الاثنين، 24 فبراير 2020

Marlene Dietrich مارلين ديتريتش : الجاذبية الغامضة



محمد عبيدو : غامضة، مستحيلة، لكنّ مبهرة دائمًا ..
هل هناك أي شخص بمثل إبهار مارلين ديتريتش ؟ الأيقونة . بالطّبع، هذه الكلمة
ربّما اُخْتُرِعَتْ لها . ربّما كانت فعلاً لا شيئ أكثر من ابتكار من خيالاتنا الجماعيّة،
مخلوق مستحيل بصوت أجشّ و أرجل رّائعة و حواجب مدهشة و طريقة تدخين سيجارة يمكن أن تجعل الشّيء الواقعي يبدو حالمًا . الجاذبيّة و السّحر الخفيّتين للممثّلة المطربة الأمريكيّة الألمانيّة المولد مارلين ديتريتش وميض ادهش العالم .
بينما كشفت ابنتها مارية ريفا بعد موت الأسطورة، أنّ ديتريش تتكلّم عن نفسها
في كثير من الأحيان في ضّمير الغائب، تقول الأشياء مثل، آه، ديتريش لم تكن من الممكن أن تلبس تلك القبّعة أبدًا، أو ذلك كيف ديتريش ستعمله . عملت بجدّ كلّ حياتها لزرع تلك الهالة من الكمال و السّحر.
التّناقضات في شخصيّتها بدت أن تلعن كلّ قوانين الرّجل و الطّبيعة 
 يمكن أن تبدو مبهرةً رائعة سواء في حلوى ترافيس بانتون أو في زيّ رسميّ ذكريّ ممتلئ
.  كانت مغنّية أولى ممتلئة صاحبة موقف. رغم أنها بقيت متزوّجة من رودولف سيبر
حياتها بالكامل، قصص فيالقها للعشّاق من كلا الجنسين أسطوريّة . و قضت عدّة سنوات من الحرب العالميّة الثّانية في خطر كبير في إفريقيا و أوروبّا تسلّي القوّات القريبة 
جدًّا من الواجهة .
الممثّلة, المطربة، و الفنّانة مارلين ديتريش ” Marlene
Dietrich
  لم تكن شخصًا عاديا على الإطلاق، لكنّها انجاز فنّيّ
مثقّف مدى الحياة ، من ولادتها في برلين في كانون الثاني / ديسمبر، 1901، حافظت مباشرة
على صعودها المثير حتّى موتها في ايار /مايو، 1992 ..
و اُعْتُبِرَتْ الممثّلة الألمانيّة الأولى في العالم التي حققت نجاحا هائلا
في هوليود.
خلال مهنتها الطّويلة، مع البدء كمطربة كباريه، فتاة الكورس و ممثّلة سينمائية
في برلين العشرينيّات، النّجمة السّينمائيّة لهوليود في الثّلاثينيّات، فنّانة الجبهة
أثناء الحرب العالميّة الثّانية في الأربعينيّات، ديتريش باستمرار جدّدت ابتكار نفسها
و في النّهاية أصبحت إحدى أيقونات السينما للقرن ال20 . وصنفها معهد السينما الأمريكي بين أعظم النّجمات على طوال الزّمن.
سيرة :
ولدت ديتريش في سكنيبيرج، منطقة من برلين, عام 1901 درست  العزف على الكمان قبل بدء العمل كفتاة كورس و ممثّلة مع ماكس راينهاردت في إنتاج المسرح في برلين و فيينّا
خلال العشرينيّات . و منذ سن الثالثة عشرة بدات ماريا مجدالينا ( اسمها الحقيقي ) بتحديد
ملامح اسطورة اخترعت لها اسم مارلين ولم تهمل شيئا من اجل الاهتمام بشكلها الخارجي
ومظهرها ووضعت جانبا طباعها السيئة وعواطفها وجعلتها اسرارا كبيرة ظهرت فيما بعد
في سجل سيرة حياتها الذي وضعته ابنتها و وظهر كذلك سعيها المجنون لضبط صورة شخصيتها الخارجية..
  في عام 1923 تزوّجت رودولف سيبر و بقيت متزوّجة منه حتّى موته، رغم أن
كانا يعيشان بشكل منفصل ..
أوّل فيلم ظهرت به عام 1923 ثم ظهرت في عدد كبير من الأفلام بدون جذب أيّ
انتباه خاصّ . في عام 1929، مع ذلك، أصبحت مارلين ديتريتش نجمة سينمائية بفضل أدائها
في دور الغاوية لولا فروليتش في قصة الحب والاستحواذ الكلاسيكية الملاك الأزرق
(1930). للمخرج جوزيف فون سترنبرغ. الذي اكتشفها في كباريه ببرلين: البروفسور إيمانويل راث (إيميل جاننغز) أستاذ المدرسة الصارم والجدي الذي يُصاب بصدمة شديدة لدى اكتشافه بأن فتيان صفه يقضون أوقاتهم في ملهى ليلي رخيص معروف باسم (الملاك الأزرق) حيث تعمل
فنانة تدعى لولا (مارلين ديتريتش) على استعباد الرجال، وتبيعهم صورها غير المحتشمة.
يذهب راث إلى ذلك الملهى أملاً بأن يمسك طلابه ويوبخهم أشد التوبيخ لكنه يجد نفسه مسلوب
اللب في جو الملهى الماجن ويُذهل بجمال لولا الطبيعي والمثير. كما يجد راث نفسه مفتوناً
بلولا التي ترحب به بطريقتها الخاصة في غرفة تبديل ملابسها. عندما يذيع خبر ولع راث
وهيامه بلولا بين طلابه، يتعرض لسخريتهم المهينة والقاسية إلى أن يُطرد آخر الأمر من
المدرسة. توافق لولا على الزواج من راث لكنها لا تظهر له إلا النذر اليسير من المحبة
وتستمتع بإذلاله وجعله خادماً لها وتجبره على لعب دور المهرج أثناء عروضها الفنية في الملهى.
نجمة سينمائيّة
على أساس نجاح الملاك الأزرق، و بالتّشجيع من فون ستيرنبيرج الّذي أقام بالفعل
في هوليود، انتقلت ديتريش بعد ذلك إلى الولايات المتّحدة. حاول الاستوديو تسويق ديتريش
كإجابة ألمانيّة للإحساس السّويديّ لغريتا غاربو. فيلمها الأمريكيّ الأوّل، المغرب
1930، إخراج: جوزيف فون سترنبرغ، يشاركها بطولته غاري كوبر وقد رشحت عن دورها فيه لجائزة
الأوسكار. : في محاولة منه لنسيان همومه يلتحق غاري كوبر بفيلق القوات الخارجية كالعديد
ممن سبقوه في الحملات لعسكرية المتجهة خارج البلاد. وفي ملهى ليلي يعج بدخان التبغ
في المغرب، يلتقي كوبر بمارلين ديتريتش ، وهي امرأة يحفل ماضيها بتقلبات كثيرة فتحاول
أن تعبث بمشاعر كوبر الذي يفتقر إلى الخبرة مع النساء، لكنها تجد نفسها في النهاية
تقع في غرامه دون إرادة منها لدرجة أنها لا تتوانى عن التخلي عن أدولف مينجو الثري.
الصورة الختامية في فيلم (المغرب) التي اكتسبت شهرتها الآن تظهر ديتريتش بملابس الملهى
الليلي وتنتعل حذاء بكعب عال تلحق بكتيبة كوبر عبر الصحراء مع باقي أتباع المعسكر.
بالطبع هناك المزيد من الأحداث في قصة الفيلم لكن هذه التفاصيل لوحدها كفيلة بأن تحث
أي مشاهد على اطلاع بالإثارة الجنسية الغريبة الكامنة في أفلام المخرج جوزيف فون سترنبرغ
ومارلين ديتريتش لحضور هذا الفيلم وخصوصاً حين تظهر مارلين ديتريتش في أحد مشاهد الملهى
الليلي مرتدية بزة رجالية وتطبع قبلة طويلة على شفاه إحدى زبونات الملهى.
كانت مساهمة ديتريش الاهم عبر ستّة أفلام عظيمة مخرجة من قبل ستيرنبيرغ في
بين ال1930 و ال1935 : المغرب, الخائنة, شنغهاي أكسبرس, الزّهرة الشّقراء, الإمبراطورة القرمزيّة، و الشّيطان امرأة..
“شنغهاي أكسبرس” (1932) هو من جملة ما لعبته الممثلة مارلين ديتريتش التي
عُرفت بأنثويتها المسيطرة على الرجال في أفلامها، تحت إدارة مخرجها المفضل جوزف فون
شتيرنبرغ. الصراعات الشخصية هنا تتداخل وتلك السياسية من دون أن يدلف الفيلم في السياسة
محللاً. اكتفى فقط، حينها، بإثارة ردة فعل قوية من جانب الصين دفع شركة باراماونت لأن تعد الصين بعدم إنتاج أفلام أخرى تتحدّث عنها.
في الظاهر هو قصة قطار ينقل هاربين من بكين إلى شنغهاي خلال واحدة من مراحل
حرب داخلية. والرحلة فرصة للتعرّف الى شخصيات لديها مساع مختلفة. معظمهم يود السلامة،
لكن أحدهم (وورنر أولاند) هو رئيس المتمردين الذي يريد أن يختطف الركّاب لإجبار السلطات
على إخلاء سجناء من أتباعه. مرلين ستجد أن الشخص الذي تحبّه (كلايف بروك الذي يتحدث
بكلفة ويمثّل كما لو كان مسنوداً إلى لوح) مهدد بالقتل من قبل أولاند فتسلّم نفسها
إلى الثاني لإنقاذ من تحب.
مثل أفلام أخرى لشتيرنبرغ الفيلم متمحور حول شخصية ديتريتش. إنها عاهرة لكن
بقلب أبيض. هذه الصورة التي كانت استثناء ثم تحوّلت إلى قاعدة فيما بعد، منحت ديتريتش
طلّة مبكرة على مثل هذه الشخصيات التي تؤديها بعذوبة خطرة. إنها تستطيع أن تجر قدم
الرجل إلى كيانها المسيطر بصرف النظر عن شخصه.
وباستثناء أداء الممثلة التي وردت، مثل المخرج، من ألمانيا وسكنت هوليوود،
فإن التمثيل من باقي الفريق متفاوت، هو إما غير مقنع تبعاً للخلطة الكتابية السائدة
منذ ذلك الحين في الفيلم الأمريكي، أو متكلّف تبعاً للممثلين الراغبين في ترك بصمة
أكبر على الشاشة. وتأدية الحوار لا تخلو من البرودة أو الافتعال تبعاً لوجهة الممثل
الخاصة. ما يتميّز به الفيلم هو التصوير وتصميم الملابس والفكرة التي لو تم ضخ بعض
الواقع فيها لتبلور الفيلم أفضل. ورغم ذلك رشّح لأوسكار أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل
تصوير وأفضل سيناريو وفاز بالأخيرين فقط.
في ذلك الحين، كان هناك جدال حول من صنع من: هل صنع المخرج فون ستيرنبرغ الممثلة
أم هي التي صنعته. لكن الجواب الصحيح كان دائماً في حاجة كل منهما، آنذاك، للآخر. بالنسبة
إلى المخرج كانت ديتريتش وسيلته للنجاح، وبالنسبة إليها كان هو وسيلتها للنجاح أيضاً
كونه عرف كيف يوافق على لغتها الأدائية التي تبتز الحركة المثيرة وتسخّف الرومانسية
وتنحو إلى تجريد الحب بأسره إلا مما يعتمل في ذاتها هي. هناك أفلام لها تتعلّم في نهايتها
الحقيقة، لكن هذا الفيلم، وجملة من أفلام أخرى لها في الثلاثينات، ليس منها.
في فيلم (الخائنة) 1931 مع ستيرنبرغ تقوم مارلين ديتريتش بأداء دور بارع وذكي
كعاهرة من فيينا تؤدي خدماتها كجاسوسة خلال الحرب العالمية الأولى. تثبت بطلتنا العميلة
إكس-27 أنها حصينة أمام رؤسائها وقادرة على إغواء ضباط العدو بمنتهى السهولة. ولكن
عندما تقع في غرام الجاسوس الروسي الملازم كراناو (فيكتور ماكلاغن)، تسمح له بالهروب
من براثنها فيُحكم عليها بالإعدام نتيجة لذلك. بما أن العميلة إكس-27 كانت دوماً سيدة
مصيرها، تقف بشموخ واعتزاز أمام فرقة الإعدام لدرجة تحاول فيها أن تهون على الضابط
المسؤول (باري نورتون) الذي لا يقوى على إطلاق الرصاص على امرأة. في الحقيقة إن المشاهد
التي تضم ديتريتش والجنرال (وارنر أولاند) المزين بالأوسمة تستحق بحد ذاتها الثناء
والمشاهدة. ومن بين المشاهد الطريفة في الفيلم تلك اللقطات لقصيرة حيث تتنكر البطلة
المرهقة كفتاة ريفية ناضجة ومكتملة الأنوثة.
قام كل من المخرج جوزيف فون سترنبرغ وأعظم اكتشاف له في المواهب التمثيلية
الرائعة مارلين ديتريتش بالعمل سوية في آخر أفلامهما المشتركة (الشّيطان امرأة)
1935. أنتونيو غالفان (سيرزار روميرو) ضابط يافع السن يلتقي بسيدة غامضة تدعى كونشا
بيريز وسرعان ما يقع فريسة لإغوائها. يعترف أنتونيو بهيامه بكونشا أمام صديقه دون باسكال
(ليونيل أوتويل)، وهو ضابط أرفع منه رتبة وأكبر منه سناً. يُروع باسكال لدى سماعه قصة
أنتونيو وغرامه بتلك السيدة لأنه التقى بكونشا منذ عدة سنوات وكانت بداية لعلاقة طويلة
وكارثية حين حاولت تلك المرأة ذات القلب المجرد من العواطف أن توقعه في حبائلها مرات
عديدة وتستنزف ثروته ثم تخلت عنه للبحث عن رجل أكثر منه ثراء. وبالرغم من تلك التجربة
المريرة، إلا أن باسكال لم يتمكن أبداً من أن يتعافى من إدمانه على مفاتن كونشا وعندما
يلتقي بكونشا وأنتونيو وسط مهرجان صاخب يجري في إحدى الطرق العامة تطغى الغيرة عليه
فيتحدى أنتونيو للمبارزة للفوز بمشاعر كونشا.
(أغنية الأغاني) من إخراج: روبن ماموليان 1933هو أول أفلام مارلين ديترتش
في رحلتها السينمائية دون مخرجها المفضل جوزيف فون سترنبرغ. تلعب البطلة في هذا الفيلم
دور فتاة ريفية ألمانية مكتملة الأنوثة تصبح عارضة تعري (أي لباس يخرجها من أزياء تسعينيات
القرن التاسع عشر التي لم تتلاءم مع أجساد النساء). تقع تلك الفتاة في غرام نحات مكافح
(برايان أهيرن) لكن طموحها يتخطى ذلك الفنان وتتزوج من البارون ليونيل أوتويل الذي
لا يعرف من الحياة سوى ملذاتها ومتعتها. تتخلى ديتريتش عن زوجها فتنحدر حياتها الاجتماعية
لتصبح مغنية في ملهى ليلي، لكن في النهاية يلتم شملها بالنحات بعد أن تحطم التمثال
العاري الذي يجسد إطارها الحسي، وبذلك تخلص نفسها من ماضيها المتقلب بين النجاح والإخفاق.
اقتبس فيلم (أغنية الأغاني) عن رواية بقلم (هيرمان سادرمان) التي اقتبست سابقاً إلى
عمل مسرحي ثم نقلت إلى الشاشة مرتين خلال فترة السينما الصامتة.
وبعد عثرات سينمائية استردّت مجد شاشتها السّابق، استمرّت في العمل في الأفلام
مع مخرجين متميّزين كويلدر، هيتشكوك و ويليز، و في الأفلام النّاجحة الّتي تضمّنت شأن
أجنبيّ : شّاهد للادّعاء, لمس الشّرّ, التّقدير في نريمبيرج و رهبة المسرح.
في عام 1937اثناء الحرب العالميّة الثّانية ، عملت فيلمًا في لندن للمنتج
اليكساندر كوردا. في المقابلات اللاحقة، ادّعت أنه في لندن، أثناء تّصوير الفارس
ويثاوت أرمور (1937)، قابلت ممثلين من الحزب النّازيّ ودعوها للعودة إلى ألمانيا، لكنهاّ
رفضت. أصبحت ديتريش مواطنًة أمريكيًّة في عام 1939 .
وافتتح مبدع الأفلام الفرنسي الشهير (رينيه كلير) أول أفلامه الأمريكية عام
1941 بالفيلم الكوميدي غاوية نيو أورليانز مع مارلين ديتريتش.: تغادر كلير ليدو (ديتريتش)
موطنها الأم فرنسا وتصل إلى نيو أورليانز في لويزيانا عام 1841 واضعة نصب عينيها هدفا
واحدا، ألا وهو الزواج من رجل ثري. تظهر كلير نفسها كإحدى سيدات المجتمع الفرنسي الراقي
وتنظر بعين الغرام إلى تشارلز جيرود (رولاند يونغ) الوسيم والثري لكنها سرعان ما تكتشف
بأن قبطان السفينة روبرت لاتور (بروس كابوت) يحاول المنافسة أيضاً للفوز بها كزوجة.
ولكن عندما يبدأ زولوتوف (ميشا أوير) الذي يعرف كلير في بلدها الأم بتوجيه تلميحات
شديدة الوقع تتعلق بسمعتها الفضائحية في أوروبا، تحاول كلير إقناع الجميع بأنه يتحدث
بالفعل عن ابنة عمها لدرجة أنها تتمادى في دفاعها وتتنكر بانتحال شخصية ابنة عمها كي تضفي المصداقية على حيلتها.
وفي عام 1941 دخلت الولايات المتّحدة الحرب العالميّة الثّانية .سجّلت ديتريتش
عدد من الأسطوانات المعادية للنّازيّة. قدمت أيضًا الاعمال الموسيقيّة لتسلية الجنود
. غنّت لقوّات التحالف على الجبهات في الجزائر العاصمة، فرنسا و في ألمانيا مع الجنرالات
جيمس إم . جافين و جورج إس . باتون. عندما سُئِلتَ لماذا عملت هذا، بالرّغم من الخطر
الواضح لكون الخطوط الألمانيّة خلال كيلومترات قليلة ، أجابت، أنستاند أوس - كان ذلك مناسبا للعمل ." مُنِحَت ديتريش وسام الحرّيّة من الحكومة الأمريكيّة..
حياتها الخاصّة بخلاف شهرتها الاحترافية الّتي صُنِعَت بعناية ، حياة ديتريش
الشّخصيّة أُبْعِدَتْ من الرّؤية العامّة . تزوّجت مرّة، إلى رودولف سيبر المخرج المساعد،فيما بعد أصبح مخرجا في باراماونت بيكتشرز في فرنسا.
طفلتها الوحيد، مارية اليزابيث سيبر، وُلِدتَ في برلين على 13 ديسمبر (
كانون الاول ), 1924. فيما بعد ستصبح ممثّلةً، تعمل في التّليفزيون، معروفة باسم مارية
ريفا. عندما أنجب مارية ابنًا في عام 1948، ديتريش لُقِّبَت جدّة العالم الأكثر إبهارًا
. بعد موت ديتريش، ريفا نشرت مذكّرات هامّةً لأمّها .
كثرت الإشاعات عن عشّاق ديتريش و التّوجّه الجنسيّ الملتبس .لم تندمج ديتريش
في صناعة الترفيه الهوليودية أبدًا، كانت دائمًا دخيلة على أمريكا السّائدة . لكنتها
الألمانيّة أعطت لمسة إضافيّة لأدائها لكنّ جعلت نظرتها أجنبيّة في عيون الأمريكيّين
.
الأحداث العديدة لديتريش معروفة، ليس فقط مع المخرج الّذي جعلها مشهورة، لكنّ
أيضًا مع الممثّلين الآخرين، بينهم بريان أهيرن، موريس تشفالير و جون جيلبرت . في عام
1938 قابلت الكاتب إريك-مارية ريمارك ،
وفي عام 1941 الممثّل
الفرنسيّ و البطل العسكريّ جين جابين. انتهت علاقتهم في منتصف الأربعينيّات . أثناء
الخمسينيّات، كان لديها علاقات مع إدوارد آر . مروو و يول براينرالذي تزوجته. و أقامت
ديتريش علاقة مع الكاتبة ميرسيدس دي أكوستا، الّتي نشرت سيرتها الذّاتيّة " هنا
يستلقي القلب " في عام 1960 .
كانت ديتريش أيقونة موضة بالنسبة للمصمّمين الكبار بالإضافة لكونها أيقونة شاشة.
قالت مرّة، ألبس لنفسي . ليس للصّورة، ليس للجمهور، ليس للموضة، ليس للرّجال .صورتهاالعامّة و بعض من أفلامها تضمّنت النّبرات الجنسيّة القويّة، والازدواجيّة.
عودتها إلى ألمانيا في عام 1960 لجولة حفلة موسيقيّة استخرجت استجابة متفاوتة
. شعر ألمان كثر أنها قد خانت وطنها بأفعالها أثناء الحرب العالميّة الثّانية .
سنوات نهائيّة
انتهى مشوارها الفنّيّ بشكل كبير يوم 29 ايلول, 1975، عندما كسرت رجلها أثناء
رحلة في أستراليا . ظهرت لوقت قصير في فيلم، فقط زاني، في عام 1979، و كتبت و ساهمت بعدّة مؤلفات أثناء الثّمانينيّات .
أنفقت عقدها الأخير في الأغلب طريح الفراش، في شقّتها في رقم 12 مونتين الطّريق
في باريس، الّذي أثناءه الوقت هي لم تُرَى على الملأ لكنّ كان تكتب الخطابات و تتحدّث
التّليفون . ماكسيميليان شيل ديتريش مقنع ليُقَابَلها لفيلم وثائقيّ 1984 خاصّ عن حياتها،
لكنها لم تظهر على الشّاشة . بدأت صداقةً قريبةً مع ديفيد بريت كاتب السّيرة، أحد النّاس
القلائل الذين سمح لهم بدخول شقّتها في باريس . بريت يُعْتَقَد أنه آخر شخص خارج عائلتها تكلّمت
ديتريش إليه، يومان قبل موتها : ناديت لاقول أننيّ أحبّك، و الآن قد أموت .كانت في
اتّصال متواصل مع ابنتها الّتي جاءت إلى باريس بانتظام للاطمئنان عليها . زوجها، رودولف سيبر، مات بسبب السّرطان على 24 يونيو, 1976.
تدهورت صحّتها بثبات في سنواتها اللاحقة ( طبقًا للتّقارير ساعد بالكحول بذلك
)، و ماتت بهدوء من الفشل الكلويّ على 6 ايار /مايو, 1992 في باريس
عن عمر ناهز ال 90.
غطّى جسمها بالعلم الأمريكيّ، ثمّ أعيد لبرلين حيث دُفِنَتْ في مقابرفريديناو
، غير بعيد عن بيت طفولتها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق