أعلنت لجنة جوائز الشاشة الكندية للموسيقى عن ترشح الموسيقار ناصر شرف لنيل جائزة أفضل موسيقى أصلية لفيلم روائي، وذلك عن موسيقى فيلم الحارة للمخرج باسل غندور، ومن المقرر أن يُقام حفل توزيع الجوائز يوم الأربعاء 21 سبتمبر (أيلول) حيث يتنافس ناصر شرف مع أربع ملحنين آخرين في فئته.
جوائز الشاشة الكندية للموسيقى هي احتفالية تقيمها رابطة ملحنين الشاشة الكندية، وتتألف من تسع فئات، وتشهد نسخة عام 2022 ظهور عربي بارز إلى جانب ترشح ناصر شرف، إذ ترشحت الملحنة السورية ليال وطفة عن مسلسلي عنبر 6 والمشوار، بينما ترشحت الأردنية سعاد بشناق عن موسيقى الحلقة التليفزيونية The Nature of Things: Why We Dance.
ناصر شرف مؤلف موسيقى كندي من أصول أردنية، تمتد مسيرته لأكثر من 25 عاماً، أجاد خلالها دمج الألحان العربية والشرقية سوياً، وكان شرف قد حصل على درجة البكالوريوس في تأليف وتحلين موسيقى الأفلام من كلية باركلي للموسيقى في بوسطن، نال بعدها شهادة في الإنتاج والهندسة الصوتية من جامعة فول سيل. بعد ما اتم دراساته عمل في عدة ستوديوهات مكنته من العمل مع عملاء بارزين أمثال ديزني ويونيفرسال ومترو جولدن ماير، وفي عام 1993 عاد شرف إلى الأردن وأسس ستوديو شرف للإنتاجات الموسيقية. وفي عام 2008 تولى تأليف موسيقى العرض المسرحي "صخور البتراء" في احتفالية بإدراج مدينة البتراء ضمن عجائب الدنيا السبع والذكرى العاشرة لتنصيب الملك عبد الله الثاني. وإلى جانب أعماله في مجال الأفلام والمسلسلات والمسرح، يؤلف ناصر موسيقى لوسائل الإعلام التفاعلية والتليفزيون وألعاب الفيديو.
وكان فيلم الحارة قد شهد مؤخراً توجداً بارزاً في المحافل الدولية إذ حصل على جائزة الجمهور وتنويه خاص من مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى من مهرجان الفيلم الدولي الأول في أنوناي بفرنسا، وترشح لـ 4 جوائز في جوائز النقاد للأفلام العربية التي يقدمها مركز السينما العربية على هامش فعاليات الدورة الحالية من مهرجان كان.
وحظيّ الحارة بإشادات واسعة ضمن جولة عروضه شارك خلالها في العشرات من المهرجانات الدولية، ومن أبرزها مهرجان لندن السينمائي ومهرجان روتردام السينمائي الدولي. كما شهد عرضه الأول عربياً في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، بينما حصل على عرضه العالمي الأول في واحد من أعرق المهرجانات الدولية وهو مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي ضمن مسابقة بياتزا غراندي ليصبح أول فيلم أردني طويل يشارك في هذا المهرجان.
تدور أحداث الفيلم في حي تحكمه النميمة والعنف في شرق عمّان، حيث يقوم شاب مخادع بالمستحيل ليكون مع حبيبته، لكن والدتها تقف عائقاً أمام اكتمال قصتهما، وعندما تلتقط كاميرا شخص مبتز مقطعاً مصوراً لهما في وضع حميمي، تلجأ الأم في الخفاء إلى عصابة لتضع حداً لما يحدث، لكن الأمور لا تجري كما خُطط لها.
فيلم الحارة من تأليف وإخراج باسل غندور، وبطولة عماد عزمي، بركة رحماني، منذر رياحنة، ميساء عبد الهادي، نادرة عمران ونديم ريماوي. ومن إنتاج بيت الشوارب (يوسف عبدالنبي)، The Imaginarium Films (رولا ناصر) وLagoonie Film Production (شاهيناز العقاد) كمنتج مشارك، وتتولى شركة MAD Solutions مهام توزيع الفيلم عربياً، بينما تتولى الشركة الفرنسية Elle Driver المبيعات في باقي أنحاء العالم.
فريتز لانغ مخرج أمريكي الماني كبير قدم أكثر من 30 فيلماً في المانيا و الولايات المتحدة ، هو الذي عاش بين 1890 و1976 وكان من أقطاب السينما الألمانية الصامتة، ثم حقق "م." ناطقاً، ليتوجه بعد ذلك الى فرنسا ومنها الى الولايات المتحدة حيث صار واحداً من كبار المبدعين في هوليوود، إذ حقق هناك عدداً كبيراً من الأفلام التي أمنت له مكانة مهمة. ومع هذا يظل فيلماه الألمانيان "متروبوليس" و"م." أروع وأغرب ما حقق... والأكثر التباساً واثارة للأسئلة من بين أفلامه جميعاً. طور اسلوباً بابتكار اجواء من خلال استخدامه للتعبيرية و الاضاءة و التحرير. وقد كان لعمل لانغ المبكر في الفن و العمارة أثر واضح في توجهه السينمائي.
يعد صاحب ثورة في عالم السينما:(هو إذا اخترع الكتابة السينمائية فقد أظهر في أفلامه كيف أن السينما وخلافاً لما عليه الأمر في المسرح لا تعمل عملها إلا عن طريق التأثيرات والصور ومقتطفات الحدث وقد صار فريتز لانغ الموجه المرجعي الرئيسي لدى سينمائيي الموجة الجديدة.فبالنسبة ل:غودار (إنه السينما) وإذا كانت هوليوود قد وفرت عملاً للانغ إلا أن علاقته بهوليوود خيمت عليها بشكل دائم الغيمة المظلمة . اجتذبته هوليوود بإمكانياتها التقنية لكنه ظل رافضاً أساليبها في الإنتاج الصناعي:(النكبة في ما يطلق عليه أنه (الصناعة) هو أن الأمر لا علاقة له البتة ببلوغ قناعة الجمهور..إنني أحب الجمهور..لكن قبل أن أتمكن من إقناعه,يتعين علي أولاً أن أقنع الوسطاء الذين لا يملكون أية فكرة عن أي شيء). ولد لانغ في 5 ايلول 1990 في فيينا , والده انتون لانغ مهندس عمارة ووالدته باولا لانغ , وهو ابنهما الوحيد , كان والداه يريدانه ان يصبح مهندس عمارة . الا انه ابدى اهتماما اكبر بالرسم , ليسجل نفسه في اكاديمية الفنون التخطيطية ( الغرافيك – الحفر ) , وقام في عامي 1911 و 1912 , منطلقا من ميونخ , برحلة طويلة حول العالم , وفي عام 1913 استقر في باريس التي عمل فيها لكسب قوته رسام بطاقات بريدية وصور كاريكاتورية .وعندما انفجرت الحرب العالمية الاولى عاد الى فيينا واصيب بجرح اتاح له الوقت في المستشفى ليرسم ويكتب . اول سيناريو كتبه لانغ كان في 1916 وعنوانه السوط وارسله للمنتج ايريك رومير , وصور فيما بعد للسينما . واعتبارا من عام 1916 اخذ يعمل في التمثيل , وكتب سيناريوهات لشركة ديكلا السينمائية في برلين صورها جووماي . استقر عام 1918 في برلين وهو يشعر بالخيبة من طريقة تنفيذ سيناريوهاته فأخذ على عاتقه أمر إخراجها . وقد اخرج عام 1919 فيلمه الاول للسينما ( نصف عرق ) في خمسة أيام . بالتعاون مع ت يفون هايو, التي تزوجها عام 1920 , كتب لانغ سيناريو فيلم " القبر الهندي ". في اواخر العام ذاته , رحل لانغ الى الى الولايات المتحدة التي مكث فيها شهرين , واخرج بعد عودته فيلم ( الموت المتعب ) وفيه تطلب فتاة شابة من الموت ان يعيد اليها حبيبها , ولكنها في نهاية المطاف , لايتسنى لها الاجتماع مع حبيبها مرة اخرى الا بعد ان تضحي هي بحياتها . ان القصة الاساسية لهذا الفيلم مأخوذة عن ثلاث قصص شعبية من الصين والبندقية وبغداد , وفيه بدا واضحا للمرة الاولى ان لانغ كان قادرا على بناء مؤثرات صورية رائعة استنادا الى حسه الهندسي الخاص . ( على سبيل المثال : إيقافه للموت أمام حائط ضخم هائل لا يسعه الكادر وثم على سلم يؤدي الى ما لا نهاية , والذي يتوجب دخوله عبر ممر مظلم وضيق ) ... ثم اخرج " النيبيلونغن " The Nibelunfen المصور في 1922 – 1924 والمؤلف من فيلمين : مصرع سيغفريد , و : انتقام كرييمهيلد , وفيه يبلغ الدلالة الأقوى لفنه . ولئن ألح على الترتيب والتناغم في إنشاءات معمارية ضخمة أملت بحجومها صافية صورة بنية على الفضاء الفيلمي ولها شكل مستويات واسعة تفصل ما بينها سهمية مدببة ( قصر ورمز , الكاتدرائية , الأدراج الضخمة , الخ .. 9 فانه عبر بذلك وبشكل أساسي عن طريق توازن تشكيلي : توازن بالغ تمامه في الجزء الاول سكوني , مرد استقراره تناظر الاشكال بتشدد , ولكنه بالمقابل غير مستقر , حركي, قائم على عدم التناظر في الجزء الثاني , بما لايقل تشددا . كل صورة في الفيلم تتركب بحيث تتم ترجمة الحدث الدرامي رمزيا بواسطة بنى الديكور , كما لو ان الديكور لم يكن الا الانعكاس المتبلور للحدث الدرامي مجسدا ومكبرا بلا حد . في القصة : سيغفريد ابن ملك كزانتن قرّر ان يحظى بقلب كريميهلد سليلة ملوك بوغنديان في مدينة ورمز. وفي طريقه الى البلاط يصادف تنيناً فيقتله ويلطّخ جسمه كلّه بدمه مما جعله لا ينال أذى في كل موقع لطخه الدم إلاّ بقعة صغيرة بين كتفيه. ويقيم له الاخوة الملوك الثلاثة: غانتر، غرنوت وغيزلهر استقبالاً حاراً ويزوجونه كريمهيلد. لكن المؤامرات تؤدي الى قتل سيغفريد فتقسم كريمهيلد على الانتقام ويكون لها ما ارادت . واخرج فريتنر لانغ فيلمه الدكتور مابوزة. Dr. Mabuse, The Gambler(1922) : جزءان: الأول باسم "غامبلر الكبير صورة عن عصرنا"، والثاني: "انفرنو" وكلاهما من إخراج دكتور مابوز رجل بوجوه وأسماء عديدة. تدبّر حيلة للتلاعب بأسعار السوق. ولم يلبث ان ظهر في أوركسترا برلين الفلهارمونية محللاً نفسياً. ودفع صديقته الراقصة كارا كاروزا الى ملاحقة المليونير الشاب هول، وعلى طاولات القمار سلبه كلّ أمواله بعدما نوّمه مغناطيسياً. ويبلّغ هول الشرطة بالأمر فتكلّف المفتش فون وينك اقتفاء أثر المحتال. ويلقي القبض على الراقصة التي لم تبد تجاوباً معه. في المقابل يسعى مابوز الى التخلّص من المفتش لكن رجال الشرطة يستطيعون انقاذه ويتمكن مابوز من الهرب لكنه لا يلبث ان يفقد عقله تماماً. اثناء سير الاحداث في الفيلم , حيث يجمع مابوزاكبر قدر من النقود , تصبح رغبته في القوة اكثر تجردا ,
في عام 1927 قدم فيلمه التحفة : متروبوليس Metropolis - صامت، وتبلغ مدّة العرض 118 دقيقة : على الرغم من مرور 70 عاماً على عرضه، تبقى أحداث الفيلم معاصرة لكلّ زمان ومكان، وتبقى تقنيّته المتقدّمة تدهش المخرجين اليوم وتجعل منه أحد أبرز الأفلام التي شكلت محطة هامة في تاريخ السينما. كونه مخرج رؤيوي، نقل فريتز لانغ المشاهد ة إلى عالم الخيال عبر الديكورات المذهلة. ميتروبوليس هو أبرز فيلم للانغ ، فهو يجمع بين الفانتازيا و الخيال و النقد الاجتماعي. يتناول الفيلم قصة مدينة مستقبلية ، حيث تعيش فيها الطبقة الراقية و الغنية حياة رفاهية ، بينما العمال مستعبدون تحت الأرض لكي يحافظوا على صيانة الآليات التي تبقي المدينة حية. و تبرز أهمية الفيلم في كونه أحد أهم الأفلام الخيالية الأولى ، و ببراعة تصويره و ديكوراته الغريبة. يعكس انسحاق الطبقة العاملة وابتلاع وحش الرأسمالية لها تدور أحداث الفيلم في "متروبوليس" مدينة المستقبل، يملك الصناعي الكبير يوهان فردرسون سعيداً على مدينة متروبوليس. أرباب المال والسلطان يسكنون الأبنية الشاهقة وفي أسفل المدينة يعيش العمال في ظروف سيئة. حيث يكبر الصراع بين أرباب العمل وبين العمّال. في هذا الجو المشحون بالبغضاء، يغرم إبن الرأسمالي الغني فريدرسن بالفتاة الفقيرة ماريّا القادمة من وسط العمال منتجع "الحدائق الأبدية" حيث يمضي أبناء الأثرياء أوقات لهوهم. وسرعان ما يتبنّى قضيّة العمال المستغليّن من قبل أرباب العمل.عندها يقرر فريدرسن إبتكار رجل آلي على شكل ماريّا من أجل إخفاق الثورة التي كانت تتحضّر في الخفاء.
فيلم " م " : ، وقد كان ظهور الفلم في ألمانيا في تلك الفترة عبارة عن صدمة حقيقية قامت " بتعرية " الواقع المرير للشارع الألماني ، ولكن وبالرغم من الجلبة التي أحدثها الفيلم هناك إلا انه لم يلقى الإقبال المتوقع بعكس الصدى الواسع الذي لقيه الفلم في أمريكا وهذا كان إحدى الاسباب التي جعلت من هوليوود وجهته الثانية , «م» مختار من أحداث حقيقية وقعت في العشرينات بطلها قاتل أولاد أسمه بيتر كورتن لُقِّب بـ «سفّاح دوسلدورف». فريتز لانغ، لم يسع الى أن يجعل "بطل" هذا الفيلم نسخة طبق الأصل عن المجرم الذي كان روّع المدينة الألمانية الكئيبة، بل انطلق من الشخصية ليقدم صورة معدلة: صورة قاتل أطفال صاحب مركبات نقص، وحيد. يرتكب جرائمه حتى من دون أن يعرف هو نفسه لماذا يرتكبها. وسيكون من الواضح بعد ذلك بسنوات ان ما رمى إليه فريتز لانغ من تحقيق هذا الفيلم، لم يكن مجرد الحديث عن مجرم، ولا مجرد إثارة الشفقة من حول ضحاياه. هو نفسه سيقول بعد تركه ألمانيا النازية واستقراره في الولايات المتحدة بعد فرنسا، ان غايته إنما كانت فضح جانب أساسي من جوانب النازية، مستشهداً على ذلك بأن الاسم الأصلي للفيلم كان "القتلة يعيشون بيننا"، لكن الرقابة التي كانت في ذلك الحين بدأت تخضع لبدايات الهيمنة النازية لم تسمح به، فأطلق عليه اسم "م" ثم سمي "م. الملعون"، وهو الاسم الذي لا يزال يحمله حتى اليوم. والمنهج الذي خطّه يقوم على ثلاثة فصول: الأول تعريفنا بالقاتل وبواحدة من ضحاياه (طفلة يشتري لها المجرم البالون ويأخذها من يدها). الثاني الفصل الذي يصوّر تبعية هذه الجرائم على البوليس وعلى مجرمي العالم السفلي. والفصل الثالث، هو القبض على بكهرت وتقديمه للمحكمة.
لا يفرّق لانغ كثيراً بين البوليس والخارجين عليه (وهو لاحقاً في فيلمه «الحرارة الكبيرة»The Big Heat الذي حقّقه سنة 1953 بعد عدّة سنوات من انتقاله الى هوليوود يُعيد رسم مثل هذه الصورة). رجال البوليس يبدون أحياناً كما كانوا مجرمين، كما أن المجرمين هم الذين يلقون القبض على السفّاح وليس رجال البوليس. علاوة على ذلك، كلا الفريقين يخطط لقتل السفّاح حين القبض عليه. ثم يبدأون في محاكمته بشكل صوري وقد قرروا أن ينهوا الأمر بإعدامه، لكن السلطات تتدخل في اللحظات الأخيرة لتقبض هي على المجرم مخلصة اياه من بين أيدي العصابات، حتى تتمكن هي من محاكمته أمام العدالة. و يستخدم لانغ الصوت في هذا الفيلم استخداماً رائعاً لكي يعزز من سخرية و غموض الفيلم في أسلوب تعبيري ليخرج بتحفة فنية رائعة. بعد فيلمه " الوصية الأخيرة للدكتور مابوزه " الذي منعته الرقابة النازية , غادر ألمانيا عام 1933 , بعدما طلق ت يفون هاريو التي كانت متعاطفة مع النظام النازي ز في ذلك العام صور لانغ فيلمه " ليليوم " في فرنسا . وفي عام 1934 انتقل الى كاليفورنيا , وحصل على الجنسية الامريكية عام 1935 . قرر لانغ بعد عدة مصاعب عانى منها ان ينتج أفلامه بنفسه . " مساهماتي في الحرب " هي العبارة التي كان يطلقها لانغ على افلام قدمها في أمريكا : " صيد رجل " و " الجلادون يموتون ايضا " و " وزارة الرعب " و " العباءة والخنجر " .
فيلمه “صيد رجل” 1941 يدور حول مؤامرة لقتل هتلر تمّت مباشرة بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وقبل دخول الولايات المتحدة طرفاً فيها. العام هو 1939 ونرى في مطلع الفيلم الممثل وولتر بيجون وهو يمشي في غابة مكتظّة تقع في منطقة بافاريا. يصل الى نقطة اختارها من قبل ويجعلها نقطة عمله. يوجه بندقية القنص التي كان يحملها على الهدف الماثل أمامه: أدولف هتلر.
آخر أفلامه التي عمل فيها كممثل كان فيلم " الاحتقار " للمخرج جان لوك غودار .
في 15 تشرين الأول/ أكتوبر 1940، قام الممثل الكوميدي البريطاني شارلي شابلن (1887-1977) بتقديم فيلم "الدكتاتور العظيم"، وكان هذا أول فيلم صوتي له، فقد استمر شابلن في صناعة الأفلام الصامتة حتى بعد ظهور الأفلام الصوتية.قدّم شابلن في هذا الفيلم السياسي إدانة قوية لأدولف هتلر وبينيتو موسوليني والفاشية والنازيين، وفيه يلعب شابلن الدورين الأساسيين؛ الدكتاتور الفاشي والحلاق اليهودي المضطهد، وفيه أول تجسيد لأدولف هتلر في تاريخ السينما.إلى هذه التجربة لشابلن، يعود الأكاديمي الفرنسي جان بيار إسكوينزا، الباحث في علم اجتماع الفنون البصرية، في كتابه الصادر مؤخراً بعنوان "دكتاتور شارلي شابلن" (منشورات جامعة ليون 2).
يعدّ الفيلم أكثر أعمال شابلن نجاحًا ليس فقط على مستوى رد فعل النقاد، بل إنه حقق أيضاً أفضل نجاح تجاري في تاريخ شابلن، ورشّح لخمس جوائز أوسكار هي الإنتاج المتميز، وأفضل ممثل، وأفضل سيناريو، وأفضل ممثل مساعد لجاك أوكي، وأفضل موسيقى.
حين أطلق شابلن الفيلم كانت أميركا ما زالت راغبة في البقاء خارج الصراع في أوروبا، واعتبر العمل قصفاً من جهة شابلن على ألمانيا، بنى فيها لوحة هزلية ومرعبة للنازية وجسّد هتلر في نفس اللحظة التي غزت فيها القوات الألمانية أوروبا.
كان عمل شابلن الجريء ممكناً بفضل استقلال الفنان الفني والمالي، مما مكّنه من الاستمرار في صناعته على الرغم من الضغوط التي تعرض إليها لثنيه عن تقديمه والمضي قدماً فيه.
لكن الفنان أنجز هذا الفيلم، مدفوعاً برغبة تجسيد هتلر والتفكير في العنف المتصاعد في أوروبا، لا سيما بعد أن شاهد فيلم "انتصار الإرادة" الذي عرض في "متحف نيويورك للفن الحديث"، وهو فيلم دعائي ألماني من كتابة وإنتاج وإخراج الألمانية ليني ريفنستال وبطولة هتلر نفسه مع الضابطين النازيين هاينريش هيملر وفيكتور لوتز.
يحاول إسكوينزا في كتابه الإجابة على سؤال أساسي، وهو كيف، كفنان، تدين موقفًا أو شرطاً سياسياً لا يمكن القبول به؟ وكيف تصنع فيلماً سياسياً في أجواء مضطربة. ويقوم المؤلّف بذلك من خلال تحليل المشاهد الرئيسية والخيارات السينمائية لشابلن، ودراسة الشخصيات وتطوّرها، وكذلك من خلال فحص المستويات المختلفة للكلام.
قرر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تكريم الفنانة الكبيرة لبلبة، بمنحها جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر، وذلك خلال فعاليات دورته الـ 44، المقرر إقامتها في الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر المقبل.
يأتي ذلك التكريم تقديرا لمسيرتها المهنية التي انطلقت منذ نعومة أظافرها وامتدت لسنوات قدمت فيها العديد من الأعمال الهامة والتي تنوعت ما بين السينما والمسرح والتلفزيون والاستعراض.
من جانبه علق الفنان الكبير حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، على ذلك التكريم قائلا إنه تكريم مُستحق لفنانة أفنت عمرها في تقديم عشرات الأعمال السينمائية بكل حب وإخلاص، وبذلت أقصى جهدها ليكون ما تقدمه جديرا بأن يعرض لجمهور عشق ظهورها على الشاشة الساحرة، ورغم عطائها على مدار سنوات حياتها إلا أنها ما زالت تثري الصناعة بمشاركاتها وما زال لديها الكثير لتقدمه، ولي الشرف أنني شاركتها ذلك المشوار من خلال عدة أعمال جمعتنا سابقا.
أضاف المخرج أمير رمسيس، مدير المهرجان، أن لبلبة مكسب حقيقي لكل مخرج وإضافة لكل عمل تشارك فيه، وذلك لقدرتها الهائلة على تقديم الأدوار بتلقائية شديدة وبمهارة متقنة وبكاريزما مُحببة للجمهور.
فيما عَبرت لبلبة، عن سعادتها بالتكريم حيث قالت إنه رغم تكريمها في العديد من المحافل الدولية والمحلية، إلا تكريم مهرجان القاهرة له طابع خاص بالنسبة لها، حيث وصفته بأنه بمثابة الجوهرة التي تتوج مسيرتها الفنية، وبخلاف كونه أحد المهرجانات الدولية الكبرى، فالوقوف على مسرحه كأحد المُكرمين هو حلم وشرف كبير يتمنى كل فنان مصري أن يناله.
يشار إلى أن لبلبة، اسمها الحقيقي نينوشكا مانوج كوباليان، وهي تنتمي لنفس عائلة الفنانتين فيروز، ونيللي، التي كُرمت من قِبل المهرجان بنفس الجائزة العام الماضي في دورته الـ 43.
ولعل الجينات الفنية التي منحها الله لعائلة لبلبة، كانت سببا في نجاحها، حيث برعت في التمثيل والغناء والاستعراض وتميزت بموهبة فريدة ظهرت ملامحها منذ أن دخلت المجال الفني كطفلة بعمر 5 سنوات، حيث شاركت في العديد من الأعمال السينمائية من بينها "حبيبتي سوسو" لنيازي مصطفى عام 1951، "البيت السعيد" لحسين صدقي في 1952، "يا ظالمني" لإبراهيم عمارة 1954، وفي نفس العام شاركت في فيلم "أربع بنات وضابط" الذي ألفه وأخرجه الفنان الكبير الراحل أنور وجدي، والذي تصدرت أفيشه باعتبارها إحدى بطلاته بجانب كل من أنور وجدي، والفنانات نعيمة عاكف، رجاء يوسف، عواطف يوسف، كما شاركت أيضًا عام 1955 في فيلم "الحبيب المجهول" لحسن الصيفي، الذي تعاونت معه مرة أخرى من خلال فيلمي "النغم الحزين" 1960، "قاضي الغرام" 1962.
تعد لبلبة من الفنانين القلائل الذين وثقت شاشة السينما تطور ملامحهم عاما بعد عام، فبعد أن أَلف الجمهور وجهها طيلة فترة طفولتها، شهد أيضًا مرحلة مراهقتها وشبابها، حيث شاركت عام 1964 في فيلم "نمر التلامذة" لعيسى كرامة، و"إجازة بالعافية" لنجدي حافظ، "آخر العنقود" لزهير بكير عام 1966، وجددت تعاونها مع حسن الصيفي عام 1967 من خلال "شنطة حمزة"، و"المليونير المزيف" 1968، فيما قدمت أيضًا عام 1970 فيلمي "برج العذراء" لمحمود ذو الفقار، "رحلة شهر العسل" لزهير بكير، وفيلمي "بنت بديعة" لحسن الإمام، و"زواج بالإكراه" لنجدي حافظ عام 1972.
استمرت لبلبة في نشاطها السينمائي، بل وازداد كثافة عام 1973، حيث شاركت في 4 أفلام هي "الشياطين في أجازة" و"البنات والمرسيدس" لحسام الدين مصطفى، "شيء من الحب" لأحمد فؤاد، "السكرية" لحسن الإمام، والمأخوذ عن قصة الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ، والذي يعد أيضًا أحد أهم أفلام السينما المصرية.
وقدمت في عام 1974، 6 أفلام هي "البنات والحب" لحسام الدين مصطفى، "24 ساعة حب" لأحمد فؤاد، "عريس الهنا" لمحمود فريد، "في الصيف لازم نحب" لمحمد عبد العزيز، وفيلمين لحسن الإمام هما "عجايب يا زمن"، و"حكايتي مع الزمان" الذي شارك في بطولته كل من رشدي أباظة ووردة.
في نفس الفترة –السبعينيات- جسدت العديد من الأدوار، حيث شاركت عام 1975 في "مولد يا دنيا" لحسين كمال، "احترسي من الرجال يا ماما" لمحمود فريد، "مين يقدر على عزيزة" لأحمد فؤاد، والذي يعد أولى مشاركتها مع الفنان الكبير حسين فهمي، الذي شاركها فيما بعد بطولة "ألف بوسة وبوسة" لمحمد عبد العزيز 1977، فيلم "حب فوق البركان" لحسن الإمام 1978، و"شيطان من عسل" لحسن الصيفي عام 1985.
وكان لها العديد من الأعمال الناجحة الشهيرة بمشاركة الفنان الكبير عادل إمام، أبرزها "البعض يذهب للمأذون مرتين" 1978، "خلي بالك من جيرانك" 1979، "عصابة حمادة وتوتو" 1982، وجميعهم للمخرج محمد عبد العزيز، بالإضافة لفيلم "احترس من الخط" لسمير سيف 1984.
كما شاركت العديد من الفنانين الكبار أعمال أخرى من بينهم سمير غانم، من خلال 3 أفلام متتالية هي "إنهم يسرقون الأرانب" لنادر جلال 1983، و"احنا بتوع الإسعاف" لصلاح كريم 1984، "محطة الأنس" لحسن إبراهيم عام 1985.
هذا بخلاف مشاركتها الفنان محمد صبحي في بطولة فيلم "الشيطانة التي أحبتني" لسمير سيف 1990، والفنان أحمد زكي في "ضد الحكومة" لعاطف الطيب 1992، والفنان نور الشريف في فيلم "ليلة ساخنة" أيضًا لعاطف الطيب 1995، وحصلت بفضل ذلك الفيلم على جائزة بينالي السينما العربية من معهد العالم العربي في باريس كأحسن ممثلة عن دورها فيه.
ويعد عام 1999 عام التجارب المميزة في مشوارها الفني، إذ قدمت فيلم "جنة الشياطين" للمخرج أسامة فوزي، والذي قام ببطولته الفنان الكبير محمود حميدة، كما شاركت أيضًا في فيلم "الآخر" للمخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، ولا يعد ذلك العمل هو التجربة الوحيدة التي جمعتهما سويا، إذ شاركت عام 2004 في "إسكندرية نيويورك".
في الألفينات، شاركت في العديد من الأعمال السينمائية الهامة من بينها "معالي الوزير" لسمير سيف 2002، مع أحمد زكي، وفي نفس العام شاركت مصطفى شعبان دور البطولة في "النعامة والطاووس" لمحمد صلاح أبو سيف.
عام 2004، جددت لبلبة تعاونها مع عادل إمام من خلال فيلم "عريس من جهة أمنية" لعلي إدريس، وتلاه في 2008 فيلم "حسن ومرقص" لرامي إمام، والذي يعد من أهم أفلام السينما المصرية التي عبرت عن تلاحم طبقات المجتمع المصري، وشارك في بطولة العمل نخبة من النجوم أبرزهم الفنان الكبير الراحل عمر الشريف.
من أبرز مشاركتها أيضا فيلم "فرحان ملازم آدم"، للمخرج عمر عبد العزيز 2005، الذي قدمت من خلاله دور "إحسان" أمام كل من سامي العدل، حسن حسني، فتحي عبد الوهاب، وغيرهم من النجوم.
هذا بخلاف مشاركتها البطولة لعدد من النجوم الشباب خلال هذه الفترة من بينهم محمد هنيدي في "وش إجرام" لوائل إحسان 2006، ومحمد سعد في "بوحة" لرامي إمام 2005، ومحمد إمام في "البيه رومانسي" لأحمد البدري 2009، وحسن الرداد وحورية فرغلي في "نظرية عمتي" لأكرم فريد 2013، وكريم عبد العزيز في "الفيل الأزرق" لمروان حامد 2014، ويعد فيلم "كازابلانكا" الذي تم إنتاجه عام 2019، هو آخر الأعمال السينمائية التي عرضت لها حتى الآن.
بدأت لبلبة فصلا جديدا في مشوارها الفني بفضل الفنان عادل إمام، الذي شجعها على اقتحام مجال التمثيل التلفزيوني عام 2014، من خلال مسلسل "صاحب السعادة" للمخرج رامي إمام، الذي قدمت معه أيضًا مسلسل "مأمون وشركاه" في 2016، هذا بخلاف تعاونها مع المخرج مجدي الهواري من خلال عملين هما "الشارع اللي ورانا" 2018، و"دايما عامر"، الذي عرض في الموسم الرمضاني لعام 2022.
وكان الجمهور محظوظا أيضًا بتقديمها للعديد من الأغاني والمونولوجات التي اشتهرت فيها بتقليد الفنانين والشخصيات البارزة، وبلغ عدد هذه الأغاني ما يزيد عن 200 أغنية.
من ناحية أخرى، شاركت لبلبة، كعضو لجنة تحكيم في عدة مهرجانات دولية من بينها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وإفريقيا والأكثر انتظاماً، ينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والإفريقية المسجل ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين في بروكسل (FIAPF).
Jean-Paul Belmondo ، الذي توفي بشهر سبتمبر 2021 في منزله في باريس عن عمر ناهز 88 عاما، أحد أبرز أعلام السينما الفرنسية
ومثّل بلموندو الملقب "بيبيل" في ثمانين فيلما، وتبقى الكثير من أدواره محفورة في الذاكرة السينمائية الفرنسية، بينها مشاهده في فيلم "لو غينيولو" الذي ظهر فيه معلقا بطوافة فوق مدينة البندقية.ولد جان بول بلموندو تشارلز 9أبريل 1933 بنويلي سور سين بفرنسا بدأ بلموندو حياته الفنية كهاوي حيث كان بطل للملاكمة بسن 17 سنة وقام بإداء دور ثانوي في جان لوك جودار عام 1960 والذي جعل منه شخصية رئيسية بالسينما الفرنسية وتنوعت أدوار بلموندو بين السينما والمسرح وافلام الكوميديايا والحركة واعتبر النقاد افضل دور له في (ستافيسكي) عام 1974 وقد اعتمد بلموندو ع أداء الأدوار الصعبة دون الاستعانة بكومبارس مكانه مما زاد من تحطيمه لشباك المغامرين والابطال وقد حصل جان ع العديد من الجوائز العالمية تزوج بلموندو من إلودي قسطنطين عام 1953 وانجب ثلاثة أولاد هما باتريشيا وفلورنسا وبول ثم تزوج عام 2002 من ناتلي وانجب ستيلا
الشاعر والمسرحي والموسيقي الاسباني البارز فيدريكو غارسيا لوركا , الذي اغتالته السلطات الفاشية التي جاءت الى الحكم اثر انقلاب يميني ضد الجمهورية الاسبانية عام 1936 .
ستة وثمانون عاما مضت على استشهاد لوركا ورغم تلك الاعوام فان ذكراه حية , ماثلة لا تزال , وحضوره مستمر ,
ملء الحركة الثقافية والشعرية في العالم . كتب كثيرة صدرت عنه في السنوات الماضية ولا ريب ان كتبا اخرى جديدة سوف تصدر عنه في السنوات القادمة .. اعماله ترجمت , وتترجم باستمرار الى لغات عدة . ولدى كل تناول جديد , او اكتشاف احدث لاثر من اثار لوركا تتأكد اهمية الاجبة عن السؤال الذي طرح باستمرار بصيغ , ومن زوايا مستجدة , ما سر عبقرية لوركا ؟ وما السبب الذي يدفع كل من يقرأه – في لغته واللغات التي ترجم اليها – الى الاعجاب بشعره ؟ وما الناظم الذي يجمع قراء من بلاد شتى حول شاعر واحد ؟ ولد فيدريكو غارسيا لوركا في الخامس من حزيران 1898 لوالدين إسبانيين في منطقة فيونيت فاغودس في غرناطة، وبدأ دراسته الجامعية في جامعة غرناطة دون أن يتمها. ثم التحق فيما بعد بجامعة مدريد ولكنه لم ينجز دراسته فيها أيضاً . طبع أول كتاب نثري له (انطباعات ومناظر) في غرناطة عام 1918 وهو حصيلة رحلات في إسبانيا. ثم طبع أول ديوان شعر له (كتاب الأشعار) عام 1921. وظهر ديوانه (أغان) عام 1927 ، وفي العام 1928 ظهر أكثر دواوين لوركا شعبية (حكايا غجرية) الذي لاقى نجاحاً مباشراً في أسبانيا ان اعمال لوركا قد منعت في اسبانيا لفترة طويلة اذ لم تظهر الطبعة الاسبانية الاولى من اعماله الا في العام 1969 و كما ان الظروف المحيطة بموته ظلت خفية والناس يخافون من الإشارة الى اسمه . غير ان الشعراء العظام يصعب إلغاؤهم , اذ ان حكومة فرانكو بمنعها لوركا وقصائده ومسرحياته انما حولته الى اسطورة ورمز للقمع السياسي الذي تمارسه السلطات الارهابية وبيعت كتبه خارج اسبانيا وهربت اليها , وحفظ الناس اشعاره عن ظهر قلب . ان لوركا الذي عرف المجد والشهرة وهو ما يزال حيا , كان انسان الثورة والحرية , في حديثه عن الخطر الزاحف على الجمهورية – قلة من الناس كانت تخمن حدوث ذلك – اعلن لوركا على الملأ انه " في هذه الايام الدرامية بالنسبة للعالم , على الفنان ان يبكي ويضحك مع شعبه " .ان قوى الفاشية الفرانكوية في اسبانيا لم تكن لتسمح بوجود انسان عميق التمرد في الحياة وفي الاعمال الادبية . ان لدى لوركا عالمية تولدت من جذوره العميقة التي توحده مع شعبه ومن الاستعارات البسيطة المتينة التي يعبر بهما عن المأساة اليومية للحياة والموت . وقد ظهر لوركا في عصر يبشر بالتحديث في كل شيء و وقد بدأ حياته الادبية شاعر ورساما وموسيقيا قبل ان يتحول الى المسرح , فيسهم فيه بأعمال تجريبية بدأت بمسرحيات ذات نزعة غنائية , وتطورت شيئا فشيئا الى الاكتمال الدرامي البحت , وقد اثر حبه للموسيقى في امتلاء مسرحياته بالعديد من المقطوعات الموسيقية والمغناة وبالاناشيد التي سمعها في صباه , مصاغة في قالب فني جديد . وقد بلغت حصيلة لوركا من المسرحيات 19 مسرحية . ومن أشهر مسرحياته نذكر : سحر الفراشة اللعين ( 1919 ) وماريانا بينيدا ( 1925 ) الاسكافية المدهشة ( 1930 ) اه لو تمر خمس سنوات ( 1931 ) الجمهو ر ( 1933 )العرس الدموي ( 1933 ) يرما ( 1934 ) روزيتا العانس ( 1935 ) بيت برناردا البا (1936 ) ويقوم المحور الاساسي في معظم اعمل لوركا المسرحية على الواقعية للمرأة الاسبانية في عصره , والصفات الغالية التي تجدد شخصيتها , وهي نزعة الشرف , وعاطفة الحب الجارف , وغريزة الامومة , والتقاليد الاجتماعية والمظاهر و وكل هذه الصفات عوامل تتجمع لتصور لنا المرأة الاسبانية التي تتنازعها جميع هذه العواطف تحيلها الى شخصية درامية من الطراز الاول , ومادة خصبة لمن يلتقطها من الفنانين . وهو في هذا يشبه معاصره الدانمركي " هنريك ابسن " الذي دارت معظم مسرحياته حول موضوع المرأة في بلاده والصراع بينها وبين التقاليد , وجهودها للتحرر من هذه الاغلال لتلعب دورها كشخصية كاملة النمو في المجتمع . وفي مسألة الشعر , لم يكتف الشاعر بعفويته وحدها , انما كان منفتحا على الشعر الماضي والحاضر , وكان حدسه الشعبي في عفويته ومزاجيته يسير الى جانب اصراره على قراءة اعمال الشعراء الاخرين . والى جانب كون الشاعر ظاهرة عبقرية فريدة في الادب الاسباني , يتمتع شعره ومسرحه برصيد عظيم من الكثافة والجمال والمعاصرة – رغم السنوات الطويلة التي تفصلنا عنه – وبقيمة نضالية بارزة وان لم تتخذ طابع التحريض المباشر ليس هذا في كل الاحوال وظيفة ضرورية وحتمية للعمل الفني . ان الصراخ المحطم قطبان الزيت والتناغم من اجل الخبز اليومي والزهرة والحنان , من اجل ان تكتمل مشيئة الارض المانحة ثمارها للجميع و يسبغ على شعر لوركا الصافي قيمة سياسية ونضالية عظيمة تضعه في الخندق الواحد مع جميع من استشهدوا في مواجهة الطغيان الفاشي والتسلط بكافة . ان المصير الذي انتظره دائما , والذي كان مفاجأة للكثيرين , وهذا المصير الذي يجمعه اليوم بفيكتور جارا وبنيامين موليزي وباتريس لومومبا وناجي العلي وبوشكين , وهو الذي سيعلن عاليا في يوم ليس بعيدا جدا " سيصبح الناس احرارا " وفي شهراب 1936 أُعدم لوركا رمياً بالرصاص في الأيام الأولى من الحرب الأهلية الإسبانية، ، على التلال القريبة من غرناطة.
مونيكا فيتي (1931 - 2022) Monica Vitti هي ممثلة سينمائية ومسرحية، وكاتبة سيناريو، ومخرجة إيطالية ولدت 3 نوفمبر 1931، روما، إيطاليا.
شاركت مونيكا فيتي في عروض الهواة في شبابها ودخلت أكاديمية السينما في سن 16. بعد تخرجها من الأكاديمية الوطنية للفنون المسرحية في روما عام 1953، عملت بشكل رئيسي في المسرح وكانت من أوائل من مثلوا في مسرحيات بريخت ويونسكو. ظهورها السينمائي الأول كان 1954، عندما لعبت دورا صغيرا في الفيلم الكوميدي "اضحك! اضحك! اضحك!".
في عام 1957، التقت مونيكا فيتي بمايكل أنجلو أنطونيوني وأصبحت شريكة حياته لسنوات عديدة. حالفها النجاح بفضل 4 أفلام لأأنطونيوني تم تصويرها بين عامي 1960 و1964 وشاركت فيها. كان دور فيتي الرائع في مغامرة أنطونيوني الدرامية الوجودية عام 1960 أحد علاماتها الفنية المضيئة. وفقا لها: "عملي في فيلم "المغامرة" أثرى كل مشاعري بشكل خلاق وإنساني"
نالت 5 جوائز David di Donatello كأفضل ممثلة في حياتها المهنية إضافة إلى 7 جوائز Italian Golden Globes عن الفئة نفسها. كما حصلت على جائزة Career Golden Globe وجائزة Venice Film Festival Career Golden Lion Award.
توفيت 2 فبراير 2022، روما، إيطاليا عن عمر يناهز 90 عاماً، إثر مضاعفات مرض الزهايمر.
أعلنت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط برئاسة الناقد السينمائي الأمير أباظة الاحتفال بمئوية الموسيقار الراحل علي إسماعيل خلال فعاليات الدورة ال٣٨ التي تحمل اسم النجم محمود حميدة، ومن المقرر إقامتها في الفترة من ٥ إلى ١٠ أكتوبر القادم.
وستقدم د.رانيا يحيى كتاب عن الموسيقار الراحل وسيتم توزيعه خلال الدورة.
ويشار إلى أن الموسيقار علي إسماعيل نشأ في بيئة فنية، فوالده الموسيقي المخضرم إسماعيل أفندي خليفة كان قائدًا لفرقة الموسيقى الملكية، وكان في صغره يتمتع بأذن موسيقية حساسة، فالتحق بمعهد الموسيقى، كما عمل فيما بعد بفرقة محمد عبد الوهاب وتميز بالتأليف والتوزيع الموسيقي، وأسس أكثر من فرقة منها الثلاثي المرح وثلاثي النغم، وله الكثير من الأعمال في الإذاعة والسينما والمسرح، ووضع الموسيقي التصويرية لعشرات الأفلام، منها "السفيرة عزيزة، بين القصرين، الأيدي الناعمة، مراتي مدير عام، الأرض، العصفور".
وفي مساء السادس عشر من يونيو عام 1974 وأثناء إجرائه بروفة في مسرح ليسيه الحرية لموسيقى مسرحية من انتاج فرقة الفنانين، وقع علي إسماعيل مغشيًا عليه، ونقل إلى مستشفي الجمعية الخيرية بالعجوزة وفارق الحياة عن عمر يناهز 52 عامًا.
انطلقت أمس الجمعة في العاصمة البوسنية سراييفو، فعاليات الدورة الثامنة والعشرين من مهرجان "سراييفو السينمائي".
وأقيم حفل افتتاح مهيب في مبنى المسرح الوطني بسراييفو، بمشاركة شخصيات مهمة من عالم السينما، من بينهم النجم العالمي روبرت دي نيرو والنجمة أنجلينا جولي، بالإضافة إلى براد بيت وأورلاندو بلوم ودانييل كريج وجون مالكوفيتش ومورغان فريمان ونوري بيلج سيلان، والعديد من نجوم السينما في العالم، وفق الموقع الرسمي للمهرجان.
وافتتح المهرجان بعرض فيلم "مثلث الحزن" الحائز على جائزة السعفة الذهبية، وهو من إنتاج مشترك للمخرج السويدي روبن أوستلوند وهيئة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT). كما تضمّن يوم الافتتاح أيضاً منح وسام "القلب الفخري" لسراييفو لكاتب السيناريو والمخرج والمنتج البوسني سيرجي لوزنيتسا، تقديراً لمساهمته البارزة في فن السينما. وسيتم عرض مجموعة من أفلامه المختارة خلال أيام المهرجان.
الأفلام الأوكرانية تشارك في مهرجان سراييفو
تستمر فعاليات مهرجان سراييفو السينمائي الذي يعد معرض الأفلام الأكبر في المنطقة، حتى الـ19 من آب الحالي، وستتيح لرواد السينما فرصة مشاهدة 230 فيلما من 62 دولة. وسيسمح المهرجان لأول مرة بمشاركة الأفلام الأوكرانية ويقدم دعما لصنّاعها.
وقال مدير المهرجان يوفان مارجانوفيتش: "أصبح واضحاً منذ بداية الحرب في أوكرانيا أنه لا بد من القيام بشيء ما تضامناً مع الزملاء في صناعة السينما بأوكرانيا".
وقرر المهرجان فتح برنامجه التنافسي أمام الأعمال من أوكرانيا ومنح وضع الإقامة الفنية لصناع الأفلام الأوكرانيين لتمكينهم من العمل وتطوير أفلامهم. كما عرض وظائف للمحترفين الأوكرانيين الذين أصبحوا لاجئين لكنهم عملوا في السابق في المهرجانات السينمائية في كل من كييف وأوديسا بأوكرانيا.
تكريم بول شريدر
ومن المقرر أن يتم تكريم المخرج وكاتب السيناريو الأميركي بول شريدر اليوم السبت بجائزة "قلب سراييفو الفخرية" في المهرجان. وسيكون هناك عرض خاص لأحدث أفلامه ( The Card Counter)، من بطولة أوسكار إسحاق وتيفاني هاديش، وعُرض لأول مرة في مهرجان البندقية السينمائي الدولي العام الماضي.
كتب شريدر وأخرج أكثر من 30 فيلماً، بما في ذلك أربعة أعمال تعاون خلالها مع مارتن سكورسيزي، وأولها فيلم "سائق تاكسي" Taxi Driver الشهير والذي فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1976، ورُشح فيه روبرت دي نيرو لنيل جائزة أوسكار عن أفضل ممثل رئيسي.
في عام 1978، أخرج شريدر فيلمه الأول (Blue Collar) استناداً إلى سيناريو شارك في كتابته مع شقيقه، وفي وقت لاحق من العام نفسه، كتب شريدر وأخرج فيلم Hardcore تلاه American Gigolo و Cat People و Mishima و Affliction. وفي عام 2019، تم ترشيح شريدر لجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو أصلي عن فيلم First Reformed والذي أخرجه أيضاً.
وتعد جائزة "قلب سراييفو" أعلى جائزة في المهرجان، وتُمنح للأفراد الذين كان لهم تأثير كبير في عالم السينما. ومن بين الفائزين السابقين ميشيل فرانكو، ويم فيندرز، وباول باوليكوفسكي وإيزابيل هوبرت.
مهرجان سراييفو السينمائي
يشار إلى أن المهرجان بدأ تنظيمه لمحو آثار الحرب التي امتدت بين 1992-1995 في البوسنة والهرسك، وجعل العاصمة سراييفو مركزا للثقافة والفن مجدداً.
وتأسس المهرجان ليشمل قطاع صناعة السينما من فيينا إلى إسطنبول، قرب نهاية حرب البوسنة عام 1995، كخطوة لإبداء التحدي من جانب ناشطين كانوا يقاومون حصارا فرضته قوات صرب البوسنة على العاصمة على مدى 43 شهراً.
نهاد قلعي (1928 - 17 تشرين الأول 1993)، ممثل وكاتب سوري ظهر مع بدايات التلفزيون السوري، عمل في السينما والمسرح والتلفزيون. له عدد من الأفلام السينمائية والأعمال المسرحية، والمسلسلات.
ولد نهاد في مدينة دمشق عام 1928م. واسمه الكامل نهاد قلعي الخربوطلي (نسبة إلى خربوط أو خربوت في تركيا الازيغ حاليا) وعرف بلقبه الفني حسني البورزان انتسب إلى مدرسة البخاري الابتدائية وبدأت موهبته بالبروز وقتها وصقلها الأستاذ عبد الوهاب أبو السعود الذي كان يعد المسرحيات المدرسية ويدرب الطلاب على أداء دورهم، في غضون ذلك أسند الفنان وصفي المالح دورا صغيرا لنهاد في مسرحية مجنون ليلى. عد انتهاء دراسته الثانوية قرر الالتحاق بمعهد التمثيل في القاهرة إلا انه قبل سفره بأيام تعرض لسرقة نقوده مما أجبره على ترك السفر والعمل في دمشق. عمل مراقبا في معمل للمعكرونة ثم ضاربا للآلة الكاتبة في الجامعة ونقل بعد ست سنوات من العمل إلى وزارة الدفاع واستقال بعدها ليعمل مساعدا لمخلص جمركي طوال خمس سنوات إلى أن عمل لحسابه الخاص.
انتسب نهاد إلى استديو البرق سنة 1946 وشارك بتقديم مسرحية (جيشنا السوري). وفي عام 1954 أسس النادي الشرقي مع سامي جانو والمخرج خلدون المالح، وراح يقدم في المسرحيات أدوارا كوميدية.
بين عامي 1957 و1959 قدم مسرحيات (لولا النساء) و(ثمن الحرية) على مسارح القاهرة، وأشادت بهم الصحافة المصرية وحائزت على إعجاب المسرحيين المصريين.
عند افتتاح التلفزيون العربي السوري قدم نهاد مع دريد ومحمود جبر برامج منوعة خفيفة كوميدية وأولها كان سهرة دمشق عبارة عن برنامج منوعات يتضمن حركات كوميدية. ويتذكر دريد لحام لقاءه الأول بنهاد قائلا : كان يوم 23 تموز يوما هاما في حياة الشعبين المصري والسوري عام 1960 يوم افتتاح التلفزيون المصري والسوري ففوجئت بمدير التلفزيون الأستاذ صباح قباني (شقيق الشاعر نزار قباني) يستدعيني ليطلب مني تقديم بعض أعمالي الجامعية على الشاشة الصغيرة _كان لديه فكرة مسبقة عن نشاطاتي الثقافية لطلاب الجامعة_ إستهوتني الفكرة وبدأت صلتي بالتلفزيون بدءا من الأسبوع الثاني من بدء الإرسال وكان أول عمل لي كهاو إسكتش (الإجازة السعيدة) من إخراج خلدون المالح الذي عرض في التلفزيون المصري أيام الوحدة.
في أول حلقة كان المطلوب أن يظهر خمسة أشخاص أنا وثلاثة آخرين وبقي الخامس الذي يصلح للدور وكان موظفا جمركيا اسمه نهاد قلعي وهكذا التقينا أنا ونهاد)).
بعد افتتاح التلفزيون بعام واحد وبمناسبة أعياد الثورة عام 1961 قام دريد ونهاد بعمل أوبريت مسرحي اسمه (عقد اللولو) الذي لقي استحسان الجماهير فأعجب المنتج نادر الاتاسي وقرر تحويله إلى فيلم سينمائي وعلى حسابه الخاص وفي نفس السنة شارك نهاد في مسلسل (رابعة العدوية) ومن إخراج نزار شرابي.
بدأ القطاع الخاص في سورية ينشط وبدأ المنتجون يتهافتون لإنتاج أفلام تحقق أعلى الإيرادات وبدأ نهاد قلعي بأول فيلم سينمائي له مع دريد لحام وصباح وفهد بلان بعنوان عقد اللولو وذلك عام 1964 ومن إخراج يوسف المعلوف.
كان من الصعوبة لنهاد قلعي المسرحي أن يقف لأول مرة أمام كاميرا سينمائية لها شروطها وقوانينها وحدودها ولكن البروفات ومساعدة المخرج وفريق العمل نجح الفيلم وحقق جماهيرية واسعة.
بعد نجاح عقد اللولو قرر المنتج نادر الأتاسي والمخرج يوسف المعلوف إعادة التجربة مع الثنائي دريد ونهاد في فيلم اسمه لقاء في تدمر وذلك في سنة 1965 والجدير بالذكر أن الفيلم من تأليف دريد ونهاد وشاركهم البطولة هالة شوكت. وجاءت مأساة فيلم (الشريدان) المأخوذة عن قصة أدبية لفيلم أمريكي من بطولة تشارلز لوفون فكان الفيلم بالأبيض والأسود على عكس الأفلام السابقة وطبع وحمض في معامل بيروت لكن الذي حدث أن الصوت لم ينطبق على الصورة تماما مما جعل مصير الفيلم الفشل الذريع كان الفيلم من إخراج رضا ميسر.
بعد فشل فيلم الشريدان حاول نهاد ودريد إعادة الثقة للجماهير فقدما فيلم (فندق الأحلام)عام 1966 بالألوان ومن بطولتهما مع الممثلة اللبنانية ميشلين ضو وإخراج ألبير نجيب تبعاه بفيلم (أنا عنتر) بمشاركة المطربة اللبنانية رندة وقدموا أيضا فيلم (المليونيرة) من بطولتيهما مع صباح ومن إخراج يوسف معلوف.
كانت سنة 1967 عاما خيرا على نهاد فقد كتب المسلسل الدرامي (حمام الهنا) الذي يتحدث عن حسني البورزان الذي يرث تركة جدته الموجودة داخل الكراسي بينما غوار يوزع الكراسي على الفقراء لتبدأ أحداث القصة بحثا عن الكراسي والتركة، المسلسل مؤلف من 13 حلقة ومن بطولة دريد لحام ونهاد قلعي ورفيق سبيعي ومن إخراج فيصل الياسري.
في نفس العام لعب نهاد بطولة فيلم (غرام في إسطنبول) من إنتاج سوري لبناني مشترك ومن إخراج سيف الدين شوكت عن قصة (انستازيا) الأميرة الروسية الوحيدة التي نجت من الأسرة المالكة بعد قيام الثورة الروسية وانتهاء عهد القياصرة كما أخذ بطولة فيلم (الصعاليك) من إخراج يوسف معلوف.
في عام 1968 قّدّم نهاد مسلسله الدرامي الثاني (مقالب غوار) مع دريد لحام وإخراج خلدون المالح في قالب كوميدي ضاحك حيث يتحدث المسلسل عن منافسة غوار لحسني للغناء في مقهى الانشراح وقد قدم المسلسل في نسختين إحداها للتلفزيون السوري والأخرى في تلفزيون لبنان والمشرق محققا جماهيرية واسعة.
وأخذ أيضا بطولة فيلم (النصابين الثلاثة)من إخراج نيازي مصطفى بمشاركة وحش الشاشة فريد شوقي ودريد لحام كما شارك في فيلم (اللص الظريف) من إخراج يوسف عيسى وبطولة دريد ونهاد ونيلي.
في عام 1969 مثّل نهاد في فيلم (خياط السيدات) من إخراج عاطف سالم وبطولة دريد وشادية ونهاد، تلاها بفيلم جميل بعنوان (الصديقان) من إخراج حسن الصيفي وبطولة دريد ونهاد ونجلاء فتحي.
وفي نفس العام وقف نهاد أمام كاميرا المخرج الكبير حلمي رفلة في فيلم (الرجل المناسب) مع رفيق دربه دريد لحام والممثلة نادية لطفي، كما قدم مسلسله الدرامي الثالث (صح النوم) بجزأيه الأول والثاني، يتألف الجزء الأول من 13 حلقة ويتحدث عن حارة كل مين ايدو الو حيث يتنافس غوار وحسني على قلب فطوم حيص بيص وكانت الشوارع تخلو من المارة عند عرض المسلسل لم له من جماهيرية واسعة وخاصة الأغنية المشهورة(فطوم فطوم فطومة) أما الجزء الثاني فكان مؤلفا من خمس حلقات منتقدا الظواهر السلبية في المجتمع يذكر أن المسلسل من تأليف نهاد ودريد ومن بطولتيهما ومن إخراج خلدون المالح.
في عام 1971 مثّل نهاد ودريد في ثلاثة أفلام أولها فيلم (امرأة تسكن وحدها)من إخراج نجدي حافظ وثانيها فيلم (الثعلب) من إخراج يوسف معلوف وثالثها فيلم(1+1) ومن إخراج يوسف معلوف أيضا.
أما سنة 1972 فشهدت لنهاد بفيلم كوميدي جميل اسمه (مقلب من المكسيك) من إخراج سيف الدين شوكت وبطولة نهاد ودريد وهالة شوكت.
شهد عام 1973 فيلمين لنهاد ودريد أولها (زوجتي من الهيبز) من إخراج عاطف سالم وبطولة دريد ونهاد وهويدا أما الفيلم الآخر فكان (مسك وعنبر) من إخراج محمد ضياء الدين وبطولة نهاد ودريد.
تأثر نهاد ودريد في عام 1974 بموجة أفلام جيمس بوند وصدى هوليود فعملوا في فيلم (غوار جيمس بوند) من إخراج محمد شاهين.
بعد نجاح مسلسل صح النوم قرر نهاد ودريد تحويله إلى فيلم سينمائي وفعلا تحول الحلم إلى حقيقة سنة 1975 وكان من بطولة دريد ونهاد وإخراج خلدون المالح وليكون خاتمة مشوار نهاد قلعي السينمائي وآخر فيلم للثنائي الذهبي سوية فيلم صح النوم.[3]
نهاد مسرحيا
يعتبر نهاد قلعي المؤسس الحقيقي للمسرح القومي في سورية وذلك عندما عهدت إليه وزارة الثقافة والإرشاد القومي مهمة تأسيس المسرح القومي وإدارته عام 1959 فقد قدم عدة مسرحيات منها مسرحية (المزيفون) عام 1960عن نص لمحمود تيمور وإخراج نهاد قلعي، كما قدم في نفس السنة مسرحية (ثمن الحرية)عن نص لعاموئيل روبلس وإخراج نهاد قلعي، بالإضافة إلى مسرحية(عقد اللولو).
في سنة 1961 قدّم مسرحية (البرجوازي النبيل) عن نص لموليير وإخراج نهاد قلعي وتلاها بسنتين بمسرحية(مدرسة الفضائح) من تأليف شريدان وإخراج نهاد قلعي.
كما أسس نهاد مع دريد وآخرين مسرح تشرين وقدموا من خلالها أجمل العروض فقدموا (ضيعة تشرين) إبان حرب تشرين التحريرية وتدور المسرحية عن الفترة الواقعة ما قبل حرب تشرين وما بعدها وقدموا أيضا (مسرح الشوك) الذي كتب نصه عمر حجو، أما آخر عمل لنهاد قلعي مسرحيا كانت مسرحية (غربة) وتتحدث عن الغربة داخل وخارج الوطن والتي تعرض فيها لحادث اليم إثر سقوط عصا على رأسه ليكون مقلبا آخرا من مقالب الحياة وتقعده في الفراش وتبعده عن عمله الفني.
مع الأطفال
في الثمانينيات وبداية التسعينيات من القرن العشرين قام الفنان نهاد قلعي بتأليف قصصٍ مصورةٍ للأطفال في مجلة "سامر" مستخدماً شخصية (حسني البورظان)، وشخصية (ياسينو) التي جسدها الفنان ياسين بقوش في في عدة مسلسلات، إضافة إلى شخصية فرنسية خيالية اسمها "شارلي".
وفاته
بعد الحادث الأليم الذي تعرض له نهاد بقي في الفراش في حالة شلل لم يستطع أن يتابع مشواره الفني إلا عن طريق الكتابة للأطفال في إحدى المجلات اللبنانية.
بعد اشتداد المرض عليه وافته المنية إثر جلطة قلبية عام 1993 بعد أن ترك إرثا سينمائيا ومسرحيا وتلفزيونيا حافلا.
أعماله
في السينما
كممثل:
1- عقد اللولو، 1964.
2- لقاء في تدمر، 1965.
3- الشريدان 1965
4- سلطانة 1965
5- المليونيرة 1966
6- فندق الأحلام 1966
7- أنا عنتر
8- غرام في إسطنبول 1967
9- الصعاليك 1967
10- النصابين الثلاثة 1968
11- اللص الظريف 1968
12- خياط السيدات
13- الصديقان 1970
14- الرجل المناسب 1970
15- امرأة تسكن وحدها 1971
16- الثعلب 1971
17- واحد + واحد 1971
18- مقلب من المكسيك 1972
19- زوجتي من الهيبز 1973
20- مسك وعنبر 1973
21- غوار جيمس بوند 1974
22- صح النوم 1975
23- المزيفون
24- عندما تغيب الزوجات
في التلفزيون
كممثل وكاتب :
1- الإجازة السعيدة 1960
2- رابعة العدوية 1961
3- حمام الهنا 1967 من تأليف نهاد قلعي
4- مقالب غوار 1968 من تأليف نهاد قلعي
5- صح النوم 1970 من تأليف نهاد قلعي أيضا
6- مغامرات كارلو
7- عريس الهنا في بداية الثمانينات وهو آخر عمل تلفزيوني له
تُوفيت الممثلة الأميركية آن هيش التي نقلت الأسبوع الماضي إلى المستشفى في حال خطرة، بعد تعرّضها لحادث سير في لوس أنجليس، على ما أعلنت ناطقة باسمها.
وكانت الممثلة البالغة 53 عاماً قد دخلت في غيبوبة، نتيجة تعرّضها لإصابات بالغة في الدماغ، جراء حادث سير كبير تعرضت له في 5 أغسطس/آب.
وقالت الناطقة باسمها هولي بيرد، لوكالة فرانس برس، إنّ هيش، وبعدما تعطلت وظائفها الدماغية تماماً، "أُعلنت وفاتها رسمياً على ما ينص قانون ولاية كاليفورنيا"، إلّا أنّ قلبها بقي يعمل بواسطة الأجهزة، لتسهيل عملية التبرع بأعضائها.
من جانبها، قالت عائلة هيش في بيان مشترك: "خسرنا اليوم ضوءاً مشعّاً، وروحاً لطيفة وسعيدة، وأمّاً مُحبّة، وصديقةً مخلصة".
وشاركت آن هيش في عدد كبير من أفلام تسعينيات القرن الماضي، من أبرزها "سيكس دايز، سيفن نايتس" Six Days, Seven Nights و"دوني براسكو" Donnie Brasco. واشتهرت في دور أدّته في مسلسل "أناذر وورلد" Another World، وحازت بفضله جائزة داي تايم إيمي سنة 1991.
ودخلت الممثلة في غيبوبة منذ تعرّضها لحادث سير في 5 أغسطس، اصطدمت خلاله سيارتها بمنزل من طبقتين في حي مار فيستا، ما تسبب في "أضرار جسيمة واندلاع حريق هائل"، على ما أعلنت حينها أجهزة الإنقاذ في لوس أنجليس.
سيتولى المخرج الإيطالي جيوزبي تورنتوري كتابة وإخراج مسلسل تلفزيوني مأخوذ من فيلمه الشهير الفائز بجائزة أوسكار "سينما باراديسو" Cinema Paradiso. وأفاد موقع مجلة فرايتي بأن المنتج البارز المقيم في روما، ماركو بالاردي، هو من يتولى تطوير المسلسل الذي سيحمل اسم "باراديسو" Paradiso، وسيضم ست حلقات، عبر شركته بامبو برودكشن التي أطلقها في فبراير/شباط الماضي.
وقال بالاردي إنه يجري مفاوضات متقدمة مع شركة أميركية للبث التدفقي، من دون أن يحددها، للانضمام إليه في المشروع. وهو موجود حالياً في الولايات المتحدة مع تورنتوري لمناقشة الصفقة.
فاز فيلم "سينما باراديسو" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كانّ السينمائي الدولي لعام 1989، قبل منحه جائزة أوسكار في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية عام 1990، وحقق أكثر من 12 مليون دولار أميركي في شباك التذاكر حينها عن طريق شركة الإنتاج ميراماكس. أعيد طرح الفيلم بنسخة مرممة في الولايات المتحدة عام 2020.
قال بيلاردي إن قصة المسلسل لن تختلف عن الفيلم، ولكنها "ستتوسع، لتتبع خيوطاً روائية مختلفة". وأضاف أن تورنتوري يكتب حالياً النص المعالج للمسلسل والحلقة التجريبية، وأنه يخطط لبدء تصوير العمل قريباً وتسليمه عام 2023.
أحداث الفيلم الذي حقق شهرة واسعة حول العالم تدور حول عودة صبي نشأ في صقلية الإيطالية إلى مسقط رأسه مخرجاً مشهوراً بعدما تلقى نبأ وفاة صديق له. يستعيد سالفاتور ذكريات من طفولته وعلاقته بالعامل في صالة "باراديسو"، ألفريدو. تحت التأثير الأبوي لألفريدو، وقع سالفاتور في حب صناعة الأفلام. يعرض الفيلم للمشاهدين التغييرات في السينما واحتضار صناعة الأفلام التقليدية وتحريرها وعرضها. كما يستكشف حلم طفل صغير بترك بلدته الصغيرة ليغزو العالم الخارجي.
قرر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تكريم المخرج المجري الكبير بيلا تار
خلال فعاليات الدورة الـ 44، المقرر إقامتها في الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر المقبل.
وعن ذلك التكريم، قال الفنان الكبير حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، إن بيلا تار، هو أحد أبرز صناع السينما العالميين، الذين استطاعوا أن يحققوا نجاحات كبرى على مدار سنوات مشوارهم الفني، فأعماله اتسمت بجرأة تناولها لبعض القصص والقضايا الإنسانية، وأسلوبه تميز بنظرة فلسفية خاصة، والذي تحول شيئا فشيئا لاتجاه سينمائي يسعى البعض السير فيه على خطاه، لذا فإن "تار" موهبة فريدة نتشرف بتكريمها خلال فعاليات الدورة المنتظرة.
فيما أكد المخرج أمير رمسيس، مدير المهرجان، أن وجود بيلا تار في مهرجان القاهرة وتكريمه، هو إضافة كبيرة للمهرجان وفرصة لصناع السينما والمهتمين للتعرف على عالمه السينمائي، حيث يقيم المخرج ورشة عمل ممتدة على أيام المهرجان مع عدد من صناع السينما الشباب بالإضافة لماستر كلاس مفتوح للجمهور، ويعرض المهرجان فيلمين من أفلامه تم ترميمهما هذا العام ليكون مهرجان القاهرة أحد أوائل المهرجانات التي يتم عرض تلك النسخ الجديدة فيها.
بيلا تار، هو مخرج ومنتج ومؤلف يعد أحد أهم صانعي السينما في المجر، وُلد عام 1955، وتخرج في أكاديمية المسرح والسينما في بودابست عام 1981، وبدأ مسيرته المهنية المليئة بالعديد من النجاحات في سن مبكر، من خلال سلسلة أفلام وثائقية وروائية وُصفت بأنها كوميديا سوداء، فأغلب أعماله تم إنتاجها بالأبيض والأسود واستخدم فيها لقطات بطيئة مطولة وقصص غامضة ذات نظرة فلسفية تشاؤمية للتعبير عن الإنسانية، ولجأ في أحيان كثيرة للاستعانة بممثلين غير محترفين لتحقيق أكبر قدر من الواقعية التي ميزت أعماله.
ومن أهم أعماله "Családi tüzfészek" عام 1979، "Panelkapcsolat" 1982، "A londoni férfi" عام 2007، "Damnation" 1988، "Satantango" 1994، "The Turin Horse" في 2011، "The Man from London" عام 2007، "Missing People" 2019، وغيرها.
وبخلاف ذلك، فقد أصبح عضوا في أكاديمية السينما الأوروبية عام 1997، وأسس عام 2003 شركة TT Filmmhely للأفلام المستقلة وترأسها حتى عام 2011، وفي 2012 أسس في سراييفو مدرسة السينما الدولية، فيما كان أستاذا زائرا في عدة أكاديميات سينمائية، وحصل على الدكتوراه الفخرية بجانب تكريمه بالعديد من الجوائز من قِبل عدة محافل محلية ودولية هامة.
من أبرز الجوائز التي حصل عليها، جائزة إرنست أرتاريا من مهرجان لوكارنو السينمائي عام 1984 عن فيلمه "Almanac of Fall"، وجائزتي أفضل مخرج والفيبرسي من مهرجان جزيرة فارو السينمائي عام 1994 عن فيلمه "Satantango" الذي رُشح أيضًا في نفس المهرجان لجائزة أفضل فيلم، فيما حصل على جائزة أخرى من مهرجان كان السينمائي عام 2005 عن فيلمه " Karhozat" الذي تم إنتاجه عام 1988.
كما نال عدة جوائز من مهرجان برلين السينمائي، من بينها جائزة عن فيلمه "Satantango" عام 1994، وأخرى عن فيلم "Werckmeister Harmóniák" عام 2001، وجائزتي فيبرسي والدب الفضي عام 2011 عن فيلم "A torinói ló".
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، هو أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا والأكثر انتظاما، ينفرد بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة العربية والأفريقية المسجل ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين بباريس "FIAPF".
يعاني المخرج الدنماركي لارس فون تريير مرض الباركسنون، عل ما أعلنت شركة الإنتاج الخاصة به الاثنين.
وذكرت "زينتروبا" في بيان أنّ "لارس في حال جيدة ويعالج من الأعراض التي يشعر بها".
ويُرتقب أن يبدأ بحلول نهاية العام في الدول الإسكندنافية عرض "ذي كينغدوم اكزودس"، وهو الموسم الثالث من مسلسل "ذي كينغدوم" ("ريغت" بالدانماركية) لفون تريير (66 عاماً) الذي أسس حركة "دوغما" الهادفة إلى التركيز على قصة العمل وأداء الممثلين بدل الاستناد إلى الميزانيات الضخمة والمؤثرات المكلفة.
وأوضحت شركة الإنتاج أنّ المخرج سينهي تصوير الموسم الجديد "بحسب ما هو مقرر".
ولارس فون تريير هو من أبرز صناع الأفلام في الدنمارك ويمثل شخصية مثيرة للجدل بسبب أفلامه ذات المواضيع الاستفزازية والتي تستند أحياناً إلى عنف كبير.
وتولى فون تريير إخراج عدد من الأعمال أهمها "ميلانكوليا" و"نمفومانياك" و "ذي هاوس ذات جاك بيلت"، وحصل سنة 2000 على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه "دانسر إن ذي دارك".
لوس انجليس: توفيت نجمة فيلم "غريس" الممثلة أوليفيا نيوتن-جون عن 73 عاماً، على ما أعلن الاثنين زوجها في بيان نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأفاد البيان بأن الممثلة "توفيت السيدة أوليفيا نيوتن-جون بسلام في مزرعتها بجنوب كاليفورنيا هذا الصباح ، محاطة بالعائلة والأصدقاء. نطلب من الجميع احترام خصوصية الأسرة خلال هذا الوقت الصعب للغاية". واضاف: "كانت أوليفيا رمزًا للانتصارات والأمل لأكثر من 30 عامًا وهي تشارك رحلتها مع سرطان الثدي."
نيوتن-جون ، التي كانت واحدة من أكبر نجمات البوب في السبعينيات، وفتنت أجيالًا من المشاهدين في الفيلم الرائد "غريس"كشفت في سبتمبر 2018 أنها كانت تعالج السرطان في قاعدة عمودها الفقري. كان هذا ثالث تشخيص لها بالسرطان ، بعد نوبات من سرطان الثدي في أوائل التسعينيات وفي عام 2017.
صعودها إلى الشهرة
بفضل سلسلة من أغاني الريف والروك ، كانت نيوتن جون بالفعل مغنيًة مشهورًة في أواخر السبعينيات. مشاركتها البطولة أمام جون ترافولتا في فيلم "Grease" عام 1978 ، وهو الفيلم الموسيقي الأكثر شعبية على الإطلاق ، رفعها إلى مستوى جديد من النجومية.
على الرغم من أنها كانت تتمتع بخبرة قليلة في التمثيل (وتبلغ من العمر 29 عامًا أثناء التصوير) ، إلا أن نيوتن-جون قدمت أداءً لا لاينسى لشخصية ساندي ، وهي طالبة أسترالية انتقلت حديثاً لمدرسة ثانوية في جنوب كاليفورنيا في الخمسينيات وتصبح صديقة داني (ترافولتا ) أحد أكثر الطلاب شعبية في المدرسة.
كيمياءهم التي تظهر على الشاشة كطيور حب من عالمين مختلفين خضعت لعملية تجديد في الفصل الأخير من الفيلم حيث تغيرت بالكامل لتتمكن من الفوز بقلبه - تخلت عن فساتينها المحتشمة لترتدي زيا جلدياً جريئاً وتتعلم تدخين السجائر لتكون نداً له ونجح الفيلم نجاحاً أسطورياً وأصبح من علامات الأفلام الشبابية الغنائية.
قالت نيوتن جون لشبكة CNN في عام 2017: "لا أعتقد أن أي شخص كان يمكن أن يتخيل أن فيلمًا سيستمر لمدة 40 عامًا تقريبًا وسيظل مشهورًا وسيظل الناس يتحدثون معي عنه طوال الوقت ويحبونه". إنه مجرد واحد من تلك الأفلام. أنا محظوظة جدًا لأنني كنت جزءًا منه. "
غنت نيوتن-جون ثلاث من أشهر أغاني الفيلم: ديو "أنت الشخص الذي أريده" و "ليالي الصيف" مع ترافولتا ، وأغنيتها الغنائية المنفردة "Hopelessly Devoted To You".
نشأتها
ولدت نيوتن جون في كامبريدج بإنجلترا عام 1948 ، وانتقلت مع عائلتها إلى ملبورن بأستراليا عندما كانت في الخامسة من عمرها. بعد فوزها في مسابقة المواهب في برنامج تلفزيوني ، "غني ، غني ، غني" ، عندما كانت في سن المراهقة شكلت مجموعة من الفتيات وبدأت في الظهور في برامج موسيقى البوب الأسبوعية في أستراليا.
سجلت نيوتن-جون أغنيتها الأولى في إنجلترا عام 1966 وسجلت بعض النجاحات الدولية ، لكنها ظلت غير معروفة إلى حد كبير لجماهير الولايات المتحدة حتى عام 1973 ، عندما أصبحت أغنية "Let Be There" من أفضل 10 أغاني في كل من الرسوم البيانية المعاصرة للبالغين والبلاد .
وتلت ذلك سلسلة من الأغاني الأولى التي تحظى بسهولة الاستماع ، بما في ذلك "I Honestly Love You" و "Have You Never been Mellow" و " Please Mr. Please. ".
ثم جاء فيلم "غريس" ، الذي كان الفيلم الأكثر ربحًا في عام 1978 وأصبح ظاهرة ثقافية دائمة.
أعطى الفيلم نيوتن-جون فرصة لتغيير صورتها حيث ظهرت غلى غلاف ألبومها التالي ، "Totally Hot" ، بالجلد الأسود ، في حين أن أغانيها باتت أكثر حداثة ومعاصرة.
نجاحها الغنائي
في عام 1981 ، اتخذت شخصيتها الجديدة الأكثر جاذبية خطوة إلى الأمام مع أغنية راقصة بعنوان "فيزيكال" مع كلمات موحية مثل ، "لم يتبق شيء للحديث عنه ما لم يكن أفقيًا". تم حظرها من قبل العديد من المحطات الإذاعية ، وحققت أكبر نجاح لها ، حيث أمضت 10 أسابيع على قمة Billboard Hot 100.
كما ظهرت في العديد من الأفلام ذات الميزانيات الكبيرة ، بما في ذلك الفيلم الموسيقي الخيالي "Xanadu" مع أسطورة هوليوود جين كيلي في دوره الأخير على الشاشة. فشل الفيلم ، لكن الموسيقى التصويرية بيعت بشكل جيد وأنتجت أغنية "ماجيك" التي حققت نجاحًا كبيرًا.
في عام 1983 تعاونت مع ترافولتا مرة أخرى في فيلم Two of a Kind ، وهو فيلم كوميدي خيالي رومانسي ، لكنه فشل في استعادة شرارة "غريس".
خلال مسيرة مهنية طويلة ، فازت نيوتن-جون بأربع جوائز جرامي وباعت أكثر من 100 مليون ألبوم.
وقالت لشبكة CNN: "عشت الكثير من الحياة في الموسيقى. كانت لدي موسيقى ريفية عندما بدأت، ثم انتقلت إلى موسيقى البوب". "كان لدي العديد من الأغاني" Xanadu "و" Grease "بينهما. أشعر بالامتنان الشديد. لدي ذخيرة كبيرة للاختيار من بينها."
التغلب على المأساة
لكن نيوتن-جون واجهت أيضًا نصيبها من المشاكل والمآسي. أجبرتها تشخيص إصابتها بسرطان الثدي على تأجيل وإلغاء عدة جولات.
وفي عام 2005 ، اختفى باتريك ماكديرموت ، صديق نيوتن جون آنذاك ، في البحر أثناء رحلة صيد قبالة سواحل كاليفورنيا. لم يتم العثور عليه مطلقًا - وهو لغز لم يتم حله ظل يطارد المغنية لسنوات.
قالت خلال ظهورها مع لاري كينج على CNN في عام 2006: "من الصعب جدًا التعايش مع ذلك. ربما يكون هذا أصعب شيء مررت به على الإطلاق ، وقد مررت بالكثير من الأشياء." على الرغم من أن ملفها الشخصي الوظيفي خافت في سنواتها الأخيرة ، إلا أن نيوتن جون لم تتوقف عن التسجيل والأداء. وكان من بين أبرز ما قامت به ظهورها كضيفة في برنامج "Glee" ، وهو عرض طويل الامد بعنوان "Summer Nights" في Flamingo Las Vegas ، وأغنية راقصة بعنوان "You Have to Believe" التي سجلتها مع ابنتها كلوي.
قالت لشبكة CNN في عام 2017: "أحب الغناء ، هو الشيء الوحيد الذي اتقنه، منذ أن كنت في الخامسة عشرة من عمري ، لذا فهو حياتي. أشعر بالامتنان الشديد لأنني ما زلت قادرة على القيام بذلك. لا يزال الناس يأتون لرؤيتي".
توفيت الفنانة رجاء حسين، صباح اليوم، عن عمر ناهز 85 عامًا بعد صراع مع المرض، تاركة خلفها تاريخيًا فنيًا كبيرًا.
ولدت رجاء حسين في الأول من فبراير 1937 بمحافظة القليوبية، وبدأت مسيرتها الفنية مع فرقة نجيب الريحاني عام 1958، عملت في المسلسلات الإذاعية قبل أن تقتحم عالم السينما والدراما.
وفي وقت سابق، خضعت الفنانة رجاء حسين لعملية جراحية في المعدة الفترة الماضية، وذلك بعدما تعرضت لأزمة صحية بسبب ارتفاع إنزيمات الكبد.
الصورتين من مشاركتها في فيلمي العصفور وعودة الابن الضال ليوسف شاهين
موجات من الصدمة أصابت جميع أنحاء الفلبين كل السبت، 6 أغسطس، مع خبر وفاة الممثلة الفلبينية المخضرمة شيري جيل عن عمر يناهز 59 عامًا، كما أصابت الحسرة مهرجان مدريد السينمائي الذي حصلت فيه على جوائز.
ووفقًا لتقارير إعلامية، فقد توفيت شيري جيل في ساعة متأخرة من مساء الجمعة 5 أغسطس، وحصدت الممثلة الراحله على العديد من التكريمات - التي امتدت خلال مسيرتها المهنية لمدة 50 عامًا بعد أن بدأت مسيرتها الفنية كطفلة في سن التاسعة.
حصلت جيل على جائزة فاماس، وكذلك على جائزة من قبل اللجنة الوطنية للثقافة والفنون في مهرجان مانيلا السينمائي في فئة أفضل ممثلة مساعدة.
في عام 2015، فازت بجائزة أفضل ممثلة في حفل توزيع جوائز آسيان للأفلام الدولية، وفي نفس العام، فازت أيضًا بجائزة أفضل ممثلة في فيلم بلغة أجنبية في مهرجان مدريد السينمائي الدولي لعام 2015.
في عام 2019 ، حصلت على جائزة أفضل ممثلة مساعدة في حفل توزيع جوائز جواد أوريان الثاني والأربعين عن دورها في فيلم "المواطن جيك".
لطالما أردت مغادرة الوطن. لم أكن أعلم أبدًا أنهم سيمنعونني من العودة. ربما ، لو علمت ، لم أغادر أبدًا. من المؤلم أن تبتعد عن كل ما عرفته على الإطلاق. لن يعرف أحد ألم المنفى حتى يكون في المنفى. بغض النظر عن المكان الذي تذهب إليه ، هناك أوقات يُظهر فيها الناس اللطف والحب، وهناك أوقات يُعلمونك فيها أنك معهم ولكنك لست معهم. هذا يؤلم.
– ميريام ماكيبا
مثّلت المغنية الجنوب أفريقية الراحلة ميريام ماكيبا (1932 – 2008) القارة السمراء وحركاتها التحرّرية ضد الاستعمار والدكتاتوريات، بما فيها الجزائر التي نالت جنسيتها عام 1972 مثلما نالت جنسيات بلدان أفريقية أخرى وتكريمها، وآخر ذلك إعلان وزارة الثقافة الجزائريةتأسيس جائزة تحمل اسمها لأفضل الأعمال الموسيقية والسينماتوغرافية والأدبية.
“ماما أفريقيا”، كما يلقبّونها، زارت الجزائر عام 1969 لتشارك في أول مهرجان أقيم بعد الاستقلال وتقدّم فيه أغنيتها “أنا حرّة في الجزائر”، لتعود اليوم إليها عبر “جائزة ميريام ماكيبا للإبداع الفني” التي ستُمنح للمبدعين الأفارقة في مختلف المجالات الفنية من قبل الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة (أوندا).
يوم الرابع من مارس من عام 1932، في جوهانسبورغ، وُلدت ميريام ماكيبا. وسرعان ما، حتى زُج بها في السجن ستة أشهر مع والدتها الساحرة الطبيبة. خرجت بعدها تحمل اسم “زينزيل ماكيبا”، الذي لم يعدها إلا بمزيد من المعاناة؛ فمعناه في لغة الزولو “لا تلومن غير نفسك”. وبالفعل، قضت طفولة قاسية بسبب هجران الأب وعمل الأم، واضطرت الصغيرة هي الأخرى إلى العمل.
ومن المعروف أن صاحبة أغنية “باتا باتا” بدأت مشوارها وهي في الثامنة من عمرها، حين التحقت بجوقة إحدى الكنائس، وقبل أن تصل العشرين أصبحت نجمة فريق “Manhattan Brothers” الشهيرة، لتنطلق في تقديم أغانيها تعبيراً عن مواطنيها المضطهدين بسبب نظام الفصل العنصري “الأبارتايد” التي كانت تمارسه سلطة بلادها آنذاك.
راجت أغانيها حول العالم، حيث كان يُهتف بكلماتها أثناء مظاهراته الطلبة في أوروبا والولايات المتحدة عام 1968، واحتفت بجميع حركات الاستقلال في قارتها، وكذلك ضد العنصرية في أميركا، من خلال موسيقاها التي تمزج الجاز والبلوز مع الألحان الأفريقية الشعبية.
شاركت كممثلّة في الفيلم التسجيلي “عودي إلينا يا أفريقيا” (1959) للمخرج الأميركي ليونيل روغوزين، والذي تناول القمع والظلم الذي مارسه النظام في بلادها، يمزج الفيلم بين عناصر وثائقية وروائية وكان لا بد من تصويره سراً حيث كان من المتوقع أن تكون الحكومة معادية له. ظهرت ماكيبا على خشبة المسرح ، وغنت أغنيتين: استمر ظهورها أربع دقائق. ترك هذا الفيلم انطباعًا هائلاً لدى المشاهدين ، ونظم روغوزين تأشيرة دخول لها لحضور العرض الأول للفيلم في مهرجان البندقية السينمائي الرابع والعشرين في إيطاليا ، حيث فاز الفيلم بجائزة اختيار النقاد المرموقة. تم وصف حضور ماكيبا بأنه حاسم للفيلم ، كرمز للهوية السوداء العالمية التي ارتبطت أيضًا بالسود من الطبقة العاملة بسبب الحوار الجاري في الزولو. ، ليثير الفيلم غضب مسؤولي بلدها، ويتم تبليغها أنه لا داعي لمحاولة العودة إلى جنوب أفريقيا. حرّض نفي المغنية الشابة على التعاطف معها. فتعددت حفلاتها وتنقلت ميريام (أمسى اسماً فنياً للمطربة الأفريقية) بين نيويورك والبندقية ولندن. هناك، تعرفت إلى المغني الأميركي، هاري بيلافونتي، الذي رعاها فنياً، لتستقر في نيويورك مطلقة أول ألبوم منفرد لها في عام 1960.
وفي الولايات المتحدة الأميركية كانت ماكيبا قريبة من نينا سيمون وديزي غيليبسي، وعاشت مع عازف البوق الجنوب أفريقي هيوغ ماسيكيلا، ثم مع ستوكلي كارمايكل، زعيم حركة القوة السوداء، غير أن واشنطن اعتبرت أن ماكيبا وكارمايكل غير مرغوب فيهما، فلجآ إلى غينيا في عام 1973، ثم انفصلا هناك. وفي غينيا أيضاً توفيت ابنتها الوحيدة بونجي، التي أنجبتها من زواج سابق في سن السابعة عشرة.
بمزيج من موسيقى الجاز والبوب، والألحان الأفريقية التقليدية، لفتت مريم مسامع العالم، وتوالت ألبوماتها؛ أشهرها كان “باتا باتا” (1967). قبلها، حصلت على جائزة غرامي كأول أفريقية تفوز بها، عن ألبومها “في الليل” (1965). بدأت في كتابة وأداء الموسيقى التي تنتقد الفصل العنصري بشكل أكثر صراحة. كانت أغنية ” سويتو بلوز ” عام 1977 ، التي كتبها زوجها السابق هيو ماسيكيلا ، تدور حول انتفاضة سويتو .
وظّلت منذ ذلك العام تنتقل من منفى إلى آخر بعد تجريدها من الجنسية لتعود إلى جنوب أفريقيا عام 1990 حين استلم نيلسون مانديلا السلطة، بعد تفكيك نظام الفصل العنصري وقد قدّمت في حياتها أكثر من 30 أسطوانة طوال أكثر من نصف قرن من العمل أسّست خلاله عدة فرق قبل أن تعتزل الغناء عام 2005.
تقول المغنية:
(إنني أغني حول الأشياء التي تحيط بي، ومحيطنا كان على الدوام مليئاً بالمعاناة، لذلك تأثرت موسيقانا بكل ذلك). وذكرت في سيرتها الذاتية: (حافظت على ثقافتي من خلال المحافظة على جذور موسيقانا، التي تحولت إلى صوت أفريقيا وصورتها).
وفى السادسة والسبعين من عمرها توفيت أسطورة الغناء المناضلة “ميريام ماكيبا” في التاسع من نوفمبر 2008 اثر إصابتها بنوبة قلبية بعد ساعات قليلة من انتهاء حفلة موسيقية في مدينة نابولى الإيطالية و بعد لحظات من غنائها في حفل للتضامن مع الكاتب والمخرج الإيطالي “روبيرتو سافيانو ” الذي يطلب زعماء المافيا رأسه،
عند وفاتها ، قال رئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا إن “اغانيها حملت ألم المنفى والبعد الذي شعرت به طوال 31 عاما، وموسيقاها أعطتنا شعورا عميقا بالأمل”.
لا يمكن الحديث عن بدايات التأسيس لسينما وافلام ثورة التحرير الجزائرية دون التوقف عن اسهام رينيه فوتييه فيها كما كان على علاقة وطيدة بقادة الثورة، أمثال عبان رمضان، وكون العديد من جنود جيش التحرير في السينما والتصوير.. يمكن تلخيص حياة رينيه فوتييه على أنها رحلة من المقاومة السينمائية. وقد سعى المخرج دائما إلى جعل “الصورة والصوت متاحين لأولئك الذين تحرمهم السلطات القائمة منهم”. بعد أن اختبر هو نفسه الحرب العالمية الثانية، اختار، أن يقاتل و”الكاميرا في متناول اليد”.حياته الصاخبة شغلتها مواجهة مقص الرقيب الفرنسي، الذي طارد أعماله وألقى به في السجن وحجب أفلامه، ليستحق لقب “أكثر المخرجين الفرنسيين تعرضاً للرقابة”. هكذا تحوّلت الرقابة إلى شبح يلاحق أعماله، فأضرب عام 1973 عن الطعام شهرا كاملا، مطالباً بوقف الرقابة الفرنسية السياسية على الأعمال السينمائية، قبل تعديل القانون لاحقاً، وإنهاء هذه الرقابة المتشددة. رينيه فوتييه الذي شارك في السنوات 1968-1970 في مغامرة مجموعة ميدفيدكين، المجموعة الوحيدة من صناع الأفلام والعمال، عرفت سينماه بأنها “سينما التدخل الاجتماعي”. يجمع عمله بين الأفلام الوثائقية والخيالات التي كانت أغراضها دائما واحدة: أن تشهد على الصراعات وتحاول إقامة حوار للصور من أجل العمل على الصراعات. ولد فوتييه في إقليم فنستير الفرنسي، وهو ابن لعامل مصنع ومعلمة. حصل على درجة كروا للأعمال الحربية ووسام الأمة من شارل ديغول لنشاطه في المقاومة الفرنسية. وفي سنة 1948 تخرج من معهد الدراسات العليا السينمائي في فرنسا.
رينيه فوتييه هو مؤلف فيلم أفريقيا 50، وهو أول فيلم فرنسي مناهض للاستعمار يشهد على حالة السكان الذين يعيشون بين كوت ديفوار ومالي. كان قد التحق بالمقاومة عام 1943 ، وعمره 15 عامًا فقط. بعد الحرب ، انضم رينيه فوتييه إلى الحزب الشيوعي. ثم في عام 1950 ، كلفته الرابطة الفرنسية للتعليم بإخراج فيلم عن أطفال المدارس والتعليم الفرنسي في إفريقيا جنوب الصحراء وهو في بداية العشرين من عمره. لكن المواجهة مع الاستعمار عنيفة وسيحول فوتييه الأمر لاستحضار الحقيقة: عنف السلطات الاستعمارية ضد السكان بين كوت ديفوار ومالي.. الشريط الذي صوره في غرب أفريقيا منع لأكثر من 40 عاماً في فرنسا، وحبس بسببه عاما كاملا.
التحق هذا السينمائي الفرنسي (مواليد 15 يناير 1928 – 4 يناير 2015)، بالمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي منذ لحظتها الأولى. وكسينمائي شاب، أخرج عشية انطلاق حرب التحرير الجزائرية فيلماً وثائقياً يتناول العنف الهائل للغزو الفرنسي للجزائر ” الجزائر أمة ” (1954). منعت الرقابة “الجزائر أمة” وحكم على فوتييه بجرم “الإساءة للأمن الداخلي للدولة”. وحُبس وعُوقب لأنه صور ما رأى وما كان لا يروق للسلطات إظهاره. في العام 1956، التحق فوتييه بالقواعد المسلحة الجزائرية عبر تونس، فكان يعطي بواسطة عدسة كاميرته وجهاً وصوتا للمقاتلين الجزائريين. وقد عَرّف فيلمه “الجزائر تشتعل” الذي صوره عام (1958) العالم كله على القضية الجزائرية أنتجه بالتعاون مع شركة RDA من جمهورية ألمانيا الديمقراطية، وقد أحدث هذا الفيلم ضجة كبيرة آنذاك لأنه صور في قلب الأوراس وجسد الحياة اليومية للجنود في الجبال وبعض الأعمال الفدائية التي قاموا بها. وقبل سنوات من توقيع “معاهدة ايفيان” بين الحكومة الفرنسية وجبهة التحرير الوطني الجزائرية (1962)، قال اندريه مالرو “رينيه فوتييه هو فرنسي رأى الصواب وكان محقاً قبل الآخرين”.
وحين استقلت البلاد بعد 7 سنوات من الحرب الدامية، استقر فيها رينيه فوتييه متابعاً سرديته الجزائرية. وأخرج “شعب يسير” وهو أول فيلم في الجزائر المستقلة. وبقي في البلاد بضع سنوات وساهم في إنشاء المركز السمعي البصري بالجزائر عشية الاستقلال، والذي كان منوطا به تكوين السينمائيين والتقنيين الشباب في الجزائر المستقلة، وأشرف عليه حتى مغادرته الجزائر 1966.. ولكي يُكمل هذه الحلقة، أخرج فوتييه في العام 1972 “أن تكون في العشرين في جبال الأوراس” وهو حاز على جائزة النقاد العالمية في مهرجان “كان” في السنة ذاتها، وقد عرضت نسخته المرممة ضمن “كلاسيكيات البندقية” عام 2012.. يروي الفيلم قصة مجموعة من الشبان الفرنسيين المسالمين حولتهم الحرب الجزائرية الى وحوش. وروى الفيلم فرار جندي فرنسي في الجزائر رفض إعدام سجين جزائري بإجراءات موجزة، وسلط الضوء على عدد من الجوانب تم تجاوزها في صمت وضُربت بالحظر والرقابة، بدءًا من العنف الممارس على السكان المدنيين، بما في ذلك العنف المجاني، أي في الخارج. إطار التعذيب المنهجي للحصول على المعلومات. واعتبر رينيه فوتييه “ان التعذيب لا يمكن ان يكون محل فخر للفرنسيين بل بالعكس لقد انتبهوا الى انهم وضعوا نظاما كانوا حاربوه هم بانفسهم، قبل 15 سنة من ذلك، عندما تعرضوا للتعذيب، من قبل الغيستابو مثلا”.
تعمل أفلام رينيه فوتييه على مواقف معقدة وتضارب وجهات نظر: فهي تبحث عن طرق لسرد النضال الشعبي من خلال إعادة تأهيل السرد والتركيز على تفاصيل الحياة اليومية، والأوصاف الواقعية. نجد هذه الأبعاد في رسومات الأطفال الذين يشكلون الفيلم الوثائقي وأنا في الثامنة من عمري، لأقول رعب الحرب والمنفى أو في الحلقات الذهبية التي تتبع حياة قرية صيد صغيرة. في بعض الأحيان تكون الأفلام أخف وزنا وأكثر شاعرية، مثل أبناء عمومة ليه أجونس أو ليه تروا، وكلاهما يحكي قصة الهجرة والظروف المعيشية للعمال الجزائريين الذين تم جلبهم لإعادة بناء فرنسا . أخرج فوتييه أو ساهم في أكثر من 180 فيلماً من كل الفئات والأنواع، قد يغري المرء أن يضيف، في إشارة إلى ما كتبه الناقد جورج سادول عن رينيه فوتييه في عام 1951: “يعتقد فوتييه أنه عندما يقف جدار في طريق ما يريد إظهاره، فإن الحل الوحيد هو للركض عبر الحائط، والكاميرا في متناول اليد والتوجه إلى الأمام “.
وكان فوتييه قد حظي بعدة تكريمات في الجزائر على غرار الاحتفاء الخاص بمهرجان وهران للسينما العربية في 2012، والتكريم في شهر نوفمبر 2014 بسنيماتيك الجزائر بمناسبة ستينية الثورة .
المخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي الذي توفي في 26نوفمبر 2018
في روما عن عمر ناهز 77 عاما، تاركا خلفه إرثا سينمائيا ثريا. هنا مقاربة لتجربته السينمائية :
ينتمي برناردو بيرتولوتشي , الى الجيل الثالث من السينما الايطالية بعد الحرب العالمية الثانية . ذلك الجيل الذي حاول الجمع بين الواقعية الجديدة التي حققها الجيل الاول في ظل الحرب , وبين السينما السياسية و سينما الرؤى الذاتية التي خلقها الجيل الثاني في ظل الواقعية الجديدة بعد الحرب .
ولد بيرتولوتشي في 16 – 3 – 1940 في مدينة بارما ,بايطاليا وتخرج من جامعة روما سنة 1962 والده كان الشاعر أتيليو برتولوتشي . متزوج من الكاتبة كلير ببلو منذ العام 1973 . وفي العام 1961 قام والده بتعريف ابنه الى الشاعر والسينمائي بيير باولو بازوليني وفي العام ذاته دخل بيرتولوتشي السينما كمساعد مخرج لبازوليني في فيلم " اكاتونة". وفي العام الثاني اخرج بيرتولوتشي أول افلامه "ربة البيت الناشفة " عن سيناريو كتبه بازوليني . في العام ذاته وضع اول كتاب شعري وانضم الى الحزب الشيوعي الايطالي .في فيلمه الثاني "قبل الثورة "عام 1964 عمد المخرج الى الحديث عن شاب يعيش في بارما يتعلم الجنس من ثقافة العائلة والماركسية من استاذه . ويكشف الفيلم اليوم عن مصادر اهتمامات برتولوتشي على الصعيدين السياسي والاجتماعي . وفي عام 1986 حقق فيلمه "الشريك "وفيه يقدم تحية للموجة الفرنسية الجديدة ولجان لوك غودار ابرز صانعيها تم" الملتزم " عن رواية لمورافيا عام 1969 احد اهم افلامه من الناحية البصرية والتجريب في فن السرد واستخدم المساحة والفضاء ثم "استراتيجية العنكبوت "عام 1970 . وفي عام 1975ظهر الى الوجود فيلمه " التانغو الاخير في باريس"من بطولة مارلون براندو. وقد لاقى الفيلم جدلا عنيفا في الاوساط السينمائية الاوروبية واعتبره النقاد فاتحة عصر سينمائي جديد . رغم منعه لفترة طويلة من العرض في العديد من الصالات الاوروبية
في فيلم " التانغو الاخير في باريس".، براندو يحسّد نفسه في شخصية بول. ويبدو أن برتولوتشي قد تخيّل الشخصية بوصفها امتداداً لبراندو، والفيلم يعزّز معرفتنا به وشعورنا تجاه ما صار يرمز اليه بالنسبة للمتفرج. إن أجزاء من حياة براندو الخاصة والعامة، بالإضافة الى تداعياته وارتباطه بأدوار سينمائية سابقة، نجدها في شخصية بول.
حين يتذكر بول ما صادفه من إذلال أيام الكلية، فإن التذكر هنا يصبح جزءاً من ماضي براندو وبول في الوقت نفسه. إننا نعي حضور يضاعف ويوسّع فهمنا لشخصية بول. الممثل والشخصية هنا متحدان في نفس الروح.
قبل الشروع في تصوير الفيلم، وقبل أن يقرأ براندو سيناريو الفيلم، طلب من بروتولوتشي أن يتحدث عن الشخصية التي من المفترض أن يمثلها. بروتولوتشي أمضي نصف الساعة الأولي في وصف الشخصية كما تخيلها ثم توقف على نحو مفاجئ وقال لبراندو: لنتحدث عن أنفسنا.. عن حياتنا وعلاقاتنا العاطفية، عن الجنس.. هذا ما سوف يدور حوله الفيلم.
اللقاء تحوّل الى جلسة تحليل نفسي استمر لمدة أسبوعين، حيث كان برتولوتشي يزور براندو في بيته كل يوم، ويتناقش معه حول حياته الجنسية، وخلفيته العائلية، إضافة الى الأهواء والإستحواذات والهواجس التي اكتشفها كل منهما في الآخر.
عندما قدم برتولوتشي السيناريو الى براندو لقراءته، أكّد على ضرورة الارتجال في أغلب مشاهد الفيلم. ومن أجل أن يسبر قضايا العزلة واليأس والاستحواذ الجنسي من خلال الشخصية، فقد طلب برتولوتشي من براندو أن يتحدث عن ذكريات طفولته، عن مشاعره تجاه أبيه وأمه، عن تخيلاته الجنسية الأكثر عمقاً. وبراندو، على نحو استثنائي وملفت للنظر، بدأ منفتحاً وغير متحفظ أمامه، متذكراً سنواته المبكرة في بلدته التي ولد فيها، صرامة وتزمت والده، إفراط أمه في تعاطي الكحول.
وبرتولوتشي كان يصغي باهتمام، والعديد من التفاصيل التي ذكرها براندو وجدت طريقها الى الفيلم. و يقول برتولوتشي: (عوضاً عن الدخول في الشخصية، فقد طلبت منه أن يركّب ذاته على الشخصية. لم أطلب منه شيئاً غير أن يكون نفسه }
يروي فلم ( التانغو الاخير في باريس ) حكاية علاقة غريبة تبدأ مصادفة بين امريكي ارمل وفرنسية شابة ، ويقود استمرار العلاقة بشكلها الملتبس كلا الطرفين الى محاسبة ذاته بطريقة مدمرة كاشفة عن اختلاف الوعي والرؤية ومعرية بنية الطرفين الزائفة ، وواضعة اياهما في مواجهة مخيفة مع كل ما يخفيانه في ظلمات النفوس العميقة ، الامر الذي يتجاوز حدود احتمالهما وطاقتهما ، فيقود الى نهاية مأساوية تقتل فيها الشابة الفرنسية الامريكي الارمل ، منكرة معرفتها به وانها حسبته لصاً وخافت منه فقتلته ، في محاولة لاستعادة توازنها الذي خلخلته هذه العلاقة
وحكاية ( التانغو الاخير } ، بهذا ، الوصف ، تبدو مألوفة وممكنة الوقوع ، ولها نظائرها في السينما السائدة غير ان تفاصيلها الداخلية وتشابك بنى احداثها وتفرعاتها ، وتناغم معطيات الفلم كلها في صياغة الحكاية ، ينقلها من المستوى الاولي لعلاقة عابرة آثمة فيها الكثير من العدوانية ورد الفعل السادي الى حكاية خطرة جداً ومعقدة جداً عن الحوار الانساني بين الذات والعالم ، وبين الذات ومرآتها/الاخر. و لا تبدو العلاقة بين البطلين الا تجلياً لخراب المحيط كماهي تجلٍ لامكاناته وبناه وتكويناته وهو ما يجعل التأصيل صعباً ، فبرتولوتشي يمزج في التانغو الاخير معارفه السياسية والحضارية والثقافية والنفسية في بوتقة واحدة يشكلها افقه الشعري اولاً والسينمائي ثانياً . ولذا فان التانغو الاخير له صلة بثورة الطلاب كما له صلة بحرب الجزائر وتورط امريكا في آسيا وله صلة بالسينما الجديدة والثلاثية الفكرية { الوجودية / الماركسية / الفرويدية ) وآثار ازمة اليسار الاوربي كما له صلة بالنقاش الساخن في الستينات حول مغزى الحضارة الاوربية
وفي عام 1975 كان فيلمه التحفة "1900 "والذي يمكن اعتباره اضخم واهم فيلم ايطالي حتى الآن . يقول برتولوتشي في تقديم فيلمه "1900 " انه " قصة التحول من الثقافة الزراعية الى الثقافة الصناعية قصة اختفاء مجموعة من القيم التي جاءت من الارض " .. وقد وصف احد النقاد فيلم "1900" بنوع من : " الرواية النهر تجري بنفس نمط الروائيين القدامى وتمتاز بوعي سياسي واضح ونقي للغاية " .
لكن الى حد كبير , مثل " 1900" نهاية مرحلة بالنسبة لبرتولوتشي . بعده اختلفت أفلامه من حيث طموحاتها ونتائجها كما من حيث اهتماماتها في بعض الاحيان .: "القمر "{1979} عن ام مغنية أوبرا وابنها الذي يقف عند أولى سنوات المراهقة , " تراجيديا رجل سخيف " { 1981 } عن اب يبحث في هوية ابنه ويجدها مختلفة عما يعتقد . وبقدم برتولوتشي عام 1987 فيلمه " الامبراطور الاخير الذي حقق تسع جوائز اوسكارية ويعبر عن ضخامة المغامرة الابداعية التي استنزفت طاقة برتولوتشي لمدة اربع سنين قضاها بين الصين واستوديوهات روما .وفي حالة من الاحساس بالاستقلال , جال برتولوتشي في انحاء الصين الشاسعة للبحث عن الأماكن الحقيقية للاحداث وتجاوبت الحكومة هناك وامنت له التسهيلات . وعلى رأس هذه التسهيلات بضعة آلاف من الجنود ارتدوا لباس الزمن الامبراطوري ليعيدو للصين بريق السحر وروعة الغموض .
برتولوتشي هو اول سينمائي تسمح له السلطات الصينية بتصوير فيلم داخل المنطقة المحرمة في بكين تماما مثلما كان اول مخرج ايطالي ينتزع اوسكار افضل مخرج من الاكاديمية الاميركية وفي فيلمه استعان بممثلين من ست جنسيات مختلفة , وبلغ عدد { الكومبارس } 19 الف شخص وميزانية الفيلم 25 مليون دولار .
تدور احداث الفيلم حول قصة حياة هنري شن غيورو بوي أخر غصن مهتز من سلالة المانشو المهيبة حيث تم اختياره وهو لايزال في الثالثة من عمره ليصبح امبراطور الصين خلفا للامبراطور"روجر سكس " .
بعد ثلاث سنوات من تربع الطفل الصغير على العرش يتم خلعه في عام 1908 مع قيام الجمهورية الصينية الاولى وبعد خلعه عن عرشه ظل الامبراطور الصغير مقيما في منفاه الاجباري باقليم { بي جنج }حتى عام 1923 . واهم ما يميز فيلم بيرتولوتشي هو اعادة الخلق الرائعة لطقوس مدينة محظورة .. حيث الزمن سرمدي واهالي المدينة منقطعون عن العالم الخارجي وتتحرك الكاميرا بعد اتقن برتولوتشي كل التفاصيل التي ميزت العصر الامبراطوري واعطته طابعه المميز الفريد .. حيث ينطلق برتولوتشي من العمق النفسي للامبراطور الى تفاصيل الحدث وتطور التحولات في المجتمع الصيني ..
وفي المدينة المحظورة بتلقى الامبراطور الصغير تعليما خاصا على يد معلم خاص اسمه جونسن – لعب دوره في الفيلم "بيتر اوتول "- حيث يجد لدى معلمه اجابة على العديد من التساؤلات حول العالم خارج المدينة المحظورة . وبعد ان يقرر الجمهوريون الاستيلاء على المدينة المحظورة يطلق سراح الامبراطور من منفاه الاجباري الا انه يذهب بصحبة زوجته وخليلته ليقيم في { تيان جين } التي كانت خاضعة للاحتلال الياباني في هذه الفترة . وفي عام 1931 وبعد غزو اقليم منشوريا واعلانه كدولة تحت اسم مانشوكو يتم تنصيب {بوي } امبراطورا كنوع من اضفاء الشرعية على احتلال البلاد . ولمدة 14 عاما يكون حاكما لكن من دون سلطة تنفيذية حتى انه بعد زيارة له لليابان يجرد من كل حرسه من اسلحتهم وتغير الحكومة التي كان قد أنشأها .. وعند محاولته الهرب يقع بأيدي القوات السوفيتية فتسلمه الى الجمهورية الصينية بقيادة ماوتسي تونغ , وفي عام 1950 اخضع الامبراطور الى "عملية اعادة تثقيف " استغرقت تسع سنوات " من الاصلاح عبر العمل " ثم افرج عنه ليعمل بستانيا في احدى الحدائق .
ويقدم برتولوتشي فيلمه "السماء الواقية "عن رواية بول بوولز التي تدور احداثها في المغرب.. العنف كان سيد الذاكرة سواء في رواية بوولز أو فيلم بيرتولوتشي. عن المنطقة العربية..
فما هي الصحراء بالنسبة لبوولز؟ وأي صحراء استوحاها برتولوتشي من بوولز؟ ماذا بقي من الصحراء غير الشساعة الفادحة المرهقة للروح وللأعصاب؟ أشخاص يندلعون من حين لآخر كحرائق لم تذق قطّ طعم الماء. والذباب.. ذباب كثيف لا يبرره شيء في الرواية والشريط غير العنف. ذباب احتاج برتولوتشي إلي استيراده من إيطاليا إمعانا في الطنين. ولذلك فهو ليس كذباب المنطقة الذي يعرفه اهل المنطقة جيدا والذي رغم الإزعاج الذي قد يسببه لهم يبقي مقترنا بالخير وبموسم جني التمور
عام 1994 يقدم فيلمه " بوذا الصغير " ويتبعه بعد عامين بفيلمه " جمال آخاذ " ثم "محاصر " عام 1998
و بفيلمه "الحالمون" 2003 يعود برتولوتشي الى احداث القرن الماضي وكأنه يحاول، من خلال قصة صغيرة تدور معظم احداثها داخل شقة سكنية، إكمال ملحمته الكبيرة "1900" التي سجلت احداث القرن الماضي في ايطاليا وتاريخها على الأقل. اقتراب بوتولوتشي الى تلك الحقبة الزمنية وأحداثها ليس اقتراب عالم الاجتماع او المؤرخ بل اقتراب الفنان والشاعر صاحب البصيرة الذي يحاول استقراء المستقبل من خلال ما حدث في الماضي سائلاً لماذا كَبَتْ ثورة كانت هي واليوتوبيا على مرمى حجر؟ برؤية نقدية غير متماثلة بشكل كامل مع احداث ربيع 1968 يحاول برناردو برتولوتشي، الشاعر، ان يفهم، هو اولاً، والشبيبة بالدرجة الأساس لماذا انحرفت عن مسارها؟ وهل كان في إمكان تلك الثورة ان تفضي الى تغيير الواقع في الحال ام انها كانت تحمل في رحمها اسباب الكبوة؟
احداث الفيلم تدور في الأيام التي اشتعلت فيها الثورة عندما اقدمت وزارة الثقافة الفرنسية على عزل مدير سينماتيك باريس هنري لانغلوا من إدارة السينماتيك الذي اشرف على تأسيسه وإدارته لسنين عدة. إزاحة لانغلوا عن المنصب لم تكن إلا الصاعق الذي أطلق العنان للنار التي كانت تعتلج تحت الرماد. ولتأكيد هذه الحال يخترع برتولوتشي حدثاً يشير الى ان المجتمع بأسره، وليس الشارع الفرنسي، كان في حال غليان تسبق الانفجار. إذ يعرض الفيلم بضعة ايام من حياة ثلاثة شبان في العشرين من العمر: الأميركي ماثيو الذي يصل الى باريس ليدرس السينما والأخوين الفرنسيين ايزابيل وثيو اللذين يتعرفان على ماثيو امام مبنى سينماتيك باريس. ذلك المبنى الذي شهد تظاهرات وخطابات كبار السينما الفرنسية ومن بينهم فرانسوا تروفو وجان - لوك غودار. بعد تعرف الأخوين الفرنسيين على الشاب الأميركي، يعرض برتولوتشي للثورة الدائرة في الشارع من خلال لعبة السينما والتحرر التي يمارسها الشباب الثلاثة في البيت الذي غادره الأبوان في إجازة. الشبان الثلاثة يغلقون على انفسهم في المنزل ويحددون قوانين جديدة لذلك المجتمع الصغير. الحياة داخل المنزل تعيث قدراً كبيراً من الفوضى داخله، إلا انها تفضي الى قدر كبير من النضج والوعي لدى الثلاثة ما يؤدي بهم معاً الى خيار الاصطفاف النهائي في خضم الثورة.
السينما والجنس والسياسة والموسيقى والسلطة والقانون كل هذه الأمور تتفاعل داخل مساحة ضيقة هي مساحة البيت - المختبر الذي قرر هؤلاء الشبان الثلاثة وضع انفسهم فيه موضع النقاش والتجريب. هي عزلة مختارة يخرجون منها لمجرد بلوغ اصوات الهتافات اسماعهم.، الهتاف ينهي الخلاف الذي نشب بين ايزابيل وشقيقها ثيو، الذي أدخل الى المنزل شخصاً رابعاً، وهي فتاة تعرّف إليها ودعاها الى المنزل من دون موافقة شقيقته. الجمهور لا يشاهد تلك الفتاة، لكنها كيان غريب مرفوض في مطلق الأحوال.
عن فيلمه الحالمون يقول . برتولوتشي : " بالنسبة لي، هذا الفيلم هو آلة للعودة بالزمن الى الوراء.
وحاولت ان أجعل شباب اليوم يذوب في شباب الأمس لأحصل في آن على تلك المرحلة وعلى صورة عن عالم الشباب الذي لا يتبدل. اخترت ممثلين في العشرين من هذا الجيل ورميت بهم في أجواء الستينات ورحت اراقب استغرابهم من كلمات مثل "الطوباوية" و"اختراق القانون" او غيرها من التعابير التي كنا نستخدمها في تلك الحقبة وكانت "على الموضة". وأكثر ما أحببت مراقبة وجوه هؤلاء الشباب وعلامات التعجب التي رافقت تمثيلهم وهم يتعرفون على الماضي وعلى تاريخ شبان مثلهم عاشوا هذه التجربة.
هناك قول لدانتي: "... في الحلم، نرغب في ان نحلم". هؤلاء الشبان يحلمون بحياتهم، والفيلم يحلم بهؤلاء الحالمين.
في الحقيقة، أنا كتبته بالكاميرا، مثل قصيدة، وبكثير من الحرية في بناء مقاطعه وفي ايجاد إيقاعه الموسيقي الذي هو أكثر غنائية من كتابة النثر. حين صورت "الامبراطور الأخير" كنت أقرأ راسين طوال الوقت وألتقي كل يوم ملوكه والاباطرة وهؤلاء النبلاء الذين كان يجعلهم يتحدثون بلغة خاصة بهم وتأثرت بها. أما في عملي هذا كنت اقرأ "الاولاد الرهيبون" لجان كوكتو، أظن ان جيل شباب اليوم يجهل كوكتو حتى، وأنا استعنت بكلمة لهذا الأخير وجعلتها حالي واسلوبي في العمل: "حاولت ان اعالج ما هو قاسٍ بخفة وما هو خفيف بقسوة
اعتقد ان هذا هو سر فيلمي الجديد، أو هو ربما سر الشباب وهو شعور لاواع بهذا الأسلوب في التصرف."