عُرض الفيلم الوثائقي "ذا بيبي فايلز" (The Bibi Files) حول بنيامين نتنياهو في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، الاثنين، بعدما سبقه جدلٌ واسع ومحاولات من رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يقود حرب الإبادة على قطاع غزة، لحظر العمل ومنع عرضه، بحسب موقع ديدلاين الأميركي. واحتوى الفيلم الذي أنتجه أليكس غيبني وأخرجته ألكسيس بلوم، على مقاطع تُعرض لأوّل مرة من استجواب نتنياهو من قبل الشرطة الإسرائيلية في قضايا فساد، والذي أدى في النهاية إلى توجيه اتهامات إلى رئيس الوزراء الحالي في عام 2019.
وأظهرت اللقطات التي سُربت إلى منتج الفيلم في أواخر العام الماضي نتنياهو وهو يتشاجر مع المحققين، منكراً قبوله هدايا باهظة الثمن من مناصرين أثرياء له، من ضمنهم المنتج الهوليوودي أرنون ميلشان وقطب الكازينو في لاس فيغاس شيلدون أديلسون. كذلك، وثّقت لقطات أخرى استجواب الشرطة لميلشان وأديلسون، إضافة إلى سارة زوجة نتنياهو وابنه الأكبر يئير.
وكانت محكمة إسرائيلية في القدس المحتلة قد رفضت الاثنين، دعوى قضائية من بنيامين نتنياهو لسحب الفيلم من قائمة عروض مهرجان تورنتو السينمائي الدولي. وادعى الفريق القانوني لرئيس الوزراء أن الصحافي الاستقصائي رافيف دراكر الذي يظهر في الفيلم، وهو أحد منتجيه، انتهك القانون الإسرائيلي بتسريب الفيديو، لكن من دون تقديم أي دليل يثبت أنّه وراء التسريب.
وفي حديثه بعد العرض الأول، أكّد المنتج أنه لن يحدد هوية الشخص الذي أعطاه المقاطع المسجلة، مضيفاً: "جاءني مصدر وقال إنه يملك بعض مقاطع الفيديو التي قد تساعدني على إنتاج فيلم. كان هذا في أواخر عام 2023. حصلت على المقاطع وأعجبت بها كثيراً". وبحسب "ديدلاين"، تظهر اللقطات بنيامين نتنياهو متوتراً، وهو يجلس خلف مكتب في مواجهة ثلاثة محققين. كما توثق ادعاءه نسيان ما إذا كان قد ضغط على الأصدقاء للحصول على هدايا فاخرة، وكذلك زعمه عدم معرفة ما إذا كانت زوجته قد تلقت هدايا من ميلشان.
وأجرى صناع العمل شخصيات إسرائيلية تعارض سياسات نتنياهو، ومن ضمنها أصدقاء وأعضاء سابقون في فريقه. اتهم هؤلاء رئيس الوزراء بالفساد، كما عبروا عن اعتقادهم بأنّ الأخير سعى إلى إصلاح مثير للجدل للغاية في القضاء الإسرائيلي للهروب من المحاكمة. إضافةً إلى تحميله مسؤولية عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي على مستوطنات غلاف غزة.
وهاجم "ذا بيبي فايلز" رئيس الوزراء لتخليه عن الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، وقال أحد المتحدثين في العمل: "إن الحرب الدائمة في مصلحته، وهذا يعني أنه كلما طالت فترة بقاء إسرائيل في حالة حرب، قل احتمال ملاحقة نتنياهو قضائياً".
وكان مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، والذي يُعتبر أهم مهرجان سينمائي في أميركا الشمالية، قد شهد خلال حفل افتتاحه في الخامس من سبتمبر الماضي احتجاجاً لمتظاهرين مؤيّدين للفلسطينيين. وخلال كلمة افتتاحية لمدير المهرجان كامرون بيلي على خشبة مسرح برينسس أوف ويلز، بدأ أربعة متظاهرين يرددون شعارات ضد راعي المهرجان البنك الملكي الكندي، الذي انتقد مراراً بسبب استثماره في شركات مرتبطة بدولة الاحتلال. قبل أن يقوم عناصر حفظ الأمن باقتياد المتظاهرين إلى الخارج.
ويُعدُّ مهرجان تورنتو السينمائي، إلى جانب نظيرَيه في فينيسيا في إيطاليا وتيلورايد في الولايات المتحدة، أحد المهرجانات التي تشهد عروضاً أولى لأفلام تحظى بفرص كبيرة للترشح للحصول على جوائز أوسكار، وفقاً للخبراء والمنتجين. ويُعرض في الدورة الـ49 من مهرجان تورنتو 278 فيلماً، على أن يمنح في حفل الختام في 15 سبتمبر جائزة اختيار الجمهور، والتي تشكّل مؤشراً مبكراً لجوائز أوسكار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق