حصل المخرج الأميركي شون بيكر البالغ 53 عاماً، السبت على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عن “أنورا”، وهو فيلم إثارة في نيويورك ينتقل من الأحياء الفقيرة إلى الفيلات الفاخرة للأوليغارشية الروسية، ويبعث آمالاً بإحياء السينما الأميركية المستقلة.
وقالت رئيسة لجنة تحكيم المهرجان غريتا غيرويغ خلال الإعلان عن الفائز بالجائزة الأرفع لهذا الحدث في ختام دورته السابعة والسبعين “هذا الفيلم رائع ومليء بالإنسانية (…) لقد حطّم قلوبنا”.
ووجه شون بيكر في كلمته أثناء تسلم الجائزة، نداءً من أجل عرض الأفلام في صالات السينما، قائلاً: “يحتاج العالم إلى أن يتذكّر أن مشاهدة فيلم على الهاتف الخلوي أو في المنزل ليست الطريقة المناسبة لمشاهدة الأفلام”. وشدد على أنه خلال المشاهدة “في الصالة نتشارك الحزن والخوف والضحك”.
ويبدو “أنورا” في بدايته أشبه بنسخة 2024 من قصة سندريلا، ثمّ تأخذ قصته منعطفاً درامياً، قبل أن تتحول إلى مشاهد كوميدية صريحة في هذا الفيلم الذي تبلغ مدته ساعتين و18 دقيقة والذي يعيد التذكير بكلاسيكيات السينما الأميركية ويصوّر الجانب الآخر من الحلم الأميركي.
وبنيله الجائزة الأرفع في مهرجان كان السينمائي، يؤكد المخرج شون بيكر أنه من الأصوات الرائدة في السينما المستقلة الأميركية. كما من شأن المكافأة تسليط مزيد من الضوء على نجمة العمل، الممثلة ميكي ماديسون البالغة 25 عاماً، والتي تؤدي دور راقصة تسعى للكسب المالي من خلال إغواء عميل ثري، لكنها تثير غضب والديه الروسيين.
بعد فيلميه السابقين “تانجرين” و”ذا فلوريدا بروجكت”، يؤكد شون بيكر في عمله الجديد أنه مولع بالشخصيات المهمشة، المفعمة بالإنسانية. وقد أهدى بيكر جائزته “لجميع عاملي الجنس، في الماضي والحاضر والمستقبل”.
جورج لوكاس تسلّم السعفة الفخرية في مهرجان كان من كوبولا
ووسط عاصفة من تصفيق الحضور وأعضاء لجنة التحكيم وقوفاً، تسلّم مبتكر سلسلة أفلام ستار وورز (حرب النجوم) الشهيرة جورج لوكاس من صديقه المخرج الكبير فرانسيس فورد كوبولا سعفة ذهبية فخرية عن مجمل مسيرته خلال مهرجان كان.
ودمعت عينا لوكاس تأثراً على المسرح بعدما كان المخرج والمنتج البالغ 80 عاماً والذي يُعدّ أحد عمالقة هوليوود حظي بترحيب حار لدى مروره على السجادة الحمراء، قبل احتفال توزيع الجوائز.
وطلب المهرجان بعد ذلك من لوكاس تسليم السعفة الذهبية إلى المخرج الأميركي شون بيكر عن فيلمه أنورا. وقال لوكاس لدى تسلّمه جائزته: “فرانسيس صديق كبير وأخ كبير، وأشكر له ما فعله دائماً من أجلي”. وأضاف: “جئتُ إلى هنا اليوم لأشكركم. أنا مجرد طفل نشأ بين الكروم في كاليفورنيا. إنه لشرف عظيم أن أكون هنا”.
وكان كوبولا (85 عاماً) شدد في كلمته على أهمية “تكريم خيال ومثابرة” صديقه. وروى كوبولا: “تعرّفت به في الجامعة. جاء لرؤيتي في أول فيلم لي في الاستوديو، وكنت سعيداً بإيجاد شخص من جيلي”. وأضاف: “اقترحت عليه أن يعود كل يوم إلي بشرط أن يأتي باقتراح يومياً”.
واستذكر كوبولا يتذكر: “ذلك اليوم الحزين الذي شعر فيه جورج بأنه متروك، إذ كان قد قابل أصحاب حقوق فلاش غوردون. ولم يكن سميناً ما يكفي بالنسبة لهم”. واختتم كوبولا حديثه قائلاً: “لقد تابعت مسيرة جورج بأكملها، وتستمر القصة في فرنسا، حيث ولدت السينما”.
وعُرض لدى تسليمه الجائزة شريط توليفي يجمع مقتطفات من أفلام سلسلته “حرب النجوم”، مع عبارات اشتُهرت منها، ومنها “لتكن القوة معك” و”أنا والدك”.
واستهلت مقدّمة الاحتفال الممثلة الفرنسية كاميّ كوتان كلمتها على وقع موسيقى “ستار وورز” الشهيرة، وشبّهت أعضاء لجنة التحكيم بـ”ثمانية كوتان كلمتها على وقع موسيقى “ستار وورز” الشهيرة، وشبّهت أعضاء لجنة التحكيم بـ”ثمانية محاربي جيداي وقائدتهم يودا”، أي المخرجة غريتا غيرويغ. ووصفت كوتان الأفلام المشاركة في مسابقة المهرجان بأنها “22 محارباً في التحالف المتمرد”، وهي إشارة أخرى إلى “حرب النجوم”. ومن خلال “الأجزاء التسعة من سلسلة حرب النجوم ومنها أربعة تولى إخراجها بنفسه – بنى جورج لوكاس إمبراطورية هوليوودية”، بحسب ما أعتبر المهرجان قبل انطلاقه.
وفي ما يأتي قائمة بالفائزين بجوائز الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي التي وُزعت مساء السبت:
السعفة الذهبية: “أنورا” لشون بيكر
الجائزة الكبرى: “آل وي إيماجن آز لايت” لبايال كاباديا
جائزة الإخراج: ميغيل غوميس عن “غراند تور”
جائزة لجنة التحكيم: “إميليا بيريز” لجاك أوديار
جائزة لجنة التحكيم الخاصة: “بذرة التين المقدس” لمحمد رسولوف
جائزة أفضل سيناريو: “ذا سابستنس” لكورالي فارجا
جائزة أفضل ممثلة: ممثلات “إميليا بيريز” لجاك أوديار: كارلا صوفيا غاسكون وزوي سالدانيا وسيلينا غوميز وأدريانا باز
جائزة أفضل ممثل: جيسي بليمونز عن دوره في “كايندز أوف كايندنس” ليورغوس لانثيموس
جائزة الكاميرا الذهبية: “أرمان” لهالفدان أولمان توندل
السعفة الذهبية للفيلم القصير: “ذا مان هو كود نات ريماين سايلنت” لنيبويسا سلييبيفيتش.
السعفة الذهبية الفخرية: جورج لوكاس
(فرانس برس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق