فارقنا يوم 30 ديسمبر 2017 رائد السينما التونسية المخرج عُمار الخليفي..
ولد 16مارس سنة 1934 في سليمان، ودرس في مؤسسة ناشي بفرنسا . لقّب الراحل بأب السينما التونسية، ومؤسس الفنّ السابع في تونس . والسينمائي الوحيد في بلاده الذي تخصّص في السينما التاريخية،. وهو صاحب أول فيلم تونسي بعد الاستقلال بفيلم «الفجر» سنة 1966، الذي كان فاتحة السينما التونسية بإمتياز حيث لم تتسم سنة 1966 على الصعيد السينمائي بولادة أول فيلم تونسي فحسب بل تزامنت ببعث أيام قرطاج السينمائية.. كما كان الفقيد عمار الخليفي رئيس مصلحة السينما بوزارة الثقافة آنذاك.. لقد كان خليفي –ذلك المخرج النشط ، الذي كان قد صنع عددا من الأفلام التسجيلية, بل وكان إفرازاً لحركة مزدهرة –هي حركة أفلام الهواة- حيث علم نفسه بنفسه ، و اصدر أربعة أفلام في ست سنوات فقط- وتدور أحداث فيلم «الفجر» في السنوات الأخيرة من الاستعمار الفرنسي للتراب التونسي، إذ يتحدث الفيلم عن «قصة ثلاثة شبان من طبقات اجتماعية مختلفة، مصطفى عامل ينتمي إلى الطبقة الشعبية، وهادي شاب برجوازي احتضن القضية الثورية امتثالا إلى قيمه ومبادئه، وحسن ملتزم بالقضية... انتمى الثلاثة إلى خليّة مقاومة المحتل وقاموا بالإفراج عن معتقلين وهاجموا مخزنا للأسلحة وقتلوا متواطئا مع المستعمر. في هذه المعركة قتل هادي وحسن أثناء تلك العمليات، والتحق مصطفى بالثوار إلى أن تم القبض عليه وأعدم...»
إلى جانب الإخراج السينمائي، كتب الراحل عمار الخليفي سيناريوهات مجموعة من الأفلام الروائية التونسية على غرار «المتمرد» سنة 1965، الذي تدور احداثه في تونس عام 1952 قبل الاستقلال حيث يندلع التمرد العام ضد الاحتلال الفرنسي , لايملك التونسيون سوى وسائل مقاومة بدائية , ويملك الفرنسيون أسلحة متطورة , ينضم الشباب الى الفلاقة التي تتصدى للاحتلال بالعديد من العمليات الفدائية , كما يقوم رجال المقاومة بالتسلل الى ثكنات جيش الاحتلال , ويسعى الفرنسيون الى احباط المقاومة من خلال عمليات قمع وحشية واغتيال زعماء الحركة الوطنية والقبض على الكثير منهم ، و«الفلاقة» 1970، . فاز بالجائزة الذهبية في مهرجان موسكو السينمائي الدولي سنة 1971. و«صراخ» 1972، الذي ربما يكون هو اجمل أفلامه وأكثرها ذاتية . وهي كلها أفلام اهتمت بتقديم صورة الكفاح ضد فرنسا المستعمرة ، قبل أن يتوقّف قليلاً، ثم يخرج عمله الطويل الأخير «التحدي» 1986، وتناولت هذه الأفلام تفاصيل عن التاريخ الوطني التونسي والملاحم النضالية ضد الاستعمار الفرنسي.
اهتم الفقيد بالتاريخ التونسي، وألف عدة كتب في هذا المجال؛ من بينها «المنصف باي» و«بنزرت.. معركة بورقيبة»، كما ألف كتابا عن السيرة النضالية لصالح بن يوسف..
محمد عبيدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق