تونس ـ
"حل الثنية" (افتح الطريق) هو شعار الدورة الـ33 لأيام قرطاج السينمائية التي فتحت أبوابها لـ72 بلدا بينها 17 دولة عربية و23 أفريقية، واجتمع نجوم ورواد الفن السابع من جنسيات مختلفة على السجادة الحمراء لمدينة الثقافة في حفل افتتاح المهرجان، الذي انطلق أمس السبت ويستمر حتى الخامس من الشهر المقبل.
افتتح المهرجان بعرض أول للفيلم الروائي الوثائقي "فاطمة السلطانة التي لا تنسى" للمخرج محمد عبد الرحمان تازي، ويتحدث عن مسار الكاتبة وعالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي، التي حضرت من السعودية ضيف شرف في المهرجان.
وحضرت المهرجان الممثلة المصرية هالة صدقي لأول مرة ضيفة لدورة هذا العام، وقالت : "هذه أول مرة أشارك في هذا المهرجان العريق وهو شيء غريب، لكن الجميل أنني حضرت ليس فقط ضيفة بل للتكريم، وهو ما عوضني عن السنوات التي كنت فيها غائبة".
ووسط ترحيب واحتفاء إعلامي كبير، سطع نجم الفنانة السورية القديرة منى واصف في حفل الافتتاح، التي قالت إن "حبها لعملها هو سر حب الناس لها وإن التقدم في السن لم يكن عائقا أمام مواصلتي مشواري الفني بحرفية".
وحضرت الفنانة السورية شكران مرتجى لأول مرة المهرجان ضيفة للدورة الـ33، والتي أكدت سعادتها بالاستضافة وسط نجوم كبار من العالم العربي والعالم.
وعن توقعات دورة هذا العام، قال الممثل التونسي مهذب الرميلي إنها يجب أن تكون وفية لعراقة أيام قرطاج السينمائية وتقدم صورة إيجابية عن تونس بأهداف واضحة وليس لأنها عادة تقام كل سنة عندما يحين موعدها.
وللمرأة نصيب الأسد في هذه الدورة التي تترأسها امرأة، فقد خصص لها ركن في القسم الجديد "رؤى متوسطية" بعنوان "رؤى متقاطعة لصانعات الأفلام من الجنوب والشمال حول المنفى والهجرة واللاجئين".
ويضم هذا البرنامج أفلاما مختارة لم تعرض من قبل لست مخرجات نساء من شمال وجنوب المتوسط، وهن مخرجات يحملن نظرة مختلفة حول قصص الهجرة، ويسلطن الضوء على قضايا اجتماعية هامة.
كما وضع المهرجان تجربة مخرجات إسبانيات تحت المجهر، وإبراز دور المرأة والتزامها وإبداعها في الفن السابع.
وفي جديد دورة هذا العام، أطلق أسبوع النقاد، وهو قسم جديد يحتفي من خلاله المهرجان بالمخرجين الشبان وأعمالهم الروائية الأولى والثانية من خلال عرض 7 أفلام.
وقال الناقد السنغالي ثييرنو إبراهيما إنه من الجيد جداً تخصيص أسبوع كامل للنقاد في هذا المهرجان، فالنقد السينمائي مهم جدا لأن الجميع يبحث عن المعلومة التي تخص المخرجين والأفلام على السواء.
ولم يتخل مهرجان قرطاج السينمائي عن التزامه بدعم القضايا العربية والعالمية العادلة، إذ خصص جزءا من فعالياته للقضية الفلسطينية، وهو عبارة عن أفلام تتناول الحقّ الفلسطيني، يعود إنتاج بعضها إلى أواخر ستينيات القرن الماضي، وأخرى تمت رقمنتها، إضافة إلى مجموعة هامة من الأفلام الكلاسيكية لمخرجين فلسطينيين وعرب، بينهم ميشال خلايفي وشوقي الماجري وقيس الزبيدي ومي المصري وقاسم حول وبرهان علوية وجوسلين صعب ورشيد مشهراوي.
ويشارك المخرج الفلسطيني بلال الخطيب بفيلم "فلسطين 87" في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، ويروي الخطيب من خلال الفيلم قصة عن الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، حيث ينتصر الحب على كل شيء في أصعب الأوقات وأغرب الأماكن ويجد طريقه إلى قلبي عاطف ومريم بطلي الفيلم.
وألقت وزيرة الشؤون الثقافية التونسية كلمة خلال حفل الافتتاح، مؤكدة على هدف المهرجان بتكريس الانفتاح على الآخر وتبادل الثقافات بين الشعوب، وقالت "اخترنا شعار هذا العام (حل الثنية أو افتح الطريق) لفتح المعابر وإزالة الحدود والانطلاق نحو الآفاق الرحبة للتبادل والتلاقي من أجل الإبداع الخلاق".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق