تقص المخرجة المغربية مريم التوزاني شريط مشاركاتها العالمية بفيلمها الجديد «شارع مالقة»، بالمشاركة في الدورة 82 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، حيث سيتم عرضه في قسم «تحت الأضواء» وهي فئة خارج المسابقة الرسمية لهذه التظاهرة العالمية التي تشهدها إيطاليا في الفترة الممتدة من 27 أب/ أغسطس إلى سادس أيلول/ سبتمبر المقبل.
وفي الفترة الممتدة من 4 إلى 14 منهد الشهر الجاري، سيشارك فيلم «شارع مالقة» في الدورة 50 لمهرجان تورنتو السينمائي الدولي في كندا ضمن فئة عروض خاصة، إلى جانب أعمال سينمائية عربية أخرى من السعودية والعراق، وإفريقية من كوت ديفوار وكينيا.
المخرجة مريم التوزاني اشتغلت في هذا الفيلم على ثيمة اجتماعية تمثل الحنين والذكريات واشتعال الحب والرغبة وقليل من صراع الأجيال، حيث يتمحور حول مسنة إسبانية تقاوم رغبة ابنتها في بيع المنزل الذي قضت فيه طفولتها في طنجة.
الفيلم الذي اعتمد اللغة الإسبانية، من انتاج مغربي، فرنسي، إسباني، ألماني وبلجيكي، تدور أحداثه في مدينة طنجة (شمال)، وبطلته سيدة إسبانية مسنة مرحة ومحبوبة تعيش وحيدة بعد وفاة زوجها في منزلها، لكن قرار ابنتها بيع منزل طفولتها حول مسار حياتها من روتين عادي وهادئ وسعيد، إلى صراع من أجل الحفاظ على ذكرياتها التي تأويها كل أركان ذلك البيت الذي عاشت فيه. وركزت المخرجة على لحظة استعادة البطلة لممتلكاتها حين استرجعت بحميمية كل ما مر من حياتها، كما تكتشف تفاصيل رومانسية ومثيرة لم تكن تتوقعها، مثل الحب والرغبة رغم سنوات عمرها المتقدمة.
ويصور الفيلم المعركة الإنسانية التي تخوضها بطلته ماريا من أجل الحفاظ على منزلها واستعادة ذكريات عمر بأكمله، وتشبثها بالبقاء في مدينة طنجة التي شهدت نشأتها وأجمل لحظات حياتها.
الفيلم الذي أسندت بطولته لكل من كارمن مورا بدور ماريا أنخيليس، ومارتا إيتورا، وأحمد بولان، انتهت مريم التوزاني من تصويره بداية 2025 في مدينة طنجة (شمال)، وكان قد نال دعم المركز السينمائي المغربي برسم سنة 2024، وفي السنة ذاتها كما حصل على منحة من المعهد الإسباني للسينما والفنون السمعية والبصرية، ومنحة إنتاج من الصندوق الثقافي للمجلس أوروبي بستراسبورغ.
ويعتبر فيلم «شارع مالقة» هو ثالث فيلم روائي طويل للمخرجة مريم التوزاني بعد «آدم» و»أزرق قفطان» هذا الأخير شاركت به في فعاليات الدورة 75 لمهرجان كان السينمائي في فرنسا، ونال جائزة النقاد الدولية، ليصبح أول عمل سينمائي مغربي يتوج بجائزة في هذا المهرجان العالمي. كما مثل المغرب في جوائز الأوسكار، وكان حاضرا في مهرجان مراكش الدولي للفيلم ونال جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
وكان «أزرق قفطان» قد أثار موجة من الجدل، وانقسمت آراء الجمهور وحتى النقاد بين من اعتبره مدافعا عن المثلية ومن قال إنه تجسيد لحرية الابداع والتعبير، بينما وقفت المخرجة وزوجها نبيل عيوش في وجه موجة التجريم التي لاحقت الفيلم واتهامهما معا بالترويج للمثلية الجنسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق