المخرج السينمائي الكبير محمود زموري الذي رحل قبل ايام ، بإحدى مستشفيات العاصمة الفرنسية باريس عن عمر ناهز 71 سنة بعد صراع طويل مع المرض.
عرف المخرج والممثل محمود زموري بمسار سينمائي ثري ، و تفقد السينما الجزائرية برحيله مخرجا مميزا بأسلوبه ومواضيعه. أثرى المشهد بأعمال ذات نكهة خاصة تحمل مواضيع أفلامه الجرأة والمشاكسة أحيانا، متبنيا في الكثير من أفلامه أسلوبا كوميديا يقارب الميلودراما.
الراحل من مواليد مدينة بوفاريك في 2 ديسمبر 1946. اختار الهجرة المبكرة لكنه ظل وفيا لمدينته رغم طول الغياب حيث قضى محمود المعروف بطبعه المشاكس وصراحته أغلب سنوات عمره في فرنسا حيث اشتغل في عالم الأضواء كممثل وكاتب سيناريو ومخرج.
متخرّج من معهد الدراسات السينمائية العليا بباريس، واستقر بفرنسا منذ .1968 واشتغل أولا كمساعد مخرج لعلي غانم في فيلمين، وكممثل بدءا من فيلم فرنسا الأخرى من إخراج علي غانم سنة .1977
بدأ التمثيل عام 1977 في فيلم «فرنسا الأخرى» لعلي غانم ،ثم تبعته أدوار عدة في أفلام سينمائية وتلفزيونية فرنسية وأجنبية، كما مثل في بعض أفلامه كـ«مائة بالمائة أرابيكا» (1997) و«شرف القبيلة» (1993) المقتبسة عن رواية بنفس العنوان للراحل رشيد ميموني، كما مثل في فيلم «أبيض خشب الأبنوس» للمخرج الغاني شيخ دوكوري (1991)، إلى جانب عدة أدوار في التلفزيون.
ولج الراحل محمود زموري عالم الإخراج في بداية الثمانينات بفيلم «خذ 10000 عشرة آلاف فرنك وارحل» (1981) وفيلم «مائة بالمائة آرابيكا» (بطولة الشاب خالد ومامي) ونرى في (( عربي مائة في المئة )) للمخرج محمود زموري المنتج في فرنسا عام 1999 : يافطة إعلانية ضخمة مهلهلة مكتوبة عليها (( عربي مائة في المئة )) على أبواب حي شعبي فقير حيث تتعدد الجنسيات واللغات وأنماط الحياة . موسيقى (( الرأي )) وأغنيات الشاب خالد والشاب مامي تطغى على سائر الاهتمامات ، خصوصاً الدينية منها ، مما يثير غضب وحنق سليمان ومجيد العاطلين عن العمل . يبدو الفيلم وكأنه صراع خفي بين أصولية دينية ما ، لا تتوانى عن ممارسة العنف ضد من لا يكون معهم ، وبين مجتمع إنساني يرغب في التحرر والعيش وامتلاك حقه باختيار مسارات حياته . صراع خفي يقلق عمدة المنطقة ، المقبل على انتخابات بلدية فإذا به يضطر إلى استغلال الأصوليين لتحقيق أهدافه السياسية والسيطرة على الشباب المأخوذين بالموسيقى سخرية لاذعة وقوية وجريئة اعتمدها (( الزموري )) عبر لغة مبنية على الطرافة والاقتضاب . سخرية وزعا على وجوه لم تعبر عن أي رغبة في الحياة أو أي طموح سوى الاستمرار بأقل قدر من العذاب . ، وفيلم «سنوات التويست المجنونة» 1986 الذي تدور أحداثه في قرية جزائرية عام 1962، يحيط الجيش الفرنسي بالشوارع، يلقي بعض ممثلي جبهة التحرر في سيارة سوداء ومن بين أفراد الشعب، شابان، واحد بن حدبة، والثاني عاد. يحلمان بأوروبا، برقصة التويست، إنهما يعيشان عالماً متناقضاً قائد الجيش بدين يهوي مغازلة البنات، هناك فجوة بين جيلين، وتناقض في التصرفات، فالابن يزعم أنه ذاهب لمقاومة الفرنسيين, والحقيقة أنه ذاهب لسرقة البرتقال. وفيلم «من هولييود إلى تمنراست» سنة 1991. وفيلم شرف القبيلة (1993) الزيتونة ، قرية جزائرية ، منعزلة بين الجبال ، يمر إليها رجل ومعه ذئب عليه محاربة أحد سكان القرية من أجل الدفاع عن شرف القبيلة وحافظ زموري في أغلب أعماله على الأسلوب الكوميدي الساخر والناقد.
ووضع محمود زموري إصبعه على جرح مزمن يؤرق السلطات في الجزائر كما في فرنسا، من خلال فيلم جديد بعنوان «زبدة ومرغرين» يروي فصولا من معاناة الجالية الجزائرية المغتربة وصعوبة اندماجها في المجتمع الفرنسي. وركز على تعايش الثقافتين المشرقية والغربية . وسلط الضوء خاصة على الجيل الثالث من المغتربين الذي يعاني الأمرين فهو غير قادر على الحفاظ على أصالته بفعل المحيط وفي نفس الوقت لم يتمكن من التحول إلى جزء من المجتمع الفرنسي الذي شب وترعرع فيه.. جيل في حيرة من أمره يبدو تائها وغارقا ومختلا. الفيلم وبالرغم من نبشه في الذاكرة وفي الماضي الأليم في معظم الأحيان، يدور في إطار كوميدي بسيط. وتتمحور القصة حول شاب من أصل جزائري ولد بفرنسا متشبث بجذوره يعيش في وسط عائلي متمسك جدا بالتقاليد الجزائرية هذا الشاب كان أول المناصرين الذين اجتاحوا ميدان «ستاد دو فرانس» عقب هزيمة المنتخب الجزائري أمام نظيره الفرنسي في مباراة ودية قبل مدة. هذه المباراة التي أصبحت شهيرة ليس بأداء اللاعبين ولا بنتيجتها ولكن باجتياح مئات من الشباب من أصل جزائري ولدوا بفرنسا ومعظمهم لا يعرف بلده الأصلي إلا من خلال التلفزيون، تابعها ملايين من الجزائريين المغتربين والفرنسيين على السواء، لكنها لم تكتمل لأن الحكم قرر إيقافها بعد دخول هؤلاء الشباب إلى أرضية الميدان على إثر تسجيل الفرنسيين الهدف الرابع في الشباك الجزائري. لقد كانت تلك الهزيمة قاسية على الشاب البطل المحوري للفيلم واعتبرها إهانة وعارا لطخ سمعة الجزائريين، وهذا الذي دفعه إلى اقتحام الميدان ومنع مواصلة اللقاء. وانطلاقا من هذا الحدث الواقعي الذي سيبقى راسخا في الأذهان لمدة طويلة نسج محمود زموري قصته ليعبر عن التمزق الذي يعيشه الشباب الجزائري المقسمين بين مسقط رأسهم فرنسا والجزائر وطنهم الأصلي الممجد. وحاول المخرج أن يقرأ حدث اقتحام الشباب من أصل جزائري الملعب بعين أخرى غير ما نشر في الصحف وما تداولته باقي وسائل الإعلام.. ويعطي صورة أخرى عن حدث أساء الناس فهمه. ويرى أن هذا الوضع غير الطبيعي هو الذي يبرر اجتياحهم «ستاد دو فرانس». ولم يكن بوسعهم فعل شيء آخر بعدما تلقى الفريق الجزائري أربعة أهداف أمام فريق يفوقه من جميع الجوانب. ولم يسلم بعد ذلك من الشتائم أي لاعب فرنسي بمن فيهم زين الدين زيدان جزائري الأصل مثلهم. وفي خضم الحملة الإعلامية الكبيرة التي أعقبت المباراة الودية اعتقلت الشرطة الفرنسية الشاب المناصر وحكمت علية بغرامة مالية ثقيلة وسنة سجنا مع وقف التنفيذ. ويصور المخرج التفاف الأسرة حول ابنها ولم تجد حلا لمواجهة هذه الظروف الصعبة غير بيع قطعة أرض ورثتها الجدة عن أهلها في الجزائر. فيلم «زبدة ومرغرين» الذي صور في كل من فرنسا والجزائر تم تمويله في إطار تظاهرات «سنة الجزائر بفرنسا» عام 2003. كما ساهمت في تمويله القناتان الفرنسيتان «تي في 5» و«فرانس3» أما أداء الأدوار فأسندت لممثلين قديرين منهم العربي زكال وفطيمة حليلو ورشدي زام واليمين بن حمدي.
وبرز هذا الميل أيضا في آخر أفلامه «حلال مؤكد» الذي عرض بقاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة في 2015. ويتناول الفيلم بعض العادات والتقاليد البالية في المجتمع، والتي بقيت سارية في وسط المغتربين.. وفي قصة الفيلم يجبر الأخ أخته التي عاشت بالخارج وسط مجتمع غربي على العودة إلى قريتها بوطنه الأصلي لتزويجها من رجل لا تعرفه.
تنطلق أحداث القصة من قرية نائية ، حيث يصطدم موكبا عرس بعضهما ببعض حول ضريح الولي الصالح للقرية، وبالتالي يختلط الحابل بالنابل ويبدّل العروسان باعتبار أنّ كلتيهما كانتا مغطاتين من رأسيها إلى أخمص قدميها بالزي ذاته لونا وشكلا، وهما سلطانة ابنة القرية وكنزة الشابة الفرنسية التي أجبرها شقيقها على الزواج، ما يؤدي إلى قلب الأمور رأسا على عقب وتتصاعد وتيرة الأحداث، حينما يكتشف العريس أنّ العروس التي أحضرت له ليست هي التي خطبها من أهلها، بحيث يحاول استعادتها، إلا أنّ الأسرة التي أخذتها عن طريق الخطأ ترفض إرجاعها لزوجها، فيقع عراك عنيف وتختلط أمور العرسان والعائلتين معا.
وقد عرفت أعمال زموري السينمائية التي اهتمت كثيرا بموضوع الهجرة والظروف الاجتماعية للجيل الثاني من المهاجرين نجاحا جماهيريا. كما تطرق لقضايا ومسائل أخرى تهم الجزائريين رغم ما تثيره من جدل وردود متباينة. وقدم المخرج في مختلف أعماله مواقفه بكل شجاعة وبدون مجاملة.
عرف المخرج والممثل محمود زموري بمسار سينمائي ثري ، و تفقد السينما الجزائرية برحيله مخرجا مميزا بأسلوبه ومواضيعه. أثرى المشهد بأعمال ذات نكهة خاصة تحمل مواضيع أفلامه الجرأة والمشاكسة أحيانا، متبنيا في الكثير من أفلامه أسلوبا كوميديا يقارب الميلودراما.
الراحل من مواليد مدينة بوفاريك في 2 ديسمبر 1946. اختار الهجرة المبكرة لكنه ظل وفيا لمدينته رغم طول الغياب حيث قضى محمود المعروف بطبعه المشاكس وصراحته أغلب سنوات عمره في فرنسا حيث اشتغل في عالم الأضواء كممثل وكاتب سيناريو ومخرج.
متخرّج من معهد الدراسات السينمائية العليا بباريس، واستقر بفرنسا منذ .1968 واشتغل أولا كمساعد مخرج لعلي غانم في فيلمين، وكممثل بدءا من فيلم فرنسا الأخرى من إخراج علي غانم سنة .1977
بدأ التمثيل عام 1977 في فيلم «فرنسا الأخرى» لعلي غانم ،ثم تبعته أدوار عدة في أفلام سينمائية وتلفزيونية فرنسية وأجنبية، كما مثل في بعض أفلامه كـ«مائة بالمائة أرابيكا» (1997) و«شرف القبيلة» (1993) المقتبسة عن رواية بنفس العنوان للراحل رشيد ميموني، كما مثل في فيلم «أبيض خشب الأبنوس» للمخرج الغاني شيخ دوكوري (1991)، إلى جانب عدة أدوار في التلفزيون.
ولج الراحل محمود زموري عالم الإخراج في بداية الثمانينات بفيلم «خذ 10000 عشرة آلاف فرنك وارحل» (1981) وفيلم «مائة بالمائة آرابيكا» (بطولة الشاب خالد ومامي) ونرى في (( عربي مائة في المئة )) للمخرج محمود زموري المنتج في فرنسا عام 1999 : يافطة إعلانية ضخمة مهلهلة مكتوبة عليها (( عربي مائة في المئة )) على أبواب حي شعبي فقير حيث تتعدد الجنسيات واللغات وأنماط الحياة . موسيقى (( الرأي )) وأغنيات الشاب خالد والشاب مامي تطغى على سائر الاهتمامات ، خصوصاً الدينية منها ، مما يثير غضب وحنق سليمان ومجيد العاطلين عن العمل . يبدو الفيلم وكأنه صراع خفي بين أصولية دينية ما ، لا تتوانى عن ممارسة العنف ضد من لا يكون معهم ، وبين مجتمع إنساني يرغب في التحرر والعيش وامتلاك حقه باختيار مسارات حياته . صراع خفي يقلق عمدة المنطقة ، المقبل على انتخابات بلدية فإذا به يضطر إلى استغلال الأصوليين لتحقيق أهدافه السياسية والسيطرة على الشباب المأخوذين بالموسيقى سخرية لاذعة وقوية وجريئة اعتمدها (( الزموري )) عبر لغة مبنية على الطرافة والاقتضاب . سخرية وزعا على وجوه لم تعبر عن أي رغبة في الحياة أو أي طموح سوى الاستمرار بأقل قدر من العذاب . ، وفيلم «سنوات التويست المجنونة» 1986 الذي تدور أحداثه في قرية جزائرية عام 1962، يحيط الجيش الفرنسي بالشوارع، يلقي بعض ممثلي جبهة التحرر في سيارة سوداء ومن بين أفراد الشعب، شابان، واحد بن حدبة، والثاني عاد. يحلمان بأوروبا، برقصة التويست، إنهما يعيشان عالماً متناقضاً قائد الجيش بدين يهوي مغازلة البنات، هناك فجوة بين جيلين، وتناقض في التصرفات، فالابن يزعم أنه ذاهب لمقاومة الفرنسيين, والحقيقة أنه ذاهب لسرقة البرتقال. وفيلم «من هولييود إلى تمنراست» سنة 1991. وفيلم شرف القبيلة (1993) الزيتونة ، قرية جزائرية ، منعزلة بين الجبال ، يمر إليها رجل ومعه ذئب عليه محاربة أحد سكان القرية من أجل الدفاع عن شرف القبيلة وحافظ زموري في أغلب أعماله على الأسلوب الكوميدي الساخر والناقد.
ووضع محمود زموري إصبعه على جرح مزمن يؤرق السلطات في الجزائر كما في فرنسا، من خلال فيلم جديد بعنوان «زبدة ومرغرين» يروي فصولا من معاناة الجالية الجزائرية المغتربة وصعوبة اندماجها في المجتمع الفرنسي. وركز على تعايش الثقافتين المشرقية والغربية . وسلط الضوء خاصة على الجيل الثالث من المغتربين الذي يعاني الأمرين فهو غير قادر على الحفاظ على أصالته بفعل المحيط وفي نفس الوقت لم يتمكن من التحول إلى جزء من المجتمع الفرنسي الذي شب وترعرع فيه.. جيل في حيرة من أمره يبدو تائها وغارقا ومختلا. الفيلم وبالرغم من نبشه في الذاكرة وفي الماضي الأليم في معظم الأحيان، يدور في إطار كوميدي بسيط. وتتمحور القصة حول شاب من أصل جزائري ولد بفرنسا متشبث بجذوره يعيش في وسط عائلي متمسك جدا بالتقاليد الجزائرية هذا الشاب كان أول المناصرين الذين اجتاحوا ميدان «ستاد دو فرانس» عقب هزيمة المنتخب الجزائري أمام نظيره الفرنسي في مباراة ودية قبل مدة. هذه المباراة التي أصبحت شهيرة ليس بأداء اللاعبين ولا بنتيجتها ولكن باجتياح مئات من الشباب من أصل جزائري ولدوا بفرنسا ومعظمهم لا يعرف بلده الأصلي إلا من خلال التلفزيون، تابعها ملايين من الجزائريين المغتربين والفرنسيين على السواء، لكنها لم تكتمل لأن الحكم قرر إيقافها بعد دخول هؤلاء الشباب إلى أرضية الميدان على إثر تسجيل الفرنسيين الهدف الرابع في الشباك الجزائري. لقد كانت تلك الهزيمة قاسية على الشاب البطل المحوري للفيلم واعتبرها إهانة وعارا لطخ سمعة الجزائريين، وهذا الذي دفعه إلى اقتحام الميدان ومنع مواصلة اللقاء. وانطلاقا من هذا الحدث الواقعي الذي سيبقى راسخا في الأذهان لمدة طويلة نسج محمود زموري قصته ليعبر عن التمزق الذي يعيشه الشباب الجزائري المقسمين بين مسقط رأسهم فرنسا والجزائر وطنهم الأصلي الممجد. وحاول المخرج أن يقرأ حدث اقتحام الشباب من أصل جزائري الملعب بعين أخرى غير ما نشر في الصحف وما تداولته باقي وسائل الإعلام.. ويعطي صورة أخرى عن حدث أساء الناس فهمه. ويرى أن هذا الوضع غير الطبيعي هو الذي يبرر اجتياحهم «ستاد دو فرانس». ولم يكن بوسعهم فعل شيء آخر بعدما تلقى الفريق الجزائري أربعة أهداف أمام فريق يفوقه من جميع الجوانب. ولم يسلم بعد ذلك من الشتائم أي لاعب فرنسي بمن فيهم زين الدين زيدان جزائري الأصل مثلهم. وفي خضم الحملة الإعلامية الكبيرة التي أعقبت المباراة الودية اعتقلت الشرطة الفرنسية الشاب المناصر وحكمت علية بغرامة مالية ثقيلة وسنة سجنا مع وقف التنفيذ. ويصور المخرج التفاف الأسرة حول ابنها ولم تجد حلا لمواجهة هذه الظروف الصعبة غير بيع قطعة أرض ورثتها الجدة عن أهلها في الجزائر. فيلم «زبدة ومرغرين» الذي صور في كل من فرنسا والجزائر تم تمويله في إطار تظاهرات «سنة الجزائر بفرنسا» عام 2003. كما ساهمت في تمويله القناتان الفرنسيتان «تي في 5» و«فرانس3» أما أداء الأدوار فأسندت لممثلين قديرين منهم العربي زكال وفطيمة حليلو ورشدي زام واليمين بن حمدي.
وبرز هذا الميل أيضا في آخر أفلامه «حلال مؤكد» الذي عرض بقاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة في 2015. ويتناول الفيلم بعض العادات والتقاليد البالية في المجتمع، والتي بقيت سارية في وسط المغتربين.. وفي قصة الفيلم يجبر الأخ أخته التي عاشت بالخارج وسط مجتمع غربي على العودة إلى قريتها بوطنه الأصلي لتزويجها من رجل لا تعرفه.
تنطلق أحداث القصة من قرية نائية ، حيث يصطدم موكبا عرس بعضهما ببعض حول ضريح الولي الصالح للقرية، وبالتالي يختلط الحابل بالنابل ويبدّل العروسان باعتبار أنّ كلتيهما كانتا مغطاتين من رأسيها إلى أخمص قدميها بالزي ذاته لونا وشكلا، وهما سلطانة ابنة القرية وكنزة الشابة الفرنسية التي أجبرها شقيقها على الزواج، ما يؤدي إلى قلب الأمور رأسا على عقب وتتصاعد وتيرة الأحداث، حينما يكتشف العريس أنّ العروس التي أحضرت له ليست هي التي خطبها من أهلها، بحيث يحاول استعادتها، إلا أنّ الأسرة التي أخذتها عن طريق الخطأ ترفض إرجاعها لزوجها، فيقع عراك عنيف وتختلط أمور العرسان والعائلتين معا.
وقد عرفت أعمال زموري السينمائية التي اهتمت كثيرا بموضوع الهجرة والظروف الاجتماعية للجيل الثاني من المهاجرين نجاحا جماهيريا. كما تطرق لقضايا ومسائل أخرى تهم الجزائريين رغم ما تثيره من جدل وردود متباينة. وقدم المخرج في مختلف أعماله مواقفه بكل شجاعة وبدون مجاملة.
محمد عبيدو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق