ووري الثرى الاربعاء
المخرج السينمائي موسى حداد بالجزائر العاصمة عن عمر ناهز 81 سنة بعد مسار طويل جعل
منه أحد ابرز الاسماء السينمائية في الجزائر. وترك المخرج الكثير من الأعمال شاهدة على موهبته السينمائية ورؤيته المختلفة
للعالم , وارتباطه الوثيق بلغة الصورة التي بدأ يتعامل بها قبل استقلال الجزائر .
ولد موسى حداد سنة
1937 بالجزائر العاصمة وأمضى سنوات عمره منذ مطلع شبابه في صناعة الافلام. وعرف الراحل
بمساهمته في الحياة السينمائية الجزائرية منذ الاستقلال من خلال مشاركته كمخرج مساعد
في فيلم "معركة الجزائر" (1967) إلى جانب المخرج الإيطالي جيلو بونتيكورفو. وهو الفيلم الذي يعد بمثابة شهادة
ميلاد لمخرج له قراءته للمجتمع الجزائري وارتباطه الوثيق بقضاياه, وحتى وان كان طرح
حداد رمزيا ومفتوحا على التأويل إلا انه كان يحظى بالتفاف الجمهور في كل مرة ويحقق
المتعة المنشودة. يعتبر فيلم "عطلة المفتش الطاهر" (1972) أحد أبرز الافلام في
تاريخ السينما الجزائرية وفي فيلموغرافيا موسى حداد. ناقش فيلم عطلة المفتش الطاهر أكثر من مسالة في الوقت ذاته فهو فيلم بوليسي
فكاهي رمزي, شارك في بطولته الراحلين حاج عبد الرحمان ويحي بن مبروك, يتناول موضوع
الجريمة ويمتد ليفتح المجال لحضور تونسي. أم تراكي هي سيدة تونسية، تقوم بدعوة كل من المفتش
الطاهر "حاج عبد الرحمن " ومساعده " يحيى بن مبروك " لقضاء عطلتهما في تونس وقبل مغادرة الجزائر، يركبان
سفينة سياحية جزائرية، وفوقها يتم ارتكاب جريمة، وعليهما التحقيق فيها، تمتد الجريمة
إلى تونس، وهناك يلتقيان مع أم تراكي وعائلتها وتتوالى الأحداث. جاء فيلم عطلة المفتش
الطاهر عقب الفيلم الاول "المفتش الطاهر" سنة 1967, أين التقت عبقرية حاج
عبد الرحمان وموسى حداد لبعث شخصية المفتش الطاهر التي رافقت حاج عبد الرحمان في السينما
وخارجها إلى غاية رحيلهّ, وهي واحدة من أبرز الشخصيات السينمائية في الجزائر. في سنة 1975 يستعيد موسى حداد
ذاكرة التحرير وآلام التحرر عبر فيلمه "اولاد نوفمبر" الذي شكل لحظة فارقة
في ذاكرة أجيال الاستقلال, وهو الفيلم الذي أبرز مشاركة كل فئات المجتمع الجزائري في
معركة التحرر, حيث يقوم الطفل مراد بالمستحيل ليوصل رسالة إلى المجاهدين بينما تلاحقه
الشرطة الفرنسية. واصل الراحل في خط احياء حالة التحرير واسترجاعها عبر فيلمي "حسان
تيرو في الجبل"(1978) و"تحرير" (1982).
في سنة 1999 قدم
الفقيد فيلمه "صنع في" الذي انتج في فترة حرجة واقترح نموذجا مختلفا يمزج
بين الحركة والحلم وحظي باهتمام الجمهور.واصل موسى حداد عطاءه لينتج ويخرج فيلمه
"حراقة بلوز" (2012) وهو فيلم جارى الواقع الجزائري واقترب منه أكثر, حيث
تناول موضوع الهجرة غير الشرعية "الحرقة" ليثبت ارتباطه بالمجتمع وقراءته
الواعية لقضاياه. وقد كرم الراحل عن مشواره ومساره الحافل في شهر ديسمبر الماضي من قبل حلقة
قدماء الإعلام والثقافة بمناسبة عيد ميلاده الواحد والثمانين حيث عرضت بعض اعماله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق