تثير فكرة تقدمت بها الحكومة بحظر السجائر في الأعمال السينمائية الفرنسية “للانتهاء من تطبيع صورة التبغ في المجتمع” انتقادات لاذعة؛ إذ يرى محبون للفن السابع فيها خطوة عبثية غير قابلة للتطبيق. هل يشكل إشعال ممثل أو ممثلة لسيجارة في فيلم “تشجيعا ثقافيا على التدخين” أو “إعلانا محورا لاستهلاك التبغ؟”.
الجواب عن هذا السؤال هو نعم، بحسب عضو مجلس الشيوخ الفرنسي نادين غروليه- سيرتونيه التي صادقت الخميس الماضي، في المجلس، مشروعا يقضي بالزيادة التدريجية لسعر علبة السجائر الى 10 يورو بحلول نهاية سنة 2020 في فرنسا.
وقالت هذه العضو في مجلس الشيوخ “إن 70 % من الأفلام الفرنسية الجديدة صورت على الأقل مرة واحدة شخصا يدخن. هذا يعطي انطباعا بأن التدخين أمر عادي لا بل يروج للتبغ، خصوصا لدى الأطفال والمراهقين وهم أكبر مستهلكين لهذه الأفلام عبر الانترنت”.
وقد توجهت مباشرة بهذا المطلب إلى وزيرة الصحة انييس بوزان، التي ردت بالقول “صحيح يجب تغيير الصورة المعطاة للتبغ عبر مواقع التواصل الاجتماعي والسينما بأنه أمر عادي. لا أفهم أهمية السيجارة في السينما الفرنسية”. ومع أن منع أي ظهور للسجائر في الأفلام الفرنسية لا يبدو قريبا، غير أن كثيرين من محبي السينما بدأوا حملة التصدي لهذا المشروع مطلقين مواقف راوحت بين الغضب والسخرية.
ومن بين هذه المواقف، كتب الصحفي والمؤرخ ديدييه ريكنر في تغريدة عبر صفحة “تريبون دو لار” المتخصصة في تاريخ الفن والتراث “افترض إذا أن المنع سيشمل أيضا المشاهد السينمائية لتعاطي المخدرات والسرعة الزائدة في القيادة وعبور المشاة خارج المناطق المخصصة لهم وبطبيعة الحال القتل. الأفلام البوليسية ستتلقى ضربة قوية. إنهم مجانين بالكامل”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق