الأربعاء، 25 سبتمبر 2019

عرض الفيلم الوثائقي "نار" لمريم عاشور بوعكاز في سنيماتيك بجاية


نال الفيلم الوثائقي الجديد "نار" لمريم عاشور بوعكاز الذي تم عرضه بمتحف سينما (سينماتيك) ولاية بجاية اعجاب الجمهور . و تم عرضه في اطار الطبعة ال17 للقاءات السينمائية لبجاية. و تعبيرا عن تأثرها الشديد بالترحيب الذي ناله فيلمها، صرحت مريم عاشور بوعكاز قائلة "شكرا شكرا و الف شكر. حقيقة لم اكن ارتقب ان ينال عملي مثل هذا الاستقبال و الترحيب". و تفاعل الجمهور الحاضر كثيرا مع قوة الشهادات المستقاة و نوعيتها و كذا سدادتها التي فسرت دون تصنع هذه الافعال (الانتحار حرقا) و اسبابها و المعاناة العائلية الناجمة عنها. دون ان تقدم دروسا و لا ان تعتمد اسلوب السرد، اعطت بوعكاز الذي كان ظهورها محتشما في الفيلم الحرية المطلقة لمتحدثيها لاسيما الناجين من محاولات الانتحار حرقا و اقارب الضحايا المتوفين حتى يعبروا عن معاناتهم و ماساتهم و كانت شهاداتهم قوية و مؤثرة لدرجة تقشعر لها الابدان. و يتطرق الفيلم الى احدى الحالات لشاب في جيجل انتحر حرقا سنة 2004 وسط مكان عام بقيت صورة انتحاره عالقة في الاذهان و انطلقت اثر هذه الحادثة اعمال شغب. و بعدها، زاد الوضع تعقدا . و لم يقدم الفيلم الوثائقي احصائيات حول هذه الظاهرة لكنه صور بعض الناجين منها بمنطقة قسنطينة الذين اشاروا جميعهم الى صعوبة الظروف المعيشية التي كانوا يمرون بها انذاك. و كان رب عائلة و هو اب لابنة معاقة قد مر بهذه التجربة الاليمة حيث القى البنزين على جسده و جسد ابنته قبل ان يشعل ولاعته في بهو وكالة بنكية. و كانت عملية انقاذه من قبل الزبائن المتواجدين بالبنك معجزة. و صرح بعدها متاثرا "كنت دون عمل و لا سكن و لي ابنة مقعدة لا يمكنني التكفل بها. كنت اعاني الكثير" مضيفا انه حصوله فيما بعد على سكن "اعاد الامل اليه". و اضاف مبتسما "و كاني ولدت من جديد".و استطاع هذا الرجل النجاة هو و اخرون غير ان العديد من الشباب يعانون من ظروف معيشة قاسية مماثلة لا يزالوا يقاسون الويلات لانه لا مستقبل و افاق امامهم و لا يزالون رهينة للبطالة و الفقر. لا يكسرون الرتابة التي تسود حياتهم الا بالجلوس في المقاهي او بالذهاب الى الملاعب و لا يحلمون الا بالحرقة (الهجرة السرية) التي تعد شكلا اخر من اشكال الانتحار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق