الجمعة، 16 أغسطس 2019

إنغمار بيرغمان : : احساس وفلسفة السينما



محمد عبيدو
إنغمار بيرغمان Ernst
Ingmar Bergman
(1918-2007) مخرج سينمائي
ومسرحي سويدي. ولد في الرابع عشر من تموز (يوليو) 1918، في المدينة الجامعية السويدية
العريقة أوبسالا التي تقع على بعد 60 كلم الى الشمال من استوكهولم، لأب قسيس هو إريك
بيرغمان وزوجته كارين. فنشأ في جو مليء بالنقاشات والتأويلات الدينية المسيحية، حتى
أن الدين أصبح في ما بعد من أهم المواضيع التي يناقشها بأفلامه. في العام 1932 صار
برغمان، كهاوٍ وليس كمحترف، مخرجاً في مسرح (ماستر أولوف – غاردن).. التحق بجامعة ستوكهولم
عام 1937 لدراسة تاريخ الأدب، لكنه في الحقيقة قضى معظم وقته في مسرح الهواة، لذلك
ترك الجامعة ليعمل في المسرح والسينما مقسما وقته بينهما مطلع الأربعينات وبرغمان الذي
اختلط بدوامة هذه (الحياة الشبيهة بالكابوس)، كتب في العام 1942 مسرحيته (موت غاسبار)،
ثم كتب في العام 1944 مجموعته القصصية القصيرة (قصص غاسبار)، التي نشرتها مجلة (40
– تال). ترأس المسرح البلدي في المدينة السويدية الصغيرة الواقعة جنوب البلاد ايسلنبورغ
.
وسيكتب لاحقاً مسرحيات
سيتولى إخراجها بنفسه: (تيفولت) (1943)، (راشل وبواب السينما) (1945)، «النهار ينتهي
بسرعة) (1947)، (إنني خائف) (1947) (من دون نتيجة) (1948)، و«هواجس» (1948)، و«مقتلة
في باريارنا» (1952)، و(رسم على الخشب
).
لكنه منذ العام
1944 بدأ يدخل استوديوهات السينما, ليكتب سيناريو فيلم (العذاب) للمخرج الف سويبرغ
الذي حصل على الجائزة الكبرى لمهرجان كان وأثار جدلا حادا عن المنظومة المدرسية في
السويد. ليتجه في العام التالي للإخراج بفيلم (ازمة) الذي يحكي قصة فتاة تترك حياة
الريف لتنتقل إلى حياة المدن وحياة الليل لتكتشف الجانب المظلم من النفس البشرية. ثم
(انها تمطر على حبنا) 1946, و(سفينة الى الهند), (وموسيقى في الظلام)1947, و(الميناء)،
وبدا واضحا منذ بدايات برغمان انه إزاء إعادة تركيب أسئلة القرن عقب انطفاء دخان بنادق
الحرب العالمية التي شهدت ويلاتها القارة الأوروبية ومعها العالم اجمع وهي السنوات
التي عرفت بإعادة بناء الفرد في تلك القارة التي أرادت من خلالها كاميرا برغمان أن
ترصد بحذق ومهارة تحولات ومصائر الأفراد العالقين في أزمات وجودية وروحية بحيث ينقلها
من حالات الجمود والتبلد الإنساني فضلا عن ذلك المستقبل الذي يحيط به غموض قاتم. من
هنا جاءت هذه الرؤى التي تعزف على مخاوف البشر في واحد من أفلامه الأولى المعنون (السجن)
1947 لكنه لم يكن يعدم أن يرى بصيصا من الأمل والنجاة على نحو ما كان قدمه في فيلمين
تاليين: (لعبة صيف) 1949 و(مونيكا) 1951 اللذين ضمنهما عدة شخصيات تبحث عن ذاتها في
غابة من المتع الحسية في منحى تصادمي مع حالات من الحرمان والعزلة والكآبة وهو الموضوع
الذي سيعود إلى تناوله في أفلام لاحقة. غير انه في العام 1952 يقفز بفيلمه اللافت
(ليل الجوالين) إلى محاكاة عميقة لصنوف من الحياة الشديدة التعقيد التي يعيشها أفراد
يتنقلون من فشل إلى آخر داخل منظومة من الممارسات والسلوكيات اللأخلاقية، والمندفعة
تجاه مصائرها بتهور
ويقدم (انتظار النساء)1952
و(ابتسامات ليلة صيف) 1955 الذي وضع فيه خبرته العميقة في الحياة وقاده إلى شهرة خارج
موطنه وثبت له مكانة لائقة في السينما الأوروبية بحيث اخذ النقاد ينتظرون كل فيلم يقدمه
وكأنه احتفاء بالمخرج ومواضيعه القادرة إلى النفاذ إلى أعماق النفس
.
ومن أشهر أفلامه
السينمائية (الختم السابع، 1957) يتحدث فيلم الختم السابع عن فارس صليبي يعود من الحملة
الصليبية، بعد عشر سنوات من غيابه، إلى بلده السويد الذي كان يحتضر في ذلك الوقت من
الطاعون الذي فتك بأرواح الملايين من البشر. يقابل هذا الفارس بطريقه للبيت «الموت»،
ويستطيع الفارس أن يتحايل على (الموت) بتأخير موته من أجل أن يلعب معه لعبة الشطرنج.
في أثناء اللعب يسأل الفارس (الموت) أسئلة وجودية عن الإيمان، والحقيقة ووجود الرب.
إنها الأسئلة ذاتها التي سألها الشبان الأوروبيون بعد الحرب العالمية الثانية. ربما
كان (الختم السابع) الفيلم الذي احبه برغمان وتحدث عنه, أكثر من اي فيلم آخر من أفلامه.
بل وصل ذات مرة الى ان يقول انه إما حقق هذا الفيلم أبكر كثيراً مما يجب, وإما انه
كان عليه الا يحقق اي فيلم آخر من بعده, لأنه - اي (الختم السابع) – (ينتمي الى ذلك
النوع من الافلام الذي يسمى الفيلم/ الوصية. ولقد ألح برغمان في حديثه عن هذا الفيلم
على انه تعمد ان يبنيه على غرار فنون العصور الوسطى بالالتزام الموضوعي نفسه, بالحساسية
نفسها والسرور نفسه التي بها كان فنانو تلك العصور يحققون أعمالهم, حتى من دون ان يطلبوا
منها ان تكون ممر اسمائهم الى الخلود. غير ان برغمان, اذ قال هذا, اضاف دائماً ان
(الختم السابع) حتى وإن كان ينتمي الى لوحات دورر, والى فنون بناة الكاتدرائيات, ومسرحيات
الاسرار, فإن رسالة الفيلم واضحة وشديدة المعاصر (ذلك ان الطاعون الأسود في الفيلم
انمــا هو الكنــاية عن الحروب الذرية التي تواجه الانسان المعاصر) مضيفاً: (في وجه
هذه الحروب لن تكون النجاة الا لذوي القلوب الصافية النقية) وليس صدفة ان يجعل برغمان
النجاة في الفيلم للممثلين والمهرجين (آخر الشعراء الحقيقيين في هذا العــالم) وآخر
الذيــن يعرفون كيف يتغذون من (حليب الحنان الانساني). وفيلم (الفريز البري)
(1957)، أزمة الايمان هنا تتجسد في السعي إلى قبول الذات وانتشال اعتراف الآخرين والتصالح
مع الماضي والآخر. فيكتور سجوستروم أحد أكبر مخرجي السينما الصامتة في السويد يلعب
دور البروفيسور الذي يجمع مذكراته ويسافر مع زوجة ابنه جنوباً للحصول على جائزة تكريمية
بعد 50 عاما من العطاء إلا أنه يقرر أن يتجه إلى موطنه الأصلي
.
ولكن رحلته تلك تستحيل
رحلة إلى ماضيه وذكرياته التي تتجسد أمامه مشاهد أحلام وفلاش باك تتداخل مع الواقع
في ما كان فتحاً وقتذاك ترك أثره في أعمال لاحقة مثل افلام اندريه تاركوفسكي في سلسلة
من المشاهد، من الجمال إلى الشر، ومن الرقة إلى العنف، من الطفولة إلى الشباب إلى الشيخوخة،
وفي نهاية الرحلة التي تمتلئ بالهواجس والكوابيس والرؤى الغريبة، يصبح الرجل أكثر تصالحا
مع نفسه وأكثر قبولا لفكرة توديع رحلة الحياة
.
و(فجر الحياة)
1958 الذي دارت أحداثه في القرون الوسطى ايضاً حول اغتصاب فتاة وقتلها وسعي والدها
إلى الانتقام. قد لا يرقى الفيلم إلى مستوى أعماله السابقة واللاحقة المميزة ولكنه
جلب للمخرج أولى جوائز الاوسكار الثلاث التي نالها في حياته. كما كان باكورة تعاونه
مع المصور السينمائي سفين نيكفيست الذي سيكمل معه المسيرة حتى النهاية متسلماً الشعلة
من غونار فيشر الذي أضاء وصور افلام بيرغمان خلال عقد الخمسينات، ومأثرته الخالدة
(الصمت) 1963، الفيلم الذي بدا كأنه ضد السينما وخرج كحلم، كموسيقى، تجاوز الوعي العادي
وعمل مباشرة لصب العواطف في غسق الروح واختلاجاتها الصغيرة في العصب البصري للمشاهد
وتأثيرات الصدمات عليه بتسجيل الظلام وإدارة الفيلم كإطار داخل إطار بتغييرات حركية
لا تدرك بسهولة ملتفة بوحشية الحزين الذي تكالبت عليه هزائمه دفعة واحدة. ولا شك أن
الحب بكل صوره وكل حالاته: صامتا كان أو منحرفا أو مرفوضا الخ.. كان هو الموضوع الرئيسي
للكثير من أفلام برجمان كان يكتب لها السيناريو بنفسه ربما بداية من فيلم (ضوء الشتاء)1964
الذي طرح فيه مسألة التعارض الشديد بين حياة قسيس مليئة بالإيمان ومحرومة تماما من
العواطف، مع كفاح عشيقته السابقة من أجل أن تساعده في النهاية حتي يعثر علي تبرير روحي
لرهبنته من خلال الحب الإنساني. وأخرج فيلمه (بيرسونا) 1966 وهو من بطولة بيبي اندرسون
وليف اولمان وجونار بيورن ستراند ووصف برغمان الفيلم بأنه "ابداع أنقذ مبدعه".
وكان محطة أخرى لناحية علاقة المخرج بأفلامه. لقد كان أول أعماله بعد فترة عانى فيها
من مرض عُضال منعه عن العمل والأول في أسلوب مغاير بصرياً وأسلوبياً عن أعماله السابقة.
أسلوب لا يخلو من التجريب ليس بمعنى من لا يزال يبحث منتقلاً بين أساليب وصياغات عدّة
بل بمعنى الفعل التجريبي نفسه بعدما بناه على أسس وقواعد تخصّ اللغة السينمائية التي
من آنذاك باتت لغة برغمان الخاصة
.
ففي مرحلة ما شعر
فيها بالمرض واليأس, بدأ يسترجع أحلاما وذكريات متنوعة. وتدريجيا بدأت تتشكل ملامح
قصة تدور حول سيدة لا تتمكن من الاستمرار في عملها كفنانة
.
وتنهار هذه الممثلة
على خشبة المسرح وترفض التحدث لأحد: وتعين ممرضة لرعايتها. وبينما كانت هذه الفكرة
تتبلور وأخذ تيار الابداع في التدفق. أدرك برغمان أنه مازال يملك القدرة على الاستمرار.
وفيلم "بيرسونا" يعتبر, عند مستوى ما, دراسة رائعة لشخصيتين تجدان صعوبة
في مواجهة مخاوفهما واحساسهما بفقدان الامان. واشار صمت الممثلة الى انسحابها أمام
هذه المخاوف والمشاعر. وتدريجيا تسوء صحة الممرضة بسبب هذا الصمت الذي يدفعها الى اعتراف
مؤلم لها . تبدأ الثقة بالانهيار ليبدأ طور تبادل الادوار وتداخل الهويات بينهما. يستخدم
برغمان هنا الوجه والإضاءة استخداماً مذهلاً في تشكيل وتصوير هذا الازدواج والتداخل.
إضاءة نصف وجه وترك النصف الآخر في ظلام، ثم يُدمج النصفين المضاءين من الوجهين حتى
ينصهرا في وجه واحد. معظم الناس لديهم جانب في وجههم يعطيهم الى حد ما مسحة من الجمال
أكثر من الجانب الآخر. الصور نصف المضاءة لوجهي بطلتي الفيلم بينت الجوانب الابشع في
كل منهما.. أما في فيلمه (مشاهد من حياة زوجية) (1973) فقد قدم حكاية فريدة: استحالة
ديمومة الحب بين امرأة ورجل تدفعهما للافتراق، ثم يغدو الافتراق بينهما مستحيلاً. كل
المشاعر والامزجة والمواقف تتغير وتتقلب. ويبدو أن برغمان لا تعنيه فكرة الزواجات السعيدة.
فهي تتشابه أخيرا في سعادتها. ولكنه، كالكاتب الروسي الشهير تولستوي في روايته (آنّا
كارنينا)، مأخوذ بالزواجات التعيسة، التي ينفرد كل زواج بتعاسة مميزة. إنها ربما دعوة
من برغمان الى أن الزواج زائل، والحب باق خالد! ثم فيلمه الهام (وجها لوجه) 1975، وآخر
أفلامه كان (فاني وألكسندر) الذي أخرجه عام 1982وحاز اربع جوائز اوسكار منها جائزة
افضل فيلم اجنبي.. في (فاني وألكسندر)، عاد السينمائي الكبير إلى طفولته، وحبّه للمسرح،
ليقدم عمله الوصيّة... منذ البداية صاغ برغمان توجهه على الشكل الآتي (المسرح هو زوجتي
والسينما هي عشيقتي). ومنذ ذلك الحين كرس نفسه للفضائين الابداعيين في آن معاً. أما
مواطنه ستريندبرغ، فسيرافقه عن كثب في كل أفلامه، وهو يؤدي له تحية خاصة في (بعد التمارين)
(١٩٨٤) من خلال استعارة جماليات (مسرح الغرفة) لاحتضان قصة الحب بين المخرج العجوز
وممثلته الشابة التي تعود إليه في الحلم
.
كان انغمار برغمان
معبّأ بموقف نفسي وهو يواجه سطوة السلطة الأبوية، وسلطة المجتمع الريفي المحافظ.. كما
كان يتأمل مقدار ما تتحمله الذات من لوعات وتواجه من مصائر وكأن اقتسام الأسى هو صورة
العالم، وصورة الحياة بالنسبة اليه. إن السلطة الدينية بالنسبة له هي اشكالية لأسئلة
متعددة ليس في معالجته لطقوس الكنيسة بل لسلطتها السيكولوجية خلال ممارسة شخوصه ادوارهم
في النص والحياة.. والسينما في آن واحد. إنه يرى في تراتبية السلطة (منذ سلطة العائلة
وربوبية الجد والجدة ورسولية الأب) هي تراتبية إشكالية مربكة تستدعي قراءة ابعادها
السيكولوجية في ظلمات الذات.. ذواتنا الملتاعة.. على حد تعبيره , وقد جعل الكثير من
شخصياته النسوية اكثر تعبيرا عن هذه المقولة معتبرا ان المرأة كانت, وماتزال هدفا للتسلط
والصراع
.
وفي معظم أفلامه
ضمّن برغمان حبه المفرط للسويد، كما تطرق إلى موضوعات شائكة مثل الشقاء والجنون الذي
تخلفه التقنية الخلاقة المعاصرة ويغوص عميقا في الروح البشرية، يستنجد بالذكريات فهو
الذي قاد التحول عندما توغلت روح لغة السينما في ثنيات المحكي والمعاش الي اللاوعي
المقفل، ولم يعد من مكان لسؤال تقليدي قديم مفاده (هل وفي الفيلم للحكاية)؟
ان ذلك العالم المشبوب
المغلق الذي تنطلق من (نواته) حكايات لا تحصي ما انفكت كاميرا مدير تصويره في معظم
أفلامه وصديقه (نيكفست) تلاحقها بلا هوادة
..
تأثير برغمان يعود
في ما يملكه من حيوية ونشاط اذ كان عنده ما يكفي من القدرة على اخراج عدة مسرحيات طيلة
التسعة أشهر من السنة وفي عطلة الصيف ينجز فلماً من روائعه. كانت حياة المبدع هذا مليئة
بالمغامرات العاطفية والتي قادته للزواج خمس مرات، انجب خلالها تسعة اطفال، اشتغل اغلبهم
لاحقا في مجال الفن, وكان آخر زوجاته الممثلة الجميلة إنغريد بيرغمان التي توفيت في
العام 1982 بمرض السرطان.. علاقة في الخمسينيات، مع جارييت اندرسون الانثى التي تثير
الرغبات الخامدة في (صيف مع مونيكا) و(الليلة العارية) بعدها يولع بالممثلة بيبي اندرسون
الشقراء التي جسدت شخصية الفتاة المرحة التي تنير ظلامية (الختم السابع) و(الفراولة
البرية
).
اولمان، واحدة من
هذه (الملهمات) ارتبطت به قبل اربعين سنة حينما كان يعمل على (برسونا) ومن ثم اصبحت
نجمة ثمانية افلام اخرى له في السنوات اللاحقة (ابنتهم لين هي الان روائية
).
لم تظهر اولمان في
اعمال برغمان منذ (سوناتا الخريف) عام 1978، مع انها اخرجت اثنين من نصوص كتبها برغمان
(اعترافات شخصية) و(خائن) وهذا الاخير الذي مثله جوسفسون هو الذي حفز برغمان على العمل
على فيلم (ساراباند
).
لقد عهد برغمان بالسيناريوهات
التي كتبها، خلال مرحلة توقفه عن الاخراج، الى ليف اولمان وبيل اوغست (مخرج فلم الاهداف
النبيلة) هذه القصص تتحدث عن والدي برغمان اما سيناريو (ساراباند) (الكلمة تعني رقصة
قديمة ومن القرنين 17، 18) اول فلم ينجزه برغمان بعد عشرين عاماً من اعتزاله الدراماتيكي
والذي هو فلم يحوي اربع شخصيات وعشرة حوارات.. استعاري عن شيء من القسوة، فهو عن برغمان
نفسه وعن اولاده لهذا تعتقد اولمان ان السبب الذي دفع برغمان الى اخراجه بنفسه (لان
القصة شخصية جداً بالنسبة اليه، وهو وحده الذي يمكن ان يخرجها، والسبب الاخر هو رغبته
الشديدة بان يتاح له العمل مع ممثليه المفضلين والدخول الى الاستوديو مرة اخرى
).
ان مزيجا من الشعور
بالخطيئة والاحساس بالعظمة هو الذي جعل برغمان في سنوات الخمسينيات والستينيات رمزا
حيا للفلم كفن راق ومع انهماكه الجدي والعميق في دراسة الله والموت والحب والجنس كان
يلقب بشكسبير السينما
.
إنغمار بارغمان كان
قد وضع حدا لمسيرته الإخراجية سنة ألفين وثلاثة حيث كان الفيلم التلفزيوني ساراباند
آخر فيلم يحمل توقيعه، ففي آخر يوم من تصوير الساراباند بستوديوهات آس في تي أعلن برغمان
أنه أيضا آخر يوم في مسيرته ككل وقال أن اليوم الأول من المسيرة ذاتها كان ذات يوم
من سنة ألف وتسعمئة وخمسة وأربعين وهو تاريخ سينما بأكمله على حد تعبيره
.
برغمان الكاتب له
إصداران ترجما للعربية وصدرا ضمن سلسلة الفن السابع عن المؤسسة العامة للسينما بدمشق:
(صور) و(المصباح السحري) حيث تناول فيهما برغمان وبصراحة حياته الخاصة والفنية، وطرح
لآرائه وتجاربه الفلمية والمسرحية ومناحيه في الكتابة والتفكير
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق