محمد عبيدو
ليالي بدر مخرجة وكاتبة فلسطينية، ولدت في مدينة أريحا في عام 1957، وهي أيضا منتجة وموزعة، بدأت العمل كاتبة قصص أطفال وإخراج مسرحيات للأطفال في الكويت، وكتبت السيناريو، قبل أن تتوجه إلى دراسة السينما في ألمانيا. كما تعاونت مع التليفزيون في برلين، من أجل إنتاج فيديوهات للأطفال.
في سوريا صنعت ليالي بدر مسرحيتان موسيقيتان بالإضافة إلى كتابة لمسلسل تليفزيوني وفيلمين. كما نشرت بدر كتابين هما “لبانة والقمر” و”نهر وشجرة”. كما أصدرت، مؤخرا، رواية بعنوان “على يمين القلب”.
فازت ليالي بدر بالعديد من الجوائز عن أعمالها السمعية والبصرية، ومقاطعها التلفزيونية والأفلام الموسيقية التي تجمع بين الصور الحقيقية والرسوم المتحركة. فاز فيلمها القصير “الطريق إلى فلسطين” الذي أنتجته منظمة التحرير الفلسطينية عام 1985 بجائزة اللور الذهبية من التلفزيون الألماني، وجائزة أفضل مسرحية للأطفال في مهرجان تونس العربي للتلفزيون، وجائزة الريادة في مهرجان دمشق للتلفزيون. كما حصلت على تنويه خاص في مهرجان أصفهان لأفلام الأطفال. ويستند هذا الفيلم القصير المتحرك للأطفال إلى شهادة ليلى، وهي فتاة فلسطينية تنظر إلى السماء بينما تمشط والدتها شعرها، فترى بالونات الهواء الساخن تسقط مباشرة فوق الهدف، فلسطين.
شاركت ليالي بدر في لجنة تحكيم الفيلم القصير بمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي, كما ساهمت بالعمل على أفلام “من المسافة صفر” الذي كان محور حديثها مع مجلة “سينمانا”
بين الكتابة الروائية والسينما اين تجد ليالي بدر تعبيرها عن الهم الفلسطيني ؟
التعبير هو التعبير، والهم الفلسطيني هم شخصي وهم عام. ولا يمكنني فصلهما عن بعض. همي الشخصي كامرأة تعيش بمجتمع مختلف، وتحاول إن تجد لنفسها مكانا مختلفا هو تعبير عن المرأة بشكل عام في الوطن العربي. كل فترة في حياتي كنت أجد نفسي بمكان، عملت شغلا للأطفال وأنا صغيرة، وأخذت جوائز، وعملت أفلاما، وبعدها عملت بالبزنس ذي الصلة بالسينما والتلفزيون والإنتاج وشراء الأعمال في “آر. تي” و”روتانا”، ثم بعد ذهابي إلى نيويورك في المجال الأكاديمي قررت أن أوقف هذا العمل، وأتفرغ للدراسة وكتابة السيناريو، وحاليا أنا أكتب أفلاما، وكتبت الرواية التي أجد فيها حاليا تعبيري الخاص.
ما هو الدعم الذي يمكن أن تقدميه لسينمائيي الداخل الفلسطيني المحاصرين لتطوير تجاربهم؟
في أفلام “من المسافة صفر” كانت لي علاقة يومية مع المخرجين والمخرجات، لأننا كنا نشتغل على الأفلام من بداية الحرب، وخاصة النساء اللواتي تعاملت معهن، كن في البداية في حالة صدمة كبيرة جدا، وبيوتهن تهدمت وتنقلن من مكان إلى أخر في حالة نفسية صعبة. المرأة رغم درجة تحملها إلا أن حساسيتها عالية. كان التعامل بالنسبة إلي في البداية صعبا، فمثلا: في أول مكالمة لي مع امرأة في الداخل، تقول لي: نحن عندنا بيوت وأنا آخذ أولادي إلى المدرسة، ولدي سيارة. استغربت لماذا تقول لي معلومات ليس لها علاقة بالفيلم الذي نشتغله معا. واكتشفت بعدها، عندما أتى الناس من غزة إلى بيتي، بعد فقدانهم بيوتهم، أنهم يريدون أن يؤكدوا لأنفسهم أن لديهم بيوتهم وأشياءهم مثل أي إنسان الطبيعي. كان في داخلهم ألم رهيب لا يدركونه. ونحن كنا نعمل عرضا فكريا على الأشياء التي يعملونها، ونطرح أفكارا للتطوير، وبعدها صرنا أصحاب مع الـ 22 مخرجا ومخرجة، وصرنا نتحدث بأريحية وود. وعندما خدث اجتياح رفح خفنا عليهم.
هل صارت العلاقة شخصية بينك وبين بعضهم؟
هناك شاب صغير من مجموعة مخرجي غزة صارت علاقتي معه شخصية. وعندما كنت أدربه على الالقاء في فيلمه، وعند اشتغالي على التعليق في الفيلم، أتحدث معه كمخرجة تعطيه تعليمات واضحة، قال لي أنا عمري 21 سنة. فأحسست بتأنيب ضمير شديد، هو مهجر في غزة وحالته صعبة، وكلما أقول له ملاحظة يقول لي يا وردة الوردات. هذا الولد احببته كأنه ابني، وبدأت علاقة شخصية تنمو شيئا فشيئا، وأصبحت أخاف عليه، خصوصا عندما كتب على الفيس بوك بوستا متشائما، وهو الساخر عادة في كتابته، والآن عنده مشروع آخر يعمل عليه وأنا أساعده فيه. هذا نموذج للعلاقات الشخصية بيننا وبين مخرجي غزة ومخرجاتها.
نقلا عن مجلة سينمانا.. مهرجان وهران للفيلم العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق