بحث هذه المدونة الإلكترونية
السبت، 24 مايو 2025
مهرجان كان 2025: فيلم "مجرد حادث" للمخرج الإيراني جعفر بناهي يتوج بالسعفة الذهبية
توج فيلم "مجرد حادث" للمخرج الإيراني جعفر بناهي السبت بالسعفة الذهبية في النسخة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي.
وكوفئ المخرج البالغ 64 عاما، والذي تمكّن من الحضور إلى مهرجان كان لأول مرة منذ 15 عاما، بالجائزة الأرفع في الحدث العريق، عن فيلمه الذي يقدم قصة أخلاقية تغوص في مخطط سجناء سابقين للانتقام من جلاديهم.
يدور فيلم "مجرد حادث" حول وحيد الذي يؤدي دوره وحيد مبصري والذي يخطف رجلا بساق صناعية يشبه تماما الرجل الذي عذبه في السجن ودمر حياته. ينطلق وحيد للتحقق مع ناجين آخرين من أن هذا الرجل هو بالفعل من عذبهم في السجن ثم يقرر ما سيفعله معه.
وقال بناهي باللغة الفارسية، بحسب ترجمة قدمها المهرجان "أعتقد أن هذه اللحظة المناسبة لسؤال كل الناس، جميع الإيرانيين، بكل آرائهم المختلفة عن الآخرين، في كل مكان في العالم، في إيران أو في العالم، أسمح لنفسي أن أطلب شيئا واحدا: دعونا نضع جانبا (...) كل المشاكل والاختلافات، الأمر الأكثر أهمية في هذه اللحظة هو بلدنا وحرية بلدنا".
وقالت رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش عند إعلانها عن الجائزة "الفن يحرك الطاقة الإبداعية لإخراج أفضل ما بداخلنا. قوة تحول الظلام إلى تسامح وأمل وحياة جديدة".
وقد صُوّر الفيلم الفائز سرا، إذ رفض المخرج طلب الإذن بالتصوير. وفي تحدّ لقوانين الجمهورية الإسلامية، ظهرت ممثلات كثيرات في العمل من دون حجاب.
بناهي ثاني إيراني يفوز بجائزة السعفة الذهبية بعد عباس كياروستامي عن فيلم "طعم الكرز" (1997). والعام الماضي، فاز إيراني آخر هو محمد رسولوف بجائزة خاصة عن فيلمه المثير للجدل "دانه انجر مقدس" (أي "بذرة التين المقدس"). وبعد أن وصل سرا إلى مدينة كان، اختار رسولوف المنفى.
وأعلن بناهي أنه سيعود إلى وطنه الأحد بالرغم من خطر التعرض لأعمال انتقامية. ولا يُعرف المصير الذي تخبئه له السلطات بعد فيلمه الحادي عشر.ويسود غموض حيال المصير الذي تخبئه له السلطات في طهران بعد فيلمه الحادي عشر، إذ سبق أن سُجن المخرج مرتين في إيران حيث حُكم عليه في عام 2010 بالسجن ست سنوات ومُنع من التصوير لمدة 20 عاما.
"تحويل الظلام إلى غفران"
وخلال تسليمه جائزة السعفة الذهبية، تطرقت رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش إلى الدور الذي يضطلع به الفنانون في "تحويل الظلام إلى غفران".
وقالت النجمة الفرنسية "الفن يستفز ويطرح الأسئلة ويبدّل الأوضاع (...) الفن يحرك الطاقة الإبداعية لأثمن جزء فينا وأكثره حيوية. قوة تحوّل الظلام إلى غفران وأمل وحياة جديدة".
منذ عام 2010، لم يتمكن المخرج الإيراني من مغادرة بلاده لحضور أيّ من المهرجانات السينمائية الكبرى التي أغدقت عليه الجوائز (جائزة "الدب الذهبي" مرتين في برلين، وثلاث جوائز في كان، وجائزة أخرى في مهرجان البندقية).
وفي باقي التتويجات، ذهبت جائزة أفضل ممثلة لنادية مليتي عن دورها في فيلم "الصغيرة الأخيرة" للمخرجة الفرنسية من أصل تونسي حفصية حرزي. وأدت مليتي، الطالبة الرياضية التي رُصدت في اختبار أداء، دور فاطمة ابنة السبعة عشر عاما، وهي شابة مسلمة تكتشف مثليتها الجنسية.
وفاز المخرج البرازيلي كليبير ميندوزا فيلهو بجائزة أفضل إخراج عن فيلم "أو سكريتو أجينت" (العميل السري) وحصل ابضا فاغنر مورا بجائزة أفضل ممثل على جائزة أفضل ممثل، حيث جسد في الفيلم دور أب يخفي هويته في محاولة للتهرب من الاغتيال خلال فترة الديكتاتورية العسكرية في البرازيل،
ومنحت جائزة أفضل سيناريو للأخوين جان بيار ولوك داردين عن فيلم "الأمهات الشابات". ويدور عملهما الاجتماعي الجديد حول دار تعنى برعاية أمهات مراهقات يعانين ظروفا صعبة، في ختام مهرجان كان بدورته الثامنة والسبعين التي لم تغب عنها السياسة.
وحصل فيلم (سنتمنتال فاليو) "القيمة العاطفية" من إخراج النرويجية يواكيم ترير على الجائزة الكبرى، وهي ثاني أكبر جائزة في المهرجان بعد السعفة الذهبية وتمنحها لجنة التحكيم لأحد الأفلام الروائية، والتي قالت في خطاب فوزها بالجائزة: "لا أعتقد أن الفن مجرد شيء نفعله لغرض أو للفهم، لا نعرف لماذا نفعله، إنه شيء أشاهد أطفالي الصغار يفعلونه.. يغنون ويرقصون قبل أن يتمكنوا من الكلام. لكنها لغة أخرى، يمكن أن تكون لغة توحيد
جائزة لجنة التحكيم – Jury Prize نالها أوليفر لاكس – Oliver Laxe عن فيلم: سيراط – Sirât ، وماشا شيلينسكي – Mascha Schilinski عن فيلم: صوت السقوط – Sound of Falling."..
ولم تتضمن قائمة الجوائز هذا العام أي أفلام أمريكية، إذ خرجت إنتاجات كبيرة مثل فيلم "إدينغتون" للمخرج آري أستر مع خواكين فينيكس، و"داي ماي لوف" للمخرجة لين رامساي مع جنيفر لورانس خالية الوفاض.
وفضلت لجنة التحكيم التي ضمت من بين أعضائها الممثلين الأميركيين جيريمي سترونغ وهالي بيري، أفلاما لا تشبه الإنتاجات السائدة في القطاع، بالإضافة إلى المواهب الشابة.
أبرز جوائز مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان
واستطاع فيلم "The Mysterious Gaze of the Flamingo"، للمخرج التشيلي دييغو سيسبيديس، أن يحصد جائزة أفضل فيلم في مسابقة "نظرة ما"، ضمن فعاليات الدورة 78 من مهرجان كان السينمائي، متفوقا على مجموعة من الأفلام المهمة في المهرجان، في حين استطاع فيلم "كان يا مكان في غزة" للشقيقين الفلسطينيين التوأم طرزان وعرب ناصر أن يحصد جائزة أفضل مخرج في قسم "نظرة ما"، وصعد الثنائي على خشبة المسرح وقدّما كلماتهما معبرين عن حجم الألم الذي يعيشه القطاع، وتدور قصة الفيلم حول شابين يلجآن إلى تجارة المواد الممنوعة في عام 2007، وذلك في قطاع غزة، وقد نال الفيلم اهتماما كبيرا من قبل الجمهور خلال الساعات الماضية، لا سيما أثناء حضور صناعه على المسرح، حيث حصلوا على أكبر تحية من الحضور أثناء تسلم طرزان وعرب ناصر للجائزة.حصل أول فيلم شيشاني يُعرض في مهرجان كان السينمائي، وعنوانه "إيماغو"، بجائزة "العين الذهبية" لأفضل فيلم وثائقي الجمعة، فيما منحت لجنة التحكيم أيضاً جائزة خاصة لفيلم عن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج.
وأعطى المخرج الأميركي يوجين جاريكي في فيلمه "ذا سيكس بيليون دولار مان" صورة جديدة عن أسانج (53 عاماً)، يُبرز فيها ما يصفه بـ"صفاته البطولية". وكان أسانج حاضراً في كان لمواكبة عرض الفيلم، إذ أُطلِق سراحه في يونيو/حزيران الماضي من سجن بريطاني يخضع لحراسة شديدة، بعدما عقد اتفاقاً مع الحكومة الأميركية التي كانت تسعى إلى محاكمته بتهمة نشر معلومات دبلوماسية وعسكرية سرية للغاية.
المخرج العراقي توفيق برهوم (Tawfik Barhom) نال جائزة السعفة الذهبية للأفلام القصيرة (Palme d’Or du court métrage) عن فيلم أنا سعيد أنك متّ الآن I'm Glad You Are Dead Now..
وشهد المهرجان الفرنسي خلال الأسبوعين الماضيين عروضا زاخرة بالنجوم، من دينزل واشنطن إلى توم كروز الذي جاء لتقديم أحدث أفلام سلسلة "ميشن إمباسيبل"، مرورا بسكارليت جوهانسون التي شاركت بأول تجربة إخراجية لها، ونيكول كيدمان.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق