الجمعة، 31 مايو 2024

إبراهيم تساكي: سينما التفاصيل الحميمة والرمزية

 


محمد عبيدو 

المخرج الجزائري إبراهيم تساكي (مواليد سيدي بلعباس، 1946 والوفاة 9 سبتمبر/ أيلول 2021) معروف بأعماله الحميمة المعتمدة على الصمت والرمزية، وعلى إبراز صراع الشمال والجنوب.

درس تساكي في "مدرسة الفنون الدرامية" في "برج الكيفان" (الجزائر العاصمة)، ثم التحق بـ"المعهد العالي لفنون البث" في Louvaine La Neuve (بلجيكا)، حيث حصل على دبلوم الإخراج عام 1972.

عام 1978، عُيِّن في "المعهد الوطني للتجارة والصناعة السينمائية" في عاصمة بلده، وبدأ كتابة وإخراج أفلام خيالية، حصلت على جوائز عديدة، منها الروائي القصير "علبة في الصحراء" (1980)، و"أطفال الريح" (1981)، و"أيرُوَان، ثمالة رحلة داخل الحبّ" (2006).

فيلمه القصير "محطة الفرز" (1975) يحكي قصّة طفل صغير يدرس في بلجيكا، تنهار أحلامه بسبب توجيهه إلى التكوين المهني، فيخطف المسؤول الأول عن الشرطة في المدينة.

أما "أطفال الريح"، فيتضمّن 3 قصص: "علبة في الصحراء"، عن أطفال سيدي يعقوب الذين يجمعون النفايات القصديرية لصنع آلات مجهرية، و"جمال في بلاد الصور"، عن مغامرات طفل مطرود من المدرسة، يبيع ورد الرمال، ويواجه عالمين، عالم الصُور، من خلال التلفزيون الذي يقدّم له وعوداً ومغامرات، وعالم الواقع الذي يعيشه يومياً، في مقابل تطوّر مجتمع يحاصره بين هذين العالمين، و"بيض مسلوق"، عن طفل يبيع بيضاً مسلوقاً في الحانات، متناولاً خيبة أمله إزاء أبيه، بائع الألعاب، والممثل الذي أصبح نجمه المفضّل وبطل أحلامه، فيُصدَم به عندما يقابله في حانة، فيراه عربيداً غارقاً في طوفان الحياة. تتحطّم الصورة الجميلة باكتشافه وجهه الحقيقي، وما يعانيه من تمزّق وتشتّت.

 نظرة قاسية لواقع الصبي في مواجهة الناس والأحداث في الحياة، تنتهي بانهياره عند رؤيته أبيه وهو يلهو بطريقة طفولية بالدمى التي لها شكل الفئران.


"قصّة لقاء" (1983) عن طفل أبكم وأصم، ابن فلاح جزائري، وطفلة بكماء وصماء، ابنة مهندس أميركي، يلتقيان قرب قاعدة بترول، فتنشأ بينهما صداقة وثيقة.


"أطفال النيون" (1990) يروي قصّة شابين، جمال وكريم، أصمين وأبكمين من أصل مغاربي، يعيشان في حي متاخم للمدينة. في أحد الأيام، ينقذ جمال شابّة من محاولة اغتصاب، فتنمو بينهما قصّة حبّ، تُهدده الكراهية العنصرية.

عام 2010، بعد غياب طويل عن العمل السينمائي، عاد تساكي بفيلم "أيرُوَان"، التي تعني باللغة العربية "يُحكى أنْ"، والمُصوَّر باللهجة الطارقية الجزائرية.

أعطى في فيلمه هذا روحاً فنية عالية، وكان تعبيراً عن صورة فنية ناجحة، من حيث الترتيب بين الفكرة والصورة الاحترافية العالية في حركات الكاميرا، وزوايا التصوير، والمزج بين عمق الصورة وبانوراميتها، التي أعطت قوّة للفضاء والطبيعة. الصورة الخلاّبة الأخّاذة، والتكوينات البصرية المدهشة، نتاج تعاون متكامل بين تساكي ومُصوّره أحمد مسعد، الفائز بجائزة أفضل تصوير عن هذا الفيلم، في "مهرجان وهران السينمائي".بالإضافة إلى التقنيات التي أظهرت المستوى الفني، هناك نص قوي ذو أبعاد ثقافية، تتضمّنها قصة إنسانية متداخلة بين الحبّ والحنين والتمزّق الحاصل في العالم الثالث. فيه، يجول بعين سينمائية ذات حضور آسر في الصحراء الجزائرية الشاسعة، حيث تتكاثف حبّات الرمال الذهبية بأساطيرها الممزوجة بمروءة الرجل الأزرق وشهامته وحبّه الصادق الأزلي. حكاية تستلهم أجواء جزائرية عميقة، يضعها في مقابل شخصيات ذات ثقافات مغايرة.

"أيرُوَان" قصّة عاطفية درامية، تجمع بين أمسياس، الرجل الطارقي ابن الصحراء الشاسعة المنتمي إلى العالم الثالث، وكلود، الفتاة التي نشأت وترعرعت في إحدى المدن الأوروبية، وفتحت عينيها على رمال الصحراء.

يلتقيان في الصحراء، التي منحتهما بدايةً للإبحار في عالم التناقضات، فأصبحا صديقين قبل أنْ يتحابّا. ويكشف الفيلم قصّة حبّ قديمة كانت تربط الفتاة مينة، ابنة المنطقة (الممثلة الفلسطينية ياسمين المصري) بأمسياس، لكنّ القدر فرّق بينهما، فتحوّلت فكرة زواجهما إلى سراب، كون مينة أخته بالرضاعة، ويستحيل الزواج بها، لتبدأ معاناتهما، فيلتقي كلّ واحد منهما شريكاً آخر يقاسمه الحياة، بحثاً عن بديل.

غير أنّ حبّهما أزليّ، فأفقدهما متعة العيش بعيداً عن بعضهما، ويضطر أمسياس للرحيل إلى أوروبا ملتحقاً بكلود، ويجد معها المتعة الجسدية، بينما الروح مع مينة. وجوده في أوروبا زاده تعلّقاً بها. بينما بقي والد كلود في الصحراء بحثاً عن الماء، ويوقّع عقداً مع إبليس، كما قال، فخبّأ مواد سامة لوّثت الماء

يعود أمسياس مع كلود إلى الصحراء، بعد وفاة يوسف الأصم إثر شربه ماء الجبل، ما دفع بأمسياس إلى الجبل الملعون، محاولاً اكتشاف السرّ المخبّأ فيه، حيث يموت، أو يصاب بالجنون كلّ من يقصده ويحتسي قليلاً من مائه، والمجنون يموت بعد أيام عدّة. يكتشف رجال الصحراء أنّ الماء لوّثه رجال الشمال، الذين قدموا إلى الصحراء ودفنوا فيها مواد مشعّة في إطار تجارب نووية.

القصّة مزجها إبراهيم تساكي بدلالات فنية، لها أثر في تناسق الفيلم، الذي اعتُبر نموذجاً للسينما الجزائرية الجديدة، العائدة من عمق الصحراء، ليفتح قوسين بحثاً في عمق الفكرة ذات المعاني العديدة، التي تُعبّر عن تركيب العقل والذات، والحاضر والماضي.

وتمثّل الصحراء بُعداً مهمّاً، فهو اختارها مفتاحاً لتوليد الكادر المصنَّع بحساسية بصرية، طارحاً تساؤلات مُقلقة ومضنية، تصل إلى آفاق تتعلّق بالوجود الإنساني نفسه ومغزاه، في علاقته بالآخر.

كذلك يتناول تساكي مسألة الحوار بين الشمال والجنوب، الذي يعتبره غير عادل، مُلمّحاً إلى الطريقة الجائرة التي ينتهجها الغرب في أخذ ثروات أراضينا، وفي مقابل ذلك يفرغون فيها النفايات والسموم.

عن العربي الجديد 

الأحد، 26 مايو 2024

فيلم أنورا للأميركي شون بيكر يفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان


حصل المخرج الأميركي شون بيكر البالغ 53 عاماً، السبت على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عن “أنورا”، وهو فيلم إثارة في نيويورك ينتقل من الأحياء الفقيرة إلى الفيلات الفاخرة للأوليغارشية الروسية، ويبعث آمالاً بإحياء السينما الأميركية المستقلة.

وقالت رئيسة لجنة تحكيم المهرجان غريتا غيرويغ خلال الإعلان عن الفائز بالجائزة الأرفع لهذا الحدث في ختام دورته السابعة والسبعين “هذا الفيلم رائع ومليء بالإنسانية (…) لقد حطّم قلوبنا”.

ووجه شون بيكر في كلمته أثناء تسلم الجائزة، نداءً من أجل عرض الأفلام في صالات السينما، قائلاً: “يحتاج العالم إلى أن يتذكّر أن مشاهدة فيلم على الهاتف الخلوي أو في المنزل ليست الطريقة المناسبة لمشاهدة الأفلام”. وشدد على أنه خلال المشاهدة “في الصالة نتشارك الحزن والخوف والضحك”.


ويبدو “أنورا” في بدايته أشبه بنسخة 2024 من قصة سندريلا، ثمّ تأخذ قصته منعطفاً درامياً، قبل أن تتحول إلى مشاهد كوميدية صريحة في هذا الفيلم الذي تبلغ مدته ساعتين و18 دقيقة والذي يعيد التذكير بكلاسيكيات السينما الأميركية ويصوّر الجانب الآخر من الحلم الأميركي.


وبنيله الجائزة الأرفع في مهرجان كان السينمائي، يؤكد المخرج شون بيكر أنه من الأصوات الرائدة في السينما المستقلة الأميركية. كما من شأن المكافأة تسليط مزيد من الضوء على نجمة العمل، الممثلة ميكي ماديسون البالغة 25 عاماً، والتي تؤدي دور راقصة تسعى للكسب المالي من خلال إغواء عميل ثري، لكنها تثير غضب والديه الروسيين.


بعد فيلميه السابقين “تانجرين” و”ذا فلوريدا بروجكت”، يؤكد شون بيكر في عمله الجديد أنه مولع بالشخصيات المهمشة، المفعمة بالإنسانية. وقد أهدى بيكر جائزته “لجميع عاملي الجنس، في الماضي والحاضر والمستقبل”.


جورج لوكاس تسلّم السعفة الفخرية في مهرجان كان من كوبولا

ووسط عاصفة من تصفيق الحضور وأعضاء لجنة التحكيم وقوفاً، تسلّم مبتكر سلسلة أفلام ستار وورز (حرب النجوم) الشهيرة جورج لوكاس من صديقه المخرج الكبير فرانسيس فورد كوبولا سعفة ذهبية فخرية عن مجمل مسيرته خلال مهرجان كان.


ودمعت عينا لوكاس تأثراً على المسرح بعدما كان المخرج والمنتج البالغ 80 عاماً والذي يُعدّ أحد عمالقة هوليوود حظي بترحيب حار لدى مروره على السجادة الحمراء، قبل احتفال توزيع الجوائز.


وطلب المهرجان بعد ذلك من لوكاس تسليم السعفة الذهبية إلى المخرج الأميركي شون بيكر عن فيلمه أنورا. وقال لوكاس لدى تسلّمه جائزته: “فرانسيس صديق كبير وأخ كبير، وأشكر له ما فعله دائماً من أجلي”. وأضاف: “جئتُ إلى هنا اليوم لأشكركم. أنا مجرد طفل نشأ بين الكروم في كاليفورنيا. إنه لشرف عظيم أن أكون هنا”.


وكان كوبولا (85 عاماً) شدد في كلمته على أهمية “تكريم خيال ومثابرة” صديقه. وروى كوبولا: “تعرّفت به في الجامعة. جاء لرؤيتي في أول فيلم لي في الاستوديو، وكنت سعيداً بإيجاد شخص من جيلي”. وأضاف: “اقترحت عليه أن يعود كل يوم إلي بشرط أن يأتي باقتراح يومياً”.


واستذكر كوبولا يتذكر: “ذلك اليوم الحزين الذي شعر فيه جورج بأنه متروك، إذ كان قد قابل أصحاب حقوق فلاش غوردون. ولم يكن سميناً ما يكفي بالنسبة لهم”. واختتم كوبولا حديثه قائلاً: “لقد تابعت مسيرة جورج بأكملها، وتستمر القصة في فرنسا، حيث ولدت السينما”.


وعُرض لدى تسليمه الجائزة شريط توليفي يجمع مقتطفات من أفلام سلسلته “حرب النجوم”، مع عبارات اشتُهرت منها، ومنها “لتكن القوة معك” و”أنا والدك”.


واستهلت مقدّمة الاحتفال الممثلة الفرنسية كاميّ كوتان كلمتها على وقع موسيقى “ستار وورز” الشهيرة، وشبّهت أعضاء لجنة التحكيم بـ”ثمانية  كوتان كلمتها على وقع موسيقى “ستار وورز” الشهيرة، وشبّهت أعضاء لجنة التحكيم بـ”ثمانية محاربي جيداي وقائدتهم يودا”، أي المخرجة غريتا غيرويغ. ووصفت كوتان الأفلام المشاركة في مسابقة المهرجان بأنها “22 محارباً في التحالف المتمرد”، وهي إشارة أخرى إلى “حرب النجوم”. ومن خلال “الأجزاء التسعة من سلسلة حرب النجوم ومنها أربعة تولى إخراجها بنفسه – بنى جورج لوكاس إمبراطورية هوليوودية”، بحسب ما أعتبر المهرجان قبل انطلاقه.


وفي ما يأتي قائمة بالفائزين بجوائز الدورة السابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي التي وُزعت مساء السبت:

السعفة الذهبية: “أنورا” لشون بيكر

الجائزة الكبرى: “آل وي إيماجن آز لايت” لبايال كاباديا

جائزة الإخراج: ميغيل غوميس عن “غراند تور”

جائزة لجنة التحكيم: “إميليا بيريز” لجاك أوديار

جائزة لجنة التحكيم الخاصة: “بذرة التين المقدس” لمحمد رسولوف

جائزة أفضل سيناريو: “ذا سابستنس” لكورالي فارجا

جائزة أفضل ممثلة: ممثلات “إميليا بيريز” لجاك أوديار: كارلا صوفيا غاسكون وزوي سالدانيا وسيلينا غوميز وأدريانا باز

جائزة أفضل ممثل: جيسي بليمونز عن دوره في “كايندز أوف كايندنس” ليورغوس لانثيموس

جائزة الكاميرا الذهبية: “أرمان” لهالفدان أولمان توندل

السعفة الذهبية للفيلم القصير: “ذا مان هو كود نات ريماين سايلنت” لنيبويسا سلييبيفيتش.

السعفة الذهبية الفخرية: جورج لوكاس

(فرانس برس)

الاثنين، 20 مايو 2024

«سيرة ترامب» فيلم في «كان»

 


يصل مهرجان «كان» أحد أبرز الأحداث السينمائية العالمية، إلى منتصف الطريق مع ترقب عرض فيلم سيرة ذاتية عن دونالد ترامب، وأحدث أعمال المخرج الشهير ديفيد كروننبرغ في عرضه العالمي الأول.

ويرى مراقبون أن فيلم «إميليا بيريز»، عمل موسيقي استعراضي الأوفر حظاً بين الأعمال المقدمة في المهرجان حتى الساعة، بعد عرض 11 من أصل 22 فيلماً مشاركاً في المسابقة على جائزة السعفة الذهبية.

كما تبدو ديمي مور منافسة جدية لجائزة أفضل ممثلة بعد تقييمات إيجابية كثيرة حصدها «ذي سابستنس»،

لكنّ الحدث السينمائي الفرنسي يشهد عرض فيلم «ذي أبرنتيس» سيرة ترامب خلال سنوات تدريبه المهني، في عمل يحمل توقيع المخرج الإيراني المولد علي عباسي، ومن المتوقع أن يثير الجدل قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ويؤدي بطولة الفيلم سيباستيان ستان، الذي اشتُهر بدور «جندي الشتاء» في أفلام مارفل، رغم أنه فاز أيضاً بجائزة أفضل ممثل في مهرجان برلين السينمائي هذا العام وحظي بإشادة واسعة بفضل تأديته دور مغني الروك تومي لي في مسلسل «بام وتومي».

ومن بين الأعمال التي حظيت بأصداء إيجابية لدى النقاد خلال الأسبوع الأول كان فيلم «بيرد»، وهو قصة شُجاعة متخيلة عن فتاة صغيرة في الطبقة العاملة في إنجلترا، بتوقيع المخرجة أندريا أرنولد.

كما أثار فيلم «كايندز أوف كايندنس»، أحدث تعاون بين الممثلة إيما ستون والمخرج يورغوس لانثيموس بعد النجاح الكبير الذي حققاه أخيراً في «بور ثينغز»، اهتماماً كبيراً لدى النقّاد وتضمّن بعض اللحظات الكوميدية السوداء للغاية.

مواقف خجولة من نجوم مهرجان كان السينمائي بشأن غزة.. وممثلة فرنسية ـ جزائرية تظهر برمز فلسطيني


كان (فرنسا): بينما ينعكس النزاع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة بشكل كبير على الجامعات ومواقع التواصل الاجتماعي، يفضّل النجوم الحاضرون في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي إظهار دعم رمزي ومحدود.

وبحسب وكالة “فرانس برس” صعد الممثل فيليب توريتون سلالم المهرجان الثلاثاء معلّقاً شريطاً أصفر على سترته، في خطوة ترمز لدعم حوالى 250 شخصاً احتجزتهم حماس كرهائن خلال هجومها على الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

أما الفنانة ليلى بختي (الفرنسية ـ الجزائرية) التي سجلت أخيراً رسالة لمنظمة اليونيسف لصالح أطفال غزة، فقد وضعت الأربعاء دبوساً على شكل بطيخ، أحد رموز المقاومة الفلسطينية.

تبدو هذه المواقف متحفظة للغاية في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في وقت ينتشر على تطبيق تيك توك وسم “blockout2024” الذي يدعو مستخدمي الإنترنت إلى حظر حسابات النجوم الذين التزموا الصمت بشأن الحرب في غزة.

ومن بين أهداف هذه التعبئة المؤيدة للفلسطينيين، بيونسيه وكيم كارداشيان اللتان فقدتا بالفعل مئات آلاف المتابعين.

رداً على ذلك، نشر مشاهير مثل الممثل عمر سي، عضو لجنة تحكيم مهرجان كان، دعوة لوقف إطلاق النار على إنستغرام في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقالت وكالة “فرانس برس” إنه “على السجادة الحمراء في مهرجان كان، جاءت أقوى رسالة حول هذا الصراع (حسب وصفها) حتى الآن من إحدى الناجيات من هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، لورا بلاجمان كادار، التي ارتدت فستاناً أصفر عليه صور رهائن إسرائيليين ووشاحاً أسود كتب عليه “Bring them home” (“أعيدوهم إلى ديارهم”).

وبحسب الوكالة فهذا خيار ليس بتاتاً من قبيل الصدفة، إذ أصبح اللون الأصفر رمزاً للتضامن مع الأشخاص الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

وتحدث عن عرض منظمة مؤيدة لإسرائيل  لفيلم “بيرينغ ويتنس” الذي يتناول شهادات من هجوم السابع من تشرين الاول/اكتوبر أنتجته الحكومة والجيش في إسرائيل.

وهذا الفيلم الذي يتألف من مشاهد التقطتها كاميرات المراقبة أو أخرى صُوّرت عبر الهواتف المحمولة لمهاجمي حماس أو الضحايا أو عناصر الإغاثة، سبق أن عُرض في 14 تشرين الثاني/نوفمبر في الجمعية الوطنية في فرنسا. وكان أيضاً شهد عروضاً خاصة على هامش مؤتمرات بينها منتدى دافوس، بحسب للمنظمين.

– إجراءات مشددة –

وبحسب الوكالة يخلو المهرجان من أي مظاهرات سياسية، لا على صعيد الجمهور، ولا لناحية النجوم على السجادة الحمراء. لكنّ هذا الأمر ـ تزعم الوكالةـ  قد يتغير مع عرض الجمعة لفيلم “La belle de Gaza” (“جميلة غزة”)، وهو عمل وثائقي يدور في بيئة مغلقة للغاية للنساء الفلسطينيات المتحولات جنسياً اللاتي لجأن إلى تل أبيب.

حتى لو كان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي جرى التطرق إليه من خلال تشدد السلطات تجاه “المهاجرات غير الشرعيات” الآتيات من الضفة الغربية من دون تصاريح عمل، قد تم محوه بالكامل في هذا الفيلم الذي يحمل توقيع يولاند زوبرمان، وحل محله نوع آخر من الصراع الحميم والعالمي.

وفيما تغيب الأفلام الفلسطينية عن المسابقة الرسمية، فإن فيلم “إلى عالم مجهول” للمخرج الدنماركي من أصل فلسطيني مهدي فليفل، يتبع قصة شابين فلسطينيين من أبناء العمومة يجدان نفسيهما في اليونان، بعد فرارهما من مخيم في لبنان. يُعرض الفيلم في فئة “أسبوعا المخرجين”.

وفي سوق السينما Marche du film، وهو الأكبر من نوعه في العالم، رفع جناح “الفيلم العربي” لافتة كبيرة تدعو إلى دعم قطاع السينما في الأراضي المحتلة أو صنّاع السينما في المنفى.

أما الفيلم الإسرائيلي الوحيد الذي عُرض هذا العام هو فيلم قصير لأميت فاكنين، طالبة السينما في جامعة تل أبيب. ويركز فيلم “إتس نو تايم فور بوب” على شابة ترفض المشاركة في احتفالات وطنية.

ووُضع الجناح الإسرائيلي تحت مراقبة مشددة للغاية، مع إجراء عمليات تدقيق أمنية صارمة عند المدخل.

وقال فريق السفارة الإسرائيلية لوكالة فرانس برس إنه كانت لديه شكوك حتى اللحظة الأخيرة بشأن الإبقاء على الجناح، بعد أقل من أسبوع من التظاهرات الحاشدة خلال ضد مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن في السويد.

(أ ف ب)

السبت، 18 مايو 2024

كوبولا ينطلق بقوة نحو سعفة ذهبية ثالثة



دام التشويق أسابيع طويلة قبل أن يكتشف جمهور كان السينمائي، أمس الخميس، فيلم "ميغالوبوليس". هذا العمل الضخم رصد له المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا أموالا طائلة من إمكانياته الخاصة، في مغامرة مادية اندهش لها الكثيرون. 

ويبدو أن صاحب "القيامة الآن" كان في مستوى انتظارات الجمهور بمهرجان كان، الذي صفق كثيراً لحضوره وللقيمة السينمائية والفنية لهذه التحفة، حسب الكثير من النقاد، التي ستعزز رصيد أعماله التاريخية. 

لكن السؤال الذي تطرحه «فرانس24» في التقرير التالي: هل سيسرق "ميغالوبوليس" قلب لجنة تحكيم المسابقة الرسمية حتى ينال كوبولا السعفة الذهبية الثالثة؟.

وبهذا الشأن، كتب جان فرانسي بيكريس على صفحات "ليزيكو" أنه "سيكون الأمر استثنائياً بالنسبة لمحبي السينما أن يتوج كوبولا في آخر السباق بسعفة ذهبية. هذه الأسطورة السينمائية الحية تتفوق على كبار السينما في العالم كالبريطاني كين لوتش والنمساوي ميكائيل هانيكي والسويدي روبن أوستلوند ومخرجين آخرين يعدون من القلائل الذين نالوا السعفة الذهبية مرتين".

ويبدو أن العمل لم يخيب ظن الجمهور الذي حضر بكثافة للعرض. وكان في مستوى انتظارات الكثيرين. فيلم جمع بين تناقضات متداخلة في الأسرة الواحدة والمدينة الواحدة أيضاً، يتنازع فيها طرفان الأول يسعى للمستقبل لفتح أبواب جديدة على مستويات متنوعة للأجيال المقبلة، والثاني يظل محافظا، متمسكا بأسلوبه في التدبير والتسيير حتى لو كان الأمر لا يهمه وحده بل يعني محيطه أيضا. فيلم زاوج فيه صاحبه بين السياسة والخيال والفلسفة والشعر أيضا. الشعر ليس قولا فقط، بل كصورة سينمائية تحمل دلالات رمزية.

وهذه المدينة التي تحدث عنها كوبولا في فيلمه قد تكون العالم أيضاً، ينظر لها المهندس آدم دريفر بحمولة ليست معمارية فقط بل إنسانية تضمن شروط الحياة بشكل أفضل دون أن تطالها التهديدات المحيطة بها اليوم. عالم للجميع تتوافر فيه عدالة وصحة وتربية وغيرها، وإن كان يضع مؤسسة الزواج على رأس المؤسسات لأنها الإسمنت الذي يساهم في تماسك هذا الكل الذي يشكل المدينة وحتى العالم.

ووظف في هذا العمل إمكانيات كبيرة، سبق أن تحدثت عنها وسائل الإعلام، إذ كشفت أن المخرج اعتمد على إمكانياته المالية الخاصة، وصرف ما يقدر بأكثر من 120 مليون دولار لإنجاز هذا العمل الذي يعتبره الكثير من النقاد تاريخيا حتى في حال عدم حصوله على السعفة الذهبية. وليست المرة التي يستخدم فيها كوبولا أمواله الخاصة لطرح عمله على الجمهور، بل سبق أن التجأ إلى جيبه في إخراج فيلمه المعروف "القيامة الآن".

ينتمي كوبولا إلى ما عرف في سبعينيات القرن الماضي بمخرجي مدرسة "هوليوود الجديدة"، الذين استقلوا سينمائيا عن استوديوهات هوليوود، بالاعتماد في أعمالهم على التمويل الذاتي لها. وهذا شجع على فرز سينما جديدة، لا تخضع لتوجيهات الممولين، وتصغي بالدرجة الأولى لإرادة المخرج واختياراتها الفنية.

ومن أبرز الأعمال التي ترجمت هذه التوجهات الرحلة المجنونة بالدراجة النارية عبر الولايات المتحدة في "إيزي رايدر" Easy Rider، والرعب في "ذي إكزورسيست" The Exorcist وسوداوية "العراب" The Godfather.

وبناء على ما ذكر، يعتبر البعض كوبولا "متهوراً" ومغامراً، قد يخسر في أي لحظة كل ما يملك لأجل صناعة سينمائية برؤيته هو وبتوقيعه. واضطر لإخراج فيلمه الضخم "ميغالوبوليس" لبيع ضيعة كبيرة كان يملكها.

ومشاهد هذا العمل المثير حقاً، تظهر بجلاء أنه وظفت فيه إمكانيات مالية هائلة، لاشك أن اسم المخرج ولهفة الجمهور لمشاهدة أعماله الجديدة، وسط دعاية إعلامية كاسحة، ستساعده على استرجاعها، ولربما جني أرباح طائلة منه كما هو شأن مخرجين أمريكيين كبار آخرين.

وفكرة إنجاز هذا الفيلم أخذت منه مدة طويلة، تقدر بالسنوات، وكان في كل مناسبة يضع مشروعه في ثلاجة الوقت، الذي حضر بقوة في "ميغالوبوليس"، وخاض معه بطل فيلم معركة على امتداد العمل. هذا الوقت الذي ينسل من بين أيدينا في كل لحظة، حاول المخرج أن يؤكد على أن الانتصار عليه والتحكم فيه بداية في تحصيل مكاسب.

ويعود كوبولا للمهرجان بعد 45 عاماً من حصوله على سعفة ذهبية ثانية في 1979 عن فيلم "القيامة الآن". أما سعفته الأولى فنالها المخرج الأمريكي عن فيلمه "المحادثة" في 1974. وهو يطمح إلى الظفر بسعفة ثالثة، ليكون حينها أول مخرج يحصل على ثلاث سعفات ذهبية، حيث يوجد في الوقت الحالي ضمن مجموعة من ستة مخرجين عالمين بحوزتهم جميعا سعفتين.

وطبعاً، المهمة لن تكون سهلة أمام مخرج أمريكي كبير أيضاً، معروف كثيرا بكتابة السيناريو وهو بول شريدر الذي يتنافس في المسابقة الرسمية من المهرجان بفيلم "أو كندا"، ويأمل حصد أول سعفة ذهبية في مسيرته السينمائية، التي دشن بدايتها في نفس التوقيت مع كوبولا، ودامت حتى الآن خمسة عقود.

وفسر بعض النقاد حضور المخرج الأمريكي وآخرين ينتمون إلى مدرسة "هوليوود الجديدة" في هذا الحدث السينمائي العالمي، بمثابة لفتة من منظميه، قد تكون هي الأخيرة منهم بحق هؤلاء العمالقة بحكم تقدمهم في السن، ولربما هي آخر مبارزة فنية على حلبة كان بينهم لانتزاع السعفة الذهبية.

لكن لايزال المهرجان في أيامه الأولى، وسيكتشف جمهور كان طيلة الأسبوعين أعمالاً أخرى ستكون لها حظوظها أيضاً في المسابقة الرسمية التي يشارك فيها 22 فيلماً، إلا أن القيمة السينمائية للمخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا عالمياً، ونوعية العمل الذي عرضه في هذه الدورة، قد يرجحان كفته في آخر السباق.

في كل الأحول، التشويق سيبقى حاضراً حتى آخر نفس من عمر هذه النسخة التي تعد بالكثير من المفاجآت.

الخميس، 16 مايو 2024

رحيل المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد عن 70 عاما

 


السينما السوريّة نعت المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد، الذي توفّي عن عمر يناهز 70 عاماً، أحد “أعمدة السينما السورية”، إذ كتب وأخراج أفلامًا جماهيرية حظيت بشهرة واسعة، وتزخر مسيرته الفنية بنحو 20 عملاً تولّى إما تأليفها وإما إخراجها وإما التمثيل فيها.

وُلد عبد اللطيف عبد الحميد في العام 1954 لأسرة من لواء إسكندرون، نزحت إلى قرية البهلولية في ريف اللاذقية هرباً من بطش النظام التركي، وقضى المخرج المبدع سنوات طفولته متنقلاً بين حمص والجولان السوري المحتل بحكم عمل والده في الجيش العربي السوري، وكانت السينما شغفه الأول فكان يتابع كل فيلم عربي أو أجنبي تعرضه صالات السينما في مدينة اللاذقية.

وعندما حصل عبد الحميد على الشهادة الثانوية، درس الأدب العربي في جامعة تشرين حيث أشبع هوايته الفنية بالعمل في المسرح الطلابي وسعى لدراسة الموسيقى في مصر، ولكن ظهرت عوائق حالت دون تحقيقه حلمه.

وأخذت حياة عبد الحميد مسارها الصحيح عندما حصل على منحة لدراسة السينما في المعهد العالي للسينما بموسكو وتخرّج فيه عام 1981 منجزاً خلال سنوات دراسته ثلاثة أفلام، هي: “تصبحون على خير” و”درس قديم” و”رأساً على عقب”، وبعد عودته إلى دمشق أنجز للمؤسسة العامة فيلمين تسجيليين، هما: “أمنيات” و”أيدينا”.

تعرّف جمهور السينما السورية على عبد الحميد حين عمل مخرجاً مساعداً في رائعة محمد ملص “أحلام مدينة” سنة 1983، وفي العام 1987 أدى الشخصية الرئيسة في فيلم “نجوم النهار” لأسامة محمد، لينال مع فيلمه الأول “ليالي ابن آوى” من إنتاج عام 1989 سيف “مهرجان دمشق السينمائي” الذهبي، وجائزة أفضل ممثل للفنان أسعد فضة، والزيتونة الذهبية في “مهرجان حوض البحر المتوسط” في كورسيكا، والجائزة الذهبية من “مهرجان الفيلم الأول الدولي” في أنوناي بفرنسا.

وأتبع عبد الحميد عمله الأول بثلاثة أفلام صنّفها النقاد مع “ليالي ابن آوى” ضمن رباعية ريفية تناولت بيئة الساحل السوري في حقبة الستينيات مع “رسائل شفهية” من إنتاج 1989 الذي نال جوائز عدة في مهرجانَي “فالنسيا” و”مونبليه”… ثم “قمران” و”زيتونة” من إنتاج 2001 ، ويدخل عبد اللطيف عبد الحميد في فيلمه “خارج التغطية” 2007 لاستكشاف ما يجري خلف الشبابيك والستائر في المدينة ويدخل بطوقه المعهود الى خلق الحكاية والصورة.

ونال الجائزة الكبرى لمهرجان وهران السينمائي في العام 2008، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن فيلم “ما يطلبه المستمعون”. يحكي الفيلم عن قصة حب تربط بين قلبي عزيزة وجمال، وتربط صداقة بين جمال وسليم، الشاب المعاق الهارب من اضطهاد أهله له والذي يحتضنه أبو جمال، وكأنه أحد أبنائه. يحكي الفيلم عن قصة حب تربط بين قلبي عزيزة وجمال، وتربط صداقة بين جمال وسليم، الشاب المعاق الهارب من اضطهاد أهله له والذي يحتضنه أبو جمال، وكأنه أحد أبنائه. كما قدّم فيلمه “صعود المطر” 1995 الذي اتخذ عبره منحى سينمائيا سرياليا يحاكي أفكارا إنسانية عميقة.

وخطا عبد الحميد عبر فيلمه “نسيم الروح” من إنتاج سنة 1998 خطوة غير مسبوقة في السينما السورية والعربية عندما خصّص هذا العمل تحيةً لروح الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي يدور الفيلم حول شاب ينبض قلبه بالحيوية، ويحب فتاة، ويبلغ به الإيثار حدًا يجعله يتنازل عن حبه لحبيبته لينقذ شابًا آخر من الانتحار، والذي يحب نفس الفتاة..

ولم تطفئ نيران الحرب وآلامها جذوة الإبداع لدى عبد الحميد من كتابته وإخراجه للعديد من الأفلام من فيلم “أنا وأبي وأمي وأنت” و”طريق النحل” عام 2017 حيث يعود من خلاله لتقديم عوالمه السينمائية التي تقدّم تفاصيل ريفية بسيطة مفعمة بالحياة. هو فيلم يروي بكثير من الشجن حكايات أشخاص يرومون حياة أفضل، متجاوزين المصاعب التي يمكن أن تعترض سبيل وصولهم إلى التحقّق، و “عزف منفرد” عام 2018. وكان آخر الأفلام السينمائية التي قدمها المخرج عبد اللطيف عبد الحميد هو فيلم الإفطار الأخير،  وتم عرضه عام 2021، وشارك في بطولته: كندة حنا، وعبد المنعم عمايري، وراما عيسى.

عبد اللطيف عبد الحميد الذي أخرج للسينما السورية 15 فيلماً كلها من كتابته، سَحَر الجمهور أيضاً بأدائه التمثيلي المعبّر والبارع في الأفلام التي شارك فيها مقدّماً شخصيات فريدة بدءاً من “نجوم النهار” لأسامة محمد ومروراً بـ “ماورد” إخراج أحمد إبراهيم أحمد و”بانتظار الخريف” لجود سعيد و”أمينة” لأيمن زيدان، مثبتاً بجدارة أنه فنان شامل.

الثلاثاء، 14 مايو 2024

العرض العالمي الأول للفيلم القصير وراء الشمس لريان مسيردي بمهرجان كان السينمائي الدولي

 


يشهد الفيلم القصير وراء الشمس للمخرج ريان مسيردي عرضه العالمي الأول بالدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي المقامة في الفترة من 14 إلى 25 مايو/ آيار حيث ينافس في مسابقة نصف شهر المخرجين.

في ثمانينيات القرن الماضي، تنضم فتاة صغيرة إلى عائلتها في رحلة حنين إلى الجزائر، موطنهم الأصلي، لاستكشاف جذورهم وإعادة اكتشاف ذكريات عزيزة.

الفيلم إنتاج جزائري فرنسي بلجيكي مشترك، من تأليف وإخراج ريان مسيردي وبطولة سنية فيدي وباللمن عبدالملك وإنتاج وليد بختي، شيريان ليلى بختي، ويانيس زكريا بختي لشركة MALFAMÉ، ومدير تصوير سيمي بننينو وتتولى MAD Solutions مهام التوزيع والمبيعات في العالم العربي.


مواعيد العرض:

مسرح كروازيت: الخميس 23 مايو الساعة 11:45 صباحًا

سينما أولمبيا: قاعة 8 - الجمعة 24 مايو الساعة 12.00 ظهرًا

سينما ألكسندر الثالث: الجمعة 24 مايو الساعة 7.00 مساءً

رايان مسيردي مخرج سينمائي وفنان تشكيلي فرنسي، تخرج من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس عام 2019، بعد دراسته في مدرسة الفنون الجميلة في أنجيه. 

يكمن عمله الفريد حيث تتقاطع الأفلام الوثائقية والروائية، ويستكشف بدقة الروابط بين شمال إفريقيا والضواحي الباريسية.

تم عرض أعمال مسيردي، التي تتميز بشخصيات وألوان متجذرة بعمق في الخيال الشعبي والجماليات التأملية، في صالات العرض والمؤسسات المرموقة في جميع أنحاء العالم. ويتميز بقدرته على التقاط جوهر موضوعاته بحساسية عميقة ونهج مبتكر، مما يجعله شخصية بارزة في السينما المعاصرة.


الأحد، 12 مايو 2024

عودة مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في دورته 12..


 


اعلنت محافظة مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، إقامة الدورة 12 من المهرجان في الفترة من 4 إلى 10 أكتوبر  2024 بمدينة وهران الساحرة غربي الجزائر.

وكان المهرجان قد غاب لمدة 6 سنوات، حيث تم تنظيم آخر دورة عام 2018 وهي الدورة 11.

ويقود الدورة 12 من المهرجان الفنان عبد القادر جريو مع إدارة فنية جديدة من المحترفين والمهنيين في مجال السينما، بالإضافة إلى هيئة استشارية من صناع السينما.

وستعرف الدورة الجديدة برنامجا متنوعا وزخما كبيرا في الفعاليات، كما ستعرض آخر إنتاجات السينما العربية بحضور صناعها.

وتُعلم محافظة المهرجان أنّ باب المشاركة في مختلف مسابقات المهرجان سيتم الإعلان عنه قريبا، ناهيك عن فتح مسابقة لاختيار الملصقة الرسمية للمهرجان. 

وعن الدورة 12 من المهرجان قال الفنان عبد القادر جريو، إن الدورة الجديدة ستعرف زخما كبيرا من خلال البرنامج المُسطّر ووضع أسس جديدة لدعم الصناعة السينمائية في الجزائر والعالم العربي وجعل هذا الحدث السينمائي مركزا للتأثير في السينما العربية، ناهيك عن إبراز الجانب السياحي لمدينة وهران الساحرة بالشراكة الوثيقة مع السلطات المحلية للمدينة

ويضيف جريو بأنّ المهرجان استعان بخبرات طاقم فني وإداري مُتمرّس بالإضافة إلى لجنة استشارية عليا للمهرجان متكونة من خيرة صناع ومهنيي السينما.

مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي تم تأسيسه عام 2007، ويعدّ نافذة كبيرة على السينما العربية كما يحمل بعدا دوليا من خلال برامجه المتنوّعة إلى جانب العروض والندوات والنقاشات والورشات، وتحتضنه مدينة وهران الساحلية غربي الجزائر.


وفاة المخرج الأميركيّ روجر كورمان عن 98 عامًا



 توفّي المخرج والمنتج الأميركيّ روجر كورمان عن 98 سنة، وفق ما نقلت وسائل إعلام أميركيّة عن عائلته السبت، بعد مسيرة عرف خلالها بأفلامه ذات الميزانيّة المنخفضة والمنتجة بوتيرة سريعة.

وأفادت عائلة كورمان بأنّه توفّي الخميس في منزله في سانتا مونيكا بكاليفورنيا.

وتولّى كورمان إخراج وإنتاج مئات الأفلام ذات الميزانيّة المنخفضة بدءًا من خمسينات القرن العشرين.

ووفق الموقع الإلكترونيّ لجوائز الأوسكار، فإنّ "قدراته المذهلة في توفير الأموال مكّنته من إنجاز بشكل سريع أفلام تاريخيّة وأعمال من نوع الخيال العلميّ بميزانيّات لا تغطّي تكاليف الوجبات في حال التصوير في استوديوهات حديثة".

وأضاف الموقع "بفضل براعته وطاقته اللامحدودة وحبّه العميق للسينما، أنتج كورمان أفلامًا أكثر من أيّ شخص آخر". ويعود له الفضل باكتشاف موهبة سينمائيّين بارزين من أمثال مارتن سكورسيزي وروبرت دي نيرو وفرانسيس فورد كوبولا.

من بين الأفلام الّتي أنتجها "فاست أند فوريوس" (1954)، و"ديمينشيا 13" (1963)، و"بيغ باد ماما (1974).

وبدأ كورمان المولود في ديترويت في ميشيغان، مسيرته في هوليوود من خلال العمل بداية كناقل رسائل وطرود في شركة "توينييث سانتشري فوكس" 20th Century-Fox، ثمّ ككاتب سيناريو.

السبت، 11 مايو 2024

فيلم "بين الرمال" للمخرج محمد العطاوي حظي بجائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم طويل في مهرجان أفلام السعودية



فاز فيلم "بين الرمال" للمخرج محمد العطاوي بجائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم طويل في مهرجان أفلام السعودية في دورته العاشرة التي اختتمت، الخميس، في مدينة الظهران.

وحصلت تولين عصام على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "هجان" كما حصل عمر العطوي على جائزة أفضل ممثل عن الفيلم ذاته، ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم أيضا.

وذهبت جائزة أفضل تصوير إلى أحمد السفياني وريكاردو جاك غيل عن فيلم "بين الرمال" فيما ذهبت جائزة أفضل مونتاج إلى كريستيان بينتو عن فيلم "ذلك الشعور الذي".

وحصد الفيلم اليمني "المرهقون" جائزة النخلة الذهبية للفيلم الخليجي الطويل ومنحت لجنة التحكيم جائزة خاصة في التمثيل لبطلة العمل، عبير محمد.

وقال محسن خالد الخليفي، أحد منتجي وصناع فيلم "المرهقون"، لرويترز إن الجائزتين رفعتا رصيد الفيلم إلى 15 جائزة بالمهرجانات الدولية التي شارك فيها ومن بينها مهرجان شيكاغو التاسع والستون ومهرجان برلين السينمائي.


وأكد الخليفي أن الفيلم سيواصل رحلته حول العالم بالمشاركة في مهرجان سياتل السينمائي الدولي في دورته الخمسين بالولايات المتحدة هذا الشهر.


وفي مسابقة الأفلام الوثائقية، فاز بالنخلة الذهبية فيلم "سباق الحمير" للمخرج محمد باقر كما فاز بجائزة أفضل فيلم عن البيئة السعودية "هورايزون" من إخراج فابين لميير.


ونال جائزة النخلة الذهبية للفيلم الخليجي الوثائقي "بر سار" من البحرين للمخرج محمد جاسم فيما ذهبت جائزة جبل طويق لأفضل فيلم عن مدينة سعودية إلى "أصوات العلا" من إخراج ميتوشكا ألكوفا.


وفي مسابقة الأفلام القصيرة، فاز بالنخلة الذهبية فيلم "قصة صالح" للمخرج زكي آل عبد الله فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم لفيلم "أنا وعيدروس" من إخراج سارة بالغنيم.


وحصل الفيلم البحريني "عذر أجمل من ذنب" للمخرج هاشم شرف على جائزة النخلة الذهبية لأفضل فيلم خليجي روائي قصير.


وذهبت جائزة أفضل فيلم تحريك إلى "مسند" للمخرج عبد الرحمن صالح وحصل على المركز الثاني فيلم "بين البينين" إخراج إيثار باعامر.

وقال مدير المهرجان، أحمد الملا، في كلمة الختام: "نبارك ونهنئ بعضنا باستمرار هذا العيد السنوي، كل منا جزء منه، بنيناه معا، وبكم يكتمل".

وأضاف "هكذا نُعد أنفسنا كل عام، نمده بالحب ونستمد منه طاقة الإبداع، نبقى على الوعد، حتى نلتقي ثانية بأفلام وأحلام ملهمة".

وكان المهرجان الذي تنظمه جمعية السينما بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء" قد انطلق في الثاني من مايو أيار بمشاركة أكثر من 70 فيلما.

الأربعاء، 8 مايو 2024

من كل الأعمار.. لقاء بين نجوم هوليوود القدامى والشباب في مهرجان كان 77

 


من نجوم مخضرمين وأسماء صاعدة، يجتمع مختلف النجوم السينمائيين في الدورة 77 لمهرجان كان السينمائي الذي ينطلق في 14 مايو/أيار الجاري.

يجتمع عالم السينما في المهرجان الفرنسي العريق الذي يستمر حتى 25 أيار/مايو، في نسخة تتميز مجدداً بحضور قوي لنجوم هوليوود على جادة كروازيت، قبل شهرين من دورة الألعاب الأولمبية في باريس.


اختيار مخرجة عربية في لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي

بعد سكورسيزي وهاريسون فورد العام الماضي، يُنتظر هذا العام عرض فيلم "ميغالوبوليس" للمخرج فرانسيس فورد كوبولا ضمن المسابقة الرسمية، بعد 45 عاما من عرض عمله الشهير "أبوكاليبس ناو" الذي نال عنه سعفة ذهبية في مسيرته.



ويعدُ هذا الفيلم الطويل من بطولة آدم درايفر، والذي عُرض أول مقطع دعائي له السبت، بأن يكون عملاً طموحاً من نوع الخيال العلمي، وهو فيلم بدأ الإعداد له قبل 40 عاماً وكرّس له عرّاب السينما الشهير جزءاً لا يستهان به من ثروته.


وسيلتقي كوبولا ببعض من أشهر الأسماء الأخرى في مجال السينما الأمريكية، أبرزهم جورج لوكاس، مبتكر أفلام "حرب النجوم" الذي سيحصل على السعفة الذهبية الفخرية، وكذلك الممثلة ميريل ستريب.


ومن المتوقع أيضاً حضور ممثلين من الرعيل الجديد في هوليوود، بينهم باري كيوغان وجيكوب إلوردي، وكلاهما برزا في فيلم "سالتبورن"، أو مارغريت كواللي.


ولن يخلو المهرجان من أفلام التشويق والحركة، خصوصاً عبر فيلم "فوريوسا" Furiosa الذي سيُعرض خارج المنافسة الرسمية، وهو الجزء التمهيدي لسلسلة أفلام "ماد ماكس".


"مي تو" مجددًا

ومن بين الأفلام التي ستُعرض في مختلف الأقسام والتي يقرب عددها من مئة، يتنافس 22 فيلما على جائزة السعفة الذهبية التي فازت بها الفرنسية جوستين ترييه العام الماضي عن فيلمها "أناتومي دون شوت" ("أناتومي أوف إيه فال" بالتسمية الإنكليزية).


وستترأس لجنة التحكيم الأمريكية غريتا غيرويغ (40 عاما)، وهي أول مخرجة تتجاوز إيرادات أفلامها المليار دولار مع "باربي".


وتضم اللجنة أيضاً أسماء شهيرة أخرى، من أمثال الممثل الفرنسي عمر سي أو الممثلة الأمريكية المنتمية إلى السكان الأصليين ليلي غلادستون التي لفتت الا نتباه قبل عام في مهرجان كان من خلال مشاركتها في فيلم "كيلرز أوف ذي فلاور مون" للمخرج مارتن سكورسيزي، وأيضاً المخرجة اللبنانية نادين لبكي.


في المنافسة أيضاً، يشارك سينمائيون معتادون على المهرجان الفرنسي العريق، من أمثال جاك أوديار، مع عمل استعراضي موسيقي باللغة الإسبانية يغوص في عالم تجار المخدرات، أو ديفيد كروننبرغ. وتعود إيما ستون أيضاً مع مخرجها المفضل يورغوس لانثيموس بعد فوزها بجائزة الأوسكار عن فيلم "بور ثينغز".


كما الحال في كثير من الأحيان، لن تغيب التطورات الدولية عن المهرجان، ولا سيما في المنافسة، مع فيلم روائي عن دونالد ترامب في شبابه ("ذي أبرنتيس") واقتباس من فيلم "ليمونوف" لإيمانويل كارير، بتوقيع المخرج الروسي المنفي كيريل سيريبرينيكوف.


كذلك، تُطرح تساؤلات عن إمكان مشاركة المخرج الإيراني محمد رسول آف، المرشح للسعفة الذهبية الذي يواجه باستمرار قرارات منع سفر من النظام الإيراني.


وسيواصل قطاع السينما في مهرجان كان البحث في تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الجديدة على الإبداع، بعد ستة أشهر من الإضراب التاريخي في هوليوود، ومع استحداث المهرجان مسابقة للواقع الافتراضي.


لكن الحدث سيثير أيضاً مناقشات بشأن المناصفة بين الجنسين (إذ تشكّل المخرجات نسبة 20% فقط من الأسماء في قائمة المشاركين في المسابقة الرسمية، بحسب منظمة نسوية)، فضلاً عن قضايا العنف الجنسي والتمييز ضد النساء.


بعد سبع سنوات من بدء حركة "مي تو"، لا يزال موضوع الانتهاكات الجنسية في القطاع حاضراً في أذهان الجميع، سواء في الولايات المتحدة حيث أُسقط أخيراً أحد أحكام الإدانة في حق هارفي وينستاين، وأيضاً في فرنسا، بين محاكمة جيرار دوبارديو في تشرين الأول/أكتوبر وفتح المجال أمام رفع الصوت لضحايا هذه الارتكابات ببادرة من الممثلة جوديت غودريش.


وتنطلق فعاليات المهرجان مساء الثلاثاء مع الممثلة كامي كوتان، قبل عرض فيلم الافتتاح "لو دوزيام أكت" لكانتان دوبيو، مع ليا سيدو، الذي سيُعرض بالتزامن في صالات السينما.

الثلاثاء، 7 مايو 2024

كيف تناولت السينما الجزائرية مجازر 8 ماي 1945 ؟



 محمد عبيدو 

حضرت موضوعات حرب التحرير الوطنية في السينما الجزائرية منذ الاستقلال بأعمالها الروائية والوثائقية، كاشفة احداث التاريخ وتضحيات الشعب الجزائري في سبيل الحرية والاستقلال، ومن بين هذه الاحداث مجازر 8 ماي 1945 التي ارتكبتها قوات الاحتلال الفرنسي ضد الشعب الجزائري، وشملت معظم أرجاء الجزائر ومن أهم المناطق هي سطيف والمسيلة وقالمة وخراطة وسوق أهراس، ونتج عن هذه المجازر قتل أكثر من 45,000 جزائري، وهزت بعنفها ودمويتها وقسوتها العالم  .

من بين هذه الاعمال المنتجة نذكر ملحمة “وقائع سنوات الجمر” لمحمد لخضر حمينة سنة 1975 (الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي) الذي تدور أحداثه حول وقائع تاريخ الجزائر النضالي، والذي غطته مساحات الدماء الحمراء، من أجل نيل الاستقلال والحرية، والنظم التي تمارس القمع وتجهض حقوق الإنسان أينما كان. كما صور الفيلم الحياة القبلية في جبال الجزائر، والتي كانت تعيش على حياة التنقل في الصحراء والرعي، ثم لم تلبث أن تحولت الصحراء إلى ساحة للقتال والجهاد المستميت من أجل نيل الحرية المضرجة بالدماء، ويغلب على الفيلم روح التراجيديا، حيث سادت فيه مناظر البؤس والألم والمجازر الدموية لمئات من المواطنين. وحضرت أيضا في أفلام أخرى مثل فيلم “زهرة اللوتس” للمخرج الراحل عمار العسكري 1999.

تطرق المخرج رشيد بوشارب لموضوع مجازر8 ماي 1945 في فيلمه “أنديجان” (2008) كما حضرت بقوة في فيلمه التالي “خارجون عن القانون” (2010) الذي تدور أحداث قصته بين 1945 و1962 حيث تبرز قصة ثلاثة إخوة جزائريين تعرضت أسرتهم إلى الإبادة الجماعية خلال مجازر 8 ماي 1945، فقرروا التنقل إلى فرنسا للدفاع عن القضية الوطنية وكشف الجريمة أمام العالم. وخصص المخرج مساحة كبيرة من زمن الفيلم لمجازر 8 ماي الأسود. تعرض الفيلم لدى نزوله لحملة واسعة من طرف اليمين الفرنسي خاصة، الذي شن حملة اضطهادية واسعة عليه في بعض الصحف الفرنسية، ونزلت بعض القوى اليمينية إلى الشارع في مظاهرات ضد عرض الفيلم أمام صالة عرض مهرجان كان، رفضا لمحتواه التاريخي، وأعتبروه “مهينا لفرنسا”.

واختار المخرج جعفر قاسم الذي اشتهر بأعماله التلفزيونية الكوميدية دخول السينما من خلال موضوع تاريخي عن مجازر 8 ماي 1945 الدامية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري وهي المرة الأولى التي تعالج فيها هذه المرحلة دراميا.

واعتمد المخرج في فيلم “هليوبوليس”، وهو الاسم القديم لمدينة قالمة مقاربة جديدة في تناول الموضوع بطريقة انسانية تعطي نظرة مغايرة لبعض الأمور منها الصورة المعروفة عن القياد والاعيان لدى الجزائريين وتدور إحداث الفيلم حول عائلة زناتي احد اعيان وأغنياء المنطقة.


وتناولت السينما التسجيلية الحدث في عدد من الأفلام حيث تناول المخرج مهدي العلوي هذه الواقعة في فيلم وثائقي بعنوان “مجازر سطيف ، ذات 8 ماي 1945” اضافة الى وثائقي المخرج الفرنسي الملتزم بالثورة الجزائرية رونيه فوتيه “دم شهر ماي يزرع نوفمبر” (1982 )


وأيضا، يقدم الفيلم التسجيلي “8 مايو 1945 الآخر- أصول حرب الجزائر” للمخرجة ياسمينة عدي مجموعة من الشهادات الحية ممن عاشوا أحداث ومجازر الثامن من مايو 1945 في كل من قسنطينة، سطيف وقالمة. وعمدت المخرجة ياسمينة عدي في فلمها المنتج عام  2008  لتحقيق عملها الوثائقي النادر إلى تقديم شهادات من الطرفين الجزائري والفرنسي على حد سواء لأنها كما أشارت “لا تريد أن تضع القضية في بعدها ندا للند بين الطرفين وإنما الكشف بموضوعية عن حقيقة ما حدث”.


ومن بين الشهادات واحدة للمؤرخ الفرنسي باسكال بلانشار الذي قدم في شهادته الظروف الدولية لمجازر الـ8 من مايو 1945 وأهم محطاتها ومعداتها العسكرية والجيواستراتيجية.


وتطرح شهادات حية لمجموعة من المناضلين الجزائريين المنخرطين في صفوف الحركة الوطنية وأحزابها، كحزب الشعب الجزائري وحركة أحباب البيان والحرية وجمعية العلماء المسلمين، حقائق حول الأجواء التي سبقت اندلاع شرارة الـ8 من مايو 1945 في سطيف.


وكشفت شهادات مصطفاي (عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الجزائري) أنه وفي غمار التحضير لاحتفالات انتصار الحلفاء على النازية في 8 مايو 1945 بسطيف اقترح عليه المناضل سعيد عمراني نموذجا أوليا للعلم الوطني الذي اعتمد رمزا للجزائر خلال الاحتفالات إلى جانب الشعارات المرتفعة المنادية بالحرية.


وأكد مصطفاي على أن الشرارة الأولى للمواجهات بين الجزائريين والجيش والمستعمرين الفرنسيين كانت أمام مقهى “باريس” وسط مدينة سطيف حيث تم إطلاق النار على الطفل سعال بوزيد الذي خطف العلم الوطني ليطوف به ويسقط شهيدا.


ومن هنا بدأت المواجهات، كما يوقف المشاهد بعد إنصاته العميق لشهادات كل من المناضلين محمد شريف، حميد عصيد، عيسى شراقة، لحسن بخوش، العياشي خرباش، ساسي بن حملة، سعيد عليق مسعود هرفم، يلس عبد الله، عبد المجيد شهاب، محمد فنيدس، عمار يدهوش، زهرة أمقراني، حميد بلزازن على حقائق مرعبة حول الجريمة التي ذهب ضحيتها أبرياء جزائريون عزل منها إطلاق النار العشوائي على المتظاهرين والسكان (الأهالي) دون تمييز.


كما أشارت الشهادات الفرنسية ومنها لروجيه دويني وهنرييت بيتون إلى تجاوزات القضاء والشرطة الفرنسيين ضد الجزائريين رغم أن مواجهات 8 مايو 1945 أدت إلى سقوط 28 فرنسيا، وكيف حاول الجيش الفرنسي في حركة تمويه وبأمر من الجنرال هنري مارتن استدراج كل سكان مناطق سطيف وقالمة وخراطة الذين يفوق عددهم 15 ألفا إلى منطقة ميلبو البحرية وايهامهم بأن حركة الانتفاضة والمظاهرات توقفت وبأن الجزائريين لا يشكلون خطرا على المستعمرين ولتطمين الدوائر الفرنسية بالسيطرة على الوضع.


وهو ما تبرزه الصور النادرة للاحتفال حيث يبدو الجزائريون رافعين أيديهم ورافعين السلاح بدون ذخيرة ومحاطين بقوافل من الجنود السينغاليين.


كما أثار الفيلم الوثائقي حقيقة التعتيم الإعلامي على هذه المجازر وانعكاساتها، اذ كشف المراسل الأمريكي لندروم بولينغ شهادته الحية أنه تلقى صعوبات للحصول على معلومات من الجانب الفرنسي حول حقيقة ما حدث في ذلك اليوم الدموي بسطيف حيث شوهدت القرى تحترق والمنازل تدمر.


تطرق الفيلم، لإضراب الطلبة في 19 ماي 1956 وتضحيات النخبة الجزائرية المثقفة والمتعلمة. لم يكن إضراب ال 19 ماي البداية، كما أنه لم يكن النهاية، لكنه كان محطة قوية ورسالة بالغة لكل العالم أن الجزائر لم ولن تكون فرنسية، سارعت الطبقة المتعلمة والمثقفة من طلاب الجامعات والثانويات الى هجر مقاعد الدراسة بشكل جماعي وفردي والتحقت بجيش وجبهة التحرير الوطني في الميدان .


محمد عبيدو

الاثنين، 6 مايو 2024

فيلم Io Capitano للمخرج ماتيو جاروني الفائز الأكبر بجوائز السينما الإيطالية

 


كان فيلم ماتيو جاروني الدرامي عن اللاجئين "إيو كابيتانو"، الذي رشح لجائزة الأوسكار هذا العام عن إيطاليا في فئة أفضل فيلم دولي، هو الفائز الأكبر في جوائز ديفيد دي دوناتيلو لعام 2024، التي تعادل جوائز الأوسكار في إيطاليا، حيث فاز بجائزة أفضل فيلم ومخرج لجاروني.

كما حصل Io Capitano على جوائز أفضل تصوير سينمائي ومونتاج وصوت ومؤثرات بصرية.

وفاز فيلم "لا يزال هناك غدًا" للمخرجة باولا كورتيليسي، وهو فيلم درامي نسائي بالأبيض والأسود والذي أصبح الأكثر ربحًا في إيطاليا العام الماضي، بجائزة كورتيليسي دوناتيلو لأفضل ممثلة، وأول ظهور لها في الإخراج، والسيناريو الأصلي للسيناريو الذي شاركت في كتابته مع فوريو. أندريوتي وجوليا كاليندا.

وقالت وهي تقبل تكريمها كممثلة: "أريد أن أشكر أولئك الذين أعطوني الفرصة لكتابة هذا الدور كما أردته".

فيلم كورتيليسي، وهو عمل درامي عن امرأة تعرضت للإساءة في روما ما بعد الحرب العالمية الثانية، والذي تمكن من الجمع بين الدراما الاجتماعية الجادة مع الكوميديا، وحقق أيضًا نجاحًا تجاريًا ضخمًا في إيطاليا، متفوقًا على باربي في شباك التذاكر المحلي ( كسب نحو 40 مليون دولار) وأصبح ظاهرة ثقافية، مما أثار جدلاً جديداً في إيطاليا حول العنف المنزلي وقتل النساء.

وذهبت جائزة أفضل ممثل إلى ممثل آخر تحول إلى مخرج، وهو ميشيل ريوندينو، الذي فاز بجائزة دوناتيلو عن لعبه دور البطولة في أول فيلم له كمخرج، Palazzina Laf، وهو فيلم درامي عن التنمر في مكان العمل. وحصل النجم المشارك إليو جيرمانو على جائزة أفضل ممثل مساعد.

وحصل فيلم "المخطوف" للمخرج ماركو بيلوتشيو، وهو فيلم درامي عن قصة حقيقية لصبي يهودي أُخذ من عائلته وأجبر على التحول إلى الكاثوليكية، على جائزة دوناتيلو لأفضل سيناريو مقتبس عن سيناريو شارك في كتابته بيلوتشيو وسوزانا نيكياريللي، وكان الفائز الأكبر. في الفئات الفنية، وحصل على جوائز في تصميم الإنتاج، وتصميم الأزياء، والمكياج، والشعر.

أما جائزة دوناتيلو لأفضل فيلم دولي فذهبت إلى فيلم Anatomy of a Fall للمخرجة جوستين تريت الحائز على جائزة الأوسكار.

أقيم حفل توزيع جوائز ديفيد دي دوناتيلو التاسع والستين يوم أمس الجمعة 3 مايو في استوديوهات Cinecittà الأسطورية في روما.


رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عامًا



توفي صباح اليوم الأحد، الممثل البريطاني برنارد هيل، الذي اشتهر بدور الملك ثيودن في ثلاثية "سيد الخواتم" والكابتن إدوارد سميث في فيلم "تيتانيك"، عن عمر ناهز 79 عامًا.

ولد برنارد هيل عام 1944 في بلاكلي بمانشستر، بدأ مسيرته الفنية في السبعينيات من خلال عدد من الأفلام والمسلسلات البريطانية، ثم برز هيل بدور الرقيب بوتنام في فيلم “غاندي” من إخراج ريتشارد أتينبورو.

وفي عام 1997، لعب هيل دور الكابتن سميث في فيلم "تيتانيك" للمخرج جيمس كاميرون، والذي فاز بـ 11 جائزة أوسكار. 

ثم انضم إلى سلسلة أفلام "Lord of the Rings" للمخرج بيتر جاكسون بدور الملك ثيودن، حيث ظهر في فيلم "The Two Towers" عام 2002 و"The Return of the King" عام 2003، والذي حصل أيضًا على 11 جائزة أوسكار.



الجمعة، 3 مايو 2024

الجائزة الكبرى لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي للفيلم الإسباني “ماتريا”



محمد عبيدو 

توج الفيلم الروائي الطويل “ماتريا” للمخرج الإسباني ألفارو جاجو بالجائزة الكبرى “الغزالة الذهبية” لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في طبعته الرابعة التي اختتمت سهرة الثلاثاء إلى الأربعاء في قاعة المسرح الجهوي عز الدين مجوبي.

يتناول هذا الفيلم الذي أنتج سنة 2023 حالات انسانية من خلال امرأة في قرية صيد في غاليسيا تعيش ظروفا اجتماعية صعبة للغاية وتقاوم تكافح من أجل تدبر أمرها من خلال العمل الجاد و القاسي هنا وهناك من أجل لقمة العيش وضمان مستقبل أفضل لابنتها. مع استعداد ابنتها البالغة من العمر 18 عامًا للوقوف على قدميها، تبدأ رامونا في التشكيك في حياتها حتى هذه اللحظة.

يعكس الفيلم صورة قوية للمرأة الصامدة في وجه الظروف الصعبة وهو الدور الذي أدته الممثلة  ماريا فاسكيز التي توجت في فيلم “ماتريا” بجائزة “أحسن ممثلة” في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في طبعته الرابعة .


وجاءت جائزة الغزال الذهبي لأفضل مخرج للكرواتي أندريه كوروفليف عن “فندق بولا”. بالنسبة لمسابقة الفيلم القصير، قررت لجنة تحكيمها أن تمنح تنويهين، الأول للفيلم الإسباني “السينما شيء رائع” للمخرج دافيد فرنانديز: السينما مليئة بالقواعد السخيفة. يذكر أحدهم أن بطل الرواية يجد دائمًا مكانًا لوقوف السيارات في المرة الأولى. سوف يمر الأب وأبناؤه برحلة ملحمية من أجل الوصول إلى شركة ابن أخيهم في الوقت المحدد. والثاني للفيلم الكرواتي “الواقع الحقيقي للقتال” للمخرج أندريا سلافيتشيك: بين مشاكل المدرسة، ودراما الفتيات اللئيمة، والكلمات الجذابة، والسيارة الزرقاء الغامضة، تحكي لنا المراهقة لينا، التي تكون أحيانًا مشتتة الانتباه أو متقطعة، القصة الحقيقية وراء القتال الكبير.

وفاز بجائزة لجنة التحكيم الفيلم القبرصي “ليلة أعمال شغب” للمخرج أندريا شيتانيس : خلال أعمال شغب في شوارع قبرص، يحاول رجل من أصل عربي العثور على مأوى داخل منزل عائلة قبرصية. ومع ذلك، سرعان ما يدرك أن حياته ربما تكون أكثر عرضة للخطر داخل المنزل، وليس في الخارج في الشوارع مع مثيري الشغب. يستكشف الفيلم الصعوبات التي يتعين على اللاجئ التغلب عليها، والحزن الذي يمكن أن يفرق الأسرة، ولكن قبل كل شيء، يركز الفيلم على قوة حب الأم، وتوج الفيلم الفلسطيني “سوكرانية 59” للمخرج عبد الله الخظيب بالجائزة الكبرى في ألمانيا، تجد عائشة وزوجها جمال وابنهما سمير، وهم لاجئون سوريون، أنفسهم مقيمين في مساكن توفرها المؤسسات العامة. في أحد الأيام، تصل ماريا وصوفيا، أم وابنتها اللتان فرتا من الحرب في أوكرانيا. تضطر العائلتان إلى العيش معًا على الرغم من اختلاف أسلوب حياتهما والتجارب التي مروا بها في المنفى.. فيما نال جائزة لجنة التحكيم الفيلم القصير “ليلة من أعمال الشغب”

ونال جائزة “أحسن دور رجالي” الممثل الفلسطيني صالح بكري عن دوره في الفيلم الفلسطيني “الأستاذ” للمخرجة فرح النابلسي، و يتناول الفيلم الذي تم تصوير في الضفة الغربية بفلسطين، ويرصده قصصاً إنسانية من واقع مأساوي فلسطيني على مدار ساعة و55 دقيقة، قصة “باسم” (صالح بكري) أستاذ فلسطينيّ يكافح للتوفيق بين التزامه بالمقاومة السياسية التي تهدد حياته، يكافح للتّعامل مع تجربة شخصيّة مؤلمة بعد حادث مأساويّ اودى بحياة بابنه وانفصاله عن زوجته . تأخذ حياته منعطفًا غير متوقّع عندما يشكّل ارتباطًا عميقًا مع آدم، أحد طلّابه، حيث ينقله للإقامة عنده و يسكنه غرفة ابنه الذي استشهد عندما أسره الاحتلال ويزوده بالكتب ، إثر هدم بيته، المجاور لبيته، وقتل مستوطنون حاولوا إحراق أشجار زيتون، أخاه الأكبر، يعقوب ، في حين ينمّي أيضًا علاقة رومانسية جديدة غير متوقّعة مع إحدى المتطوعات في المدرسة العاملة الاجتماعيّة البريطانيّة “ليزا” (إيموجين بوتس). في الوقت نفسه، يسعى محامٍ أمريكيّ وزوجته إلى عودة ابنهما، وهو جنديّ إسرائيليّ محتجز لدى مجموعة مقاومة فلسطينيّة يُحضره رفاقُ الأستاذ، لإخفائه في بيته، يكتشف أمره آدم، فينقذ الأستاذَ في تفتيشٍ أوّل لجيش الاحتلال، حث يبادر من نفسه إلى أخذ الأسير وإخفائه في مكان قريب ثم تنقذه زميلته، التي تغدو شاهدة على ما يجري، في تفتيش ثانٍ للمخابرات.. يثير مطلب المجموعة لتبادل الأسرى توتّرات مع السّلطات، ممّا يزيد من حدّة البحث عن الجنديّ، ويوقع حيّ “باسم” و”آدم” في حالة من الاضطراب. تنسج المخرجة، فرح النّابلسي، هذه القصص المتباينة والمترابطة في آنٍ، في دراما مشوّقة تتميّز بالتّعاطف والأحداث غير المتوقّعة والاستفزازات المتواصلة، الّتي ترتكز على أداء صالح بكري القويّ..

وعادت جائزة “أحسن سيناريو” في فئة الأفلام الروائية الطويلة للفيلم التركي “روزينانت”، للمخرج باران غوندوزالب ويشارك في بطولته إيلي إردونميز، فاتح سونميز، فيما نال جائزة لجنة التحكيم لهذه الطبعة فيلم “فرانز فانون” للمخرج الجزائري عبد النور زحزاح :  في عام 1953، تولى الدكتور فرانز فانون من المارتينيك منصبه كرئيس الأطباء في عيادة الطب النفسي في البليدة، الجزائر. يهيمن الطب النفسي الاستعماري العنصري على الحياة اليومية في العيادة. يتم إيواء الفرنسيين بشكل منفصل عن المسلمين، والظروف في الوحدة الإسلامية صادمة: يتم تقييد المرضى وتهدئتهم رغماً عنهم. يقدم فانون نهجًا جديدًا يتضمن مناقشات جماعية ومسؤوليات أكبر لطاقم التمريض. أنشأ صحيفة للمريضى، ومقهى، وموقعًا لملعب كرة قدم، وساعد في ترميم المسجد. وهو يدعم بشكل متزايد حركة المقاومة الجزائرية السرية.

في فئة الأفلام الوثائقية، نال جائزة “أحسن فيلم وثائقي” الفيلم الإيطالي “سارورة” للمخرج نيكولا زمبيلي: على أبواب صحراء النقب، يحارب شباب فلسطينيون الاحتلال العسكري الإسرائيلي محاولين استعادة الأراضي المسروقة من عائلاتهم.. وذهبت جائزة لجنة التحكيم للفيلم الفلسطيني “باي باي طبريا” للمخرجة لينا سويلم، تصور حياة والدتها (الممثلة الفلسطينية هيام عباس) وجذورها في فلسطين. الفيلم الوثائقي “يفتح آلام الماضي” ليعكس الخيارات الحياتية الصعبة التي تواجهها هيام عباس ونساء من عائلتها، متخذا نقطة البداية من النكبة الفلسطينية عام 1948 وما رافقها من تهجير ونفي وقيام دولة الاحتلال الإسرائيلي. وقامت لجنة التحكيم بمنح تنويه خاص للفيلم التونسي “عقرب مجنونة” للمخرج أكرم منصر يتابع الفيلم قصص مجموعة من النساء في مدينة وذرف بالجنوب التونسي و نضالهن للحفاظ على صنعة الأجداد المتمثلة في السجاد التقليدي (المرقوم)..

وتم إدراج في الطبعة الرابعة لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي جائزة الجمهور تحمل اسم المخرج الراحل “عمار العسكري” الخاصة بتصويت الطلبة على أفلام جزائرية تم عرضها بالمدرسة العليا للتسيير بعنابة أنتجت في إطار ستينية عيد الاستقلال و التي نالها الفيلم الجزائري “الطيارة الصفراء” للمخرجة هاجر سباطة. الفيلم يروي قصة جميلة الفتاة الجزائرية التي فقدت أخاها في الفترة ما بين 1956 و1957، أي خلال حرب الجزائر، وتسعى للانتقام من مقتله . وتعلم جميلة بخبر وفاة شقيقها من قبل نقيب فرنسي وتسعى للانتقام لكنها تقع في حيرة من أمرها هل تنتقم لشقيقها الذي قتل من طرف الفرنسيين أم تنتقم لوطنها المحتل. كما تم الكشف عن الفائزين بمنحة الصناعة السينماتوغرافية، التي خصصت للمشاريع الإبداعية، وعادت في قسم مشروع الكتابة للمخرجة سيرين عشير عن مشروعها “أصوات”، بينما عادت جائزة أحسن مشروع للمخرج أسامة بلحسين عن عمله “7 كيلومتر”.

ورغم الخيارات الفنية الجيدة وعناوين العروض السينمائية اللافتة التي عاشتها مدينة عنابة على مدار ستة أيام (24-30 أفريل) في الطبعة الرابعة للمهرجان، وضمت 70 فيلما أنتجوا بين سنتي 2022 و2024  بمشاركة 18 بلدا متوسطيا، من بينها عروض خاصة بالسينما الفلسطينية، و أخرى بالمرأة والسينما المتوسطية، ومع الرغبة بالتجاوز والخروج من الاداء الضعيف الي ميز الطبعتين الثانية والثالثة، إلا ان لغطا كثيرا دار حول المهرجان في وسائل الاعلام وبصفحات التواصل الاجتماعي ربما بسبب غياب نقاد وإعلاميين متخصصين، وانعكاس ذلك على التغطية الاعلامية للصحفيين اللذين تمت دعوتهم لحضور المهرجان ولم تصل منهم مقالات نقدية للأفلام او الندوات او حوارات مع اعضاء لجان التحكيم التي ضمت اسما بارزا في السينما العالمية وهو المخرج التركي نوري بليج جيلان، بل كانوا منشغلين على ما يبدو بأخبار مؤثري تيك توك استضافهم المهرجان كضيوف شرف او بالتقاط صور سيلفي.

وظهرت ايضا تساؤلات حول غياب اسماء سينمائية كبيرة تم الاعلان عنها رسميا ولكن لم تحضر، وأيضا غياب السينمائيين الفلسطينيين في وقت القضية الفلسطينية هي الحدث الاهم الي يشغل ويحرك وجدان العالم.

كما يحسب ايجابا للنقاشات التي اثارها انعقاد المهرجان، دعوة الجهات المعنية كوزارة الثقافة والبلديات لترميم صالات السينما المغلقة او انشاء صالات جديدة في مدينة ليس بها سوى صالة واحدة ناشطة هي صالة “السينماتيك”، مما اضطر المهرجان لعرض افلامه في مسرح عنابة الجهوي . ويبقى موضوع الصالات السينمائية جزء اساسيا من الانشغالات والحوارات حول قضايا وإشكالات الواقع السينماتوغرافي بالجزائر ودعوات النهوض به .