الأربعاء، 5 يوليو 2017

فلأنسَ غيابكِ

محمد عبيدو :

إنني أصل إليك
كما يصل الجبل إلى البحر البعيد
بجداوله


- 2 -
عابثة بقميص تألقك 
تتأملين لوحة الجدار
تشاغلين
فرص الصمت
وأنا أبحث عن شتلة بوح ..
- 3 -
وردة كثوا نٍ مقبلة
سيدة الصوت الذي يغلب الهلاك
ويرمم الخراب
صوتك النشوة والندى
أعاد لي احتمال
صوتك ..
- 4 -
في زاوية فمك
نجمة الصبح
توارت في رحيلك المفاجئ
ولم تترك سواي
وشغف ظلك الخجول ..
- 5 -
لا أستوقفك
لا أحدثك
فقط ، أصغي إلى الأشجار
تسير في صوتك ..
أنظر إليك
بوقاحة العصفور
محادثاً الإله المنسي
في ضفاف عينيك ..
- 6 -
احضن بيدي اللوحة
التي تذكرني بك
صارت اللوحة قطعة من يدي
- 7 -
عندما تبتعدين مثل نهر
يصبح كل شيء
لحناً
منفرداً
والروح تهبط كل مساء
باحثة
عن وردتها
الوحيدة
كي ترتب سرير القصيدة
- 8 -
أبتكرك
أشكل صورتك
بصلصال ضوء في المخيلة ..
- 9 -
بعيدة كآخر اللهاث
مع ذلك أفكر بك
وكأنك - بعد دقيقة - تمسين كتفي
بيديك الطيبتين
تقدمين لي ياسمينك الأبيض .
- 10 -
يا أيقونة البراري
وأغنية الرحيل
وقفت ، ولم أعرف في أي اتجاه
عيناك الحنونتان ..
- 11 -
طويلاً
كالحور المتوحد
غيابك
قلبي ثمرة ناضجة
ترتجف وحيدة
في مهب الريح ..
طويلاً .. غيابكِ
طيفك المتناهي
كالصراخ
على ضفاف الليل ..
- 12 -
حتى في غيابك
تبقين
ضوءاً دائماً في الذاكرة
قصيدة بلا نهاية
اسماً يليق بصمتي الطويل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق