بقلم : محمد عبيدو
كاتب ياسين، صاحب أهم رواية للأدب الجزائري باللغة الفرنسية ومن أشهرها في العالم "نجمة"، ولد ببلدية زيغود يوسف بولاية قسنطينة في 6 أوت 1929، شارك في انتفاضة سطيف في 1945/05/08 ضدّ الاحتلال الفرنسي وهو لم يتجاوز بعد السادسة عشر، وقبض عليه في التظاهرات وسيق إلى السجن المركزي ثمّ طرد من المدرسة، وكان لذلك أبعد الأثر في كتاباته. بعد خروجه من السجن راح يتجوّل في الجزائر وصحرائها ويكتب الشعر، نُشرت مجموعته الشعرية الأولى "مناجاة" في عام 1946. دخل عالم الصحافة عام 1948، فنشر بجريدة "الجزائر الجمهورية -Alger Republican" التي أسّسها رفقة ألبير كامو، وبعد أن انضم إلى الحزب الشيوعي الجزائري قام برحلة إلى الاتحاد السوفياتي ثم إلى فرنسا عام 1951 كما زار فيتنام مرّتين... عاد إلى الجزائر سنة 1970 وهجر الكتابة بالفرنسية وراح يكتب بالعامية الجزائرية. وفي الجزائر أسّس فرقة مسرحية راحت تجوب المدن الجزائرية والعواصم الأوروبية، لتقديم مسرحياته على خشباتها. حاز كاتب ياسين عدد من الجوائز الأدبية من بينها جائزة "جان عمروش" في فلورنسا سنة 1963، جائزة "لوتس" سنة 1975، كما حاز الجائزة الوطنية الكبرى للآداب في باريس، وقبل وفاته تقلّد عدة مناصب، منها مدير المسرح في سيدي بلعباس.
كتب روايات ومسرحيات وأشعارا ضدّ الاحتلال الفرنسي للجزائر ودفاعا عن قضية وطنه، وكانت أشهر مسرحياته "الجثة المطوقة" التي أثارت ضجّة في الأوساط الثقافية الفرنسية عند صدورها، كما أصدر رواية "نجمة" وكانت كلتاهما تشيران إلى الجزائر ومعاناتها. توفي في 28 أكتوبر 1989م بمدينة غرونوبل الفرنسية جراء سرطان الدم، عن عمر يناهز الستين، نقل جثمانه ودفن في الجزائر.
السينما التي انفتحت على الأجناس الأدبية بغاية تشكيل هويتها، باعتبارها جماع الفنون الأخرى التي وُجدت قبلها، وقاربت السير الشخصية وأعادت تشكيلها على الشاشة تعاملت مع حياة كاتب ياسين وأعماله بعدد من الأفلام الوثائقية، فيما بقيت خائفة من مقاربة رواياته بأفلام طويلة ، من بين هذه الوثائقيات:
الفيلم الوثائقي "الحياة الثالثة لكاتب ياسين" من إنجاز الإعلامي، إبراهيم حاج سليمان. ويسرد هذا الفيلم عبر 26 دقيقة المغامرة المسرحية التي خاضها الشاعر والمسرحي كاتب ياسين. وقال مخرج الفيلم عنه "إنه شهادة مؤثرة ما بعد الممات لملحمة مسرحية يتساوى جمالها وعمقها مع جهل الكثير لها". وفسّر، إبراهيم حاج سليمان، اختيار عنوان الفيلم بانقسام حياة "الرجل ذي النعل المطاطي"، إلى ثلاث مراحل أولاها ولادة وطفولة كاتب، ثانيها هجرته وإبداعه الفني وآخرها مرحلة حياته التي كانت بدايتها لدى عودته إلى الجزائر عام 1962 إلى غاية وفاته بمدينة غرونوبل الفرنسية عام 1989.
يعد هذا الفيلم القصير بمثابة تكريم لكاتب ياسين من خلال شهادات أدلي بها رفاقه بالفرقة المسرحية "مسرح البحر" التي نشطها بالجزائر العاصمة ثم في سيدي بلعباس، حيث كان محل إقامته بعد إلغاء الجمعية المسرحية التي أنشأها رفقة صديقه المجاهد الراحل، علي زعموم. ولم يكن هذا "المنفى الداخلي" الثاني الذي عاشه، كاتب ياسين، بعد منفاه الخارجي ليشكل عائقا لسكان هذه المدينة من غرب الوطن (سيدي بلعباس)، ليلتفوا حول الكاتب الذي عاش في توافق كبير مع الناس البسطاء الذين أحبوه لصفاته الإنسانية المتميّزة بالبساطة والكرم، حسب شهادة صديقه، سماعين، المغني الشعبي الذي كان يرافق فرقته المسرحية في جولاتها.
ويعرض الوثائقي"الوطن في القلب" للكاتب جيلالي خلاص مسار الأديب والمسرحي كاتب ياسين في الفن الرابع و تطرقت كل الشهادات التي قدمها جامعيون وكتاب والممثلون الأولون في الفرقة المسرحية لكاتب ياسين خلال السبعينات والثمانينات وكذا كاتب سيرته في أكثر من ساعة إلى الأعمال المسرحية للكاتب والتي تعالج نصوصها معاناة الشعوب المستعمرة والظلم الاجتماعي.
وأيضا بفيلم "كاتب ياسين، الكاتب العام" إخراج إيسيدرو روميرو. التقى، تشارلز هاروشي وإيسيدرو روميرو، مع الكاتب الجزائري، كاتب ياسين، خلال زيارته إلى باريس في عام 1971، ويتحدّثان لمدة 53 دقيقة معه عن حياته وأعماله الأدبية. في العرض الأول للفيلم، كتب المعدان "الكاتب" في اللغة العربية تعني كاتبا، وفقا للتقاليد، الكاتب العام، الشاعر المجهول.
وفيلم "كاتب ياسين -الشاعر بثلاث لغات" من إخراج، ستيفان غاتي، فرنسا / 2001 / 55 دقيقة. نرى أوّل كاتب باللغة الفرنسية - اللغة التي اكتشف عبرها معنى "الثورة" - ما يجعل لغته بحثا عن تاريخ الحقيقية ويرجع بسرعة بعد الاستقلال إلى اللهجة العربية الجزائرية كي يسمعه شعبه.
كلمات، كاتب ياسين، في هذا الفيلم هي في غاية الأهمية، تساعدنا الآن ونحن نقوم بقراءة لهذا الفيلم، المنتج بسنوات سابقة، على تقاسم هذه اللحظات وإعطاء مفاتيح لفهم الحالة في شمال إفريقيا وما توحيه بكتابات كاتب ياسين.
لمسات بناءة، هذه هي ما يمكن أن تصف بدقة فيلم وثائقي ستيفان غاتي. هذه المقابلة الطويلة تمت قبل فترة وجيزة من وفاة الكاتب -الشاعر والروائي والكاتب المسرحي، حيث تتبع خطوات من بداية وعيه، وتمنح المشاهد حظا للمشاركة بلحظة حيوية خاصة، حول كاتب ياسين وحول تاريخ بلاده وهويته المتعددة اللغات. نتلمس هنا شخصية أسطورية (للمقاومة) وشعارها مسرح كاتب ياسين، لكن بالفيلم أيضا عبور الموضوعات والأحداث من خلال نقطة ما توجد في كتاباته، تذكر، أرمان غاتي، الطريق المدمر لموقف الشاعر وغربته دائما بعمله، سواءً في الساحة السياسية أو استخدامه لثلاث لغات أم، العربية، الفرنسية والقبائلية، ليكون متعدّد الثقافات، بحيث يصبح تدريجيا ممتلكا للغة التحرر، ركّز على المستقبل وليس الماضي.
وبفيلم "كاتب ياسين: الحب والثورة" المنجز سنة 1989 من قبل المخرج، كمال دهان، نمضي عبر الوثيقة عن ولادته في قسنطينة في عام 1929، بعد أن عاش فترة طويلة في فرنسا وأوروبا كاتب ياسين يتحدّث عن عمله وأفكاره. هذا الفيلم هو صورة مضيئة تعكس السعي لهوية بلد متعدد الثقافات وتطلعات شعبها.
وأنجز عن، كاتب ياسين، أيضا فيلم وثائقي للمخرج التونسي، علي فتح العيادي، بعنوان "رجل من اليقين، الشاعر المظلومين" وفيلم "كاتب ياسين، الشاعر تجول" (1998) من إخراج، ماريون ذيبا وديفيد غيسلان، تحدث هذا الفيلم عن حياة الشاعر والروائي وكيف يستخدم الكاتب المسرحي كاتب ياسين اللغة كسلاح.
بالمقابل، تعد "نجمة، مليء بالنجوم" ضلع تأسيسي للأدب الجزائري الحديث، فالشظايا، التبرعم، المتغيرات وانهيار السرد التقليدي، تخلطه بابتكار في صياغتها وكثافتها الشعرية.
كاتب ياسين، صاحب أهم رواية للأدب الجزائري باللغة الفرنسية ومن أشهرها في العالم "نجمة"، ولد ببلدية زيغود يوسف بولاية قسنطينة في 6 أوت 1929، شارك في انتفاضة سطيف في 1945/05/08 ضدّ الاحتلال الفرنسي وهو لم يتجاوز بعد السادسة عشر، وقبض عليه في التظاهرات وسيق إلى السجن المركزي ثمّ طرد من المدرسة، وكان لذلك أبعد الأثر في كتاباته. بعد خروجه من السجن راح يتجوّل في الجزائر وصحرائها ويكتب الشعر، نُشرت مجموعته الشعرية الأولى "مناجاة" في عام 1946. دخل عالم الصحافة عام 1948، فنشر بجريدة "الجزائر الجمهورية -Alger Republican" التي أسّسها رفقة ألبير كامو، وبعد أن انضم إلى الحزب الشيوعي الجزائري قام برحلة إلى الاتحاد السوفياتي ثم إلى فرنسا عام 1951 كما زار فيتنام مرّتين... عاد إلى الجزائر سنة 1970 وهجر الكتابة بالفرنسية وراح يكتب بالعامية الجزائرية. وفي الجزائر أسّس فرقة مسرحية راحت تجوب المدن الجزائرية والعواصم الأوروبية، لتقديم مسرحياته على خشباتها. حاز كاتب ياسين عدد من الجوائز الأدبية من بينها جائزة "جان عمروش" في فلورنسا سنة 1963، جائزة "لوتس" سنة 1975، كما حاز الجائزة الوطنية الكبرى للآداب في باريس، وقبل وفاته تقلّد عدة مناصب، منها مدير المسرح في سيدي بلعباس.
كتب روايات ومسرحيات وأشعارا ضدّ الاحتلال الفرنسي للجزائر ودفاعا عن قضية وطنه، وكانت أشهر مسرحياته "الجثة المطوقة" التي أثارت ضجّة في الأوساط الثقافية الفرنسية عند صدورها، كما أصدر رواية "نجمة" وكانت كلتاهما تشيران إلى الجزائر ومعاناتها. توفي في 28 أكتوبر 1989م بمدينة غرونوبل الفرنسية جراء سرطان الدم، عن عمر يناهز الستين، نقل جثمانه ودفن في الجزائر.
السينما التي انفتحت على الأجناس الأدبية بغاية تشكيل هويتها، باعتبارها جماع الفنون الأخرى التي وُجدت قبلها، وقاربت السير الشخصية وأعادت تشكيلها على الشاشة تعاملت مع حياة كاتب ياسين وأعماله بعدد من الأفلام الوثائقية، فيما بقيت خائفة من مقاربة رواياته بأفلام طويلة ، من بين هذه الوثائقيات:
الفيلم الوثائقي "الحياة الثالثة لكاتب ياسين" من إنجاز الإعلامي، إبراهيم حاج سليمان. ويسرد هذا الفيلم عبر 26 دقيقة المغامرة المسرحية التي خاضها الشاعر والمسرحي كاتب ياسين. وقال مخرج الفيلم عنه "إنه شهادة مؤثرة ما بعد الممات لملحمة مسرحية يتساوى جمالها وعمقها مع جهل الكثير لها". وفسّر، إبراهيم حاج سليمان، اختيار عنوان الفيلم بانقسام حياة "الرجل ذي النعل المطاطي"، إلى ثلاث مراحل أولاها ولادة وطفولة كاتب، ثانيها هجرته وإبداعه الفني وآخرها مرحلة حياته التي كانت بدايتها لدى عودته إلى الجزائر عام 1962 إلى غاية وفاته بمدينة غرونوبل الفرنسية عام 1989.
يعد هذا الفيلم القصير بمثابة تكريم لكاتب ياسين من خلال شهادات أدلي بها رفاقه بالفرقة المسرحية "مسرح البحر" التي نشطها بالجزائر العاصمة ثم في سيدي بلعباس، حيث كان محل إقامته بعد إلغاء الجمعية المسرحية التي أنشأها رفقة صديقه المجاهد الراحل، علي زعموم. ولم يكن هذا "المنفى الداخلي" الثاني الذي عاشه، كاتب ياسين، بعد منفاه الخارجي ليشكل عائقا لسكان هذه المدينة من غرب الوطن (سيدي بلعباس)، ليلتفوا حول الكاتب الذي عاش في توافق كبير مع الناس البسطاء الذين أحبوه لصفاته الإنسانية المتميّزة بالبساطة والكرم، حسب شهادة صديقه، سماعين، المغني الشعبي الذي كان يرافق فرقته المسرحية في جولاتها.
ويعرض الوثائقي"الوطن في القلب" للكاتب جيلالي خلاص مسار الأديب والمسرحي كاتب ياسين في الفن الرابع و تطرقت كل الشهادات التي قدمها جامعيون وكتاب والممثلون الأولون في الفرقة المسرحية لكاتب ياسين خلال السبعينات والثمانينات وكذا كاتب سيرته في أكثر من ساعة إلى الأعمال المسرحية للكاتب والتي تعالج نصوصها معاناة الشعوب المستعمرة والظلم الاجتماعي.
وأيضا بفيلم "كاتب ياسين، الكاتب العام" إخراج إيسيدرو روميرو. التقى، تشارلز هاروشي وإيسيدرو روميرو، مع الكاتب الجزائري، كاتب ياسين، خلال زيارته إلى باريس في عام 1971، ويتحدّثان لمدة 53 دقيقة معه عن حياته وأعماله الأدبية. في العرض الأول للفيلم، كتب المعدان "الكاتب" في اللغة العربية تعني كاتبا، وفقا للتقاليد، الكاتب العام، الشاعر المجهول.
وفيلم "كاتب ياسين -الشاعر بثلاث لغات" من إخراج، ستيفان غاتي، فرنسا / 2001 / 55 دقيقة. نرى أوّل كاتب باللغة الفرنسية - اللغة التي اكتشف عبرها معنى "الثورة" - ما يجعل لغته بحثا عن تاريخ الحقيقية ويرجع بسرعة بعد الاستقلال إلى اللهجة العربية الجزائرية كي يسمعه شعبه.
كلمات، كاتب ياسين، في هذا الفيلم هي في غاية الأهمية، تساعدنا الآن ونحن نقوم بقراءة لهذا الفيلم، المنتج بسنوات سابقة، على تقاسم هذه اللحظات وإعطاء مفاتيح لفهم الحالة في شمال إفريقيا وما توحيه بكتابات كاتب ياسين.
لمسات بناءة، هذه هي ما يمكن أن تصف بدقة فيلم وثائقي ستيفان غاتي. هذه المقابلة الطويلة تمت قبل فترة وجيزة من وفاة الكاتب -الشاعر والروائي والكاتب المسرحي، حيث تتبع خطوات من بداية وعيه، وتمنح المشاهد حظا للمشاركة بلحظة حيوية خاصة، حول كاتب ياسين وحول تاريخ بلاده وهويته المتعددة اللغات. نتلمس هنا شخصية أسطورية (للمقاومة) وشعارها مسرح كاتب ياسين، لكن بالفيلم أيضا عبور الموضوعات والأحداث من خلال نقطة ما توجد في كتاباته، تذكر، أرمان غاتي، الطريق المدمر لموقف الشاعر وغربته دائما بعمله، سواءً في الساحة السياسية أو استخدامه لثلاث لغات أم، العربية، الفرنسية والقبائلية، ليكون متعدّد الثقافات، بحيث يصبح تدريجيا ممتلكا للغة التحرر، ركّز على المستقبل وليس الماضي.
وبفيلم "كاتب ياسين: الحب والثورة" المنجز سنة 1989 من قبل المخرج، كمال دهان، نمضي عبر الوثيقة عن ولادته في قسنطينة في عام 1929، بعد أن عاش فترة طويلة في فرنسا وأوروبا كاتب ياسين يتحدّث عن عمله وأفكاره. هذا الفيلم هو صورة مضيئة تعكس السعي لهوية بلد متعدد الثقافات وتطلعات شعبها.
وأنجز عن، كاتب ياسين، أيضا فيلم وثائقي للمخرج التونسي، علي فتح العيادي، بعنوان "رجل من اليقين، الشاعر المظلومين" وفيلم "كاتب ياسين، الشاعر تجول" (1998) من إخراج، ماريون ذيبا وديفيد غيسلان، تحدث هذا الفيلم عن حياة الشاعر والروائي وكيف يستخدم الكاتب المسرحي كاتب ياسين اللغة كسلاح.
بالمقابل، تعد "نجمة، مليء بالنجوم" ضلع تأسيسي للأدب الجزائري الحديث، فالشظايا، التبرعم، المتغيرات وانهيار السرد التقليدي، تخلطه بابتكار في صياغتها وكثافتها الشعرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق