الأحد، 7 يناير 2018

فيلم "الرحلة المؤجلة" يغوص في ممارسات المتاجرين بالشباب في قوارب الهجرة غير الشرعية

قسنطينة - غاص الفيلم الاجتماعي "الرحلة المؤجلة" الذي  قدم عرضه الأول بعد ظهر يوم السبت بقاعة العروض لدار الثقافة مالك حداد  بقسنطينة في ممارسات أولئك الذين يتاجرون بأحلام الشباب من خلال تنظيم رحلات  "محفوفة بالمخاطر" ضمن قوارب الهجرة غير الشرعية.
وتناول الفيلم الذي كتب السيناريو الخاص به و أخرجه الشاب إسلام منفوش على  مدار 50 دقيقة ظاهرتي البطالة و الهجرة غير الشرعية من خلال قصة مجموعة من  الشباب العاطلين عن العمل الذين يصطدمون بعدة عراقيل في حياتهم اليومية تجعلهم  يفكرون في امتطاء قوارب الهجرة بحثا - حسب اعتقادهم - عن حياة أفضل.
ومع توالي المشاهد التي نجح المخرج في جعلها تلفت أنظار الجمهور يقوم هؤلاء  الشباب بسرقة الدراجة النارية لأحد المغتربين الجزائريين "تقمص دوره فريد آيت  عمر" و الذي عاد لأرض الوطن بعد تعرضه لأزمة مالية بفرنسا أين كان يقيم.
وتبرز أحداث هذا الفيلم التي لم تخلو من عنصر التشويق تنقل هؤلاء الشباب إلى  مدينة سكيكدة بحثا عن رجل اسمه صالح اعتاد نقل "الحراقة" إلى الضفة الأخرى من  البحر الأبيض المتوسط لكن "سوء الحظ" يوقعهم بين يدي رجل "محتال" ينتحل شخصية  صالح و يسلبهم الأموال دون رجعة.
وفي نهاية الفيلم يلتقي هؤلاء الشباب بصالح الحقيقي "نور الدين بشكري" الذي  يخبرهم بأنه توقف عن نقل المهاجرين غير الشرعيين بعد أن تسببت إحدى هذه  الرحلات في فقدانه لأحد أبنائه و يقدم لهم النصيحة بأنه "لا يمكنهم إيجاد بلد  آخر أفضل من الجزائر."
وفي تصريح ل/وأج كشف إسلام منفوش الذي سبق له خوض عدة تجارب تمثيلية عن "نيته  في إنجاز جزء ثان لهذا الفيلم يسلط الضوء أكثر على ممارسات تجار الموت"  --مثلما أسماهم-- بعدما ترك نهاية الفيلم مفتوحة, مردفا بأنه "تعمد الجمع في  هذا الفيلم بين ممثلين ذوي خبرة وآخرين جدد من أجل تبادل الخبرات."
فيما أشاد السيد عماد و هو من المهتمين بالشأن الثقافي ب"أداء الممثلين و  المخرج على حد سواء" مردفا بأن "مثل هذه المبادرات الشبانية تحتاج إلى تشجيع و  اهتمام للنهوض بالحقل الفني الجزائري."

جدير بالذكر أنه علاوة على نور الدين بشكري و فريد آيت عمر يتقاسم أدوار فيلم  الرحلة المؤجلة الذي تم تصوير مشاهده بين قسنطينة و سكيكدة كل من إسلام منفوش  و محسن هواري و ياسين بوجعادة و فتيحة نصر الله على وجه الخصوص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق