يُشارك الفيلم النرويجي "كويسلينغ ـ الأيام الأخيرة"، لإيريك بوبّي، في الدورة الـ49 (5 ـ 15 سبتمبر/أيلول 2024) لـ"مهرجان تورنتو السينمائي الدولي": تنتهي خمسة أعوام من الاحتلال، في الثامن من مايو/أيار 1945. يمكن أنْ تبدأ عملية إعادة بناء الأمة. لكنْ، يجب أولاً كتابة الفصل الأخير. في زنزانة مظلمة في قلعة "آكيرشوس"، يُعتَقل مرتكب أكبر خيانة على الإطلاق، فيدكِن كويسلينغ. الآن، يجب أن يحاسب على أفعاله، وعلى الفظائع التي أدّت إليها أيديولوجيته. عليه أولاً أنْ يلتقي الزعيم الروحي والكاهن بْيَادِر أولسن. فهل يتمكّن الكاهن، المتأثّر بدوره من وحشية الحرب، من مساعدة الرجل، الذي كان على علاقة بأدولف هتلر نفسه، لينعم براحة البال؟ هل خائن الوطن، المتعجرف وصاحب رسالة عنف في الحياة، قادرٌ على التوبة؟
النرويجي إريك بُوبّي (1960) يذهب بعيدًا في هذا. يصنع "أُوتِيَا 22 يوليو" (2018) كي يوثّق سينمائيًا جريمة القتل الجماعي تلك في جزيرة أُوتِيَا، التي يرتكبها أندرس بيرينغ برايفيك (1979)، فتكون النتيجة: 77 قتيلاً و151 جريحًا (الرقم يتضمّن قتلى وجرحى الجزيرة والانفجار الإرهابي الحاصل في أوسلو قبل وقت قليل على تنفيذ الجريمة).
لبوبّي فيلمٌ سابق بعنوان "أوتِيّا 22 يوليو" (2018)، يستعيد فيه مجزرة في جزيرة (أوتِيّا) منعزلة، ضحيتها مراهقون ومراهقات (15 ـ 16 عاماً) يُقتَلون ويُجرحون في اعتداء وحشيّ يُنفّذه يمينيّ متطرّف، في 22 يوليو/تموز 2011. هؤلاء منتمون إلى "اتحاد شبيبة حزب العمال النرويجي". الجريمة تتّخذ أوصافاً شتّى: سياسية وعنصرية وإرهابية، إلخ. جريمة داخلية في بلدٍ ينتمي إلى دول اسكندنافية، يندر فيها عمل وحشي كهذا.
لن يعود الفيلم إلى أسباب الجريمة، ولن يُدين المجرم. لن يُحاكم البلد وساسته ونُظمه الاجتماعية والثقافية والحياتية. لن يُساجل المسؤولين عن ملفات دولية عالقة. لن يقترب من هذا كلّه. فبُوبّي مُكتفٍ بإعادة تصوير الحدث الجُرمي من دون إظهار القاتل والغالبية الساحقة من ضحاياه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق