السبت، 23 يناير 2016

مختصون يتحدثون للنصر النقد السينمائي الإلكتروني موّجه و آثاره مزّيفة

يرى عدد من السينمائيين بأن شبكات التواصل الاجتماعي، خلقت حراكا من نوع خاص في مجال النقد السينمائي و كشفت عن رؤى و اهتمامات جديدة، لها تأثيرها الواضح و إن كان أثرها  مزّيفا و موّجها. و اعتبر البعض بأن الفضاء الإلكتروني منح للمهتمين بالسينما حرية أكبر و جرأة في الطرح ،تفتقدها الصحافة عموما، مما ساهم في تفاعل و إثارة فضول  الجمهور لكل عمل يتم التحدث عنه أو تناوله، مشيرين إلى اكتشاف أفكار و رؤى و حتى مفردات جديدة باتت متداولة حتى في الإعلام.
و في رأي الناقد السينمائي و رئيس تحرير موقع «إعلام دوت أورغ»، المختص في شؤون الميديا بمصر محمد عبد الرحمان، فإن السنوات الأخيرة شهدت صعود نقد سينمائي مغاير لما كان موجودا، و ذلك بفضل مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت توّجه الجمهور و تستعمل الأساليب الملتوية، لأجل تحقيق نجاح جماهيري،  قد لا يدوم بعد العرض، أين يظهر الأثر المزّيف لكل ما قيل بشأن ذلك الإنتاج، من قبل نقاد، غالبا ما يكونون مجهولين.
كما أن رغبة الجيل الجديد من النقاد، في أخذ مكانهم و فرصتهم في هذا المجال، جعلهم يتبنون هذه المواقع كفضاء لإبراز آرائهم، حيث نجح الكثيرون  منهم في إيجاد متابعين أكثر من غيرهم، ممن حالفهم الحظ في نشر مقالاتهم في الصحف، لأن شباب اليوم يفضلون الاختصار و السرعة و هو ما على النقاد ، في نظره، أن يحاولوا العمل به للوصول إلى جمهور أكبر، بدل أن يستمروا في حبس النقد السينمائي بالكتب و الأبحاث الأكاديمية التي لا تصل حتى إلى المخرجين و المنتجين و بالتالي لا يعملون بها و لا يظهر لها أثر في الأعمال الجديدة، مثلما قال.
و من جهته، اعتبر الأديب و الناقد الجزائري سمير قاسيمي بأن النقد السينمائي لا يزال يحافظ على دوره و مكانته في تطوير الفن السابع، بل أصبحت له فعالية أكبر بفضل شبكات التواصل الالكتروني التي سهلت التقاء الناقد و السينمائي و الجمهور في فضاء واحد يفتح منبر نقاش للجميع في آن واحد، و هو ما لا توّفره الدراسات أو المقالات النقدية المنشورة عبر الصحف أو المعدة ضمن أبحاث أكاديمية، التي تبقى حكرا على المختصين فقط.
و استرسل قاسيمي، مشيرا إلى ما أطلق عليه بالنقد تحت الطلب الذي عرف رواجا في السنوات الأخيرة و المستغل في الترويج لبعض الأعمال، التي قد تكون هابطة من  وجهة نظر المثقفين، بينما تلقى النجاح الجماهيري، بفضل ما تم تداوله على أنه نقد عبر الواب، لكن ذلك يبقى في نظره أفضل من الغياب التام للنقد الفني السينمائي، مثلما عانته الجزائر في السنوات الأخيرة، و إن كانت الأمور في نظره بدأت تعرف تحسنا في المدة الأخيرة، بعد تزايد عدد المهرجانات و الإنتاج السينمائي.
الناقد السينمائي السوري محمد عبيدو من جانبه، اعتبر أن أولى مهام النقد السينمائي، هي تعميق الصلة بين المشاهد وبين الفيلم، لكن الواقع بيّن بأن السينما و الثقافة السينمائية، من آخر اهتمامات القائمين على الصحف، حيث يجدون دائما بديلا مناسبا لهما في المواد الفنية العامة و المنوعات، مما جعل من الصعب التفريق بين المحرّر الفني الذي يجمع الأخبار الفنية و الحوارات مع الفنانين والنقد السينمائي، فصارت الكتابة عن السينما، لا تخرج عن كونها عرضا سريعا لقصة الفيلم أو مدح للعاملين فيه أو تجريح لا يخلو من الشتم، انطلاقا من تصفية الحسابات الشخصية، الشيء الذي أعطى المدونات المختصة بالنقد السينمائي و صفحات التواصل الاجتماعي فضاء للتواصل و إيصال الآراء النقدية السينمائية والانطباعات عن الأفلام إلى الآخرين بسرعة، مع عرض الأفلام و الأحداث السينمائية، كما مكنت الجميع من متابعة الإنتاج السينمائي المنتشر عن طريق القرصنة أو عبر مواقع خاصة .
مريم/ب
 جريدة النصر بتاريخ: الجمعة، 22 جانفي 2016 22:53 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق