منذ أن أعلن المخرج أوليفييه دهان، نيته نقل حياة الوزيرة الفرنسية السّابقة سيمون فاي إلى الشّاشة، ومنافسة خفيّة تدور بين الممثلات الفرنسيات للفوز بالدور الرّئيس في الفيلم. وكانت فاي، التي رحلت في الربيع الماضي عن 89 سنة، واحدة من أكثر الشّخصيات شعبيةً وتقديراً في فرنسا. وقد أقيمت لها جنازة وطنيّة، ونُقلت رفاتها ورفات زوجها إلى مقبرة العظماء في صرح "البانتيون" في باريس.
وبعد مشاورات عدّة، وقع اختيار دهان على النجمة إلزا زلبرشتاين، باعتبارها تجمع الجمال الذي تمتعت به فاي إلى جانب دفء الشّخصية وصلابتها. كما سيتشارك المخرج مع الصّحافية فانيسا شنيدر في كتابة سيناريو الفيلم. وتعمل شنيدر محرّرة في المجلة الأسبوعية الملحقة بصحيفة "اللوموند"، كما تقدم برامج إذاعية وتلفزيونية، لذلك ستقوم، أيضاً، بمهمة المستشارة السياسية للفيلم.
ولم يكشف المخرج عمّا إذا كان الفيلم سيتناول سيرة سيمون فاي بكاملها وبكل أحداثها الغنيّة، أم سيركّز على محطات معينة منها. فهي كانت، في فترة مبكّرة من حياتها، إحدى النّاجيات من معسكرات الاعتقال النازية خلال الحرب العالمية الثانية. من ثمّ تزوّجت ولزمت المنزل وولدت ثلاثة أبناء قبل أن تعود للدراسة، وتحصل على شهادة في القانون. وفي عهد الرئيس جيسكار ديستان أصبحت وزيرة للصّحة. واشتهرت بوقوفها وراء القانون الذي سمح بالإجهاض في فرنسا عام 1975. كما شغلت مقعداً نيابياً في البرلمان الأوروبي قبل أن تصبح رئيسة له.
وأغوت شخصية سيمون فاي المخرجين والمؤلفين. وسبق للمثلة ماريانا فويس أن جسّدتها في فيلم قصير عام 2006، بعنوان "الرجال سيتذكرون". كما أدّت الممثلة إيمانويل دوفوس دور الوزيرة السّابقة في فيلم تلفزيوني بعنوان "القانون" عام 2014، لكنّها المرة الأولى التي تتناول فيها السينما حياة سيمون فاي في فيلم روائي طويل. وهو ثالث فيلم للمخرج أوليفييه دهان الذي يتناول سيرة شخصية نسائية لعبت دوراً في التاريخ الفرنسي، بعد فيلمه الشهير "الطفلة" عن المغنية إديت بياف. ونالت الممثلة ماريون كوتيار "الأوسكار" عن أدائها دور البطولة فيه. وكذلك فيلم "غريس دو موناكو" عن نجمة هوليوود الأميركية غريس كيلي التي أصبحت أميرة لموناكو، وأدت الدور نيكول كيدمان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق