مهرجان" البندقية "السينمائي يعلن برنامجه .. أفلام حافلة بالنجوم و موضوعات الواقع الكبيرة
محمد عبيدو
كشف "مهرجان البندقية السينمائي الدولي" عن مشاركة مجموعة من الأفلام الحافلة بالنجوم في دورته الثالثة والسبعين، التي تنطلق في 31 أوت الجاري وتستمر حتى العاشر من سبتمبر المقبل، تضم كبار مبدعي السينما في العالم , في عملية اختيار واسعة للأفلام العالمية ، ببرنامج يبدو وكأنه الأفضل منذ سنوات. وقال المدير الفني للمهرجان ألبرتو باربيرا. عن الأفلام المشاركة "الموضوعات العظيمة والأسئلة الفلسفية والوجودية ...جرى الاقتراب منها هذه المرة مع ابتعاد المخرجين عن وحشية الواقع. لذلك لا يوجد مزيد من مشاهد الحياة اليومية أو صور الحروب الحالية لكن الأهداف العظيمة لا تزال موجودة. هذا ليس هروبا من العالم المعاصر ..لكنه سبيل لتأمل عالم اليوم بطريقة مختلفة." وسيفتتح المهرجان بفيلم (لا لا لاند) للمخرج الأميركي داميان شازيل (31 سنة) صاحب الفيلم الشهير «ويبلاش» الذى رشح لعدة جوائز أوسكار.. ويعتبر (لا لا لاند) تكريما للعصر الذهبى فى هوليوود ولنوع السينما الموسيقية الاستعراضية ولكن موضوعه معاصر. دراما فكاهية رومانسية موسيقية ، بطولة إيما ستون وريان جوسلينج , يتابع وقائع لقاء بين ممثّلة مبتدئة طموحة (إيما ستون) وعازف بيانو جاز (راين غوزلينغ)، يلتقيان صدفة، ويُغرمان أحدهما بالآخر، في شوارع لوس أنجلوس، ومن ثم يواجه كلاهما الكثير من المشكلات في حياتهما وحبهما ثم يحققان نجاحا كبيرا فى مجالهما.
رأس لجنة تحكيم المسابقة المخرج البريطانى السينمائى الكبير سام منديز(1965)، وهو مخرج فيلم (الجمال الأمريكى) الحائز على جائزة أوسكار و فيلم « القارئ» وآخر فيلم من سلسلة أفلام جيمس بوند (شبح)، وتضم اللجنة لوري أندرسون، والممثلة البريطانية جيما ارتيرتون، و المخرج الامريكي جوشوا اوبنهايمر مع الكاتب الإيطالي جيانكارلو دي والممثلة الألمانية نينا هوس، والممثلة الفرنسية كيارا ماستروياني , و المخرج الفنزويلي لورينزو فيغاس كاتالدو، و الممثلة والمخرجة الصينية تشاو وى.
المسابقة الرسمية الأفلام المختارة للمسابقة الرسمية ، والتي تضمّ عشرين فيلماً جديداً، تتنافس على الجائزة الأولى، "الأسد الذهبي"، تكشف حضور سينمائيين بارزين، يمتلكون مسارات مهنية فاعلة ومؤثّرة في المشهد السينمائي الدولي، وذلك إلى جانب سينمائيين شباب، يطرحون، هم أيضاً، بأفلامهم المختلفة، سجالات سينمائية مختلفة.
الألماني فيم فيندرز (1945)، يأتي إلى البندقية حاملاً معه تجربة سينمائية جديدة، بعنوان "الأيام الجميلة لآرانجويز"، ناطقة باللغة الفرنسية، ومقتبسة عن رواية نمساوية، يقدم اختبارٍ فني ـ جمالي ، يرتكز على تداخل بصري ـ تأمّلي بين واقعين، يُمكن أن يكون أحدهما مجرّد تخيّل أدبي لكاتب، يتابع وقائع حوار بين رجل وامرأة، جالسين تحت شجرة، في سهلٍ منبسط يكشف، في نهايته، ملامح باريس. حوار يتضمّن تساؤلات وأسئلة بينهما، حول تجارب ذاتية: الطفولة، والذكريات، ومعنى الصيف، والمسائل التي تفرِّق الرجال عن النساء، والمنظور النسائي والإدراك الحسي الرجالي للأمور والحالات والمشاعر. والكاتب، إذ يجلس في غرفته متابعاً وقائع الحوار الثنائي، يُحاول تخيّله أو ربما ابتكاره، أو الاكتفاء بمتابعته، وتسجيله على آلته الكاتبة. فهل المسألة برمّتها نتاج المتخيّل الأدبي للكاتب، أو معاينة لحوار حقيقي؟
للأميركي تيرينس ماليك (1943) جديدٌ أيضاً، بعنوان "رحلة الزمن"، وهو وثائقي بتقنية "إيماكس"، وصفه بأنه "الاحتفال بالكون وأحواله ، وعرض كل من الزمن، من بدايته إلى انهياره النهائي." ، وذلك عبر صوتَي براد بيت وكايت بلانشيت. في حين أن مواطنه توم فورد (1961)، المنتقل إلى الإخراج السينمائي من عالم الأزياء ، يقتبس رواية بعنوان "توني وسوزان" للأميركي أوستن رايت ، لتحقيق فيلمه "حيوانات ليلية" (تمثيل: جايك غيلنهايل وآيمي آدمز). يتابع الفيلم مسارَي حكايتين منفصلتين: سوزان، التي تنقلب حياتها رأساً على عقب، إثر قراءتها مخطوطة ، يُرسلها إليها زوجها السابق، وتوني، الذي ترتبك عطلته الصيفية مع عائلته، بشكل مفاجئ. و يروي الفرنسي فرانسوا أوزون (1967)، في "فرانتز"، حكاية آنا، التي تزور يومياً قبر خطيبها فرانتز، في مدينة ألمانية، بعد أشهر قليلة على انتهاء الحرب العالمية الأولى، والتي تلتقي، هناك، شاباً غامضاً. (ذا باد باتش) للمخرجة الإيرانية انا ليلي أميربور وهو من أفلام الكوميديا السوداء عن أكلة لحوم البشر في مكان مقفر بتكساس . بينما يذهب الصربيّ أمير كوستوريكا (1954)، في "على درب التبانة". رجل، اهتز مصيره بعد وفاة زوجته، قرر أن يصبح راهبا. أثناء اندلاع الحرب في قصة تمتد بين الحرب والحب أثناء حرب البلقان، ويأخذ نظرة فاحصة على الحب بين شخصين لا يملكان شيئا يخسرانه ، رجل (أمير كوستوريكا، يمثّل فيه دور رجل في ثلاث مراحل مختلفة من حياته) وزوجته (مونيكا بيلوتشي)، الذين يعيشون في الجبال الصربية. الفيلم يطرح المفاهيم و العنف في الوقت نفسه. فيلم روائي طويل في ثلاثة أجزاء، مثل الحياة... هناك أيضاً فيلم "الوصول" للكندي دوني فيلنوف (1967)، المنتمي إلى أفلام الخيال العلمي، إذ يروي حكاية مألوفة، تتمثّل بغزو كائنات فضائية للأرض، ما يدفع الحكومة الأميركية إلى التعاون مع باحث ألسنيّ، للتواصل معهم، وفكّ رموز لغتهم، وفهم نواياهم. أما "نور بين المحيطات" للأميركي ديريك سيافرانس (1974)، فيذهب إلى أستراليا، ويروي حكاية حارس منارة وزوجته، "يتبنّيان" طفلاً رضيعاً، يعثران عليه مرمياً في زورق . و الفيلم الروسي "جنة" لأندريه كونتشالوفسكي (1937)، الذي يتابع مسارات 3 أشخاص تتقاطع في الفيلم ، هم أولغا، (مهاجرة روسية نبيلة، شاركت في المقاومة الفرنسية )، وجول (فرنسي متعاون مع المحتلين الألمان )، وهلموت (ضابط مخابرات نازي)، الذين تلتقي مصائرهم اثناء الاوقات الحزينة ، خلال الحرب العالمية الثانية يتم التعبير عن معنى الفيلم تماما في اقتباس من الفيلسوف الألماني كارل ياسبرز: "ما حدث هو تحذير وعلينا أن نتذكر باستمرار . تماما كما كان من الممكن لذلك أن يحدث مرة واحدة، فإنه لا يزال من الممكن ان يعود مرة أخرى. في أي لحظة. فقط معرفة ما حدث يمكن منعه من الحدوث مرة أخرى ".. المخرج المكسيكي أمات إسكالانتي، يشارك بفيلم بعنوان "براري" "عن حياة عائلة من زوجين شابين في غواناخواتو، مع اثنين من الأطفال الصغار 6 و 4 سنوات، ورجل لا يجري وفية لامرأة، وهناك يأ تي عنصر غامض من كوخ في الغابة وبالتالي فهو عنصر من أفلام الرعب " وايضا الفيلم الارجنتيني " El ciudadano ilustre " لماريانو كوهن , يحكي قصة دانيال مانتوفاني (أوسكار مارتينيز)، وهو كاتب الأرجنتيني يعيش في أوروبا لأكثر من 30 عاما، و يتمتع شهرة عالمية بعد فوزه بجائزة نوبل للآداب. رواياته تصور الحياة في سالاس، القرية الصغيرة في الأرجنتين حيث نشأ وترعرع ولم يعد اليها منذ شبابه حتى الآن، عندما يحصل على دعوة لاستقبال تكريما للمواطن حاليا. وغني عن القول، عودة مانتوفاني إلى وطنه فضح التوتر الخام بين ذكرياته في سالاس وخلافات لا يمكن حلها تفصل بينه وبين بقية القرويين.... والايطالي "Questi GIORNI " للمخرج جزيي بيكوني , ويروي قصة مجموعة من الفتيات المحافظات في سن الجامعة ، بوقتفيه القرارات حول المستقبل تصبح أكثر إلحاحا، ولم يعد من الممكن تأخيرها . داخل أسوار المدينة القديمة لبلدة إيطالية محافظة ، وقت متأخر من الليل على طول الواجهة البحرية، في سحر من توغل مؤقت في الطبيعة، وأربع بنات تلعب بها طقوسهم اليومية وتغذي توقعاتهم. لم انتشرت صداقتهما من العاطفة الساحقة، والمصالح المشتركة أو المثل العليا. لا بد أنهم ليس عن طريق تقارب ولكن عادة، من خلال الحماس في بعض الأحيان، بسبب التقاطعات الساذجة، والمشاعر التي تنشا في السر. بعد ارتباطهن بشكل فريد من نوعه مع مرور الأيام يسافرن معا إلى بلغراد، على امل ان يجدن الصديق الغامض وفرصة عمل غير مؤكدة .
وأضيف للمسابقة فيلم السيرة الذاتية (جاكي) للمخرج بابلو لارين(1976) بطولة ناتالي بورتمان التي أدت دور السيدة الأولى جاكلين كنيدي في الايام الاربعة الاولى بعد اغتيال زوجها الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي. و تشارك بورتمان ايضا خارج المسابقة بفيلم "القبة السماوية" ، عن اختين يتمكن من التواصل مع أشباح . وفي اسبوع النقاد يعرص الفيلم الايراني-الفرنسي المشترك «الطبلة» اولى تجارب كيوان كريمي السينمائية ويحكي قصة محامي يستلم ظرفا يقلب حياته عقبا على رأس.
و يحتفي المهرجان ، في دورته الجديدة، بالممثّل الفرنسي جان ـ بول بلموندو (1933)، والمخرج البولندي جيرزي سكوليموفسكي (1938)، ويُقدم لهما جائزتين تكريميتين عن مجمل أعمالهما. ويتذكّر المهرجان الدولي، أيضاً، المخرجَين الراحلين، الأميركي مايكل تشيمينو (1939)، والإيراني عباس كيارستمي (1940)، اللذين رحلا في جويلية الماضي، عبر عروض خاصّة لعدد من أفلامهما . مدير المهرجان أشاد بالمخرجين: "عباس كياروستمي، علمنا النظر إلى السينما والتصوير والفن بطريقة مختلفة. مروره غير تماماً علاقتنا بهذا النوع من الفن. مايكل سيمينو، هو جزء هام في مرحلة تغيير السينما الأمريكية، وذلك على الأقل من خلال ما فعله عندما لم يمنع نفسه من التعبير عن ذاتها بشكل كامل".
وسيختتم المهرجان مع"السبعة الرائعين" لأنطوان فوكوا. من بطولة دينزل واشنطن في افلمة حديثة لعمل كلاسيكي . و تدور أحداثه حول سبع شبان يهبون لحماية قرية صغيرة مكسيكية من الخارجين عن القانون. . وسوف يعرض المهرجان حلقتين من المسلسل التلفزيونى «البابا الشاب»، من تأليف وإخراج باولو سورنتينو صاحب جائزتى الأوسكار وبطولة جود لو وديان كيتون وسيلفيو أورلاندو، سكوت الراعى . يروى قصة لينى بيلاردو الملقب بيوس الثالث عشر، وأول بابا أمريكى يملك الجاذبية والشباب والدهاء، يتم انتخابه نتيجة لاستراتيجية إعلامية، طبيعته الغامضة والتناقض الداخلى يجعله محط اهتمام وجدل فى الفاتيكان ويثير بعض الأسئلة حول طريقته فى التعامل مع الدين.
كما يقام منتدى للسينما الصينية يوم 2 سبتمبر والذى سيطرح قضايا وقصص المبدعين التى تؤصل للربط والتعاون بين أوروبا والصين، وأيضا تدويل السينما الصينية.
تعتبر المشاركة العربية ضعيفة هذا العام في المهرجان ، حيث تحضر الممثلة المصرية نيلي كريم ضمن أعضاء لجنة تحكيم جائزة “أورزينتي”، رفقة الممثلة الإيطالية فالنتينا لودفيني، والمخرجة الكورية موون سوري، والمخرج الهندي شايتانيا تماهاني، والناقد الإسباني جوزي ماريا، والناقد الأمريكي جيم هوبرمان، و المخرج الفرنسى روبيرت جيديجيان. وتم اختيار الفيلم التونسي “آخر واحد فينا” للمخرج علاء الدين سليم ، في إطار أسبوع النقاد . يروي الفيلم قصّة "ن" القادم من الصحراء ليصل إلى شمال أفريقيا ويحقق هجرة غير شرعية إلى أوروبا. بعد عملية سطو، يجد نفسه وحيداً في تونس. منذ تلك اللحظة، سيعيش "ن" عبوراً مميزاً وفريداً، سيعبر في أماكن متعددة ولا متناهية، سيقيم لقاءات قوية وقصيرة الأجل وسيلتقي بصورة محوَّرة ومغايرة لذاته.. ويشارك فيلم "ورد مسموم" للمخرج المصري أحمد فوزي صالح ضمن احد اقسام المهرجان. والفيلم هو تجربة سينمائية جديدة تخلط التسجيلي بالروائي، حيث يتم التصوير في المواقع الحقيقية بمصر القديمة وبشخصيات حقيقية من عمال المدابغ عن واقع مهنتهم القاسية وأحلامهم البسيطة.
ويعتبر مهرجان البندقية السينمائي من أكثر مهرجانات العالم تألقا، وهو أقدم مهرجان سينمائي في العالم. أسسه جوزيبي فولبي في العام 1932 . جائزة المهرجان الرئيسية هي الأسد الذهبي ، والتي تمنح لأفضل فيلم يعرض في المسابقة الرسمية للمهرجان. إضافة لجائزة كأس فولبي التي تمنح لأفضل ممثل وممثلة.
نقلا عن جريدة الحياة الجزائرية الجمعة 19 أوت 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق