محمد عبيدو
بقيت الفنانة التشكيلية
ابنة المكسيك فريدا كاهلو شبه مغيّبة عن الإعلام العالمي، إلاّ بارتباط اسمها وحياتها
بحياة الرسام دييغو ريييرا، الى أن تغيرت نظرة النقّاد إلى أعمالها التي اتسمت بالفنتازية
والسذاجة والرمزية الخاصة في إطار هائل من الألوان الجريئة والمتضاربة.
اليوم لم تعد فريدا
كاهلو وحيدة أو منسية، بل صارت في الصدارة، قُدمت مسرحية في نيويورك عن فنّها وحياتها،
أما في لندن، فخصصت صالة «لا تات مودرن» معرضاً ضخماً يضم أبرز أعمالها في إطار استعادي،
وعنوان المعرض العريض يشبه إعادة الاعتبار لفنانة لم تلقَ الدعم، لا المادي ولا المعنوي
في حياتها، فهي لم تعرض أكثر من مرتين طوال حياتها وبقيت شبه مجهولة إلى حين أصدرت
المؤلفة هايدن هيريرا سيرة فريدا في كتاب ضخم لفت نظر العالم إليها من جديد في مطلع
التسعينيات، ومنذ ذلك التاريخ بدأت المحاولات في اقتباس الكتاب إلى السينما، وكان مشروع
فيلم أولير ستون عن حياتها من بطولة مادونا، وأيضاً المخرج لويس الديس قام بالاقتباس
في فيلم من بطولة جنيفر لوبيز، كذلك فرانسيس فورد كوبولا لكن المحاولات الثلاث لم تصل
إلى نتيجة إلى أن تمّ تصوير حياتها عام 2002 في فيلم من إخراج الفنانة جولي تايمور،
وهو مأخوذ عن كتاب ألفته هايدن هريرا، حيث جسّدت شخصيتها الممثلة سلمى حايك. وعنها
سبق أن حققت السينما المكسيكية فيلماً بعنوان فريدا أيضاً من اخراج بول ليروك سنة
1984.
وقصة فريدا هي قصة
اعتراف العالم بفنان مقهور أو منبوذ أو متروك، ثم يعود الى الضوء تماماً كما حصل مع
فان غوغ وموديلياني وكاميل كلوديل وغيرهم من الفنانين الذين كانت لهم الأقدار «الملعونة».
أن تصبح رسامة لم يكن جزءاً من الأهداف المهنية لفريدا (1907-1957). فقد كانت ترغب
أن تصبح طبيبة، لكن وكأن القدر لم يكتفِ بشلل الأطفال الذي أصابها في قدمها اليمنى
وهي في السادسة فحادث مأساوي وهي في سن 18 تركها جريحة نفسياً وجسدياً ما تبقى لها
من الحياة. لقد غير هذا الحادث مجرى حياتها إلى الأبد.
لقد اضطرت اضطراراً
أن تلجأ للرسم، كما قالت "لأحارب الملل والألم". وفريدا التي لم تتلقَ أي
تدريب فني رسمي، تأثرت بمن أرادت من الفنانين والأساليب والمدارس الفنية والثقافات
وشكّلت أسلوباً خاصاً فريداً. "أرسم نفسي لأني أقضي وقتاً طويلاً وحيدة ولأني
الشخص الأفضل الذي أعرفه". وسيرافقها الرسم مدى حياتها، لتكتشف من خلال هذا الفن
الذي استخدمته في البداية لقتل الوقت في بحر من الأيام والشهور التي لا تنتهي وهي مضطجعة
في سريرها، حقيقتها الخاصة: ما هو كريه، وما هو مؤلم، باستطاعتهم أن يحملونا إلى حقيقة
معرفة أنفسنا. لكونه يكتشف ذاتنا، ويضيء أكثر الأماكن عمقاً داخلنا. إن الرسومات الشخصية
لكالو هي جميلة لأنها: تظهر لنا الشخصيات المتتابعة لإنسان لم يتشكل بعد، فهو مازال
في طور التشكل. وهو ما يربط كالو بالرجال والنساء المهمشين.
ولدت فريدا في 7
تموز 1907، وكانت تردد باستمرار أنها ولدت عام 1910 ليس أبداً لكسب صفة الشباب كما
يحصل عادة، بل لتربط مولدها بتاريخ عزيز على قلبها وهو تاريخ الثورة الوطنية التي قادها
اميليانو زاباتا في المكسيك.
في السادسة من عمرها،
تعرّضت لمرض وأصيبت بشلل الأطفال فتأذت رجلها اليمنى، وخلّف ذلك عوقاً بساقها مما ترك
ذلك العوق أثراً نفسياً سيئاً عليها لفترة طويلة من حياتها، لم ترتدِ الفستان في حياتها
إلاّ مع الجوارب الصوفية في عز الصيف كي لا يسألها أحد عن الموضوع، ثم تعرضت عام
1925إلى حادث باص كان يقلّها إلى منزلها وعلى أثر الحادث، اضطرت إلى التمدد على ظهرها
من دون حراك لمدة سنة كاملة.
عملت والدتها على
راحتها طوال تلك السنة، ووضعت لها سريراً متنقلاً ومرآة ضخمة في سقف الغرفة، فكانت
وحيدة وجهاً لوجه مع ذاتها طوال النهار، فطلبت ريشة وألواناً وأوراقاً لترسم، وراحت
تنقل صورتها يومياً واكتشفت بذلك حبها بل شغفها بالرسم.
فريدا لم تدرس الرسم
أكاديمياً إلا أنها كانت قد تلقّت بعض الدروس الخصوصية على يد أحد الأساتذة، ولكنها
استطاعت عبر لوحاتها أن تجعل المتلقي يرى الألم أرضاً واقعية.. حياً قبيحاً قاتلاً
ومعوقاً.. وليس ألماً قدسياً ماوياً مطهراً .
محور أعمالها الواقع
والقدر، إذ نبع ذلك من تجربتها الخاصة في المعاناة، وكان الرسم المتنفس الوحيد لآلامها
وعذاباتها وقدرها التعس، والمعاناة جعلت تجربتها الخاصة منبعاً للخيال، ولم يكن ذلك
إلغاء للواقع للوصول إلى مملكة الخيال، إذ ان لوحاتها كانت واقعية قابلة الفهم غير
مستعصية الادراك، وفيها الكثير من التوثيقية والتقريرية وواضحة حتى للمشاهد البسيط.
ورغم أن النقاد يصنفون
أعمالها ضمن الاتجاه السريالي ، فإنها تقول في يومياتها التي ترجمها للعربية علاء شنانة :« لم أرسم
أبداً أحلاماً ، بل أرسم واقعي الحقيقي فقط »، هذا الواقع الذي تراه مجسداً في ملامح
وجهها، وفي جسدها المثخن بالجراح الذي حاولت أن تنقل تفاصيله التي تعكس ظاهرها الباطن،
وحاجباها المقرونان كأنهما غراب ينعى تلك النظرات، وشفتاها المنقبضتان تعبير عن مأساتها
و تحملها لآلام شديدة تمزق جسدها الغض الطري.
إنها مثخنة بالجراح
وتعيش اضطراباً نفسياً وعالماً غرائبياً، يجمع بين الكثير من المتناقضات .. هذا العالم
الذي يتشكل من نفسية ممزقة وجسد تعلقت به إلى درجة الجنون.
في سنة 1928 انخرطت
في الحزب الشيوعي المكسيكي. وفي سنة 1937 لجأ «تروتسكي» إلى المكسيك، فأقام في منزل
فريدا المعروف بالمنزل الأزرق في ضواحي مكسيكو أي مسقط رأسها، وعام 1938 تعرفت فريدا
إلى أندريه بروتون حين كان هذا الأخير مسافراً إلى المكسيك ليشارك في مؤتمر فني، دعاها
بروتون لتعرض في باريس وسهّل لها الأمر، فسافرت وعرضت، وفي الكاتالوغ الخاص بالمعرض
كتب بروتون: «فن فريدا كاهلو شريط معقود حول قنبلة!».
توفيت سنة 1954 بعد
حياة مليئة بالآلام والمعاناة، تاركة أكثر من150 لوحة يصنف النقاد ثلثها ضمن الرسوم
الذاتية.
وفرت فريدا كاهلو
فرصة استثنائية لحياة كاملة في نقصها بعد أن عاشت سبعة وأربعين عاماً قضت معظمها أسيرة
مقعدها المتحرك، منذ أصيبت في سن الثامنة عشرة إثر حادث الحافلة، وظلت طريحة الفراش
لمدة عام بأحد المستشفيات، حيث تعرف إليها بطلنا الفنان دييغو ريفيرا فتزوجا وهي في
الواحدة والعشرين، ثم عاشت معه الخيانات والانفصال والعودة والزواج من جديد.
كانا يعيشان عشقهما
أكثر وهما في حال الانفصال، رسمته فريدا كثيراً ووضعته في لوحتها رسماً في قلبها أو
على جبينها..
في فيلم فريدا الذي
يصور الحياة التراجيدية الصاخبة المؤثرة للفنانة المكسيكية فريدا كاهلو، التي خلّفت
وراءها تراثاً تشكيلياً رائعاً، وملامح حياة تجسد مقدار الوجع والقلق والمعاناة الذي
لف سنوات عمرها القليلة، مذكرة إيانا بتلك المصائر المأساوية لأصحاب القلوب الكبيرة
والمشاعر المرهفة الرقيقة، نلتقي النص الجميل الراقي وكيفية المعالجة الفنية التي أمسكت
بالنص، والتفت حوله لتخلق صورة وحدثاً متكاملين، وقد تفوقت الممثلة سلمى حايك على نفسها
في هذا الدور المعقد والمركب وهي تترجم الانفعالات الداخلية لدى الشخصية المقهورة عاطفياً
والمدمرة نفسياً وجسدياً، غير أن هذه الشخصية لم تكن سلبية بالمرة، فهي تدافع عن نفسها
وتقاوم في سبيل الارتقاء بنفسها وبإبداعها حتى تصل إلى الهدف الذي تريده.
نص (فريدا) السينمائي
يقتبس نوره من أكثر من كاتب، وقد أعاد الممثل إدوارد نورتون كتابته (يظهر نورتون أيضا
في مشهدين في الفيلم بدور نلسون روكفلر)، في بداية الفيلم نرى الرسامة فريدا (سلمى
حايك) بالعاصمة المكسيكية سنة 1945، أي قبل وفاتها بأسابيع قليلة، وهي مريضة جداً إلى
حد منع الأطباء لها من الحركة، غير أنها تصر على حضور المعرض الخاص بأعمالها التشكيلية
وهي راقدة على السرير.
ومع مشهد خروج فريدا
وهي مستلقية على فراش تحمله مجموعة أشخاص ليضعوه في عربة نقل كبيرة، وكأن اللقطة تبين
نقل أثاث إلى مكان آخر، ومن خلال عملية « زووم» للكاميرا على وجه فريدا ننتقل إلى فترة
الصبا لفتاة رشيقة مرحة مقبلة على الحياة بروح الشباب، مدللة من والدها الذي لم ينجب
سواها ، عن طريق الفلاش باك المديد، والذي يستغرق الفيلم كله.
تعود إلى سنوات العشرينيات..
عندما كانت فريدا شابة نشطة ومفعمة بالحيوية، حيث تتعرف على رسام الجداريات المشهور
بفنه وبعلاقاته النسائية: ديجو ريفيرا (الفريدو مولينا) الذي كان يكبرها بواحد وعشرين
سنة، بعد ذلك تتعرض فريدا لحادث سير أصابها في عمودها الفقري وهي صبية، في 1925، فتصبح
مقعدة وطريحة الفراش زمناً، ومن أجل إشغال وقتها يحضر لها والدها أدوات الرسم لتنمي
ولعها بالرسم، تغلبت فريدا على الألم بوضع مرآة فوق سريرها، ورسم ذاتها بعد أن حرمت
مما حولها، فصارت انعكاسات ألمها وجسدها في المرآة موضوعات أثيرة في لوحاتها. تتعرف
على الحركة الطليعية في العاصمة، ثم يركز الفيلم على العلاقة العاطفية والزوجية بين
فريدا وريفيرا، والتي تتسم - هذه العلاقة - بالصخب والتوتر، كما يتناول الفيلم جانباً
من رحلاتها إلى نيويورك وباريس وارتباطهما بالحركة الثورية العالمية: السياسية والفنية
من خلال تروتسكي والسورياليين ، ومع انتشار شهرتها تدهورت صحة كاهلو العليلة حتى رحلت
في عام 1954 . وهذه المكسيكية المناضلة من أجل الحرية وحقوق المرأة، كانت قد قدمت حياتها
الشخصية نموذجاً يحتذى في الصراع من أجل الحياة، ، إنها واحدة من أشهر فنانات القرن
العشرين، وأكثرهن إثارة لحماس قرّاء السير الذاتية.
ويحتوي الفيلم على
بعض الأخطاء الصغيرة، فهو لا يذكر أن الآلام الجسدية المزمنة التي تعانيها كاهلو بدأت
عندما أصيبت بشلل الاطفال وهي في سن السادسة، وليس في حادث سيارة الباص الذي كادت أن
تلقى فيه حتفها في سن الثامنة عشرة في العام 1925، وكذلك يذكر الفيلم أن كاهلو أجهضت
في أثناء وجودها في نيويورك لحضور معرض للوحات ريبيرا في متحف الفنون العصرية، في حين
أن الحقيقة هي أن ذلك حدث في ديترويت.
وأداء سلمى حايك
لدور كاهلو يجعلك تحس أنك تشاهد الفنانة، ليس بسبب الشبه بينهما وحسب، من الناحية الجسدية،
بما في ذلك الحاجبان المتصلان اللذان اشتهرت بهما الفنانة، بل لأنها تفعم الدور بالفرح
الطاغي والحيوية المشتعلة والقـوة المغناطيسية.
يقول الفنان الفرنسي
(براك):«أشعر وكأنني أنفض الغبار عن اللوحة... إنها تتضح أمامي تدريجياً مع انحسار
الغبار...»، وهذا بالضبط ما تفعله فريدا في لوحاتها.. ولكن أهو غبارالرغبات المكبوتة
والمغلفة بضباب التجريدية والسوريالية..؟. إذا كان الغبار لدى براك غبار اللاوعي فهو
لدى فريدا غبار لرغبات واعية «سياسية كانت أم عاطفية» من شابة متفتحة للحياة، ولكنه
وعي معني ينزف دماً ويضج شهوات وآلاماً.
الفيلم أعاد إنتاج
الصورة الذاتية التي رسمتها بكثافة بالغة، حتى الحيوانات التي كانت تمرح في لوحات فريدا
انطلقت في لوحات الفيلم.
وقد اعتمد
الفيلم على الصور التي بقيت في المخيلة والأخرى التي التقطها لها معاصروها، ومنهم لولا
برافو، وهي واحدة من أقرب الناس إليها، وهي الصور الحميمية التي حركها الفيلم، وخاصة
تلك التي تمثلها فوق كرسيها المتحرك تراقب زوجها وهو يرسم إحدى لوحاته الجدارية الضخمة،
أما أشهر الصور فتلك التي تطرق فيها برأسها متكئة على راحة يدها وهي تغمض عينيها أو
تكاد، وليس يميز الصورة سوى الخواتم غير المتشابهة في أصابعها، يحمل أحدها صورة طائر،
والآخر منحوت على شكل قلب أيقونة الحب الذي كانت تبحث عنه طيلة حياتها.
وقد ضفرت مخرجة العمل
جولي تيمور هذه الحياة الحافلة للرسامة المكسيكية في سرد زمني مشحون بالعاطفة، مطعم
بتألق بصري أخاذ، وجمالية باهرة متناثرة في مواقع متفرقة من السرد، و تكمن البراعة
الفنية، الجمالية، في استخدام اللوحات على نحو خلاق، فالرسومات تصبح حية على نحو مفاجئ
ومدهش أمام أنظارنا، إذ تخرج من أطرها الجامدة وتتداخل مع المظاهر الواقعية، ولوحة
الحلم الشهيرة تتحول إلى مشهد متألق بصرياً في ختام الفيلم، حيث السرير الذي ترقد عليه
فريدا مع هيكل عظمي فوقها مباشرة يحترق من تلقاء نفسه.
وقام الممثل
جيفري رش بدور عاشق فريدا: ليون تروتسكي، أما زوجها دييغو ريفيرا (1886 1957م)، فقام
بدوره ألفرد مولينا ، ويقدم الفيلم جدارياته بشيء من التوثيق وكثير من الحب.
لكن المأساة تصل
إلى ذروتها عندما تفقد جنينها وتحرم من الأمومة بسبب الحادث الذي تعرضت له، والشيء
الآخر عندما يستدرج « دييغو» شقيقتها ويقيم معها علاقة غير مشروعة، فتثور فريدا وتطلب
منه الخروج من حياتها إلى الأبد، وتنطوي على نفسها، تشرب كثيراً وتدخن أيضاً بشراهة
غير أنها لم تهمل ابداً لوحاتها التي جاءت محملة بالعذابات المتكررة فأثنى عليها النقاد.
وتأتي النهاية بقطع
قدمها المصابة بالغرغرينا بعد أن رسمت ذلك وتنبأت بحدوثه قبل وقوعه، ولأنها تصر على
إقامة معرض لها في بلدها، يلبي «دييغو» رغبتها.. ويوم الافتتاح تصر على الحضور.. إلا
أن الطبيب ينصحها بعدم مغادرة الفراش، وحين تأخذنا الكاميرا إلى مشهد الافتتاح.. يفاجأ
الجمهور بفريدا وهي تدخل عليهم محمولة على محفة وسط تصفيق الجميع، وهنا يتصل المشهد
الأول مع المشهد الأخير بعد رحلة مع معاناة إنسانة وفنانة، وتحديها لجميع الظروف التي
وضعتها في مواقف صعبة للغاية سواء على المستوى الجسدي أم النفسي أم العاطفي أم الفني
والاجتماعي أيضاً.
فيلم “عشتار ياسين”:
“فريدتان dos farida “ 2019، ويبلغ مدته
92 دقيقة. تقوم المخرجة بدور البطولة في الفيلم الذي تدور قصته حول العلاقة التي ربطت
الرسامة المكسيكية “فريدة كاهلو” وممرضتها الكوستاريكية “جوديث فيريتو”، التي وصلت
المكسيك أواخر العام 1940 للاعتناء بالكاتب الكوستاريكي الشهير “كارمن لير”.
بعد فترة وجيزة ارتبط
مصير “جوديث” مع “فريدا كاهلو”، حيث ظلت ترعاها طوال السنوات الأخيرة من حياتها بمنزلها
الأزرق في المكسيك حتى وفاتها. وعلى الرغم من تناقض شخصيتاهما ففريدا تجسد شغفاً خالصاً
بطبيعة مسترخية، فيما “جوديث” مهووسة بالنقاء والنظام. إلا أن لديهما سمات مشتركة:
فقد ظلت كلتا المرأتين من الشيوعيات المتحيزات وعانيتا من مشاكل صحية مماثلة. وأصبحت
هذه القصة أساس فيلم “فريدتان”.
الشخصية الرئيسية
في هذا الفيلم هي “جوديث” التي لعبت دورها الممثلة البرتغالية الشهيرة “ماريا دي ميديروش”.
ومع ذلك فالفيلم ليس سيرة ذاتية عادية، بل هو بحسب تعبير “عشتار ياسين” خليط الذكريات،
الزمن، الخيال والواقع.
محمد عبيدو