الثلاثاء، 6 فبراير 2018

محمود درويش / لا شيء يعجبني

"لا شيءَ يُعْجبُني" يقول مسافرٌ في الباصِ – لا الراديو ولا صُحُفُ الصباح, ولا القلاعُ على التلال. أُريد أن أبكي/ يقول السائقُ: انتظرِ الوصولَ إلى المحطَّةِ, وابْكِ وحدك ما استطعتَ/ تقول سيّدةٌ: أَنا أَيضاً. أنا لا شيءَ يُعْجبُني. دَلَلْتُ اُبني على قبري، فأعْجَبَهُ ونامَ، ولم يُوَدِّعْني/ يقول الجامعيُّ: ولا أَنا، لا شيءَ يعجبني. دَرَسْتُ الأركيولوجيا دون أَن أَجِدَ الهُوِيَّةَ في الحجارة. هل أنا حقاً أَنا؟/ ويقول جنديٌّ: أَنا أَيضاً. أَنا لا شيءَ يُعْجبُني. أُحاصِرُ دائماً شَبَحاً يُحاصِرُني/ يقولُ السائقُ العصبيُّ: ها نحن اقتربنا من محطتنا الأخيرة، فاستعدوا للنزول.../ فيصرخون: نريدُ ما بَعْدَ المحطَّةِ، فانطلق! أمَّا أنا فأقولُ: أنْزِلْني هنا. أنا مثلهم لا شيء يعجبني، ولكني تعبتُ

من السِّفَرْ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق