السبت، 29 يونيو 2024

سيغورني ويفر ستنال أسداً ذهبياً فخرياً في مهرجان البندقية السينمائي


 

ستحصل الممثلة الأميركية سيغورني ويفر على أسد ذهبي فخري عن مجمل مسيرتها المهنية، خلال الدورة الواحدة والثمانين من مهرجان البندقية السينمائي، على ما أفاد المنظمون الجمعة.

وأشار المدير الفني لمهرجان البندقية السينمائي، ألبرتو باربيرا، في بيان، إلى أنّ "ممثلة من مرتبة سيغورني ويفر قلّما ما يكون لها منافسون". وأضاف أن ويفر ستُكرَّم لبنائها جسوراً "بين السينما الفنية والأفلام التي تتفاعل مع الجمهور بطريقة مباشرة ومبتكرة، مع بقائها وفية لنفسها".


وستنال سيغورني ويفر جائزة الأسد الذهبي عن مجمل مسيرتها في مهرجان البندقية السينمائي الذي يُقام من 28 أغسطس/ آب حتى 7 سبتمبر/ أيلول. وقالت إنها ستقبل هذه الجائزة "بكل فخر تكريماً لكل من ساعد في إعطاء حياة لهذه الأفلام".

حققت سيغورني ويفر (74 عاماً)، الفائزة بجائزتي غولدن غلوب وجائزة غرامي وجائزة بافتا، شهرة من خلال دور "إيلين ريبلي" في فيلم الخيال العلمي "أليين" (1979) للمخرج ريدلي سكوت، ثم ظهرت في فيلم "أليين" آخر للمخرج جيمس كاميرون عام 1986، ونالت عن دورها فيه أول ترشيح لها لنيل جائزة أوسكار. وظهرت بعد ذلك في فيلمين آخرين من سلسلة الأفلام نفسها، بالإضافة إلى الفيلمين الشهيرين "أفاتار" و"غوستباسترز".

ويفر التي رُشحت ثلاث مرات لنيل جائزة أوسكار، وُلدت وتلقت تعليمها في مدينة نيويورك، وتخرجت من جامعة ستانفورد، وحصلت على درجة الماجستير من كلية ييل للدراما.

الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير تحصل على جائزة لوميير



ستُمنح الممثلة والمنتجة الفرنسية إيزابيل أوبير (71 عاماً) جائزة لوميير خلال الدورة السادسة عشرة من مهرجان ليون السينمائي الدولي التي تقام بين 12 و20 أكتوبر/ تشرين الأول، بحسب ما أعلنه منظّموه الخميس.

ورأى المنظّمون في بيان أن "إيزابيل أوبير من الممثلات الفرنسيات الأكثر شهرة واللواتي يحظين بأكبر تقدير في العالم"، مشيرين إلى أن "مسيرتها تختزن جزءاً كبيراً من تاريخ السينما المعاصرة".

ودأب المخرج الفرنسي كلود شابرول على التعاون مع الممثلة في أفلامه، فشاركت في سبعة منها، وفازت عن أوّلها وهو "فيوليت نوزيير" بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي عام 1978، حين كانت في الخامسة والعشرين من عمرها. كما حصلت بفضل فيلمين لشابرول هما "أون أفّير دو فام" عام 1988 و"لا سيريموني" عام 1995، على جائزة أفضل ممثلة مرتين من مهرجان فينيسيا.

أما جائزتها التمثيلية الثانية في مهرجان كان، فكانت عن دورها في فيلم "ذا بيانو تيتشر" لمايكل هانيكه عام 2001. كذلك تولّت الممثلة رئاسة لجنة تحكيم المهرجان عام 2009.

ونجحت الممثلة المخضرمة في الحصول على جائزتي سيزار لأفضل ممثلة، عن "لا سيريموني" عام 1995، ولاحقاً عام 2017 عن فيلم "إيلّ" للمخرج بول فيرهوفن. كما نالت عن الفيلم عينه جائزة غولدن غلوب لأفضل ممثلة في فيلم درامي وترشيحاً لجائزة أفضل ممثلة في الأوسكار.


ومثّلت إيزابيل أوبير في أفلام لأبرز المخرجين الفرنسيين والأوروبيين، على غرار جان لوك غودار وكلير دوني وبرتران تافيرنييه وموريس بيالا وأندريه تيشينيه وغيرهم.

واعتبرت أوبير أن "جائزة (لوميير) رائعة، مثل مهرجانها. وهي تحمل اسم مخترعي السينما! الحصول عليها مدعاة فرح وفخر". ستصير الممثلة ثالث امرأة تُمنح جائزة لوميير بعد جاين فوندا عام 2018 وكاثرين دونوف عام 2016، وتخلف هذه السنة المخرج الألماني فيم فيندرز الذي نال الجائزة العام الماضي.


وكان المدير العام لمعهد لوميير والمفوّض العام لمهرجان كان السينمائي، تييري فريمو، قد استحدث هذه الجائزة بهدف منحها لـ"شخصية سينمائية عن مجمل أعمالها وعن الرابط بينها وبين تاريخ السينما".

منذ إطلاقه عام 2009، صار مهرجان لوميير أحد المهرجانات الكبرى للسينما العالمية. كان المخرج الأميركي كلينت إيستوود، البالغ 94 عاماً، أول من حصل على الجائزة.


(فرانس برس)

الخميس، 27 يونيو 2024

المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية تحت شعار “أنقذوا غزة”



 تنتظم الدورة السابعة والثلاثون للمهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية من 17 إلى 24 أوت 2024 تحت شعار “أنقذوا غزة”. وتتزامن فعاليات هذه الدورة مع الذكرى الستين لتأسيس المهرجان (1964).

وأعدّت الهيئة المديرة للمهرجان مجموعة من الفقرات المتمثلة في المسابقة الوطنيّة والدوليّة، وعروض موازية منها برمجة خاصة بأفلام للأطفال، إلى جانب ورشات تكوينيّة في المجال السّينمائي بتأطير المختصين في المجال من تونس ومن العالم وكذلك لقاءات ودروس في السّينما بحضور جامعيّين وأهل الاختصاص، بالإضافة إلى مسابقة خاصة بالصورة الفوتوغرافية وأخرى في السيناريو.

وتعتبر هذه التظاهرة أقدم حدث سينمائي للهواة في تونس. وهو يعدّ بوابة لصانعي الأفلام في تونس ومنصة لاكتشاف المواهب السينمائية الشابة الذين أصبحوا في ما بعد من المشاهير على غرار “ناني موريتي” (إيطاليا) و”دييغو ريسكيز” (فنزويلا)، “شيلا جرابر” (بريطانيا) وأحمد بن كاملة (الجزائر) وسلمى بكاروفريد بوغدير ورضا الباهي (تونس).

وكان المهرجان منذ تأسيسه وجهة لعديد الشخصيات السينمائية البارزة من بينهم الراحل المصري يوسف شاهين والناقد السينمائي والمخرج الفرنسي “آلان برغالا” وأيضا المخرجيْن الفلسطينييْن ميشال خليفي ورشيد مشهراوي، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج البوركيني “غاستون كابوري” والمخرج الأرجنتيني “بابلو سيزار”.

الأربعاء، 26 يونيو 2024

لوتريامون.. الحداثة الشعرية والعطش الهائل للتدمير



هاشم صالح 


أرجو من القارئ الا يأخذ كلمة التدمير هنا بالمعنى السلبي. فقد يكون للتدمير معنى ايجابيا إذا ما جاء في وقته: أي في وقت التكلُّس والتحجر، أو التراكم والاختناق. وهذا هو وضع العرب حاليا.


عندئذ يتخذ التدمير الشكل الإجباري وأكاد أقول الفيزيائي للانفجار والحرية. ولا يمكن ان نفهم جوهر الحداثة الشعرية الأوروبية ـ والعربية أيضا في أعلى رموزها تمردا ورفضا ـ ان لم نأخذ هذه النقطة بعين الاعتبار. فالحداثة الشعرية لا تخص الشعر فقط، وإنما لها بعدٌ فكري واجتماعي واضح، وان كان مطموسا جدا لكيلا يسيء للعملية الشعرية، أو لكيلا يحولها إلى دعاية ديماغوجية فجة ومزعجة. فالشعراء الكبار من أمثال بودلير ولوتريامون ورامبو لا يستمدون أهميتهم من فتوحاتهم الشعرية فقط. اقصد من المجازات الإبداعية الخارقة التي اخترعوها أو قدروا عليها من خلال عملية اقتحامية تشبه اقتحام الجيوش أو الفاتحين التاريخيين. وإنما يستمدونها أيضا من المضمون الفكري، أو من شحنة التمرد الهائلة التي تنطوي عليها هذه المجازات بالذات، وهو تمرد ينفجر على الوضع القائم في كتلته اللاهوتية والإيديولوجية القمعية كما تنفجر القنابل، أو الحمم، أو البراكين. هنا تكمن الجاذبية التي لا تقاوم للحداثة الشعرية: اقصد لدواوين من أمثال «أزهار الشر» أو أناشيد مالدورور»، أو «فصل في الجحيم» أو «أغاني مهيار الدمشقي» لأدونيس.

لكن لنعد إلى رامبو ولوتريامون يعجبني الفصل الذي خصصته الباحثة الفرنسية سوزان بيرنار لهما في كتاب أصبح كلاسيكيا الآن: قصيدة النثر منذ بودلير وحتى اليوم.


الفصل المخصص للوتريامون يتخذ العنوان التالي: لوتريامون والشعر الهيجاني أو المسعور. تقول الباحثة بما معناه: ان المقاربة بين لوتريامون ورامبو تفرض نفسها بكل مشروعية وقد فرضت نفسها في الواقع منذ البداية. فكلاهما كتب شعره في مرحلة مبكرة جداً من العمر (حوالي العشرين) أو ما قبلها فيما يخص رامبو.


وكلاهما جاء إلى باريس لكي يضع مولوده أو ينضج رائعته الشعرية. وكلاهما كان عنيفاً، ساخراً، ذا طبع فوضوي. وكلاهما فجَّر جميع التقاليد الأدبية، واستخدما قصيدة النثر تحت أشكالها الأكثر حرية (ما عدا رامبو الذي كتب شعراً موزوناً سابقاً قبل ان ينتهي إلى قصيدة النثر) وكلاهما شهد فترة الزوابع والحروب التي هزت فرنسا، ولذلك جاء شعرهما متمرداً كالإعصار وكلاهما تخلى عن مهنة الكتابة والأدب بعد ان مارسها لفترة قصيرة جداً (ثلاث أو أربع سنوات) وكلاهما مات شاباً. وكلاهما حاول الانقلاب على نفسه أو تدمير نفسه وإنتاجه. والشيء الذي يدهشنا عندما نقرأ أعمالهما الشعرية هو التالي. إنهما ينتفضان بكل قوة، وبشكل يائس، ضد كل ما يشكل الحياة الاجتماعية: أي ضد البشر، والحب، والأخلاق البورجوازية التي كانت سائدة في عصرهما، وضد العقيدة اللاهوتية المسيحية. إنهما ضد كل شيء.


صحيح ان لوتريامون في ديوانه الثاني «أشعار» انقلب على مواقفه الرافضة والمرعبة التي كان قد عبّر عنها في ديوانه الأول: أناشيد مالدورور. وصحيح انه راح يدعو إلى عدم إنكار الحب العائلي، والزواج، والمؤسسات الاجتماعية، وكلها أشياء تمثل القيم الأساسية للمجتمع البورجوازي. ولكن هذا الانقلاب لا ينبغي ان يخدعنا كثيرا. فهو سطحي او ظاهري أكثر مما يجب إنه يشبه موقف التقيّه او التستر الذي يتخده البعض خوفاً من المجتمع. وما كان بإمكانه ان يغسل كل لطخات العار التي ارتكبها في ديوانه الأول عن طريق إطلاق بعض التصريحات الإيمانية أو الأخلاقية التي لم تقنع أحدا. أليس هو القائل: كل مياه البحر لا تكفي لغسل لطخة دم ثقافية واحدة؟

هل كان يفكر بالفظائع التي ارتكبها في أناشيده الشيطانية ـ أناشيد مالدورور ـ عندما كتب هذا الكلام؟ ربما على أي حال فإن موريس بالنشو يحذّرنا من تصديق توبة لوتريامون:

هذه التوبة غير النصوح التي يعلنها في ديوانه الأخير، والتي ينقلب فيها على ديوانه الأول. لماذا؟ لأنه إذا كان عدد كبير من «الأفكار» أو الفقرات الواردة في الديوان الثاني تمجد الفضيلة،


فإنها تفعل ذلك بشكل احتقاري متعال أو على العكس بشكل مبالغ فيه ومتطرف إلى درجة ان المدح يتحول إلى هجاء!.

في الديوان الاول يعلن لوتريامون على لسان مالدورور كفره والحادة، وفي الديوان الثاني «اشعار» يعلن إيمانه. في الديوان الاول يشن حملة شعراء على الجنس البشري وعلى جميع الفضائل، وفي الديوان الثاني يعلن التزامه بها. يقول في افتتاحية هذا الأخير: قررت ان استبدل بالحزن السوداوي الشجاعة وبالشك اليقيني، وباليأس الأمل، وبالشر الخير، وبالتشكيات الواجب، وبالكفر الإيمان، وبالسفسطة برودة الهدوء، وبالغرور التواضع». باختصار لقد تخلى عن كل مواقعه السابقة دفعة واحدة وأصبح عاقلا متزنا لا يتفوه بكلمة نابية وبدلاً من ان كان سلبيا تماما وعلى كافة الأصعدة والمستويات، أصبح الآن ايجابيا على كافة الأصعدة والمستويات وهكذا بقدرة قادر تحول من اسود إلى ابيض.. فمن سيصدقه؟ وكيف «قلب سترته» كما يقال عندنا بمثل هذه السرعة؟ كيف انقلب من النقيض إلى النقيض؟ هل يسخر منا لوتريامون أم يسخر من نفسه ام يسخر من البشرية بأسرها؟ في الواقع انه عدمي راديكالي يستطيع ان يؤمن بالشيء وعكسه في نفس اللحظة او قل يستطيع ان يدمر في لحظة لاحقة كل ما بناه في لحظة سابقة.. ألم يحذرنا نيتشه من العدمية؟ ألم يقل لنا بأنها المرض الأكبر الذي يهدد الحداثة الأوروبية؟ من لم يسمع صرخة نيتشه التي ملأت جبال سويسرا وشعابها؟!


يقول في ديوانه الثاني والأخير «أشعار»: المبادئ الأولى ينبغي ان تكون خارج المناقشة (او فوق المناقشة)، لا تظهروا أي نقص في اللياقة الفاسدة الذوق تجاه الخالق، ارفضوا الجمود والكفر: إنكم تسعدونني، لا يوجد نوعان من الشعر، يوجد نوع واحد فقط. يوجد اتفاق غير مضمر كثيرا بين الكاتب والقارئ. وبموجبه يسمي الاول نفسه مريضا، ويقبل بالثاني كممرض. فالشاعر هو الذي يعزي البشرية! الأدوار معكوسة بشكل اعتباطي. لن اترك ورائي مذكرات. الشعر ليس الإعصار ولا الزوبعة انه نهر عظيم وخصب.

ثم يقول أيضا: أريد ان يصبح شعري مقروءا من قبل فتاة لا تتجاوز الرابعة عشرة من العمر..


ولكنه في ديوانه الاول يقول العكس تماما. فمنذ بداية النشيد الاول يكتب ما يلي: ليس من المستحسن ان يقرأ الجميع هذه الصفحات

التي ستجيء... انها مليئة بالسموم... ومليئة بالكفر والإلحاد.

فكيف غيّر موقفه بين عشية وضحاها؟ ذلك انه لم يعش اكثر من أربعة وعشرين عاما، وبين الديوان الاول والديوان الثاني لا تفصل الا فترة زمنية قصيرة..


لا أحد يعرف سر هذا الانقلاب المفاجئ للوتريامون. وكما قلنا فإن الكثيرين يشكون في صحته او صدقه. فالإنسان لا يتغير بمثل هذه السرعة. فالسادية المطلقة والغاضبة التي سيطرت على «أناشيد مالدورور» أفسحت المجال في «أشعار» للهجة هادئة، بل ورزينة جدا أحيانا. البعض فسر ذلك بنضوب النسغ الشعري لديه. فمن الواضح ان شاعريته في «أناشيد مالدورور» اقوي بكثير من شاعريته في الديوان الأخير. وعندما تذكر اسم لوتريامون أمام أي فرنسي مهتم بالأدب فإنه يقول لك فورا: أناشيد مالدورور. ولكن البعض الآخر يرى ان سبب تغييره لموقفه يعود إلى تنامي مرضه العقلي الذي تغلب عليه في نهاية المطاف، ولكن لا شيء يثبت صحة هذا الكلام. فالرجل كان يمتلك كل قواه العقلية، ولولا ذلك لما استطاع إنتاج مثل هذا الشعر العبقري. وربما الأصح ان نقول بأنه انتقل من صيغة معنية من صيغ الشعر إلى صيغة أخرى مضادة تماما. لقد انتقل من شعر التمرد إلى شعر الهدوء، ومن شعر الرفض إلى شعر القبول. فالإنسان ذو طبيعتين: طبيعة غاضبة، وطبيعة هادئة، ولكل منهما نوع يناسبه من أنواع الشعر، ولكن المشكلة هي ان الشعر الغاضب يظل هو الأقوى. فالشعر ـ والفن عموما ـ يقع في جهة السلب، والعذاب، والآلام. وجاذبية الشعر المتمرد اقوي بكثير من جاذبية الشعر المستكين او المتصالح مع الواقع. كل الشعراء الذين صفقوا للواقع او تصالحوا معه زالوا، وبقيت على صفحة التاريخ فقط أسماء أولئك المشاغبين الذين شكل ظهورهم فضيحة حقيقية في عصرهم.


في إحدى رسائله القليلة والنادرة يقول لوتريامون: «لقد أنكرت ماضيّ. ولم اعد اغنيّ الا للأمل..»، ولكن ما نفع هذا الكلام؟ فالشيء الذي بقي منه هو بالضبط الشيء الذي أنكره او تخلى عنه. هذا لا يعني بالطبع ان أشعاره الأخيرة لا قيمة لها، فالواقع ان المرء يقرؤها بالكثير من الاستمتاع، وأحيانا لا يملك الا ان ينفجر بالضحك، وهو يراه يصفي حساباته مع جميع كتّاب فرنسا بطريقة استهتارية عجيبة. هكذا نجد ان ساديته لم تتخلَّ عنه ولم يتنكر لماضيه إلى الحد الذي يزعمه في الواقع انه لم يتغير عمقيا وإنما غير أسلوبه فقط فهو مشحون بقوة تدميرية داخلية قل مثيلها في تاريخ الشعر والأدب ولوتريامون الذي اشتهى تدمير نفسه، يستطيع ان يدمر غيره وكل ما انوجد على سطح الأرض. ذلك ان ساديته لا حدود لها. لنستمع إلى بعض المقاطع من أناشيد مالدورور: ليس من المستحسن ان يقرأ الجميع هذه الصفحات التي ستجي فقط بعضهم يستطيع ان يتذوق ثمرتها المرة دون خطر وبالتالي أيها الإنسان الخجول أنصحك قبل ان تتغلغل اكثر في مثل هذه المناطق المجهولة ان تنكص بأعقابك إلى الوراء لا ان تتقدم إلى الأمام أصغ إلى ما سأقوله لك جيدا. انكص بإعقابك إلى الوراء ولا تتقدم خطوة واحدة إلى الإمام.. سوف أبرهن في بضعة اسطر كيف ان «مالدورور» كان طيبا في سنواته الأولى حيث عاش سعيدا. تمت البرهنة. ثم أدرك بعدئذ انه ولد شريرا يا لها من حتمية عجيبة ثم خبأ طبعه ما استطاع طيلة سنوات عديدة، ولكن في النهاية وبسبب هذا التركيز الذي كان مضادا لطبيعته فان الدم راح يصعد إلى رأسه كل يوم اكثر وتفاقم الأمر حتى لم يعد قادرا على تحمل مثل هذه الحياة فرمى بنفسه كليا في مهنة الشر.. يا له من مناخ ناعم! من كان سيعتقد ذلك فمثلا عندما كان يقبل طفلا صغيرا، ذا وجه وردي فانه كان يتمنى لو يكشط وجنتيه بشفرة حلاقة. وكان سيفعل ذلك مرات عديدة، او غالبا لولا ان العدالة الفوقية التي تجرجر وراءها قافلة طويلة من العقوبات كانت تمنعه في كل مرة. لم يكن كذابا مالدورور كان يعترف بالحقيقة، ويقول انه وحش عديم القلب. أيها البشر هل سمعتم؟ انه يتجرأ على تكرار ذلك عن طريق القلم الذي يرتجف في يدي! وهكذا إذن توجد قوة عظمى اقوي من إرادته.. يا لها من لعنة! الجمرة تريد ان تتخلص من قانون الجاذبية؟ مستحيل. مستحيل، إذا كان الشر يريد ان يتحالف مع الخير. وهذا ما قلته آنفا.


يقول الروائي المعروف «لوكليزيد» عن لوتريامون: هذا العمل البدائي فريد من نوعه، لا يوجد شبيه له في تاريخ الأدب. أشباهه ينبغي ان نبحث عنها في أماكن أخرى. وبعيدا جدا ينبغي ان نبحث عنها في فوضى الأدب الشفهي مثلا، في ذلك التدفق الحيواني للاغاني حيث الصور لم تثبت بعد من قبل اللغة المكتوبة. وينبغي ان نبحث عنها في المزامير، والشتيمة، والصلاة. نعم يصعب ان نتخيل مغامرة في مثل هذا القرب والبعد في آن معا.


________

*الشرق الأوسط

8 نوفمبر 2006


#لوتريامون

الثلاثاء، 25 يونيو 2024

"لن تستبدل الآلة بالبشر".. سينما بريطانية توقف عرض فيلم كتبه "الذكاء الاصطناعي"

 


ألغت سينما "الأمير تشارلز" في بريطانيا عرض فيلم "السيناريست الأخير" (The Last Screenwriter) الذي كتب بواسطة الذكاء الاصطناعي، بعد تلقيها انتقادات واسعة من الجمهور.


وأوضحت السينما -في بيان رسمي نشرته عبر منصتي إكس وإنستغرام- أنها اتخذت هذا القرار بعد تلقيها تعليقات، خلال 24 ساعة من إعلانها عن العرض، تشير إلى قلق شديد لدى الجمهور من استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الأفلام.

ووفقا لمصادر بريطانية، أبلغت السينما المخرج بيتر لويزي بإلغاء العرض الذي كان مقررا مساء الأحد الماضي بعد تلقيها أكثر من 200 شكوى بشأن هذه الفعالية.

فيلم "السيناريست الأخير" يتناول قصة "جاك"، وهو كاتب سيناريو مشهور يجد نفسه في صراع داخلي بعد أن تفوق عليه الذكاء الاصطناعي في مجال كتابة السيناريو. الفيلم يعد أول فيلم كتبه الذكاء الاصطناعي بالكامل، مما أثار جدلا واسعا حول تأثير التكنولوجيا على الفنون والإبداع البشري.

أثارت فكرة استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الأفلام ردود فعل غاضبة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث هاجم عديد فكرة استبدال الآلات بالبشر في العمليات الإبداعية.

من ناحيته، كتب صانع المحتوى كريت بيك -عبر منصة إكس- أن الفيلم يفتقر إلى الجودة في الكتابة، في حين أشادت الكاتبة فير ريدلي بقرار السينما.

المخرج الإيراني أصغر فرهادي ضيف الدورة الخامسة لمهرجان عمان السينمائي



 كشف مهرجان عمان السينمائي - أول فيلم، عن اختيار المخرج الإيراني أصغر فرهادي، ليكون ضيف قسم "الأول والأحدث"، ضمن فعاليات الدورة الخامسة، المقرر انطلاقها في الفترة من 3 إلى 11 يوليو المقبل، وهو البرنامج الذي يُسلط الضوء على صانعي الأفلام المحنكين، واستعراض تطور لغتهم السينمائية على مر السنوات.


ويعقد فرهادي، جلسة حوارية ضمن فاعليات المهرجان، يوم الثلاثاء 9 يوليو المقبل، حيث يتحدث عن رحلته في صناعة الأفلام، ودورها في تشكيل وعيه، مروراً بالتحديات التي واجهها وساهمت في نضوج أعماله كمخرج، والدروس التي اكتسبها خلال مسيرته السينمائية، وصولاً إلى أحدث إنتاجاته.

أصغر فرهادي، مخرج وكاتب سيناريو إيراني مرموق، يُعَدُّ من أبرز الأصوات السينمائية في إيران والعالم. وُلد يوم 7 مايو 1972 في مدينة أصفهان.

ومنذ سن مبكرة، أظهر شغفاً كبيراً بالفنون، وخصوصاً السينما، إلى أن حصل على درجة البكالوريوس في الفنون المسرحية من جامعة طهران عام 1988، ثم تابع دراساته العليا ليحصل على درجة الماجستير في إخراج المسرح.

بدأ فرهادي مسيرته السينمائية بإخراج فيلمه الروائي الطويل الأول "Dancing in the Dust" عام 2003، بينما اكتسب شهرته الدولية مع فيلمه الرابع "About Elly" عام 2009، الذي فاز بجائزة الدب الفضي لأفضل مخرج في الدورة الـ59 لمهرجان برلين السينمائي الدولي

الاثنين، 24 يونيو 2024

الفيلم الوثائقي “الطبل” للمخرج سالم دحماني يفوز بالجائزة الفضية بمهرجان دولي بجنوب إفريقيا

 


حاز الفيلم الوثائقي الجزائري “الطبل” على الجائزة الفضية في المهرجان الدولي للسينما السياحية الذي أقيم بجوهانسبرغ (جنوب إفريقيا) من 11 إلى 15 يونيو، حسبما أستفيد اليوم السبت لدى مخرج هذا الفيلم من ولاية أدرار.

وذكر سالم دحماني في تصريح أن ”الفوز بجائزة هذه التظاهرة السينمائية الدولية كان حلما يراوده منذ ولوجه عالم السمعي البصري”, لافتا إلى أنه ”يسعى دوما لتسليط عدسته على مختلف عناصر التراث المحلي الثري, لاسيما تراث

وفلكلور الطبل الذي يعد لونا ثقافيا شعبيا رائجا بالجنوب الكبير وبولاية أدرار خصوصا”.


وأضاف بأن فكرة إعداد هذا الفيلم الوثائقي تولدت لديه من خلال احتكاكه بالجمعيات الثقافية ليقترح عليها المساهمة في إبراز تراث الطبل وتوظيف وسائل السمعي البصري في توثيقه.


وأردف بأن هذا الإنجاز كان ثمرة جهود مستمرة لتوظيف الإنتاج السمعي البصري خاصة الصور والأفلام الوثائقية في التعريف بالتراث المحلي للمنطقة المتميز بالتنوع والثراء, من خلال إجراء مقابلات مع رواد هذا اللون من جيلي الشيوخ والشباب, على غرار شيخ الطبل الحاج محمد عبودي والشاب الصاعد عبد المالك حرزاوي.

كما تم خلال هذا العمل الفني إبراز البعد الاجتماعي للطبل كعنصر حاضر في مختلف المناسبات الشعبية بالمنطقة والتعريف بمضمون هذا التراث كجانب أدبي شعبي لعدة قصائد جميلة للشعر الموزون الذي يتغنى بمختلف فنون الحياة, إلى جانب

التعريف بالأدوات الموسيقية التي تدخل في أدائه وأدوار كل شخص في فرقة الطبل, وفق ذات المتحدث.

وتضمن فيلم الطبل الذي أحرز جوائز أخرى وطنية من بينها جائزة أحسن فيلم وثائقي في المهرجان الوطني توات سينما بأدرار وجائزة الأيام الوطنية السينمائية الوطنية لفيلم التراث بولاية أم البواقي سنة 2021, مشاهد لمختلف المعالم السياحية بالولاية من مباني أثرية وواحات وكثبان رملية وألبسة تقليدية وعادات وتقاليد, مما يساهم في الترويج السياحي للمنطقة كوجهة جذب سياحي واعدة, مثلما أشير إليه

تاركوفسكي - آنا أخماتوفا

 


كنت أزور الأرض في ذلك الوقت

أعطيت اسم التعميد الخاص بي آنا،

أحلى شفاه وآذان الإنسان.

من الغريب أنني عرفت متعة الأرض

ولم أحسب اثني عشر عطلة،

وكم من يوم كان في السنة.

أنا، الأمر السري، أطيع،

رفاق المنتخبين الحر،

أحببت الشمس والأشجار فقط...


أرسيني تاركوفسكي التقى لأول مرة آنا أخماتوفا في عام 1946 في موسكو. استمرت صداقتهما لمدة عشرين عاماً، ومن 1958 إلى 1966 كانت هناك مراسلات دائمة بينهما، تدل على مدى الرهبة والإعجاب التي يرتبط بها تاركوفسكي بأخماتوفا. "شِعْرُكَ وَأنتَ عِطَلَتي بِالمَثلِ، وَالآنَ لا أَدْرِي كَيْفَ أَعْي " (من رسالة في 1958).


يذكر تاركوفسكي: "لقد كانت لطيفة جدًا معي وشعرت أنها تعني شيئاً بالنسبة لي، أخبرتني ذات مرة:


- ونحن معك يا أرسيني الكسندروفيتش، ليس أنصار تسفيتييف، بل أنصار أخماتوف.


وكان ذلك صحيحاً... "


في تعريف أسلوب أخماتوفا، يقول تاركوفسكي إنها "أدت معجزة شعر لغة النثر" وخلقت أسلوبًا من "الشعر النفسي الواقعي، تمامًا كما ابتكر تولستي ودوستويفسكي أسلوبًا لرواية نفسية واقعية".


كان تاركوفسكي قلقًا شديدًا بشأن وفاة أخماتوفا وخصص سلسلة من القصائد لرحيلها:


ومررت بهذا الظل على الطريق

الأخير - إلى العتبة الأخيرة،

والظل له جناحين خلفي،

مثل شعاعين، مات قليلا.


ومضى العام في دائرة.

الشتاء يعصف في الغابة.

يجيب على البوق بالجرس الغريب

الصنوبر الكاريلي هو بحر من الميكا.


ماذا لو كانت الذاكرة خارج الظروف الأرضية

يوم عاجز لاستعادته ليلاً؟

ماذا لو كان الظل، ترك الأرض، بمعنى الكلمة

لا تشرب الخلود؟

قلبي، كن صامتاً،

لا تكذب، بلع المزيد من الدم،

بارك الله في الفجر.


12 يناير 1967


في الصورة: آنا أخماتوفا، 1924


الخميس، 20 يونيو 2024

وفاة دونالد ساذرلاند.. أسطورة هوليود الكندية


 


توفي اليوم الممثل الكندي دونالد ساذرلاند عن عمر 88 عاما، بعد مسيرة فنية طويلة وناجحة في هوليود.

وُلد ساذرلاند في 17 يوليو/تموز 1935 في سانت جون، نيو برونزويك بكندا، ودرس الهندسة في جامعة تورنتو قبل أن يتحول إلى دراسة الدراما في الأكاديمية الملكية للفنون المسرحية في لندن.

بدأ الممثل الكندي مسيرته في التمثيل في أوائل الستينيات من القرن الماضي، وظهر في عدد من البرامج التلفزيونية والأفلام. اكتسب شهرة واسعة في أواخر الستينيات والسبعينيات من خلال أفلام مثل "أبطال كيلي"Kelly’s Heroes) (1970))، "لا تنظر الآن" Don’t Look Now، الذي يعد واحدا من أفضل أفلام الرعب النفسي.

وفيلم الدراما "Klute" عام 1971، فيلم "Lady Ice" عام 1973، مرورًا بفيلم "Casanova" عام 1976، ورشح وفاز بالعديد من الجوائز العالمية.


ولعب دور البطولة في فيلم "غزو سارقي الأجساد" Invasion of the Body Snatchers) (1978))، وهو إعادة إنتاج لفيلم الخيال العلمي الكلاسيكي.

كما شارك في سلسلة أفلام "ألعاب الجوع" (The Hunger Games) بدور الرئيس سنو، مما أكسبه جيلا جديدا من المعجبين.

تم تكريمه بعدد من الجوائز طوال مسيرته، بما في ذلك جائزة الأوسكار الشرفية في عام 2017 تقديرا لمساهماته البارزة في صناعة السينما، ورغم تقدمه في العمر، ظل دونالد ساذرلاند نشطا ومبدعا، واستمر في تقديم أداء مميز يجذب الجماهير والنقاد على حد سواء.

دونالد ساذرلاند هو والد الممثل كيفر ساذرلاند، الذي اشتهر بدوره في المسلسل التلفزيوني "24".

الثلاثاء، 18 يونيو 2024

رحيل الناقد السينمائي والكاتب خميس الخياطي

 


غيب الموت  الناقد السينمائي والكاتب خميس الخياطي اليوم الثلاثاء  18 جوان 2024.

ويعتبر خميّس الخياطي، وهو أصيل مدينة القصور من ولاية الكاف، من أهم النقاد التونسيين وهو متخصص في السينما والشؤون السمعية-البصرية. 

كانت نوادي السينما التي أسسها الطاهر شريعة، ملاذًا للخياطي لنحت توجهه الفكري والفني والذوقي نحو عالم السينما والصورة الفوتوغرافية.

وقد درس خميّس الخياطي علم الاجتماع بالجامعة الفرنسية ونال الدكتوراه التي تناولت سينما صلاح أبو سيف، جرّب التدريس لسنوات قليلة بجامعة السوربون ليعود لممارسة الصحافة وإلى الكتابة باللغتين العربية والفرنسية.

كان الخياطي عضوا بهيئة تحرير مجلة اليوم السابع التي كانت تضم أقلامًا هامة مثل بيار أبي صعب ومحمود درويش وكاظم جهاد.. وغيرهم، كما كان عضوًا بنقابة كتّاب السينما بفرنسا وفي لجنة اختيار الأفلام لأسبوع النقاد بمهرجان "كان" السينمائي.

 وعمل الراحل خميس الخياطي لفترة طويلة بإذاعة فرنسا الثقافية وبالقناة التلفزية الفرنسية الثالثة وأدار المكتب الصحفي والاتصالي لمعهد العالم العربي بباريس، قبل أن يقرر العودة إلى تونس في بداية تسعينات القرن الماضي، حيث اشتغل بالقناة التلفزية الوطنية معدًّا ومقدمًا لعدة برامج تهتم بالسينما التونسية والعربية والعالمية، كما كان مراسلًا ثقافيًا لجريدة القدس العربي ورئيس تحرير بجريدة الصباح.

وقد أصدر خميّس الخياطي مجموعة من الكتب باللسانين العربي والفرنسي ناهز عددها 15 كتابًا منها: فلسطين والسينما، النقد السينمائي (1982)، عن السينما المصرية (1985)، صلاح أبو سيف (1995)، يائسًا من الصورة (2002)، تسريب الرمل (2006)، أيام قرطاج السينمائية الذاكرة الخصبة (2016).. وغيرها.

وبهذه المناسبة الأليمة، تقدمت وزارة الشؤون الثقافية التونسية بأحر التعازي إلى عائلة الفقيد خميس الخياطي وإلى الأسرة الفنية والثقافية  راجية  من الله تعالى أن يتغمده برحمته الواسعة و أن يلهم أهله وذويه جميل الصبر و السلوان.

رحيل نجمة السينما الفرنسية أنوك إيميه عن 92 عاماً



رحلت الممثلة أنوك إيميه التي تعد من أهم نجوم السينما الفرنسية في القرن العشرين، الثلاثاء، في منزلها في باريس عن 92 عاماً، بحسب ما أعلنه وكيل أعمالها وعائلتها. وقال سيباستيان بيرولا من وكالة تايم آرت، لوكالة فرانس برس، إن الممثلة التي برزت  في أفلام "أن أوم إيه أون فام" (Un homme et Une Femme) و"لولا" و"لا دولتشي فيتا"، فارقت الحياة صباح الثلاثاء.

وأعلنت ابنة أنوك إيميه والمخرج نيكو باباتاكيس، مانويلا باباتاكيس، وفاة والدتها. كتبت عبر حسابها على "إنستغرام": "مع ابني جلعاد وحفيدتي ميلا، نشعر بحزن شديد لإعلان رحيل والدتي أنوك إيميه. لقد كنتُ قريبة منها عندما توفيت هذا الصباح، في باريس".

وحققت أنوك إيميه المولودة في 27 إبريل/نيسان 1932 في باريس، واسمها الحقيقي فرنسواز دريفوس، شهرة عالمية من خلال مشاركتها على الشاشة مع جان لوي ترينتينان في الفيلم الشهير "أن أوم إيه أون فام" لكلود لولوش، والذي حاز السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1966. كما أكسبها هذا الدور جائزتي غولدن غلوب الأميركية وبافتا البريطانية لأفضل ممثلة، فضلاً عن ترشيح عن فئة أفضل ممثلة في حفل جوائز أوسكار.

وشاركت أنوك إيميه في أفلام مع أعظم الأسماء في السينما الفرنسية وكذلك الإيطالية، فعملت مع جاك دومي في "لولا"، وفيديريكو فيليني في "لا دولتشي فيتا" و"ويت إي دومي"، إضافة إلى ماركو بيلوتشيو وجاك بيكر وأندريه كايات الذي أطلق الممثلة إلى الشاشة عام 1949 من خلال فيلمه "ليزامان دو فيرون".

وعام 1980، حازت إيميه جائزة أفضل ممثلة في الدورة 33 من مهرجان كان السينمائي عن دورها في فيلم "آ ليب إن ذا دارك" للمخرج ماركو بيلوتشيو. لاحقاً عام 2003، حصلت الممثلة على جائزة الدب الفخري عن مجمل مسيرتها في مهرجان برلين السينمائي.

وعلى الرغم من أن إطلالاتها كانت نادرة في السنوات الأخيرة، إلّا أنّها قامت بعودة مؤثرة عام 2019 إلى مهرجان كان السينمائي، حيث أعادت تشكيل الثنائي الشهير في "أن أوم إيه أون فام"، في جزء جديد صوّره كلود لولوش أيضاً، وحمل عنوان: "أجمل سنوات الحياة" (Les Plus belles Annees D'une Vie).



(فرانس برس)


الأحد، 16 يونيو 2024

فوز فيلم أسترالي بأبرز جوائز مهرجان أنسي التحريكي الفرنسي



فاز فيلم الرسوم المتحركة الكوميدي الأسترالي «ميموار أوف إيه سنيل»، أمس السبت، بأعلى جائزة في مهرجان أنسي الدولي لأفلام التحريك، تقديراً لروح الدعابة السوداء التي تميزّه.

ومنح المهرجان الفرنسي الذي يُعتبر من الأهم في هذا النوع السينمائي، جائزة أفضل فيلم روائي طويل لهذا الفيلم الذي تولى إخراجه آدم إليوت، وأقيم العرض العالمي الأول له خلال المهرجان، بحسب وكالة «فرانس برس».

وصُوِّر «ميموار أوف إيه سنيل»، بتقنية إيقاف الحركة (ستوب موشن) على غرار أعمال كلاسيكية أخرى من النوع نفسه، ومنها «ذي نايتمير بيفور كريسمس» و«كوربس برايد» لتيم بورتون.

ويتناول الفيلم الشغف لدى فتاة أسترالية لم تعرف والدتها يوماً ووجدت نفسها منفصلة عن والدها المصاب بشلل نصفي، والذي مات، وعن شقيقها الذي وُضع في عائلة غير تلك التي وُضعت فيها.


إقبال قياسي على المهرجان

وكانت جائزة لجنة التحكيم وجائزة الجمهور للفيلم الطويل من نصيب الفيلم الفرنسي البلجيكي اللاتفي «فلو» للمخرج غينتس زيلبالوديس.

ويتناول هذا الفيلم الذي عُرض ضمن فئة «نظرة ما»، في مهرجان كان السينمائي قصة قطة على كوكب الأرض المغمور بالمياه.

وفازت صوفي روز عن شريطها القصير «أون غيتار آ لا مير»، بجائزة «كريستال» لأفضل فيلم تلفزيوني وجائزة الجمهور للفئة نفسها.

وأبدى منظّمو المهرجان في بيان ارتياحهم للإقبال القياسي الذي شهده، إذ بلغ عدد من حضروه في أسبوع واحد 17400 من 103 دول.


الجمعة، 14 يونيو 2024

منتجا سلسلة أفلام جيمس بوند سيحصلان على جائزة أوسكار فخرية



سيحصل منتجا سلسلة أفلام جيمس بوند على جائزة أوسكار فخرية خلال احتفال سيُقام في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، على ما أفادت أكاديمية فنون السينما وعلومها، مكافأة على مسيرتهما المكرّسة لسلسلة مغامرات الجاسوس 007.


وينتج مايكل جي. ويلسون وأخته غير الشقيقة باربرا بروكولي هذه السلسلة منذ العام 1995 بعدما خلفا ألبرت، والد باربرا. وأشرفا على عدد كبير من أفلام جيمس بوند الناجحة لما يقرب من 30 عاماً، إذ أنتجا معاً تسعة من إجمالي 25 فيلماً من أفلام جيمس بوند، أولها فيلم "غولدن آي" GoldenEye، ومن بينها الفيلم الناجح "سكاي فال" Skyfall من بطولة دانييل كريغ، والذي حقق إيرادات بلغت مليار دولار في العام 2012.


وقالت رئيسة الأكاديمية جانيت يانغ، في بيان، إنّ هذه الجائزة "تشهد على نجاحهما بوصفهما منتجين لسلسلة أفلام جيمس بوند الشهيرة ومساهمتهما في المشهد السينمائي".


وسيحصل ويلسون وبروكولي على جائزة أوسكار فخرية في نوفمبر خلال الاحتفال بتوزيع جوائز "غافرنرز" التي تمنحها أكاديمية فنون السينما وعلومها سنوياً لأربعة من مخضرمي الفن السابع، ومن بينهم كثر لم يحصلوا على جوائز أوسكار عادية.

وسينال أوسكاراً فخرياً أيضاً كلّ من المخرج البريطاني ريتشارد كورتس والموسيقي الأميركي كوينسي جونز والمسؤولة عن اختبارات الأداء جولييت تايلور.


وسيحصل كيرتس، الذي يشتهر بأفلامه الرومانسية الكوميدية المسلية مثل "نوتنغ هيل" Notting Hill و"بردجيت جونز دايري" Bridget Jones’ Diary و"لاف آكتشلي" Love Actually، على جائزة جان هيرشولت الإنسانية لجهوده الخيرية. فهو أحد مؤسسي منظمة "كوميك ريليف" Comic Relief، وساعد في جمع أكثر من 2 مليار دولار على مدار الأربعين عاماً الماضية.


وعمل كوينسي جونز، الذي أصبح أول شخص أسود يرشح في فئة أفضل فيلم عن الفيلم الكلاسيكي "ذا كالر بيربل" The Color Purple عام 1985، مع أساطير مثل فرانك سيناترا وأوبرا وينفري وستيفن سبيلبرغ، كما حصل على ستة ترشيحات أخرى لجوائز أوسكار في فئات الموسيقى، وأصبح أيضاً أول ملحن أسود يرشح لأفضل موسيقى أصلية. وكذلك حصل على جائزة جان هيرشولت الإنسانية عام 1995.

شهدت مسيرة جولييت تايلور المهنية التي امتدت لـ 50 عاماً مشاركتها في عدد من أفلام السينما الأكثر شهرة واستحساناً لمخرجين أسطوريين، مثل "تاكسي درايفر" Taxi Driver إخراج مارتن سكورسيزي، و"تشاندلرز ليست" Schindler’s List للمخرج ستيفن سبيلبرغ، و"سليبلس إن سياتل" Sleepless in Seattle للمخرجة نورا إيفرون

الأحد، 9 يونيو 2024

آخرُ الوقت- بشير العاني



1


آخـرُ الوقتِ..

   يـأتي..

  وهـم ينـشرونَ الـبلادَ عـلى أسطـحِ الفـقهاءِ.. 

أُفـقٌ أسـودٌ والهُـبابُ أمـامَ..

                        وراءَ..

                  وفـوق أيـادٍ تجـسّ جيـوبَ الـوعـودِ.. ولا..لابيـاضَ سـوى مِلـحها الفـاجـعه

 أيَّ أرضٍ سنحـمِلها للـذي ينبغـينا..

 وأيُّ المـنافي إذاًً تصطـفي سيـرةًً ضـائعـه ..

                    

2


آخـر الـوقـتِ ..

 يـأتي..

 ونحـن دبيـبٌ يُهـجِّي الجـحورَ..ويمـضي إلى جيـفةٍ مقبـله

 قـد تصـادفُ أرواحـنُا كِسرةً من شَّـغبْ

 أو عظـامَ ابتـهاجٍ عتـيقٍ ..

 وقـد نتـطاولُ كيـما نـعضّ ثـمارَ السبـبْ

 إنَّـما..

 إذ نسـير إلى همِّـنا..

 يتـقـفَّـعُ جـلدُ الحـياةِ علينا..

 ونـصحو عـلى رَكْلةِ الأسئـله 


3


آخـرُ الـوقـتِ  ..

يـأتي ..

ونحـن عـلى دُكَّـةِ المـوتِ نُحـصي الذي قـد تبـقَّى لـنا فـي جيـوبِ القصـيده.. 

البـلادَ التـي راودتْ فـي الشـوارعِ حِجْـرَ الشعـوبِ..

وذاكـرةً خـبَّات فـي قمـيصِ الضـغينةِ جَـمرَ الكـلامِ ..

                                          ونُحـصي الـعِدا..

قطـعةً..قطـعةً .. فـي العَـماءِ نـرنُّ.. 

                   ولا ..لا صـدى

لا ضجـيجُ ونحـن نُفلِّي القـبورَ.. تُرى أيها لم يَطلها الترحُّمُ والوردُ والبسملاتُ.. ؟

قبورٌ.. قبورٌ..

 كرقطاءَ تسعى..

وكنّا.. وكانت..

وكان الهلاكُ مديدا..

الجمعة، 7 يونيو 2024

الفيلم الصومالي The Village Next to Paradise للمخرج مو هاراوي

 


 

 فيلم The Village Next to Paradise للمخرج مو هاراوي، والذي شهد عرضه العالمي الأول بقسم نظرة ما بمهرجان كان سينما السينما السابعة والسبعين وهو أول فيلم روائي تم تصويره في الصومال يتم اختياره للمهرجان، يحظى بشعبية كبيرة عقب عرضه وااجتاح الإنترنت حيث حصل على إشادات شاملة من جميع أنحاء العالم مكنته من أن يكون على رأس قائمة الأفلام التي يجب مشاهدتها لجميع عشاق السينما.


وتدور أحداث الفيلم في قرية الصومالية، عاصفة، يجب على عائلة أُعيد لم تشملها بالكامل هجوم بين تطلعاتهم المختلفة والمعقدة معهم. الحب والثقة والمرونة ستدعمهم عبر تجارب حياتهم. إن الحب والثقة والمرونة ستمنحهم القوة خلال تجارب حياتهم، حتى في خضم ويلات الحرب الأهلية والوارث الطبيعية.


من بين مراجعات الفيلم والإشادات المتميزة التي تلقيتها الفيلم هي ما كُتب عن كريستوفر فورلياس لموقع Variety “يبدأ المخرج باستكشاف الحياة في البلد الذي تركه وراءه، مستخدمًا السينما لسد متعدد التجارب بين تجارب وطنه والطريقة التي تصورها عدسات أوروبية عن رؤية”

ويقول في مراجعته: “ يقاوم المخرج المبدع في تصوير الصوماليين الذين شاركوا في تصوير لا حول لهم ولا قوة. وبعد هاراوي أكثر بالتحقيق في الروابط الحميمة لوحدته العائلية غير التقليدية ولكن المدخنة، في حين يستكشف كيف يتعامل مع الأشخاص المسؤوليات عن أفعالهم أو يتهربون منها”.


كما شارك فابيان لوميرسيه في موقع Cineuropa بسيناريو هاراوي لفيلم قائلًا “يفرض مو هاراوي حسه الرائع في الخلق صورة سينمائية على حكاية مؤثرة ومقتضبة لأن مصائب الشعب الصومالي وقدرته على الصمود”، ويكمل قائلًا: “الفيلم يحمل وقته ليرسم، من خلال عائلة صغيرة، صورة للصومال حيث ""تقدمة بسيطة للغاية، وماضي ثقيل، تختلف اختلافًا كبيرًا، والمستقبل غامضًا"." وسلطت نيكي بوغان من Screendaily الضوء على “محو الأمية البصرية المحددة” لفيلم التصوير السينمائي المتعدد لمصطفى الكاشف.


كتبت له ليلى موقع لطيف IndieWire تحت عنوان “بداية واعدة”: “لقد أظهر العمل الروائي الطويل الأول لهاراوي بعض الأشياء المثيرة للغاية بالنسبة له وللقصص والمواهب التي لا تعد ولا تحصى التي تقع داخل حدود الصومال”. علاوة على ذلك، وصف الناقد أدهم يوسف من فيلم The Film Verdict بأنه "مذهل بصري ومُروى ببراعة"، بينما أعلن إيوغان لينج من موقع Dmovies ببساطة أنه "دراما مذهلة من الصومال".


ولأنها ثاقبة جاءت من لوفيا جياركي من مجلة هوليود ريبورتر، والتي عقدت التشابه بين كريستيان هراوي وأعمال المخرجين فرانسيسكو غابرييل مارتنز ومحمد صالح هارون، فقد جاءت من لوفيا جياركي. وأشادت جياركي “بالوتيرة البطيئة للفيلم اللطيف على فرقة واحدة” وكذلك كيف “يبني الفيلم حول صراع جيوسياسي الواسع”.


الفيلم من تأليف وإخراج مو هاراوي وهو أول فيلم روائي طويل له مجموعة من الممثلين الصوماليين الناشئين، بما في ذلك أحمد علي فرح، وأحمد محمود صليبان، وأنتاب أحمد إبراهيم. قام ببناء مونتاج فيلم مونتيرة الحالي الشهير جوانا سكرينزي وقام بتصنيع الإنتاج نور عبد القادر.


إنتاج الفيلم إيرلندي مشترك بين شركة فيلم فرايبيوتر في النمسا، وشركة مامال فى الصومال، وشركة كازاك للإنتاج في فرنسا، ونيكو فيلم في ألمانيا. مع شركة Totem للأفلام التي تتولى مبيعات المبيعات الدولية وشركة Jour2Fête التي تتولى التوزيع الدولي، بينما تتولى MAD Distribution التابعة لـ MAD Solutions توزيع التوزيع في العالم العربي..

الفيلم أيضًا يصور مصطفى الكاشف الذي يعد ثاني أفلام الروائية رومنسي له بعد فيلم 19 ب للمخرج أحمد عبد الله السيد والذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة 44 من مهرجان القاهرة حيث شارك في أكتوبر الرسمي بثلاث جوائز، منها جائزة هنري بركات لتحقيق الإنجاز الفني. في التصوير السينمائي، وعاد إلى مهرجان كان السينمائي هذا العام بعد أن أصبح فيلمه الثالث "عيسى" مهرجان المهرجان الفرنسي العام الماضي.

فاز مشروع فيلم The Village Next to Paradise خمس سنوات من خمسة من خمسة صندوق السينما العالمية في مهرجان برلين السينمائي، كما فاز مشروع الفيلم بمنحة ما بعد إنتاج (20 ألف يورو) من ورش أطلس بمهرجان مراكش الدولي للفيلم، وقد عبر المتقدمون عن إعجابهم بالفيلم وأشادو خاص بتصوير فيلم لمصطفى الكاشف.

وثائقي جديد حول قصة الشهيد البطل موريس لابان.. «خالد شنّة» يُخرج «الغُصّة»



تعلن شركة «فوطو ميديا» أن المخرج «خالد شنة» بصدد وضع اللمسات الأخير لـ«الغصة»: فيلمه الوثائقي الجديد، الذي يتناول قصة الشهيد الجزائري «موريس لابان»، ذلك البطل الذي وضع نفسه ـ منذ البداية ـ في خدمة القضية الوطنية مضحيا بحياته من أجلها حتى اللحظة الأخيرة، حين رفع سلاحه ضد المحتل الفرنسي في معركة جرت أطوارها بمنطقة «أورليان فيل» Orléansville «الشلف» حاليا ـ وانتهت باستشهاد «لابان» رفقة أربعة مجاهدين من بينهم المناضل الكبير هنري مايو، يوم 5 جوان 1956،.


ويعد الفيلم السينمائي الوثائقي "الغصة" – سيناريو الكاتب علي مغازي - بمثابة مساءلة حول ملف الذاكرة المطروح بين الجزائر وفرنسا، باعتبار أن «لابان» - المولود يوم 30 أكتوبر 1914، بمدينة بسكرة - يمثل حلقة تقاطع مشتركة، فهو جزائري الروح والهوية والضمير، لكنه بالمقابل فرنسي الأصل، وهذه ـ في حد ذاتها ـ حالة تتطلّب المعالجة من كافة الزوايا وعلى ضوء الزمن الراهن.


هذا الفيلم الذي اختير له اسم «الغُصّة» ـ وهي كلمة تشير إلى حساب الذاكرة الذي بقي عالقا في حلق التاريخ ـ يلخص – في 52 دقيقة - رحلة رجل حر، خاض تجارب بطولية ـ منذ سن الصبا إلى تلك اللحظة التي قرر فيها أن ينضم إلى العمل المسلح ضد الاستعمار ـ وهذه التجارب مكّنته من تحرير ذاته على كل المستويات ليخلص إلى تبني القيم الإنسانية ولو حساب توجهات بني جلدته من الاستعمار الفرنسي.


ويرصد "خالد شنة" - عبر فيلم "الغصة" - تجربة «موريس لابان» إزاء "فلسفة الحرية" التي عاش تحولاتها انطلاقا من ذاته، فقد تحرر ـ لأول مرة ـ من السلطة الأبوية ـ في أبسط مظاهرها ـ حين وقف إلى جانب عمال جزائريين كان يستخدمهم والده Étienne Laban في مزرعته ببسكرة، لقد شجّع الفتى موريس هؤلاء العمال، وقادهم بطريقة ما إلى أن يحتجوا ضد والده من أجل الحصول على المزيد من الحقوق.

هذه الخطوة النضالية مهدت إلى خطوة أعمق حين انخرط الشهيد «موريس لابان» في النضال السياسي ضمن الحزب الشيوعي الجزائري، لكنه سرعان ما تحرر – إيديولوجيا - من أبوة هذا الحزب ليساهم في إعادة تأسيسه بتوجهات جزائرية، والأهم من ذلك أنه تحرر من زيف الأبوة في معناها الأشمل.


لقد أنكر انتماءه إلى الدولة الفرنسية التي مارست جرائمها الاستعمارية ضد الجزائريين محتفظة بشعارها الزائف: Liberté, Egalité, Fraternité (حرية، مساواة، أخوة). لكن «موريس» الذي وضعته سلطة الاحتلال في قائمة الخونة، لم يخن الشعار سالف الذكر بل طبقه على أرض الواقع واستشهد دفاعا عن جوهره، لكن في سبيل حرية الجزائر، وهذا ما سيتناوله فيلم «الغُصّة» بالتفصيل.

 

----------------

✅Un Nouveau Documentaire sur l'Histoire du Martyr Maurice Laban

 Khaled Chenna Réalise "Nœud" 


La société Photo Media annonce que le réalisateur Khaled Chenna est en train de finaliser "Nœud", son nouveau film documentaire retraçant l'histoire du martyr algérien Maurice Laban. Dès le début, Laban a choisi son camp, allant jusqu'à l'ultime combat contre l'occupant français dans la région d'Orléansville (aujourd'hui Chlef), où il trouva la mort aux côtés de quatre combattants, dont le grand militant Henri Maillot, le 5 juin 1956.


Le documentaire "Nœud", scénarisé par l'écrivain Ali Maghazi, explore la problématique de la mémoire partagée entre l'Algérie et la France. Né le 30 octobre 1914 à Biskra, Maurice Laban incarne un point d'intersection significatif. Algérien par son esprit, son identité et sa conscience, mais d'origine française, sa condition requiert un examen approfondi sous tous les angles à la lumière des enjeux contemporains.


"Nœud" — terme symbolisant le dilemme mémoriel non résolu logé dans la gorge de l'histoire — résume en 52 minutes le parcours d'un homme libre. Les expériences héroïques de Maurice Laban, de sa jeunesse à sa décision de rejoindre la lutte armée contre la colonisation, lui ont permis de se libérer à tous les niveaux et d'adopter des valeurs humanistes, même en opposition aux inclinations de ses compatriotes français colonisateurs.


Durant le film, Khaled Chenna tente de saisir l'expérience de Maurice Laban par rapport au "concept de la liberté" qu'il a vécu à travers ses transformations personnelles. Il s'est initialement émancipé de l'autorité paternelle de manière simple en se tenant aux côtés des travailleurs algériens employés par son père, Étienne Laban, dans sa ferme à Biskra. Maurice les a encouragés et, en quelque sorte, les a incités à contester son père pour obtenir davantage de droits. Cette première lutte a ouvert la voie à un engagement plus profond lorsque Maurice Laban a adhéré au Parti Communiste Algérien. Il s'est rapidement émancipé idéologiquement du paternalisme de ce parti, contribuant à sa réforme en y insufflant des orientations algériennes. Plus significativement, il s'est libéré du paternalisme dans son acception la plus étendue.


Maurice Laban a répudié son allégeance à l'État français, responsable de crimes coloniaux contre les Algériens tout en clamant hypocritement le slogan trompeur de Liberté, Égalité, Fraternité. Pourtant, malgré d'être qualifié de traître par le pouvoir colonial, Laban n'a pas trahi ces idéaux, mais les a plutôt incarnés dans la pratique, sacrifiant sa vie pour la liberté de l'Algérie. C'est précisément ce que le documentaire "Nœud" exposera en détail.


✅A New Documentary on the Story of Martyr Maurice Laban 

Khaled Chenna directs ‘Node


 Photo Media has announced that director Khaled Chenna is in the process of finalising ‘Node’, his new documentary film retracing the story of Algerian martyr Maurice Laban. From the outset, Laban chose his side, going all the way to the final battle against the French occupiers in the region of Orléansville (now Chlef), where he was killed alongside four other fighters, including the great activist Henri Maillot, on 5 June 1956. 


The documentary ‘Node’, scripted by writer Ali Maghazi, explores the issue of shared memory between Algeria and France. Born on 30 October 1914 in Biskra, Maurice Laban represents a significant point of intersection. Algerian in spirit, identity and conscience, but of French origin, his condition requires close examination from every angle in the light of contemporary issues. 


‘Node’ - a term symbolising the unresolved memory dilemma lodged in the throat of history - sums up in 52 minutes the journey of a free man. Maurice Laban's heroic experiences, from his youth to his decision to join the armed struggle against colonisation, enabled him to free himself at every level and adopt humanist values, even in opposition to the inclinations of his colonising French compatriots. 


In the film, Khaled Chenna attempts to capture Maurice Laban's experience of the ‘concept of freedom’ that he experienced through his personal transformations. He initially emancipated himself from paternal authority in a simple way by standing alongside the Algerian workers employed by his father, Étienne Laban, on his farm in Biskra. Maurice encouraged them and, in a way, encouraged them to challenge his father for more rights. This initial struggle paved the way for a deeper commitment when Maurice Laban joined the Algerian Communist Party. He quickly became ideologically emancipated from the party's paternalism, contributing to its reform by infusing it with Algerian orientations. More significantly, he freed himself from paternalism in its broadest sense. 


Maurice Laban repudiated his allegiance to the French state, responsible for colonial crimes against Algerians, while hypocritically proclaiming the deceptive slogan Liberté, Égalité, Fraternité. Yet despite being branded a traitor by the colonial powers, Laban did not betray these ideals, but rather embodied them in practice, sacrificing his life for the freedom of Algeria. This is precisely what the documentary ‘Node’ will explore in detail.



الأربعاء، 5 يونيو 2024

وزارة الثقافة والفنون الجزائرية كشفت عن قائمة من 34 مشروعا سينمائيا استفادت من الدعم المالي العمومي



كشفت وزارة الثقافة والفنون الجزائرية، عن قائمة من 34 مشروعا سينمائيا استفاد أصحابها من الدعم المالي العمومي، بعنوان سنة 2024، لتنفيذ أعمالهم السينمائية في صنف الأفلام الطويلة والقصيرة والإعانة الخاصة بالكتابة وكذا الأفلام الوثائقية، وذلك في إطار الاعتمادات المخصصة لإعانة الدولة لترقية الفنون والآداب وطبع ونشر الكتاب والسينما.

وجاء في بيان الوزارة، أنه “مواصلة لتنفيذ سياسة الوزارة المتعلقة بمرافقة أصحاب المشاريع الفنية، ولا سيما السينمائية منها، وهذا عن طريق الاعتمادات المخصصة لإعانة الدولة لترقية الفنون والآداب وطبع ونشر الكتاب والسينما، وبعد دراسة الملفات والمشاريع السينمائية المستلمة من قبل لجنة مستقلة مختصة تم الإعلان عن تشكيلتها سلفا والمكونة من مهنيين وخبراء في مجال السينما، تم انتقاء مجموعة من المشاريع السينمائية وفق معايير وضوابط مدعمة ببطاقات قراءة فنية وتقنية كآلية واضحة في سياسة الدعم المنتهجة من طرف الدولة الجزائرية، بما فيها الإعلان عن المستفيدين من الإعانة”. وتضمنت قائمة المشاريع المستفيدة 34 مشروعا سينمائيا، من بينها 16 مشروعا في صنف الأفلام الطويلة استفادت من مبلغ إجمالي قدره 497.000.000 دج، و8 مشاريع أفلام قصيرة بمبلغ إجمالي قدره 60.500.000 دج، و6 أعمال في فئة الإعانة الخاصة بالكتابة بقيمة 14.300.000 دج، وكذا 4 مشاريع لأفلام وثائقية خصصت لها ميزانية إجمالية قدرت بـ34.000.000 دج، وفق ذات المصدر. كما سيتم الإعلان عن استقبال المشاريع المتعلقة بسنة 2025 بداية من شهر جويلية المقبل، يضيف البيان.

الاثنين، 3 يونيو 2024

مهرجان روتردام للفيلم العربي يسدل الستار عن دورته الـ 24 بإعلان الجوائز


 

اختتم مهرجان روتردام للفيلم العربي فاعليات دورته الـ 24 بإعلان جوائز دورة هذا العام وعرض المهرجان في دورة هذا العام 33 فيلما ضمن برامجه، حيث تميزت هذه الدورة بتركيزها على عرض التنوع والغنى الذي تقدمه السينما العربية من خلال منصة تعبر عن الأحلام والرؤى الاجتماعية والإنسانية للمخرجين العرب سواء من الوطن العربي أو المهجر.


مسابقة الفيلم القصير:

وتم عرض 12 فيلمًا قصيرًا بمسابقة الفيلم القصير، وضمّت لجنة تحكيم المسابقة المخرجة اللبنانية ديانا الحلبي، والفنانة الهولندية المغربية فاطمة خنفور، والمخرج المصري محمد غزالة. 

وحصد الفيلم الأردني "ترويضة" جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان روتردام للفيلم العربي في هولندا بدورته الـ 24، فيما نال الفيلم المصري "عيسى أعدك الجنة" تنويهًا خاصًا من لجنة التحكيم.


مسابقة الفيلم الوثائقي:

تضمنت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية المنتج المصري معتز عبدالوهاب، والإعلامي العراقي ضياء صبحي، والمخرجة الهولندية هستر افرمارس، وحصد فيلم "من عبدول إلى ليلى" جائزة أفضل فيلم وثائقي، كما حصل فيلم "الرقص على حافة البركان" على جائزة أفضل إخراج من إخراج سيريل عريس.


مسابقة الأفلام الطويلة:

وضمت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة الفنانة المصرية بشرى، والفنانة السعودية الشيماء طيب، والفنان الهولندي المغربي المحجوب بنموسى. 

وقد تم منح تنويه خاص للطفل آدم رغال من فيلم "أبي لم يمت"، والطفلة شهد رزاق من فيلم "يومين" للمخرج باسل الخطيب، والممثلة إيمان يوسف بطلة فيلم السوداني "وداعًا جوليا" للمخرج محمد كردفاني.

وذهبت جائزة أفضل فيلم بمسابقة الأفلام الطويلة لفيلم "المابين" من تونس، وتسلمت الجائزة سناء بن شيخ العربي التي شاركت في بطولة الفيلم، وفاز بجائزة أفضل ممثل محمد الدوخي عن دوره في فيلم "مندوب الليل" من السعودية، كما فاز بجائزة أفضل ممثلة عفاف بن محمود عن دورها في فيلم "الكواليس" من المغرب، من إخراج عفاف بن محمود وخليل بن كيران.

وحصد جائزة أفضل سيناريو فيلم "الأستاذ" من فلسطين، للمخرجة فرح نابولسي، وفاز بجائزة أفضل مخرج عادل الفاضلي عن فيلم "أبي لم يمت"، وذهبت جائزة الجمهور لفيلم "الأستاذ" للمخرجة فرح نابولسي.

تكريمات المهرجان:

وكرم مهرجان روتردام للفيلم العربي النجم المصري أحمد حلمي، والذي أهدى تكريمه لفيلم "اللد" الفلسطيني دعمًا لأهل فلسطين، كما قام جمهور أحمد حلمي بإهدائه لوحة مرسومة عليها صورته.

كما كرم روش عبد الفتاح، مدير مهرجان روتردام للفيلم العربي، النجم المصري هشام ماجد في حفل توزيع جوائز الدورة الـ 24 عن مجمل أعماله الكوميدية، مشيرًا إلى الدور التوعوي الذي يقوم به من خلال الكوميديا الهادفة.

وختامًا، يتوجه مهرجان روتردام للفيلم العربي بالشكر لكل من ساهم في إنجاح هذه الدورة، من فنانين ومخرجين ولجان تحكيم وجمهور، على أمل اللقاء في دورات قادمة بمزيد من الإبداع والتميز.

مديح الظل العالي - محمود درويش

 


بحر لأيلول الجديد

خريفنا يدنو من الأبواب

بحرٌ للنشيد المر

لمنتصف النهار

بحرٌ لرايات الحمام

لظلنا ، لسلاحنا الفرديّ

بحرٌ للزمان المستعار

ليديكَ ، كم من موجةٍ سرقت يديك

من الإشارة وانتظاري

ضع شكلنا للبحر

ضع كيس العواصف عند أول صخرةٍ

واحمل فراغكَ … وانكساري

بحرٌ جاهزٌ من أجلنا

دع جسمك الدامي يصفق لخريف المر أجراساً

ستتسع الصحاري عما قليل

حين ينقض الفضاء على خطاك

كنا نقطة التكوين ، كنا وردة السور الطويل وما تبقى من جدار

ماذا تبقى منك غير قصيدة الروح المحلّق في دخان القيامة

وقيامة بعد القيامة

خذ نـُثاري وانتصر في ما يمزق قلبك العاري

ويجعلك انتشارا ً للبذار

قوساً يلّم الأرض من أطرافها

جرساً لما ينساه سكان القيامة من معانيك

انتصــــرْ

إن الصليب مجالك الحيويُّ

مسراك الوحيد من الحصــــار إلى الحصــــــار


بحرٌ لأيلول الجديد . وأنت إيقاع الحديد

تدقُّني سحباً على الصحراء

فلتمطـــــر لأسحب هذه الأرض الصغيرة من إساري

لا شئ يكســـــرنا ، وتنكسر البلاد على أصابعنا كفخارٍ

وينكسر المسدس من تلهفكَ

انتصــــرْ ، هذا الصباح ، ووحد الرايات والامم الحزينة والفصول

كلِّ ما أوتيت من شبق الحياة

بطلقة الطلقات ……. باللاشئ

وحدنــا بمعجزة فلســــــــطينيةٍ

نم يا حبيبي ، ساعةً

لنمر من أحلامك الأولى إلى عطش البحار … إلى البحارِ

نم يا حبيبي ساعة ً

حتى تتوب المجدلية مرة أخرى ، ويتضح انتحاري

نم ، يا حبيبي ، ساعة ً

حتى يعود الروم ، حتى نطرد الحراس عن أسوار قلعتنا

وتنكســــــر الصــــــواري

كي نصفق لاغتصاب نسائنا في شارع الشرف التجاري

نم يا حبيبي ساعة ً حتى نموت

هي ساعة للانهيار

هي ساعة لوضوحنا

هي ساعة لغموض ميلاد النهار


كم كنت وحــــدك ، يا ابن أمّي

يا ابن أكثر من أبي

كم كنت وحـــــدكْ


القمح مـرٌّ في حقول الآخرين

والماء مالح ، والغيــم فولاذ ٌ

وهذا النجم جارح

وعليك أن تحيــــا وأن تحيــــــا

وأن تعطي مقابل حبـّة الزيتون جلدك


كم كنت وحــــــــدك

لاشيء يكسرنا ، فلا تغرق تماما

في ما تبقى من دم ٍ فينا

لنذهب داخل الروح المحاصر بالتشابه و اليتامى

يا ابن الهواء الصلبِ ، يا ابن اللفظة الأولى على الجزر القديمة

يا ابن السيدة البحيرات البعيدة

يا ابن من يحمي القدامى …. من خطيئتهم

ويطبع فوق وجه الصخر برقا ً أو حماما

لحمي على الحيطان لحمك ، يا ابن أمي

جسد ٌ لأضراب الظلال

وعليك أن تمشي بلا طر ُق ٍ

وراء ٌ ، أو أماما ً ، أو جنوبا ً أو شمال


وتحرّك الخطوات بالميزان

حين يشــاء من وهبوك قيدك

ليزينوك ويأخذوك إلى المعارض كي يرى الزوار مجدك


كم كنت وحـــــــــــــــــــــدك !

كم كنت وحـــــــــــــــــــــدك !


هي هجرة أخرى


فلا تكتب وصيتك الأخيرة والسلاما


سقط السقوطُ ، وأنت تعلو


فكرة ً


ويدا ً


و … شاما !


لا بر ّ إلا ســــــــــــــــــاعداك


لا بحر إلا الغامض الكحلي ّ فيك


فتقمص الأشياء كي تتقمص الأشياء خطوتك الحراما


واسحب ظلالك من بلاط الحاكم العربي ّ


حتى لا يعلقها وساما


واكسر ظلالك كلها كيلا يمدوها بساطا ً أو ظلاما


كسروكَ ، كم كسروك كي يقفوا على ساقيك عرشا


وتقاسموك وأنكروك وخبـّأوك وأنشأوا ليديك جيشا


حطـّوك في حجر ٍ .. وقالوا : لا تســلـّم


ورموك في بئــر ٍ .. وقالوا : لا تســلـّم


وأطلت حربك َ ، يا ابن أمي


ألــف عام ٍ ألــف عام ٍ ألــــف عام ٍ في النهار


فأنكروك لأنهم لا يعرفون سوى الخطابة ِ والفرار ِ


هم يســـــــرقون الآن جلدك


فاحـذر ملامحهم ….. وغمدك


كم كنت وحدك ِ ، يا ابن أمي


يا ابن اكثر من أبٍ


كم كنت وحــدك !


والآن ، والأشياء سيدة ٌ ، وهذا الصمت عال ٍ كالذبابه


هل ندرك المجهول فينا ؟ هل نغني مثلما كنا نغني ؟


سقطت قلاع قبل هذا اليوم ، لكن الهواء الآن حامض


وحدي أدافع عن هواء ٍ ليس لي


وحدي أدافع عن هواء ٍ ليس لي


وحدي على سطح المدينة واقف ٌ


أيوب مات ، وماتت ِ العنقاء ُ ‘ وانصرف َ الصحابة


وحـــدي . أراود نفسي َ الثكلى فتأبى أن تســاعدني على نفسي


ووحـــدي …. كنت وحدي


عندما قاومت وحــدي … وحدة الروح الأخيــرة


لا تذكر الموتى ، فقد ماتوا فرادى أو .. عواصــم


سأراك في قلبي غدا ً ، سأراك في قلبي


وأجهش يا ابن أمي باللغة


لغـة ٍ تفتـش عن بنيها ، عن أراضيها وراويهـا


تموت ككل من فيها ، وترمى في المعاجم


هي آخـر النخل الهزيل وساعة ُ الصحراء ِ


آخـر ما يدل على البقايا


كـانــــوا ! ولكن كنت وحدك


كم كنت وحدك تنتمي لقصيدتي ، وتمد ّ زنـدك


كي تحوّلها سلالم ، أو بلادا ً ، أو خواتـم


كم كنت وحدك يا ابن أمي


يا ابن أكثر من أبٍ


كم كنت وحــــدك !


والآن ، والأشياء سيـّدة ٌ ، وهذا الصمت يأتينا سهاما ً


هل ندرك المجهول فينا . هل نغني مثلما كنا نغني ؟


آه ، يا دمنا الفضيحة ، هل ستأتيهم غماما


هذه أمم تمر ُّ وتطبخ الأزهار في دمنا …. وتزداد انقساما


هذه أمم تفتــّش عن إجازاتها من الجَمـَل المزخرف ِ


هذه الصحـــــــــــــــــراء تكبر من حولنــــا


صحراء من كل الجهـات


صحــراء تأتينا لتلتهم القصيدة والحســاما


هل نختفي فيما يفسـّـرُنا ويشبهنا


وهل .. هل نستطيع الموت في ميلادنا الكحلي ّ


أم:


نحتل مئذنة ونعلن في القبائل أن يثرب أجرت قرآنها ليهود خيبر ؟


الله أكـبــر


هـذه آياتنا ، فأقرأ


باســم الفـــــدائي الذي خلقا


من جزمة أُفـُقا


باسم الفــــدائي الذي يــرحل


من وقتــكم .. نداه الأول


الأول .. الأول


ســــندمر الهيـــكل …. ســــندمر الهيـــكل


أشــلاؤنا أســماؤنا . لا … لا مفـر ُّ


ســــقط القناع عن القناع عن القناع


ســـقط القنـاع


لا إخـوة ٌ لك يا أخي ، لا أصدقاء ُ يا صديقي ، لاقــلاع


لا الماء عنـدك َ ، لا الدواء ولا الســماء ولا الدمــاء ُ ولا الشـــراع


ولا الأمـــام ولا الــــوراء


حاصـــــــــــر حصارك َ ….. لا مفـر ُّ


سقطت ذراعك فالتقطها


واضــرب عدوك .. لا مفر ُّ


وسقطت قربك ، فالتقطني


واضرب عدوك بي .. فأنت الآن حــر ُّ


حــــر ٌّ …… وحــــر ُّ


قتلاك أو جرحاك فيك ذخيرة ٌ


فاضرب بها . اضرب عدوك .. لا مفرُّ


أشـــلاؤنا أسماؤنا


حاصـر حصـارك بالجنون ِ …. وبالجنون ِ ….. وبالجنون ْ


ذهب الذين تحبهم ذهبوا


فإما أن تكون أو لا تكون


ســــقط القناع عن القناع عن القناع


ســـقط القنـاع


ولا أحد ْ


إلاك في هذا المدى المفتوح للأعداء والنسيان


فاجعل كل ّ متراس ٍ بلد


لا ……… لا أحـــد ْ


سقط القناع :


عرب ٌ أطاعوا رومهم


عربٌ وباعوا روحهم


عرب ٌ…. وضاعوا


والله غمـّس باسمك البحري أسبوع الولادة واستراح إلى الأبد


كـُن أنت َ. كـن حتى يكـــون !


لا ……… لا أحـــد ْ


هل أنا ألف ٌ ، وباء ٌ للكتابة أم لتفجير الهياكل ؟


كم سنه كنا معا ً طوق النجاة لقارة محمولة ٍ فوق السراب


ودفتر الإعراب ؟


كم عرب ٌ أتوك ليصبحوا غربا ً


وكم غربٌ أتاكِ ليدخل الإسلام من باب الصلاة على النبي ِّ


وسنِّة النفط المقدّس ؟ كم سنة


وأنا أصدِّق أن لي أمما ً ستتبعني


وأنكِ تكذبين على الطبيعة والمسدَّس. كم سنة ، !


من تزوجني ضفائرنا لأشنق رغبتي وأموت كالأمم القديمة


كم سنه أغريتني بالمشي نحو بلادي الأولى


وبالطيران تحت سمائي الأولى


وباسمك كنت أرفع خيمتي للهاربين من التجارة والدعارة والحضارة


كم سنة كنا نرش على ضحايانا كلام البرق :


بعد هنيهة ٍ سنكون ما كنا وما سنكون


إما أن نكون نهارك العالي …. وإما أن نعود إلى البحيرات القديمة


كم سنة لم تسمعيني جيدا ً . لم تردعيني جيدا ً


لم تحرميني من فواكهك الجميلة


لم تقولي:


حين يبتســـم المخيم تعبس المدن الكبيرة !!


كم سنه


قلنا معـا ً: أنا لا أشاء ، ولا تشائين . اتفقنا . كلنـّا في البحر مـاء


كم سـنه كانت تنظـّمنا يد ُ الفوضـى


تعبنا من نظام الغاز


من مطر الأنابيب الرتيب


ومن صعود الكهرباء إلى الغرف


حريتي فوضاي . إني أعترف


وسأعترف بجميع أخطائي ، وما أترف الفؤاد من الأماني


ليس من حق العصافير الغناء على سرير النائمين


والإيديولوجيا مهنة البوليس في الدول القوية


من نظام الرق ّ في روما


إلى منع الكحول وآفة الأحزاب في ليبيا الحديثة


كم سنه


نحن البداية والبداية والبداية .كم سنة


كنا هناك . ومن هنا ستهاجر العرب ُ


لعقيدة ٍ أخرى وتغترب ُ


قصب هياكلنا


وعروشنا قصب ُ


في كل مئذنة ٍ


حاو ٍ ، ومغتصب ُ


يدعو لأندلس


إن حوصرت حلب ُ


بيروت … فجرا ً


يطلق البحر الرصاص على النوافذ


يفتح العصفور أغنية ً مبكرة ً


يطيـّر ُ جارنا رف ّض الحمام إلى الدخان


يموت من لا يستطيع الركض في الطرقات


قلبي قطعة من برتقال يابس


أهدي إلى جاري الجريدة كي يفتش عن أقاربه ……. أعزيه غدا ً


أمشي لأبحث عن كنوز الماء في قبو البناية


يدخل الطيران أفكاري ويقصفها


فيقتل تسع عشرة طفلة


يتوقف العصفور عن إنشاده


والموت يأتينا بكل سلاحه الجوي ّ والبري ّ والبحري ّ


ألـــــــف قذيفة أخرى …. ولا يتقدم الأعداء شبراً واحدا ً


ما زلت حيا ً – ألف شكر ٍ للمصادفة السعيدة


يبذل الرؤساء جهدا ً عند أمريكا لتفرج عن مياه الشرب


كيف سنغسل الموتى ؟


ويسأل صاحبي : وإذا استجابت للضغوط فهل سيسفر موتنا عن


دولة ٍ …… أم خيمـة ٍ ؟


قلت : انتظر ! لا فرق بين الرايتين


قلت : انتظر حتى تصب الطائرات جحيمها !


بيروت ….. ظهرا ً


يستمر الفجر ُ منذ الفجر


تنكسر السماء على رغيف الخبز


ينكسر الهواء ُ على روؤس الناس ِ من عبء الدخان


ولا جديد لدى العروبة !!


بعد شهر يلتقي كل ُّ الملوك بكل أنواع الملوك


من العقيد إلى الشهيد ، ليبحثوا خطر اليهود على وجود الله


أما الآن فالأحوال هادئة تماما ً مثلما كانت


والموت يأتينا بكل سلاحه الجوي والبري والبحري


مليون انفجار في المدينة


هيروشيما هيروشيما


وحدنا نصغي إلى رعد الحجارة


وحدنا نصغي لما في الروح من عبث ٍ ومن جدوى


وأمريكا على الأسوار تهدي كل طفل لعبة للموت عنقودية


يا هيروشيما العاشق العربي


أمريكا هي الطــــاعون ، والطـــــــاعون أمريكا


نعسنا . أيقظتنا الطائرات وصوت أمريكا


وأمريكا لأمريكا


وهذا الأفق اسمنت ٌ لوحش ِ الجو


نفتح ُ علبة َ السردين ، تقصفها المدافع ُ


نحتمي بستارة الشباك ، تهتز البناية


تقفز الأبواب


أمريكا وراء الباب


أمريكا


بيروت …… ليلا ً


يخرج الشهداء من أشجارهم ، يتفقدون صغارهم


يتجولون على السواحل ، يرصدون الحلم والرؤيا


يغطون السماء بفائض الألوان ، يفترشون موقعهم


يسـمـّون الجزيرة ، يغسلون الماء ، ثم يطرزون حصارنا


قططـــا ً …. ونخلا


وحدنــــا ، والله فينا وحدنــــا


الله فينا قد تجلى !


….أمس ِ – الآن َ – بعد َ غد ٍ


نشيد ٌ للخريف


صور لما بعد النهار


وظلال امرأة ٍ غريبة


وطني حقيبه


وحقيبتي وطني


ولكن …. لا رصيف ولا جدار


لا أرض تحتي كي أموت كما أشاء


ولا سماء حولي لأثقبها وأدخل في خيام الأنبياء


ظهري إلى الحائط


الحائط / الساقط !


وطني حقيبه


وحقيبتي وطن الغجر


شعب ٌ يخيـّم ُ في الأغاني والدخان


شعبٌ يفتش ُعن مكان


بين الشظايا والمطر


وجهي على الزهرة


الزهرة / الجمرة


وطني حقيبه


في الليل أفرشها سريرا ً


وأنام فيها


أخدع الفتيات فيها


أدفن الأحباب فيها


أرتضيها لي مصيرا ً


وأموت فيها


كفـِّي على النجمة


النجمة / الخيمه


وطني حقيبه


من جلد أحبابي


وأندلس القريبة


وطني على كتفي


بقايا الأرض في جسد العروبة







الأحد، 2 يونيو 2024

عرض فيلم التحريك ثلاثي الأبعاد "الساقية" حول أحداث ساقية سيدي يوسف بالجزائر العاصمة



عرض فيلم التحريك ثلاثي الأبعاد "الساقية" حول أحداث ساقية سيدي يوسف بالجزائر العاصمة

الجزائر - تم يوم السبت بالجزائر العاصمة تقديم العرض الشرفي الأول في الجزائر لفيلم التحريك ثلاثي الأبعاد "الساقية" للمخرج نوفل كلاش والذي يتطرق لأحداث ساقية سيدي يوسف التي راح ضحيتها العشرات من الشهداء الجزائريين والتونسيين, وهو عمل جديد يندد بالجرائم الوحشية للمستعمر الفرنسي.

ويتناول هذا الفيلم, الذي حضر عرضه وزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة, قصة عائلة جزائرية من سوق اهراس بأقصى الشرق الجزائري تضطرها حرب التحرير لأن تلجأ إلى قرية تونسية على الحدود مع الجزائر, غير أنه بعد معركة جبل "الواسطة" التي جرت أحداثها في 11 يناير 1958 والتي تكبد فيها المستعمر خسائر كبيرة يقرر هذا الأخير الانتقام من المدنيين العزل.

وقد اختار المستعمر قرية تونسية عند ساقية سيدي يوسف, على الطريق بين سوق اهراس ومدينة الكاف التونسية, تحتضن الكثير من اللاجئين الجزائريين من العائلات الفارة من همجيته, ليقوم بقنبلتها بالطائرات الحربية في 8 فبراير من نفس العام دون تمييز بين الصغير والكبير ما أدى لاستشهاد العشرات من الجزائريين والتونسيين, أكثرهم من الأطفال والنساء.

وفي قالب يجمع بين التخييل والواقع تبدأ قصة هذا "الأنيميشن" من لجوء عائلة "الطيب", وهو مجاهد شجاع شارك في معركة جبل "الواسطة", إلى قرية ساقية سيدي يوسف, وهم كل من زوجته المريضة وإبنه "عمار" ووالد زوجته الشيخ الطاعن في السن, فيعيش ثلاثتهم بمنزل ريفي يتلقون فيه الدعم من عائلة تونسية فقيرة يصبح إبنها "منصف" صديقا حميما لابنهم "عمار".

وتستمر أحداث الفيلم تباعا إذ يتوفى والد "عمار" نتيجة إصابته في معركة جبل "الواسطة" لتكون بعدها نهاية القصة بمشاهد قنبلة القرية من طرف طائرات المستعمر والتي لم ينجو منها إلا القليل, من بينهم جد "عمار" والطفل التونسي "منصف", ليعودا معا بعد الاستقلال إلى الجزائر ويعيشا فيها.

وتميز العمل بتسلسل مشوق للأحداث, وبنوعية جيدة فيما يخص الصورة, وأيضا بموسيقاه الحزينة التي وقعها أحمد فيرود والتي أعطت له طابعا عاطفيا جدا, كما اعتمد الفيلم على لهجة ولاية سوق اهراس لإعطاء صبغة واقعية له, وقد شارك في أداء أصواته كل من عبد الباسط بن خليفة (في دور الجد) ويسرى منار (في دور عمار) وإيناس منار (في دور منصف) وآخرين.

وإضافة إلى إبراز صور التضامن والتلاحم بين الشعبين الشقيقين, الجزائري والتونسي, اللذين واجها معا آلة الدمار الفرنسية, إيمانا منهما بوحدة المصير والدماء, فإن هذا العمل الطويل (72 دقيقة) يسلط الضوء أيضا على نضال سكان الأرياف الذين تحملوا همجية المستعمر طيلة سنوات حرب التحرير.

وقال وزير المجاهدين وذوي الحقوق, عقب العرض, أن العمل كان "مميزا وراقيا ومبدعا", وهو "يدخل في حقل الاعتناء بتاريخنا وذاكرتنا الوطنية", مضيفا أن أحداث ساقية سيدي يوسف التي "امتزجت فيها الدماء الجزائرية والتونسية صارت منطلقا تاريخيا نحو علاقات أبدية بين البلدين الجارين" الجزائر وتونس.

وأضاف الوزير أنه "من الجميل أن تستخدم وتطوع التكنولوجيات الحديثة في تجسيد هذه الأحداث, بأنامل شبابية جزائرية", لافتا إلى أن هذا العمل "سيفتح الباب لإنجاز مثل هكذا أفلام مطولة, وهو مجال خصب يجب الاستثمار فيه خصوصا أنه يستجيب لتطلعات الشباب", ومؤكدا في نفس الوقت على أنه "لابد من تطويع كل الوسائل" من أجل "إيصال رسالة المجاهدين والشهداء" وكذا "تقوية الروح الوطنية, روح العطاء والبذل من أجل الوطن, لدى الأطفال والناشئة والشباب".

واعتبر من جهته, كاتب سيناريو هذا العمل, الطيب توهامي, وهو أيضا منتج ومنفذ الفيلم, أن هذا الأخير هو "أول فيلم حربي أنيميشن ثلاثي الأبعاد على المستوى الوطني والعربي", على حد قوله, مضيفا أنه "يسلط الضوء خصوصا على معاناة الأطفال الجزائريين الذين كانوا أول ضحايا وحشيته".

أما المخرج, نوفل كلاش, فقد أشار إلى أن إنجاز فيلم تحريك حول التاريخ الجزائري "يدخل أيضا في إطار ثقافة صنع أفلام التحريك التي صار يبدع فيها الشباب الجزائري اليوم, فأردنا بذلك مخاطبته بلغته, لغة التكنولوجيات التي يفهمها", مضيفا أن "إخراج فيلم تحريك وعلى عكس الفيلم الكلاسيكي يتطلب إدراكا بمبادئ هذه التكنولوجيات الجديدة".

وتم عرض "الساقية", الذي أنتج في 2024 من طرف وزارة المجاهدين وذوي الحقوق وبمساهمة من وزارة الثقافة والفنون, في إطار إحياء اليوم العالمي للطفولة الموافق ل1 يونيو من كل عام, وقد تم عرضه سابقا في 8 فبراير الماضي بساقية سيدي يوسف تخليدا لذكرى هذه الأحداث