بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 30 مايو 2025

العدد الثاني من مجلة سينماتيك

 


صدر العدد الثاني من مجلة سينماتيك عن المركز الجزائري للسينما متضمنا عددا من الدراسات النقدية المتميزة.

افتتح العدد وزير الثقافة والفنون زهير بللوا بكلمة عن السعفة الذهبية مجد السينما الجزائرية الخالدة ، وكلمة مدير المركز الجزائري للسينما عادل مخالفية حول السينما في لحظتها الراهنة.

وخصص ملف العدد للسينما الجزائرية الوثائقية شارك فيه البرفسور والناقد احمد بجاوي بمقال حول الحظ والحقيقة بين الفيلم الوثائقي و الفيلم الروائي ،

و حول الفيلم الوثائقي بالجزائر  من السياسة الى التعبير الاجتماعي- حكيم محمدي،و الفيلم الوثائقي بالجزائر بين الذاكرة الجماعية والهوية الوطنية-د.عبد المنعم لعجال، ولماذا نحن بحاجة لسينما الواقع في جزائر - د. الياس بوخموشة.

وخصص الفلاف للحظة استلام السعفة الذهبية ومرور  50عاما على فوز وقائع سنوات الجمر للراحل محمد لخضر حامينا مع بروفايل ومقالات حوله لمهدي براشد ومحمد عبيدو، وضم العدد دراسات نقديه منها السينما الأمازيغية في عصرها الذهبي - فتيحة مازري، و عن فيلم ليلى والاخريات الحنين والذكريات -عمار بورويس، تحيا ياديدو صرخة من قلب الجزائر -خير الدين بوشيخي. وافلام سينمائية عن النكبة الفلسطينية- محمد عبيدو.

كما تابع العدد النشاطات والأعمال السينمائية الجديدة ، والعروض الشرفية في سينماتيك الجزائر.

اتى عدد مجلة سينماتيك ملونا في 68 صفحه من الحجم الكبير باخراج مميزليشكل اضافة مهمة للمكتبة السينمائية الجزائرية والعربية.

لتحميل العدد

https://publuu.com/flip-book/892120/1952995



https://online.flippingbook.com/view/360808565/


تقديم العرض الشرفي للفيلم الطويل "من أجل حفنة رمل" بالجزائر العاصمة



 الجزائر- احتضنت قاعة سينماتيك الجزائر,  بالجزائر العاصمة, العرض الشرفي الأول للفيلم الروائي الطويل "من أجل حفنة رمل" للمخرج ندير ايولاين والذي يتناول رحلة شاب في البحث عن ذاته في عالم يسوده الصراع و هو تجربة سينمائية جديدة تجمع الخيال العلمي و المغامرة بالحركة على إيقاع الأجواء النفسية.

وقدم هذا العمل السينمائي الجديد في إطار العروض الخاصة بالأفلام المنتجة من قبل وزارة الثقافة والفنون عن طريق المركز الجزائري للسينما, استنادا الى قصة خيالية برؤية مغايرة في بنية العمل السينمائي من خلال توظيف الخيال العلمي في عبر فضاء الصحراء الجزائرية الشاسعة لنسج أحداث غرائبية تعج بالمطاردة و الأحداث المتداخلة.

وعلى مدار قرابة 90 دقيقة, يتعرف المشاهد على محطات من رحلة الشاب سفيان مغترب من أصل جزائري ,المختص في التكنولوجيات الحديثة و البارع في الأعلام الألي, وهو يعاني من اضطراب ثنائي القطب (مرض نفسي) حيث يفر من ضجيج المدينة وصخبها إلى صحراء الجزائر الشاسعة و المليئة بالأسرار, باحثا عن الخلاص من معاناته والعثور على علاج روحي وهدوء نفسي و هو ما يحاول الوصول إليه طيلة الرحلة المحفوفة بالمخاطر.

 و تتطور أحداث الفيلم في قالب مشوق وشغوف, يكتشف سفيان الذي كان مرفوقا بشخصيات عديدة رافقته في مختلف مراحل الفيلم ,أن أصله وجذوره العائلية مرتبطة بقوة خارقة مدفونة في الرمال, ما يجعله محور صراع غامض من قوى  شريرة تطارده وتهدد حياته ومستقبل العالم أيضا ليجد نفسه في غمار رحلة, لانقاذ نفسه و العالم, تكشف له أسرار هويته الحقيقية و قوته الداخلية.

ويتمحور الفيلم حول فكرة البحث عن الذات والخلاص من حالة التيه التي يعيشها الإنسان في مواجهة كوابسه و صراعاته النفسية, حيث طبق المخرج رؤيته الإبداعية للصورة السينمائية من خلال مزجها بعوالم تعج بالخيال والمغامرة.

وقد جمع هذا الفيلم الطويل مجموعة من الممثلين على غرار خالد بن عيسى, سامي تيغرغر, لينا خوذري, فريد العربي و خليل سلمان.

في رحيل محمد لخضر حمينة... أفلام توثق تاريخ بلد وثورة وأناس

 


الجزائر- محمد عبيدو


مع احتفاء مهرجان كان السينمائي بمرور 50 عاماً على "سعفة" العرب الوحيدة لـ"وقائع سنوات الجمر"، رحل مخرجه المبدع الجزائري محمد لخضر حمينة. مقاربة تجربة الراحل مقاربة لتاريخ السينما الجزائرية، منذ بداياتها، وفي فترتها الذهبية، فالإرث الفني الجمالي صاحَب الذاكرة في تماهياتها الجمالية المخيالية مع الحدث التاريخي الواقعي، عبر تحوّلات السينما في الجزائر، في تشظيّاتها المتعدّدة واستلهاماتها للواقع في تفاصيله المتجدّدة، وتحوّلات اللحظات العميقة في الذاكرة.


في مسيرة تطوّرها، تميّزت السينما الجزائرية بالتباين والاختلاف في أنواع الأفلام المنتجة ومضامينها، بسبب عوامل عدّة، أهمها تعدّد السياسات والمسؤولين عن تسيير قطاع الثقافة والسينما وتنوعها، والتحوّلات الكبرى التي عرفها المجتمع في مستويات اقتصادية واجتماعية وسياسية مختلفة. تزامُن بدء الإنتاج السينمائي الجزائري مع ثورة الشعب ضد الاحتلال الفرنسي، بين عامي 1954 و1962، لعب دوراً كبيراً في صياغة توجّهه إلى تصدير حقائق الواقع المعيش، وتسجيل الأحداث التاريخية، خاصة تلك المتصلة بالثورة الجزائرية. النواة الأولى لمدرسة سينمائية كانت لجيش "جبهة التحرير الوطني"، تشكّلت من خلال لجنة السينما التي أنشأتها الحكومة الجزائرية المؤقتة، وأُنتجت أعمال وثائقية عدّة في تلك الفترة نفسها، منها: "جزائرنا" لجمال شندرلي ولخضر حمينة، و"ياسمينة"، أول عمل لحمينة، إلى أفلام ريني فوتييه مثلاً. من هنا، كانت أولى المعارك الكبيرة للصُور تخسرها فرنسا الاستعمارية في حربها ضد الشعب الجزائري.


حمينة ممثل وكاتب سيناريو أيضاً، ولد رسمياً في 26 فبراير/شباط 1934 (في بيان عائلته، فإنه عمره ناهز الـ95)، في مدينة المسيلة، التي بقي وفياً لها، وصوّر فيها أفلاماً عدّة، رغم تنقّله في أماكن كثيرة، من بداية حياته الدراسية في فرنسا، إلى تونس زمن اندلاع الثورة الجزائرية، حيث انضمّ إلى صفوف الثورة هناك. دخل المجال السينمائي عام 1959، عندما أرسلته "جبهة التحرير الوطني" إلى مدرسة السينما في براغ. عاد إلى بلده عام 1962، وعمل مع زملائه في تونس عام 1974. أغلب أفلامه حينها عن ذاكرة الثورة التحريرية، لكنّه لم يصنعها وفق السردية الرسمية عنها بعد الاستقلال، إذْ ترك لنفسه مساحة المبدع، المسكون بالأسئلة وخيال الصورة.


"ريح الأوراس" (1966) أحد أهم أفلام تلك الفترة، وأقواها تعبيراً عن الإنسان الجزائري، بلغته السينمائية الشفّافة والشاعرية: قصة عائلة جزائرية دمّرتها الحرب، عبر رصد حياة ثلاثة أشخاص: الأب والأم والابن، الذين تسير حياتهم بشكل طبيعي، بحـسب الطقوس العائلية، وبأعمال بسيطة كافية لتحقيق العيش، ثم يجدون أنفسهم فجأة في الدوامة: يقتل الأب في هجوم قوات العدو، فيتحمّل الابن، المنتسب إلى وحـدة عسكرية في جيش التحرير الوطني، متمركزة في موقع قريب من بلدته، مسؤولية العائلة. أمّا الأم الفلاّحة (الممثلة كلثوم)، فتعيش حالة انتظار، خاصة بعد أن اعتقل الفرنسيون ابنها، ما دفعها إلى البحث عنه في معسكرات الاعتقال، منتقلة من ثكنة إلى ثكنة، ومن معتقل إلى معتقل، حتى تجده، فتكتفي بمتابعته بنظراتها يومياً من خلف الأسلاك الشائكة. لكنّها تفقد وعيها عندما يختفي مجدّداً، وتلقي بنفسها على الأسلاك الشائكة التي تصعقها، فتموت.


هذا الفيلم، الحائز على جائزة العمل الأول في مهرجان كان، شكّل نقلة نوعية في المعالجة السينمائية لحرب التحرير. تعرّض موضوعه وشخصياته للنقد، وتميّز أسلوبه وصوره بعمق. كما أعلن عن ولادة مخرج ملتزم بقضية إعادة بناء صورة للكيان الوطني لبلده، فنياً وجمالياً، عبر مفردات اللغة السينمائية، وصورة مُحمّلة بالذاكرة.

العمل الدرامي المؤثّر والشاعري، الذي قدّمه حمينا في أول أفلامه الروائية، لم يمنعه عام 1968 من تقديم فيلمٍ كوميدي بارز بعنوان "حسن الطيرو": صورة مؤثّرة وإطار كوميدي يتناولان كيف تؤدّي ظروف الوطن الصعبة، إبان الاستعمار، بموظف بسيط إلى أنْ يصبح ثائراً من دون أن يدري. كسر حمينة فيه الهالة الكبيرة المحيطة بالثورة الجزائرية، بولوج أبوابها عن طريق الضحك والمرح، مُقتبساً إياه من مسرحية لرويشد، ديوان الأحداث الجزائرية. عرف الفيلم نجاحاً ساحقاً في شباك التذاكر، ورغم مرور نحو نصف قرن على إنجازه، لا يزال يُعرض في القنوات التلفزيونية إلى اليوم، وينال نسباً مرتفعة من المُشاهدة، أمّا "وقائع سنوات الجمر" (1974)، فلَقِي صدى كبيراً، إضافة إلى نيله أكبر جائزة يحصل عليها فيلم عربي إلى اليوم: السعفة الذهبية لمهرجان كان.

هذا الفيلم شاهدٌ موثِّق لنضال الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي من أجل الاستقلال والحرية المضرجة بالدماء. لم يكن مجرد فيلم يناهض الاستعمار، ويتناول إحدى أهم الثورات العالمية، بل عُدّ من أبرز كلاسيكيات السينما العالمية، ومن أضخم الأفلام التاريخية التي نفّذت خارج هوليوود بمفردات سينمائية متينة، ومشهدية مميزة. البداية من الصحراء والأرض التي عاشت سنين جفاف، وصولا إلى أعوام الخصب والنمو، التي لا تخلو أيضاً من صراع الأهالي من أجل اقتسام المياه. دمج حمينة بين مفردات الطبيعة، وتصيّد أبسط الأشياء، أياً كان حجمها، وأبرزها بلقطات جمالية فنية، مازجاً بين عناصر المياه والنار والأرض والدفاع عن الوطن. كلّ تلك العناصر تفاعلت لتجسيد معاناة شعب يريد الاستقلال لبلده، وصراع الفلاّح أحمد في البداية مع الطبيعة والجفاف. ثم تحوّل بعد رحيله من الصحراء إلى مجاهد، فدخل في صراع مع المحتل، باحثاً عن حقه السياسي في التحرير والحرية.


يقدم حمينة وجهة نظر سينمائيّ، يستخدم الكاميرا لإبراز مشاعر التشرّد والحرمان والمعاناة التي سبّبها نظام الاستغلال الاستعماري. والصحراء، التي تكرّرت في أفلامه، ليست مجرّد ديكور، بل فضاء بصري للدراما الذاتية والجماعية. وبصورة رمزية، مليئة بالمجازات، صوّر الراحل وضع المرأة المتزوجة في المجتمع الصحراوي، فكان "رياح رملية"، أو "العاصفة" (1982). أحداثه تجري في قبيلة تعيش في واحة وسط الصحراء، مُحاطة بالرمال، وتهبّ عليها باستمرار العواصف الرملية التي تغطي البيوت والخيام، وتدخل مسام الجسد، وتكتم الأنفاس. في كلّ مرة تهبّ العاصفة، يقع أهالي القبيلة في صراع محموم، لدرء أخطار الرمال.


فتح محمد لخضر حمينة، مرة أخرى، في "غروب الظلال" (2014)، صفحة من صفحات تاريخ الثورة التحريرية، من خلال صور تمثّل بشاعة أعمال الاغتيالات الجماعية، والتعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرّض له الأسرى. هذا الفيلم عبارة عن جدارية ثرية، جمالياً ومحتوى، إذْ جال المخرج على خطى أبطال فيلمه الثلاثة في رحلتهم الشاقة في الصحراء، مستعيداً شيئاً من تاريخ العلاقة الجزائرية الفرنسية، مع بداية الاحتلال. تطرّق المخرج الراحل إلى مراحل مهمّة من تاريخ الثورة، على لسان أبطال الفيلم: خالد ابن الصحراء الثائر في وجه ظلم المستعمر، والرائد الفرنسي سانتوناك، الجلاّد الذي، من خلال حديثه وأعماله الإجرامية، يرمز إلى استمرار الوجود الاستعماري، والجندي لامبير، الذي يمثّل القوة الثالثة، بأفكاره المناهضة للتعذيب وقتل الأسرى.

نقلا عن جريدة العربي الجديد 

الأربعاء، 28 مايو 2025

الإعلان عن التحضيرات للدورة الأولى لمهرجان غزة الدولي لسينما المرأة

 


     أعلن مؤسس ورئيس مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة الدكتور عزالدين شلح عن بدء التحضيرات لانطلاق الدورة الأولى للمهرجان بالشراكة مع وزارة الثقافة الفلسطينية، ممثلة بمعالي الوزير عماد حمدان، وبالتعاون مع جمعية فكرة للفنون التربوية وعدد من المؤسسين العرب والأجانب، والتي سوف تنطلق في مدينة غزة بتاريخ 26-31 أكتوبر 2025 المصادف لليوم الوطني للمرأة الفلسطينية.


     وقد أعرب الوزير حمدان عن أهمية تأسيس مهرجان خاص بالمرأة الفلسطينية، خاصة أن المرأة تعيش في ضفتي الوطن ظروف مؤلمة غير طبيعية ناهيك عن ظروف غزة من إبادة جماعية، حيث أن هناك من النساء من فقدت أبناؤها ومنهن من فقدت رب الاسرة المعيل لأولادها وأصبحت لكل منهن حكاية تروى، حكايات تروى بعمق عن الظلم الإنساني والتاريخي للمراة الفلسطينية. 

    واضاف الوزير حمدان يأتي مهرجان غزة الدولي ليساهم في التبادل الثقافي والفني، وليتناول قضايا المرأة بشكل عام وخاصة المرأة الفلسطينية، وسوف يساهم المهرجان في تمكن المرأة سينمائيا لمواجهة الحياة، وطرح قضاياها من خلال افلام تعكس واقعها، وترفع من حالات الوعي في المجتمع بقضايا المرأة، وتوثق لحالات السردية الفلسطينية، لتكون شاهدا في المحافل الدولية على جرائم الاحتلال.


    بدوره ذكر الدكتور عزالدين شلح مؤسس ورئيس المهرجان بأن نعمل على التحضير للدورة الأولى للمهرجان في تحد واضح للجوع والموت لنثبت بأن إرادتنا أقوى من كل ما يمارس من إبادة ضد شعبنا وباننا هنا باقون نخلق الحياة رغم الجوع والموت، وقد اخترنا أن تعقد الدورة الأولى تحت شعار " نساء ماجدات في زمن الإبادة"، للتنافس على "جوائز البرتقالة الذهبية"، وأن اعتماد تاريخ انطلاق المهرجان بشكل سنوي يوم 26 أكتوبر، تقديراً لدور المرأة الفلسطينية والتي عقدت أول مؤتمر نسائي فلسطيني في مدينة القدس عام 1929 بحضور أكثر من 300 سيدة، وأرتقت في نفس العام 9 شهيدات، وبهذا شهد هذا التاريخ بداية مشاركة المرأة الفلسطينية الفعلية المنظمة في العمل السياسي.  


    وأضاف شلح بأن إدارة المهرجان سوف تعلن في وقت لاحق عن استقبال الأفلام المشاركة والتي تتناول قضايا المرأة من دول العالم، بغض النظر عن جنسية المنتج أو المخرجة أو المخرج، للتعرف على قضايا المرأة دولياً ولأهمية التبادل الثقافي.


    وأشاد شلح بمعالي وزير الثقافة عماد حمدان لجهوده في دعم المهرجان والوقوف بجانب المرأة الفلسطينية ودعمها ثقافياً، مؤكداً على أن وزارة الثقافة لم تدخر جهداً في دعم الحركة الثقافية في فلسطين، كما توجه بالشكر الى الأعضاء المؤسسين العرب والأجانب الذين ساهموا في التأسيس لمهرجان غزة الدولي لسينما المرأة، داعيا الى الإنضمام لعضوية التأسيس من أجل دعم المرأة الفلسطينية.   

للتواصل مع المهرجان 

info@gifwc.com

الاثنين، 26 مايو 2025

رحيل مخرج الأفلام الوثائقية الفرنسي مارسيل أوفولس عن 97 عاماً

 


توفي، السبت، مخرج الأفلام الوثائقية الفرنسي الشهير مارسيل أوفولس في منزله في جنوب غرب فرنسا، بحسب ما أعلنت عائلته الاثنين. وفي بيان تلقته وكالة فرانس برس، قال حفيده أندرياس بنجامان سيفيرت: "توفي مارسيل أوفولس بسلام في 24 مايو/أيار 2025 عن 97 عاماً"، لافتاً إلى أن جدّه سبق أن حاز على جائزة أوسكار، و"كان شخصية بارزة في مجال السينما الملتزمة".

وُلِد مارسيل أوفولس في فرانكفورت أم ماين، في ألمانيا، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 1927، وهو نجل المخرج الألماني المعروف ماكس أوفولس. هربت عائلته من ألمانيا النازية عام 1933 واستقرت في فرنسا، قبل أن تضطر إلى الفرار مجدداً إلى الولايات المتحدة عام 1941. لاحقاً، وتحديداً عام 1950، عاد إلى فرنسا وبدأ العمل مساعدَ مخرج، لا سيما في فيلم والده الأخير "لولا مونتيس" (1955).


حاول أوفولس الذي كان صديقاً للمخرج الفرنسي الكبير فرنسوا تروفو خوض مجال الأفلام الروائية في ستينيات القرن العشرين، قبل أن يختار التركيز على الإخراج الوثائقي، بعدما وظفته محطة الإذاعة والتلفزيون الفرنسية العامة (أو إر تي إف).


في عام 1969، أخرجَ "الحزن والشفقة" (Le Chagrin et La Pitie) الذي يتناول قصة مدينة فرنسية، هي كليرمون فيران، تحت الاحتلال الألماني أثناء الحرب، وقد أثار الفيلم استياء معاصريه، ومُنِع عرضه على التلفزيون العام حتى عام 1981، مع أنه كان الجهة الممولة. ولم يعرض في دور السينما حتى عام 1971، وحقق نجاحاً كبيراً رغم طوله (4 ساعات و15 دقيقة).


والفيلم الذي يستكشف التعاون مع النازيين ومقاومتهم يزعزع تصور الفرنسيين لتاريخهم من خلال كسر أسطورة الإجماع الفرنسي على مقاومة الألمان. وحقق الفيلم نجاحاً عالمياً ورُشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي.

وتناول مارسيل أوفولس جرائم النازية أكثر من مرة، لا سيما في فيلم "بصمة العدالة" (L'Empreinte De La Justice) عام 1976. يبدأ هذا الفيلم الذي تبلغ مدته نحو خمس ساعات بمحاكمات نورمبيرغ، ويتناول المسؤولية الفردية والجماعية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.


ونال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي عام 1989 عن فيلمه "أوتيل تيرمينوس-كلاوس باربي، حياته وعصره" (Hotel Terminus - Klaus Barbie)، وهو تحقيق دقيق عن "جزّار ليون" وأولئك الذين حموا مجرم الحرب النازي هذا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

السبت، 24 مايو 2025

مهرجان كان 2025: فيلم "مجرد حادث" للمخرج الإيراني جعفر بناهي يتوج بالسعفة الذهبية

توج فيلم "مجرد حادث" للمخرج الإيراني جعفر بناهي السبت بالسعفة الذهبية في النسخة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي. وكوفئ المخرج البالغ 64 عاما، والذي تمكّن من الحضور إلى مهرجان كان لأول مرة منذ 15 عاما، بالجائزة الأرفع في الحدث العريق، عن فيلمه الذي يقدم قصة أخلاقية تغوص في مخطط سجناء سابقين للانتقام من جلاديهم. يدور فيلم "مجرد حادث" حول وحيد الذي يؤدي دوره وحيد مبصري والذي يخطف رجلا بساق صناعية يشبه تماما الرجل الذي عذبه في السجن ودمر حياته. ينطلق وحيد للتحقق مع ناجين آخرين من أن هذا الرجل هو بالفعل من عذبهم في السجن ثم يقرر ما سيفعله معه. وقال بناهي باللغة الفارسية، بحسب ترجمة قدمها المهرجان "أعتقد أن هذه اللحظة المناسبة لسؤال كل الناس، جميع الإيرانيين، بكل آرائهم المختلفة عن الآخرين، في كل مكان في العالم، في إيران أو في العالم، أسمح لنفسي أن أطلب شيئا واحدا: دعونا نضع جانبا (...) كل المشاكل والاختلافات، الأمر الأكثر أهمية في هذه اللحظة هو بلدنا وحرية بلدنا". وقالت رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش عند إعلانها عن الجائزة "الفن يحرك الطاقة الإبداعية لإخراج أفضل ما بداخلنا. قوة تحول الظلام إلى تسامح وأمل وحياة جديدة". وقد صُوّر الفيلم الفائز سرا، إذ رفض المخرج طلب الإذن بالتصوير. وفي تحدّ لقوانين الجمهورية الإسلامية، ظهرت ممثلات كثيرات في العمل من دون حجاب. بناهي ثاني إيراني يفوز بجائزة السعفة الذهبية بعد عباس كياروستامي عن فيلم "طعم الكرز" (1997). والعام الماضي، فاز إيراني آخر هو محمد رسولوف بجائزة خاصة عن فيلمه المثير للجدل "دانه انجر مقدس" (أي "بذرة التين المقدس"). وبعد أن وصل سرا إلى مدينة كان، اختار رسولوف المنفى. وأعلن بناهي أنه سيعود إلى وطنه الأحد بالرغم من خطر التعرض لأعمال انتقامية. ولا يُعرف المصير الذي تخبئه له السلطات بعد فيلمه الحادي عشر.ويسود غموض حيال المصير الذي تخبئه له السلطات في طهران بعد فيلمه الحادي عشر، إذ سبق أن سُجن المخرج مرتين في إيران حيث حُكم عليه في عام 2010 بالسجن ست سنوات ومُنع من التصوير لمدة 20 عاما.
"تحويل الظلام إلى غفران" وخلال تسليمه جائزة السعفة الذهبية، تطرقت رئيسة لجنة التحكيم جولييت بينوش إلى الدور الذي يضطلع به الفنانون في "تحويل الظلام إلى غفران". وقالت النجمة الفرنسية "الفن يستفز ويطرح الأسئلة ويبدّل الأوضاع (...) الفن يحرك الطاقة الإبداعية لأثمن جزء فينا وأكثره حيوية. قوة تحوّل الظلام إلى غفران وأمل وحياة جديدة". منذ عام 2010، لم يتمكن المخرج الإيراني من مغادرة بلاده لحضور أيّ من المهرجانات السينمائية الكبرى التي أغدقت عليه الجوائز (جائزة "الدب الذهبي" مرتين في برلين، وثلاث جوائز في كان، وجائزة أخرى في مهرجان البندقية). وفي باقي التتويجات، ذهبت جائزة أفضل ممثلة لنادية مليتي عن دورها في فيلم "الصغيرة الأخيرة" للمخرجة الفرنسية من أصل تونسي حفصية حرزي. وأدت مليتي، الطالبة الرياضية التي رُصدت في اختبار أداء، دور فاطمة ابنة السبعة عشر عاما، وهي شابة مسلمة تكتشف مثليتها الجنسية. وفاز المخرج البرازيلي كليبير ميندوزا فيلهو بجائزة أفضل إخراج عن فيلم "أو سكريتو أجينت" (العميل السري) وحصل ابضا فاغنر مورا بجائزة أفضل ممثل على جائزة أفضل ممثل، حيث جسد في الفيلم دور أب يخفي هويته في محاولة للتهرب من الاغتيال خلال فترة الديكتاتورية العسكرية في البرازيل،
ومنحت جائزة أفضل سيناريو للأخوين جان بيار ولوك داردين عن فيلم "الأمهات الشابات". ويدور عملهما الاجتماعي الجديد حول دار تعنى برعاية أمهات مراهقات يعانين ظروفا صعبة، في ختام مهرجان كان بدورته الثامنة والسبعين التي لم تغب عنها السياسة. وحصل فيلم (سنتمنتال فاليو) "القيمة العاطفية" من إخراج النرويجية يواكيم ترير على الجائزة الكبرى، وهي ثاني أكبر جائزة في المهرجان بعد السعفة الذهبية وتمنحها لجنة التحكيم لأحد الأفلام الروائية، والتي قالت في خطاب فوزها بالجائزة: "لا أعتقد أن الفن مجرد شيء نفعله لغرض أو للفهم، لا نعرف لماذا نفعله، إنه شيء أشاهد أطفالي الصغار يفعلونه.. يغنون ويرقصون قبل أن يتمكنوا من الكلام. لكنها لغة أخرى، يمكن أن تكون لغة توحيد جائزة لجنة التحكيم – Jury Prize نالها أوليفر لاكس – Oliver Laxe عن فيلم: سيراط – Sirât ، وماشا شيلينسكي – Mascha Schilinski عن فيلم: صوت السقوط – Sound of Falling.".. ولم تتضمن قائمة الجوائز هذا العام أي أفلام أمريكية، إذ خرجت إنتاجات كبيرة مثل فيلم "إدينغتون" للمخرج آري أستر مع خواكين فينيكس، و"داي ماي لوف" للمخرجة لين رامساي مع جنيفر لورانس خالية الوفاض. وفضلت لجنة التحكيم التي ضمت من بين أعضائها الممثلين الأميركيين جيريمي سترونغ وهالي بيري، أفلاما لا تشبه الإنتاجات السائدة في القطاع، بالإضافة إلى المواهب الشابة. أبرز جوائز مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان واستطاع فيلم "The Mysterious Gaze of the Flamingo"، للمخرج التشيلي دييغو سيسبيديس، أن يحصد جائزة أفضل فيلم في مسابقة "نظرة ما"، ضمن فعاليات الدورة 78 من مهرجان كان السينمائي، متفوقا على مجموعة من الأفلام المهمة في المهرجان، في حين استطاع فيلم "كان يا مكان في غزة" للشقيقين الفلسطينيين التوأم طرزان وعرب ناصر أن يحصد جائزة أفضل مخرج في قسم "نظرة ما"، وصعد الثنائي على خشبة المسرح وقدّما كلماتهما معبرين عن حجم الألم الذي يعيشه القطاع، وتدور قصة الفيلم حول شابين يلجآن إلى تجارة المواد الممنوعة في عام 2007، وذلك في قطاع غزة، وقد نال الفيلم اهتماما كبيرا من قبل الجمهور خلال الساعات الماضية، لا سيما أثناء حضور صناعه على المسرح، حيث حصلوا على أكبر تحية من الحضور أثناء تسلم طرزان وعرب ناصر للجائزة.حصل أول فيلم شيشاني يُعرض في مهرجان كان السينمائي، وعنوانه "إيماغو"، بجائزة "العين الذهبية" لأفضل فيلم وثائقي الجمعة، فيما منحت لجنة التحكيم أيضاً جائزة خاصة لفيلم عن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج. وأعطى المخرج الأميركي يوجين جاريكي في فيلمه "ذا سيكس بيليون دولار مان" صورة جديدة عن أسانج (53 عاماً)، يُبرز فيها ما يصفه بـ"صفاته البطولية". وكان أسانج حاضراً في كان لمواكبة عرض الفيلم، إذ أُطلِق سراحه في يونيو/حزيران الماضي من سجن بريطاني يخضع لحراسة شديدة، بعدما عقد اتفاقاً مع الحكومة الأميركية التي كانت تسعى إلى محاكمته بتهمة نشر معلومات دبلوماسية وعسكرية سرية للغاية. المخرج العراقي توفيق برهوم (Tawfik Barhom) نال جائزة السعفة الذهبية للأفلام القصيرة (Palme d’Or du court métrage) عن فيلم أنا سعيد أنك متّ الآن I'm Glad You Are Dead Now.. وشهد المهرجان الفرنسي خلال الأسبوعين الماضيين عروضا زاخرة بالنجوم، من دينزل واشنطن إلى توم كروز الذي جاء لتقديم أحدث أفلام سلسلة "ميشن إمباسيبل"، مرورا بسكارليت جوهانسون التي شاركت بأول تجربة إخراجية لها، ونيكول كيدمان.

الأحد، 18 مايو 2025

فيلم "Eddington" المثير للجدل سياسيًا بأمريكا يُشعل مهرجان كان السينمائي

 


 اعترف المخرج آري أستر الذي عرض فيلمه "Eddington" المثير للجدل سياسيًا في مهرجان كان السينمائي، بأنه لم يرَ أيًا من ردود الفعل على فيلمه عبر الإنترنت.

وقال خلال مؤتمر صحفي حاشد، وحافل بالأحداث في المهرجان، السبت: "كنت أتجنب عمدًا الحديث عن الفيلم. ربما سأغوص في مستنقعه لأرى ما يحدث هناك، أو ما شابه، لكنني لم أفعل ذلك بعد".

والفيلم من بطولة خواكين فينيكس، وبيدرو باسكال، وإيما ستون، وأوستن بتلر، وتدور أحداثه في بلدة صغيرة في نيو مكسيكو خلال الأيام الأولى لجائحة كوفيد-19.

ويُصاب قائد شرطة فينيكس بالحيرة إزاء سياسات الكمامات والهستيريا الواضحة بين سكان المدينة،  بينما يُصرّ  العُمدة على اتباع التعليمات، في حين يُبرم صفقات تجارية مشبوهة مع شركات التكنولوجيا الكبرى لبناء مركز بيانات على أطراف المدينة.

وتعود  خلافات العُمدة وقائد الشرطة إلى ما قبل الجائحة، وتعود جذورها إلى علاقتهما  بزوجة الأخير، ذات الشخصيةً الانعزالية، والمكتئبةً بوضوح.

وتتسع الدراما في المدينة الصغيرة بفعل الأحداث التي كانت تجري في ذلك الوقت، وتحديدًا وفاة جورج فلويد وما تلاها من حركة احتجاجات. ويُقحم أستر في فيلم "Eddington" جميع أنواع المواضيع الساخنة، وانتشر الكثير من النقاش عبر الإنترنت حول موقفه السياسي.

وقال أستر: "أردت أن أرسم صورة للمجتمع الذي نعيش فيه الآن. ولم أُرد أن أتقيد بأيديولوجية واحدة، أو قصة واحدة، أو نظام عقائدي واحد، لأنها ضيقة جدًا. أليس هذا هو الهدف؟ صُمم الفيلم ليكون غامضًا في بعض النواحي".

وأوضح أستر: "ما يدور حوله الفيلم، بالنسبة لي، هو ما يحدث عندما يعيش الناس في عزلة تامة في واقعهم الخاص، ويتعارضون مع بعضهم البعض، وحينما تبدأ المواجهة، ينشأ منطق جديد، ومن هنا يبدأ الناس في تضخيم مخاوف بعضهم البعض".

وفي وقت سابق من المؤتمر الصحفي، ناقش المخرج كيف بدأ المشروع، قائلاً: "كتبتُ هذا الفيلم وأنا أشعر بالخوف والقلق من العالم. أردتُ أن أحاول التراجع عن هذا الواقع، وأن أصف وأُظهر شعور العيش في عالمٍ لا يتفق فيه أحد على ما هو حقيقي".

وأضاف: "أشعر أننا على مدار الـ 20 عامًا الماضية وقعنا في عصر الفردانية المفرطة... تلك القوة الاجتماعية التي كانت تُشكل في السابق جوهر الديمقراطيات الجماهيرية الليبرالية - وهي نسخة مُتفق عليها من العالم - والتي اختفت الآن".

وتابع  أستر: "شعرتُ أن جائحة كوفيد هي اللحظة التي تم فيها تقليص هذا الطول نهائيًا. أردتُ أن أصنع فيلمًا يُعبر عمّا أشعر به تجاه أمريكا، وما شعرتُ به حينها".

وضغط الصحفيون على الممثلين والمخرج أكثر من مرة بشأن الوضع الراهن لأمريكا. وتساءل أحدهم عما إذا كان لدى الممثلين مخاوف من الانتقام بسبب نتاج أفلام تحمل رسائل سياسية.

فرد باسكال: "الخوف هو طريقهم للفوز.. لذا استمر في سرد ​​القصص، والتعبير عن نفسك،  والنضال لتكون على سجيتك. وابتعد عن أولئك الذين يحاولون إخافتك، كما تعلم؟ وقاوم. هذه هي الطريقة المثلى للقيام بذلك، في سرد ​​القصص. ولا تدعهم ينتصرون".

وأجاب باسكال على سؤال آخر حول المهاجرين من أمريكا اللاتينية، واستذكر شبابه قائلاً: "والداي لاجئان من تشيلي. أنا نفسي كنت لاجئًا. هربنا من ديكتاتورية. وكنت محظوظًا بما يكفي لأن أكبر في الولايات المتحدة بعد لجوئي إلى الدنمارك. ولولا ذلك، لا أعرف ماذا كان سيحدث لنا. ولذلك أؤيد هذه الحماية دائمًا".

فأجاب أستر ممازحًا: "أنا لا أتحدث الإنجليزية"، قبل أن يقول: "أعتقد أننا نسير على طريق محفوف بالمخاطر، وأشعر أننا نعيش تجربة تسير على نحو خاطئ.. إنها لا تسير على ما يرام، ويبدو أنه لا مفر منها... ربما ينبغي إيقافها أو إيقافها مؤقتًا لأنها لا تنجح، ولكن من الواضح أن لا أحد مهتم بإيقافها".

ومهرجان كان ليس غريبًا على مزج الفن بالسياسة.  وسبق  أن شهدت دورة عام 1968 الرائدة احتجاجات قادها المخرج جان لوك غودار، مما أجبر المهرجان على الإغلاق.

والدورة الحالية الـ 78 من المهرجان هي الأولى منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى منصبه، قد بدأت بالفعل، وهاجم روبرت دي نيرو، الذي تسلّم جائزة "السعفة الذهبية الفخرية"، ترامب واصفًا إياه بـ"الرئيس الجاهل"، وقال أمام جمهور من كبار نجوم السينما العالمية: "في بلدي، نناضل بشراسة من أجل الديمقراطية التي كنا نعتبرها أمرًا مسلمًا به".

يستمر مهرجان كان السينمائي حتى 24 مايو/أيار الجاري.

الثلاثاء، 13 مايو 2025

الشاعرة والكاتبة الإيرانية المنتحرة شيوا أراسطوئي : هيا نضع نقطة النهاية

 


شاعرة أخرى تنتحر . 

في يوم الأربعاء 7مايو 2025 الموافق

لذكرى ميلادها، اتخذت الكاتبة والشاعرة الإيرانية شيوا أراسطوئي، البالغة من العمر أربعة وستين عامًا، قرارًا بإنهاء حياتها

لقد نجحت في وضع حد لما وصفته بالمسعى العقيم المسمى بالوجود، وفي الإعلان عن نفورها العميق من هذا الهواء الثقيل الذي يرزح تحته الشعراء.

يبدو أن شيوا أدركت أن طاقتها على الاحتمال قد نفدت أمام العذاب الذي تراه ملازمًا لامرأة تكتب في هذا الكوكب الذي حوله الساسة وصناع الحروب إلى مستنقع.

وُلدت شيوا أرسطوئي في طهران في 7 مايو 1961، لتصبح واحدة من أبرز الأصوات النسائية في الأدب الإيراني الحديث. حملت في كتاباتها وجع الأنثى وأحلامها، وواجهت العالم بلغة تمزج بين الإحساس العميق والواقعية الناقدة. منذ بداياتها الأدبية، التي تزامنت مع سنوات الحرب الإيرانية العراقية.

في تسعينيات القرن الماضي، تمايزت عن جيلها من الكاتبات بابتعادها عن الرومانسية المألوفة، واقترابها من قضايا الهوية والمرأة والواقع الاجتماعي الإيراني، بزاوية نقدية نسوية، عارية من الزيف ومُحمّلة بالصدق والمرارة.

من بين أبرز أعمالها، تبرز رواية “بيبي شهرزاد”، التي فتحت نافذة نادرة على العوالم الداخلية للمرأة الإيرانية، في مجتمع يُخضع الأنثى لثقل التقليد والرقابة. كما أصدرت مجموعة قصصية بعنوان “جئت لأشرب الشاي مع ابنتي”،

أما في الشعر، فقد تجلت بعمق في ديوانها “ضائع”، الصادر عام 1994، حيث سلّطت الضوء على التجربة الأنثوية تحت وطأة القمع الاجتماعي والوجداني.

لم تكن أرسطوئي مجرد كاتبة، بل كانت معلمة أجيال، إذ درّست فن السرد القصصي في جامعة طهران للفنون، وأسهمت في تشكيل الوعي الأدبي لدى كثير من الكتاب والكاتبات. كما شاركت في أعمال سينمائية قصيرة وقدمت استشارات فنية، لتثبت حضورها في المشهد الثقافي الإيراني بشكل متعدد الأوجه.


رسالتها الأخيرة، التي يُقال إنها تركتها، كانت موجعة، ومختصرة كأنها تنهيدة:


“لا أريدك أن تتبرعمي من النافذة

أنتِ زهرة! صغيرة وجميلة

سرعان ما تذبل،

هيا نضع نقطة النهاية”.


برحيل شيوا أرسطوئي، خسر الأدب الإيراني صوتًا نادرًا. لكنها بقيت في كتبها، في صدى كلماتها، في نساءٍ يقرأنها الآن ويشعرن أنهن لسن وحدهن.

****

كتبتُ هذا النص في 2017 وكان وقتها طيف آن ساكستون يسيطرُ على حياتي. 


____


إنه أغسطس

شهر التبخر والضوء ونبيذ القصائد

الساعة الثالثة تعلن

 شيخوخة النهار

وأنا لم أغادر غرفتي بعد


تؤويني الغرف أكثر من المنازل

المنزل فضفاض وموحش

لمن اعتاد العيش داخل جسده

بل داخل قلبه

 أمضيت النهار في سماع الشعر

 حتى استحال قلبي ثمرة،

 من شدة نضجها، لم تعد قابلة للّمس...


يا لفرط العوالم التي يحشرها الشعر

 في غرفة!

الشعر، هذا الحزن العابر للقارات

والسنوات...

الشعر 

ذاك الذي يحول غرفة صغيرة 

إلى كوكب بنفسجي

ويأخذ الموت في حضنه

ويهدهد له كي يهدأ


مهلاً عليّ أيها الشعر

لقد نضجتُ كثيرا

بإمكانك أن تنام داخل رأسي الآن 

نضجتُ أيّتها الغرفة الرحم 

نضجتُ أيها الجسد الرحم 

أنا ثقيلة كثمرة في آخر مراحل النضج

كل ما بي يشدني للارض

وكل ما بي يطفو أيضاً

لا أحاول أن أفهم هذه الإزدواجية 

ولا أن أفهم لماذا انتحر شعرائي المفضلين

ولا كيف ماتت رائحة الحب المتقد 

في حبالهم الصوتية!

أبكي...

من فرط الراحة ربما 


لم يعد الحزن يبكيني 

هو مؤقت ككل شيء

لون واحد يكسو خلفية حياتي

لون الراحة

راحة من أمضى عمره في التشرد

ووجد نفسه صدفة على باب الدار.


380سينمائيا عالميا في رسالة عن غزة عشية مهرجان كان: نشعر بالخجل


  

مارك رافالو، غاي بيرس، ميليسا باريرا ورالف فينيس من بين أكثر من 380 شخصية يوقعون رسالة حول قتل بطلة الفيلم الوثائقي المتجه إلى كان: "نحن نشعر بالخجل" من "سلبية" الصناعة

مجموعة من أكثر من 380 ممثلاً ومخرجاً ومنتجاً دولياً قد وقعوا رسالة نُشرت في اليوم الأول من مهرجان كان تدين قتل فاطمة حسونة، الصحفية الفلسطينية وبطلة الفيلم الوثائقي "ضع روحك في يدك وامشِ"، في غارة جوية إسرائيلية.


الرسالة، التي وقعها أسماء مثل مارك رافالو، غاي بيرس، رالف فينيس، ميليسا باريرا، يورغوس لانثيموس، خافيير باردم، هانا إينبايندر، بيدرو ألمودوفار، ديفيد كروننبرغ، ألفونسو كوارون، مايك لي، أليكس جيبني، فيغو مورتنسن، سينثيا نيكسون والعديد من الآخرين، نددت أيضاً "بعدم دعم" أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، الأوسكار، لمخرج الفيلم "لا أرض أخرى" حمدان بلال.


بعد ثلاثة أسابيع فقط من فوزه بجائزة الأوسكار عن الفيلم الوثائقي، تعرض بلال للاعتداء من قبل المستوطنين واختطفه الجيش الإسرائيلي. وبعد أن تم انتقاد الأكاديمية لصمتها بشأن الحادث، اعتذرت الأكاديمية علنًا في النهاية. "نحن نشعر بالخجل من مثل هذه السلبية"، أشارت الرسالة.


لكن الرسالة دعت أيضاً السينما -التي وصفتها بأنها "تربة خصبة للأعمال الاجتماعية الملتزمة"- إلى استخدام فنها "لاستخلاص الدروس من التاريخ، لصناعة أفلام ملتزمة" وأن تكون "حاضرة لحماية الأصوات المضطهدة".


واختتمت: "من أجل فاطمة، من أجل جميع أولئك الذين يموتون في اللامبالاة. للسينما واجب في حمل رسالتهم، في عكس مجتمعاتنا. دعونا نتحرك قبل فوات الأوان.


الرسالة والموقعون

فاطمة حسونة كانت في الخامسة والعشرين من عمرها.


كانت صحفية فلسطينية حرة. تم استهدافها من قبل الجيش الإسرائيلي في 16 أبريل 2025، اليوم الذي تم فيه الإعلان عن اختيار فيلم سيبيدي فارسي "ضع روحك في يدك وامشِ"، الذي كانت هي بطلتها، في قسم ACID في مهرجان كان السينمائي.


كانت على وشك الزواج.


تم قتل عشرة من أقاربها، بما في ذلك أختها الحامل، بنفس الضربة الإسرائيلية.


منذ المجازر الرهيبة في 7 أكتوبر 2023، لم يُسمح لأي صحفي أجنبي بدخول قطاع غزة. الجيش الإسرائيلي يستهدف المدنيين. تم قتل أكثر من 200 صحفي عمداً. الكتاب وصناع الأفلام والفنانون يتم قتلهم بوحشية.


في نهاية مارس، تعرض صانع الأفلام الفلسطيني حمدان بلال الذي فاز بجائزة الأوسكار لفيلمه "لا أرض أخرى"، لهجوم وحشي من مستوطنين إسرائيليين ثم تم اختطافه من قبل الجيش، قبل أن يتم الإفراج عنه تحت ضغط دولي. عدم دعم أكاديمية الأوسكار لحمدان بلال أثار غضب بين أعضائها، واضطرت للاعتذار علنًا عن عدم تحركها.


نحن نشعر بالخجل من هذا السكون.


لماذا يبدو أن السينما، وهي أرض خصبة للأعمال الاجتماعية الملتزمة، غير مبالية بشكل كبير برعب الواقع والاضطهاد الذي يعاني منه أخواتنا وإخواننا؟


كفنانين وفاعلين ثقافيين، لا يمكننا أن نبقى صامتين بينما يحدث الإبادة الجماعية في غزة وهذه الأخبار المروعة تضرب مجتمعاتنا بقوة.


ما فائدة مهنتنا إذا لم نأخذ دروسًا من التاريخ، لنصنع أفلامًا ملتزمة، إذا لم نكن موجودين لحماية الأصوات المضطهدة؟


لماذا هذا الصمت؟


الحركات اليمينية المتطرفة، والفاشية، والاستعمار، والحركات المعادية للتحول، والمعادية لمجتمع الميم، والتمييز الجنسي، والعنصرية، والإسلاموفوبيا، ومعاداة السامية تشن معركتها في ساحة الأفكار، مهاجمة النشر والسينما والجامعات، ولهذا السبب لدينا واجب في القتال.


لنرفض أن تكون فنوننا متواطئة مع الأسوأ.


لنقم بالثورة.


لنسمِّ الواقع.


دعونا نتجرأ معًا على النظر إليه بدقة قلوبنا الحساسة، حتى لا يمكن إسكاتها أو تغطيتها بعد الآن.


لنرفض الدعاية التي تستعمر خيالنا باستمرار وتجعلنا نفقد إحساسنا بالإنسانية.


من أجل فاطمة، ومن أجل جميع الذين يموتون في ظل اللامبالاة.


لدى السينما واجب في حمل رسائلهم، في عكس مجتمعاتنا.


دعونا نتحرك قبل فوات الأوان.


 


الموقعون:


Khalid Abdalla

Noée Abita

Hany Abu-Assad

Raphaëlle Agogué

Iyad Alasttal

Catia Albertazzi

Vlad Alexis

Taraneh Alidoosti

Waad Al-Kateab

Yasmine Al Massri

Pedro Almodóvar

Pedro Alonso

Cristèle Alves Meira

Serdar Akar

India Amarteifio

Gianni Amelio

Mo Amer

Carmine Amoroso

Elisa Amoruso

Romain André

Roberto Andò

Geoff Arbourne

Francesca Archibugi

Tiziana Aristarco

Swann Arlaud

Olivier Azam

Gökçe Bahadir

Jeanne Balibar

Baloji

Avital Barak

Carlos Bardem

Javier Bardem

Melissa Barrera

Belma Baş

Dominique Baumard

Xavier Beauvois

Saïd Ben Saïd

Leïla Bekhti

Luca Bellino

Suzy Bemba

Adila Bendimerad

Kaouther Ben Hania

Dali Benssalah

Fabrizio Bentivoglio

Julie Bertuccelli

Simone Bitton

Konstantin Bojanov

Bertrand Bonello

Agathe Bonitzer

Amélie Bonnin

Bruno Bontzolakis

Lucie Borleteau

Sami Bouajila

Elodie Bouchez

Bastien Bouillon

Guillaume Brac

Rachida Brakni

Evelyne Brochu

Silvia Brunelli

Jean-Stéphane Bron

Celeste Brunnquell

Gianfranco Cabiddu

Esmeralda Calabria

Laure Calamy

Mimmo Calopresti

Mehmet Can Mertoğlu

Eric Cantona

Stefania Casini

Antonio Maria Castaldo

Marco Castaldi

Sergio Castellitto

Beniamino Catena

Ebru Nuri Ceylan

Nuri Bilge Ceylan

Lolita Chammah

Moïra Chappedelaine-Vautier

Amira Chebli

Nadim Cheikhrouha

Antoine Chevrollier

Simona Chiocca

Julie Christie

Hélier Cisterne

Isabel Coixet

Daniele Coluccini

Maddalena Crippa

David Cronenberg

Costa-Gavras

Saverio Costanzo

Paolo Costella

Pappi Corsicato

Brian Cox

Marcia Cross

Alfonso Cuarón

Liam Cunningham

Sinéad Cusack

Fatima Daas

Cherien Dabis

Béatrice Dalle

Charles Dance

Ciro D’Emilio

Arkin Mercan Dede

Mary Ellen Davis

Slimane Dazi

Yann Dedet

Matthieu de Laborde

Pierre Deladonchamps

Émilie Deleuze

Agnès de Sacy

Volfango De Biasi

Ciro De Caro

Maura Delpero

Maria De Medeiros

Giuliana De Sio

Maria Teresa De Vito

Sylvain Desclous

Lukas Dhont

Juan Diego Botto

Alice Diop

Javad Djavahery

Julie Delpy

Xavier Dolan

Dimitri Doré

Laetitia Dosch

Joana Dos Reis

Mike Downey, OBE.

Sara Driver

Luana Duchemin

Sophie Dupuis

Pierre-Nicolas Durand

Virginie Efira

Hannah Einbinder

Sayyid El Alami

Ouidad Elma

Amir El-Masry

Mareike Engelhardt

Víctor Erice

Benedikt Erlingsson

Adèle Exarchopoulos

Roberto Faenza

Frédéric Farrucci

Sepideh Farsi

Nina Faure

Elda Ferri

Margherita Ferri

Isabella Ferrari

Lisa Festa

Ralph Fiennes

Sophie Fiennes

Milena Fiore

Mahdi Fleifel

Michele Fornasero

Marine Francen

Blanche Gardin

Lena Garrel

Carmen Garcia

Jean-Raymond Garcia

Nicole Garcia

Pablo Garcia Canga

Matteo Garrone

Alessandro Gassmann

Nadia Genet

Xavier Gens

Paolo Genovese

Aurélia Georges

Richard Gere

Denis Gheerbrant

Adriano Giannini

Alex Gibney

Raphaël Girardot

Jonathan Glazer

Judith Godrèche

Brice Gravelle

Emmanuel Gras

Zeno Graton

Marco Greco

José Luis Guerín

Diane Guerrero

Samir Guesmi

Vincent Guilbert

Alain Guiraudie

German Gutierrez

Naomi Foner Gyllenhaal

Grimur Hákonarson

Rebecca Hall

Arthur Harari

Misan Harriman

Lena Headey

Clotilde Hesme

Hafsia Herzi

Ted Hope

Vanessa Hope

Sandra Huller

Fiorella Infascelli

Mohamed Jabaly

Annemarie Jacir

Alma Jodorowsky

Óskar Jónasson

Elisabeth Jonniaux

Valdimar Jóhannsson

Rachel Leah Jones

Þorsteinn Jónsson

Gladys Joujou

Radu Jude

Ilker Kaleli

Asif Kapadia

Semih Kaplanoğlu

Mathieu Kassovitz

Aki Kaurismäki

Jacques Kébadian

Erwan Kepoa Falé

Yannick Kergoat

Sofian Khammes

Michel Khleifi

Shaka King

Héléna Klotz

Nicolas Klotz

Wilma Labate

Ariane Labed

Mourad Laffitte

Philippe Laïk

Yórgos Lánthimos

Alexis Langlois

Nadav Lapid

Luc Leclerc du Sablon

Erwan Le Duc

Radouan Leflahi

Mike Leigh

Blandine Lenoir

Philippe Lespinasse

Mica Levi

Luigi Lo Cascio

Elisabetta Lodoli

Florence Loiret-Caille

Stefano Lorenzi

Boris Lojkine

Fabiomassimo Lozzi

Daniele Lucchetti

Silvia Luzi

Filippo Macelloni

Guslagie Malanda

David Mambouch

Simone Manetti

Andrea Manni

Miriam Margolyes

Narimane Mari

Vincent Mariette

Félix Maritaud

Laïla Marrakchi

Lucrecia Martel

Mario Martone

Alessandra Masi

Valerio Mastandrea

Patricia Mazuy

Simon McBurney

Mounia Meddour

Sylvestre Meinzer

Fernando Meirelles

Kleber Mendonça Filho

Nina Menkes

Stéphane Mercurio

Christian Carmosino Mereu

Frédéric Mermoud

Nina Meurisse

Valerio Mieli

Emmanuelle Millet

Davide Minnella

Avi Mograbi

Indya Moore

Mercedes Morán

Laura Morante

Gérard Mordillat

Viggo Mortensen

Anna Mouglalis

Gabriele Muccino

Peter Mullan

Margherita Murolo

Lino Musella

Arab Nasser

Tarzan Nasser

Dalia Naous

Nadine Naous

Raphaël Neal

Enza Negroni

Susanna Nicchiarelli

Cynthia Nixon

Bruno Nuytten

Andrea Occhipinti

Michela Occhipinti

Joshua Oppenheimer

Luis Ortega

Ruben Östlund

Damien Ounouri

Ferzan Ozpetek

Rosa Palasciano

Hlynur Pálmason

Daphné Patakia

Paul Pascot

Raffaele Passerini

Guy Pearce

Elisabeth Perceval

Antonin Peretjatko

Nahuel Pérez Biscayart

Aurélia Petit

Ralitza Petrova

Just Philippot

Giuseppe Piccioni

Caroline Poggi

Laura Poitras

Claire Pommet (Pomme)

Franssou Prenant

Frédérique Pressmann

Vimala Pons

Marco Simon Puccioni

Katell Quillévéré

Olivier Rabourdin

Michèle Ray-Gavras

Annick Redolfi

Christophe Régin

Jérémie Renier

Yannick Renier

Rémy Ricordeau

Michele Riondino

Yannick Rosset

Cecilia Roth

Mark Ruffalo

Rúnar Rúnarsson

Ira Sachs

Zaho de Sagazan

Ludivine Sagnier

Céline Sallette

Claudio Santamaria

Susan Sarandon

Stefano Sardo

Stefania Sandrelli

Aloïse Sauvage

Greta Scarano

Angela Schanelec

Pierre Schoeller

Niels Schneider

Vassili Schneider

Alessandro Scippa

Amanda Seales

Tracey Seaward

Sarah Seené

Guillaume Senez

Léonor Serraille

Alia Shawkat

Mélanie Simon-Franza

Eyal Sivan

Giancarlo Soldi

Paolo Sorrentino

Massimo Spano

Morgan Spector

Laetitia Spigarelli

Italo Spinelli

Juliette Smadja

Robyn Slovo

Roger Stahl

Teona Strugar Mitevska

Laurent Sylvestre

Gianluca Maria Tavarelli

Natacha Thiéry

Jean-Pierre Thorn

Ásdís Thoroddsen

Léa Todorov

Maria Sole Tognazzi

Melita Toscan du Plantier

Claire Touzard

Justine Triet

Alessandro Trigona

Jasmine Trinca

Carice van Houten

Pamela Varela

Giuseppe Varlotta

Indira Varma

Anjana Vasan

Sophie Verbeeck

Giovanni Veronesi

Paolo Virzì

Cat Villiers

Jonathan Vinel

Nicolas Wadimoff

Harriet Walter

James Wilson

Lambert Wilson

Alex Winter

Benedict Wong

Jessica Woodworth

Arieh Worthalter

Maud Wyler

Mohanad Yaqubi

L. Rezan Yeşilbaş

Sofiane Zermani

Andrea Zuliani


 

الاثنين، 12 مايو 2025

الفيلم الروائي الطويل "صليحة" للمخرج محمد صحراوي


 الفيلم الروائي الطويل "صليحة" للمخرج محمد صحراوي, المخلد للمسار النضالي للشهيدة زبيدة ولد قابلية المعروفة باسمها الثوري "صليحة", والتي استشهدت بمعسكر في 1958.

يتناول فيلم "صليحة", في ساعة ونصف, أحداثا تاريخية واقعية تتعلق بالمسار النضالي للشهيدة صليحة ولد قابلية, وكانت هذه الطبيبة الشابة قد غادرت مقاعد الدراسة بكلية الطب لتلتحق بصفوف المجاهدين بمدينة معسكر خدمة للثورة, من خلال استغلال خبرتها في العلاج.

واقتبس سيناريو الفيلم السيناريست رابح ظريف عن كتاب ألفه المجاهد علي عمراني, وهو أحد الفاعلين في مجريات الأحداث حيث ترك بدوره مقاعد الدراسة والتحق بجيش التحرير وكان ضمن المجاهدين الذين كانت برفقتهم الشهيدة, كما قام دحو ولد قابلية, أخ البطلة, بالتدقيق التاريخي لأحداث الفيلم.

لقد اختار صحراوي, صاحب الفيلم الروائي الطويل "سركاجي", سرد أحداث فيلمه بواقعية من خلال نقل وقائع سايرت مهمة الشهيدة في معالجة المجروحين من المجاهدين وسكان الأرياف وأيضا عملية نقلها لمادة طبية خاصة بالتخدير الى أحد المستشفيات التابعة للمجاهدين في الجبال.

وبعد سفر شاق ومتعب في مسالك وعرة وتحت خطر مداهمة جنود المستعمر لمكان تواجدها والفريق المرافق لها تقع صليحة في كمين لجنود المستعمر وتقاوم إلى جانب رفاقها غير أنها تصاب بوابل من الرصاص لتسقط شهيدة وتلتحق بأخيها نور الدين الذي استشهد قبلها بأشهر.

لقد ركز المخرج في هذا العمل على إظهار الجانب الانساني طيلة أحداث الفيلم خاصة في بعض المواقف التي أظهرت قوة شخصية صليحة التي بقدر ما كانت حازمة وشرسة في مواجهة العدو بقدر ما كانت طيبة وصاحبة تعامل حسن مع الجميع.

وجالت كاميرا صحراوي في جبال وأرياف المنطقة مبرزة جمال وعظمة تلك التضاريس التي احتضنت المعارك وكانت حصنا كبيرا للثوار, كما حطت الكاميرا للحظات ببيت البطلة لتنقل الجو العائلي المفعم بروح النضال والتضحية والفخر.

وشارك في أداء هذا العمل العديد من الأسماء على غرار الممثلة الشابة سهى ولهى التي جسدت باقتدار دور صليحة, وكذا مبروك فروجي وقرايدي نذير وحليم زريبيع وآخرين, إلى جانب محمد فريمهدي الذي أدى دور أب البطلة والممثلة القديرة فضيلة حشماوي التي أدت دور أمها.

رينيه شار – عمتم مساء

 


  - رينيه شار هو واحد من أعظم الشعراء الفرنسيين في القرن العشرين، فضلاً عن كونه عضواً في المقاومة خلال الحرب العالمية الثانية. كتب العديد من القصائد، بما في ذلك تلك التي تم جمعها في مجموعة "الغضب والغموض".

 - ولد في  L'Isle-sur-la-Sorgue في فوكلوز، في 14 يونيو 1907 ، تأثر رينيه شار بوفاة والده عندما كان في الحادية عشرة من عمره. في عام 1918، كان طالبًا داخليًا في مدرسة أفينيون الثانوية، ثم طالبًا في كلية إدارة الأعمال في مرسيليا منذ عام 1925. بفضل بنيته الجسدية المهيبة، كان رينيه شار شغوفًا بلعبة الرجبي. وهو يظهر بالفعل انجذابًا معينًا إلى التهميش من خلال ارتياده "أناس الصباح"، المتشردين الذين يعيشون على إيقاع الفصول. كان رينيه شار قارئًا متحمسًا، وكان مولعًا  ببلوتارخ ،  وفرانسوا فيلون ، والمؤلفين الرومانسيين مثل  نيرفال وبودلير  .


في عام 1925، نشر رينيه شار " Clches sur le coeur "، مجموعته القصصية الأولى. ثم يقوم بتدميرهم في عام 1929، نشر " أرسنال "، وهي مجموعة شعرية جديدة، وأرسل نسخة منها إلى  بول إيلوار . وهذه هي بداية صداقة عظيمة بين الشاعرين. في عام 1930، ذهب رينيه شار إلى باريس وحاول خوض التجربة السريالية إلى جانب أندريه بريتون ولويس  أراغون وبابلو  بيكاسو . اندلعت الحرب العالمية الثانية وانضم رينيه شار إلى المقاومة. ويستمر هذا المؤيد للحرية في كتابة القصائد. ورغم أن أعماله توصف بأنها مغلقة، إلا أنها مستوحاة من واقع الحرب. نُشرت المجموعة " أوراق التنويم المغناطيسي " في عام 1946. ويبدو أن حياة رينيه شار وعمله لا ينفصلان. شعره القريب من الصمت يدعو إلى المقاومة ويظهر ثورة الشاعر. ويدعو قراءه إلى الدخول في المقاومة من خلال التأمل الذاتي. نال رينيه شار شهرة واسعة خلال حياته. في عام 1954، اعتبر ألبير كامو نفسه "أعظم شاعر حي". توفي رينيه شار في  19 فبراير 1988 في باريس.


مجموعة قصائد "الغضب والغموض"

"الغضب والغموض" هي إحدى المجموعات الشعرية الرئيسية للشاعر رينيه شار. نُشرت لأول مرة في عام 1948، وتتضمن "Les feuillets d'Hypnos" عن المقاومة وقصائد أخرى مثل تلك الموجودة في المجموعة الأقدم "Seuls demeurent". ويكتمل النشر بقيامي "القصيدة المسحوقة" و"الأعداء المخلصون". تتضمن المجموعة القصائد الأحدث في الجزء الأخير بعنوان "نافورة السرد". يتيح لنا هذا النشر المنظم زمنيًا لقصائد رينيه شار إعادة إحياء التاريخ من خلال عيون الشاعر. في الواقع، يغطي كتاب "الغضب والغموض" الأعمال الشعرية التي كتبها رينيه شار في الفترة من عام 1938 إلى عام 1947

#####


حضور رينيه شار

ثلاثة خيوط من أريادن

بقلم ناتالي نابرت

عندما أموت، سوف يلبسونني، ويخلعونني، ثم يلبسونني مرة أخرى. لن أهتم بمكان وجودي  .

القد كُتب الكثير عن رينيه شار خلال حياته، وتم نشر المزيد منذ وفاته. كان رينيه شار مهتمًا دائمًا بمستقبل عمله، وبالاستقبال المناسب له، لكنه لم يكن راضيًا عن النقد الأدبي الذي استولى عليه، وأقل من ذلك بكثير تجاه سيرته الذاتية، الذين لم يتردد بعضهم في الكشف عن الحياة الحميمة والسرية لهذا الكائن المعذب.

ينتقد نقدًا حديثًا معينًا لأهدافه الشمولية وروحه النظامية التي تنسى أن الخطاب الشعري يولد من اللحظة ومن اللقاء العابر بين الحياة والإلهام. لجان بينارد، اعترف بأن تحليل جان بيير ريتشارد لشعره صعقه: "إنه يصعقنا، يحنطنا، من اللحظة التي بدأنا فيها الإبداع، حتى موتنا الفعلي أو المرغوب فيه. كما لو أن لدينا طبيعة محددة، شخصية ثابتة مرة واحدة وإلى الأبد [...] كل هؤلاء الناس يتجولون بمفاتيحهم في أيديهم، ترن بها مثل متدربين على فتح الأبواب.   »

يلاحظ ألبير كامو، الصديق العزيز الذي سأشير إليه كثيرًا، في رسالة مؤرخة 25 فبراير 1951، بخصوص المجلد الذي خصصه بيير بيرغر للشاعر   ، ندمه لرؤية قصائد شار تُعاد صياغتها: "كان الأمر يتعلق بترجمتك إلى لغة نقدية، وليس بتكرارك [...] أفهم ذلك، علاوة على ذلك. بعض الأعمال، إذا عرفنا كيف نحبها، فمن المستحيل أن ندافع عن أنفسنا ضدها، أو أن نخترع لغة جديدة لها. إنها عظيمة فقط لأنها خلقت لغتها الخاصة وبالتالي تثبت أنها لا يمكن أن تكون، أو تتحدث بطريقة أخرى.  »


إن هذه العبارة المقلدة التي لاحظها ألبير كامو هي الهاوية التي سقط فيها العديد من المعلقين على رينيه شار، مثل العديد من المحاكين الشباب، وذلك لأن قوة لغته وعسل كثافتها يأسران الذبابة التي تهبط هناك. في المقابلات التي أُجريت مع فرانس هوسر عام ١٩٨٠، والتي جُمعت تحت عنوان: تحت قبعتي الحمراء ، يُلقي نظرة ثاقبة على ماهية المواجهة الشعرية واستحالة اختزالها في التشريح: "لا يُمكن إدراك الشعر. عندما يُريدنا، يكون في جوهره غير قابل للوصف.   "ما ينطبق على انفجار الكتابة الشعرية ينطبق على النقد الذي يُقسّم الثمرة أحيانًا فقط لسحقها بثقل الواقع، ويحرمها من جاذبيتها غير الملموسة. كتاب بول فين، رينيه شار في قصائده ، هو نموذج لهذا النوع في كماله القهري، ناقوس موت فضولي ووقح يضعه المؤلف في صفحاته الختامية تحت ضوء مزدوج من العاطفة والانتقام: "هذا الكتاب هو إيصال وانتقام بعد الوفاة، الحسابات مُسوّاة، كما كان ليقول. آمل أن يكون هناك المزيد من المودة من الاستياء.  » لقد جعل رينيه شار الحياة صعبة على محاوره، موافقًا ومعارضًا بدوره لتفسير عمله وكشف حياته، حتى الانقطاع النهائي: "كان غموض هذا الكتاب الذي توقفت عن الحديث عنه بمثابة عبء على السنوات الأخيرة، حتى الانقطاع، قبل شهرين من وفاته. "لأنني كنت أختنق"، يختتم بول فين في مقدمته  . وأخيراً تم نشر الكتاب بعد وفاة الشاعر بموافقة ماري كلود شار.

لقد أصبح رينيه شار منذ فترة طويلة موضوع أطروحة، ووحشًا مختبريًا، لدرجة أن كثافة كلماته تتطلب أدوات تتناسب مع تفسيره. كما ساهم بشكل كبير في هذا الوضع من خلال دعم المناهج الأكاديمية لعمله، مثل تلك التي اتبعها جورج مونين من عام 1947 وجورج بلين في السبعينيات  . ولكنه كان في كثير من الأحيان يتحدث عن الشعر بشكل عام أكثر من حديثه عن شعره الخاص، تاركا للقارئ حريته وتفسيراته هشاشتها. سبق لألبير كامو أن أشار، عام ١٩٥٣، في ديوانه "القصيدة المسحوقة"، إلى أهمية الرؤى التي أتى بها الشاعر إلى كتاباته: "أنت لا تثق إلا قليلاً، حتى أن أدنى بصيرة منك، على عملٍ مُركّز كعملك، تكشف عن مجموعة من المسارات الحساسة، وحياةٍ مُضاعفة".  » البحث عن المعنى جزءٌ من ألعاب استقبال العمل الأدبي، أما الاقتحام والدخول فلا يكون كذلك أبداً. يجب أن نعرف كيف نتوقف عند العتبة حتى لا تُغيّر النظرة التي تستولي على النصّ في عيون الآخرين، الذين لهم أيضاً الحق في عذريته. الشعر، المُقاوم للعقل، لا يترك فينا سوى ومضاتٍ تُفتح عقولنا على الغموض. ولأنه لا يُصنّف شيئاً، كونه إسنادياً في جوهره، فلا يُمكن لأيّ عقيدة نظرية أن تُدركه دون أن تُشوّهه. حريته تكمن في أن تُنعش وتُجدّد، من أحدهما إلى الآخر، في كل مرة بموافقة مُتبادلة بين المؤلف وقارئه.

ومن خلال معرفتي بشعر رينيه شار، احتفظت بثلاثة خيوط من أريادن فتحت لي آفاقًا، وسأستحضرها هنا بحرية من خلال ثلاث ملاحظات قراءة.

لقد كنت قد بلغت الثامنة عشرة للتو عندما التقيت به في أغسطس/آب 1973، في منزله في بوسكلاتس على طريق سومان الذي يؤدي إلى الداخل باتجاه فونتين دي فوكلوز. لقد قمت بإدراجها ضمن قائمة الزيارات التي قمت بها للشعراء السرياليين الأحياء. التقيت في يونيو/حزيران بفيليب سوبولت في فندق دو كواي فولتير في باريس. لقد أخبرني، بقوة غير متضائلة، بالفضيحة التي تسبب فيها الشعراء الحاضرون، ومن بينهم أندريه بريتون وميشيل ليريس وهو نفسه، في المأدبة التي نظمها السرياليون في كلوزيري دي ليلاس في عام 1925، تكريما للقديس بول رو، الذي اعتبروه رائدا. لقد شعروا بالغضب من وجود الروائية راشيلد، التي اعتبروها شوفينية للغاية، فقاطعوا الحدث بأكمله. لم تغادر روح الدادا ذاكرته. وتشهد على ذلك أيضًا محاضر المقابلات التي أجريت خلال هذه الفترة وفي العامين التاليين  . لكن اللقاء مع رينيه شار كان له بعد آخر. وبعيدًا عن تحقيقاتي في السريالية، والتي لم يكن رينيه شار سوى ممثل عابر فيها على محور زمني قصير - من عام 1929، تاريخ انضمامه إلى الحركة، إلى عام 1934 وما يليه، عندما ابتعد عن الحركة - فقد كان ذلك أستاذًا أتيت لسماعه، والبرق الذي أتيت لاستقباله. لم يكن الشعر بالنسبة لي فن تعبير أفضل من هذا، ولا هو الظرف العطر لرسالة من القلب، لقد لامست الأشياء الأساسية: الأرض، والسماء، والإنسانية الهادرة. لقد كانت نبوءة وعالمة في العالم السفلي. كان إسخيلوس قدوتي، وكان في ذهني ملحمة العصر البرونزي، وكاليفالا، والملاحم الأيسلندية. ينتمي رينيه شار إلى هذه العائلة الحادة والحاسمة، وكان بحثي في ​​السريالية ذريعة لمقابلته.

منذ هذه المقابلة الأولى، والتي أجريت في مكتبه، "غرفة الكتابة" المليئة بالكتب والأوراق الموضوعة عشوائياً على الأثاث، لم أشعر بخيبة الأمل أبداً. لقد عدت بقناعات مبهرة حول الرسالة التحريرية للشعر وهامشية نيرانه. لقد جئت وفي ذهني كتاب "الجدار والمرج" ومقاطع من رواية "المكتبة تحترق" التي اعتبر فيها ألبير كامو أن الشاعر "لم يسبق له قط أن زاوج بين حرية معينة وشقاء معين بشكل أفضل "، ثم قصيدة "الغضب والغموض" التي بدت صادقة للغاية في وصفها للمقاومة والشجاعة وقوة الكلمة التي تدعم قضية ما. لقد أخبرني عن "Feuillets d'hypnos" كم كان محظوظًا في النهاية لاختياره جانبًا في بلد مشوه بالخيانة ودماء المقاومين ثم انتقل إلى شيء آخر، إلى ما كان مصدر سعادته الكبرى في ذلك الوقت، الطبعة المحدودة، المضاءة برسوماته التوضيحية الخاصة لـ " La nuit talismanique" التي نُشرت قبل بضعة أشهر، خلال عام 1972، في المجموعة الجميلة "Les sentiers de la création" التي أخرجها Gaëtan Picon في Éditions d'Art Albert Skira. كان يشعر بفرحة عارمة وهو يتحدث عن هذا العمل، حيث كان العمل ممزقًا جزئيًا من الليالي التي قضاها بلا نوم بسبب الألم الذي عانى منه بين عامي 1955 و1958، والتي كان يرسم خلالها ويكتب لتمضية الوقت. من خلال تناول النصوص المكتوبة خلال هذه التجارب الليلية والرسومات التي رافقتها تحت عنوان " خطأ النوم، الشجرة" ثم إضافة "الليل السحري الذي أشرق في دائرته" ، نسج رينيه شار مع ليلة الأرق ليلة العواصف الحالية، وبالتالي ربط بين طرفين أضاءهما بنص أمامي تمهيدي ، مستحضراً والده.

كان رينيه شار، الذي لم يكن يحب الحديث عن نفسه في قصائده، مفضلاً استحضار الشعر بشكل عام، قد أحدث تغييراً طفيفاً في تحفظه المعتاد في ذلك اليوم، وهو ما كان بمثابة كشف بالنسبة لي. عندما غادرت بروفانس، أخذت معي كنزين، " ليلة التعويذة" ، ورسالة كان رينيه شار لطيفًا بما يكفي ليكتبها لي أثناء إقامتي ليخبرني أن القصائد التي تركتها له عندما غادرت كانت "رفاقًا غير مخيبة للآمال" وأن "الشعر ينبض في قلبي" و"كان من الضروري الاحتفاظ به لأنه عزيز علي". رأيت رينيه شار كثيرًا مع زوجي ثم مع ابنتنا. كنا زوارًا موسميين في الصيف، نستقبله في ظلال أشجار الدلب، حتى لقاء جميل أخير، في يوليو/تموز 1986، كان مصحوبًا بالحزن الذي كان يسيطر عليه في كثير من الأحيان والحنان الذي بدا وكأنه وداعًا، قادمًا منه.

إنني مدين لـ "الليلة التعويذية" أكثر من أي مجموعة أخرى بالخيوط الثلاثة لأريادن والتي تشكل أساس القراءة المقترحة هنا، "قراءتي" دون أي شكل آخر من أشكال التظاهر سوى الامتنان.


الإيجاز

أنا لست وحدي لأنني مهجورة. أنا وحدي لأني وحدي، لوز بين جدران سوره  

تظهر هذه القصيدة القصيرة المكتوبة بخط اليد على رسم يمثل اللوز كما يظهر في المقطع السهمي، بما في ذلك اللحاء والفاكهة. تتكرر القصيدة والرسم، ملتصقتين ببعضهما البعض في إيجاز زائد عن الحاجة. إنهم لا يقولون شيئا آخر غير الوحدة الوجودية للإنسان، والليل الذي يلحم الفاكهة بالغلاف والكائن بوحدته. إن الخلفية الليلية التي تلون كل النصوص المكتوبة بين عامي 1955 و1958، والتي نشرت تحت عنوان " فشل النوم، الفشل "، تشير إلى سياق وتكشف عن الألم الذي يمر عبر الشاعر طوال هذه الوقفات الاحتجاجية، مثل تدفق بشري، وإعادة صياغة علاقته بالحدود حيث يتصادم الليل والنهار. النص المكتوب لاحقًا عن إضافة "الليلة التعويذية" التي أشرقت في دائرته إلى هذه المجموعة الأولى، يُرسي مشهدًا، وبيئة، وأرقًا، ونورًا لا يُطاق للكهرباء، ورفقةً بشمعة، واختراعًا شعريًا سائدًا: "كنتُ مشلولًا في غرفتي تحت وطأة كهرباء بغيضة. خادمة أو عشيقة، قريبة من أنفاسي ويديّ، أرعى وأُصاب، هذا اللهب الذي كنتُ بحاجة إليه، أعارتني إياه شمعة، متحركًا كنظرة. تدفق ماء الليل في الدائرة الخضراء للوضوح الشاب، جاعلًا مني أنا نفسي ليلًا، بينما تحرر العمل الغزلي.   » هذا التفسير، المُتناقض عمدًا، لا يكشف إلا القليل عن الرجل، ولكنه يكشف الكثير عن كتاباته المُغلقة والسرية، كسحر اللوز. تحت علامة هذيان ليلي مُتنازع عليه بشدة مع الصمت، يتخذ اليأس جسد سجن النهاية كما هو مُعبر عنه في جزء من قصيدة بعنوان "المشكلة": "تجوال الموتى بشدة/ يُدق في كل فراغات، في سماء غائمة، حدَّدتُ نفسي   " أو حتى هذه الإشارة البسيطة تحت الرسم البياني العصبي لطائر دموي: "السماوي، المقتول  ". كل شيء يعود إلى الجاذبية، إلى إغلاق القصور الذاتي، إلى لعبة الرغبة الخاطفة واستحالتها، كما تعلق "Volets Tirés Splits" بعد أربعة عشر عامًا: "ماذا ننكسر؟ الأجنحة التي لا نملكها  "أو هذه الآية من "سحق رؤوسهم بالهراوة، أعني بسر": "شوكة متكئة، كمال الكآبة. » العمودية والأفقية تقتلان بعضهما البعض في ليلة التعويذةإن ثقل الجسد المسجون في ليلة قاسية والجاذبية الجوية للخيال تخلق أسرة متضاربة لا يمكن الهروب منها إلا داخليًا. إن اللوز الذي لمحه رينيه شار ليس فقط "القشرة الصلبة والناعمة" حيث يتم إعادة إنتاج "المعجزة، الثمينة للغاية بالنسبة له، لوقت صبور ويقظ، لدقة متدفقة، قريبة جدًا من دقة الحب" التي وصفها جان بيير ريتشارد  [18] ، بل هو أيضًا مجاز الحبس المتناقض حيث الموافقة والمراقبة تحرر.


لقد ظلت هذه القصيدة تطاردني لوقت طويل، سواء بسبب ما كشفته من فن التحدث أو بسبب ما أيقظته في نفسي من صمت في الكلمات غير المنطوقة. لقد كان تلاعب رينيه شار بالاستعارة موضوعًا للعديد من التعليقات التي أظهرت القوة الترابطية الكاملة لخياله، وكنزه المعجمي، وإحساسه بالانقطاع الدلالي الذي يبقي القارئ ملتصقًا بالمكان. ولكن في هذه القصيدة، اللوز المرتبط بالجدار، مثل الثور في "الجدار والمرج" ، والذي يشترك معه في الحبس والليل والغير متوقع، هو حجاب التواضع، والحاجة إلى قول أقل، والحفاظ على لغة مقتضبة حول ما يضر، من خلال إعادة توجيه الانتباه نحو ألفة مرنة. إن التعبير عن الوحدة الوجودية للإنسان في اللوزة المسجونة في قشرتها، مثل مأساة مصير البشرية في القرون الشمسية لثور لاسكو، مقيد بأصباغ الصورة. "إنني أخشى الوقاحة كثيراً، وأخشى أن أقول الكثير!"، هذا ما كتبه في 10 أغسطس/آب 1954 إلى ألبير كامو عن مخطوطة " البحث عن القاعدة والقمة" التي عهد بها إليه ليقرأها . وهذا الاعتراف بالخوف من "التحدث كثيرًا" عن الذات، وهذا القيد في الكشف الحميم، يترك لشعره هذا الجزء المحجوز، الذي لا يظهر إلا قليلاً تحت وفرة العلامات، والذي يعطي نفسه دون أن يتخلى عن نفسه، ولا يحمل سوى أثر للأشياء. وهكذا، تُجسّد قصيدة "ورقة كرمتي"، تحت شجيرات صورها السخية، التي تبدو وكأنها تتحدث عن الكلمات، اعترافًا خفيًا بالشيخوخة: "ستعرف الكلمات التي ستظهر عنا ما نتجاهله عنها. في لحظة سنكون طاقم هذا الأسطول المكون من وحدات متمردة، وفي اللحظة التالية، أميراله. ثم سيأخذه البحر المفتوح، تاركًا إيانا لسيولنا الموحلة وأسلاكنا الشائكة المتجمدة. »


حرية

اختصاري بلا قيود 

"نحن نسقط" هي القصيدة ما قبل الأخيرة في قصيدة " قلة النوم، اللحاء". يسبقها أغنية "L'issue" بأجوائها القمعية، والتي تتقاطع مع ذكرى الموتى من الماضي، وتتبعها أغنية "Eros suspensionu" بأجواء تتسق مع عنوانها. بين هذين الجدارين من النهاية والهروب، "نحن نسقط" هي وابل من الشظايا مرتبة على عجل على الورق لتجنب ذوبانها الليلي، وهي سلسلة من التدفقات ذات الغلبة الاسمية والتي يتحدث ترتيبها المتوازي عن الفوضى التي تسكنها. "إن إيجازي غير مقيد" هو البيان الأولي الذي يشير بوضوح شديد إلى الحرية، وبشكل أكثر غموضًا إلى موقف لغوي: الاختصار، والجمع، والكفاءة اللفظية. إن هذه العبارة تسلط الضوء ببراعة على فن القول المأثور لدى رينيه شار، الذي لا يؤكد إلا بقدر ما يختبره ولا ينطق إلا بقدر ما يريد أن يكون حراً. الحرية، في موجة من الحكمة، تقدم حقائقها من خلال إفساح الطريق حولها في تعبير سيادي ونهائي يثيره كل شيء. في قصيدة "مقصد أحشائنا"، نجد هذا التقاء الحرية وتأكيدها: "تولد الحرية، ليلاً، في أي مكان، في ثقب في الجدار، عند مرور الرياح الجليدية". » اكتشف شار، القارئ الشغوف لهيراقليطس ولاو تزو، هناك توازن التناقضات، وسبيل الجمع بين الهارب والخالد، وراحة عدم التواجد الدائم حيث يتوقع المرء ذلك، وإدامة ما هو غير مستقر بأسلوب غنومي يدعو القارئ للشهادة قائلاً له: أقول ما أريد، وأفهم ما تريد. لا يهم ما يثير الكلمة الشعرية ما دام يُخلي أفق من يتلقاها. لقد أشار لي "إيجازي غير مقيد" إلى حرية غير متوقعة في الكتابة وإهمال للأجيال القادمة.

وهنا أود أن أعود إلى قراءة استدلالية وتطفلية معينة، والتي، بسبب رغبتها في قول كل شيء، تشوه العمل من قوته الاستحضارية. وفي التحقيق الدقيق الذي أجراه بول فين حول قصائد رينيه شار، يمكننا أن نقرأ تحليلاً كاملاً لـ "قبورنا" وسياقها التحريري . يدافع المؤلف عن نفسه مسبقًا من خلال الإشارة إلى موافقة الشاعر على قراءته. نكتشف هناك جوًا من القذف الليلي، حيث يُشير كل مقطع شعري إلى انقطاع وعلاقة جنسية من النوع السادي المازوخي مع "حبيب"، "لن يكون مصدر إلهام"، والتي أثارت بعض الأبيات هذا التأمل: "  كمسار مُحمر على صخرة. حيوان هارب. عمق نفاد الصبر والصبر العمودي مجتمعين. انقلب الرقص رأسًا على عقب. السوط الحربي. رقصة الأجساد المعانقة أفسحت المجال للإساءات وآثارها المُحمرة، التي شقت الرغبة من خلالها مساراتها، لكن الإساءات نفسها نوع آخر من الرقص الغراميّ.  » يُحدد لوران جريلسامر، في "الضوء الأمامي" ، بدوره أن الحب الجنوني والحصري الذي شعر به رينيه شار لتينا جولاس هو الذي ألهم كلمات "قبورنا" . هل من الضروري حقًا معرفة هذا؟ على أي حال، فإن الاختزال الكارثي للقصيدة إلى ما أثار أو كان سيثير إن ما أثاره هو انحراف عن فهم النص، ونزع قدسية الشعر الذي تكمن عبقريته في التعبير عما يستهلكه العامة بشكل مختلف. لا يمكن للشعر أن يُهيئ نفسه لأدوات الحِرَف دون أن يُصاب بأذى في حقيقته المطلقة. ما ينقله لا ينتمي إلى تشنجات سلفه، ولا إلى جلادي الفاصلة، ولا حتى إلى "مزيلي شعر اليرقات "، ومراقبي الكوة وغيرهم من سقاة نبيذ الحياة الحامض. إنه، دون تعليق. إنه يفتح، دون صفة. إنه يُحرر، دون إخضاع.


تواضع

السنونو، مدبرة المنزل النشطة لطرف العشب، للبحث عن الوردة، كما ترى، سيكون غرور الأباطيل.

تختتم هذه القصيدة المكتوبة بخط اليد، والمؤرخة في 4 يونيو 1972، دورة الليلة التعويذية. ويختتم المجموعة على نغمة سلمية، مع صفاء سماء الليل لأن السنونو، مثل السمامة أو القبرة المذكورة في مكان آخر، هم المضيفون لعودة تأملية منتظمة في أعمال رينيه شار. يرى جان بيير ريتشارد فيهم "طائر السهم، طائر الذروة، الذي يقع في نقطة مسار أو في ذروة لحظة ". في شعر رينيه شار، تبقى الطيور دائمًا، في التجربة الأصلية للأشياء، أثرًا للكرم، وهدية افتتاحية، مثل الكتابة الشعرية، التي تكشف "المكتبة تحترق" سرها: "كيف جاءتني الكتابة؟ مثل طائر سقط على نافذتي في الشتاء. على الفور اندلعت معركة من الجمر في الموقد، والتي لم تنته بعد. » عندما سألت رينيه شار ذات يوم عن سبب نقش شجرة على الباب الزجاجي الخارجي الذي يؤدي إلى غرفة عمله، أجاب: "هذا لمنع الطيور من كسر مناقيرها عليه. الروابط بين الخيال والواقع هي الخيوط الهشة لإعادة تركيبنا وإهمال الذاكرة. كانت طيور السمامة والسنونو مسافري الربيع في منزل بوسكلات، وكانت السماء التي عبروها تُعلن عن شمس الصيف، وتحافظ على لغز نضارة ووفاء لم يُنكر قط. عندما نال ألبير كامو جائزة نوبل عام ١٩٥٧، كان النص المعنون "أريد أن أتحدث عن صديق" الذي أهداه رينيه شار إلى صحيفة فيجارو الأدبية في ٢٦ أكتوبر احتفالًا بالحدث، يحمل أثرًا من الشحنة الإيجابية التي منحها للسنونو لاستحضار الروابط التي جمعته بمؤلف " السقوط  ": "في ثبات القلوب المُجرّبة، لا تراقب الصداقة ولا تسأل. طائران السنونو، أحيانًا صامتان، وأحيانًا ثرثاران، يتقاسمان ما لا نهاية له من السماء وغطاء الشجرة نفسه.  »


لكن السنونو الذي يختتم ليلة التعويذة ، المعلقة بين بيت الأعشاب وقلب الورد، هو لغز آخر بوجه من التنازل والتواضع. في عام 1955، التقى رينيه شار مع مارتن هايدغر في منزل صديقه جان بوفري في باريس. ومن عام 1966 إلى عام 1969، أقام مارتن هايدغر ثلاث زيارات صيفية في ثور للنقاش مع عدد قليل من الأشخاص المتميزين والمتخصصين في فكره، والتي أطلق عليها بسرعة "ندوات ثور" . خلال العام الدراسي 1955-1956، ألقى مارتن هايدغر محاضرته بعنوان مبدأ العقل في جامعة فريبورغ. تمت ترجمة هذه الدورة في عام 1962 تحت نفس العنوان ونشرت في فرنسا . من الواضح أن رينيه شار كان على دراية بهذا النص الذي كتبه هايدغر، ومن المؤكد أنه ناقشه معه أثناء اجتماعاتهما. وكان الفيلسوف قد اقترح هذا التعليق على بيت شعري لأنجيلوس سيليسيوس: "الوردة بلا سبب"، مستعار من كتاب " المتجول الشاروبيمي" . ها هي: "الوردة بلا سبب، تزهر لأنها تزهر، ليس لديها اهتمام بذاتها، لا ترغب في أن تُرى"، مما يدل على أن العقل ليس كل الفكر. إن السنونو في ليلة التعويذة يجيب، بطريقته الخاصة، على هذا النقاش، رافضًا التفكير في ضباب سفر الجامعة ( 1، 2) من الغرور المتنازع عليه، مفضلًا عليه التواضع الذي يبقى هناك في المهمة المتواضعة لكل يوم. اعتراف بالتواضع، أم رغبة في حياة بعيدة تتصل بأسرار اللوز، أم غنج العقل الذي يستخدم أدواته المألوفة للإشادة بالبساطة؟

لقد أخذت كل هذه الفرضيات في الاعتبار على الفور مع اليقين بأن رينيه شار لم يفقد أبدًا البساطة الواضحة التي تميز شعوب الأرض في أوقات المحنة، ونوبات الغضب، وكذلك تحت ستار الشهرة. لقد ورثت منه حيويتها الأرضية، ورفضها للانحناء، وثقتها بنفسها التي لا تقبل الجدل والتي ترفض المتطفل، وقدرتها على إدارة ظهرها لمترجميها، في عزلة متسلطة.

إن الخيوط الثلاثة التي نقلها إليّ أريادني: الإيجاز الشعري، والذوق في الحرية، والتواضع في مواجهة الذكاء العقلاني، هي اليوم ملح امتناني.

#####


عمتم مساءْ


يا أيها السعداءْ


الراقدون في الفصول الأربعة ْ


كروضة التفاحْ


حمراء أو خضراءْ


ما قال لي أحدٌ


لكنني متيمٌ


بحلمكم هذا الرقيق ْ


عمتم مساءْ


أيتها الخيل التي في الريح منتفخة ْ


يا أيها الأطفال غنيتم ، لعبتم طيلة اليومْ


يا من تسيرون بوسْط النومْ


يا أيها النائمونْ


الخائفون ، العاطفيونْ


يا أيها الغرباءْ


عمتم مساءْ


يا أيها المعذبونْ


الكارهون للحياةِ ، الكادحونْ


إن حل ليلٌ يطلقون ْ


صرخة خوفٍ مرعبة ْ


وأنت يا طيراً عزيز الكبرياءْ


ترفض أن تطيرْ


قد هربتْ منك السماءْ


ولم يحنْ موتك بعدْ


يا كل أمٍّ في الغمام الذهبيّ ْ


تفتحت ْ


عمتِ مساءْ


عمتِ مساءْ


يا حلوة ً لم تعرف الحزن بعدْ


محض خرافةٍ هو الغدْ


ما زال في الليل ظلامْ


فلتنعمي بساعةٍ


ولتجعلي القلب ينامْ!


عمتَ مساءْ


يا منزلاً لي في الحياة ْ


يا جنة الفردوس من دمي ولحمي


يا زهورُ، يا كتبْ


وضعتها في جنتي


عمتِ مساءْ


أيتها الروح التي يصيح فيها الصخب ْ


قد نالها الآن التعبْ


يصعد للسطح الغضب ْ


يقول ثانية ً:


عمتم جميعاً مساءْ!


عمتم مساءْ!


*


القصيدة ترجمة: سيد جودة – مصر / هونج كونج

السبت، 10 مايو 2025

التظاهرة الثقافية السينمائية “أضواء مليانة” طبعة اولى ناجحة



 
بدعم من وزارة الثقافة والفنون، وتحت إشراف السيد والي ولاية عين الدفلى، وبحضور لافت لأفراد من الأسرة الثورية والسلطات المحليةو متابعة وحضور شعبي واسع شغوف بالثقافة والابداع والفن السينمائي ، تتواصل في مدينة مليانة بولاية عين الدفلى فعاليات  التظاهرة الثقافية السينمائية “أضواء مليانة”، أيام 8 و9 و10 ماي 2025، بتنظيم من الجمعية السينماتوغرافية ميلي لوميار، وبالتنسيق مع المركز الجزائري للسينما، احتفاء بالصورة السينمائية كأداة للذاكرة والإبداع والتعبير النضالي الثوري

وتزامن انطلاق هذه الطبعة مع الذكرى الـ80 لأحداث 8 ماي 1945، وهي محطة مفصلية في مسار الذاكرة الوطنية، ما يمنح الحدث بعدًا رمزيًا قويًا، يُترجم في برنامج ثري ومتنوع يجمع بين الوفاء للذاكرة الثورية والانفتاح على رهانات السينما الحديثة.

من أبرز فقرات التظاهرة، تكريم  شخصيات سينمائية وتلفزيونية وطنية ومحلية، يتصدرهم المخرج القدير محمد الأمين مرباح، تقديرًا لمساره الفني وإسهاماته في تطوير السينما الجزائرية. كما اقيم معرض لملصقات الفيلم الثوري بالشراكة مع المركز الجزائري للسينما، احتفاءً بـالذكرى الستين لتأسيس المركز.




وتابع الجمهور  عروض أفلام ثورية كلاسيكيه وحديثة  في الهواء الطلق ، بشراكة بين المركز الجزائري لتطوير السينما والمركز الوطني للسينما الجزائرية من بينها فيلم الطيارة الصفراء لهاجر سباطة وفيلم هليوبوليس لجعفر قاسم وزاباتا لسعيد ولد خليفة، إضافة إلى عروض لأفلام قصيرة في المسرح البلدي من بينها بوعلام سمع كلش لعزيز بوكون وخالد بوناب ودزاير لمهدي سفيان تسابيت، بحضور مخرجيها ونقاشها مع الجمهور المحلي.


كما شمل البرنامج محاضرات حول تمثلات الثورة المجيدة في السينما الجزائرية قدمها الناقدان السينمائيان سليم اقار تحدث عن تاريخ السينما الجزائرية وحضورها العالمي ومحمد عبيدو الذي تحدث عن حضور احداث 8ماي في الانتاج السينمائي الجزائري، وندوة فكرية حول الجمالية والمضمون في الصورة السينمائية، نشطها أساتذة ودكاترة من المعهد الوطني العالي للسينما، وجامعة جيلالي بونعامة، والمركز الجزائري للسينما.



الشق التكويني كن حاضرًا من خلال ورشات تدريبية حول سيناريو الفيلم التاريخي اطرها خالد بوناب وهاجر سباطة، شارك فيها طلبة المعهد الوطني العالي لفنون العرض، والمعهد الوطني العالي للسينما “لخضر حمينة”، وطلبة كلية الإعلام، بالإضافة إلى شباب من نوادي المدرسة الوطنية العليا للرياضيات وهواة الفن السابع من أبناء المنطقة.
وحظي ضيوف التظاهرة كذلك بجولات سياحية تثقيفية للتعرف على تاريخ مدينة مليانة ومعالمهاالاثرية، ما اضفى على الحدث بعدًا سياحيًا وثقافيًا متكاملاً.

مع نجاح هذه الطبعة في انطلاقتها الاولى مع برنامج سينماىي متكامل، تؤكد تظاهرة “أضواء مليانة” على  دور الثقافة والسينما في حفظ الذاكرة الوطنية، وتوفير فضاءات للشباب ومحبي الفن السابع من أجل اللقاء والتعلم والمساهمة في صناعة المعنى والجمال.

الأربعاء، 7 مايو 2025

أضواء مليانة”: تظاهرة سينمائية تحتفي بالذاكرة



 في أجواء تستحضر الملاحم التاريخية وتحتفي بالصورة السينمائية كأداة للذاكرة والإبداع، تستعد ولاية عين الدفلى لاحتضان التظاهرة الثقافية السينمائية “أضواء مليانة”، أيام 8 و9 و10 ماي 2025، بتنظيم من الجمعية السينماتوغرافية ميلي لوميار، وبالتنسيق مع المركز الجزائري للسينما، وبدعم من وزارة الثقافة والفنون، وتحت إشراف السيد والي الولاية، وبحضور لافت لأفراد من الأسرة الثورية والسلطات المحلية.

وتكتسي هذه التظاهرة طابعًا استثنائيًا، إذ تتزامن مع الذكرى الـ80 لأحداث 8 ماي 1945، وهي محطة مفصلية في مسار الذاكرة الوطنية، ما يمنح الحدث بعدًا رمزيًا قويًا، يُترجم في برنامج ثري ومتنوع يجمع بين الوفاء للذاكرة الثورية والانفتاح على رهانات السينما الحديثة.

من أبرز فقرات التظاهرة، تكريم سبع شخصيات سينمائية وتلفزيونية وطنية ومحلية، يتصدرهم المخرج القدير محمد الأمين مرباح، تقديرًا لمساره الفني وإسهاماته في تطوير السينما الجزائرية. كما سيُقام معرض للفيلم الثوري بالشراكة مع المركز الجزائري للسينما، احتفاءً بـالذكرى الستين لتأسيس المركز.

وسيكون الجمهور على موعد مع عروض لأفلام ثورية حديثة تُعرض في الهواء الطلق، بشراكة بين المركز الجزائري لتطوير السينما والمركز الوطني للسينما الجزائرية، إضافة إلى عروض لأفلام قصيرة في المسرح البلدي، بحضور مخرجيها وتفاعل مباشر مع الجمهور المحلي.

كما يشمل البرنامج محاضرات حول تمثلات الثورة المجيدة في السينما الجزائرية يقدمها الناقدان السينمائيان سليم اقار ومحمد عبيدو، وندوة فكرية حول الجمالية والمضمون في الصورة السينمائية، ينشطها أساتذة ودكاترة من المعهد الوطني العالي للسينما، وجامعة جيلالي بونعامة، والمركز الجزائري للسينما.

الشق التكويني سيكون حاضرًا من خلال ورشات تدريبية في مجالات الكتابة السينمائية والإخراج، يشارك فيها طلبة المعهد الوطني العالي لفنون العرض، والمعهد الوطني العالي للسينما “لخضر حمينة”، وطلبة كلية الإعلام، بالإضافة إلى شباب من نوادي المدرسة الوطنية العليا للرياضيات وهواة الفن السابع من أبناء المنطقة.

وسيحظى ضيوف التظاهرة كذلك بجولات سياحية تثقيفية للتعرف على تاريخ مدينة مليانة ومعالمها، ما يضفي على الحدث بعدًا سياحيًا وثقافيًا متكاملاً.

بهذا البرنامج المتكامل، تؤكد تظاهرة “أضواء مليانة” على دور الثقافة والسينما في حفظ الذاكرة الوطنية، وتوفير فضاءات للشباب من أجل اللقاء والتعلم والمساهمة في صناعة المعنى والجمال

الثلاثاء، 6 مايو 2025

حظيت بدعم مؤسسة الدوحة للأفلام.. اختيار 8 أفلام متنوعة في مهرجان كان السينمائي 2025

 


أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام اليوم عن اختيار ثمانية أفلام متنوعة مدعومة من خلال برنامج المنح بالمؤسسة للمشاركة في الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي، الأمر الذي يعكس التزامها المستمر برعاية الأصوات الجريئة والأصيلة في السينما العالمية.


تغطي هذه الأفلام المختارة طيفاً واسعاً من الأنواع والأساليب والرؤى الثقافية، ما يعكس ثراء السّرد العالمي، ويؤكد رسالة المؤسسة في تسليط الضوء على الآراء المؤثرة وغير الممثلة بالشكل الكافي من العالم العربي وخارجه.


وسيُعرض عدد من هذه المشاريع أمام جمهور عالمي في أقسام مختلفة من المهرجان، من بينها البرنامج الرسمي، حيث تم اختيار أحد الأفلام للمنافسة في المسابقة الرسمية، وثلاثة أفلام ضمن قسم نظرة ما ،

كما ستُعرض أربعة أفلام أخرى ضمن الأقسام الموازية: أسبوع النقاد، أسبوع المخرجين، وبرنامج جمعية السينما المستقلة للتوزيع  ACID، في دلالة واضحة على التميز الفني والبعد العالمي الذي يتمتع به صناع هذه الأعمال.


وتأتي المشاركة القوية لمؤسسة الدوحة للأفلام في مهرجان كان السينمائي 2025 امتداداً لإرثه الراسخ في تمكين المواهب الصاعدة والمساهمة الفاعلة في تشكيل المشهد السينمائي العالمي.


وفي هذا السياق، قالت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: "نفتخر بالمشاركة في الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان كان السينمائي مع مجموعة جديدة من الأفلام المتميزة التي تدعمها المؤسسة. ويمثل هذا الاختيار شهادة ناصعة على قوة السّرد القصصي الأصيل، ويعكس أهمية إبراز الأصوات المتنوعة. كما تجسّد هذه الأعمال مدى قوّة السينما على تعزيز علاقاتنا، إلى جانب الكشف عن الجمال والتعقيد الكامن في تجاربنا المختلفة. من خلال تمكين صناّع الأفلام الموهوبين والمميزين، فإنّنا نغذي الإبداع وندعم سرد قصص مؤثرة قادرة على التأثير في مستقبل السينما العالمية."


المسابقة الرسمية:


"رنوار" (اليابان، فرنسا، سنغافورة، الفلبين، إندونيسيا، قطر) للمخرجة تشي هياكاوا، يحكي قصة فتاة تبلغ من العمر 11 عاماً، تتمتع بشخصية حساسة وغريبة الأطوار، تواجه صيفاً استثنائياً في طوكيو عام 1987، إذ تتعامل مع والدها المريض بمرض عضال ووالدتها العاملة التي ترزح تحت ضغط كبير، بينما يفتش كل منهم عن روابط إنسانية تعيد إليهم معنى القرب والحنان.


الاختيار الرسمي في قسم نظرة ما:


"عائشة لا تستطيع الطيران بعد الآن" (مصر، تونس، السعودية، السودان، ألمانيا، فرنسا، قطر) للمخرج مراد مصطفى، يتتبع قصة عائشة، وهي ممرضة صومالية تقيم في القاهرة، تجد نفسها متورطة مع عصابة مصرية بينما تحاول الموازنة بين الحب والخوف والتوترات المتصاعدة بين المهاجرين الأفارقة.


"سماء موعودة" [عنوان مؤقت: ماري وجولي] (تونس، فرنسا، قطر) للمخرجة أريج سهيري، يروي حكاية ثلاث نساء من ساحل العاج من أجيال مختلفة وهنّ: قسيسة، وسيدة أعمال ذكية، وطالبة، يعشن معاً في منزل في تونس العاصمة يتحول أيضاً إلى كنيسة، حيث تتقاطع حكاياتهن في سياق من التضامن والتحدي والانتماء.


"كان يا ما كان في غزة" (فلسطين، فرنسا، ألمانيا، البرتغال، قطر) من إخراج طرزان وعرب ناصر، تدور أحداثه في غزة عام 2007، ويتتبع قصة طالب شاب، وتاجر صاحب شخصية كاريزماتية، وشرطي فاسد. في دوامة من القتل والانتقام، تتصاعد التوترات نحو نهاية مأساوية.


أسبوع النقاد


"مدينة بلا نوم" (إسبانيا، فرنسا، قطر) للمخرج غييرمو غارسيا لوبيز، تدور أحداثه في أطراف مدريد، حيث يبدأ عالم تونينو، البالغ من العمر 15 عاماً، في الانهيار مع استعداد صديقه المقرّب للرحيل، ما يدفعه لإعادة التفكير في مفاهيم الوطن والصداقة والأساطير الغجرية التي شكّلت طفولته.


"المعدن" (المغرب، فرنسا، إيطاليا، قطر) للمخرجة رندة ماروفي، تدور أحداثه في مدينة جرادة المغربية، ويوثق تدهور المدينة بعد إغلاق منجمها عام 2001، مستعرضاً الآثار الاجتماعية والاقتصادية للانتقال بعيداً عن الوقود الأحفوري من خلال السرد الأرشيفي وذكريات السكان.


أسبوعي النقاد:


"كعكة الميلاد" (العراق، الولايات المتحدة الأمريكية، قطر) من إخراج حسن هادي. يروي الفيلم قصة لمياء، الطفلة التي تبلغ من العمر تسع سنوات، والتي يجب عليها استخدام ذكائها لجمع المكونات اللازمة لتحضير الكعكة الإلزامية للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس صدام حسين.


برنامج جمعية السينما المستقلة للتوزيع  ACID


"الحياة بعد سهام" (مصر، فرنسا، قطر) من إخراج نمير عبد المسيح، يروي قصة رحلة الحزن التي استمرت عشر سنوات بعد فقدان والدته. من خلال السينما، يواجه المخرج الصدمة، ويحافظ على الذكريات، ويستكشف معنى العائلة وجمال الحياة الزائل.

الاثنين، 5 مايو 2025

حفظ الأفلام: حاجة ماسة



كتبه: مارتن سكورسيزي 


أصبح لمصطلح " حفظ الأفلام " الآن وقع رسمي. بمعنى ما، يُعد هذا تقدمًا - فهو يعني أن الناس يأخذونه على محمل الجد، وهو ما لم يكن الحال دائمًا. من ناحية أخرى، فإن حقيقة أنه أصبح رسميًا تعني أنه لم يعد مُلحًا، وأن المشكلة قد حُلت، وأنه يمكن الآن اعتبارها أمرًا مفروغًا منه. في الواقع، لا شيء أبعد عن الحقيقة. إن حفظ الأفلام أمر مُلح دائمًا. وسيظل دائمًا مُلحًا. فبالنسبة لكل طبعة فيلم مهملة أو مجموعة من عناصر الفيلم التي لا يتم تخزينها في ظروف مثالية، والتي لم يتم فحصها أو تنظيفها أو مسحها ضوئيًا، فإن الساعة تدق. وحتى إذا تم نقل عنوان إلى وسائط رقمية، فإن الساعة لا تزال تدق. إنها تدق دائمًا، تمامًا كما هو الحال بالنسبة لكل لوحة وكل مخطوطة في كل متحف أو أرشيف.

تلف الفيلم بسبب أكسدة الفضة

تلف الفيلم بسبب أكسدة الفضة إطار من فيلم نترات مقاس 35 مم ضاع بسبب أكسدة الفضة.

ثم هناك سؤالٌ يُطرح بين الحين والآخر: لماذا؟ لماذا نحافظ على الأفلام أصلًا بينما هناك الكثير من الأمور الأكثر أهميةً وإلحاحًا التي تستحق الإنفاق عليها؟ الإجابة بسيطةٌ جدًا. السينما تمنحنا شيئًا ثمينًا: سجلٌّ لأنفسنا عبر الزمن، موثّقٌ ومفسّر. تعود الحاجة إلى دمج الزمن والحركة في تصوراتنا لأنفسنا إلى بدايات البشرية - يمكنك أن تلمسها في اللوحات على جدران كهوف لاسكو . وهذا ينطبق جوهريًا على كل شكلٍ فني. السينما تمنحنا طريقةً للتعامل مع لغز هويتنا وماهيّتنا.


نعلم الآن كم فقدنا من السينما. لكننا كنا على وشك أن نفقد أكثر من ذلك بكثير.


فيلم يظهر هشاشة شديدة وتحلل

1 من 2

فيلم يظهر هشاشة شديدة وتحلل مثال على الهشاشة الشديدة - والتي يمكن أن تؤثر على كل من فيلم النترات وفيلم الأسيتات - حيث تتحلل لفة الفيلم تدريجيًا إلى غبار أحمر أو بني.


في أواخر السبعينيات ذهبت لعرض فيلم تم إنتاجه في منتصف الخمسينيات بعنوان The Seven Year Itch ، للمخرج بيلي وايلدر ، وتم تصويره بتقنية Eastmancolor. كانت هذه هي النسخة الأرشيفية للاستوديو للصورة التي تحمل الصورة الأيقونية لمارلين مونرو . أطفئت الأضواء، وبدأ العرض، وصُدمنا بما رأيناه. لقد تلاشى اللون بشكل كبير لدرجة أنه كان من المستحيل تقريبًا رؤية الفيلم بالفعل. في تلك الأيام التي سبقت الفيديو المنزلي، اعتدنا على رؤية مطبوعات أفلام كانت بعيدة ببضعة أجيال عن النسخة السلبية الأصلية، والتي كانت مخدوشة ومتصلة ومتآكلة، وفي حالة الصور التي تم تصويرها بالألوان، كانت باهتة في بعض الأحيان. ومع ذلك، كان هذا أبعد من مجرد بهتان. كان هذا دليلاً واضحًا على التدهور، وبما أنها كانت نسخة الاستوديو، فهي دليل على الإهمال. ولكن إلى جانب حقيقة فقدان اللون، أدركت أن العروض قد ضاعت أيضًا، والشخصيات معها. تحولت عيون الممثلين إلى دوائر بنية أو زرقاء باهتة، مما يعني فقدان ارتباطهم العاطفي ببعضهم البعض وبالجمهور. ساروا على الشاشة كالأشباح. هذا يعني ضياع السرد بأكمله. في جوهره، ضاع الفيلم نفسه.

لذلك في تلك الليلة، أدركنا جميعا أنه يجب القيام بشيء ما.


لقد تلقيت تعليمًا سريعًا. لقد فهمت أنكانت تقنية إيستمان كولور غير مستقرة بشكل خاص وعرضة للبهتان، بينما كانت الأفلام المصوّرة بتقنية تكنيكولور أكثر استقرارًا بكثير، إلا أن جميع مطبوعات الأفلام وعناصرها، سواءً بالأبيض والأسود أو بالألوان، كانت عرضة للتحلل الكيميائي إذا لم تُخزّن في ظروف جافة وباردة بما يكفي. وقد تُصاب هذه المطبوعات بما يُعرف بـ"متلازمة الخل" - فمع تحلل قاعدة الفيلم (سواءً كانت نترات ما قبل عام ١٩٤٨ أو أسيتات ما بعده)، تبدأ رائحة الخل في النفاذ إلى الطباعة وتصبح هشة؛ فتتجعّد وتنكمش. بمجرد أن تتطور الطباعة،متلازمة الخل، التدهور لا رجعة فيه.

تحلل فيلم النترات

تحلل فيلم النترات إطار من فيلم مقاس 35 ملم يظهر العديد من علامات تحلل النترات، بما في ذلك الفقاعات وتغير اللون إلى اللون البني وتلاشي الصبغة الزرقاء من حواف الفيلم إلى المركز.

ثم توصلت إلى اكتشاف مرعب حقًا: بسبب التحلل الكيميائي والتآكل والحرائق (التي كانت أكثر انتشارًا خلال عصر النترات، والتي كانت شديدة الاشتعال)، أو مزيج من هذه العوامل، فقد 50 في المائة من السينما الأمريكية قبل عام 1950 و80 في المائة من السينما الأمريكية الصامتة. اختفت. إلى الأبد. بدا هذا أمرًا لا يمكن تصوره بالنسبة لي ولأصدقائي الذين كانوا أيضًا صانعي أفلام وعشاق السينما. من ناحية، كانت هناك احتفالات لا حصر لها بعظمة هوليوود والعصر الذهبي للأفلام. من ناحية أخرى، اختفى أكثر من نصفها، وشمل ذلك العديد من العناوين الشهيرة التي فازت بجوائز أوسكار متعددة. لم يكن هناك أي وعي على الإطلاق بالحفظ المنهجي أو، عند الحاجة، بالترميم. وكان هذا هنا في أمريكا فقط، حيث الموارد هائلة. ماذا عن بقية العالم؟



تحلل فيلم الأسيتات

انكماش وتجمع الفيلم بسبب الانفصال، وهو أمر نموذجي للتحلل المتقدم لفيلم الأسيتات.

بعد أن قُدتُ حملةً لتطوير مخزون أفلام ملون أكثر استقرارًا، التقيتُ بوب روزن، الذي كان آنذاك مديرًا لأرشيف الأفلام والتلفزيون بجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، وحاولنا بناء جسور بين الأرشيفات المستقلة والاستوديوهات. وقد أدى ذلك إلىمؤسسة الفيلم، التي أسستها عام ١٩٩٠ مع وودي آلن ، وفرانسيس فورد كوبولا ، وستانلي كوبريك ، وجورج لوكاس ، وسيدني بولاك ، وروبرت ريدفورد ، وستيفن سبيلبرغ . ومنذ ذلك الحين، ساهمنا في ترميم أكثر من ٨٠٠ فيلم من جميع أنحاء العالم. خلال التسعينيات وبدايات القرن الحادي والعشرين، بدا أن الوعي بهشاشة السينما قد تبلور، وبدا أن هناك وعيًا متزايدًا بضرورة الحفاظ عليها.


فيلم إخباري يظهر علامات تحلل النترات

فيلم إخباري يظهر علامات تحلل النترات بهتان وتغير لون لفة من فيلم إخباري مقاس 35 مم بسبب أكاسيد النيتروجين والأحماض القوية التي تصاحب تحلل النترات.

خلال منتصف التسعينيات، كانت أعمال ترميم الأفلام تُجرى بالكيمياء الضوئية. ثم في عام ١٩٩٦، رُمم فيلم صامت من إخراج فرانك كابرا بعنوان "معبود ماتينيه" باستخدام التقنيات الرقمية. أمكن مسح الإطارات التالفة وإصلاحها بمعلومات مستنسخة من إطارات أنظف، فأصبحت الصورة، التي كانت تُعرض سابقًا على شكل أجزاء ممزقة أو مقطوعة بشدة، تُرى الآن في صورة قريبة من نسختها الأصلية. كانت هذه نقلة نوعية هائلة.

منذ عام ١٩٩٦، تغير كل شيء. تُجرى معظم أعمال الترميم رقميًا، وهو أمرٌ له إيجابياته وسلبياته: فمن جهة، تُمنح الأفلام حياةً جديدةً تمامًا تُلبي أحيانًا النوايا الأصلية لصانعي الأفلام، بل وتتجاوزها أحيانًا؛ ومن جهة أخرى، تُحدد التكنولوجيا أحيانًا خيارات الترميم، بينما ينبغي أن يكون العكس هو الصحيح.

اليوم، لم يبقَ في العالم سوى عدد قليل جدًا من مختبرات الأفلام. تُصوَّر جميع الصور تقريبًا بكاميرات رقمية، وحتى تلك التي تُصوَّر على الفيلم تُحرَّر وتُحدَّد توقيتات ألوانها وتُنجز رقميًا. عندما تُطبع صورة جديدة أو حتى مُرمَّمة وتُعرَض، تُصبح حدثًا. عند مشاهدة فيلم في دار عرض، عادةً ما تُشاهد حزمة سينمائية رقمية، أو DCP، تُرسَل إما إلى دار العرض عبر الإنترنت أو على شكل محرك أقراص مُوصَل بجهاز العرض، والذي "يستوعب" الملف (الفيلم) الذي يُفعَّل برمز يُزوِّده الموزع. محركات الأقراص التي تحتوي على DCPs هي نفس محركات الأقراص الخارجية التي تُستخدم لتخزين المعلومات الرقمية في المنزل. وكما نعلم جميعًا، تختفي المعلومات الرقمية أحيانًا. وقد حدث هذا لأكثر من فيلم من إنتاج استوديو كبير. إن "الانتقال المنهجي" من التنسيق الرقمي الحالي إلى التنسيق المتطور التالي هو الهدف الآن، ولكن هذا يتطلب يقظة أكبر من أي وقت مضى من جانب المالكين. في هذه المرحلة، لا تتم غالبية مشاهدة الأفلام في دور السينما ولكن عبر البث إلى أجهزة الكمبيوتر أو أنظمة الشاشة الرئيسية، مما يعني أن معايير القبول للترميم والحفظ والعرض قد تغيرت، وأعتقد أنها أصبحت أكثر مرونة. في المستقبل، يجب الحفاظ على ذاكرة صورة الفيلم الفعلية بعناية وحب كما هو الحال مع قطعة أثرية قديمة في متحف المتروبوليتان . ولهذا السبب تصر مؤسسة الفيلم دائمًا على إنشاء عناصر فيلمية فعلية - سلبية وإيجابية - لكل عملية ترميم نشارك فيها.

وفي الوقت نفسه ، لا يزال الفيلم الفعلي - الذي أصبح الآن يعتمد على مادة Mylar وأصبح أقوى من أي وقت مضى - هو الوسيلة الأكثر موثوقية واستدامة لحفظ الأفلام.


نُشرت هذه المقالة في الأصل عام 2018 في الطبعة السنوية لموسوعة بريتانيكا: 250 عامًا من التميز (1768-2018).