يعتبر عمار العسكري من الرعيل الأول للمخرجين السينمائيين الجزائريين مخرج خلدته روائع سينمائية ثورية سلطت فيها كاميرا العسكري الضوء على معاناة الجزائريين خلال الحقبة الاستعمارية
ولد فقيد السينما الجزائرية وصاحب روائعها في الـ22 جانفي العام 1942 بمدينة عين الباردة بعنابة وهو ينتمي للرعيل الأول من المخرجين الجزائريين الذين بصموا بأعمالهم في مسار السينما الجزائرية بعد استرجاع الاستقلال. وحصل صاحب فيلم “دورية نحو الشرق” على الشهادة العليا في الإخراج من أكاديمية المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون لـ”بلغراد” عام 1966 وشهادة في دراسات عليا في العلوم الاقتصادية والعلوم السياسية من جامعة الجزائر.
وترك عمار العسكري سجلا هاما من الأعمال المتميزة مثل “دورية نحو الشرق” سنة 1974 يتتبع فيلم (دورية إلى الشرق) وقائع وأحداث تسري إبان تنامي الثورة الجزائرية العام 1957، وذلك في منطقة واقعة على الحدود التونسية الجزائرية، حين جرى تكليف إحدى دوريات جيش التحرير بمهمة إصطحاب ضابط فرنسي أسير وتسليمه إلى مركز جيش التحرير الوطني الواقع على الحدود الشرقية في الجزائر. يتعرض الفيلم من خلال هذه الرحلة، لجملة من المخاطر والعقبات والتحديات الجسام الاّ ان الفيلم يأخذ في تصوير تدفق الذكريات دواخل أفراد الدورية التي تحضر فيها تلك التكوينات الجمالية للمكان والبيئة الجزائرية، رغم قسوة واقع الفترة المشبعة بتلك اللحظات العصيبة التي تنهض على عناصر التوتر والتشويق والقلق والحيرة والترقب، قبل أن ينجح أحد أفراد الدورية في تنفيذ المهمة.
ويخرج عمار العسكري فيلمه “المفيد” عام 1979 ، الحائز على الجائزة البرونزية في الدورة الأولى لمهرجان دمشق السينمائي. وفي احداثه بعثة سينمائية تقوم بالتعرف إلى إحدى القرى التي يجري بها تطبيق الثورة الزراعية ، يصاحب البعثة ( المتقي ) وهو محارب قديم من أبناء القرية ويقوم بدور الدليل ، تلتقي البعثة رئيس مجلس البلدية ، ويصبح من الصعب عليهم إيجاد مكان مناسب للإقامة في القرية إلا عند سيد القرية القديم .
تجد البعثة نفسها بمواجهة المشكلات والصراعات التي أفرزتها التغيرات الاقتصادية والاجتماعية في هذا العالم الصغير المبني على مجموعة من الأعراف والتقاليد الموروثة . ثم تشاء الظروف أن يلتقيا بالمتطوعين إلى الثورة الفلاحية التي ينظمها عدد من الفلاحين المضطهدين من قبل زعماء القرية . تتوضح الاختلافات والتناقضات في هذا المجتمع أكثر فأكثر مع مرور الزمن ، وهناك معالم مجتمع جديد تبدأ بالتوضيح .الفيلم يسعى لأن يبرز الديناميكية التي تميز المضمون الاجتماعي والسياسي للثورة واخرج فيلمه ” أبواب الصمت ” 1989. بطولة عدد من الممثلين على رأسهم الراحل حسن الحسني الذي قدم من خلال هذه العمل السينمائي آخر دور له قبل وفاته. الفيلم تدور احداثه عام 1955، وقبل أن تندفع ثورة الجزائر تحدث عمليات اعتقالات واغتيالات واسعة في الجزائر. ويعود هذا العمل التاريخي لأحداث الجزائر واقتراف فرنسا للمجازر في وقت يكون عمار الأصم والأبكم بطلا لم ينضم إلى الثورة مباشرة، وبعدما لم يلتحق بالجبال قاد ثورة من نوع خاص عندما روض زوجة الضابط الفرنسي “إيلزابيت” ومعه عرفت حقيقة فرنسا ليخرج الثورة إلى العلن من أبواب الصمت. وكان آخر أعماله فيلم “زهرة اللوتس” 1999، وهو فيلم مشترك جزائري فيتنامي، وفيه نرى صحفية في التلفزيون الفيتنامي اسمها حورية . تأتي الى الجزائر لعمل ريبورتاج . والدها “علي ” جزائري جند في الفرقة الفرنسية بفيتنام حيث قابل امها ليان وتزوجها . التحق علي بالمقاتلين الفيتناميين بعد مذبحة 1945 . وفي عام 1954 تخلى علي عن زوجته وابنته كي يلبي نداء الثورة بالجزائر . لم تكن حورية تعرف شيئا عن والدها . وفي الجزائر تعرف كل شئ عن الأب .
ونال عمار العسكري جوائز عديدة في مهرجانات دولية مثل قرطاج و”فيسباكو” بواغادوغو، والتحق الفقيد بصفوف الثورة التحريرية بعد إضراب الطلبة الجزائرية وكان مجاهدا في الولاية الثانية.
وعرف إلى جانب عمله الفني بنشاطه النقابي إذ كان أمينا عاما لنقابة السينمائيين والتقنيين للاتحاد العام للعمال الجزائريين. كما كان آخر مديرا للمركز الجزائري والصناعة السينماتوغرافية “كاييك” في التسعينات
—-
شارك تحت لواء جبهة التحرير الوطني في إضراب الطلاب الثانويين التلاميذ الجزائريين في 19ماي 1956م- ثانوية القديس أوغستن-عنابة.
عضو جيش التحرير الوطني 1957-1962.الولاية الثانية جبل هوارة و المنطقة الثانية جبل مليلة و أيضا قاعدة الشرق غرديماو.
أمين عام لنقابة السينمائيين التقنيين و العمال للاتحاد العام للعمّال الجزائريين و المركز الجزائري و الصناعة السينماتوغرافية عشرية 1980.
مرشح حزب جبهة التحرير الوطني في الانتخابات التشريعية 1991-1992م و التقسيمات الانتخابية بالحجار عنابة و الدوائر الإدارية الحجار ، عين الباردة.
مدير عام المركز الجزائري للفن و الصناعة السنماتوغرافية عشرية 1990
عضو مؤسس في مؤسسة مفدي زكريا و عضو المجلس الاستشاري.
عضو مؤسس لمؤسسة أصدقاء الجزائر مع فييتنام.
عضو رئيس الجمعية الفنية للسنما – أضواء
أفلامه:
-فيلم قصير : اليوم الأوّل 1967
-فيلم قصير : تعليمة 1967
-فيلم متوسط: البلاغ
فيلم قصير : البارحة شهود
-فيلم طويل : جحيم في السن العاشر . تجمع 1969
الغزال الذهبي: جائزة النقد الدولي في المهرجان الدولي بالرباط بالمغرب.
-فيلم طويل: دورية نحو الشرق 1974توج بالجزائر و واغادوغو
-فيلم طويل: المفيد 1979توج بدمشق و تاكشنت
-فيلم طويل : أبواب الصمت إنتاج مشترك جزائري تونسي 1989.جائزة خاصة من منظمة الاتحاد الإفريقي بقرطاج.
جائزة الموسيقى في مهرجان البحر الأبيض المتوسط-عنابة-الجزائر.
-فيلم طويل: زهرة اللوتس 1999 إنتاج مشترك بين الجزائر و فييتنام….
محمد عبيدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق