمالي إسبانيا، بحسب ما أفاد به المنظمون الأربعاء.

وقال منظمو المهرجان في بيان: "بالإضافة إلى موهبته الفنية وأسلوبه البصري المميز، تتألق شخصيته من الاتجاه الفني إلى الموسيقى التصويرية، وتتميز أعماله السينمائية بكتابته للشخصيات النسائية، واتجاه الممثلين، والجرأة في تناول مواضيع عدة".

وسيتسلم المخرج البالغ 74 عاماً جائزته في 26 سبتمبر المقبل، قبل عرض أحدث أعماله وأول فيلم يُصوّره باللغة الإنكليزية، ويحمل عنوان "ذا روم نكست دور" وتؤدي دوري البطولة فيه النجمتان جوليان مور وتيلدا سوينتون، اللتان ستقدمان له الجائزة.


وفي مايو/ أيار الماضي، أعلن القائمون على المهرجان أنّ الجائزة الفخرية الأخرى لهذه الدورة ستذهب إلى الممثلة الأميركية الأسترالية كيت بلانشيت، وذلك عن مسيرتها الممتدة لـ "أكثر من 30 عاماً والتي تجمع بين سينما المؤلفين والأفلام الموجّهة إلى عامة الناس".


وتعد جائزة دونوستيا الفخرية أعلى تكريم يمنحه المهرجان في تقليد بدأ عام 1968، وتضم قائمة الحاصلين عليها عدداً كبيراً من الشخصيات، أبرزها: غريغوري بيك، وفيتوريو غاسمان، وبيتي ديفيس، ولورين باكال، وكاترين دونوف، وآل باتشينو، وميريل ستريب، وروبرت دي نيرو.

وكان بيدرو ألمودوفار مَن قدّم جائزة دونوستيا للممثل آل باتشينو والمخرج وودي آلن، إضافة إلى الممثل الإسباني أنطونيو بانديراس.

وأنجز المخرج الإسباني نحو ثلاثين فيلماً روائياً، من بينها "تودو سوبريه مي مادريه" (Todo sobre mi madre) الحائز جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي عام 1999، و"أبلي كونيا" (Hable Con Ella) الحائز أوسكار عن أفضل سيناريو أصلي.


وسبق أن فاز بيدرو ألمودوفار أيضاً بجائزتي غولدن غلوب، وسبع جوائز من أكاديمية السينما الأوروبية، وخمس جوائز بافتا، وأربع جوائز سيزار، بالإضافة إلى تكريمه في مهرجانات بارزة مثل "كان" و"فينيسيا" و"برلين".

ونقل البيان عن المخرج قوله إن "تكريمي يشعرني بالسعادة والامتنان. إنه لشرف كبير لي أنّ سان سيباستيان هي إحدى المدن التي يتم فيها الاحتفاء بالسينما بأكبر قدر من الحماسة".

الخميس، 15 أغسطس 2024

على التِّلال الزرقاء غفا اليأس للشاعر الجزائري جان الموهوب عمروش

 


ترجمة سلمى عمار قويدر


قِف أمامِي يا بُنيَّ

حتَّى أحفظَ قامَتَكَ في الذَّاكِرَة.

أَوَدُّ الذّهاب لمُلاقاةِ عائلتي:

جمعٌ من الأيادي الحانيةِ

حيثُ سيَّجَنَا النِّسيانُ.


أريدُ المُضِيَّ..

لأجد عائلتي البَشريّة الحقيقية.


تحت الفروع البارزة

لشجرة الزيتون المُسمَرَّةِ

في المنحدرات العارية

لتلك التِّلال الزرقاء

غفا اليأس.


والسَّمَاءُ الصَّارِمَةُ

فوق هذي الجموع الضائعة أبداً

حيث الموت غيرُ المُدْرَكِ البديعِ

تَدْفَقُ نداوتهَا الزرقاء.


لقدِ انسلّتِ الحياةُ الهَشَّةُ

من أزهارِ شجر الخوخِ البنفسجية

وفي قعر الأخوارِ الزرقاء

غنّى ماء الرَّحمة.


أودُّ الذّهاب لألقَى الملائكة، إخواني

حيثُ البلد الأخرسِ الَّذي يَسجنُه قلبي


أرواحٌ..

يا أرواحَ الموتى

تحت الصّخر المخطّط

إنّ الزيتون يَنوحُ فوق رفاتك المنسيّة

لكنّ الزيتَ المُضيءَ لا يمكنه أبداً

أن يمنح الحياة لأعضائك الجافة.

هل تَنسَكِبينَ في السّماء

عندَ السّاعةِ التي يحلّق فيها «البُرْني»*

حولَ المَهاوِي الزرقاءِ؟


يا مسافري القلق الأبدي

هل أنتم من يعبرُ حشود النجوم

التي لا تُحصى في السّماء السّوداءِ

حيثُ سَيُومِئُ لي نجمي ذات يوم؟


أين مكانُه

مكانُ طفلكم المَحتُومِ

طفلكم المسجونِ

في عظامه الآيلة إلى الصخر الأجدبِ؟

أين مكاني

مكانُ ابنكم المُكَبَّلِ؟


أريدُ أن أرتاحَ في كنفِ عائلتي الآدمية

تلكَ التي سُلِّمت إلى كراهيةٍ مُعتمة

آمِلاً أن يحرّرها إلهٌ

على جبلِ زيتونٍ

شبيهٍ بآخرَ ذي جذوع ملتوية في وطني.


أتخلى اليومَ عن هذا المكان

حيث ظننتُ أن قدميَّ ستقفان أبداً.

هذي القبور المُهداةُ لشمسٍ شرِهة

هذي النسوة ذوات الوجوهِ المُخَدَّدةِ،

بأيديهنّ الممدودة...

لا نحوَ هذه السّماء الصافية

بَلِ نحوَ الأيادي المغلقة

لأبناءٍ راحلين عنهنَّ

نحو بلاد الذهب والعمل اليسير.


إِنِّي أُبحِرُ اليومَ نحوَ تَلٍّ آخرَ

حيثُ بلدٍ لم يُرَ بعدُ بنظراتٍ بشريّةٍ

تحت شجرةٍ ذات أذرعٍ طويلة...


كنظرةِ أمٍّ.


وداعاً يا موطن مولدي

_______________________


*البُرني: اسم عامي لنوعٍ من الطيور الجارحة الصغيرة التي تعيش في شمال أفريقيا

وُلد الشاعر والروائي جان الموهوب عمروش (1906ـــــ 1962) في منطقة تُدعى الصّومَام، وبالضبط في قرية إِغِيلْ عْلِي، في ولاية بجاية شرق الجزائر. ينحدر الشاعر من عائلة جزائرية أمازيغيّة نزحت نحو تونس. والدته هي الشاعرة فاطمة آيت منصور عمروش التي غادرت قريتها تِيزِي هْبِيلْ وهي شابة، هرباً من سوء المعاملة كونها ابنة مجهولة الأب. التحقت فاطمة بمدرسة فرنسية للدراسة، ومن ثم اشتغلت في «مستشفى آيت مْنْغلَّاتْ» كممرضة، وقد اعتنقت الديانة المسيحية خلال تلك الفترة. تزوجت بعد ذلك من أنطوان بلقاسم وهو جزائري أيضاً، وأنجبت منه تسعة أبناء منهم الموهوب. تقول المراجع بأنها فجعت في سبعة منهم توفوا تباعاً، ما جعلها ذات شجن عظيم ميّز قصائدها وأغانيها الموسومة بالأسى والحسرة. أورثت مارغريت فاطمة آيت منصور لابنها جان الموهوب وشقيقته ماري لويز الطاوس عمروش شغف الشعر والكتابة والغناء والاعتزاز بالثقافة الأمازيغية.

الاثنين، 12 أغسطس 2024

بين آفليك وجنيفر لوبيز معًا من جديد، في فيلم

 بعد تداول الكثير من الأنباء عن طلاق جنيفر لوبيز- Jennifel Lopez وبن آفليك- Ben Afflick، وإفادة التقارير أنّهما يعيشان منفصلين، وانتشار الكثير من الدلائل التي تؤكّد ذلك، بات انفصالهما شبه مؤكّد. ولكن، يبدو أنّ فيلم جديد قد يعيد المياه إلى مجاريها بينهما، وهو أنستوبابل- Unstoppable، الذي يسد سيرة ذاتيّة عن رياضيّ، وهو سيُعرَض للمرّة الأولى في مهرجان تورنتو السينمائيّ الدوليّ في سبتمبر المقبل. فالنجمة "لوبيز" ستؤدّي دورًا بطوليًّا فيه، في حين أنّ "آفليك" سيكون هو من ينتج هذا العمل، وذلك عبر شركة الإنتاج Artists Equity التي يملكها هو وصديقه المقرب 

يروي هذا الفيلم قصة حقيقية عن المصارع أنتوني روبليس، الذي فاز ببطولة NCAA الوطنية الفردية لعام 2011 على الرغم من ولادته بساق واحدة. وتلعب لوبيز دور جودي- Judy، والدة "روبليس"، بينما يلعب جاريل جيروم- Jharrel Jerome دور "روبليس". ويضم فريق العمل أيضًا كلّ من بوبي كانافال- Bobby Cannavale في دور والد روبليس، ومايكل بينيا- Michael Peña، ودون تشيدل- Don Cheadle.

الصورة التي نشرتها "جنيفر لوبيز" من فيلم "Unstoppable"
 

في إحدى الصور الأولى التي تمت مشاركتها، تظهر "جينيفر" وهي تلفّ يدها حول عنق "جيروم" وتقبله على جبهته، وقد نشرتهاعلى خاصيّة القصص القصيرة عبر حسابها على انستغرام، وأشارت إلى Amazon MGM Studios والمنتجة Elaine Goldsmith-Thomas. ولم تذكر "أفليك" أو شركة إنتاجه.

مُخرجان عربيّان ينضمّان إلى لجنة تحكيم مهرجان البندقيّة السينمائيّ 2024


 

بعد أسابيع، ستنطلق النسخة الجديدة من مهرجان البندقيّة اسلينمائي الذي يجمع بين أهمّ مشاهير العالم، للكشف عن العروض الأولى لأحدث الأفلام، مثل فيلم "Beetlejuice Beetlejuice" للمخرج تيم بيرتون- Tim Burton، وفيلم Joker: Folie a Deux للمخرج تود فيليبس- Todd Phillips، وفيلم The Order للمخرج جاستن كيرزيل- Justin Kurzel، وفيلم The Room Next Door للمخرج بيدرو ألمودوفار- Pedro Almodovar.

وإضافة إلى الأسماء الهوليوديّة، تحجز تلك العربيّة مراتب مهمّة لها في هذا الحدث العالميّ، وذلك ليس في الأفلام التي يقف وراءها مبدعون من المنطقة وحسب، بل أيضًا في لجنة التحكيم، والتي تمّ اختيار اثنين من صنّاع الأفلام العرب ليكونوا من بين أعضائها، وهما المخرج الموريتانيّ عبد الرحمن سيساكو، والمخرجة السوريّة سؤدد كعدان. فمن هما المخرجين العربيين في لجنة التحكيم؟


المخرج الموريتانيّ عبد الرحمن سيساكو

حظي المخرج الموريتانيّ عبد الرحمن سيساكو بإشادة دوليّة لتسليطه الضوء على مواضيع مثل العولمة والتجربة الإنسانيّة والمنفى، وقدنالت أعماله إعجاب النقّاد ومنها ضمنت لح الحصول على جوائز. ومن أبرز أفلامه، "Waiting for Happiness" الذي فاز في مهرجان كان السينمائيّ بجائزة "Fipresci" عن فئة "Un Certain Regard"، إضافة إلى فيلم "Timbuktu" الذي أطلقه في العام 2014، الذي تنافس على جائزة السعفة الذهبيّة في كان وحصل على ترشيح لجائزة الأوسكار لأفضل قيلم بلغة أجنبيّة. وسترأس اللجنة التي سيكون سيساكو من بين أعضائها، الممثّلة الفرنسيّة إيزابيل أوبير- Isabelle Huppert، وستضمّ أيضًا كلّ من المخرج الأميركيّ جايمس غراي- James Gray و والبريطانيّ أندرو هايج- Andrew Haigh، والممثّلة الصينيّة تشانغ زيي- Zhang Ziyi.

المخرجة السوريّة سؤدد كعدان

اختيرت المخرجة السوريّة سؤود كنعان لتكون عضوة في لجنة تحكيم فئة أوريزونتي- Orizzonti، ومن أشهر أعمالها، الفيلم القصير "اليوم الذي فقدت فيه ظلّي" الذي فاز بجائزة أسد المستقبل لأفضل فيلم أوّل في مهرجان البندقيّة السينمائيّ في العام 2018، والذي يدور حول أحداث الحرب الأهليّة السوريّة، ويسلّط الضوء على قصّة أمّ وابنها الصغير اللذيْن يواجهان تحديّات كبيرة أثناء محاولاتهما بتجاوز المشقّات. وسترأس اللجنة التي ستكون كعدان من بين أعضائها، المخرجة والمصورة السينمائية الأمريكية ديبرا جرانيك- Debra Granik، وستضمه أيضًا المخرج والمنتج الإيرانيّ علي عسكري،والمخرجة الإيطالية فاليا سانتيلا- Valia Santella، والمخرج اليوناني كريستوس نيكو- Christos Nikou.


السبت، 10 أغسطس 2024

مهرجان فينيسيا يمنح كلود لولوش جائزة كارتييه للمجد لصانع الأفلام 2024


 أعلن مهرجان فينيسيا السينمائي عن منح المخرج والكاتب والمنتج الفرنسي الكبير كلود لولوش جائزة كارتييه للمجد لصانع الأفلام والمخصصة لشخصية قدمت مساهمة أصلية بشكل خاص لصناعة السينما المعاصرة.

وسيقام مهرجان فينيسيا حفل توزيع الجوائز لكلود لولوش يوم الاثنين 2 سبتمبر 2024 في القاعة الكبرى (قصر السينما)، قبل عرض فيلمه الجديد "Finalement" (فرنسا، 127 دقيقة) خارج المسابقة.

عاشق الأفلام

وقال مدير مهرجان فينيسيا السينمائي ألبرتو باربيرا: "كلود لولوش هو أحد أفضل مخرجي السينما الفرنسية، وهو مُفسِّر ممتاز لـ"جودتها"، وإن كانت غريبة عن تياراتها الرئيسية؛ وهو أيضًا صانع أفلام غزير الإنتاج، حيث أخرج أكثر من ستين فيلمًا روائيًا طويلًا. وهو عاشق للأفلام ومؤلف أفلام قصيرة ومقاطع فيديو موسيقية، ومصور سينمائي، وكاتب سيناريو، وممثل، ومنتج، وحقق نجاحًا دوليًا في عام 1966 بفيلمه "رجل وامرأة" (Un homme et une femme)، الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي وجائزتي أوسكار في عام 1967، لأفضل فيلم بلغة أجنبية ولأفضل كتابة وقصة وسيناريو.

وترك لولوش بصمة لا تمحى على سينما عصره، قبل كل شيء من خلال التقاط ذوق ورضا الجمهور.  فهو مخرج أفلام غير تقليدي وغير قابل للتصنيف، يحب تقديم الأنواع المختلفة (الدراما والكوميدية وأفلام الجريمة وأفلام المغامرات والأفلام الغربية والخيال العلمي والمسرحيات الموسيقية وأفلام الحرب والأماكن التاريخية) ولا يتردد في خلط الاتفاقيات وإنشاء هياكل سردية وزمنية غير تقليدية.

نجاح لا ينسي

العديد من نجاحات كلود لولوش لا تُنسى، مثل Money Money Money (L'aventure, c'est l'aventure، 1972)، وHappy New Year (La bonne année، 1973)، وItinerary of a Spoiled Child (Itinéraire d'un enfant gâté، 1988)، وThe Beautiful Story (La belle histoire، 1991)، وهي أمثلة على نوع من السينما المتطورة والمتناغمة مع الميلودراما والكوميديا ​​​، ناهيك عن كونه طليعيًا من الناحية الفنية في فيلمه القصير Rendezvous (كان موعدًا، 1976)، وهو عبارة عن تسلسل مدته 9 دقائق تم تصويره بكاميرا ستيدي كام أثناء قيادته مسرعة في شوارع باريس بسيارة مرسيدس، وهو نقطة مرجعية لأي شخص لديه علاقة "جسدية" بكاميرات الأفلام.

وتشبه مسيرة كلود لولوش سيمفونية تُعزف على مدار العمر فتمتد مسيرته السينمائية على مدى أربعة وستين عامًا، بالعديد من الأفلام الحائزة على جوائز، وشخصياته إنسانية بشكل لا يصدق، وقصص حياته تبقى في أذهاننا، وخاصة هوسه الثابت بقصص الحب الجميلة.

وولد كلود لولوش في باريس في 31 أكتوبر 1937.. وغالبًا ما يقال إنه ولد بكاميرا فيلم بين يديه فطالما كانت السينما قصة حب بالنسبة له؛ كانت دائمًا جزءًا لا يتجزأ من الحياة نفسها وهذا ما يفسر كثرة أعماله، فهي نتاج عطش لا ينضب للسينما والحياة حيث قدم أكثر من واحد وخمسين فيلمًا طويلًا، وأفلامًا تلفزيونية، ومائة وخمسين إعلانًا تجاريًا.

وكلود لولوش صانع أفلام يحب الشخصيات التي يخلقها ويريد أن يحبها الجمهور الذي يكن له احترامًا كبيرًا ويريد أن يقدم له عرضًا حقيقيًا فهو صانع أفلام شعبي بأفضل معنى للكلمة، وحققت أفلامه نجاحًا كبيرًا واعترافًا دوليًا وتوضح أفلامه شغف الرجل في الطفولة، واللقاءات، والحب، والصداقة، والمخاطر، والظلم، والموت، والتناسخ، والعودة إلى الوطن، والسفر .

الاثنين، 5 أغسطس 2024

ورشات باسام الكبرى "نبض" الجزائرية بلعمري ضمن المشاريع المختارة

 


كشفت ورشات "باسام الكبرى"، مؤخرا، الحدث البارز في السينما الإفريقية، عن قائمة المشاريع المختارة لدورتها لعام 2024، وعددها 12 مشروعًا في ثلاثة أصناف، وهي الأفلام الروائية، والأفلام الوثائقية، والمسلسلات. ويتجلى مشروع جزائري ضمن المجموعة مع أعمال من مختلف أنحاء إفريقيا.

اختارت اللجنة المخرجة الجزائرية علياء لويزة بلعمري، من خلال مشروعها الروائي "نبض" الذي ينتجه منصف دليسي، ويعد بتقديم منظور جديد للسينما الجزائرية، والمساهمة في إشعاعها الدولي.

وتمّ الموافقة على 12 مشروعًا من أصل 150 من قبل لجنة الاختيار، وهي 4 مشاريع وثائقية، و6 مشاريع روائية، ومسلسلان، وهي المشاريع القادمة من 12 بلدا، هي الجزائر، والبنين، وبوركينا فاسو، وكوت ديفوار، ومصر، والنيجر، ونيجيريا، وأوغندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والسنغال، وتشاد، وتونس، وفقًا لبيان المنظمين.

وعلاوة على ذلك، تم اختيار مسلسلين هما  "Capsi، وهو مشروع لفاما رياني دانييل سو، و«Gnoupata، قرية الغامضات" لإبراهيم بايور.  أما الأفلام الوثائقية المختارة، فهي "Kouri، الأرض في الضباب" من إنتاج موسى تيجاني عثمان، و "الرائد" من إنتاج إيناس أبيشو، و "الفتيات الصغيرات من هانوي: من فيتنام إلى كوتونو" من إنتاج أركيد أسوغبا، و«إلى دانييل" من إنتاج موني محمود.

وتشمل مشاريع الأفلام الروائية أعمالًا مثل "Breaking" لهاديجة ناكانجاكو (أوغندا) من إنتاج ميدي سيروادا، و "Gélérise: صعود التاج الثالث" لجون أولولو أديكوج (نيجيريا) من إنتاج جبنغا أديكوج، و "الخنزير" لمامادو سوكرات ديوب (السنغال) من إنتاج يانيس جاي، و "Niobium" لمايشا مايني (جمهورية الكونغو الديمقراطية) من إنتاج ساكينا سايدو، و«الأميرة تيني" لفابيان داو (بوركينا فاسو) من إنتاج مصطفى سواجوغو.

وتسلّط دورة 2024 من ورشات "باسام الكبرى" ، الضوء على تنوّع وغنى السينما الإفريقية. وستحصل المشاريع المختارة على دعم شخصي طوال الحدث، لتطوير مشاريعهم، وجعلها معروفة للجمهور العريض. و "عمليًا، في باسام الكبرى سيتم مزج حاملي المشاريع مع المرشدين الذين سيقدمون لهم دعمًا شخصيًا لتحسين أفكارهم السينمائية. وسيتم تقديم دروس في السينما من قبل مخرجين، وكُتاب، ومنتجين ونقاد مشهورين، سيأتون لمشاركة معارفهم"، وفقًا للمصدر نفسه.

ولا تقتصر ورشات "باسام الكبرى" على دعم المشاريع المختارة فقط، بل تهدف أيضًا إلى إنشاء شبكة قويّة بين المحترفين في صناعة السينما الإفريقية والدولية، والتي تهدف إلى تعزيز قدرات المشاركين، وتشجيع إنتاج أعمال سينمائية جديدة، وعالية الجودة. وفي نهاية هذه الدورة، سيتم دعوة المشاركين لتقديم مشاريعهم أمام المموّلين والمحترفين. وستحصل المشاريع الأكثر تطورا على منح دولية لإقامات والمشاركة في مختبرات، ما يوفّر منصة هامة لتطوير وتحقيق أعمالهم.

وعلياء لويزة بلعمري من مواليد بجاية. هي محامية، ومخرجة، وفنانة تشكيلية جزائرية. كانت منذ طفولتها مهتمة بالفنون بفضل عمها. تطوّر لديها شغف بالفنون التشكيلية، والمسرح. وانتقلت إلى الجزائر العاصمة في 2012، وتخصّصت في السمعي البصري؛ ما مكّنها من نسج علاقات في الوسط السينمائي.

وتتميّز علياء باهتمامها بالأفلام الوثائقية، وهو نوع تراه الأكثر صدقًا في التقاط جمال الإنسان.  ويعكس فيلمها "Unique.dz" حبها للقصص الشخصية، وإيمانها بأنّ لكلّ فرد قيمة فريدة.

وكفنانة تشكيلية، تتناول علياء بشكل متكرّر، مواضيع متعلّقة بالأنوثة. وتشارك في مبادرات من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة، ومنظمات غير حكومية أخرى.

ورشات "باسام الكبرى" المدعومة من قبل جمعية مشروع  "باسام الكبرى"، امتداد مباشر لمختبر "واغا فيلم" ؛ إذ يتم وضع مختبر التطوير المبتكر هذا كأماكن فريدة ومتميزة في القارة، ومخصّصة لاكتشاف ودعم المؤلفين والمساحات التي تعزّز بناء القصص، من خلال نهج مبتكر بالتعاون مع العالم الإبداعي، والعالم الاقتصادي.

وتقوم شركة ورشات "باسام الكبرى" بعد دعوة لتقديم المشاريع، باختيار مشاريع من بين المشاريع الواعدة، والتي سيشرف عليها مرشدون ومدربون مشهورون عالميًا لمرحلة من الدعم والتدريب المتعمق، تغطي مختلف مجالات إنتاج الأفلام، وبالتالي فهم يشجعون اللقاءات بين المهنيين ذوي الخبرة، والمواهب الإفريقية الشابة؛ ما يسهّل التواصل بينهم على نطاق دولي.